رواية عروستي ميكانيكي الحلقة الثالثة 3 بقلم سما نور الدين

رواية عروستي ميكانيكي الحلقة الثالثة 3 بقلم سما نور الدين

لقراءة باقي روايات الكاتبة سما نور الدين : اضغط هنا
رواية عروستي ميكانيكي الحلقة الثالثة - رواية عروستي ميكانيكي البارت الثالث - رواية عروستي ميكانيكي الجزء الثالث - رواية عروستي ميكانيكي 3 - رواية عروستي ميكانيكي المشهد الثالث
رواية عروستي ميكانيكي الحلقة الثالثة 3 بقلم سما نور الدين

نُرشح لك هذه الموسيقى لتستمع لها وأنت تقرأ رواية عروستي ميكانيكي الفصل الثالث بقلم سما نور الدين 


رواية عروستي ميكانيكي البارت الثالث 3 كامل مكتوب بقلم الكاتبة سما نور الدين




لقراءة الحلقة السابقة : اضغط هنا 

(رابط الحلقة الرابعة في نهاية المقال) 

المشهد 3 (البارت الثالث)

المشهد 3
..استدار جميعهم ليجدوا سيدة تقف بمنتصف الصالة الواسعة.. يبدو ان عمرها قد تخطى الاربعون بقليل ..تقف بوقار وهيبة ولكن تبدو الطيبة بملامح وجهها والتي تحاول بشق الانفس ان تستبدلها بملامح الجمود والقوة ..ولكنها فشلت ببراعة ..
..تقدم ابراهيم ناحيتها ..مال بجذعه يقبل ظهر كفها وهو يقول .."..ازيك ياعمتي..انا لسة واصل من شوية ..كنت هغير هدومي واجيلك اوضة حضرتك.."..
..ربتت العمة زهرة فوق كتف ابراهيم ولكن عينيها كانتا لا تحيدان عن تلك الواقفة بعيدا تنظر لها بتوجس وحرص..قالت زهرة..
.."..حمدالله ع السلامة يابني .."..
..رفعت زهرة يدها تشير بها ناحية ايمان وقالت ..
.."..انتي ..تعالي.."..
..التفتت ايمان يمينا وشمالا براسها ثم اشارت لنفسها بااصبعها وهي تقول متسائلة..
.."..انا ياحجة .."..
..نظرت زهرة لإبن اخيها ابراهيم بعد ان رفعت حاجبيها وهي تقول متعجبة ..
.."..حجة.."..
..اخفض ابراهيم رأسه وقال بيأس وبصوت خافت..
.."..البيت كله ياعمتي بقى حجاج.. رجالة وستات .."..
..عاودت زهرة النظر لإيمان وقالت وهي تهز رأسها بالايجاب..
.."..ايوة انتي ..تعالي.."..
..تنهدت إيمان وهمست بداخلها ..
.."..هو يوم باين من اوله ..لما نشوف الحجة راخرة عايزة تجوزني لمين المرادي.."..
..اقتربت ايمان من عمتها زهرة بتوجس واضح وخطوات محسوبة ..حتى وقفت بقبالتها ..ارتسمت الابتسامة فوق شفتي زهرة وهي تقول بحنو ..
.."..انتي ايمان بنت احمد اخويا الله يرحمه ..صح.."..
..وبدون ان تدري ارتسمت فوق شفتي إيمان ابتسامة حزينة وهي تهز راسها بالايجاب .. ثم تفاجئت حين وجدت نفسها مغموسة داخل حضن عمتها وشعرت بوجنتيها مبللة اثر دمعات عمتها التي قالت بصوت باك حزين ..
.."..حبيبتي.. فيكي شبه كبير من احمد ..وكأني بحضنه هو ..حمدالله ع السلامة حبيبتي ..واهلا بيكي وسط اهلك.."..
رفعت ايمان ذراعيها لتحتضن عمتها بقوة ..فقد اشتاقت لمثل هذا الدفء والحنان منذ وفاة والدتها ..
واثناء ذلك كانت اصلي هانم تنزل درجات السلم وهي تنظر لتلك الصغيرة القابعة بحضن زهرة .. زهرة عدوتها اللدودة داخل العائلة والبيت..وقفت بنهاية السلم تحاوط كتف ابنتها المصدومة بذراعها وقالت بالتركية..
Güvenliğiniz için Tanrıya şükürler olsun Ibrahim
..( حمدآ لله على سلامتك ابراهيم )..
..رفعت زهرة رأسها وحاوطت ايمان بذراعها جانبا دون ان تبعدها عنها وقالت بنبرة يملؤها الثقة والقوة..
.."..اتكلمي عربي يااصلي ..العربي اللي بتتكلميه احسن من اي حد بالبيت ..ولا نسيتي تحذير حماكي .."..
..تنحنحت اصلي ورسمت ابتسامة زائفة فوق شفتيها وقالت ..
.."..لا طبعا منسيتش يازهرة ..بس لغة بلدي دايما بتطغى عليا ..اعمل ايه..مش هتعرفيني يازهرة ..مين البنت دي اللي وخداها في حضنك وكانك تعرفيها من زمان.."..
..نظرت زهرة لإيمان بحب وقالت بسعادة ..
.."..انا فعلا اعرفها من زمان ..اعرفها حتى من قبل ماتتولد ..الأنسة الجميلة دي ..تبقى ايمان ..ايمان بنت احمد اخويا الله يرحمه..ااعرفك ياايمان ..اصلي هانم مرات عمك سمير ..سلمي عليها .."..
..ارتسمت ملامح الغضب والحقد فوق صفحة وجه اصلي وهي تهمس بذهول .."..بنت احمد.."..
..اقتربت ايمان من اصلي وهي تعاود الزفر بضيق هامسة لنفسها .."..الاسامي خلصت من البلد مافيش غير عصري دي ..وكمان هو انا هفضل اتمشور بالبيت دا اسلم عالرايح والجاي كدة.."..
..مدت ايمان يدها بالسلام لأصلي وهي تقول بود ..
.."..اهلا ياحجة ازيك كدة وازي صحتك .."..
..اشارت اصلي بنفور لنفسها وهي تقول بغيظ..
.."....ايه ..حجة ..انا حجة .."..
..وضعت ايمان بيدها جانبا وصاحت بصوت عال بعد ان فاض بها الكيل..
.."..طب قولي يارب اكتبهالي..هي كلمة حجة وحشة ..ياستي يارب ابقى انا حجة...دا ايه الهم دا.."..
..فتراجعت اصلي وابنتها خطوتين للوراء بذهول..كتمت زهرة ضحكتها بصعوبة.. فنادت للدادة..
.."..دادة فاطمة.."..
..هرعت دادة فاطمة التي خرجت من المطبخ باتجاه زهرة قائلة..
.."..افندم..زهرة هانم.."..
..اشارت لايمان بيدها وقالت ..
.."..خدي ايمان لأوضتها يادادة وخليكي معاها لو طلبت اي حاجة .."..
..اسرعت فاطمة تحمل حقيبة ايمان وقالت وهي تقف وتشير للسلم امامها ..
.."..اتفضلي ياانسة ايمان .."..
..اسرعت ايمان بحمل الحقيبة بعد ان نزعتها من يد فاطمة وهي تقول ..
.."..عليا النعمة ما ينفع..اتفضلي انتي ياحجة قدامي وانا هطلع وراكي ..دليني انتي بس الاوضة فين.."..
..شهقت فاطمة والتفتت ناحية زهرة تنظر اليها بحيرة واضحة ..صاحت زهرة بصوت عال ..
.."..ايمان ..ادي الشنطة لدادة فاطمة واطلعي قدامها .."..
..عاودت فاطمة لتميل وتأخذ الحقيبة من يد ايمان التي تراجعت بيدها للوراء وصاحت مستنفرة ..
.."..والمصحف ماينفع ..بقى اخلي الست الكبيرة تشيل وانا اطلع قدامها طرزان كدة .."..
..تنهدت زهرة وقالت باستسلام ..
.."..اطلعوا انتو الاتنين وخلصوني.."..
..تقدم ابراهيم اليهما حاملا حقيبته ..وقال بضيق ..
."..هاتي الشنطة ..وانتو الاتنين اطلعوا قدامي ..يالا..".
..مدت ايمان يدها بالحقيبة لإبراهيم وهي تقول بحماس ..
.."..اتفضل ياباشا.."..
..استطردت قولها وهي تنظر لفاطمة..
.."..شوفتي بقى ياقمر مجدعة الرجالة اللي بتبان في الوقت الصح.."..
..ثم التفتت بعينيها للجميع والذي كان متسع الاعين بتعجب وصدمة واضحة.. وقالت وهي تلوح بيدها ..
.."..اقول سلام للحلوين ..نصاية بس اريح وانزل تاني.."..
..استطردت قولها وهي تشير لعمتها قائلة بصوت عال..
.."..ياريت ياعمتي يعني لو اي تصبيرة كدة لغاية الغدا مايجهز ..انشالله حتى شندويتش جبنة بالخيار.. وجمبه كوباية شاي هيبقى ميت فل وسبعاتشر.."..
..صعدتا الاثنتان امام ابراهيم الذي كان بهز رأسه غير مستعب لما يحدث ..وان تلك العروس الميكانيكي ..عروس من ..عروسه هو ..
..كانت فاطمة تصعد السلم بخطوات متعثرة تلتفت حول نفسها..ثم اسرعت بخطواتها بالممر المؤدي لغرفة ايمان ..فتحت الباب ودعت ايمان للدخول وهي تقول ..
.."..اتفضلي ياانسة ايمان .."..
..رمى ابراهيم بالحقيبة امام الغرفة ومشى..وقبل ان يصل لغرفته وصل لاذنيه صوت ايمان وهي تصيح قائلة ..
.."..توشكر ياباشا.."..
..رفع رأسه لأعلى وهو يقول باستسلام ..
.."..الصبر يارب..".
..دلفت ايمان للغرفة ثم وضعت الحقيبة بجانبها ارضا ..وما ان استقامت ..اتسعت عينيها وفرغ فاهها وهي تلتفت حول نفسها تنظر للغرفة الواسعة باثاثها الفاخر قائلة ..
.."..يااا دين النبي..كل دي اوضة...دي اكبر من شقتي والورشة مع بعض.."..
..تنحنحت فاطمة وقالت ..
.."..حضرتك على ماتاخدي حمامك ..اكون رتبت هدوم حضرتك بالدولاب ..او تؤمري بحاجة تانية انسة ايمان.."..
..وقفت ايمان وقالت وهي تربت فوق صدرها..
.."..الامر لله ..متشكرة ياحجة ..ولا بلاش ياحجة ..لحسن ستات البيت بيزعلوا من الكلمة دي.."..
..ابتسمت فاطمة وقالت بهدوء..
.."..قوليلي ..دادة فاطمة .."..
..هزت ايمان رأسها وقالت باسمة..
.."..متشكرين يا حجة فاطمة..معلش اصل كلمة دادة دي تقيلة شوية ..بس وعد مني هحاول...وكمان مالوش لازمة تتعبي نفسك ..انا هوضب الهدوم جوة الدولاب .."..
..تنحنحت فاطمة ..وقالت باسمة الوجه ..
.."..انسة ايمان ..لو سمحتي ..انا بشتغل هنا ..واللي قولته دا طبيعة شغلي ..ان اخلي بالي من حضرتك وطلباتك واساعدك .."..
..ذمت ايمان شفتيها وقالت بعد ان تنهدت ..
.."..بصي ياقمر..عشان نبقى على نور من اولها ..انا غير العالم اللي تحت دول ..انا لا هانم ولا حضرتي ..وانا وانتي ياست فاطمة زي بعض ..بنجري على اكل عيشنا..فخلينا نتعامل عادي مع بعضينا..انا اقولك ياحجة فاطمة وانتي تناديني ياايمان .."..
..رمشت فاطمة وفركت يدها قائلة بتلعثم..
.."..لكن ..ما....ماينفعش......"...
..اقتربت منها ايمان بابتسامة واسعة وقالت وهي تمسك يدها ..
.."..خلاص ..من غير ما تقلقي..بصي من الاخر ..انا لو احتاجت حاجة هقول بصوت عالي ...يااااحجة فاطمة.. الحقيني...حلو كدة..".
..هزت فاطمة رأسها بالايجاب ..و علامات الرضا تظهر بملامح وجهها الباسمة...
..وبعد برهة من الوقت..
..كان ابراهيم يغدو بغرفة عمته ذهابا وايابا بعصبية واضحة وهو يقول مستنكرا..
.."..يعني ياعمتي كنتي عارفة ان ليا بنت عم مش عارفين مكانها ..وانكوا اول مالاقيتوها قررتوا تجيبوها هنا وكماااان تجوزهالي .."..
..كانت زهرة لا تحيد بعينيها عن ابن اخيها الذي كان يفور كبركان غاضب يكاد ان يدمر كل من حوله..وقالت وهي تضع قدمها فوق الاخرى..
.."..طبعا كنت عارفة ..تفتكر بردو ان جدك يخبي عني حاجة زي كدة ..وكمان انت زعلان اننا اخيرا لقينا بنت عمك أحمد الله يرحمه ..".
..وقف ابراهيم متسمرا امام عمته وقال بهدوء مرغما عليه..
.."..ياعمتي انا معنديش مشكلة اننا نلاقيها وتيجي تعيش معانا ..انا مشكلتي الاكبر والاصعب هي ان جدي مصمم يجوزهالي ...ازااااي بس ..انتي مشوفتيهاش عاملة ازاي...دي عبارة عن كارثة متحركة .."..
..اجابته زهرة باقتضاب وبملامح وجه جامدة..
.."..جدك وأكيد عارف مصلحتك .."..
..وقفت واتجهت ناحية مرآة زينتها ترتب خصلات شعرها الذي تخضب بعضا منه باللون الابيض ..وقالت بهدوء أعصاب تحسد عليه..
..".. أهو جدك عندك تحت انزل كلمه ..يمكن تقدر تخليه يغير قراره...ولو اني معتقدش ..بس اهي محاولة ..اتفضل .."..
..صاح ابراهيم غاضبا وهو يتجه للباب ..
.."..طبعا هنزل اكلمه .."..
..همست زهرة لنفسها .."..حبيبي يا ابراهيم ...مافيش مفر ..هتتجوزها يعني هتتجوزها.."..
***
..كانت ايمان تزفر ضيقا وهي تجلس فوق الفراش بعد اغتسالها واستبدال ملابسها ..فقالت وهي تتحدث مع نفسها بحسرة..
.."..محدش عبرني بالقمة عيش حاف حتى ..".
..مدت يدها لهاتفها تحاول مرة اخرى الاتصال بجارتها وصديقتها الوحيدة لوزة..ولكن بدون فائدة ..فقررت الخروج من الغرفة لتجد من يساعدها سواء لملأ معدتها الفارغة ..او لمساعدتها بالاتصال بصديقتها..
..نزلت درجات السلم فوجدت ابراهيم متجها ناحية غرفة جده ..فنادت بصوت عال ..
.."..ياباااشا.."..
..اخفض رأسه بإستسلام وهو يتنهد بيأس واضح ..استدار لها واجابها بضيق ..
.."..نعم..افندم.."..
..اتجهت ناحيته بعد ان ضحكت ضحكة خافتة ثم قالت وهي تحييه بيدها كتحية ضباط الشرطة..
.."..العفو ياباشا ..دا انت اللي افندم وسيد الافندية .."..
..صاح ابراهيم بضيق..
.."..اللهم طولك ياروح ..انجزي ..عايزة ايه.."..
..مدت له يدها وقالت متسائلة ..
.."..الموبايل بتاعي مش عارفة ماله ..بتصل ..بس ابيض ..لا صوت ولا صورة ..ومافيش حد هنا اعرف اكلمه غيرك.."..
..امسك بهاتفها يتفحصه وهو متاففا ..ثم قال..
.."..طبيعي ميشتغلش ..العيب بالخط مش بالموبايل .."..
..اسرعت بقولها وهي تتقدم ناحيته اكثر وتقول وهي تنظر لهاتفها ..
.."..لا ياباشا ..الخط تمام ..دا انا شاحنة بخمسين جنيه قبل ماسافر .."..
..وضع الهاتف بيدها وهو يقول مكفهر الوجه..
.."..مش مشكلة شحن يا ذكية..المشكلة بالخط مش شغال هنا .."..
..مد يده ونزع هاتفه من بنطاله واعطاه اياها وهو يقول ..
.."..خدي تليفوني دلوقتي ..وانا بعدين هجيبلك موبايل وخط جديد .."..
..امسكت بالهاتف والفرحة تكاد تلتهم ملامح وجهها وهي تقول ..
..".. الف شكر ياباشا ..ماشاء الله موبايل اخر حلاوة .."..
..اتسعت عينيها ببلاهة وهي تصيح..
.."..اييييه دا ..دا ماركة التفاحة ..دي اغلى ماركة دي ..صح ياباشا.."..
..قال بنبرة صوت باردة ..
.."..عايزة تتصلي بمين .."..
..اجابته بلهفة ..
.."..البت لوزة ..والواد بلاطة ..عايزة اطمن عليهم.."..
..قطب جبينه وقال مستغربا..
.."..مين ؟؟! ..بلا.... ايه ..ووزة مين ..."..
..صاحت بتعجب ..
.."..البت لوزة صاحبيتي حبيبتي..والواد بلاطة الصبي بتاعي ..استنى ..انا هحيلك حكايتهم .."..
..اسرع بقوله قبل ان يتورط بحديث طويل عريض لا فائدة منه ..
.."..لا ..لا ..مش دلوقتي ..انا هدخل لجدي وانتي كلميهم .."..
..بدأت تضغط باصابعها فوق شاشة الهاتف وهي تقول دون ان تنظر اليه..
.."..تشكر ياباشا ..متقلقش على رصيدك هما دقيقتين بس.."..
..وقبل ان يغلق باب غرفة الجد وراءه قال متأففا ..
.."..اتكلمي براحتك.."..
..وضعت الهاتف فوق اذنها وفور ان سمعت صوت صديقتها صاحت بحماس..
.."..بت يااالوزة ..ازيك يابت ....ايوة انا ايمان ..هو حد بيعبرك غيري ياخايبة ...طب والنعمة ليكي وحشة يابت..
اسكتتتي على اللي حصلي ..هحكيلك كل حاجة بعدين ..طمنيني عليكي وع الواد بلاطة.."..
..ظلت تتحدث وهي تمشي وبدون ان تدري وجدت نفسها تخرج من باب البيت ..تسمرت مكانها بعد ان انهت مكالمتها مع صديقتها ..تنظر للجراج الواسع والذي يضم اكثر من سيارة فارهة..ثم نظرت للسائق ( إمام ) وهو واقفا يزفر بغضب من فشله بإصلاح ما تعطل بالسيارة ..
..صاحت وهي تتجه نحوه ..
.."..مساء الفل يااسطى إمام..ايه مالك متعصب ليه.."..
..اعتدل السائق بوقفته وقال وهو يهندم ملابسه..
.."..مافيش ياأنسة ايمان ..قلت اشوف العربية مالها يمكن اعرف اصلحها ..بس للاسف معرفتش وهاتصل بالميكانيكي ييجي يصلحها .."..
..شهقت ايمان واسرعت بخطواتها ناحيته وصاحت قائلة..
.."..يانهار ابيض ياجدعان ..تتصل بميكانيكي وانا موجودة.. دا حتى يبقى عيب في حقي ياجدع ..امسك التلفون دا ..خلي بالك منه دا بتاع الباشا ..والحلوة دي نص ساعة بس ياسطى أؤمؤم وتستلمها عروسة .."..
..تسمر السائق مكانه بعد ان اتسعت عيناه وفرغ فاهه ..اخفض راسه لأسفل ينظر للهاتف القابع بيده ..ثم رفع راسه وعينيه تبحث عن تلك التي نزعت سترتها الجينز وثنت اكمام قميصها ثم غمست برأسها داخل موتور السيارة..
..اسرع السائق ناحيتها يصيح بخوف ..
.."..لا ياانسة ايمان مايصحش حضرتك.. ماينفعش ..ياانسة ارجوكي .."..
..لم ترفع ايمان راسها عما تفعله وبدات تعمل بكلتا يديها بكل حماس تبحث عن اصل المشكلة بتعطيل السيارة ..ثم قالت بأريحية ..
.."..اللي مايصحش يااسطى اؤمؤم..اني اشوف عربية عطلانة واقف ساكتة ..وكمان ايه انسة وايه حضرتك دي..انا وانت ولاد عم كار واحد ..انت سواق وانا ميكانيكي ..يعني مافيش تكليف مابينا .."..
..خرج ابراهيم من غرفة جده غاضبا بعد مايأس عن ردعه بفكرة زواجه من تلك الميكانيكي..كاد ان يفقد اعصابه وذلك لأن اصرار جده اصبح اكثر من ذي قبل ..
..اخذ يبحث عنها بكل الارجاء بالصالة فلم يجدها.. حتى وقعت عينيه على الباب المفتوح..فأتجه ناحيته ..وخرج يبحث عنها بالحديقة الواسعة الى ان وصل لأذنيه صياحها البعيد وهي تقول ..
.."..ناولني القاضم التاني يااؤمؤم.."..
..كان السائق واقفا يحمل بين يديه حقيبة تمتلا بمعدات صغيرة مخصصة لإصلاح السيارات ..يبلع ريقه بصعوبة خوفا من نتائج مايحدث معه وامام عينيه ..اعتدلت ايمان بوقفتها بعد مااغلقت غطاء مقدمة السيارة ..وقالت وهي تمسح جبهتها التي تلونت بسواد الشحم ..
وقالت باسمة الوجه..
كان في صوت طقطقة في الملفات ..ودا ليه بقى ياسطى عشان الكبالن كانت بايظة لموأخذة ..انا غيرتها..بس بسم الله ما شاء الله الجراج هنا مليان بكل المطلوب..دلوقتي بقى هابص بصة تحت العربية عشان يبقى كله تمام .."..
..اسرع السائق يصيح برجاء واضح ..
.."..لا ..لا ياانسة ايمان ..ارجوكي كفاية كدة .."..
..لم تعره ايمان اي اهتمام وتمددت تحت السيارة بخفة واضحة ثم صاحت بقولها ..
.."..ناولني المفتاح يااؤمؤم.."..
..انتفض السائق ( إمام ) عندما وجد من يضرب كتفه بقوة ..التفت ليجده ابراهيم ينظر له بعيون تملئها الغضب وتتلون بإحمرار الغيظ...لم يستطع السائق ان يتفوه الا بكلمات متبعثرة متلعثمة..
.."..حضرتك يا ابراهيم بيه ..انا ..والله ...قلتلها..بس ..بس.."
..نظر هما الاثنان ارضا عندما تفوهت ايمان قائلة بصوت عال ..
.."..المفتاح يااؤمؤم..انت مش سامعني ولا ايه.."..
..صاح ابراهيم بصوت حاد عال ..
.."..مفتاح يكسر دماغك انتي واؤمؤم بتاعك..اطلعي يابت من تحت العربية ..اطلعيييي.."..
لقراءة الحلقة التالية : اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-