رواية كبرياء رجل شرقي البارت 98
رواية كبرياء رجل شرقي الحلقة 98
رواية كبرياء رجل شرقي الفصل 98
رواية كبرياء رجل شرقي الجزء 98
رواية كبرياء رجل شرقي البارت 98 - مدونة يوتوبيا |
ثوانٍ غادرت الخادمه ليأتيه صوتٌ ثقيل من خلف الباب صوتٌ مشابه للصوت الذي سمعه عبر الهاتف ابتلع ريقه برهبة مع سماعه لوالده ينطق وهو يتقدم متوّجه لفتح الباب : حياك الله تفّضل
يتوقف الزمان عند رجل واحد رجلٍ أربكه ،
و كأنه لصٌ كان يدير ظهره ينوي المغادره جَبُن في آخر لحظه ليتوقف، لم يوقفه ويمنعه من المغادرة سوى صوته ، صوته الذي إنجذبت له مسامعه وهو يرّحب به ، وقف يرّحب بالضيف المُدير ظهره عنه
: أقلط وين رايح حياك تفضل
التفت ينظر إليه بتأمل ، بتأمل فقط وكأنه يريد حبس ملامحه بداخله !
شعره المُمتلئ بالبياض ومسبحته التي تعانق أنامله ورائحة العود العتيق التي داعبت أنفه شعورٌ متناقض يجتاحه ناحية الملامح الهادئه التي تقف أمامه ، يريد أن يلتجأ إلى احضانه ويبكي عن طفولته و مراهقته التي فقدها بعيداً عن صدره ويريد بأن يُحرق قلبه ، يوجعه ، يؤذيه ، بسببه يشعر بغربة الروح بينه وبين الشخص الي يقاسمه إسمه ويرتبط به بدمه امسك ببطنه وهو يشعر بأنه سيقيأ وجعه أو ربما قلبه !
بينما والده ينظر للشخص الذي يقف بعيداً عنه يراقب نظراته الحادة تجاهه ، الحقد الذي تحمله هذه النظرات جعله يعيش لحظات من اللاإتزان حتى شعر بأن أركان قصره تهوي وتسقط على صدره وهو يستمع لنبرة من أمامه ينطق وهو يحترق بكلماته : هلا بأحمد هلا بأبوي هلا بالغالي هلا بالي تخطى ولده وعاش ولا سأل عنه اردف بحُرقه حبست دموعه بداخله : هلا بالأبو الي حرام فيه هالشنب وحرام فيه هاللقب
بمقابله ارتعشت شفتيه و خطواته تقترب لتتأمل ملامح إبنه عن قُرب برجفة الحروف التي التقطت مسامعه أصطدمت فكوكه ببعض حتى أصدرت صرير مزعج يحاكي الأنين بداخله : سـسسـ..
كان كالطفل الذي يتلقّى الأحرف بصعوبة ضاعت الأحرف بداخله وقاموس الكلمات يتبخر فقد جميع حواسه لتبقى حاسة واحدة متيقظه ، كانت عينيه تتأمل ابنه بعمق / بغرق ، أحنّ أخي عليّ ليجعلك تأتي بنفسك لي !
و أنا الذي أنقضى من عمري الكثير اتقلّب في محاولة لتخمين ملامحك !
أتعلم كم مرة لمحت طيفك في بيتنا ، و كم من مرة نمت و أنا أردد إسمك ؟ ، كان أكثر ما أريده بالحياة رؤيتك أحمّرت عينيه بماءٍ بارد نطق بصوتٍ مستبشر منتظر لدعوة إبتهل بها لربه حتى أراه إبنه متجاهلاً لكل كلمة تفّوه بها " قرّت عينيه " لتنساب منها ماءٌ بارد
" أزارتني فرحة يعقوب بيوسف " ؟
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا