رواية العاصفة كاملة - الشيماء محمد (شيمو)

رواية العاصفة هي الرواية الجديدة لواحدة من اشهر وأبرز كاتبات الرواية الإلكترونية في الوطن العربي
وهي الكاتبة المميزة والغنية عن التعريف الشيماء محمد 
التي دائمًا ما تُقدم لنا روايات مميزة لا تُنسى،، فَمن مِنا قادر على نسيان رواية جميلة أو رواية ديفشا
وغيرها من عشرات الروايات المميزة جدًا
ها نحن الآن على أعتاب قراءة رواية جديدة للكاتبة، لا تَقل تميزًا عن الروايات السابقة وهي رواية العاصفة

رواية العاصفة بدأتها الكاتبة الشيماء محمد منذ أيام على صفحتها على الفيس بوك ونشرت منها عدد من الحلقات 
ستجده في هذا المقال وبالطبع حققت نجاحًا كبيرًا، فجمهور الكاتبه كان مُتلفهًا لقراءة أي جديد لها 
وكُل جديد بالتأكيد ستجده هنا في مدونة يوتوبيا.
لقراءة الحلقة الأولى من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة الثانية من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة الثالثة من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة الرابعة من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة الخامسة من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة السادسة من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة السابعة من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة الثامنة من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة التاسعة من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة العاشرة من رواية العاصفة : اضغط هنا   
لقراءة الحلقة الحادية عشر 11 من رواية العاصفة : اضغط هنا 
لقراءة الحلقة الحادية عشر 12 من رواية العاصفة : اضغط هنا
لقراءة الحلقة الثالثة عشر من الرواية : اضغط هنا 

رواية العاصفة الحلقة الأولى كاملة مكتوبة - الشيماء محمد   

رواية العاصفة كاملة للكاتبة الشيماء محمد شيمو
رواية العاصفة كاملة - الشيماء محمد (شيمو)
مجموعة بنات في اوضة بيضحكوا ويهزروا
أمل بفرحة : أخيرا بكرا هنسافر ! وكملت بأسف : كان نفسي نسافر النهاردة
بس ربنا يسامحه الدكتور اللي أصر بكرا نمتحن أعمال السنة قبل أسبوعين الاجازة دول

(أمل ) بنوتة جمالها هادي محجبة ومش بس حجاب دي لابسه خمار كبير في كلية حاسبات ومعلومات في القاهرة .. متدينة ومحبوبة من عيلتها واصحابها وكل اللي حواليها .. ومعاها بنت عمها سمر في نفس الكلية بس اكبر منها بسنتين لكن لأنها بتسقط فمعاها في نفس السنة الدراسية .. سمر جميلة جدا وانيقة جدا في لبسها ومكياجها واه محجبة بس حجاب بالشكل فقط ودايما شعرها باين من حجابها ... وعلي الرغم من انها أجمل من أمل بمراحل إلا انها بتكرهها لأنها متفوقة عنها ومحبوبة عنها ..
ردت عليها سمر بضيق : أنا مش عارفة بتحبي البلد في ايه ! يعني كان يجرى ايه لو فضلنا الاسبوعين دول هنا ؟ كان لازم تقولي لأمك وأبوكي إن عندنا اجازة اسبوعين يعني ؟ ما كنا فضلنا هنا براحتنا في المدينة
ردت عليها واحدة من صحباتهم واسمها مروة : حرام عليكي تقعدي اسبوعين في المدينة ليه يعني ؟ وبعدين مش هتلاقي حد أصلا فيها .. كل البنات هتسافر وخصوصا مع الإعصار اللي جاي ده .. ده بيقولوا أسوأ إعصار من سنة معرفش كام وتسعين وربنا يستر اصلا علينا ونوصل بكرة بيوتنا قبل ما يضرب البلد ..
علقت أمل باستغراب : انتي كنتي عايزة تقعدي هنا يا سمر في الظروف دي والجو ده ! يا بنتي ده انا كان نفسي اسافر النهاردة مش بكرة علشان نكون في الامان .. بس الدكتور وامتحانه بقى
ردت عايدة صاحبتهم : اصلا دكتور رخم مش كان اجل الامتحان لبعد الاجازة دي ! ده ايه رخامته دي !
علقت سمر : ربنا يشيله ويريح الكل منه داهية تاخده
علقت أمل بزعل : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ليه با بنتي كده ؟ مش عنده أهل بيحبهم ويحبوه ! وبعدين اوعي تدعي علي حد كده وخلي بالك في كل دعوة الملايكة بتقولك ولكي بالمثل .. فما تدعيش بالشكل ده علي حد ..
اتنرفزت سمر اكتر وبغيظ ردت عليها : والنبي نقطيني بسكاتك مش ناقصة هي محاضرات منك علي المسا عن الحرام والحلال .. مش طالباكي يا أمل فكك مني
هزت أمل دماغها بأسف : أنا خايفة عليكي مش اكتر
ردت عليها بقرف : احتفظي بخوفك لنفسك .. أنا قايمة أنام
عايدة مسكتها من دراعها : انتي خلصتي مراجعة ؟
شدت سمر دراعها بغيظ منها وندمت انها قعدت مع سمر واصحابها في أوضة واحدة السنادي .. كان مالها ومال المتخلفات دول ! ناقطينها ليل نهار يا بالصلاة يا بالاذكار يا بالمذاكرة .. ده ايه الكآبة بتاعتهم دي ! أول سنة تتخنق فيها كده .. ده حتى مش عارفة تتنفس لان ربنا بلاها بأمل اللي كل ما تتنفس تتصل بمامتها وباباها تقولهم اتنفست .. خنقتها .. امتى تخلص منهم بقى ..
عايدة : يا بنتي اقعدي معانا نكمل مراجعة ..
نفخت بضيق : البركة فيكم أنتم ذاكروا أنا عايزة انام
قاطعهم موبايل أمل بيرن فابتسمت وردت علي باباها ومامتها وطلعت تتكلم معاهم برا الاوضة براحتها
والدة أمل واسمها سميرة : حبيبتي مش كنتي اتحركتي النهاردة قبل الجو ما يطلع وبلاها الامتحان ده خالص .. قلبي مش مطمن أبدا لسفرك في الجو ده
اتكلم أبوها عبدالله : يا ست انتي ما تخوفيش البنت .. لسة الإعصار بعد بكرا وان شاء الله بكرا تطلع علي طول وتوصلنا بالسلامة .. ركزي يا بنتي في امتحانك وربنا يوفقك ..
ابتسمت امل : يارب يا بابا بس دعواتكم كده معايا علي طول
سميرة بابتسامة : بندعيلك ليل ونهار بقولك احنا بعد الثلاث ايام دول ما يعدوا ان شاء الله علي خير دكتور محمود هيجي ويلبس دبل ان شاء الله
عبدالله كشر وشد الموبايل منها : يا ولية البنت عندها امتحان الصبح .. بت يا أمل ركزي في امتحانك وسيبك من كلام مامتك ده لما تيجي نبقي نتكلم فيه أهم حاجة دلوقتي دراستك
ضحكت امل : ما تقلقش يا بابا انا مركزة ما تخافش عليا ..
اتنهد أبوها بحب : ولما ما أقلقش علي حبيبة قلب ابوها أقلق علي مين بس ! المهم بكرا ان شاء الله كلمينا بعد امتحانك علي طول واوعوا تتأخروا الميكروباص هيعدي عليكم علي الساعة ٣ العصر وأنا متفق معاه يجيلكم المدينة انتي وبنت عمك ..
ردت أمل بحماس : يا مسهل يا بابا .. يااا ربنا يعدي الطريق ده علي خير مشوار رخم .. ١٢ ساعة في الطريق يلا ربنا يهونهم
أمّن أبوها وأمها علي كلامها وقفلت معاهم ودخلت لأصحابها مبتسمة
مروة بهزار : ايه الابتسامة دي ؟ قالولك ايه عن العريس المنتظر ؟
ردت سمر عليهم : أصل ده راجل خنيق .. يعني اه دكتور بس حاجة كده تخنق .. بس عارفين لايق عليكى .. اهو بدقن شكله غتيت ودمه يلطش
كشرت أمل : يعني علشان ما بيهزرش مع كل واحدة تدخل تكشف عنده يبقى دمه يلطش ؟ وبعدين يا بنتي بطلي تغتابي خلق الله كده في كل كلمة
قلبت سمر شفايفها بقرف منهم : لايق عليكي فعلا وهتبقوا دويتو حلو أوي مع بعض ...
عايدة قاطعتها بهزار : سيبك من الرخمة دي وقليلنا قالولك ايه عنه خلاكي مبتسمة كده ! فرحينا
ابتسمت أمل بحرج : لا عادي بس انه عايز يعمل الخطوبة رسمي ويلبس دبل في الاجازة دي ..

باركولها البنات وهزروا معاها وسمر في سريرها متغاظة وفكرت جواها : خسارة فيكي أصلا الدكتور ده .. هو أصلا تنك ومش بيبص لحد مش عارفة شاف فيكي ايه أصلا ؟ ده انتي لبسك عامل زي الخيمة وعلي طول مش شيك .. ويوم ما شافك ازاي يشوفك انتي وأنا لا مع إنى أجمل منك بمراحل .. متخلف وغبي .. وبعدين بكرا أتجوز أنا أحسن منه .. ايه يعني دكتور وعنده عيادة وعربية وشقة .. عادي في أغنى منه بمراحل .. وأنا هتجوز أحلى وأغنى منه وهغيظها في يوم من الأيام ..
حاولت تنام بس مش عارفة من صوت البنات اللي بيراجعوا مع بعض فنفخت بضيق : يووووه يعني مش هعرف انام من صوتكم ده ايه الغلب ده يا ربي ؟
بصولها الثلاثة وبصوا لبعض
أمل ردت : معلش يا سمر حقك علينا يا قلبي .. تعالوا يا بنات نقعد برا علي السلم نكمل .. اهو خليها ترتاح شوية
لموا كتبهم وأخدوا سجادات الصلاة وطلعوا فرشوها برا في الكوردور وقعدوا الثلاثة يكملوا مراجعتهم
مروه بضيق : بنت عمك دي رخمة يا أمل ومش عارفة ليه جيبتيها تقعد معانا السنادي .. كل سنة بنقعد مع بعض براحتنا هي السنادي مطلعة عينينا ودايما تطردنا برا اوضتنا علشان سيادتها تنام !
ابتسمت أمل بأسف : معلش عارفة اني رخمت عليكم حقكم عليا بس عمي طلب مني اني السنادي اخليها معايا علشان تنجح وبعدين أنتوا عارفين إنها نزلت مرتين قبل كدا بس السنادي ان شاء الله تعدي معانا وتخلص بقى .. خلونا نساعدها يا مروة ..
عادة اتنهدت : ربنا يهديها ويصلح حالها يارب
امل : أمين يارب .. ربنا يهديها فعلا علي نفسها

اما جوا سمر متغاظة ومن غيظها برضه مش عارفة تنام ونفسها لو تخلص من أمل بأي طريقة مش بس علشان ترتاح من نصايحها ومبادئها لكن كمان تخلص من مقارنتها الدايمة بيها .. أبوها وأمها كل شوية يقولولها شوفي أمل بنت عمك... شوفي أمل ، شوفي أمل لحد ما كرهت أمل من كل قلبها ودلوقتي أمل هتتخطب لدكتور فلازم هي تتخطب لحد اعلى والا هتفضل سلسلة المقارنات مستمرة وهنضيف عليها شوفي خطيب أمل وبعدها شوفي جوز أمل .. ربنا يخلصها منها وترتاح .. اه يا أمل هعمل حاجة لله يوم ما أخلص منك للابد ..
الصبح راحوا امتحانهم والجو كان مغيم نوعا ما وخلصوا الامتحان
أمل : يلا يا سمر علشان نلحق نخلص لم حاجتنا انتي عارفة الميكروباص جاي الساعة ٣ يدوب نلحق
سمر بصت لزميلها اللي قاعدة معاه وبصت لأمل و وقفت أخذتها بعيد : بقولك ايه اسبقيني أنتي وأنا هحصلك
أمل بغيظ : يا بنتي قاعدتك معاه حرام
ردت سمر بغيظ : ليه قاعدة معاه في اوضة نوم ولا ايه ! ما احنا في وسط الكلية اهو
اتنهدت أمل بفقدان أمل : يا حبيبتي قاعدين لوحدكم في حتة معزولة دي خلوة غير شرعية .. غلط وعيب بلاش حرام اللي اضايقك دي ... وبعدين ورانا سفر وحاجتك متبهدله في الاوضة أنا معظم حاجتي مجهزاها انتي لأ
نفخت سمر بضيق : بقولك ايه سيبك بقى من الموشح بتاعك ده خلينالك انتي الادب والأخلاق مش هنبقى احنا الاتنين
سكتت وبعدين كملت برجاء:
وبعدين ياأمولة يا حبيبتي لميلي أنتى حاجتي وانا ساعة بالظبط وهاجي وراكي يلا بقى زوقي عجلك انتي
فقدت أمل الأمل انها تقنع بنت عمها ومشيت مع صحباتها علي المدينة الجامعية واتغدوا وطلعوا يجهزوا كل واحدة تمشي علي بيتها قبل العاصفة
عايدة بغيظ : والله لو مكانك ما ألملها حاجة والم حاجتي وامشي وهي حرة ..
مروة علقت : انتي فعلا يا أمل كل حاجة بتعمليهالها وهي مش بتقدر ده .. هدومها بتغسليهالها وبتكويهالها وتروقي حاجتها ودلوقتي بتلمي حاجتها وتجهزي شنطتها ؟! يعني وان كانت عدلة شوية كنتي عملتي ايه ؟
ابتسمت أمل : بنت عمي يا بنات
زعقت عايدة بغيظ : ده مش مبرر علي فكرة
أمل برضه مبتسمة : طالما أقدر أساعد حد مش هتأخر أبدا .. بعدين بابا كمان وصاني عليها .. هي اه دماغها ضاربة حبتين بس بكرة تعقل وربنا يهديها .. احنا برضه أولاد عم يا بنات ما تنسوش ده
عايدة اتنهدت بأسف : انتي حرة بس يلا انا يدوب ألحق اروح المحطة .. استودعكم الله يا بنات
مروة : خديني معاكي يلا .. أمل ابقي طمنيني عليكي
ابتسمت أمل : يلا توصلوا بالسلامة يا حبايب قلبي .. ربنا ييسر طريقكم
سلمت البنات علي بعضها واتحركوا وأمل كملت تجهيز شنطة سمر وقعدت تنتظرها واتصلت بيها لما سواق الميكروباص كلمها وقالها انه علي وصول فاتصلت زعقت لسمر : قسما بالله يا سمر لهمشي واسيبك انتي حرة بقى .. انا نازلة بشنطي وانتي بقى براحتك
سمر غيرت صوتها وبتمثل عليها : علشان خاطري يا أمل اخري الميكروباص .. قليله اي حاجة ! علشان خاطري
ردت أمل بغيظ : علشان خاطرك جيت نضفت حاجتك ولميت هدومك وجهزت شنطتك لكن غير كده معنديش مش هآخر أنا الميكروباص يا سمر ويا تيجي وتلحقي تمشي معانا يا طلبك هيتحقق وتقعدي في العاصفة لوحدك في المدينة .. سلام يا بنت عمي قدامك ربع ساعة يا تلحقي يا ما تلحقيناش
قفلت أمل الموبايل ونزلت بشنطها للبوابة وحطتهم جنب بتوع الامن وقعدت في انتظار الميكروباص ..
سمر فضلت تلعن وتشتم في أمل في سرها طول الطريق
أخيرا وصل الميكروباص وأمل متوترة مش عارفة تعمل ايه ؟
عم صبحي سواق الميكروباص : يلا يا بنتي .. بس والدك قال انكم اتنين ؟
أمل بارتباك : لحظة ياعمو بس هي جاية هي اتأخرت ثواني وجاية !
كشر السواق : يا بنتي في عاصفة جاية ولولا خاطر ابوكي كنت مشيت من الصبح لكن انتظرتك كل ده مش حمل انا تأخير اصلا ايدينا علي قلبنا لحد ما نوصل وانتي عارفة الطريق طويل
أمل بخوف : والله عارفة بس عشر دقايق بالظبط ننتظرها
نفخ السواق بضيق : خمس دقايق وهتحرك ويا تركبي معانا يا تستني مع صاحبتك
اتوترت أمل واتصلت تاني بسمر : انتي فين السواق عمال يزعق وعايز يمشي
سمر بغيظ : أنا في الطريق اهو قدامي دقيقتين خليه يستنى
زعقت أمل : مش راضي وانتي عارفه ان الجو هيتقلب وكتر خيره أصلا إنه انتظرنا لحد دلوقتي ..
اخيرا وصلت سمر ولاحظت أمل ان الشاب موصلها بعربيته وماعلقتش
سمر جت تجري وابتسمت للسواق : سوري يا عمو .. اتأخرت غصب عني
بص السواق لها بغيظ وشتم نوعيتها في سره لانه شاف العربية اللي وصلتها واستغرب ان بنتين بالشكل ده اصحاب او مع بعض ..
سمر : فين شنطي ؟
أمل بغيظ : علي العربية انجزي
ابتسمت سمر : حبيبة قلبي يا أمل شاطرة شكرا يا قمر
ركبوا الميكروباص واتحركوا ناحية المجهول في جو بيهدد بعاصفة قريبة وهما هيقطعوا طريق طويل وسط صحرا ..
في مكان تاني في القاهرة واقف بيلم في حاجته بسرعة واتفتح باب مكتبه بعنف ودخلت واحدة بتزعق : سيادتك فاكر نفسك رايح فين يا أستاذ كريم المرشدي؟
رد عليها كريم بهدوء : قلتلك اني رايح البلد يا ملك ..
ملك بغيظ : علشان خاطري بلاش .. انت عارف الجو عامل ازاي ؟
بصلها كريم بهدوء وساب اللي في ايده ومسك ايدها وقعد علي حرف مكتبه وشدها عليه قربها منه : حبيبتي انتي خايفة ليه كده ؟ الطريق هياخد حوالي اربع ساعات تقريبا وزيهم راجع يعني الفجر بإذن الله هكون هنا قبل العاصفة ان شاء الله ..
علقت بذهول : سيادتك رايح المنيا وجاي .. المنيا يا كريم وممكن الطريق ياخد اكتر من اربع ساعات اللي بتتكلم عنهم ..
رد كريم : ان شاء الله مش هياخد وبعدين مش هسيب ماما هناك في البلد لوحدها .. وخصوصا في جو زي ده ؟
بصت ملك لكريم بغضب : خلي باباك هو اللي يروح يجيبها ؟
كشر كريم : يعني ازاي يعني اللي بتقوليه ده ؟ اكون انا موجود وأقول لبابا يروح هو !
اتراجعت ملك بسرعة وغيرت لهجتها : حبيبي انا خايفة عليك
اتنهد كريم : عارف ومقدر ده كويس .. بس ماما مش حابة تكون هناك في الجو ده لوحدها
ملك مسكت قميصه بتلعب في زرايره وهمست : بس هي مع عيلتها مش لوحدها
مسك ايدها ثبتها علي صدره : من غيري انا وبابا تبقى لوحدها ومش هقدر اسيبها لوحدها
قبل ما ترد قاطعها خبطة علي الباب خفيفة فكريم بعد خطوة عن ملك لانه عارف صاحب الخبطة دي
كريم : اتفضل يا بابا
أبوه حسن المرشدي ابتسم : ازيك يا ملوكة عاملة ايه يا قلبي
كشرت ملك : كويسة يا اونكل
حسن دخل ورفع وشها بابتسامة : حبيبة قلبي زعلانة ليه ؟ اوعى يكون كريم زعلك ؟
كريم ابتسم :حضرتها خايفة عليا من السفر دلوقتي
حسن ابتسم بتوتر : والله يا ابني عندها حق .. انا كلمت ناهد وقلتلها انك رايحلها وهي كمان قلقانة عليك من الطريق
كريم ابتسم يطمن ابوه : بابا لسه بدري بكرا العاصفة مش النهاردة وانا بإذن الله هروح واجي قبل ما حاجة تحصل .. ما تقلقش
حسين اتنهد بتسليم أمر : ربنا ييسر طريقك .. بس لو الجو اتقلب خليك هناك انت و والدتك وما تخاطرش تيجي بيها ..
هزر كريم : طبعا خايف علي نهودة قلبك !
ابتسم حسن : انتوا الاتنين حبيبي .. يلا اتحرك علشان ما تتأخرش اكتر من كده ..
انسحب في هدوء وسابهم يسلموا علي بعض براحتهم
ملك ضمت كريم : اوعى تتأخر عليا
ابتسم كريم وضمها وبعدها عنه بالراحة : ما تقلقيش .. يلا سلام
اتحرك كريم في طريقه علشان يلحق يجيب والدته ويرجع قبل ما تضرب العاصفة الكل ..

(كريم المرشدي )وده شاب وسيم ماسك شركات والده حسن المرشدي .. أخلاقه عالية ومحبوب من كل الموظفين في شركته و والده بيستعد يسيب كل حاجة لابنه علشان يديرها وهو يستريح مع مراته .. خطيبته ملك ودي بنت شريك حسن الرئيسي واسمه خالد عبد الرءوف .. اتعرفوا علي بعض بحكم شراكة أبهاتهم وخريجين الجامعة الامريكية ..
ملك شخصية جميلة قلبا وقالبا .. هي وكريم مع بعض .. سند لبعض .. كل حاجة بيعملوها مع بعض ..
وصلت ملك كريم لحد عربيته الجيب العالية وسلمت عليه وهو اتحرك في طريقه ..
أمل هي وسمر في الميكروباص وكل ما أمل تحاول تنام تصحيها سمر برغيها المستمر مسببالها أسوأ انواع الصداع
أمل : يا بنتي افصلي شوية عايزة انام انتي نمتي طول الليل امبارح انا سهرت ورجعت لميت الشنط وتعبانة
سمر كشرت : اهي هتذلنا اهي علشان لمتلنا شنطة .. لا وبكرا تتخطب لسيادة الدكتور وتبصلنا من فوق
نفخت أمل واستغفرت في سرها : اللهم طولك يا روح .. يا بنتي وهي اللي بتتخطب بتبص للناس من فوق ؟ ليه يعني ؟ عادي
علقت سمر : دكتور وعنده شقه وعيادة وعربية .. محدش قدك يعني
هزت أمل راسها برفض للمنطق ده : السبب الوحيد اللي خلاني اوافق عليه هو دينه و اخلاقه مش عربيته وعيادته الانسان بيتعرف بأخلاقه مش بأملاكه يا سمر ..
اتريقت سمر : الاخلاق مش هتركبك عربية يا قلبي ولا هتشتريلك اللي نفسك فيه !
أمل بيأس : يا حبيبتي راحة البال فلوس الكون كله ما تشتريهاش ! ولا الصحة ولا السعادة .. في حاجات كتيرة جدا ما تشتريهاش الفلوس
سمر : ده قصر ديل يا ازعر .. الفلوس بتشتري كل حاجة .. ده حتى البني ادمين بتشتريهم الفلوس دلوقتي
اتنهدت أمل بتعب : بقولك ايه انا عايزة انام تصبحي علي خير
نامت أمل وبعد شوية صحتها سمر فبصت حواليها لقت الميكروباص فاضي : احنا فين ؟
سمر كشرت : في استراحة هتنزلي
أمل بتعب : ما صحيتينش بدري ليه من اول ما وقف .. أيوة عايزة أنزل وأدخل الحمام وأشتري أي حاجة اكلها ..
سمر بلامبالاة : صحيتك اهو يلا
نزلوا الاتنين وراحوا للحمامات وسمر زقت كام واحدة ودخلت وكلهم شتموها أما أمل فانتظرت دورها
خرجت سمر بصت لأمل بتريقة : خليكي واقفة كده مؤدبة وانتظري
أمل ما علقتش وادت شنطتها لسمر : امسكيلي انتي بس الشنطة عقبال ما ادخل واخرج واستنيني اوعي تمشي
الحمام فضي عليهم وأمل دخلت الحمام : سمر امسكيلي الباب مش بيقفل من جوه
سمر بصت للباب : في ترباس اهو هقفله عليكي لحد ما تخلصي
قفلت سمر عليها الباب وخوف مبهم سيطر علي أمل جوا فنادت : سمر اوعي تمشي او تتحركي
سمر بضيق : انجزي بس يلا
انتظرت سمر وبصت حواليها .. الحمام بعيد وصوت الهوا عالي فخرجت برا الكل اتحرك والميكروباص بيزمر وفجأة ضربت في دماغها الفكرة .. تخلص من أمل وتسيبها .. هيجرالها ايه يعني ؟ هتبطل بس ترفع راسها لفوق وتبطل أمها تقارنها بيها .. وتيجي في الاتوبيس اللي بعد ده مش هيجرالها حاجة يعني .. وبعدين دي استراحة وفيها ناس عادي يعني .. مش هيجرالها حاجة ..
زين الشيطان الفكرة لسمر فابتسمت ودخلت لأمل : أمل براحتك يا حبيبتي انا منتظراكي
طلعت وجريت للميكروباص وركبت
صبحي السواق : حد ناقص يا جماعة
الكل قال تمام
واحدة بصت لسمر : البنت اللي كانت معاكي .. استني يا عم صبحي في واحدة ناقصة
سمر بتوتر : لا مش هتيجي هي ركبت مع عمها .. اتقابلت معاه صدفة وركبت معاه وقالتلي ابلغكم تتحركوا انتوا
صبحي السواق : متأكده يا بنتي .. العاصفة بدأت اهو وربنا ييسر الطريق
سمر بسرعة : اه متأكده شوفتها بعيني بتركب معاه واتحركت كمان في العربية السودا اللي كانت جنب الميكروباص دي ما انت شوفتها يا عم صبحي بتتحرك
صبحي اخد نفس طويل : شوفتها ايوه بس ما شوفتش اللي فيها
سمر ابتسمت : اتحرك يلا
الركاب : يلا يا عم صبحي ده الجو بدأ يقلب وربنا يستر البنت ومشيت
اتحرك الميكروباص وبدأ رحلة رجوعه وأمل في الحمام بتخبط وتنادي علي سمر بنت عمها تفتحلها الباب .. وخوفها بدأ يتحول لانهيار .. بتخبط وتخبط وتنادي بصوتها كله بس للاسف صوتها بيروح مع صوت الرياح العالية ..
ونكمل بكرة انتظروني
بقلم : الشيماء محمد
شيموووو

رواية العاصفة الحلقة الثانية 2  لـ الشيماء محمد (شيمو) 

«تحصنا بذي العزة، واعتصمنا برب الملكوت، وتوكلنا على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير»،

اللهم أنت الميسر والمسبب والمسهل والمفرج والمساعد.. اللهم فرج بحولك وبقوتك ما نحن فيه، يا من له حسن العوائد.. اللهم ارسل فرجا قريبا واعف عنا ولا تباعد.. اللهم ياساتر الستر عند إحاطة البلاء ويا منزل الستر من عنان السماء اللهم ارفع عنا ما حل من وباء وبلاء.

. اللهم أمنا في أوطاننا.. اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة.
برحمتك ياارحم الراحمين

في الاستراحة الكل بيجري وبيلموا كل حاجة وزعق واحد : يلا كله يخلص عايزين نلحق نروح بيوتنا قبل ما الجو يقلب أكتر من كده ..
ده كان صاحب الاستراحة عم سيدهم
جه واحد من العمال واسمه زكريا : كله تمام يا باشا .. لمينا كل حاجة واخر ميكروباص اتحرك
سيدهم هز دماغه : طيب يلا الكل يروح .. اقفل أنت الباب وخد زمايلك دول ويلا من هنا كلكم .. ما تفضلوش هنا انا هروح عايز حاجة ؟
ابتسم زكريا : لا يا باشا اتفضل أنت .. أنا هتأكد انه مفيش حد واقفل ونروح .. زمايلي عدوا عليا ياخدوني معاهم
مشي سيدهم صاحب الاستراحة علي بيته وساب زكريا وأصحابه يقفلوا المكان ويمشوا هم كمان
زكريا معاه علي وحمادة
زعق حمادة : يلا ياض انت وهو قبل ما تمطر كفاية علينا التراب خلينا نوصل البلد بسرعة قدامنا يجي ساعة
علي ابتسم : ما تخلونا هنا لوحدنا يا جماعة .. بلاها بيوت
زكريا بصله : هنقعد هنا ثلاث ايام ؟ اصلا المكان مش أمان .. ده صاحب الاستراحة شال كل حاجة من هنا يتخاف عليها .. لا يا عم يلا بينا من هنا .. هو فاضل حد هنا ؟ تعالوا نشوف فاضل أي حد في أي مكان ولا ايه قبل ما نقفل البوابة ونمشي ..
كريم في الطريق ومستغرب الأرصاد نبهت ان بكره العاصفة هتبدأ مش الليلة .. ربنا يستر الطريق ده يدوب شايف قدامه بمتر مش اكتر .. شكله كده هيقضي الثلاث ايام دول عند والدته لانه استحالة يعرف يرجع تاني بيها ..
أمل في الحمام مرعوبة وبتخبط وبتنادي بصوتها كله حاولت تشد الباب بس مفيش أى حاجة حتى تمسك منها .. حتى مفيش أوكرة للباب .. فضلت تخبط وتنادي وللأسف لا حياة لمن تنادي .. عقلها رافض يستوعب فكرة إن بنت عمها ممكن تتخلى عنها وتسيبها لوحدها .. أكيد الناس اللي في الميكروباص هيسألوا عنها .. أيوة عم صبحي عارف إنها راكبة معاه مش هيمشي من غيرها .. هيدوروا عليها لازم .. طمنت نفسها إنهم مش هيسيبوها ويمشوا أبدا .. فضلت تخبط وتصرخ وتنادي ..
حست بحد بيقرب من الباب وصوت خطوات .. ركزت أوي أيوة في حد برا ! لازم تنادي وتصرخ علشان يسمعها ويفتحلها الباب ...
زكريا وأصحابه كل واحد راح ناحية يشوفوا في حد ولا لأ
علي راح الحمامات وبص من بره وماشي سمع صوت خبط في الحمام واستغرب دخل بحذر وهنا سمع صوتها واضح في حد مقفول عليه الباب في الحمام .. اتلفت حواليه مفيش أي عربية أمال دي جت منين ؟
خاف يقرب وجري لأن المكان مقطوع ايه اللي هيجيب بنت في الحمام ؟ أكيد عفريتة .. جري وراح لأصحابه اللي شافوه جاي جري
زكريا باستغراب : مالك ياض انت جاي تجري كده ليه ؟
علي بخوف : في واحدة في الحمام
حمادة كشر : واحدة ايه ؟ انت اتهبلت يالا انت ولا ايه ؟
ضحوا الاتنين عليه وهو زعق : والله في واحدة بتخبط وتنادي في الحمام الحريمي ..
زكريا كشر : طيب ما فتحتلهاش ليه ؟
علي برعب : وأنا مالي يا أخويا افتحلها أنت .. مش ده شغلك !
حمادة ضحك : اياك تكون خايف تكون عفريتة !
ضحك عليه جامد وعلي كشر : مكان مهجور وحمام مهجور ليه لأ ؟
زكريا بتوتر : مفيش حاجة هنا ياض أنا بقالي كذا سنة هنا مفيش حاجة .. تعالوا نشوف في ايه ؟!
راحوا الثلاثة بتوتر للحمامات وهناك سمعوها بتخبط وتنادي وتستغيث
علي بحماس : صدقتوني
زكريا بتوتر : ودي ايه اللي قفل عليها !
فتح الباب بتوتر وهي مرعوبة وبصت للثلاثة بخوف
علي باستغراب : انتي بتعملي ايه هنا !
أمل بعياط ورعب : كنت مع ميكروباص عم صبحي اللي رايح الوادي
زكريا كشر : مفيش أى حد هنا كله مشي
أمل عيونها وسعت : طيب أنا هروح ازاي !
الثلاثة بصوا لبعض وبيفكروا هيروحوها ازاي ! او هيروحوها أصلا ولا لأ !
زكريا كشر : تعالوا بس نخرج من الحمامات دي يلا
طلعوا كان التراب والهوا بقى شديد جدا لدرجة انهم ماشيين بالعافية
وأمل مش قادرة تفكر هي ممكن تعمل ايه اصلا او تروح بيتها ازاي ! ده حتى شنطتها مش معاها وفيها كل حاجة ..
دخلوا الاستراحة وبصوا لبعض مش عارفين يعملوا ايه ؟!
حمادة شد زكريا بعيد وهمس : هنعمل ايه فيها !
زكريا بص ناحيتها : مش عارف .. ناخدها معانا ؟
حمادة ابتسم بشيطانية : ع رأي الواد على خلينا هنا ..
علي قرب منهم : يلا نمشي من هنا
زكريا بص لحمادة ولعلي
علي باستغراب : مالكم بتفكروا في ايه
حمادة بابتسامة : بنفكر نفضل هنا
علي كشر : تفضلوا هنا تعملوا ايه ؟
حمادة بص ناحية أمل : نعمل زي أي عريس بيقضي ثلاث ايام محبوس في شقته
علي استوعب معنى كلامه وبص لأمل وبصلهم وعينيه مفتوحة علي آخرها
زكريا بيفكر شوية : ولو حد جه ؟
حمادة بيقنعه : أنت مش شايف الجو عامل ازاي ! محدش هيجي ولو حد جه مش هنفتحله أصلا ..
علي مش مقتنع : والبنت هتوافق ! أنت مش شايف شكلها ولبسها ! دي مش منهم أصلا
حمادة بتحذير : بقولك ايه مش عاجبك اخلع أنت وسيبنا احنا ولو انتوا الاتنين مش عاجبكم امشوا وسيبوني معاها خدوا عربيتكم وامشوا
زكريا فكر وقرر : أنا معاك ..
الاتنين بصوا لعلى اللي بصلهم وابتسم : وأنا طبعا معاكم
الثلاثة بصوا لأمل ونظراتهم ما طمنتهاش وحست إنها هتضيع إلا لو حصلت معجزة من عند ربنا ..
الثلاثة بيقربوا عليها ونظراتهم كانت فاضحة نيتهم وهي بترجع لورا مش عارفة هتروح فين أو تعمل ايه أو ممكن أصلا تتصرف ازاي ؟
حمادة مبتسم : احنا هنعيشك ملكة الثلاث أيام دول
أمل بعياط ورعب : ارجوكم لا أنا عايزة اروح بيتنا
زكريا بتريقة : هتروحي ازاي ! انتي هتفضلي معانا هنا معززة مكرمة وما تخافيش احنا هندلعك آخر دلع
امل جت تجري لبرا بس حمادة مسكها من خمارها بشعرها وشده جامد فصرخت : سيبني أرجوك حرام عليكم
حمادة زعق : واد يا زكريا اقفل الباب بسرعة شكلنا هنلعب القط والفار دلوقتي
زكريا راح ناحية الباب ويدوب هيقفله بص لحمادة بقلق : في عربية بتركن
حمادة كشر : مشيه بسرعة وأنا هدخلها جوا
حمادة شدها هو وعلى وحاولت تصرخ بس حط ايده علي بوقها منعها وشالها تقريبا بين ايديه ودخلوها لجوا ..
زكريا واقف متوتر وشاف واحد نازل من عربيته وبيجري ناحيته دخل لجوا وبص لزكريا : أنت واقف كده ليه ؟
زكريا بتوتر : كنت هقفل البوابة علشان أروح
كريم ابتسم : حظي بقى أشتري منك قبل ما تقفل .. ما تقلقش مش هآخرك يدوب عايز مياه وأي حاجة اكلها سريعة
زكريا بتوتر وايديه بتترعش : مفيش أكل زي ما قلت الكل مشي
كريم كشر : طيب ممكن اي حاجة من البقاله دي مولتو أو اي حاجة
زكريا بضيق : طيب شوف بسرعة عايز ايه
كريم لاحظ توتره ورعشة ايده واتحرك راح ناحية تلاجة المياه اخد بيبسي وإزازة مياه وبعدها اخد كام واحدة مولتو ورايح يحاسب عليهم سمع زي دربكة جاية من جوا فاستغرب: في حد معاك هنا
زكريا بص ناحية جوا متوتر : لا ده الجو انت مش شايف الهوا عامل ازاي ! ده هيطيرنا احنا ربنا يسترها أصلا ونعرف نروح بيوتنا
كريم ما اقتنعش بإجابته وخصوصا مع توتره الزايد ده ..
زكريا بصله : عايز حاجة تانية ؟ يلا علشان عايز أمشي
كريم اخد حاجته ووقف مرة واحدة : لما مفيش غيرك انت ليه في عربيتين برا !
زكريا فتح بوقه ببلاهة وفكر شوية : واحد من اللي بيشتغلوا ساب عربيته وراح مع صاحبه .. بعدين انت شاغل نفسك ليه ما تخليك في حالك ! ويلا اتفضل علشان عايز أقفل بقى
كريم خارج وهو احساسه بيقوله ان في حد جوا .. وفي وضع مش طبيعي ابدا بيحصل .. بس هو ماله وهيشغل نفسه ليه !
أمل طول الوقت بتحاول تشد نفسها أو تصرخ بس حمادة كاتم بوقها ونفسها تقريبا .. خبطت برجليها الترابيزة قدامها وده عمل الدربكة اللي كريم سمعها
عرفت انه لو مشي يبقى آخر أمل لها هينهار إنها تخلص من الوضع ده .. دعت ربنا بصمت من قلبها يخرجها من اللي هي فيه ..
كريم خرج وباصص ناحية زكريا اللي بيستعد يقفل الباب بس مش بيقفله ويخرج لا ده بيقفل علي نفسه جوا ! ازاي بيقول هيمشي ويقفل علي نفسه ؟ وليه يقفل علي نفسه في جو زي ده !
فضوله منعه يمشي .. ركب عربيته بس شيء جواه مخليه مش قادر يمشي .. اتنهد ونزل تاني يشوف ايه اللي مانعه يمشي ويكمل طريقه
زكريا دخل ونادي : علي ، هات ياض السلسلة اللي عندك دي ناولهالي علشان أقفل البوابة دي
علي خرج بتوتر : مشي ؟
زكريا بضيق : أوووف غتيت .. أيوة مشي إلا ومُصر يعرف مين هنا غيري
علي بيبص حواليه : فين السلسلة دي ؟
زكريا : عندك ياض تحت في الارض شوفها
علي بيدور مش لاقيها : مفيش
زكريا نفخ : تعال امسك الباب أنت وأنا هاجي أجيبها
علي مسك الباب وزكريا اتحرك يجيب السلسلة وحمادة خرج وفي ايده ماسك أمل اللي بتعيط وبتتوسلهم يرحموها وبتحاول تشد نفسها لكن مش قادرة تخلص من ايد حمادة مهما تحاول

كريم برا واقف باصص عليهم من الشباك وأول ما شاف أمل فهم ليه كان بيحاول يمشيه بسرعة ! طيب هيعمل ايه ؟ يتصل بالبوليس ! طلع موبايله واتفاجئ إن أولا موبايله هيفصل شحن وثانيا مفيش شبكة أصلا نهائي يعني هو لوحده .. طيب يمشي ؟ هو مش مسئول عنها وبعدين هي ايه اللي جاب واحدة زيها هنا ! لا بس شكلها ما يقولش انها بنت اي كلام شكلها محترم جدا .. لا هو مش هيقدر علي ثلاث رجالة لوحده .. مالوش دعوة .. غمض عينيه وسمعها بتصرخ وبتستنجد بأي حد أيوة صوتها بيضيع مع صوت الرياح العالي بس هو سامعه ولو مشي من هنا مش هيقدر أبدا ينسي منظرها أو صوتها اللي بتستغيث بيه ! وبعدين مش يمكن هو جه في التوقيت ده واتعطل كل ده علشان قدره إنه يلحقها ! كان المفروض يسافر الصبح واتأخر لحد دلوقتي مش يمكن ده السبب !
لمح زكريا ماسك سلسلة في ايده فيها قفل وعرف انه لو قفل الباب يبقي آخر أمل إنه يلحق البنت دي هيضيع منه لازم يتحرك بسرعة .. مافكرش أكتر من كدا وراح ناحية الباب وزقه بكل قوته وده وقع علي اللي ساند علي الباب مش منتبه ودخل كريم والكل بصله : في ايه اللي بيحصل هنا !
زكريا بضيق : أنت ايه فضولك ده ياأخي انت مالك ! دي أختنا غور بقى من هنا
كريم بصله وبص للبنت : مش باين عليها اختك
أمل بلهفة : دول كدابين الحقني أرجوك
حمادة زعق : غور من هنا بدل ما ندفنك هنا ومحدش هيعرفلك طريق ولا الجن الازرق حتى
كريم بص حواليه وبص لحمادة وبتريقة : ماكنتش أعرف ان الجن أزرق
حمادة بغيظ : كل الألوان موجودة
كريم بهدوء : طيب ايه رأيك تسيبها بهدوء كدا وكل واحد فينا يروح من طريق من سكات
حمادة ضحك : طيب ايه رأيك أنت تعمل نفسك ما شوفتش حاجة وتلحق روحك
كريم مط شفايفه : للأسف مش هعرف
لمح كريم ترابيزة جنبه عليها ازايز حاجة ساقعة فراح ناحيتها مسك إزازتين وكسرهم علي الترابيزة وكل واحدة في ايد زي السكاكين وبصلهم : سيبوها
حمادة ساب أمل لعلي يمسكها وراح هو ناحية كريم وحاول يضربه بس كريم عوره بالإزازة في دراعه وضربه جه زكريا يقرب وحاول يضربه بالسلسلة بس الضربة جت في دراع كريم اللي مسك السلسلة ولفها علي دراعه وشد زكريا وقعه وبقت السلسلة في ايده هو وضرب بيها حمادة وأمل استغلت فرصة علي اللي مركز علي أصحابه اللي بيضربوا ويتضربوا وزقته بكل قوتها وجريت ورا كريم اللي زعق : اطلعي اركبي عربيتي برا بسرعة
جريت أمل وهو كل ما واحد فيهم يحاول يقرب يضربه وزق علي اللي هجم عليه فوقع على حمادة وكريم استغل الفرصة وجري وطلع وقفل الباب عليهم وحط عليه السلسلة اللي في ايده وجري علي عربيته ركبها واتحرك بسرعة وبعد ما بعد عنهم شوية بص لأمل : انتي كويسة ؟
أمل نطقت بالعافية : كويسة
سكتوا شوية وبعدها كريم بتوتر : بنت زيك بتعمل ايه في مكان زي ده ؟
أمل مقدرتش ترد فضلت تعيط وبس ومش عارفة تتكلم وكريم سابها شوية تعيط وبعدها اخد نفس طويل ومد ايده اخد إزازه المياه اللي اشتراها واداها لأمل : اشربي واهدي الحمد لله انتي بخير لحد دلوقتي ..
أمل اخدتها وشربت وبعدها بصتله : تقصد ايه بلحد دلوقتي !
كريم بص حواليه : بصي حواليكي وانتي تفهمي
أمل بصت حواليها بس مش شايفة أي حاجة غير تراب وهوا فقط لدرجة انها مش شايفة أصلا الطريق أكتر من نص متر قدام العربية ..
أمل برعب : انت شايف الطريق ؟
كريم : لا طبعا مش شايف حاجة خالص .. وأصلا خطر السواقة في الجو ده .. يا الله
أمل برعب : وبعدين أنا هعمل ايه ؟
كريم أخد نفس طويل وبصلها : انتي رايحة فين ؟
امل بصتله : الوادي
كريم عينيه وسعت : الوادي اللي بعد عشر ساعات ده ؟ لا طبعا استحالة في الجو ده أصلا ده أنا رايح المنيا ومش عارف ازاي هوصل ! وبجد أول مرة أكون محتار كده مش عارف هعمل ايه ؟ صعب إني أكمل في جو زي ده حتى الرجوع للقاهرة برضه صعب أنا كدا واقف في نص الطريق ..
أمل بتفكير : بس بيقولوا إنها هتمطر مش يمكن لما تمطر التراب ده يهدأ شوية نقدر نشوف الطريق !
كريم اتنهد : المطر اللي بيتكلموا عنها مش مطر عادية هنعرف نسوق فيها .. مطر مع ريح بالشدة دي برضه صعب ان مكانش مستحيل
أمل بعياط : انت بتقفلها ليه بالشكل ده ؟
كريم هنا انفجر فيها : لان هي متنيلة متقفلة من كل النواحي ولان المفروض في جو زي الزفت بالمنظر ده مفيش واحدة عاقلة أو مجنونة حتى تخرج من بيتها لاي سبب فمعرفش واحدة زيك بتهبب ايه في وسط اللا شيء .. أنتي متخيلة ! انتي موجودة وسط اللاشيء ..
أنتي كنتي هتبقي فريسة لكلاب سعرانة .. لان الكلاب دول بعد ما يزهقوا منك مش هيسيبوكي لا دول هيرموكي للكلاب تكمل عليكي .. انتي مستوعبة المصيبة اللي انتي فيها ؟
أمل بتعيط وبس وبعد ما سكت زعق تاني لدرجة فزعتها : بطلي زفت عياط
أمل زعقت : عايزني أعمل ايه ؟ في ايدي ايه أعمله غير العياط ؟
سكت وبص لقدامه وهي كمان سكتت وفضلوا الاتنين في صمت بيقطعه صوت الهوا والدربكة اللي برا ...
شوية وبدأت تمطر والاتنين عينيهم متعلقة لبرا منتظرين الطريق يوضح ولو حتى متر قدام العربية .. البرق بدأ والرعد كمان ومع كل صوت مرعب أمل بتتنفض مكانها ...
منتظرة كريم يتحرك بعربيته بس هو فاضل مكانه عينيه علي الطريق مش قادر ياخد قرار يتحرك ولا يفضل مكانه
منتظر أي معجزة تحصل ..
أمل بصوت يدوب مسموع : أنت معاك موبايل أكلم أهلى ؟
كريم بصلها : موبايلي فصل شحن وعلشان الحظ الزفت دي أول مرة في حياتي مايكنش معايا شاحن في عربيتي .. أو معايا شاحن لكن مش معايا سلك الشاحن نفسه .. معاكي انتي ؟
أمل بعياط : مش معايا أي حاجة خالص !
كريم بصلها باستغراب : ليه بقى مش معاكي حاجة خالص ؟
أمل اتنهدت : كنت في ميكروباص ومروحة بيتنا ونزلت في الاستراحة دي وبعدها جيت أخرج من الحمام كان الباب مقفول عليا ( عيطت ) بنت عمي قفلت عليا الباب وسابتني ومشيت ! مش قادرة أفهم ليه عملت كده ؟ طول عمري بساعدها بكل اللي أقدر عليه .. ( عيطت أكتر ) أنا النهاردة اللى جهزتلها الشنطة والميكروباص كان عايز يمشي ويسيبها وأنا فضلت أتحايل علي عم صبحي يستناها واستناها لحد ما جت من الكلية وفي الآخر هي تقفل عليا و تمشي
كريم استغرب الحكاية كلها وسألها بهدوء : وازاي عم صبحي ده يسيبك انتي ويمشي في جو زي ده ؟ ميكروباص يعني عدد محدود يعني لو حد غاب هيعرفوا !
أمل هزت دماغها بحيرة : ماهو ده اللي مجنني .. ازاي مشيوا من غيري ؟ اصلا لولا العيال دول فتحولي كان زماني في الحمام لسة .. يا الله استرها معايا يارب .. مش قادرة أفكر لما الميكروباص يوصل وأنا مش فيه بابا وماما هيعملوا ايه ؟ هيفكروا ازاي ؟ طيب سمر هتقولهم ايه عليا ؟
كريم اتنهد : لكل مقام مقال .. خلينا دلوقتي بس نوصل لأي مكان والباقي سهل إن شاء الله
أمل بقلق : طيب هنكمل ولا ايه ؟
كريم فضل يبص للطريق قدامه والمطر بتزيد والهوا بيزيد والبرق والرعد بيزيدوا ومش عارف يتصرف ازاي ! طيب يمشي ؟ طيب ازاي ؟ هو يدوب شايف أقل من متر قدام العربية ! طيب ايه ؟ يمشي علي كل لحظة برق شوية ؟
وأخيرا اخد القرار ودور عربيته وبدأ يتحرك ببطء جدا وأمل منتبهة معاه جدا وهو كل شوية بيكز علي أسنانه بغضب وغيظ وعارف إن قراره ده غلط .. وخصوصا مع زياده المطر بالشكل ده والهوا اللي بيعاكس العربية ده .. عنده إحساس إن ممكن الهوا يقلب العربية في أي لحظة ..
كريم بأسف : مش هينفع كده لازم نلاقي أى مكان مش هينفع نكمل في الجو ده أبدا ؛ احنا معرضين للموت في كل لحظة علي الطريق ده في الجو ده .. لازم نشوف مكان قريب ينفع نقعد فيه شوية ..
فضل ماشي بالراحة يمكن لو حد هيجري جنبه هيسبقه بمراحل ..
مرة واحدة أمل صرخت : استراحة علي بعد ٥٠٠ متر ..( كملت بحماس ومبسوطة ) استراحة اهي هنقدر نقف فيها شوية صح ؟
كريم بصلها باستغراب : استراحة تاني ! ما خفتيش من اللي حصلك في الاستراحة اللي فاتت ؟
أمل بصتله : ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) ده شيء أنا واثقة منه
استغرب كريم تفاؤلها اللي في غير محله بس كمل طريقه وماشيين علي نور البرق واحدة واحدة وقربوا من الاستراحة اللي واقفة زي شبح ضخم أو مكان مهجور مخيف ..
أمل بتوتر : هو ممكن يكون في حد فيها ؟
كريم بتأمل للمكان بيحاول يقرر يخاطر وينزل من عربيته ولا يفضلوا مكانهم بصلها : ما أعتقدش .. لو في حد كان هيكون في أي نور لكن مش الظلمة بالمنظر ده ..
أمل سأتله تاني : طيب هننزل ؟
كريم بإرهاق : مش عارف .. العربية خطر والنزول أخطر بجد مش عارف .. ايه الورطة دي يا ربي ؟!
فضلوا ساكتين شوية بس الجو بيزيد سوء والهوا بيزيد والمطر بتزيد .. والجو بدأ يبرد بطريقة غير مقبولة بالمرة
وأخيرا بصلها : طيب خليني أنزل أشوف الجو ايه ولو مناسب أرجعلك !
أمل عينيها وسعت بخوف : لا طبعا لو هتنزل هنزل معاك أنا مش هفضل في أي مكان لوحدي أبدا ..
كريم استغرب في ثقتها فيه بالشكل ده أو إحساسها إن هو مصدر أمانها اللي تفضل معاه : يا بنتي الجو برا هيكون فظيع خليكي علي الأقل لحد ما أعرف هندخل ازاي ..
أمل برفض قاطع : هنفكر مع بعض مش هفضل في العربية لوحدي أصلا
كان هيرد عليها بس تراجع هو مش مسئول عنها وهي حرة في تصرفاتها ..
قفل سوستة الچاكيت للآخر وبص حواليه بتفكير هل في حاجة ممكن ياخدها معاه ؟ فتح تابلوه العربية وطلع ولاعة وحطها في جيبه ، وكان وراه ع الكنبة بالطو للمطر شده وحطه علي راسه ويدوب فتح باب العربية وبصعوبة قفله تاني من كمية الريح والمطر اللي فاجئته مع صريخ أمل لحد ما قفله بصلها : ايه مش هننزل ؟
أمل بتنهج وبدهشة فظيعة : احنا ممكن نطير أصلا تخيل !
كريم للحظة تخيل منظرها وهي طايرة مع تبريقة عينيها وغصب عنه ضحك وهي كشرت : انت بتضحك ليه ؟ انت بتتخيلني فعلا طايرة ؟
كريم بضحك : والله مش بعيد فعلا .. المهم أنا هنزل وأحاول اشوف ازاي هندخل !
أمل بصتله بخوف حقيقي : أنا عارفة إنه الآمن إني أفضل هنا بس بجد مش هقدر أفضل لوحدي
كريم بصلها وشاف رعبها وهز راسه بموافقة إنها تنزل معاه : بس استني أنزل وأفتحلك أنا الباب

فتح الباب وبصعوبة جدا نزل بالرغم من الهوا اللي في وشه والمطر الشديد فوقه وحس فعلا إنه ممكن يطير بجد علي رأي أمل .. فكر للحظة إنه يرجع عربيته بس وبعدين لامتي ؟ هيفضل لامتي في العربية ! لازم يتحركوا من مكانهم .. اتحرك بصعوبة لحد باب أمل وفتحه وهي حاولت تخرج بس مش عارفه تخرج من الهوا اللي في وشها والمطر وكريم لاحظ صعوبة محاولاتها فمد ايده لها وهي اتعلقت في ايده علشان تعرف تخرج .. وحست إنها غلطت بقرارها ده .. مسكت فيه تستخبي شوية من الهوا وهو لاحظ معاناتها فحط عليها بالطو المطر ولفها بيه واتحرك ناحية الاستراحة بس الباب مقفول بسلسلة وقفل كبير واستحالة يتفتح..
أمل بصوتها كله علشان يسمعها : هنعمل ايه ؟
كريم بصوت عالي : هنشوف شباك
اتحركوا جنب الحيطة بحذر وهي مستخبية فيه وهو أخيرا شاف شباك بيحاول يفتحه وحس إنه مش صعب لقِدم الخشب فمش متين .. فضل يخبط فيه ويزق فيه جامد وحس إنه ممكن يتكسر فعلا بس محتاج شوية قوة هو للأسف حاليا ما يملكهاش مع الجو الصعب ده .. الهوا بيطير عليهم حاجات كتير تقريبا الهوا بدأ يشبه الإعصار ولازم يحتموا في أي مكان وإلا هيموتوا مكانهم ..
البرق نور المكان للحظات بس كانت كفيلة توريهم ان في زوبعة كبيرة بتقرب عليهم وده معناه موتهم لو فضلوا مكانهم ..
في خشب قديم يشبه كراسي وترابيزات مكسرة علي بعد منهم والهوا بيطيرهم ناحيتهم وبيخبطهم ولو الزوبعة دي وصلت وهما مكانهم مش خير أبدا .. أخيرا خبط الشباك واتفتح بس مع عنف الخبطة ايده اتعورت لكن من هول الموقف ما أخدش باله أصلا إنه اتعور وشدها : ادخلي بسرعة
ساعدها تدخل وبعدها هو دخل وراها والدنيا ظلمة طلع الولاعة وبص حواليه بس الهوا الشديد من الشباك بيطفيها بسرعة تشغيلها
كان في دولاب صغير جنبه فبص لأمل : ساعديني نزقه نقفل بيه الشباك
الاتنين زقوه مع بعض لحد ما حطوه قصاد الشباك وده نوعا ما قفل الهوا بس الدنيا ظلمة تماما
أمل بخوف : وبعدين هنعمل ايه في الظلمة دي ! أكيد مش هنفضل بالولاعة !
كريم بتفكير : الأماكن اللي زي دي لازم يكون فيها كشافات لان ممكن النور يقطع في أي وقت خلينا نشوف أماكن الكشافات فين ؟

اتحركوا الاتنين بحذر وكريم الولاعة في ايده رافعها لفوق علشان ينور أكبر قدر ممكن وفجأة أمل شاورت علي الحيطة : مش ده كشاف طواريء ؟
كريم بص ناحيته : فعلا
اداها الولاعة وهو راح ناحيته ونزله من علي الحيطة : يارب بس يكون مشحون
شغله واشتغل ونور المكان نوعا ما
اتنهدت أمل بارتياح : يااا الحمد لله
كريم بصلها باستغراب : محسساني إن كده عدينا الأزمة اللي احنا فيها!
أمل ابتسمت بثقة : ربنا هيقف جنبنا مش هيتخلى عننا خلي عندك ثقة فيه .. وبعدين المطر والهوا دول رحمة من ربنا في أوقات كتير أو تطهير منه برضه ((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ))
ساعات الناس بتبعد عن ربنا فبيبعت بس تذكرة بسيطة ترجعهم تاني للطريق الصح ..
كريم استغرب كلامها ومنطقها جدا وبصلها : طيب ده المطر والهوا والتراب ؟
أمل ابتسمت : في آخر موسم الشتاء ربنا بيبعت الهوا اللي بالتراب ده وده بيقتل كل الميكروبات والجراثيم اللي بيلفظها الجو ( ابتسمت ) تطهير برضه ..
قربت من كريم وهمست : علي فكرة ربنا أحن علي عباده من أي شخص تاني أحن حتى من الأم علي عيالها مهما تحس إنه قاسي أو مش فاهم حكمته بس مع الوقت بتظهر حكمة ربنا في قضائه ايه

كريم مط شفايفه بتفكير : هل في يوم من الأيام ممكن تعرفي ايه حكمة ربنا من إن واحدة زيك بأخلاقك دي تتساب في مكان زي ده وتتعرض لكل ده ؟
أمل بصت للأرض بابتسامة متعبة وبصتله بثقة : لازم أكون واثقة إن في خير ورا كل اللي بيحصل لينا دلوقتي يمكن اختبار ؟ يمكن ابتلاء والمفروض نصبر ؟ أو يمكن حب يكشفلي الناس اللي حواليا !( فكرت في سمر اللي سابتها واتنهدت وبصتله ) أو يمكن سبب تاني لسه هنعرفه بعدين .. خلاصة القول خلي عندك يقين في الآية دي ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) متخيل أنت ! شوف لما حد بيحبك ويقولك أنت في عينيا بتفرح قد ايه ! ما بالك ربنا اللي خلقك بيقولك اصبر أنت في عينيا !
كريم اتنهد : ونعم بالله .. نصبر .. وماله .. المهم تعالي نشوف مكان نقعد فيه ونستقر فيه ..
لفوا في المكان بالكشاف وفي الآخر استقروا ورا الكاشير في مكان معزول بعيد عن الهوا اللي بيدخل برضه أهو الكاشير يحميهم شوية .. فرشوا في الأرض بطانية كانت موجودة وفوقها كان سجادة صلاة ..
أمل بتفرش المكان وهى مبتسمة وبتردد حاجة كريم مش فاهمها فسألها بفضول : انتي بتقولي ايه ؟ بتكلمي نفسك ؟
ابتسمت وبصتله : بستغفر .. وبدعي ربنا يخلصنا علي خير .. وبدعي يصبر أبويا وامي لحد ما أعرف أطمنهم عليا ..
كريم هز دماغه : إن شاء الله هوصلك لعندهم
ابتسمت : كلي ثقة في ده
كريم غصب عنه ابتسم : أنا مستغرب فعلا ثقتك فيا بالشكل ده .. يعني مش يمكن بنقذك من العيال دي علشان أستفرد بيكي لنفسي ؟
أمل بصتله وابتسمت : سيماهم في وجوههم .. مش باين عليك إنك من النوعية دي أصلا ..
كريم كشر واستغرب : لمجرد إني لابس كويس عنهم ؟
أمل كشرت : لا طبعا مش باللبس .. حاجة فيك مريحة .. بعدين محدش هيعرض نفسه للموت ويدخل قصاد ثلاثة علشان ينقذ واحدة علشان هو يؤذيها بنفسه ... بعدين أعتقد إنك مش محتاج تلجأ للاغتصاب علشان توصل لواحدة ؟
كريم باستغراب : تقصدي ايه ؟ مش محتاج ألجأ للاغتصاب ؟
أمل بتوضيح : شاب زيك بشكله ده وبعربيته دي اللي بتقول إنك غنى أعتقد مش هتحتاج تلجأ لحاجة زي دي .. البنات التافهة كتير
كريم ابتسم غصب عنه : مش يمكن زي ما قلتي البنات التافهة كتير بس أنا مش عايز تافهة ؟
أمل بصتله : عايز ايه ؟
كريم بصلها بغموض : بنت زيك !
أمل ابتسمت بتفكير : أنت عايز تقولي لمجرد ارضاء رغبة أو نزوة هتدمر بنت زيي هي وعيلتها ! مش منطق يعني
كريم قعد وحط الكشاف قصاده : ما يمكن مش عايز أدمر
أمل قعدت بعيد عنه شوية بس قصاده : البنات المتدينات و المحترمات كتير والطريق ليهم معروف
كريم أخد نفس طويل وفكر في خطيبته هي اه محترمة بس مش متدينة ..
أمل بصتله أوي وهو سرحان وفجأة شهقت لدرجة فزعته هو : في ايه ؟
أمل بخوف : ايدك متعورة !
كريم اتنهد : يا شيخة حرام عليكي .. أنا قلت ايه اللي حصل للشهقة دي كلها !
أمل قربت : ايدك بتنزف
كريم بص لايده : أعتقد اتعورت وأنا بفتح في الشباك
أمل بتوتر : أكيد في علبة إسعافات أولية هنا .. لازم يكون في
قامت وكريم مسكها من طرف هدومها : اقعدي ارتاحي شوية دلوقتي تبقي كويسة
أمل برفض : ايدك بتنزف وعلي الاقل لازم نوقف النزيف ده
مسكت الكشاف وبدأت تدور علي أي حاجة للإسعافات الأولية
كانت عايزة تدخل لجوا بس نوعا ما خايفة وهو لاحظ ترددها وابتسم : خايفة !
أمل بصتله : أنا اه مش بخاف بسهولة بس في مكان زي ده مقطوع كده فأيوة خايفة
كريم اتنهد ووقف : تعالي طالما مصرة
دخل وراها وهي مصرة تلاقي حاجة لايده وأخيرا لقت علبه الإسعافات وبصتله : دلوقتي المفروض تغسل ايدك .. هل من الممكن يكون في مياه ولا هتبقي مقطوعة !
كريم بتفكير : أعتقد في خزان مياه هنا
راحت ناحية الحمام وهو معاها وفتحت المياه وفرحت لما لقتها : عندك حق تعال اغسل ايدك
قرب من المياه وبدأ يغسل ايده ولاحظت تغيير ملامح وشه عرفت إنها بتوجعه بصتله : ينفع أسيبك لحظة ولا تخاف ؟
ابتسم غصب عنه : لا مش هخاف ما تقلقيش انتي
خرجت بسرعة ورجعت في ايدها علبة مناديل فتحتها وطلعت كذا منديل حطتهم علي ايده توقف النزيف شوية
وهو شكرها وبايده الثانية حاول يغسل وشه من التراب
وبعدها شد كذا منديل مسح ايده ووشه علي قد ما عرف بايد واحدة
أمل : يلا نضمد ايدك
خرجوا وقعدوا وهي فتحت العلبة وطلعت الشاش والقطن والمطهر وبصت لايده شالت بالراحة المناديل وشهقت وهو ابتسم : تاني
أمل بخوف : ما تخيلتش إنها مفتوحة بالشكل ده .. دي لازم تتخيط
كريم بصلها : خيطيها ؟
أمل باستغراب : أنا أخيط بلوزة أو تيشيرت لكن مش ايد
كريم ابتسملها : اعتبريها بلوزة
أمل بصتله مش مصدقة : طيب هتوجعك !
كريم بتعب : أكيد مش أكتر ما هي بتوجع أصلا
أمل بتوتر بصت للعلبة تدور فيها وبالفعل لقت أدوات فيها تخيط بيها وبتريقة : ابرتهم معووجة مش معدولة
كريم ضحك : معوجة ؟ معوجة علشان تعرفي تدخليها وتخرجيها بسهولة
أمل : اممممم هنشوف
أمل بدأت تجهز الحاجة اللي قصادها وكريم بتوتر : والله ربنا يستر
أمل بتحاول تطمنه وهي هتموت من الخوف : ما تخافش إن شاء الله خير
مسحت ايده وحطت عليها المطهر وهو بيتألم بصمت وده نوعا ما وجعها .. وبتتأسف كل شوية وأخيرا بصتله قبل ما تبدأ تخيط وهو هز دماغه يشجعها حطت الابرة في ايده وده خلاه ياخد نفس ويكتمه جواه لحد ما خرجت الابره تاني وهي بتتأسف : كملي ما تقلقيش كملي
كريم بص لبعيد حاول يفكر في خطيبته اللي المفروض بيحبها يمكن يتلهي عن التفكير في الالم .. حاول يفتكر شكلها ايه ويتخيلها قصاده بس معالمها مش واضحة .. مش واضحة أبدا .. استغرب وكشر ده لسة من كام ساعة كانت معاه .. كانت بتودعه ورافضة انه يسافر ازاي مش فاكر شكلها ! اه عارف هيئتها لكن تفاصيل شكلها مش عارف يتخيلهم ..
أمل لاحظت انه سرحان ومكشر وفكرت ياترى بيفكر في ايه بالشكل ده ! بس حمدت ربنا انه حاجة شغلاه عن اللي هي بتعمله فيه .. وأخيرا خلصت تخيط ايده بس هو لسه بيفكر في حاجة مضايقاه لدرجة ما حسش بيها لما خلصت وهي هزت ايده علشان ترجعه للواقع فبصلها باستغراب وهي جاوبته : خلصت خلاص .. دلوقتي هنلفها
كريم استغرب خياطتها وهي لاحظت : يعني حاولت علي قد ما أقدر
ابتسملها : كويسه ما تقلقيش اينعم هي خياطة نسائية شوية وحاسس إنك عاملة فيونكات بس هتأدي الغرض
كشرت أمل : فين الفيونكات دي ! دي غرز بعدين انت شوفت خياطه بشري قبل كده ؟
كريم ضحك : خياطة بشري ؟ لا يا ستي ما شوفتش
أمل بتريقة : ولا أنا يبقي دي كويسة
كريم غصب عنه ضحك وهي كمان وبدٱت تلف ايده وهو بيساعدها لحد ما خلصت بصت برضا عن شغلها : والله أنفع دكتورة
كريم بتأكيد : طبعا تنفعي
قامت وقفت وهو استغرب : رايحة فين ؟
أمل بحرج : هدخل الحمام أغسل ايدي وأتوضأ عايز حاجة ؟ بس هاخد الكشاف معايا ؟
كريم وافقها : تحبي اجي معاكي
أمل بحرج : لا خلاص مش هخاف .. المكان شكله أمان
قبل ما تمشي هو كشر : استني حاسس ٱني لمحت كشاف في الاوضة اللي جوا
قام وهي معاه وبالفعل لقى كشاف تاني وشغله وابتسم : كده كل واحد معاه واحد ولا تحبي تاخدي الاتنين ينورولك اكتر ؟
أمل : لا لا ليه يعني ! انت معاك واحد وانا معايا واحد
أمل دخلت الحمام انتعشت و اتوضت وخرجت : يا تري القبلة ازاي في المكان ده والوقت ايه دلوقتي ؟ أكيد العشا أذنت من بدري .. الواحد فاقد الإحساس بالدنيا
كريم بيراقبها وجاوبها بهدوء : الساعة حاليا ١٠ بالليل والقبلة من الناحية دي
أمل باستغراب : عرفت ازاي ؟ بتخمن ؟
كريم ابتسم ووراها ساعته في ايده : لا معايا ساعة وهي فيها ٱتجاه القبلة
أمل ابتسمت : أنا استغربت برضه

أخدت سجادة صلاة وفرشتها وبصتله فهو ابتسم : مش هبص ناحيتك ما تقلقيش أصلا هقوم أتوضأ أنا كمان
أمل بسرعة : ما تبلش ايدك
كريم هز دماغه بموافقة وراح اتوضأ بصعوبة وخرج كانت هي خلصت وبصتله : أنت تعبان ؟
كريم بتعب : شوية بس الوضوء بايد واحدة وبمياه تلج بالمنظر ده مش ظريف أبدا
ابتسمت ووافقته : فعلا مش ظريف

قامت من مكانها علشان هو يصلى مكانها وهي راحت قعدت تراقبه من بعيد وهو صلى وهو مستغرب هو اه بيصلي باستمرار بس مش لدرجة في ظروف زي دي يسيب كل اللي هو فيه ويصلي .. ايه البنت دي ؟ وايه تفكيرها الغريب ده ؟وازاي وسط كل اللي هي فيه بتفتكر تصلي ..
أمل غرقت في تفكيرها ياتري الميكروباص هيوصل امتى للبلد ! وياترى باباها ومامتها هيعملوا ايه لما يوصل الميكروباص وهي مش فيه ؟ سؤال مش قادرة تتخيل حتى إجابته ..
صحاها كريم من افكارها : ايه وصلتي لفين كده !
أمل ابتسمت بزعل : للبلد وبابا وماما
كريم ابتسم وحاول يطمنها : إن شاء الله هنطمنهم ما تقلقيش عليهم ..
أمل : ان شاء الله
حاولت تغير الموضوع فبصت حواليها : يااا الواحد جعان جدا
كريم بصلها باستغراب : جعانة ؟ بصي حواليكي ؟ أنتي في كافتيريا .. قومي قلبي رزقك
أمل كشرت : لا طبعا ده حرام وتعتبر سرقة ده مكان أكل عيش
كريم ابتسم لتفكيرها : قومي كلي براحتك وليكي عليا هدفع تمن أى حاجة أكلناها وحتى تمن الشباك المكسور كمان هعوضهم عنه ..
أمل ابتسمت بطفولة : بجد ! طيب
قامت وبصتله : عايز حاجة معينة
هز دماغه : لا عادي أي حاجة
أمل قامت تلف حواليها وبعدها بدأت تختار شوية حاجات ياكلوها وسألته : بتحب الشيبسي بطعم ايه ؟
استغرب بقاله زمن ما أكلش شيبسي أصلا ومش عارف ممكن يحب ايه
سألته تاني : يا ابني رد
كريم بحيرة : مش عارف بقالي سنين ما اكلتش شيبسي
أمل رجعت قصاده ونورت في وشه : انت عيان ؟
كريم كشر باستغراب : لا الحمد لله مش عيان ليه ؟
أمل مطت شفايفها وبتلقائية : محدش في الكون مش بياكل شيبسي إلا اذا كان عيان
كريم ابتسم : او مشغول
أمل برفض : مشغول عن الأكل ؟
كريم بتعب : مشغول عن الحياة نفسها
أمل هزت دماغها بتفهم : في الحالة دى أنا هختار وأنت هتجرب
جابت سفرة فرشتها وابتسمت : ما تخيلتش ألاقيهم بيبعوا سفر من الشكل ده ..
كريم : ليه بالعكس ده طبيعي لأنك في السفر بتحتاجي للسفرات اللي بالشكل ده تستعمليها وترميها
أمل حطت قدامه فينو وهو استغرب وعيش وعلبة حلاوة وجبنة مثلثات وجبن مختلفة وأكياس الشيبسي
وقعدت قصاده
كريم ابتسم : ده اكل بجد
أمل ابتسمت بفخر : امال انت فاكر ايه ! هنحتاج لسكينة أو حاجة نفتح بيها الجبنة دي ! أو بلاها خلاص كفاية الجبنة المثلثات أو الكيري صح ؟
كريم فكر للحظة واتعدل يدور في جيبه وطلع حاجة صغيرة وبعدها فتحها كانت مطواة صغيرة : تنفع دي !
أمل ابتسمت : تنفع طبعا
فتحت علبة الجبنة الصغيرة وبدأوا ياكلوا : دوق الشيبسي
ابتسم : انا عارف الشيبسي مش اول مره هدوقه
أمل بهزار : بس تلاقيك نسيت طعمه
أكلوا وهي لمت باقي الأكل وبصتله : تشرب ايه ؟
كريم ضحك : ده ولا فندق خمس نجوم
أمل ابتسمت : امال طبعا
كريم : طيب أي حاجة علي ذوقك
شربوا وفضلوا قاعدين ساكتين لحد ما أمل اتكلمت : هنفضل هنا لامتي ؟
كريم بتفكير : لحد ما الجو يتحسن ولو جزء بسيط .. حتى نشوف بس الطريق قدامنا
أمل بتعب : يارب يسهل الأحوال .. يا ترى بابا وماما هيعملوا ايه لما ما يلاقونيش في الميكروباص ؟
كريم بأسف : هيقلقوا فعلا عليكي والله أعلم قريبتك هتقولهم ايه عنك !
أمل بصتله : أهو ده اللي نفسي أعرفه فعلا .. هتقولهم ايه لما تنزل من غيري ؟
كريم بيحاول يطمنها : ما تفكريش كتير وحاولي ترتاحي شوية لحد ما الجو يتحسن شوية ونتحرك من هنا ..
أمل فضلت مكانها بس النوم بدأ يغلب عليها .. غطت نفسها بالچاكيت بتاعها الطويل وبدأت تروح في النوم وكريم غرق في أفكاره وبرضه مع التعب نام مكانه ..
زكريا وأصحابه ضمدوا جروحهم وركبوا عربية واحدة علشان الجو الصعب ده وفضلوا ماشيين واحدة واحدة وبيمشوا شوية ويقفوا شوية ومش عارفين يروحوا فين !
علي زعق مرة واحدة : استراحة اهيه! ظهرت مع البرق ..
حمادة ابتسم : خلونا نقعد فيها لحد ما الجو يتحسن شوية
قربوا منها وهنا لمحوا عربية كريم
زكريا : دي عربية الواد اياه ..
حمادة عينيه لمعت : ومعاه البنت ! زمانهم مقضينها
علي كشر : ما تفكك بقى منهم وخلونا في حالنا
حمادة ضحك : دي البنت عششت في نفوخي وتقولي أفكني منها ؟ لا طبعا .. لازم أشبع منها الاول .. النوع ده مش بتلاقيه اصلا .. انقرض خلاص
زكريا اتنهد : طيب والخنيق اللي معاها ؟ هنعمله ايه ؟
حمادة : والله لو حكمت نقتله ونرميه
علي بخوف : انت مش شايف العربية اللي راكبها
حمادة بحيرة : يعني ايه ؟ مالها العربية ؟
علي بغيظ : عربية مش بيركبها غير الناس الاغنياء والأغنياء أوي كمان .. يعني ده لو مظهرش الدنيا هتتقلب عليه
وأكيد في ناس عارفين هو راح فين جاي منين ومنتظرينه
حمادة كشر : الجو صعب واي ملامح لاي حاجة هتختفي يعني لو قتلناه واخدناه بعربيته وسط الصحراء شوية ولا حد هيعرف مكانه لما يدوروا لسنة قدام ومع الجو ده محدش هيبدأ يدور غير بعد ٣ ايام نكون احنا خلصنا عليهم الاتنين وحطيناهم في آخر الصحراء وهو عربيته هتمشي في وسط الصحراء ، بقولك ايه بطل تفكر كتير
علي بخوف : أنتوا أحرار بس أنا ماليش دعوة بيكم ولا عايز البنت ولا ليا دعوة بالواد
زكريا بتهديد : خلاص اخرج أنت منها
نزلوا الثلاثة ماسكين في بعض علشان يقدروا يتحركوا في الجو الصعب ده وراحوا بالعافية ناحية الباب بس لقوا سلسلة ضخمة عليه
علي بصوته كله علشان يسمعوه : هندخل ازاي ؟
زكريا : في باب تاني من ورا تعالوا
اخدهم لورا ولقوا الباب الثاني وكان عليه قفل صغير بس حمادة خبطه بحجر فاتفتح علي طول وصوت البرق والرعد غطى علي صوت الخبطة ودخلوا بهدوء ناحية النور الخفيف وهم داخلين زكريا راح ناحية المطبخ ومعاه حمادة وكل واحد اخد سكينة في ايده للتهديد واتحركوا ناحيتهم وابتسموا لما شافوهم نايمين الاتنين ؟
ونكمل بكره باذن الله
توقعاتكم يا قمرات
بقلم : الشيماء محمد

رواية العاصفة الحلقة الثالثة - لشيمو الشيماء محمد



علي بهمس : أنتوا هتعملوا ايه بالسكاكين دي ؟
حمادة شاورله يسكت وابتسم وقربوا جامد منهم وبرجله زق رجل كريم اللي فتح عينيه بسرعة وقبل ما يقف كانت سكينة زكريا علي رقبته بتهدده ما يقفش ولا يتحرك ..
حمادة راح ناحية أمل وقبل ما يلمسها كريم زعق : اياك تلمسها
أمل فتحت عينيها علي صوته ويدوب بتبص حواليها اتفزعت لما شافتهم واتعدلت بسرعة وبتبص حواليها برعب
حمادة بص لزكريا : لازم نخلص منه الأول ..
زكريا هز دماغه ومسك كريم من دراعه بيوقفه وهنا كريم ضربه في وشه جامد لدرجة إنه اتعور وبدأ يضرب فيه وحمادة ماسك أمل اللي بتحاول تخلص نفسها منه ومش قادرة وكريم بيتخانق مع زكريا وبيضربه
حمادة زعق لعلي : امسكه معاه
علي بيهز دماغه برفض وخوف وبيرجع لورا وبيردد : قلتلكم ماليش دعوة بيكم .. ماليش دعوة
حمادة اتنرفز وزعق : طيب تعال امسكها أنت .. مش هتعمل حاجة بس امسكها
كريم ضرب زكريا جامد و وقعه على الأرض ويدوب هيلف ناحية حمادة لقاه في وشه وبكل قوته غرز سكينته في جنب كريم اللي لوهلة ما استوعبش اللي حصل أو عقله لسه ماحللش اللي بيحصل .. وأمل مش شايفة ايه اللي بيحصل بس شايفاهم قريبين من بعض وعلي ماسكها من دراعها
حمادة قرب من كريم : ده عقاب اللي يتدخل في حاجة ما تخصوش .. كنت المفروض تكمل طريقك .. فلحد ما روحك تطلع هخليك تتمتع وتتفرج علينا واحنا بنغتصبها قدام عينيك علشان يكون ده آخر مشهد تشوفه ..
حمادة بكل برود خرج السكينة من جنبه وغرزها تاني بقوة أكبر وهنا أمل شافته وشهقت وعرفت إن دي نهايتهم هما الاتنين .. ملاكها الحارس بيموت قدام عينيها وبعد كده الدور عليها .. انتبهت علي شهقة كريم لما خرج السكينة لتاني مرة من جنبه وسابه يقع علي الأرض ..
كريم ردد بضعف : هتدفع تمن اللي عملته ده غالي أوي وهتشوف
حمادة ضحك : محدش هيعرف باللي حصل وباللي هيحصل لسه وبعدين هششششش الكلام وحش عليك اتفرج وأنت ساكت
راح ناحية أمل اللي عندها ذهول تام مش متخيلة إن دي نهاية كريم خلاص ! بس فاقت من ذهولها علي حمادة اللي شدها عليه وبدأ بمنتهى العنف يستبيحها .. شد خمارها وطرحتها ومسكها من شعرها وكل ما تحاول تبعد يضربها وبدأت مرحلة من الوحشية بينهم .. أمل بتدافع باستماتة عن شرفها وهو بيتعامل معاها بوحشية وأخيرا قدر يقلعها جلبابها الطويل وكانت لابسة تيشيرت بحمالات تحته حاول حمادة يقلعهولها وهي بتحاول تضربه بس كل ما بتكون هتقدر بيتدخل زكريا معاه يسيطروا عليها لحد ما حمادة تعب من مقاومتها فاتعدل ووقف وبدأ يضربها برجله في كل مكان لحد ما سكتت خالص وأغمى عليها من الضرب وكريم مش قادر يتعدل أو ينقذها أو حتى ينقذ نفسه ..
بعد ما أغمى عليها حمادة مكانش مصدق إنها هتبقى ملكه فعلا .. بص لزكريا وضحك و وطي عليها وبيحاول يقلعها بنطلونها .. كريم سحف ناحية السكينة اللي حمادة ضربه بيها وبيقرب منها بس على لمحه واتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وعلى نوعا ما خاف من نظرات كريم فبرجله زق السكينة ناحية كريم قربها منه وبعد خالص عنه وكأنه بيقوله إنه بعيد ومالوش دعوة بيهم ..
كريم مسك السكينة وحاول يستجمع قوته لأنه لو ما قامش دلوقتي مش هيقوم تاني هو أو هي.. دعى ربنا بصمت يديله القوة لحد بس ما يخرجها من المكان ده .. دعى من كل قلبه ينجيها هي ويرجعها لأهلها سليمة .. دعى وهو لأول مرة عنده يقين إن ربنا هيكون جنبه ومعاه .. حاول يقف وفعلا قدر يقف قرب عليهم زكريا أخد باله من وقوفه وقرب منه باستهتار بس اتفاجئ بكريم بيغرز سكينته في جنبه زي ما حمادة عمل فيه وشدها تاني وسابه يقع في الأرض .. حمادة ساب أمل وراح ناحية كريم وحاول كريم يضربه بس مقدرش فحمادة قدر يضربه ويوقعه في الأرض مسك ايده وفضل يضربها في الأرض لحد ما وقع السكينة منه .. حاول كريم يضربه بس حمادة ضربه في مكان إصابته في جنبه بكل قوة وزعق : دي نهايتكم أنتوا الاتنين .. محدش هيخلصكم من ايدي
يدوب خلص جملته وبعدها صوت تكسير وضربة قوية علي راسه والاتنين استغربوا وبصوا لعلى اللي كان ماسك إزازة حاجة ساقعة وكسرها علي راس حمادة اللي عنده ذهول من تصرف صاحبه اللي اتوتر : سيبهم يمشوا بقى .. مش هنقتل حد
حمادة وقع وبيحاول يتعدل مش قادر وكريم حاول يتعدل هو كمان مد ايده أخد السكينة كأمان معاه وفضل يسحف لحد مكان أمل اللي جسمها كله كدمات و وشها كله متعور في كل مكان من ضرب حمادة وأتمنى لو يرجع يقتله خالص بس مش وقت مخاطرة حاليا .. لمح موبايل حمادة في الارض جنب أمل فأخده بسرعة بدون ما حد يحس ..
حمادة اتعدل ويدوب هيقوم على مسكه وزعق بصوته كله : خدها واطلع بسرعة
كريم بص ناحيتهم وشافهم بيتخانقوا وعرف إن علي مش قد حمادة ومش هيقدر عليه فلازم يخرج من مكانهم بسرعة ..حاول يفوقها بس مش بتفوق فبصعوبة شالها ونزيفه زاد جدا بس مش وقته .. شالها ومش عارف هيخرج منين ..
علي زعق : في باب ورا
كريم رايح ناحية الباب اللي ورا وفتحه وخرج والهوا وقعه بأمل بس لازم يقف .. بالعافية وقف وشالها تاني ويمشي كل خطوة أصعب من الثانية وبيشيل كل رجل بالعافية لحد ما لمح عربيته اللي كل خطوة لها بميل .. أخيرا وصلها ودخل أمل جنبه وهو لف يدخل لمح عربيتهم فقرب منها وبالسكينة ضرب كاوتش ويدوب هيضرب الثاني لمح حمادة جاي عليهم فقام بسرعة ركب عربيته ودورها واتحرك بيها ناحية الطريق .. ساق بدون ما يشوف أى طريق قدامه .. بس سايق وخلاص في أى اتجاه لأي مكان وهو وحظه .. سايق وهو بياخد نفسه بالعافية وبعدها مقدرش يكمل فوقف وبص لأمل جنبه .. فتح التابلوه وخرج إزازة برفان رش علي وش أمل اللي بدأت تفوق وتبص حواليها مستغربة هي فين واتعدلت بسرعة مش عارفة ايه اللي حصل وهل اغتصبوها ولا لأ .. بصت لنفسها بنطلونها مقفول بس من فوق بالتيشيرت بتاعها فحطت ايديها حواليها وفاقت علي صوت كريم بيتكلم بالعافية : شنطتي وراكي فيها هدوم البسيها
بسرعة شدت شنطته وفتحتها وطلعت قميص لبسته وبصت لكريم وبعياط : أنت كويس
كريم ابتسم : ما تقلقيش عليا وقليلي أنتي حاسة بايه ؟ موجوعة ؟
أمل بصتله وبعياط : أنت بتنزف جامد
كريم بيتنفس بالعافية : عارف .. موجود في الشنطة كوفية ممكن تلبسيها زي الطرحة وغطي شعرك
أمل بصتله مش مصدقة اهتمامه إنه يغطيها وهو لاحظ نظرتها فابتسم بضعف : أنا مش هضحي بحياتي وفي الآخر هتمشي بشعرك مكشوف ، غطى شعرك
أمل طلعت من شنطته الكوفيه وفعلا لبستها زي الطرحة وسط دموعها وحيرتها وخوفها من اللي جاي وبصتله وحاولت تبتسم : لبستها
كريم ابتسم : ودلوقتي ركزي كويس .. ده الغيار اللي بيطلع العربية لقدام
قاطعته بدون فهم : أنت بتقول ايه ؟
كريم تجاهل سؤالها وكمّل : ده البنزين وده الفرامل .. رجلك علي البنزين بالراحة وكل ما هتدوسي العربية هتكون أسرع معاكي .. هتفضلي ماشية في الطريق ده ع طول ..
افتكرت أمل كام مرة أخوها حاول يعلمها السواقة وهي كانت بتستعبط ! مش لو كانت اتعلمت كانت هتقدر تسوق دلوقتي
أمل بصتله برفض وعياط : أنا مش بعرف أسوق ومش هعرف
كريم بصلها وابتسم : أنا أنقذتك منهم ودلوقتي الدور عليكي .. ممكن يلحقونا ولو ده حصل مش هقدر أعملك حاجة فلازم تفضلي مكملة ( مسك ايدها ) لازم ترجعي لأبوكي وأمك واوعي تخليني أرجع في وعدي ليكي .. عمري ما وعدت وخلفت .. ارجعيلهم أرجوكي ( حاول يهزر ) وبلغي أبويا إنه يدفع للكافيتريا تمن الحاجات اللي أكلناها علشان ما تبقاش سرقة
أمل حاولت تبتسم بس ماقدرتش .. دلوقتي لازم تفتكر كل محاولات أخوها ! دلوقتي لازم تسترجع الكام مرة اللي ساقت فيهم وتحاول لازم تحاول بس هل هتقدر تسوق في جو زي ده ! ده هو كان سايق بالعافية
أمل بعياط وفقدان أمل : أرجوك مش هقدر .. أرجوك اوعى تسيبني
كريم بصلها : أنا معاكي مش هسيبك تعالي بس مكاني وساعديني اجي مكانك أنتي .. أرجوكي بسرعة
ساعدته يجي مكانها بالعافية وبعدها هي راحت مكانه وبصتله بينزف ومسحت دموعها : الأول لازم نوقف نزيفك شوية .. أنت لابس حزام صح هاته بسرعة
كريم حاول يفك الحزام بس ايده متعورة والثانية مش قادر أصلا يرفعها بس حاول ومقدرش وايده وقعت جنبه أمل قربت وهي فكت حزامه واخدت تيشيرت من شنطته حطته علي جرحه وحطت الحزام عليه وربطته جامد لدرجة إنه صرخ من الألم وهي بتعيط وبتتأسف : لازم أضغط عليه علشان يوقف نزيفك شوية .. أرجوك استحمل
كريم غمض عينيه وهي بسرعة بتحاول تفوقه ففتح عينيه : أنا كويس سوقي يلا وريني علشان أقدر أساعدك
افتكر الموبايل اللي في جيبه طلعه وللأسف لقاه هيفصل شحن وهز دماغه بأسف ودعى يعرف يكلم أى حد
اتصل علي رقم والده وانتظره يرد
حسن باستغراب : الو مين !
كريم بتعب : أيوة يا بابا
حسن بلهفة وفرحة : كريم طمني عليك أنت فين ؟
كريم بتعب وصوت موجوع جدا وبيتكلم بالعافية : كلم أمي وقلها تبلغ حد ينتظرني علي الطريق السريع برا .. لو اتأخروا هيكون فات الأوان .. بابا بلغهم يستنوا عربيتي
حسن بتوتر : كريم أنت مالك ؟ طمني عليك
كريم بتعب وبصوت بيتقطع : خليهم ينتظروا عربيتي ويلحقوني بسرعة يا بابا بسرعة
حسن بلهفة : طيب طمن
الخط قطع والموبايل فصل شحن وكريم رماه من ايده
أمل جنبه برعب : هنعمل ايه ؟
كريم : دوري العربية واتحركي .. هينتظرونا علي الطريق ما تقلقيش
أمل دورت العربية وبدأت تتحرك بس العربية مش بتتحرك بسلاسة بتقطع وده بيتعب كريم وهي بتعيط .. ندمت علي كل مرة استهترت بطلب أخوها يعملها السواقة .. ندمت في وقت مش هينفع فيه الندم دلوقتي لازم تسوق ولازم تتحرك ولازم توصله بر الأمان ..
كريم بتعب : حاولي تثبتي رجلك علي البنزين ما تحطيهاش وتشيليها بالمنظر ده علشان ما تقطعش كده .. ثبتي رجلك وبالراحة هتمشي
أمل حاولت تعمل زي ما قال وزي ما أخوها قال الف مرة قبله .. وبالفعل العربية بدأت تمشي بهدوء نوعا ما
كريم ابتسم وبيغمض عينيه : برافو عليكي
أمل بلهفة : حاول ما تنامش خليك معايا أرجوك
كريم بإرهاق : معاكي .. أنا معاكي
أمل حاولت تقول أي كلام يخليه فايق وبعدها بصتله : أنا اسمي أمل علي فكرة
كريم ابتسم لأنه نسى يسألها عن اسمها أو حتى يقولها اسمه : أنا كريم
ابتسمت أمل وحاولت تهزر : تخيل نبعد عن بعض بعد كل ده وما نعرفش أسامي بعض حتى !
كريم ابتسم : كويس إنك عرفتيني اسمك .. يارب يكون اسمك علي مسمى ويكون في أمل أوصلك لبيتك
أمل بتفاؤل : هنوصل احنا الاتنين بإذن الله ..
كريم ردد : بإذن الله
ماقدرش يفضل فايق أكتر من كدا فغمض عينيه ومهما أمل تفوقه مبقاش قادر يفتح عينيه ..و بعد فترة طويلة أمل هزت كريم تفوقه لحد ما فتح عينيه وبصلها فاتكلمت : اللمبة دي بقالها فترة بتنور وتطفي مش عارفة ليه ؟
كريم بص ناحية اللمبة وابتسم بحسرة : دي لمبة البنزين .. بتعرفك إن البنزين بيخلص ولازم نموّن العربية
أمل برعب : هنعمل ايه ؟
كريم بأسف : امشي وخليكي ماشية ولو لقيتي يافطة بنزينة عرفيني
أمل بتبص حواليها برعب : ولو لقيت هشوفها في التراب ده !
كريم بإرهاق : العقل والمنطق حاليا مش هنفكر بيهم وطالما ربنا معانا من أول الطريق فهيكمل معانا .. بعدين انتي المتفائلة يا أمل مش أنا .. أرجوكي خليكي متفائلة علي طول
أمل دعت من قلبها ربنا يقف معاهم لآخر الطريق وفضلت سايقة ومتوترة وعينيها طايرة طول الوقت وبتحاول تلمح أي حاجة غير الصحراء دي وأخيرا شافت يافطة لمحتها مع البرق وكأن ربنا بعت البرق في الوقت ده علشان يوريها اليافطة دي إن في بنزينة قدامها جاية
هزت كريم تفوقه وتقوله في بنزينة فابتسم : مش قلتلك ..
قالها ازاي تقف ووقفت وقربت وخبطت البنزينة وهي بتقف وبتتأسف لكريم اللي بيطمنها : ما تشغليش بالك المهم بس نعرف نموّن
قبل ما تنزل كريم وقفها : حطي البالطو عليكي علشان المطر والهوا لبسته أمل ونزلت بصعوبة وحاولت تشغل البنزينة مش عارفة فتحت باب كريم وبتتكلم بصوت عالي : مش عارفه أموّن مش راضية
كريم بص للبنزينة وبتعب طلع محفظته وطلع منها الفيزا واداها لأمل وقالها الرقم السري بتاعها
أمل مش فاهمة تعمل ايه برضه وكريم بصلها بيأس واتعدل : ساعديني أنزل
اترددت أمل بس مش عارفة فعلا تعمل ايه !
بإصرار قالتله : عرفني وأنا هعمل ما تتحركش أنت
كريم شرحلها ازاي تحط الفيزا وتشغلها وقالها تحدد المبلغ وساعتها هتشتغل البنزينة ومع تعليماته عرفت ازاي تموّن وحست بانتصار صغير جواها وأخيرا ركبت تاني وحاولت تحكي عن انتصارها الصغير بس كريم كان غاب تماما عن الوعي ومهما تحاول تفوقه مش بيفوق وخافت يموت جنبها .. لازم تعمل أى حاجة ! لازم تحاول تنقذه ..
اتحركت وحاولت تسرع وتدعي ربنا ييسر طريقها طول الوقت وإنها توصل قبل فوات الأوان وإن حد ينتظرها علي الطريق زي ما كريم طلب من أبوه !!!
حسن أول ما الخط قطع مع ابنه حاول تلقائي يتصل بيه بس التليفون مغلق ولأول مرة يحس بالعجز التام .. ابنه محتاجله ومش عارف يتصرف ازاي ؟ طيب يركب عربيته ويتحرك ؟ طيب هل هيوصله مع الجو والعاصفة دي وهيعرف طريق ابنه ؟ طيب يبلغ البوليس بس برضه البوليس مش هيتحرك غير لما الجو يتعدل شوية ويعرفوا يتحركوا .. مفيش قدامه غير مراته وأهلها ويطلب منهم حد فعلا يطلع ينتظر ابنه علي الطريق السريع برا وأكيد مش هيتأخروا ومراته كمان هتقدر تقنعهم يتحركوا لابنها..
بسرعة اتصل بناهد اللي هتموت من القلق علي ابنها اللي اتأخر جدا وأول ما سمعت صوت جوزها عرفت إن في حاجة حصلت لابنها .. حكالها بسرعة المكالمة بينهم وهي قالت هتتصرف بسرعة .. جريت نادت علي أخوها عاصم الدخيلي وصحته من نومه وقالتله اللي حصل وهو قالها هيطلع بسرعة هو وابنه يستنوه علي الطريق ..
اما حسن فكان معاه ملك قلقانة ومتوتره وهو قرر يتحرك وهيا اصرت تتحرك معاه .. اخد السواق واتحرك ناحية المجهول يلحق ابنه ...
بقلم : الشيماء محمد
عاصم صحى ابنه مؤمن اللي عايش مع كريم في القاهرة وبيشتغل معاه بس نزل إجازة مع عمته واستغلها فرصة يزور اهله ونزلوا وناهد حاولت تقنعهم تروح معاهم بس رفضوا تماما بس مسكت ايد أخوها وعيطت واترجته ياخدها : مش هقدر يا عاصم استنى هنا وابني مش عارفة حالته
مؤمن بتوتر : يا عمتو الطريق مش أمان وأنتي شايفة الجو والمطر والتراب
ناهد بعياط : وابني الله اعلم حالته ايه في الجو ده ! أنتوا لو روحتوا من غيري هاخد الطريق مشي وراكم مش هفضل في البيت هنا أستنى
قدام إصرارها وعياطها وترجيها أخدوها معاهم وطلعوا ينتظروا كريم
عاصم بتوتر : طيب نتحرك شوية لقدام ؟
مؤمن بحيرة : طيب نفترض إنه جه من طريق تاني مش هنشوفه في الجو ده
ناهد مسحت دموعها وبصتلهم : هو قال ننتظره هنا فهننتظره هنا وأكيد هيوصل إن شاء الله .. أخاف نتحرك مانشوفهوش
قعدوا منتظرين أي عربية تعدي من قدامهم بس الطريق مهجور والجو صعب جدا والمطر بيزيد والخوف والقلق بيزيدوا أكتر وأكتر مع كل صوت رعد ومع كل ضربة وخبطة من البرق والرعد
في الكافتيريا حماده بيحاول يوقف النزيف لزكريا صاحبه وبيزعق في علي : انت اللي عملت كل ده ! هيموت بسبب جبنك وغباءك
علي بينهج : انت هتلف علي راقبينا كلنا حبل المشنقة .. الواد مش هيسكت ولو قتلته اهله مش هيسكتوا ..
حماده بصله : ودلوقتي هيسكت صح ! لما سيادتك هربته متخيل انه هيرحمك !
علي برفض : مش هيرحم حد فينا بس مش هنتعدم .. يالا نتحرك من هنا ونشوف اي حد ينقذه قبل ما صورنا تتعلق في كل مكان
شالوا زميلهم وراحوا لبلدهم وراحوا لاقرب مستشفي وبلغوا ان صاحبهم وقع علي حديده وهو بيجري من العاصفة وقرروا اول ما يخرج من العمليات يهربوا بيه من هنا ..
سميرة طول الليل قاعدة متوترة وخوف مبهم جواها وبيزيد كل ماترن علي بنتها وتلاقي تليفونها مقفول
عبدالله بيحاول يطمنها : يا ستي البنت موبايلها فصل شحن شوية وتوصل اهدي بقى
سميرة اتنهدت : القلق هيموتني .. قلبي مش مطمن أبدا يا عبدالله حاسة إن أمل فيها حاجة
عبدالله كشر : تفائلوا بالخير تجدوه ..
سميرة أخدت نفس طويل : يارب خيب ظني يارب واحفظ بنتي .. يارب استودعتك بنتي احفظها يارب وهاتها بالسلامة يارب
عبدالله ابتسم : أيوة كدا .. دعوة حلوة وهتوصل بالسلامة إن شاء الله وبعدين احنا استودعناها ربنا هو يحفظها من عنده ..
سميرة بتوتر : طيب كلمت الميكروباص وشوفت عم صبحي هيوصل امتي
عبدالله : مش قدامك محمد أخويا كلمه وقاله قدامهم ساعتين
سميرة بتوتر : ماهو الساعتين خلصوا اهو
عبدالله : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. يا ولية أنتي مش شايفة الجو برا عامل ايه ؟ أكيد مش ساعتين بالظبط يعني ..
كل شوية سميرة تفتح الشباك تبص علي الشارع منتظرة الميكروباص يوصل وبنتها توصل بالسلامة والقلق مسيطر عليها وعلي قلبها ..
عبدالله برضه القلق مالي قلبه بس بيحاول ما يظهروش علشان مراته فمسك مصحفه وقعد يقرأ فيه ويدعي جواه بنته توصل بالسلامة ..
أخيرا سميرة صرخت : الميكروباص اهو يا عبدالله بينزل سمر قدام بوابة أخوك علي ناصية الشارع انزل لأمل قابلها
عبدالله ابتسم وقام بسرعة يقابل بنته ويدخلها من الجو الصعب ده واستغرب لما سمر نزلت وبنته لسة والميكروباص هيتحرك فجري بسرعة ووقفه : ايه يا صبحي استنى أمل تنزل
صبحي كشر : أمل ؟
هنا قلب عبدالله وقع في رجليه : أمل بنتي مش قلتلك هتركب معاكم!
صبحي استغرب إنها ما وصلتش : هي ما وصلتش لسة ؟
عبدالله بخوف ورعب : توصل ازاي ؟ مش هي معاك ؟
بص ناحية سمر وأبوها : بنت عمك فين يا سمر
سمر اتوترت ورجعت لورا خطوة
وهو بص للسواق : صبحي بنتي فين ؟ هي قالت إنها ركبت معاك ! وكلمتني بعد ما ركبت .. بنتي فين يا راجل أنت
هنا وصلت سميرة اللي قلبها بيدق والخوف قرب يشلها بس بتتحرك لحد ما وصلت عندهم : فين أمل ؟
صبحي بتوتر : هي نزلت في الاستراحة
سميرة صوتت : وأنت سيبتها ومشيت ؟
صبحي بص للركاب معاه وبصلهم وبص لسمر : هي قالتلي إنها مشيت مع واحد قريبها والعربية اتحركت وأنا كملت الطريق علشان ألحق أوصل أنتوا شايفين الجو عامل ازاي !
عبدالله وسميرة وقفوا الاتنين والصدمة مسيطرة عليهم .. محدش فيهم قادر ينطق أو يتكلم
سميرة بتنهج : بنتي فين يا سمر ؟
سمر بصتلها بخوف : معرفش
هنا سميرة قربت عليها ومسكتها بعنف من طرحتها وشعرها تحت الطرحة وزعقت : بنتي فين ؟
هنا طلعت بدرية مامتها شدت بنتها : قالتلك معرفش .. ما تشوفي انتي بنتك فين ؟ تعالي يا بت
شدت بنتها ودخلت وعبدالله بص للسواق : انت ازاي تسيب بنتي وتمشي انت اتجننت
صبحي شهد الركاب : قسما بالله بنت عمها قالتلي انها ركبت ومشيت
عبدالله زعق : أنت شوفتها بتركب ؟
عم صبحي بدفاع : بنت عمها قالت والركاب كلها تشهد
سميرة بعياط : سمر عارفة بنتي فين يا عبدالله
عبدالله بص لأخوه بترجي وما نطقش
محمد بحرج : هدخل أعرف منها وأجيلك .. دخل مراتك البيت من الهوا والمطر ده ..
عبدالله شد مراته ودخلها وهما في حالة صعبة جدا
أخوها طه صحي من النوم وخرج عندهم مستغرب : مالكم مبلولين كده ؟ وفين أمل لسه ما وصلتش !
هنا سميرة انهارت في الأرض من العياط وفضلت تندب : قلتلك بنتي جرالها حاجة قعدت تطمن فيا .. بنتي فين يا عبدالله ؟
عبدالله معرفش يرد عليها ولا ينطق بس قعد جنبها بصمت
طه قرب من أمه بخوف : هي فين ومالها ؟ حصل ايه فهميني يا ماما ؟
سميرة بعياط : محدش يعرف هي فين ؟
طه باستغراب : مش كانت في الميكروباص ؟ يعني ايه محدش يعرف ؟
عبدالله برعب : بيقولوا نزلت وكملت مع حد قريبها
طه زعق : ايه الهبل ده ؟ ومين قريبها ؟ وهي أمل برضه هتنزل وتكمل مع أي حد مهما إن كان ؟ امال الزفتة سمر فين ! مش كانت معاها ؟
سميرة بعياط : بتقول متعرفش وأمها دخلتها
بدرية دخلت بنتها أوضتها وبصتلها : بنت عمك فين يا بت ؟ وليه بتقولي متعرفيش مش كنتوا مع بعض ؟
سمر بتوتر : معرفش يا ماما !
بدريه بتريقة : مش قلتي للسواق يكمل الطريق يبقى أنتي عارفة هي فين ؟ انطقي يا بت
سمر كشرت واترددت وبصت لأمها : ركبت مع واحد صاحبها
بدرية كشرت : وهي أمل ليها في القصة دي يا بت ! لا مش راكبة دماغي الحكاية دي أبدا
سمر قربت من أمها : بصي .. أمل بتحب واحد زميلها معانا هناك وهو شاب غنى ومز كدا و بيقول إنه بيحبها وهيجي يخطبها وكانت بتقنعني نسافر معاه وهو يوصلنا بس أنا رفضت وركبنا الميكروباص اتاريه هو حصلنا وفي الكافيتريا فضلوا يتحايلوا عليا أركب معاهم بس أنا رفضت وبعدها هي قالتلي أقول للميكروباص إنها هتكمل مع قريبنا ومعرفش بقى ما وصلوش ليه ؟ انتي بقى عايزاني أفتن عليها وأقول لعمي الكلام ده ! طيب ازاي يا ماما ! وبعدين أمل الكل بيحبها وكلهم مخدوعين فيها وأنا مش هقدر أبدا أقلل منها قدام أبوها وأمها .. أنا مش كده أبدا يا ماما
بدريه ابتسمت : ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي
كملت بشماته في سرها : اما أنتي بقى يا سميرة وأخيرا الزمن جابك تحت ايديا وأنا مش هرحمك أبدا
جت تخرج بس سمر مسكت ايدها وبخوف مصطنع : هتعملي ايه يا ماما
بدرية ابتسمت لبنتها : ما تقلقيش أنتي أنا هتصرف
محمد جاى يدخل لبنته بس مراته وقفته وحكتله كل كلام سمر
بدرية بتريقة بتمصمص شفايفها: مالك يا راجل ! مش مصدق إن دي اللي بتضرب بيها المثل لبنتك كل شوية ! اهي هتجيب العار لأهلها
محمد زعق : اخرسي يا ولية أنتي والله ما مصدق حرف واحد من اللي قلتيه
بدرية شهقت : ليه يا أخويا ؟ منزلة من السماء مش بتغلط ؟
محمد بتريقة : لا وأنتي الصادقة بنتك اللي بتكدب
بدرية هنا زعقت : قسما بالله يا محمد لو عملت مشكلة لبنتي ولا خليت حد يقربلها لاخدها وامشي بيت جدها وأفضحكم في البلد كلها .. مش هتكونوا غلطانين وتلبسوها لبنتي !
محمد اتنهد : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .. أقول ايه بس لعبدالله
بدرية بشماتة : تقوله حقيقة بنته
محمد خارج وهي وراه : رايحة فين ؟
بدرية بإصرار : معاك ماهو مش هسيب الحيزبونة دي تملى دماغ أخوك ودماغك ضد بنتي اتفضل يلا
راحوا بيت عبدالله وسميرة منتظراهم بلهفة ينطقوا ويقولوا أي حاجة تبرد نارها وخوفها
طه بتوتر : ما تقول يا عمي سمر قالتلك أمل فين ؟
محمد اتنهد : والله يا ابني ماعارف أقول ايه وأقول ازاي ؟
سميرة شافت نظرات بدرية وشماتتها فوقفت بكبرياء : تقول زي ما سمعت يا أبو سمر بنتك قالتلك ايه ؟
بدرية حاولت تمثل الاستعطاف وبدأت تحكيلهم وسميرة مش مصدقة ولا حرف
بدرية : والله ما كنت أصدق أبدا إن كل ده يطلع من أمل .. عيب عليكي يا أمل
طه كان هيقرب ويزعق بس سميرة مسكت ايده وشاورلته يسكت وهي اللي اتكلمت بهدوء : بنتك كدابه في كل حرف نطقته ولولا إني عاملة اعتبار لجوزي ولأخوه كنت رديت عليكي رد يليق بيكي
بدريه وقفت وشهقت : شوف الولية بنتها دايرة علي حل شعرها وجاية تتشطر عليا ! ماتربي بنتك الأول
سميرة كانت هتقرب عليها بس جوزها مسكها : بنتي متربية أحسن تربية في الكون كله .. واوعي تتخيلي للحظة إني ممكن أصدق في حقها حرف من القرف اللي قلتيه ده .. دي أخلاق بنتك أنتي ودي تربيتها لكن أمل دي أكبر منكم بكتير فاهمة .. ودلوقتي توصل بالسلامة وأعرف منها ايه اللي حصل وقسما بالله ما حد هيخلص بنتك من ايدي لو لها يد في تأخيرها
بدرية بصت لجوزها : شايف مرات اخوك ما تتكلم
عبدالله وقف وبص لأخوه بهدوء : خد مراتك دلوقتي يا محمد وياريت تسكتها وتعرفها ازاي تتكلم
بدرية بتشهق : ما ترد عليهم يا راجل
محمد مسكها من دراعها بعنف : اسكتي خالص دلوقتي ويلا .. وربنا يطمنا علي امل وادعي فعلا إن بنتك ما يكنش لها يد في تأخيرها
بدرية شدت دراعها بعنف من ايد جوزها : تصدق أنا غلطانة أصلا إنى جيت أطمنكم عليها .. بكرة نقعد علي الحيطة ونسمع الزيطة .. ماشي يا سميرة ..
خرجت و وراها محمد جوزها وهي بتبرطم طول الطريق لحد ما وصلت بيتها وجوزها زعق : ما تخرسي بقى
بدرية زعقت : أنا مش عارفة أنت ليه ساكتله دايما كده ؟ ليه سايبهم يتنططوا علينا ؟
محمد زعق : علشان أخويا الكبير .. علشان هو اللي فاتح بيتي بخيره .. علشان هو اللي ساعدني وشغلني معاه لما خسرت شغلي .. علشان هو اللي مربيني وهو اللي له فضل في كل حاجة عندي
قلبت شفايفها بتريقة : قصدك تقول هو اللي واخدك تحت باطه
محمد بغضب : اخرسي بقى يا ولية ونادي علي بنتك دي
نادى بصوته كله عليها وجت خايفة وبصت لأمها اللي شاورتلها ما تخافش وتقعد قصادهم
محمد بتحذير : قليلي بقى بنت عمك فين
سمر بصت لأمها : انا حكيت لماما اللي حصل كله
محمد بعدم تصديق : أمل ملهاش في اللي بتقوليه ده
سمر وقفت وزعقت بعياط : أنت طول عمرك كده .. شايفها ملاك وشايفني أنا شيطان .. طول عمرك بتحبها هي أكتر مني .. مش جديد عليك ما تصدقنيش وما تصدقش حاجة عليها
عيطت وجريت من قدامهم وهو فضل مكانه محتار ومراته بلوم : عجبك كده ! كسرة قلب بنتك دي ملهاش قيمة عندك ! علي طول كاسر بخاطرها كده
محمد بأسف : ياريتها ربع أمل حتى في أدبها وأخلاقها وشطارتها .. ياريتك ربيتيها زي أمل
بدرية بغيظ : واهي هتجيبلهم العار اهيه وهتشوف راس أخوك بكرا في الأرض وساعتها ابقى تعال كلمني .. أنا داخله لبنتي
سميرة مع عبدالله : هنعمل ايه ؟ نبلغ البوليس ؟
عبدالله بقلق : نقولهم ايه ؟ احنا حتى مش عارفين حاجة ! وبعدين مش يمكن
قاطعته سميرة : اوعى تكمل يا عبدالله أنت عارف بنتنا وعارف أخلاقها
عبدالله بوجع : عارف بس هي فين ؟ يارب احميها أنت يارب .. مالناش غيرك أنت يارب .. تحميها وترجعها بالسلامة
سميرة بعياط : ربنا يوقفلها أولاد الحلال يارب اللي يساعدوها .. يارب اقف جنبها وطمنا عليها
طه دخل عليهم : هنعمل ايه ؟
عبدالله بحيرة : مش عارف يا ابني والله ما عارف
طه : طيب اخد العربية وأطلع بيها الطريق ؟
عبدالله بحيرة مش عارف يفكر ماهو مش هيرمي ابنه كمان في الجو ده وبعدها يعيط علي ابنه كمان واخيرا اتنهد بخوف : الصبح ينور الأول وإن شاء الله الجو يهدأ شوية
سميرة غمضت عينيها بخوف وتوتر : الصبح يطلع ونشوف هنعمل ايه ! حتى تعرف تشوف طريقك يا ابني
طه بخوف : أمل هتعمل ايه للصبح ؟
سميرة بثقة ويقين : ربنا معاها مش هيتخلى عننا أبدا ..
أمل فضلت مكملة ناحية المجهول مش عارفة أصلا اذا كانت ماشية في طريق صح ولا غلط ولا هتعمل ايه ولا هتوصل فعلا ولا هتتوه في الطريق اللي مالوش آخر ده ؟ بس جواها يقين أو أمل إن ربنا مش هيتخلى عنها هي أو كريم ..
ماشية فلمحت عربية واقفة علي جنب الطريق وخايفة توقف وتطلب مساعدة ولا هيطمعوا فيها زي اللي فاتوا وخصوصا مع منظر كريم اللي مش هيقدر يساعدها ! بصتله ووشه كان شاحب وعرفت إنها لو مالحقتوش دلوقتي هيموت وهو جنبها .. لازم تخاطر وتقف وتطلب مساعدة
مؤمن في عربيته شاور بلهفة : عربية اهيه .. مش ده نور عربية
عصام بيركز علي الطريق : باين مش عارف مش واضح بس لمحت حاجة نورت
مؤمن فضل ينور نور عربيته ويطفيه كنوع من الٱشارة
أمل مترددة تقف ولا تكمل وخصوصا لما شافت أنوار العربية بتنور وتطفي ضحكت بوجع لأنها افتكرت إنهم ممكن عايزين مساعدة زيها !
وأخيرا قررت تقف واللي يحصل يحصل .. وقفت بفرامل جامد وقررت تكون حريصة فقفلت العربية عليها بس فتحت شباكها تبص منه
مؤمن نزل من العربية وبص لأمل حس باحباط و بصلهم : مش هو دي واحدة شكلها عايزة مساعدة
ناهد بتوتر : بس دي تقريبا عربية كريم يا مؤمن
مؤمن كشر وقرب من أمل كلمها : خير وايه اللي مخرج بنت زيك في الجو ده
أمل بخوف وتردد : عايزة أقرب مستشفي تقدر تدلني !
مؤمن حاول يبص لجوا العربية بس أمل صدرت نفسها علشان ما يشوفش كريم ويطمع فيها
مؤمن باستغراب : ليه مستشفي ؟
أمل بجدية : تقدر تدلني ولا لا !
ناهد ما استحملتش تفضل مكانها فنزلت من العربية وهنا أمل لمحتها وده نوعا ما طمنها لأن الست شكلها حد محترم وكبيرة مش زي الأشكال اللي قابلتهم أبدا .. كمان مؤمن شكله محترم وحست إنه ممكن يكون له علاقة بكريم وهنا عينيها وسعت وبصتله أوي وبتردد : أنت مستني هنا ليه ؟ منتظر حد ؟
مؤمن كشر وبصلها باستغراب بيحاول يركز فى العربية : بتسألي ليه ؟
ناهد قربت : خير يا مؤمن ؟ هو ؟
هنا أمل حست إنهم ممكن يكونوا مستنين كريم ففتحت باب العربية وده خلى مؤمن يشوف كريم وعينيه وسعت وبص لأمل : عايزة المستشفى علشانه !
ناهد صرخت وجريت للناحية الثانية لابنها ومؤمن كمان وعاصم جري عليهم مع إنه مش فاهم
ناهد مسكت وش ابنها وشافت الدم اللي مغرقه وبتصرخ وتحاول تصحيه
مؤمن بص لأمل اللي اتنهدت بنوع من الارتياح وانتعش الأمل جواها
مؤمن زعق : ايه اللي حصله ؟
أمل ابتسمت واتكلمت وكأنها بتكلم نفسها : هيكون كويس .. أنتوا هتلحقوه صح ؟هيكون كويس
مؤمن قرب منها ومسكها من أكتافها بعنف وهزها : ايه اللي حصله
هنا أمل انهارت قوتها و وقعت بين ايدين مؤمن اللي استغرب انهيارها بالشكل ده وناهد بصتله هو وعاصم اللي زعق : مفيش وقت نضيعه حطها في العربية ويلا نتحرك بسرعة
مؤمن حط أمل في عربية كريم علي الكنبة وركبت جنبها ناهد واتحرك بيهم وعاصم ركب عربيته ومشي وراهم بسرعة علي المستشفي وناهد مش عارفة تعمل ايه أو تفهم ايه اللي حصل للبنت دي وايه اللي حصل لابنها .. وليه البنت دي لابسة قميص ابنها والكوفية بتاعته والبالطو بتاعه كمان ! ويعرفها منين أصلا !
طول الطريق ماسكة ايد ابنها وبتحاول تكلمه أو تطمنه إنها جنبه
كريم فاق للحظات بصتله بفرحة : حبيبي طمني عنك
كريم بتوهان : أمي أنتي هنا ! أنا بيتهيألي صح !
ناهد بعياط ضغطت علي ايده : كريم أنا جنبك اهو أنت كويس يا حبيبي أنا جنبك استحمل شوية وهنكون في المستشفي اتحمل حبيبي
كريم بضعف : أمي أمل أمانه توصليها لأهلها .. وعدتها أوصلها بس مش هقدر أنتي نفذي وعدي يا أمي وصليها لأهلها
ناهد بعياط : حاضر هوصلها بس أنت ارتاح واتحمل شوية بس وهنوصل .. اتحمل يا حبيبي
غاب تاني عن الدنيا وهي بتعيط وبصت لمؤمن بترجي : سوق بسرعة يا مؤمن يا حبيبي
مؤمن هز دماغه : حاضر يا عمتو ما تقلقيش إن شاء الله هيكون كويس
وصلوا المستشفي وجوزها اتصل بيها حكتله اللي حصل
حسن بتوتر : انا قربت اوصل عليكم يا ناهد .. انا وملك معايا !
ناهد اتوترت اكتر : انت سايق فيرالجو ده يا حسن حرام عليك انا مش حمل مصايب تانيه
حسن باصرار : معايا السواق هو اللي سايق وربنا هيسترها ان شاء الله الجو افضل شويه .. اطمني انتي بس وانا هوصل علي طول بإذن الله .. ناهد ابننا هيكون بخير ..
عاصم خال كريم حرك المستشفى كلها وخلال دقايق كان طقم طبي كامل بيشرف علي كريم وأمل .. ومرت الدقايق بساعات وكلهم منتظرين بتوتر وقلق خايفين ومنتظرين حد يطلع يطمنهم بأي أخبار ..
وأخيرا الباب اتفتح وخرج دكتور ليهم بيبصلهم بتوتر وقلق وكلهم قلوبهم تقريبا وقفت من الرعب والخوف
ناهد بخوف : ابني ماله ؟ قول يا دكتور
الدكتور قرب منها : أنا دكتور البنت مش ابنك
ناهد رجليها بتترعش من التوتر والخوف وبصت للدكتور ومسحت دموعها :هي حالتها ايه ؟
الدكتور استغرب قوتها وصمودها : جسمها مليان كدمات ورضوض وعندها ضلعين مكسورين ونزيف داخلي بس قدرنا نسيطر عليه .. حالتها اه صعبة بس إن شاء الله هتكون كويسة ..
ناهد بوجع : مش معاها بطاقة أو أي حاجة في هدومها نعرف بيها هي مين ؟ أكيد أهلها قلقانين عليها
الدكتور هز دماغه : للأسف مالقيناش معاها أي شيء .. لما تفوق إن شاء الله هنعرف منها هي مين !
اعتذر منهم ومشي وهي انتظرت حد يطمنها علي ابنها وأخيرا دكتور تاني خرج وهي ماقدرتش تقرب منه ورجليها مش بيطاوعوها تمشي فبصتله برعب
الدكتور بتوتر : هو ابنك بكلية واحدة بس صح !
ناهد برعب شاورت بدماغها ونطقت بالعافية : أيوة بكلية واحدة من صغره
الدكتور بأسف : وللاسف إصابته في كليته ومش قادرين نوقف النزيف ولازم نستأصلها
ناهد برعب : وهيعيش ازاي من غيرها ؟
الدكتور نقل نظراته بينهم : لازم تلاقوا متبرع خلال ال ٢٤ ساعة الجايين دول وإلا ...
ناهد وقعت مكانها وأخوها جري عليها والدكتور كمان طلب مساعدة علشان يلحقوها ...
ونكمل بكرة
بقلم / الشيماء محمد احمد


رواية العاصفة الحلقة الرابعة كاملة مكتوبة للشيماء محمد شيمو 


ناهد وقعت في الارض مش قادرة تتنفس أو تتحرك مش هتقدر تعيش الكابوس ده تاني وتهديد حياة ابنها بالشكل ده تاني ..
عاصم بيزعق : يا دكتور اعمل حاجة أو خلينا نشيلها !
هنا دخل حسن المرشدى ومعاه ملك وشافوا ناهد في الأرض جريوا عليها
حسن برعب وعينيه طايرة عليهم مش فاهم في ايه : مالها ! ناهد قومي فيكي ايه !
ناهد عيطت وسندت على صدره وعيطت : ابننا هيروح مننا يا حسن .
ملك هنا قعدت مكانها ومقدرتش تنطق أو حتى تسأل قصدهم ايه !
حسن بص للدكتور : ابني ماله وايه اللي حصله ؟
الدكتور بأسف : هو مضروب بسكينة أو بحاجة حادة في جنبه مرتين .
حسن بعدم فهم : طيب عالجه .
الدكتور بحزن : الإصابة جت في كليته ودمرتها ومش قادرين ننقذها .
حسن هنا فهم سبب انهيار مراته بالشكل ده لان ده معناه إنهم حاليا محتاجين متبرع وهو مش متوافق مع ابنه ومراته سبق واتبرعتله وفي التوقيت ده وفي العاصفة دي احتمال كبير ما يقدروش يلاقوا متبرع في الوقت المناسب أبدا ..
ملك سألت بتوهان : طيب معلش مش فاهمة .. الإنسان بيقدر يعيش بكلية واحدة عادي .. ليه الخوف ده ؟ شيلوا الكلية دي وهو إن شاء الله هيعرف يعيش بكليته الثانية .
هنا ناهد عيطت أوي ودفنت وشها في صدر جوزها وحسن اخد نفس طويل بوجع وبص لمراته وملك مش فاهمة مالهم فزعقت : فهموني مالكم ! دكتور الإنسان بيعيش بكلية واحدة فين المشكلة طيب ؟
الدكتور بص لملك : الإنسان فعلا بيعيش بكلية واحدة وهو كان عايش بكلية واحدة .
هنا ملك عينيها وسعت مش عارفة تفهم قصده ايه أو فاهمة ومش عارفة تحلل اللي بتسمعه فبصت لحماها : هو كريم بكلية واحدة يا عمي ؟
حسن شاور بدماغه أيوة ودموعه نزلت بصمت وإحساس بالعجز مسيطر عليه
ملك وقفت بإصرار وثقة : طيب هنلاقي متبرع .. أنا هتبرع .. دكتور أنا هتبرع .
الدكتور ابتسم بحزن : الأول لازم نشوف أنتي متوافقة معاه ولا لا .
ملك بحب ودموع : أنا بحبه لازم أكون متوافقة معاه .
الدكتور بعطف : للأسف مش بالحب بس تعالي نشوف ونعمل التحاليل المناسبة لان مفيش وقت نضيعه . وبالنسباله هو احنا حاليا بنديله ادويه مثبطه للمناعه وبنجهز جسمه علشان يقبل الكلية الجديده لما نلاقيها باذن الله ..
مؤمن اتدخل : أنا كمان ممكن أتبرعله .
عاصم بحزن : أنا مش متوافق معاه فممكن تكون أنت كمان زيي .
الدكتور : مش شرط إن أنت مش متوافق يكون ابنك زيك ..
مؤمن بحماس : احنا هنجرب .. عمتي ما تقلقيش مش هنتخلى عن كريم كلنا وفي كتير في البلد بيحبوه وأول ما يعرفوا الكل هيجي .. انتي مش لوحدك .
ناهد هزت دماغها بشبه ابتسامة وجوزها وقفها بالراحة وهي بتعيط : هنعيش الكابوس من تاني يا حسن .. شوفت يا عاصم ابني هيروح مني !
عاصم بتشجيع : انتي سمعتي مؤمن يا ناهد وهو عنده حق ..
ناهد مرة واحدة وقفت : البنت .. لازم أطمن عليها .
حسن بعدم فهم : بنت ايه ؟
ناهد مسحت دموعها : ابني امّني عليها وقالي أوصلها لأهلها بس حالتها صعبة لازم نطمن عليها وننفذ وعد ابننا ليها ونوصلها لأهلها .
حسن هز دماغه بموافقة : طيب مين أهلها نكلمهم ؟
ناهد اخدت نفس طويل ومسحت وشها : ده اللي لازم نعرفه دلوقتي .. مين أهلها !
دخلوا عند أمل وناهد قربت منها .. كانت جميلة على الرغم من الكدمات اللي في وشها والجروح الكتير وبريئة في نفس الوقت وضعيفة جدا
حسن بهمس : مين دي يا ترى ؟ وتعرف كريم منين ؟ ومين اللي ضربه وضربها بالشكل ده ؟ وياترى أهلها عاملين ايه ؟ ده احنا ابننا ولد وكنا هنتجنن طيب هي ؟
ناهد دمعة نزلت منها وقربت من أمل ومدت ايدها حاولت تصحيها بس أمل ما ردتش أو صحيت
حسن مسك ايد ناهد : سيبيها ترتاح شوية .. أكيد تعبانة .. هي متصابة غير الكدمات دي ؟
ناهد هزت دماغها وبصتله : عندها ضلعين مكسورين ونزيف داخلي كمان وتخيل هي اللي كانت سايقة العربية وهي اللي وصلته لينا ؟
حسن بعدم فهم : كنت متخيل إن كريم اللي أنقذها مش هي
ناهد ابتسمت : أعتقد إن هما الاتنين أنقذوا بعض .
حسن اتنهد : ربنا يقومهم الاتنين بالسلامة يارب .
عند بيت أمل
عبدالله مش عارف يعمل ايه أو يخرج ازاي أو مين يوصله لبنته وسميرة في أوضتها مش مبطلة عياط وصلاة ودعاء لبنتها ربنا يحفظها ..
طه أخيرا أخد قراره يتحرك بالعربية مش هينتظر أكتر من كده واهو التراب هدي شوية والمطر مقدور عليها وربنا معاه .. خرج ونادى عليهم والاتنين راحوله بسرعة
طه بابتسامة : أنا هتحرك دلوقتي مش هنتظر أكتر من كده .
عبدالله بلهفة : العاصفة هديت شوية ؟
طه بتكشيرة : التراب هدي أيوة .
سميرة ابتسمت بأمل : طيب هنتحرك امتي ؟
طه بصلها : هنتحرك ؟ أنا هتحرك .
عبدالله اعترض : أنا هاجي معاك مش هنتظر هنا .
سميرة بإصرار مخيف : اوعوا تتخيلوا للحظة إني هقعد هنا في البيت أندب حظي لحد ما سيادتكم تروحوا أنا معاكم .
طه برفض : أنتوا الاتنين تستنوا هنا وبعدين نفترض إنها جت ؟
سميرة بعياط : تيجي وماله ! ساعتها هتكلمنا وتسألنا احنا فين ونرجع .. المهم بس تيجي .. المهم ترجع .......
العياط منعها تكمل وطه قرب عليها وضمها : هترجع ما تخافيش عليها .
سميرة بابتسامة مهزوزة : إن شاء الله .. حد عرف باللي حصل !
طه بيطمنها : لا محدش عرف .
سميرة بتحذير : وخطيبتك وأهلها ؟
طه أكد : ولا أي حد ما تقلقيش .
خبطة على الباب قاطعتهم وطه فتح كان عمه محمد اللي دخل بحرج وبصلهم وفي ايده شنط أمل
سميرة أول ما شافت الشنط بصتله باستفسار وأمل انتعش جواها
محمد بأسف : السواق نزلها مع حاجة سمر ولسة واخد بالي منها فقلت أجيبها .
سميرة بتريقة : كتر خيرك .
محمد بأسف : أنا مش عارف والله أقولكم ايه بس سمر مصرة إن ده اللي حصل وأنا بجد .......
قاطعته سميرة : سمر بتكدب وأنت من جواك عارف ده كويس بدليل حرجك ده وراسك اللي في الارض .. على العموم ما تقلش حاجة بنتنا هنعرف هي فين ومتشكرين لإهتمامك .
محمد بص لأخوه وحاول يعتذر : عبدالله صدقني .......
قاطعه عبدالله : محمد زي ما أم طه قالت متشكر لإهتمامك احنا هنطلع نشوفها فين وأنت بس لم مراتك وبنتك وبلاش تخليهم يرغوا في سيرة البنت لحد ما نرجع هتقدر ولا ده كمان صعب عليك ؟
محمد بسرعة : لا هقدر طبعا بس استنى اجي معاك .
طه بسرعة : لا يا عمي معلش هنتحرك احنا وبعدين العربية مفيهاش مكان أصلا هنتحرك كلنا ونرجع إن شاء الله بأمل فمش هيكون في مكان .
محمد انسحب وكلهم ركبوا واتحركوا في صمت ودعوات مالية قلوبهم وثقة في ربنا انه معاهم ..
************************
حمادة وعلي انتظروا زميلهم الدكتور يطمنهم عليه وأول ما خرج جريوا عليه
حمادة : حالته ايه يا دكتور !
الدكتور : هو محظوظ لان الضربه مش عميقه أوي .. هياخد الأدوية بتاعته وهيكون كويس ما تقلقوش
حمادة بص لعلي والدكتور انسحب ..
حمادة كمان طلب من ممرضة تعالج جروحه وبعدها بص لعلي وهمس : احنا دلوقتي ناخد زكريا ونخلع من هنا
الجو بدأ يتعدل وممكن يقفشونا يلا
حمادة طلع هو وعلي وهربوا بصاحبهم من المستشفى .. اتفقوا ينتظروا صاحبهم يفوق ويهربوا لاي مكان لحد ما الوضع يهدأ ويستقر ..
ملك دخلت عند كريم وبتعيط وبتعتذر إنها مش متوافقة معاه وساندة على ايده بتعيط .. دخلت عليها ناهد حطت ايدها على راسها
ملك بعياط : ما ينفعش أتبرعله .. أنا ممكن اديله روحي مش بس كلية بس ماينفعش .. جسمه مش قابلني .
ناهد بعياط : حبيبتي ما تقوليش كده ماهو أبوه اهو ومش متوافق معاه .. بس أكيد هنلاقي متبرع ما تقلقيش ربنا مش هيتخلى عننا وهنلاقي .
ملك مسحت دموعها : حتى مؤمن برضه مش متوافق .. هنلاقي امتى وازاي وفين ؟
ناهد اخدت نفس طويل : ربنا كرمني بيه وأكيد مش هياخده مني تاني .. مش عارفة مين وامتى وازاي وفين بس عارفة اننا هنلاقي حد ..
كريم اتحرك والاتنين اتلفوا حواليه
ناهد بلهفة : كريم حبيبي أنت سامعني أنت كويس ؟
ملك بعياط : كريم أنا هنا جنبك .
كريم مش سامعهم ولا حاسس بيهم وما نطقش غير جملة واحدة : أمل ! أمل فين يا أمي ؟
ملك اتراجعت ومش عارفة أصلا مين أمل اللي بيسأل عنها أما ناهد فقربت من ابنها : كويسة يا حبيبي اطمن أنت ووعدك محفوظ ما تخافش .
كريم غاب تاني عن الوعي وملك بصت لناهد وألف سؤال ظاهر في عينيها
ناهد اتنهدت وخارجة وملك وراها وقفتها برا الأوضة : مين أمل دي ؟
ناهد بتوتر وقلق : البنت اللي جت معاه .
ملك كشرت مش فاهمة : هو كان معاه بنت ؟ ماما فهميني ايه الحكاية ؟
ناهد مسكت ايدها : أنا معرفش ايه الحكاية يا ملك لازم ننتظر نفهم لما حد فيهم يفوق بس أنتي أكيد مش بتشكي في كريم ولا ايه ؟
ملك بقلق : عمري ما شكيت فيه بس لما يفتح عينيه يسأل عن غيري لازم أسأل .. هي فين البنت دي ؟
ناهد اخدتها أوضة أمل ودخلت بترقب تشوف مين دي اللي شاغلة خطيبها في حالته دي .. بصتلها كتير وشافتها متبهدلة ووشها كله كدمات وجروح أخفت ملامحها تقريبا وحست إنها مش مهددة من واحدة زيها .
بصت لحماتها : ايه اللي عمل فيها كده !
ناهد بحيرة : الله أعلم .. هل هو لقاها في الطريق اخدها ؟ هل أنقذها من حد والحد ده عمل فيه كده ؟ الله أعلم بس كل اللي شوفته إنه كان مغمى عليه في العربية وهي اللي سايقة وأول ما شافتنا وقعت من طولها وزي ما انتي شايفاها مضروبة كتير وعندها ضلعين مكسورين وكمان كان عندها نزيف داخلي نتيجة ضرب عنيف .
ملك صعبت عليها وسألت بحذر : طيب هل مغتصبة ؟
ناهد : لا الحمد لله لما الدكاترة شافوها بالمنظر ده ومضروبة كده كان لازم يكشفوا عليها وطبعا بلغوا البوليس بس الطرق مقفولة بس بمجرد ما الجو يتحسن وهي تفوق هيحققوا معاها .
ملك بتفهم : طيب أهلها مين ؟ مش معاها بطاقة؟
ناهد : مش معاها أي حاجة دي كانت ....
سكتت مرة واحدة وماكملتش لأنها كانت هتقول إنها كانت لابسة قميص كريم بس تراجعت هي مش هتزود قلقها
ملك باستغراب : كانت ايه ؟
ناهد بتوتر : كانت مسكينة وبطولها كده أكيد اللي ضربوها اخدوا منها كل حاجة وأكيد كريم قاطعهم وأنقذها منهم .. والله يا ملك ما عارفة شوية وتفوق ونفهم منها ايه اللي حصل ..
ملك خرجت وراحت تقعد جنب كريم وناهد فضلت رايحة ما بينهم .. وحسن وعاصم راحوا يشوفوا حد ممكن يتبرع
أمل بدأت تفوق والممرضة جريت على ناهد بلغتها فراحتلها بسرعة
أمل بتعب ومش قادرة تتحرك نهائي فناهد مسكتها ومنعتها : ما تتحركيش .
أمل بصالها باستغراب وبصت حواليها
ناهد طمنتها : انتي في المستشفى وانتي بخير .
أمل بتعب : وكريم ؟ كريم فين ؟
ناهد ابتسمت بوجع : في أوضة تانية المهم انتي دلوقتي عاملة ايه ! حاسة بايه ؟
أمل بتعب : ماما وبابا .. أنا لازم أكلمهم .
ناهد طلعت موبايلها وبصتلها : قولي رقم أي حد فيهم .
أمل غمضت عينيها وبدأت تقول رقم باباها واستغربت إن دايما أمها تصمم عليها تكون حافظة أرقامهم .. بتقول الأرقام وبتغمض عينيها وناهد بتفوقها تكمل الرقم لحد ما خلصت
ناهد : جرس اهو لحظة .
ناهد بصتلها كانت غمضت عينيها تاني وحاولت تهزها بس غابت عن وعيها تماما ..
عبدالله موبايله رن وسميرة بصتله بلهفة : مين ؟
عبدالله : رقم غريب !
سميرة بسرعة : رد أكيد أمل أو حد يعرفها ..
عبدالله : الو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ناهد : وعليكم السلام .
عبدالله باستغراب واحباط إنه مش صوت بنته : مين حضرتك ؟
ناهد بتوتر : حضرتك والد أمل !
عبدالله هنا عنيه وسعت وبلهفة : أيوة أيوة أنا أبوها .. بنتي فين ؟ هي كويسة صح ؟ قليلي ..
سميرة بدموع : دي أمل ؟ هي عارفة مكانها ؟
عبدالله : استني انتي خليها تتكلم .
سميرة : طيب افتح الميكروفون خليني أسمع صوتها .
ناهد ابتسمت ودموعها نزلت وحست بيهم لان قلبها موجوع زيهم وانتظرتهم
سميرة اتكلمت : انتي عارفة بنتي فين ؟ ردي علينا بالله عليكي .
ناهد من بين دموعها : بنتك بخير الحمد لله .
سميرة بتوتر : صوتك بيقول غير كده !
ناهد مسحت دموعها : صوتي مالوش دعوة ببنتكم .. بنتك بخير تعبانة شوية بس بخير .
عبدالله بقلق : تعبانة ليه ؟ ايه اللي حصلها ؟
طه اتدخل : يا بابا اهدوا .. خليها بس تقولنا مكانها ! هو حضرتك فين ؟
ناهد : أنا في المنيا .. في مستشفى .
قاطعتها سميرة بشهقة : مستشفى ! بنتي مالها ؟ ما تخبيش علينا أرجوكي .
ناهد اخدت نفس طويل : صدقوني معرفش .. هي وابني حالتهم صعبة بس بنتك بخير لما تيجوا تكون فاقت شوية وتقدر تكلمكم .
بلغتهم العنوان بالتفصيل وقفلت
الصمت سيطر عليهم كلهم شوية بسبب جملة ناهد ((هي وابني حالتهم صعبة )) هل ده معناه إن سمر مكانتش بتكدب ؟ هل بنتهم فعلا كانت مع صاحب ليها وعملوا حادثة مثلا بسبب الجو والعاصفة ..
سميرة قطعت الصمت : هنعرف لما نوصل .. مش هحط أحكام من غير ما أسمع من بنتي .
عبدالله اتنهد : محدش هيحط أي أحكام من غير ما نسمعها .
طه بصلهم : ولو مكانتش سمر بتكدب ؟
سؤاله فضل متعلق لان محدش فيهم عنده إجابة أبدا للسؤال ده .. هما أه ربوا بنتهم صح وعلموها صح بس جلى من لا يخطئ !!
فضلوا ساكتين معظم الطريق وكل واحد نفسه لو يسبق الطريق ويوصل لمكان أمل ..
حسن رجع المستشفى يطمن على ابنه اللي حالته بتتأخر مش بتتحسن ومش عارف يعمل ايه !
قعد جنب مراته بيأس ومش عارف هيعمل ايه !
قاطع صمتهم دوشة وبصوا كانوا ثلاثة جايين وباين عليهم الخضة والخوف وخمنوا إن دول أهل أمل
حسن قرب منهم وعبدالله أول ما شافه سأله : لو سمحت قالولنا إن بنتنا هنا في الدور ده !
حسن ابتسم بوجع : حضرتك والد أمل !
عبدالله بلهفة هز دماغه بتأكيد
ناهد قربت منهم مستغربة : حمدالله على السلامة بس للدرجة دي أنتوا قريبين ؟
سميرة بلهفة : كنا على الطريق أصلا من بدري .. بس الحمد لله إنكم كلمتونا هي بنتنا فين !
حسن وناهد أخدوهم لبنتهم ودخلوا بسرعة بلهفة وأول ما شافوها اتصدموا من شكلها وفضلوا لحظات متسمرين مكانهم مش بينطقوا
سميرة بخوف : هي عملت حادثة !
ناهد اخدت نفس طويل : والله ما عارفة أقولك ايه !
طه بتوتر : يعني دي حادثة عربية صح ! حضرتك قلتي انها وابنك حالتهم صعبة ! هي كانت معاه ؟ يعرفوا بعض !
ناهد بحيرة : لا ما يعرفوش بعض .. على ما أعتقد .
طه بنرفزة : يعني ايه على ما أعتقد دي !
عبدالله اتدخل : طه ! اعذري ابني بس محدش فينا فاهم حاجة !
حسن بتقدير : احنا مقدرين حالتكم بس ابننا كان جاي لوالدته وموبايله اتقفل ومعرفناش عنه حاجة وبعدها اتصل بيا وطلب مني أبعتله حد على الطريق السريع في أول المنيا والخط قطع وبعدها والدته وأخوها طلعوا يقابلوه وبنتك كانت سايقة العربية وهو بينزف جنبها .
كلهم الحيرة على وشهم وناهد كملت عن جوزها : أول ما شافتنا وعرفت إننا قرايبه انهارت هي وبس ما نعرفش ايه اللي حصلهم .
سميرة بحيرة : هما عملوا حادثة أكيد ! بنتي مش بتعرف تسوق أصلا .
طه اتدخل : حاولت كتير أعلمها السواقة وهى رافضة أيوة ساقت مرة أو اتنين بس كده كلعب عيال مش سواقة .
ناهد بأسف ودموع بتهدد بالنزول : لا مش حادثة ..
طه بحيرة : بس وشها والجروح دي إزاز العربية صح !
ناهد هزت دماغها برفض : ابني مضروب بسكينة في جنبه وأمل عندها ضلعين مكسورين غير النزيف الداخلي بس سيطروا عليه في العمليات .
سميرة شهقت : عمليات ! وضلوع مكسورة ! من ايه طيب ؟
حسن اتدخل بتردد : نتيجة ضرب .. حد ضربها وأعتقد انه ....
عبدالله برعب : إنه ايه ! اوعي يكون قصدك حد اعتدي عليها ! اوعي ...
حسن طمنه : لا لا الحمد لله .. هي محاولة بس لكن هي سليمة .. حاولوا يعتدوا عليها .. أو ده السيناريو الوحيد المقبول .
طه بغضب : أو ابنك حاول يعتدي عليها على الطريق وهي بغبائها حاولت تنقذه ورفضت تسيبه على الطريق .
حسن اتنرفز : انت شايف يعني ان كلامك ده منطقي ! يعني بعيد إن أخلاق ابني مش موضع نقاش أصلا .. بس لو ابني اللي حاول يعتدي عليها هيديها عربيته تسوقها ! ولا هيكملني يطلب مني حد يستناه ؟
ناهد اتدخلت : ابني أول ما شافني خلاني وعدته أوصلها لأهلها وقالي لو ( عيطت ) مات يعني أمانة عليا أرجعها لأهلها .
سميرة قربت من ناهد : اعذري ابني هو غبي شوية .. ربنا يطمنكم عليه .
سميرة قعدت جنب بنتها ومسكت ايدها فضلت تبوس فيها وتحاول تخليها تصحى تكلمها
حسن مسك مراته وبصلهم : احنا برا لو احتجتم أى حاجة بلغوني .
عبدالله بعرفان : متشكر جدا لحضرتك وربنا يطمنكم على ابنكم يارب .
عبدالله قعد جنب بنته وهو الخوف مسيطر عليه وطه جنبها غضب رهيب مسيطر عليه وقف مرة واحدة : أنا لازم أبلغ البوليس .
عبدالله مسك دراعه : يا ابني بس أختك تفوق ونسمع منها ايه اللي حصل .
سميرة بصتله : روح شوف دكتور يطمنا عنها ده المهم .. شوفلنا أي حد .
طه خرج ورجع بعد شوية بالدكتور اللي طمنهم عليها وعرض خدماته وعرفهم إن حسن المرشدي موصي عليهم وإن هو يعتبر اللي فاتح المستشفى دي .
أمل بدأت تفوق تاني وسميرة مسكت ايديها وبلهفة بتكلمها وتطمنها انهم جنبها وأمل عيطت بوجع وارتياح إن أهلها جنبها ..
أمل بعياط وتعب : كنت خايفة عليكم خصوصا لما سمر توصل ..
عبدالله بحب : يا بنتي مين يقلق على مين ! احنا كويسين المهم انتي ! عاملة ايه ؟
أمل بعياط : كويسة .. بقيت كويسة خلاص .. بقيت كويسة يا بابا .
عيطت وأمها ضمتها وبتحاول تهديها
طه قرب منها : ايه اللي حصل يا أمل وليه ماكملتيش الطريق مع الميكروباص !
سميرة زعقت : سيبها ترتاح مش وقته .
طه سكت وقعد وأمل بصت لأمها وأبوها بحب وارتياح : اللي حصلي محدش يصدقه أبدا .. أنا كنت هموت .
سميرة وعبدالله : بعد الشر عليكي حبيبتي ..
أمل سكتت شوية وبصتلهم : تخيلوا سمر حبستني .
هنا كلهم اتصدموا ومش مصدقين
طه بدهشة : حبستك ازاي وفين !
أمل برعب وكأنها بتعيش اللحظات من تاني : نمت في الميكروباص وصحتني في الاستراحة بتاعت بني سويف ونزلنا الحمام كان الكل راجع واحنا رايحين ودخلت الحمام وهي مسكتلي الباب وبعدها قفلته من برا وقالت انها منتظراني وكان الجو بدأ يقلب والتراب فظيع والصوت والريح
وبعدها خبطت محدش فتح .. صرخت رزعت الباب .. حاولت بكل قوتي .. مقدرتش .. انتظرت يعرفوا إني ناقصة ومش في الميكروباص بس محدش انتظر .. رعب رعب عيشته
سميرة ضمتها تطمنها : خلاص يا حبيبتي .. المهم إنك بخير .. كريم اللي فتحلك ! صح !
أمل بصتلهم : لا مش كريم .
طه وقف : قلتلكم اهو .
أمل استغربت وبصت لأخوها بعدم فهم : تقصد ايه !
طه بتأكيد : هو اللي ضربك كده صح ! ما تخافيش منه وقولي .
أمل كشرت : كريم اللي أنقذ حياتي منهم ..
عبدالله بخوف : منهم ! من مين ؟
أمل باشمئزاز : كلاب الكافيتريا .. واحد فيهم فتحلي .. كانوا ثلاثة .. ومكانش في أى حد تاني ..
سكتت تاخد نفسها ودموعها بتنزل بدون سيطرة عليهم
سميرة مسحت دموعها : كفاية يا أمل مش لازم تحكي كله دلوقتي ..
أمل بصت لمامتها باطمئنان : أنا كويسة يا ماما ..
هنا الباب خبط وكانت ناهد ومعاها حسن جوزها
ناهد ابتسمت لأمل : عرفنا من الممرضات ٱنك فايقة فقلنا نطمن عليكي
أمل حاولت تتعدل بس ما قدرتش واتأوهت أمها سندتها وناهد قربت منها : خليكي مرتاحة يا بنتي .. احنا مش جايين نضايقك
أمل : لا أبدا مفيش متضايقة اتفضلوا
حسن قرب شوية : ألف سلامة عليكي يا بنتي .. الحمد لله انك بخير ..
أمل : الله يسلمك الحمد لله بخير .. هو الأستاذ كريم أخباره ايه دلوقتي ! يارب يكون بخير
حسن ابتسم بحزن : ربنا يطمنا عليه المهم إنك بخير.
ناهد سألت بتردد : هو ايه اللي حصل لو مش يضايقك سؤالي ! يعني اتقابلتي أنتي وكريم ازاي ؟ ومين ضربه بالشكل ده وليه
أمل بصت لبعيد ودموعها ظهرت في عينيها وهي بتفتكر لحظة ضربه بالسكينة وبيقع قصاد عينها
ناهد بعطف : لو مش قادرة تتكلمي بعدين مش لازم دلوقتي
أمل بصتلها : لا قادرة أنا هقولكم كل حاجة حصلت
حكتلهم أمل كل حاجة حصلت من ساعة ما خرجت من الحمام لحد ما وصلت بكريم لأهله وهم مش مصدقين كل اللي حصل ده لعيالهم .. وذهول تام مسيطر عليهم ..
أمل سكتت ومسحت دموعها وبصتلهم : هو حالته ايه ! ضربوه جامد ..كان تعبان جدا ونزف كتير أوي .. أكيد حالته صعبة .
حسن بحزن : فعلا يا بنتي حالته صعبة .
سميرة مسكت ايد ناهد : إن شاء الله هيقوم بالسلامة
ناهد حاولت تبتسم : باذن الله .. حمدلله علي سلامة بنتك .. خليها ترتاح شوية واحنا هنروح نطمن علي كريم
سابوهم وخرجوا والصمت خيم علي الأوضة لفترة
أمل بدموع : يارب فعلا يكون بخير مش قادرة أتخيل لو جراله حاجة بسببي هعمل ايه ! واحد لا أعرفه ولا يعرفني وأكون سبب موته !
عبدالله بحزن : يا بنتي ده نصيب ودي تدابير ربنا
سميرة بحزن : ان شاء الله هيقوم بالسلامة يا بنتي
أمل بحزن : لولا اللي هو عمله كانوا .. كانوا عملوا اللي عملوه فيا وقتلوني ورموني في أي مكان .. ربنا بعته ليا .. دافع عني بحياته وكأني حد من اهله ( ضحكت مره واحدة ) تخيلوا عرف اسمي بعد الليلة كلها واحنا بنهرب منهم ومن العاصفة والمطر وبعد ما اتضربنا احنا الاتنين وبنموت قالي اسمه وقلتله اسمي .. بابا ، طه .. روحوا اعرفوا حالته ايه بالظبط واقفوا جنب عيلته .. زي ما احنا شوفنا حالتهم صعبة وخصوصا ان ابنهم بيضحي بحياته علشان حد ما يعرفهوش ..
خرجوا الاتنين يطمنوا على حالة كريم
ناهد كانت مع ابنها هي وحسن وكريم فاق وكان تعبان جدا وجابوا الدكتور وكريم سأله عن حالة أمل فطمنه عليها وبعدها أصر يعرف حالته هو ايه وعرف إنه محتاج لكلية جديدة وعرف مقدار خوف أبوه وأمه حاول يطمنهم بس ما قدرش لأنه غاب تاني عن وعيه من التعب ..
أمل مع أمها وبصتلها مره واحدة : سمر قالتلكم ايه يا ماما !
سميرة بغضب : ما تشغليش بالك بالكلبة دي .. لما أرجع هعرف شغلي معاها ..
مع إصرار أمل حكتلها كل اللي اتقال وأمل كانت مذهولة من كمية الكدب والتأليف دي كلها ..
رجع عبدالله وطه بعد شوية وقعدوا وأمل سألتهم بلهفة : حالته ايه !
عبدالله بأسف : والله يا بنتي حالته صعبة .. هو كان عايش بكلية واحدة والإصابة جت فيها واضطروا يستأصلوها وقدامه كام ساعة لو مالقوش متبرع للأسف ...
سميرة بحزن : يا عيني عليه ..
طه بتفكير : أنا هتبرعله .. هروح أعمل التحاليل وأشوف نفسي متوافق معاه ولا لا
سميرة شهقت : تتبرع بكليتك لواحد ما نعرفوش حتى !
طه كشر : اللي ما نعرفوش ده بيواجه الموت علشان أنقذ بنتك .
سميرة بصت للأرض وبعياط : بس أنت ابني !! ( هزت دماغها بحزن ) وهي بنتي اللي هو أنقذها .. يا الله الطف بينا يارب .
عبدالله وقف : وأنا كمان هعمل التحاليل ولو متوافق أنا اللي هتبرعله .
طه : لا يا بابا أنا .. خليك أنت هنا .
عبدالله بإصرار : هعمل التحاليل وأنت تسكت خالص .
سميرة وقفت وأخدت نفس طويل : وأنا كمان هعملها معاكم .
كلهم بصولها فهى ردت : يعني اللي يدافع عن عيالي يستاهل أفديه بروحي .
أمل ابتسمت : وأنا كمان هعمل التحاليل معاكم .
سميرة هنا زعقت : أنتي تسكتي خالص .. تقعدي كده وتخفي بسرعة .
أمل حاولت تتكلم بس أمها رفضت حتى تديها فرصة تنطق حرف واحد
خرجوا كلهم وسابوها وهي حست إنها لازم تعمل أي حاجة فرنت الجرس للممرضة اللي جتلها على طول ...
راحوا الثلاثة يعملوا التحاليل وناهد شافتهم وقفتهم : خير محتاجين حاجة !
طه : هنعمل التحاليل .
ناهد بعدم فهم : تحاليل ايه !
عبدالله : علشان ابنك ... المتوافق فينا هيتبرعله ان شاء الله .
ناهد دموعها نزلت : أنتوا مش مضطرين .. لا بجد أنتوا مش متضطرين ابدا ..
عبدالله بعرفان : وهو مكانش مضطر .. الناس لبعضها يا أم كريم .. ربنا يقومه بالسلامة يارب .
عملوا كلهم التحاليل وقعدوا منتظرين النتيجة والكل متوتر وخايف وكريم حالته بتتأخر وكل لحظة بتعدي بتهدد حياته .. سميرة لمحت ملك جنب كريم ومش بتفارقه أبدا .. استغربت مين دي وافترضت إنها أخته مثلا ..
أخيرا ظهرت النتيجة والدكتور جه عندهم كان الكل مع بعض قدام أوضة كريم حتى ملك كانت معاهم ..
ناهد بلهفة : ايه الأخبار ؟
الدكتور بأسف : للأسف محدش فيهم متوافق
الكل هنا اتصدم وحسن قعد مكانه وحس إنه خلاص المفروض يودع ابنه وناهد فضلت مكانها وكأنها بقت تمثال أما ملك فمش مصدقة كلام الدكتور
الممرضة جت ورا الدكتور بتردد ومش عارفة تتكلم
الدكتور بحزن : للأسف بس كده ... أنا أسف بس أنتوا جهزوا نفسكم .
ملك برفض : تقصد ايه هاه ! أنا هنقله من المستشفى دي ! عمي جهزلنا طيارة تنقله من هنا .. اتصل ببابا وهو هيبعت طيارة خاصة تحركنا .
الدكتور بأسف : مش هيوصل لأي مكان أنا أسف بس الوقت مش في صالحه .
ملك برفض : أنت مش فاهم حاجة ومش عارف شغلك .
الدكتور بحزن : قدامه ساعتين بالكتير هتقدري تنقليه القاهرة وتلاقي متبرع قبل ساعتين ؟ لو تقدري اتفضلي .
ملك صوت نفسها كان عالي ورافضة المنطق ده وسابتهم ودخلت عند كريم تحاول تفوقه
ناهد قعدت جنب جوزها تعيط وصوت شهقاتها بيطلع من وقت للتاني ..
ناهد بعياط : بقى معقول يا حسن بعد ما كبرناه وبقى راجل وهنجوزه يروح مننا كده .. بالسهولة دي ! في لحظة ، طيب كان مات وهو صغير .. ليه ياربي .
حسن بعياط : حرام يا ناهد اللي بتقوليه ده .. ربنا له حكمة في كل حاجة بيعملها .
عبدالله وطى راسه للأرض .. هو حاسس بيهم وابنهم بيروح منهم بسبب بنته .. معرفش يواسيهم بأي حرف حتى ولأول مرة في حياته يقف أخرس مش قادر ينطق ... سميرة دموعها نزلت واتمنت لو تقدر تساعدهم بأي طريقة .. هي كانت هتموت لمجرد بنتها اختفت ليلة ما بالك يتحرموا من ابنهم وبسبب حد ما يعرفهوش .. ايه اللي ممكن يتقال في الموقف اللي زي ده وازاي تواسي حد كده !
الدكتور صعبوا عليه : أنا أسف بس فعلا مش في ايدينا اي حاجة .
الممرضة هنا وراه نطقت : في متبرع يا دكتور متوافق معاه .
هنا كلهم التفتوا لها لدرجة إنها رجعت خطوة لورا وكلهم التفوا حواليها وكأن طاقة القدر اتفتحلهم والكل بلهفة وبصوت واحد : مين !
الممرضة اتوترت وبصت للدكتور اللي زعق : مين يا بنتي انطقي !
الممرضة بصت لعبدالله وسميرة : بنتهم .
سميرة بذهول : هي عملت التحاليل ؟
الممرضة : طلبت مني ةخد عينة منها وأعملها معاكم وهي متوافقة معاه .
هنا الكل بص لسميرة وعبدالله أما ناهد فوقفت قدام سميرة ورفعت ايديها كعلامة ترجي وبدموع كتيرة : أنا عارفة إنه طلب كبير وخصوصا في حالتها بس أرجوكي .. أرجوكي انقذي ابني .
سميرة دموعها نزلت وبصت لجوزها اللي بجد أول مرة يعيش لحظات صعبة زي دي .. لأول مرة يتحط في موقف زي ده ولأول مرة يقف عاجز كده
حسن مسك ايدين مراته : بنتهم حالتها صعبة هي كمان .
طه اتدخل : دكتور هي بحالتها دي تقدر فعلا تتبرعله ! هيكون في خطورة عليها ؟؟
الدكتور بصله وهو كمان محتار زيهم : أي عملية مهما إن كانت سهلة بيكون فيها نسبة خطورة .. ومش هكدب عليك واطمنك أختك تعبانة أصلا ونزفت ولسة خارجة من عمليات .. أي مضاعفات ممكن تحصل أو أي نزيف ولو بسيط هيكون التمن حياتها ..دي مخاطرة كبيرة جدا .
ناهد هنا انهارت في الأرض من العياط
انتعش الأمل جواها واتدمر في لحظات
عبدالله بخوف وهو بيبصلهم منهارين وبرضه خايف على بنته بس خوفه كأب أكبر من إحساسه بالعرفان : أنا أسف بس دي حياة بنتي .. أنا مقدر جميل ابنكم واللي عمله علشان ينقذ حياتها فازاي دلوقتي عايزني اخاطر بحياتها .
حسن بأسف وهو ضامم مراته : أنا مقدر إحساسك وده مش طلب سهل أبدا .. ربنا يكون في العون .
عبدالله اخد سميرة وابنه وراحوا أوضة بنتهم اللي أول ما شافتهم : أنا متوافقة معاه !
سميرة بأسف : العملية خطيرة عليكي وممكن تموتي فيها .
أمل دموعها نزلت : ما تقولوش انكم هتمنعوني .
عبدالله بوجع : الدكتور نفسه قال إن العملية خطيرة وإنك نزفتي كتير ولو حصل أي مضاعفات أو أى نزيف تاني في العملية هيكون التمن حياتك .
أمل بعياط : بس يا بابا هنتفرج عليه بيموت.. وليه ؟ علشان احتمال أنا يجرالي حاجة ! ماهو أنا كنت هموت بس هو ماسمحش بده .
عبدالله : دي تدابير ربنا .
أمل بإصرار : وإني أكون متوافقة معاه برضه تدابير ربنا .. مش يمكن ربنا عايزني أرد جميله دلوقتي .. وزي ماهو خاطر بحياته علشاني أخاطر بحياتي علشانه ! بابا .. هو محدش طلب منه يخاطر وما اترددش للحظة .. وحتى بعد ما اتضرب بالسكينة وكان بينزف وبيموت كان كل همه ينفذ وعده إنه يرجعني لأهلي سليمة .. بدون ما يعرف حتى اسمي وقف قصادي .. ما خافش يموت .. دلوقتي عايزني أنا أخاف .
سميرة بحيرة : يا بنتي دي حياتك اللي انتي بتخاطري بيها .
أمل بصتلها : أنا عايشة أصلا بسببه بعد ربنا ..
أمل بصتلهم وزعقت مره واحدة : أنتوا ازاي اصلا بتفكروا ! بعد كل اللي عمله علشاني بتفكروا ؟
عبدالله زعق : علشان دي حياتك اللي بتخاطري بيها .
أمل بصت لأبوها ولأخوها : خلاص .. خليه يموت وتموت معاه الشهامة والرجولة وكل المعاني الحلوة .. وانت يا طه اتعلم أهو اياك تشوف واحدة في الشارع بتتعاكس أو حد بيضايقها وتتدخل .. سيبها تموت ولا تولع لأن لو احتجت مساعدة الكل هيقول وانا مالي
كده صح يا بابا !
عبدالله بص لمراته ولابنه وسكت
طه بصلهم : سيبوها تتبرع واللي ربنا كاتبه هيكون .. أكيد ربنا عمل كده اختبار لينا أكيد له حكمة في كل اللي بيحصل ده ولو الوضع كان معكوس كنا هننتظر منهم يتبرعوا ؟
سميرة اخدت نفس طويل وهزت دماغها بموافقة وعبدالله بعد تردد وافق هو كمان وطلعوا كان الكل بيجري على أوضة كريم وأمه وأبوه منهارين وبيحاولوا ينعشوه لأن قلبه وقف
عبدالله حط ايديه على راسه : معقولة اتأخروا للدرجة دي !
وقفوا كلهم في حالة رعب ودعوات من القلب ان ربنا ينجيه ..
أخيرا الدكتور خرج : الحمد لله قلبه اشتغل لكن لو مالقيناش متبرع ......
قاطعه عبدالله : بنتي هتتبرع .. الحقوه بسرعة .
الدكتور ابتسم بحماس وحسن وناهد بصوا لعبدالله وعينيهم اتعلقت بيه
الدكتور بلهفة : هجهز العمليات بسرعة . وهنجهزهم هما الاتنين للعمليات وان شاء الله خير
جه يتحرك بس عبدالله مسكه من دراعه : بنتي أمانة في رقبتك .
الدكتور بابتسامة : بإذن الله ربنا هينقذهم الاتنين .
عبدالله بأمل : إن شاء الله .
سابهم واتحرك وحسن وقف قدام عبدالله عاجز عن النطق بس دموعه نزلت فعبدالله قرب منه وحط ايده على كتفه : ربنا يقومهم بالسلامة ..
حسن بصوت مخنوق : مش عارف أقولك ايه ولا أشكرك ازاي !
عبدالله بتشجيع : تدعيلهم يخرجوا الاتنين بالسلامة وماتقلش أي حاجة وما تشكرنيش .. ربنا حطهم الاتنين في طريق بعض وربنا هيحفظهم الاتنين انا واثق من ده ومتفائل خير
ناهد بصت لسميرة تشكرها بعينيها وسميرة ابتسمتلها وضمتها بتشجيع
ملك حاولت تشكرهم بس مقدرتش وزعلت إن واحدة تانية هي اللي هتنقذ خطيبها مش هي..
بعد فترة طويلة وبعد كل الاجراءات الطبية اللي بتتعمل دخلوا الاتنين العمليات والكل منتظر برا متوتر وخايف .. الكل منتظر برعب وملك واقفة على جنب خايفة ومتوترة وفجأة جريت على حد دخل : بابا .
دخل خالد عبد الرءوف ومعاه مراته رقية وضموا بنتهم وسلموا على الكل وواسوهم واعتذروا عن تأخيرهم ووقفوا جنب بنتهم بصمت
رقية بفضول : مين الناس دي يا ملك !
ملك بغيظ : دول أبو و أم البنت اللي بتتبرع لكريم بكليتها .
رقية كشرت : هي بنت ؟ تعرفه منين !
ملك بغضب : ماهي دي البنت اللي هو أنقذها ودلوقتي سيادتها بتنقذه .
رقية بصت لبنتها : ياترى يعرفها منين ! وليه تتبرعله بكليتها ؟ أكيد بينهم علاقة يا بت انتي !
خالد اتدخل وهمس بغيظ : مش وقته اللي بتقولوه ده أبدا .. اسكتوا خالص .
سميرة جنب ناهد بتحاول تواسيها أو الاتنين بيواسوا بعض
سميرة بفضول أنثى : إلا هي مين البنت دي يا أم كريم !
ناهد ابتسمت : دي ملك خطيبة كريم .
سميرة نوعا ما اتصدمت : هو خاطب ؟
ناهد استغربت : اه خاطب ليه !
سميرة تراجعت : لا أبدا بس افتكرتها بنتك .. يعني أخته مش خطيبته .
ناهد ابتسمت بمجاملة : وأمل ! مخطوبة ولا حاجة !
سميرة بفخر : شبه مخطوبة .. يعني كنا هنعمل الخطوبة الفترة الجاية .. دكتور زي العسل متقدملها .
ناهد ابتسمت : ربنا يتمملها على خير .
سميرة بحب : يارب هي وابنك .. يخرجوا بس بالسلامة وبعدها يتجوزوا .
ناهد اتنهدت : يارب يا أم أمل يارب .. إلا صح بنتك ليه كانت مسافرة في الجو ده ورايحة فين كده ! وازاي كانت لوحدها ! وايه اللي حصلهم ! احكيلي قالتلك ايه !
سميرة حكت كتير عن بنتها ودراستها والخطيب اللي متقدملها يمكن لانها حبت تشغل نفسها عن التفكير في العملية وبنتها وحتى ناهد اللي سمعتلها باهتمام وتركيز لان هي كمان حابة تبطل تفكر في ابنها شوية وتشغل نفسها بأي حاجة لحد ما تطمن عليه ..
الباب اتفتح والكل قرب وخرجت أمل والدكتور طمنهم عليها إنها كويسة
سميرة بقلق : طيب يا دكتور وكريم ! كريم حالته ايه وليه ما مخرجش ؟
الدكتور طمنهم : بنتك خرجت لاننا خلاص اخدنا الكلية منها والحمد لله ماحصلش أى مضاعفات اما كريم فلسة شوية الدكاترة جوا بيحطوله الكلية الجديدة وربنا يسهل ويخلصوا على خير .. دعواتكم ليه
سميرة بصت لناهد : اعذريني حبيبتي كان نفسي أفضل معاكي بس .....
قاطعتها ناهد بعرفان وتقدير : روحي لبنتك هي محتاجالك وجميلكم ده في رقبتي ..
سميرة بابتسامة : طمنيني على كريم أول ما يخرج بالسلامةن شاء الله .
مشيت سميرة مع بنتها هي وأبوها وأخوها وراحوا يطمنوا عليها ويرجعوا لكريم برضه يطمنوا عليه ..
أخيرا كريم خرج من العمليات بعد معافرة وتعب للكل
حسن بفرحة : خلاص كده هيبقي كويس ! صح ؟
الدكتور : إن شاء الله بس لسة ال ٢٤ ساعة اللي جايين حرجين لازم نصبر ونشوف جسمه هيتقبل الكليه المزروعة ولا لا قدر الله ....... هنديله أدوية مثبتة للمناعة تساعد جسمه يتقبل الكلية الجديدة وهنقوم بكل اللازم .. إن شاء الله خير خليك متفائل ..
قاطعه حسن : ان شاء الله هيتقبلها .. ان شاء الله هيقوم بالسلامة .
الدكتور بابتسامة : إن شاء الله .
الكل قعد منتظر كريم يفوق أو أمل تفوق والكل متوتر والساعات طويلة
عبدالله قاعد جنب بنته وماسك مصحف بيقرأ فيه وبيدعي ربنا وموبايله رن وكان أخوه فاتردد إنه يرد عليه
سميرة بفضول : خير مين ؟
عبدالله بصلها : محمد أخويا !
سميرة كشرت ودورت وشها : رد عليه .
عبدالله اخد نفس طويل : مش عارف ازاي هكلمه أو ازاي هواجهه ..
طه اتدخل : صبرا بس لما أشوفها هشرب من دمها ..
سميرة زعقت : بس يا طه عيب الكلام ده .. وأنت يا عبدالله رد على أخوك وبعدين أخوك مالوش ذنب .
عبدالله بغضب : ليه مش دي بنته ودي تربيته ؟
سميرة بصتله : لا دي للأسف تربية بدرية مش محمد .
عبدالله مع استمرار الاتصال رد على أخوه اللي كان عايز يطمن عليهم وعلى أمل وبعد أسئلة كتير
محمد بحيرة : أنت ساكت ليه يا أخويا ما ترد عليا ! أمل عاملة ايه ولقيتها ولا لا ! طمني يا اخويا .
عبدالله بتوعد : أمل الحمد لله لسه طالعة من العمليات والبركة في بنتك .. قول لبنتك يا محمد ان اللي عملته ده مش هيعدي بالساهل أنها تحبس بنت عمها في الحمام وتقنع الكل إنها مشيت ده مش هعديه أبدا .. مش هعديه يا محمد ولو نطقت حرف تاني هي ولا أمها في حق بنتي قسما بالله لأقطع لسانها وأحطه في ايدك .
ما انتظرش رد من أخوه وقفل السكة ومحمد فضل مصدوم شوية مش مستوعب الكلام اللي أخوه قاله
بدرية جنبه بفضول : خير يا راجل ! لقيوا البنت !
سمر كانت طالعة فوقفت بتوتر وسألت : بتقولي لقوها !
محمد بص لبنته وقرب منها وبغضب أول مرة تشوفه : أنتي بجد قفلتي عليها باب الحمام ! وأقنعتي الناس إنها مشيت !
سمر بتوتر وبتلجلج في الكلام : كدابه هي كداب....
ماكملتش الجملة لان أبوها ضربها قلم وقعها في الأرض جريت بدرية تبعد أبوها عنها ومحمد زعق : هي عمرها ما كدبت الكدب ده تعرفيه أنتي وأمك .
بدرية زعقت : ما تبس يا راجل .
هنا محمد مسكها من الايشارب وشعرها وشدها وقفها : عليا الطلاق بالثلاثة لو نطقتي حرف ولا اتكلمتي لأبعت أجيب المأذون وأطلقك بدون رجعة غوري من وشي .
جت تتكلم فزعق : حرف واحد يا بدرية وهتكوني طالق بالثلاثة .
جريت من قدامه وهو مسك سمر وقفها من شعرها : بتحبسيها في وسط الصحرا ووسط عمال ووسط عاصفة ! مفكرتيش ممكن يجرالها ايه ! ولا أنتي عايزة تقتليها ! هتكوني قاتلة على آخر الزمن ! دي آخرتك !
سمر بعياط : ماكنتش اقصد .. قلت هتيجي في الميكروباص أو الأتوبيس اللي ورانا .
محمد ضربها تاني : وهو الجو ده فيه أتوبيسات ولا ميكروباصات ! أنتي استحالة تكوني بني ا
آدمة طبيعية؟ للدرجة دي الحقد والكره ماليكي !
ضربها كتير وحبسها في أوضتها وبيفكر ازاي هيواجه أخوه وياترى حالة أمل ايه بالظبط ! وازاي يطمن عليها !
أمل في أوضتها أهلها حواليها وبدأت تفوق وهي بتترعش كلها
نادوا للدكتور فطمنهم إن ده تأثير البنج وشوية وهتفوق عادي
فتحت عينيها وبصتلهم فسميرة قربت : أمل حبيبتي .
أمل بضعف : العملية خلصت !
سميرة بحب : خلصت .
أمل بوجع : أنا كويسة !
سميرة ابتسمت : انتي كويسة .
أمل : كريم !
سميرة بعياط وفرحة وخوف : كريم كويس هو كمان وخرج من العمليات ..
غمضت عينيها وغابت تاني
كريم برضه فاق ونفس اللي أمل قالته هو كمان قاله وده جنن ملك بزيادة وحست ان الوضع مش طبيعي ابدا بس سكتت وسمعت نصايح والدها انه مش وقته أبدا تتكلم أو تلوم أو تعاتب ..
كريم أخيرا فاق شوية وكلهم اطمنوا عليه
كريم بص لأبوه بتعب وبفضول : مين اللي اتبرعلي بالكلية ولا لقيتوه فين ؟
كلهم هنا بصوا لبعض ومش عارفين يقولوا ايه ! وخصوصا مع تركيز ملك وعيلتها على حسن وانتظارهم لإجابته
حسن بتوتر : ما تشغلش بالك أنت دلوقتي واتحسن بس شوية .. أكيد يعني اللي اتبرع اتبرع بمزاجه ما تخافش ما اشتريتش حد ولا جبرت حد .
كريم ابتسم بضعف : مش قصدي بس علشان أشكره مش أكتر .
حسن بابتسامة : اتحسن بس وبعدها الباقي سهل .
كريم بإصرار وبقلق : بابا مين اتبرعلي ؟
ونكمل بكرة
توقعاتكم
شكر خاص لزهره الكاردينا ( كوكي ) مصممة الغلاف
بقلم : الشيماء محمد

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-