رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول كامل بقلم أسماء صلاح

رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول كامل بقلم أسماء صلاح

رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول كامل

رواية نيران اشعلت الحب الجوء الأول كامل بقلم أسماء صلاح - مدونة يوتوبيا


مقدمة الرواية
ارتباك وخطأ مقصود تدمر به حياة الآخرين فكل من قدم سوف يدفع ذلك الثمن و لكن استطعوا اخماد تلك النيران للأعوام و اشتعلت من جديد فماذا سوف تدمر هذه المرة؟... وكيف ستصبح المواجهة؟

اقتباس
استيقظت لتجد نفسها في منتصف الفراش عارية لا يسترها جسدها غير غطاءه، ارتجف جسدها بشده و بدأت دموعها تسيل على وجنتيها فهي لا تعلم من فعل بها هكذا أو من أتى بها إلى هنا و من ثم وجدت ذلك الشاب أمامها، ابتلعت ريقها بخوف و هي تنكمش على نفسها و تنظر إليه بترقب انت مين؟ نظر إليها باشمئزاز قائلا دا مجرد إجراء بسيط بس لفضيحة كبيرة، لم تفهم شيء من كلامه وقالت أثناء بكائها ليه انا مالي؟

اقترب منها ليجلس أمامها على الفراش و يتفحص جسدها العاري أمامه... ذنب ابوكي هنعمل ايه  بقا ،و بعدين متخافيش اووي كدا انا مش هلمس واحده زيك... لم تفهم ما سبب اهانته لها و لماذا قام بتجرديها من ملابسها بهذا الشكل و كيف جلبها إلى هنا و لكنها  كانت تشعر بكل معاني الخوف و الرعب و قالت انت مين؟

قام ليقف واضعا يده في جيبه انا ابقى سليم البنهاوي و جبتك هنا لما الناس خطفوكي و قلعتك هدومك عشان اصورك و انتي عريانه و ابعت الصور لأهلك عشان احرق قلب ابوكي عليكي لأن يا حرام مش هيبقى قدامه حل إلا أن يقتلك... و اقترب منها لينزل إلى مستواها مقابلا  وجهها الذي بللته الدموع عامله فيها محترمه اوى كدا مش هنستعبط على بعض...

شخصيات الرواية
سليم حسن البنهاوي: شاب في بداية الثلاثينات من عمره يتمز بطول قامته و جسده الرياضي العريض و ملامحه الجذابة التي تعشقها النساء ، عينها بلون البنى الفاتح، و لديه نظرة حادة و قوية، شعره الفحمي الناعم و ذات لحيه خفيف تزيد وسامته، يعتقد أن يستطيع شراء كل شي بالمال ، مهندس و لديه شركه مقاولات، ليس لديه اعتراف بالحب فهو فقد زوجته التي احباها و ندم على ذلك، و فقد شقيقه الأكبر ضحية لذلك، متغطرس، عنيد.

سيف حسن البنهاوي: شقيق سليم الأكبر الفرق بينهم سنتين يتمز بطول القامه و الجسد العريض و الرياضي عيناه البنى القاتمة تتعطي مظهر رجولي جذاب بالإضافة إلى لحيته ، لديه الكثير من العلاقات النسائية فهو لا يمثل لأحد و ليس لديه من يحكمه فهو يضع القانون لنفسه و على الجميع تنفيذه، محامي.

تقي حسن البنهاوي: فتاة في السنة الأخيرة من دراستها الجامعية تتميز بطيبة قلبها، ملامحها هادئة و بسيطة للغاية فعينها البنية و بشرتها الخمرية و شعرها بلون البنى متوسطة القامة.

توحيده زوجه حسن البنهاوي: امرأة جادة و حازمة وسوف نستكمل باقي الشخصيات تدريجيا في الرواية.

نور سامح السويفي: لم تكمل التاسع عشر من عمرها هي من تمردت على جميع العادات بل و استطاعت كسرها، عاشت في أمريكا مع عمتها لدراسة المرحلة الثانوية بالكامل.. لا تفعل الا ما تهواه نفسها رغما عن شي، و لكن ارغمها قلبها على ما لا تهواه نفسها.

رنا شرف السويفي: ابنة عمت نور لم تختلف عنها كثيرا فهي ذات طابع حاد و عنيدة للغاية شخصية قوية سوف تتحدى جميع من يقف أمامها.. و لكن كيف سوف تقف أمام ذلك الأسد الثائر الذي سيقوم بسحقها...


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الحلقة الأولى بقلم أسماء صلاح



خيم الحزن على المكان و تعالت أصوات القرآن الكريم في صوان العزاء و كان جميع رجال عائلة السويفي يأخذوا العزا بالخارج و بالداخل كانت تجتمع نساء العائلة و القرية لتأدية واجب العزاء.


كانت فاطمة تنوح على فقدانها لزوجها الذي قتل غدر و تضرب خديها نادبة حظها و كانت رنا تحاول أن تهدي والدتها و لكنها كانت في مرزيه هي الآخرى فقد مات والدها، وكذلك نور التي كانت تشفق على حاله عمتها و عندما دلف صالح إليهم هرولت إليه مسرعة و صاحت بعلو صوتها حقي جوزي لازم يرجع يا اخويا لازم نأخد بالتار من عيلة البنهاوي هما اللي قتلوا شرف زي ما قتلوا ابنك، قامت خلفها منيرة والدة نور و قالت اهدي يا فاطمة و كفاية عشان الناس بتبص علينا و في تلك اللحظة تمكنت من سماعهم توحيده زوجه حسن البنهاوي و قد تملك الغضب منها فتلك تعتبر اهانه إليها و قامت و صاحت بصوت عالي لفت انتباه جميع الجالسين "تحطي لسانك جواه خشمك يا بنت السويفي لأحسن اطربق العزا دا على نفخوكم، نظرت إليها نيره بغضب و قالت بانفعال مش هينفع اللي انتي بتعملي دا، لم تلحق توحيده أن تكمل و اخذتها منيرة معتذرة على ما حدث...و تقلب صالح ذلك بصدر رحب فهو لا يريد اي خسائر.



خرجت من المنزل وقالت انتي كنتي عايزة تأدي النار، مش كفايه ولدك راح جبل (قبل) أكده
بدأت توحيده في العويل و قالت بحزن و قهره محروقة اوووي يا منيره جتلوا (قتلوا) ولدي غدر عشان كان بيدافع عن شرف اخوه، مش هرتاح غير لما اشرب من دمهم بأيدي...

رتبت عليها مش دلوق يا خيتي (اختي) مش عايزين حاجه تحصل ولادك موجودين هنا لو حصل حاجه البلد كلها هتتقلب
في العزا بالخارج قام سليم و سيف بتأدية الواجب و قبل أن يغادر سليم صافح سامح قائلا بتوعد استعدوا للحرب بجي (بقا) و انت خابر زين ان الحرب دي بتكون محتاجه رجاله مش نسوان عاد...


اتجه مصطفى ناحيه عمه عندما لاحظ وقوف سليم معه و قال في حاجه يا عمي.. رمقه سليم بتهكم واضعا يده على كتفه متخافش عليه قوي أكده انا مش هجتله (هقتله) عاد، ضاقت عينها بغضب و لكنه يعلم أنه إذا وقف أمام سليم البنهاوي الان فسوف ينقلب ذلك الصوان إلى مجزاره و كبح غضبه قائلا ماشي يا سليم لما نشوف الآخر بس انت عارف زين اني مش قادر اخرسك على اللي انت قولته دا، نظر إليه بامتعاض و عدل طرف عبايته قائلا انا هعدي اللي حوصل (حصل) دا بس بمزاجي و خرج من العزا خلف أخاه الذي سبقه...

بعد انتهاء العزا أجتمع أفراد عائلة السويفي و على رأسهم الحج عبد الحليم والد شرف و بدأ حديثه قائلا احنا اكده عملنا العزا و قلبنا اللي حوصل بس اللي جتل ولدي لازم يجتل.. رد عليه صالح بس يا عمي احنا مش عايزين نبدأ نفتح معاهم حرب من تاني و من بعد ابوي ما مات و الموضوع خلص
-مخلصش بدليل موت ولدي والحرب اللي قومها سليم علينا في الشغل و لا انت نسيت و شركه شرف و سامح اللي خسرت في القاهرة دي ما اللي وراها سليم و اخوه، انا قولت ان الحرب خلصت و النيران هدمت بس لا.

نظر سامح إلى أخيه بقلق فهو يخشى مواجهه تلك العائلة التي تزداد نفوذهم يوم بعد الآخر و قال مش عايزين نولع النار اللي ابويا طفها يا عمي و بعدين انا معنديش غير نور و خايف عليها
رمقه بغضب و قال يعني حق ولدي يروح هدر و بعدين نور هتتجوز واحد من ولاد عمها و رنا نفس الكلام، و بعدين خلاص مفيش سفر للفاطمة تأني و مازن هيقعد عشان يشوف مصالح ابوه.

نور كانت قاعده مستغربه من الكلام اللي بتسمعه هي تقريبا اول مره تسمع حاجه زي كدا و كل ما أردته في تلك اللحظة أن تغادر ذلك المكان الذي يمتلئ بالمجانين كما وصفتهم فحتى عمتها تنسجم معهم و توافقهم... و كانت رنا في مثل حاله نور فهي لم تقتنع بالثأر و ذلك الهراء الذي يتحدثون عنه فيوجد القانون و لكن ادهشهم حديث مازن الذي تفاجأت بيه كلتاهما "لازم حق ابويا يرجع و محدش هياخد بتاره غيري" نظرت إليه نور بتعجب و قالت بطل جنان يا مازن احنا ملناش علاقه بكل دا على فكره و كمان كلها يومين و هنرجع أمريكا تأني و اكيد القانون اتعمل عشان الحاجات اللي زي كدا، دعمتها رنا هي الأخرى فهي لا تريد أن يتورط أخيها في ذلك و قالت انا بكرا هروح أبلغ البوليس و اتهم الناس اللي بتقولوا عليهم دول...

نظر عبد الحليم إليهم و قال بغضب أخرسوا انتم الاتنين و مش عايز اسمع حس واحده فيكم رمقته نور بدهشه و لم تنطق و أخذت رنا و صعدوا إلى فوق... و اكمل عبد الحليم كلامه حد عنده اعتراض على جواز البنات
لم يجد سامح شي لقوله و قال اللي تشوفه يا عمي بس نور لسه مكملتش ١٩ سنه حتى و ولاد عمها الاتنين أكبر منها و رنا ٢١ سنه.

-و ايه المشكله بجي مصطفى ٣٥ و زين ٣٢، ابتلعت نيره ريقها فهو لا تريد أن تلقى بابنتها في ذلك الوحل و لكنها كتمت ذلك بداخلها...و اردف عبد الحليم و انت من بكرا هتنزل القاهرة عشان تشوف مصالحنا هناك مش هنجعد(هنقعد) ننوح زي الحريم عاد و لما نشوف آخره ولاد البنهاوي ايه... و انت يا فاطمة هتفضلي اهني (هنا) و لا عندك رأي تاني..
-لا هفضل هنا همشي اروح هنا بس لازم حد يسافر أمريكا عشان يخلص أورقنا و يصفي كل حاجه هناك....

عدي ما يقارب اسبوع و لم تضع فاطمة ايه شيء في جوفها سوى بعض اللقيمات البسيطة فقد اتقتل زوجها و حبيبها و نزلت ذاهبة إلى مكتب الذي يجلس به صالح شقيق الأكبر..
-هتجيب حقك ولد عمك ازاي يا اخوي تنهد صالح قائلا اقعدي يا فاطمة و انا هفهمك كل حاجه.. صاحت بقوه انا عايزة حق جوزي مش كفايه ابنك اتقتل على ايدهم ...
لم يجد ما يعبر به و لكن ان اشتعلت النيران مره أخرى لم يستطيع أحد اخمادها و هو لا يريد خسارة احد من اولاده ضحية الثأر مره أخرى ..

-شرف دا صاحبي و اخويا و ابن عمي و انا مستحيل اسيب دمه يروح هدر بس لازم نفكر بالعقل عيله البنهاوي كانوا في العزا و انا مش عايز اشعلل النار مره تاني كفاية أن عمك مش ساكت و صفيه حتى مجتش تاخد عزا اخوها ...
-والله يا صالح لو مخدتش بتار شرف لأقتلهم انا بأيدي نفر نفر....

خلاص يا رنا كفايه بقا انتي بقالك أسبوع على الحال دا بكت بشده مش قادرة يا نور يعني بابي يتقتل في بلده و نيجي هنا عشان ندفنه و لسه الله اعلم هيحصلنا ايه، ضمتها نور و رتبت عليها اهدي يا رنا اكيد بابي مش هيسيبكم و اونكل صالح كمان.. و انا معاكي يا حبيبتي متخافيش و انا عايزة انزل أمريكا عشان الجامعة و لا انتي عايزة تسمعي كلام المجانين دول.

-اكيد لا يا رنا و انا عايزة ارجع لبيتنا هناك طبعا بس المشكله ان ماما مش هتسافر و هتفضل قاعده هنا
زفرت نور بضيق ما هو انا مستحيل اعيش هنا و لا اتجوز واحد من هنا و بعدين كلامهم دا يشموا على نفسهم مش علينا و بعدين خلاص اونكل شرف مات و اكيد لو كان عايش مكنش هيرضي يبهدل حد فينا... و تعالى ننزل تحت نشوف ايه اللي هيحصل

خرج صالح و نيرة من المكتب و جالسوا مع سامح و زوجته قائلا اتكلمت مع حد من عيله البنهاوي يا سامح و لا إيه عاد..
تريث سامح ليبدا بالكلام بتردد سالم البنهاوي قال إنه مقتلش شرف و انه عيلته ملهاش علاقة بحاجه زي كدا
انفعلت فاطمة والله لو حق جوزي مرجعش لا رجعه بطريقتي انا و هسيب البيت دا و هروح عند عمي ، هما فاكرين ايه و لا عشان سكتنا علي قتل محمد نبقى خايفين.

عتابها صالح قائلا انا افدي شرف بروحي بس انا خايف على الولاد يا فاطمة الدم مبيجبش الا دم في الأول ابني مات و بعده شرف و مش عايزين نخسر حد تاني، تركته مغادرة فهي لا تريد الا حق زوجها.
-هو ليه البوليس ميقبضش على اللي قتل بابي قالتها رنا ببراءة و نظر إليه صالح بحزن عشان عيلة البنهاوي كبيرة و محدش يقدر يقف قدامهم كفايه سليم حسن البنهاوي ...
بدات رنا تخاف على نفسها و عيلتها طب ما تقول لماما تمشي من هنا و خلاص..
-امك يا بنتي مش هتسيب حقها، و ادينا مستنيين اللي هيحصل اهو....

أبتسم حسن و قال لما نشوف بجي(بقا) هيعملوا ايه عاد...
-و لا يقدروا يتكلموا يا اخوي و بصراحه انا كان نفسي سامح هو اللي يموت بس جات في شرف بجي و بعدين حتى معندوش ولاد نموتهم
-عافرم عليك يا اخوي صحيح ولد البنهاوي بس انا مش رايد النار تولع من تاني و انت خبر زين ان فادي اتجتل (اتقتل) غدر و سليم و سيف مش رايدين يترجعوا.. طمأنه سالم قائلا من حق سليم ياخد حق مراته و اخوه و سيف نفس الكلام ولادك رجاله يا اخوي، تنهد حسن بحزن موت فادي كسرني اوووي يا سالم، بس انا نفسي اعرف ليه عائلة الدمنهوري مخدتش حقها من السويفي
-مش عارف بس متنساش انها كانت فضيحة ليهم و ميادة انتحرت و محدش عرف حاجه...

صعد سليم الي غرفته و اوصد الباب خلفه.. جالس على فراشه ليشعر بالضيق و رغبته في النيل منهم تزداد فهو فقد أخيه و زوجته ..
دلفت تقي إليه بعد أن طرقت الباب سليم ممكن اتكلم معاك شويه.. ابتسم سليم فعند رؤيته لشقيقته الصغيرة ينسى جميع متاعبه و قال تعالى يا حبيبتي...
جلست تقي بجانبه و قالت انا خايفه تروح مني يا سليم انت عارف اني مليش غيرك انت و سيف بلاش توجع قلبي عليك يا اخوي..

نظر إليها و امسك يدها ليطمئنها متخافيش يا تقي محدش فينا هيحصله حاجه بس انا مستحيل اسيب  حق مياده اللي الكلب اغتصبها و قتل اخوكي..
ترقرت عينها بالدموع قائلة و محمد السويفي اتقتل و اكيد عيله السويفي مش هيسكتوا...
-كل اللي يهمني اخد حق اخوكي و حق مراتي و زي ما عملوا فيها هدوقهم من نفس الكأس...
-انت عمرك ما ظلمت حد يا سليم و اكيد مستحيل تعمل كدا مع واحده من عيلتهم حاجه و كمان انت متعرفش ايه اللي حصل بظبط و كل اللي كان يعرفوا الحقيقة ماتوا... غضب من حديثها و قال قصدك ايه يا تقي.. تلعثمت تقي و قالت و لا حاجه يا سليم انا همشي

صعدت نور إلى غرفتها و تمددت على الفراش ياربي بقا يخلص الموضوع دا على خير...
دلف مازن إليه و كان يبدو عليه الحزن اتجهت إليه و احتضنته انا خايفه اوووي يا مازن...
-متخافيش يا نور مش هيحصل حاجه يا حبيبتي
-اوعي تبقى زيهم و تاخد بتار ابوك حاوط وجهها بيده لازم يا نور انا مستحيل انسى عاداتنا و تقاليدنا
-لا يا مازن دا جهل و تخلف و بعدين دا شغل البوليس و احنا ملناش دعوه بي...

-سليم البنهاوي خسر ابويا شغله و دا كان السبب الرئيسي اللي خليها ينزل و يستغل الفرصة عشان يخلص عليه و انا هقف قصاده لو دفعت عمري كله، لازم اخلص عليهم و خرج من عندها...
تضايقت نور من طريقته هو الآخر فيبدو انه جن قائلة تار ايه دا افوووو بجد يعني الراجل يقتل و محدش يعرف مين اللي عمل كدا و بعدين ايه سليم البنهاوي دا كمان اللي خايفين منه دا افوووو بجد، و ذهبت إلى الغرفه التي تمكث بها رنا و التي كانت تجلس في الشرفة شاردة... رنا... ردت رنا بدون أن تلتفت إليها و قالت بحزن نعم يا نور.

-هنعمل ايه يا رنا انا خايفه على بابي و مازن
-مش عارفه يا نور بس ماما مش هتسكت غير لما حق بابا يرجع
-طب و العمل؟
-مش عارفه بس لازم مامتك تقتنع اننا نمشي من هنا و المشكله ان بابي مش عارف يقنعها و كمان مازن راكب دماغه و بصراحه لازم احنا نمشي قبل ما تلاقي نفسك متجوزه واحد من ولاد خالك
-ازاي يا نور طيب؟، فكرت نور لثواني و قالت بابي اكيد هيسافر القاهرة و ماما معها و انا و انتي هنروح معهم و من القاهرة سهله اننا نقنعهم و نسافر أو حتى نسافر من وارهم مش مشكله.

-تفتكري خالو هيرضي و بعدين انا ممكن معرفش اسافر القاهرة عشان مش هينفع اسيب ماما لوحدها
-لا يا رنا ما هو انتي لو قعدتي هنا هتبقى بتقضي على مستقبلك و بعدين جدك دا شكله مجنون اصلا و واضح ان كلهم بيعملوا لي حساب...
تنهدت رنا بضيق قائلة انا عايزة أبلغ البوليس و اتهمهم بالقتل و بعدين نبقى نمشي، لم تقتنع نور بتلك الفكرة و لكنها وافقتها عليها "بس هنروح لوحدينا و لا هنقول لحد".

-اللي مات يبقى بابا و من حقي اعرف من اللي قتله، احنا هنصحي بدري الصبح و هنروح نبلغ عنهم.. هزت نور رأسها موافقه فمن الأفضل أن تتدخل الحكومة بذلك... و في الصباح خرجوا الاثنين بدون ما احد يراهم و سألوا عن القسم التابع إلى قريتهم حتى وصلوا إليه و طلبت نور من العسكري انها تريد تقديم بلاغ ما إن قالت عائلة البنهاوي حتى تغيرت ملامحه بدرجه لحظتها هي و رنا و اخذهم ليدلف بيهم إلى غرفه المأمور...

ارتبعت رنا قليلا و لكنه قررت المواجهة و لا يوجد ما تخشاه فهي تريد تحقيق القانون بعيدا عن الثأر و جلست هي و نور بعد ما قالها لها المأمور ذلك و بدأ في حديثه قائلا خير قالوا انك عايزة تقدمي في بلاغ، ازدارت ريقها و قالت بتوتر اهااا انا رنا شرف السويفي و بابا اتوفى من اسبوع و خلصنا العزا، و هو مات مقتول و انا شاكه في إن اللي عمل كدا حد من عيلة البنهاوي...

أرتبك المأمور فهو يعلم أن لو كان الفاعل من عائلة البنهاوي فهو لا يستطيع المجادلة معهم من الاساس و قال بس انتي مش متأكدة من دا و انا مقدرش أحقق معهم طلالما انتي معنديكش دليل...
اتعصبت نور و قالت واضح ان حضرتك خايف و بعدين المفروض أن التحقيق من الدليل دا شغل حضرتك رمقها بضيق و قال تمام، ما إن عديت دقائق عليهم بالداخل وجدوا شخص يدلف إليهم التفت إليهم كل من نور و رنا عندما لفت انتباههم وقوف المأمور ،و كان يقف شاب فارغ الطول لا يستطيعوا التفريق بينه و بين الباب ، عريض المنكبين جسمه الرياضي اعطه جاذبية رغم ذلك الجلباب و العمة الصعيدي التي يرتديها، يبدو على ملامحه الصرامة و الجدية لدرجه ارعبتهم و قال بصوته الرجولي الرخيم و هو يتجه ناحيه المكتب "زعلان منك يا رزق بيه، مش معجول(معقول) يكون بيتقدم في عائلتي بلاغ و انا مخابرش (معرفش) " أرتبك رزق و ظهرت ملامح الرعب جلية على وجه و قال مدافعا مفيش حاجه من دي يا سيف باشا دي مجرد دردشة بس..

القى سيف نظرة عليهم و قال خير بجي كنتي عتقولوا (هتقولوا) ايه؟ نظرت رنا إلى نور بتوجس وقالت انا كنت جايه أقدم بلاغ عشان قتل بابا...، نظر إلى رزق مره أخرى و قال طبعا انت عارف لو الموضوع دا وصل لحسن بيه هيزعل ازاي، بس انا هلم الموضوع و اردف بحده و نبرة امرة اتفضل انت اخرج برا عشان اتكلم مع القطتين دول، ازدرا ريقه و خرج من المكتب، جلس سيف علي الاريكه و قال أمم بلاغ ايه عاد اللي انتم عايزين تقدمه؟، تلعثمت رنا قائلة انا مليش كلام معاك اصلا يلا يا نور نقوم، و لكن تفاجأت به يقبض علي ذراعها بعنف و صاح بقوه لما اتكلم معاكي تقفي و متتحركيش بدل ما اخليكي تقضي الليلة في السجن انهارده .. تخلصت من قضبته نازعة يده بقوه و قالت ايدك دي متتمدش عليا و أشارت إليه بصبابتها قائلة و انا مبخافش...

عاقد حاجبه بدهشه و اعتل ثغره ابتسامه ساخرة و قال واضح انك متعرفيش مين سيف البنهاوي، تتدخلت نور لتردف و مش عايزين نعرف مين سيف البنهاوي بس اعرف انت اننا من عيله السويفي...نظر إليهم ببرود و قال واضح ان عيله السويفي مجبتش غير نسوان...ردت عليه رنا بانفعال النسوان دول اللي جبتهم عيلتك.. طبقت يده على وجهها صافعها بقوه جعلتها تتألم و قال لسانك دا هقطعهولك، وقفت نور حاجز بينهم و قالت بحده انت فاكر نفسك راجل لما تقف قدام بنتين كدا و على فكره احنا مش خايفين منك و طلالما انت واثق ان محدش من أهلك قتل اونكل شرف يبقى واجهنا في المحاكم بقا...

فقد سيف أعصابه فمن تلك الفتاتين لتتفوه كل منها معه بتلك الطريقة و صر على أسنانه بشده لكتم غضبه قائلا ماشي يا ولاد السويفي و خرج من المكتب قبل أن يفقد غضبه و أخبر المأمور بأن ينهي ذلك الأمر بمعرفته و بعد ذلك ذهبت نور و رنا إلى المنزل فهم لم يصلوا إلى أي شي و رأيهم مصطفى و سألهم قائلا انتم كنتوا فين و ازاي تخرجوا من البيت من غير ما حد يعرف ؟ زفرت نور بضيق و قالت ونبي فكك و متعملش راجل عليا و انتم مش عارفين تجيبوا حق الراجل اللي مات، غضب من كلماتها و قال بزمجرة اطلعي فوق انتي و هي بدل ما امسح بيكم الأرض، زمجرت رنا هي الأخرى فيكفي الإهانة التي تلقتها من ذلك و قالت لا اتكلم عدل معانا و لو مش عارف يبقى تسكت...

كبح مصطفى غضبه و قال انا مش همد ايدي على حرمه و ليكم رجاله اتكلم معاهم... زفرت نور بضيق و قال لا واضح ان العيلة دي مفهاش راجل رنا اضربت و اشتمنا من واحد ملهوش لازمه اسمه سيف البنهاوي احتقنت الدماء بوجه و لكن لم يكمل حديثه لظهور مازن و عبد الحليم أمامه و الذي كانت ملامحهم لا تباشر بالخير ابدا، و اتجه مازن إلى المكتب ليأخذ بندقيه و خرج و هو يتطاير الأشرار فقد اقسم على قتل ذلك الحيوان الذي تطاول عليهم، صرخت كلتاهما باسمه مازن.....؟؟؟؟.. و لكن كان مازن خرج من المنزل بالفعل...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الفصل الثاني بقلم أسماء صلاح



خرج مازن من المنزل و هو لا يرى أمامه فقد طفح كيله و لا يستطيع التحمل أكثر من ذلك عمي الغضب عينه و كان لا يرى غير صوره هذا الكلب و هو يسحقه و يتركه غرقان وسط دمائه...
خرج خلفه مصطفى و صالح و نبه مصطفى على زين انه لا يدعي ايه احد يخرج من المنزل...


وصل مازن إلى مصنع الحديد الذي يعود إلى عائلة البنهاوي و الذي يديره، دلف إلى داخل المصنع و نظر إليه العاملين بتعجب لرؤيته و قال الكلب اللي مشغلكم فين، حلقت الدهشة على جميع الموجودين و انتشرت بيهم  الهمات و الهمزات، و أخبر احدهم سيف بذلك و خرج من مكتبه و اتجه إلى ساحه المصنع و قال بصرامه  عايز ايه؟ اتجه إليه مازن و قام بلكمه بقوه صاحاً انت بتمد ايدك على اختي يا حيوان.... جز على أسنانه متقبلا تلك اللكمة و قال انا هدفعك تمنها غالي يا ابن شرف...


دخل مصطفى و صالح و اتجه ناحيتهم و قبض مصطفى عليه و قال يلا يا مازن نمشي من هنا.. اعتذر صالح لسيف، و نظر سيف إلى مازن و تلاقت نظراتهم النارية و انبعثت جميع معاني الكراهية و قال و رحمه اخويا لأقتلك، دفع مازن مصطفى و صوب بندقيته على سيف، انفعل صالح و قال بقوة نزل البندقية دي يا ولدي...
في المنزل لطمت فاطمة على خديها و قال بصياح يصاحبه العويل لا ابني لا خرجني يا زين ابوس ايدك خرجني يا ابني و كانت نيرة ترتب عليها ، نظر له زين و قال مش هجدر(هقدر)يا عمتي..

كانت رنا و نور يبكيان بشده، و قالت رنا بتوسل خليني اروح يا زين ارجوك، رفض زين قائلا انتم هترحوا تعملوا ايه و بعدين المصنع كله رجاله، ركزت نور في كلماته و أشارت إلى رنا و صعدوا الاثنين إلى أعلى و قالت احنا ممكن نروح اكيد المصنع تبع عيلتهم، ادرت رنا تلك الفكرة في رأسها وقالت ازاي يا نور؟، صمتت نور و قالت هننزل من الشباك و نسأل على مصنع البنهاوي و اكيد هنوصل..


اتجهت إلى الشرفة و نظرت منها لكي ترى المسافة بينها و بين الأرض و قالت احنا ممكن ننزل على الشجرة عشان منتعورش، انا هنزل الأول و بعدين تعالي انتي ورايا.. وضعت قدمها خلف السور و تماسكت به جيدا و بعد ذلك أنزلت قدمها على غضن الشجرة و قفزت من عليها، فعلت رنا مثلها و بعد ذلك أكملوا بتسلق السور لكي يخرجوا من المنزل...

مازال سيف يقف أمامه ولا يبعد عنه سوى مسافه قصيرة و صالح الذي في يقف في مواجهه سيف فهو لا يريد أن يحدث شي ينهي على حياة مازن.. زمجر مازن قائلا ابعد يا عمي...
-ابعد يا صالح و نخلينا نشوف سبع الرجال  دا هيعمل و رمقه بسخرية، في تلك اللحظة دخلت نور و رنا و الذي التفتوا انتباه كل الواقفين بدهشة، و ذابت عقلهم في تلك الفتاتان الذي ظهروا فجأة و الي مظهرهم الجذاب...


لاحظ سيف ذلك وقال بصوت عالي أرعب الجميع  مالكم يا رجاله كل واحد يخلي في شغله ، نظر مازن إليهم بضيق انتم ازاي تيجوا هنا؟ اقتربت رنا منه و قالت مش هينفع اسيبك يا مازن و نظرت إلى سيف ترمقه بكراهية حقنا هنعرف نجيبه يا مازن بس يلا نمشي من هنا، كان سيف يتفحصها بنظراته الجريئة حتى أنه لم يفعل اعتبار لهم، ذهبت نور إليهم و قالت ببكاء يلا يا مازن نمشي من هنا، كان مصطفى صدره يعلو و يهبط و تشتعل نيرانه بالداخل فنظرات سيف لرنا تبدو جريئة للغاية و واضح معناها... و قال بزمجرة يلا يا مازن عشان نمشوا من اهني بلاش قلة جيمة(قيمه)، اتجهت رنا ناحيه سيف متخطية عمها و قالت انا اللي هدفعك تمن القلم دا يا ابن البنهاوي، نظر له و قال و انا بحب كدا قوي يا بنت السويفي...

صاح مصطفى بقوه و قال يلا يا رنا، ابتسمت سيف ساخرا و قال شكلنا المقابلات بينا كتير يا رنا بس خلي بالك اللي بيدخل عرين الاسد مبيعرفش يخرج.... خرجت رنا معهم و لكنه كانت تشغلها كلمات سيف المبهمة
برزت عروقه و صاح بغضب و قال انتم ازاي تيجوا هنا.. نظرت له نور ببكاء كنا خايفين عليك يا مازن و بعدين مفيش حاجه حصلت، زفر مازن بضيق على فكره انا راجل و مش هستني بنات تحميني و اتفضلوا قدامي على البيت و اقسم بالله لو حصل منكم حاجه زي كدا انتم الاتنين تصرفي مش هيعجبكم فاهمين، و أضاف مصطفى هو الآخر بغضب و ياريت متتدخلوش في حاجه تاني.

وصلوا إلى المنزل و تعجب جميعهم من وجود رنا و نور معاهم و أخبرهم صالح بذلك "هربوا من البيت يا بيه و انت زي كيس الجوافة" نكس زين راسه في الأرض و قال اسف يا حج.. اتجهت فاطمة و أخذت مازن بين احضانها و بكت، رتب عليها مازن وقال انا كويس يا أمي متخافيش
تنهد صالح و قال ياريت يا مازن تروح أمريكا تشوف مصالحك هناك، نظر إليه بغضب حق ابويا و اختي لازم يرجع و الكلب اللي اسمه سيف دا حسابه معايا، رد عليه صالح بضيق.

وقال انت ليه مش عايز تفهم ان سيف مش سهل و عامل زي التعبان و الشيطان التاني لحد دلوقتي ساكت و انا يا ابني ضهري اتحن من بعد موت محمد ابني و بعده شرف ابن عمي و مش عايز أخسر  حد تاني يا ابني افهم، زفر مازن بضيق و قال علي نفسهم انا مبخافش من حد و ترك مازن و صعد إلى غرفته، نظر صالح إلى نور و رنا بغضب.. عاتبهم نيره على فعلتهم و قالت انتم بنات و مينفعش اللي حصل دا، زمت نور شفتيها و قالت طيب يا ماما انا طالعه بقا عشان اتخنقت و أخذت رنا معها....

جلس سيف في مكتبه و كانت تظهر صورتها في ذهنه، زفر بضيق.. و سمح بالدخول إلى الطارق و الذي كان سليم شقيقه.. دخل سليم و جلس على المقعد و قال حصل ايه، تنهد سيف و قال و لا حاجه ابن شرف عامل راجل و كان عايز يقتلني..
عقد حاجبيه بدهشه و قال ازاي دا يعني؟ و بعدين مخلصتش عليه ليه؟

-صالح كان موجود و مصطفى، انا كنت عايز اعرف آخره ايه.. بس اخته دي اللي عايزة قطع رقبتها هي و المسخوتة اللي معها، ضحك سليم و قال مين المسخوتة دي، زفر سيف بحنق والله البنتين ميجوش ٥٠ كليو اصلا و خنقوني و رنا دي عامله شجيع السيما بس انا هقطع لسانها قريب
-يا عم شوف انت عايز تعمل ايه و انا أنفذه.. حك سيف ذقنه و قال مش عارف بس عايزها تيجي تبوس ايدي كدا عشان اعفو عنها بس مش عارف هعمل كدا ازاي، البت لسانها مضرب..
-متقلقش هي و بنت سامح نهايتهم هتقرب و عايز أشوف رجاله السويفي هيعملوا ايه  

أخبر صالح سامح بما حدث و طلب منه أن يأخذ رنا و نور و يذهب إلى القاهرة، تعجب سامح من طلبه و قال بس انا كنت عايز... قطعته صالح و قال يا اخوي اسمع الكلام البنات دي لو وجعت (وقعت) في ايد واحد فيهم هتبجي(هتبقى) مصيبه و انا مش عايز شرفنا يتحط في الطين و عشان عايزك تسافر القاهرة و بعدين انت عايش هناك
-ماشي يا اخوي بكرا هنسافر بس انا كنت عايز فاطمة تيجي معانا، تنهد صالح و قال بحزن اختك دماغها كيف الحجر و مش هتهمل البيت، بس انا رايد اننا نحافظ علي البنات لحد ما يتجوزوا...

-تعرفي يا نور انا كنت خايفه اوي انهارده، قالت نور و انا كمان والله كنت خايفه يحصل حاجه لمازن، نظرت رنا لها بتوجس انا خايفه من سيف يا نور حاسه انه مش هيعدي اللي حصل دا على خير خصوصا انه كان سكت و معملش حاجه
-و لا يقدر يعمل حاجه و بعدين احنا هنسافر أمريكا و نخلص من القرف دا أن شاء الله
طرق باب الغرفه و دلف سامح إليهم و قال حضروا نفسكم عشان هنسافر الصبح.. فرحت كلتاهما و فهذا سوف يعزز فرصة ذهابهم إلى أمريكا و اردف قائلا هنتحرك الصبح و انتي يا رنا هتيجي مع نور بس فاطمة هتفضل هنا و بعد ذلك خرج و تركهم

يعني ايه يا ابوي خلاص أكده حق شرف ضاع؟ قالتها صفية بغضب، اجابها والدها لا يا بنتي بس انتي عارفة زين اننا مش عايزين نفتح سكه واعرة معهم، ندبت صفيه قائلة يا حزني عليك يا شرف راحت و محدش جادر (قادر) يجيب حقك يا اخوي.. و سامح و صالح و ولاده فين عاد هيهملوا حقك شرف أكده...
-خلاص بجي (بقى) يا صفية ادينا هنشوف و انا مش هسيب حقك ولدي يضيع عاد، اتجهت إليهم ندى  و قبلت يد والدتها و يد جدها و قالت ما كفايكي (كفاية) بجي(بقى) يا اما ، هتفضلي تعمل أكده، حق خالي مش هيضيع عاد
-قولي لامك يا بنتي، انا مستحيل اسيب حق ابني و هشرب من دمهم

كان يجلس جميع أفراد العائلة على المائدة لتناول العشاء تحدث حسن قائلا أخبار الشغل ايه يا سيف
-كله تمام يا ابوي و كيف ما انت أمرت، ابتسم حسن و قال عافرم عليك يا ولدي في اخبار عن عيلة السويفي، هز سيف راسه نافيا و قال لا و بعدين محدش فيهم يقدر يعمل حاجه....
قالت توحيده ونبي أنا خايفه عليك يا ولدي، امسك سيف يدها و قبلها ابنك كيف الأسد ميتخافش عليه واصل... كانت تنظره له هاجر بإعجاب و قالت صوح يا مرات عمي، سيف ميتخافش عليه..

ضحكت توحيده و قالت انتي هتعاكسي الراجل أكده يا بت خجلت هاجر و نكست رأسها و قالت مقصدش يا مرات عمي، أبتسم حسن وقال و فيها ايه يعني لما تعاكسي جوزك، خجلت هاجر أكثر و استأذنت منهم لتقوم، لوم سليم فمه و قال انا نازل القاهرة..، سأله حسن و قال ليه؟
-شغل يا حج نظر له حسن و قال طيب يا ولدي و حاول تحدد ميعاد كتب كتابك على رغدة بنت عمك عشان تكون دخلتك انت و سيف مع بعض، هز سليم رأسه إيجابا و لكنه فاجأهم حديث سالم قائلا عايزين نأخد تقي لمعتز يا حسن و عشان نكون اطمنا عليهم كلهم، ابتسم حسن و نظر إلى معتز و قال و انا مش هلاقي احسن من معتز لتقي، تغيرت ملامح تقي و زاد وجهها وجوماً و تركت المائدة و غادرت.. قامت خلفها رغدة فهي ديما قريبه منها..

و كان حسن يتفق مع شقيقه على ذلك.... صعدت تقي إلى غرفتها و اوصدت الباب خلفها و ارتمت على الفراش لتبكي فتحت رغدة الغرفه و قالت بتبكي ليه يا تقي؟، مسحت تقي و جلست و قالت مش هحبه يا رغدة انا على طول بشوفه زي اخوي رتبت رغدة عليها وقالت ما انتي عارفه يا تقي انك مش هتقدري تجولي لا (تقولي) و لا عايزة تبقى زي... قطعتها تقي و قالت لا مش عايزة بس يبجي (يبقى) ظلم اني اتجوز غصبن عني، و اعيش باجي (باقي) عمري أكده...

صعدت سيف إلى غرفته و ابدلت ملابسه و ارتدي سروال قطني و عندما سمع تلك الدقات الخافتة على الباب قام ليفتح ليجدها و شهقت  و ادرت وجهها الناحية الآخرى عندما رأيته لا يرتدي شي سوى سرواله  و يظهر جسده المشدود و عضلاته المنحوتة و قالت بحرج انا كنت جايه اطلعك الشاي... عقد سيف حاجبيه و قال طيب هتفضلي واقفه كدا.. نظرت إليه و وضعت رأسها في الأرض و قالت اتفضل...

-ما بلاش دلع ماسخ يا هاجر ونبي و بعدين احنا مكتوب كتابنا يعني نظرت له بعتاب و تحجرت الدموع في مقلتيها و قالت ماشي.. و أعطيته الصنيه التي توضع عليها الكوب و غادر، دخل و اوصد الباب خلفه و قال دلع ماسخ والله ربنا يسامحك يا ابوي على الواقعة الهباب دي...

فجر اليوم التالي سافر سامح و زوجته و معهم نور و رنا و وصلوا إلى القاهرة...، صعدت كل واحده على غرفتها لكي تستريح من عناء السفرة و كذلك نيرة التي صعدت  مع زوجها إلى عرفتهم و قالت سامح انا معنديش غير نور و مش عايزة يحصلها حاجه، و مستحيل اوفق انها تتجوز واحد من ولاد عمها لو عايز تبقي تتجوز مازن...
نظر له بدهشه و قال مازن ازاي بس يا نيره ما انتي عارفة انها زي رنا، و كمان سواء مصطفى و لا زين الاتنين كويسين، زفرت بضيق و قالت مش موافقه.....

دلف سليم إلى شركته بخطواته الواثقة و المتعجرفة، لم ينظر إلى احد يهابه جميع من في الشركه و لا يستطيع أحد التنفس أمامه، دلف إلى مكتبه و تابعته السكرتيرة الخاصة به و قالت سليم بيه اجيب لحضرتك القهوه، أشار لها بيده أن تنصرف دون أن يرفع نظره لها، و بعد دقائق كانت بداخل المكتب و وضعت القهوه أمامه و قالت تومر بحاجه تاني؟

رجع بظهره للخلف و قال عملتوا ايه في موضوع الأسهم؟ ازدارت ريقها بخوف و قالت بتلعثم مش عارفين نأخدها، سامح السويفي مش قابل يبعها حتى بعد ما الشركة وقعت، ظهرت ابتسامه ساخرة على ثغرة و قال تمام امشي...
خرجت من المكتب و تنفست بارتياح فهي تشعر بالرعب منه...

-و رحمه اخويا لأبيعك كل اللي حيلتك يا سامح و هذلك زي الكلب بس استنى عليا و امسك هاتفه و اتصل بسيف قائلا هتيجي القاهرة امتى يا سيف؟
-انا في الطريق اصلا، عرفت ان سامح خد مراته و بنته و رنا و وصلوا القاهرة الصبح...، ابتسم بمكر اهاا عرفت و محضرلهم مفاجأة هتعجبهم اووي، بس عايزك تخلص موضوع الأسهم دا لازم نشتري جزء من الشركة
-هحاول محاوله اخيرة لو فشلت هناخدها بالطريقة التانيه...

استيقظت نور على العصر و قامت بأخذ  شاور و ابدلت ملابسها ر بعد ذلك ذهبت إلى غرفة رنا لتوقظها "اصحى يا رنا كفاية نوم بقا" تقلبت رنا في الفراش بكسل و قالت بصوت نعاس حاضر هقوم اهو... رفعت نور الغطاء و قالت قومي عشان ننزل.. قامت رنا و قالت هنروح فين...؟ نظرت لها وقالت هنروح المطار عشان نحجز تذكرة السفر و هنقولهم اننا نازلنا نعمل شوبنج فاهمه...؟

هزت رأسها و قالت ثواني هقوم البس و ننزل و بالمرة نتغدا برا، ارتديت رنا ملابسها و ذهبت هي و نور بعد أخبرهم في المنزل، ذهبوا إلى المطار، قامت نور بحجز تذكرتين و كان ميعادها في نهاية الأسبوع و ذهبت هي و رنا إلى المطعم لتناول الغدا... طلبت رنا الطعام و قامت نور لتتدلف إلى المرحاض لتعديل هيئتها كما قالت لرنا ، وقفت أمام المرآة لتعديل شعرها و قامت بوضع احمر الشفاه على ثغرها ليبرز جمال شفتيها الممتلئ و الذي تنساب مع بشرتها البيضاء الناصعة و عدلت المسكرة التي وضعتها على أهدابها الطويلة لتزداد جاذبيه و تبرز عينها الخضراء، خرجت من المرحاض و لكن وجدت احد يضع شي على  وجهها ليكتم نفسها...

احضر الجرسون الطعام و تعجبت رنا من تأخيرها و قامت لتتدلف إلى المرحاض و لم تجدها بالداخل، قلقت رنا و خرجت لتبحث عنها و لكنها اختفيت و لم يعد لها أثر حتى لم تجيب على هاتفها،.. رنا بحيره و هي تضع يدها بين خصلاتها الناعمة يارب هعمل ايه انا دلوقتي؟؟، ظلت تبحث عنها و لكن لم بدون جدوى و ذهبت إلى المنزل و أخبرتهم بحجه تبدو منطقية "نور قابلت واحده من صحابها و انا جيت عشان تعبت"  و صعدت إلى غرفتها تفكر في حل لتلك المصيبة فهي حتى لم تستطيع طلب المساعدة من أحد.

استيقظت لتجد نفسها في منتصف الفراش عارية لا يسترها جسدها غير غطاءه، ارتجف جسدها بشده و بدأت دموعها تسيل على وجنتيها فهي لا تعلم من فعل بها هكذا أو من أتى بها إلى هنا و من ثم وجدت ذلك الشاب أمامها لأول مره تراه بحياتها ، ابتلعت ريقها بخوف و هي تنكمش على نفسها و تنظر إليه بترقب انت مين؟ نظر إليها باشمئزاز قائلا دا مجرد إجراء بسيط بس لفضيحة كبيرة، لم تفهم شيء من كلامه وقالت أثناء بكائها ليه انا مالي؟

اقترب منها ليجلس أمامها على الفراش و يتفحص جسدها العاري أمامه ذنب ابوكي هنعمل ايه  بقا ،و بعدين متخافيش اووي كدا انا مش هلمس واحده زيك... لم تفهم ما سبب اهانته لها و لماذا قام بتجرديها من ملابسها بتلك الشكل و كيف جلبها إلى هنا و لكنها  كانت تشعر بكل معاني الخوف و الرعب و قالت انت مين؟
قام ليقف واضعا يده في جيبه قائلا بغطرسة  انا ابقى سليم البنهاوي  و جبتك هنا لما الناس خطفوكي من المطعم  و قلعتك هدومك عشان اصورك و انتي عريانه و ابعت الصور لأهلك عشان احرق قلب ابوكي عليكي لأن يا حرام مش هيبقى قدامه حل أن يقتلك... و اقترب منها لينزل إلى مستواها مقابلا  وجهها الذي بللته الدموع عامله فيها محترمه اوى كدا مش هنستعبط على بعض... توفقت دموعها و قالت و انت واحد مجنون...

رمقها بنظره حارقة لينزع عنها ذلك  الغطاء و يظهر عريها بالكامل و قال هو يلامس جسدها بيده اقسم بالله لو ما خرستي لكرهك في نفسك..
اوصدت عينها  فقد هز كيانها بالكامل و قالت بقوه لم تعلم من أين جلبتها و هي تحت رحمة ذلك الشيطان ابعد عني يا حيوان.. تلقت صفعه قويه  منه جعلت رأسها ترتمي بالفراش لما نشوف ابوك الدكر هيعمل ايه لما يشوف صورك كدا...

و اخرج الصور من جيبه و ألقاها عليها و بعد ذلك خرج من الغرفه، قامت نور لتلملم أشلاءها التي بعثرها ذلك  الحقير و المعتوه و ارتديت ملابسها، فما لم تتخيل ماذا سيفعل والدها بها عند يرى تلك الصور فهو حتى لم يصدقها  ، ماذا ستفعل و كيف ستواجه ذلك المريض و المجنون... و ذهبت من تلك الشقة الملعونة و أوقفت تاكسي و أخبرته بعنوان المنزل، لم تشعر بالمسافة أو الطريق فأكثر ما يشغل بالها ما حدث بها منذ قليل فكيف ستواجه ذلك بمفردها، و كيف ستكون ردة فعل والدها.. كانت لا تشعر سوى  بدموعها التي تسيل على وجنتيها، ترجلت من التاكسي و مسحت دموعها و عندما رأيتها رنا من الشرفة هرولت مسرعة و نزلت إلى أسفل..

دلفت نور إلى الداخل و سألها سامح قائلا اتاخرتي ليه يا بنتي؟ كانت تنظر له بنظرات ضائعة و أكنها لم تسمع حديثه، تدخلت رنا و قالت اكيد تعبانة يا خالو و بعدين أنت عارف ان القاهرة زحمة، و اخذتها رنا و صعدت إلى غرفتها وقالت بقلق نور مالك يا حبيبتي، روحتي فين و ايه اللي حصل ؟ نظرت لها نور و بدأت في البكاء و قالت انا لازم اسافر يا رنا... و طلبت منها أن تتركها لكي تنام، و لكن مرت عليها أصعب ليله بحياتها و لم تستطيع النوم....

في الصباح اجتمع الجميع على مائدة الطعام و نزلت رنا و نور و الذي كان يبدو عليها الأرق... شرع الجميع في تناول الطعام  و فجأه جاءت احدي الخدامين بالفيلا و قالت سامح بيه الظرف دا جي لحضرتك...

سقطت المعلقة من يدها و اختفيت الدماء من وجهها، شعرت بأنها سوف تفارق الحياه من كثر الخوف.. فتح سامح الظرف و وجد...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول البارت الثالث بقلم أسماء صلاح


فتح سامح الظرف و وجده فارغ، زفر بضيق و صاح بقوه مناديا على الخدامة التي أحضرت ذلك الظرف و قال بحده موجها حديثه لها "مين اللي جاب الزفت دا هنا" ردت عليه بخوف مش عارفه يا بيه انا خدته من الأمن و جيبته لحضرتك على طول، تدخلت نيره قائلة روحي انتي على شغلك، و نظرت إلى سامح و قالت انا عارفه ان أعصابك تعبانة يا سامح بس الناس ملهاش ذنب و بعدين دي مش اول مره تحصل، ردت الحياة لها مره أخرى و لكنها كانت تعلم  أن من وراء ذلك هي ذلك المعتوه، رنا لاحظت تعبيرات نور عند رؤيتها للظرف و قلقها و كذلك سامح الذي انفعل فسألته قائلة هو مين اللي بعته يا خالو؟


رد عليها ولاد البنهاوي يا بنتي انا مش عارفه اعمل ايه في المصيبة دي..؟ حاولت نيره أن تبث له بعض الطمأنينة و قالت إن شاء الله خير يا سامح، نظر لها بحزن خير ازاي بس يا نيرة انا عارف انهم مش هيسبوني في حاجه الشركه خلاص وقعت و شرف مات يعني انا بقيت لوحدي خلاص، و أهم حاجه عندي دلوقتي اني اطمن على نور و رنا و اجوزهم...


كانت نور في عالم آخر تفتكر في مصيبتها التي لا يعلم عنها أحد و فاقت من شرودها على صوت والدتها "نور سرحانه في ايه" نظرت له نور و قالت نعم يا ماما بتقولي ايه؟ تعجبت نيره و قالت موافقه على جوازك من ولاد عمك و لا، نظرت نور إلى رنا و بعد ذلك قامت تقف و قالت موافقه اعملوا اللي تشوفوا مش فارقة...صعدت إلى غرفته و اوصدت الباب خلفها و كان كل ما يشغلها هو، صعدت إليها رنا و قالت انت مالك يا نور؟ نظرت له و قالت ببكاء انا في مصيبه يا رنا... توجست رنا و قالت بقلق حصل ايه؟، بكت نور بشده و قالت سليم البنهاوي خطفني امبارح...

صاحت بها بقوه و عمل ايه انجزي يا نور..، أكملت نور ببكاء صورني بعد ما قلعني هدومي كلها و قالي انه هيبعت الصور لبابا و انا خايفه اووي بابا لو شاف حاجه زي كدا هيموتني... ضمتها رنا و رتبت عليها بحنان و قالت متخافيش يا نور انا جنبك و بصي انتي هتسافري أمريكا و الكلب دا مش هيعرف يوصلك اصلا، بكت نور بحرقه و قالت خايفه اوووي يا نور و اكيد هو مش هيسكت، رتبت عليها رنا و طمأنتها و لكن شعرت بالخوف هي الأخرى فيبدو أن المواجهة لم تصبح هينة بالمرة و علمت بذلك انها مستهدفة هي الآخرى



كانت هاجر تحضر الطعام بداخل المطبخ و لكن كان بالها مشغول بسيف الذي يعملها بجفاف، صفنت، و فأر الطعام فانتبه إلى الصوت و اطفأت البوتاجاز دلفت والدتها إليها و قالت سرحانه ايه في يا بت الشوربة فارت؟
-عادي يا اما كنت سرحانه في سيف اللي مش شايفه منه معامله عدل، و كل يوم و تاني موجود في مصر و انا جاعده (قاعدة) اهني مليش لأزمة، لوت منيرة فمها و قالت ما انتي اللي خيبه مش عارفه تتدلعي عليه، نظرت لها بيأس بقولك مش طايقني يا اما و لا كلمه حلوه و أي حاجه... و بعدين انا مش عاجبني نزوله مصر دا عاد...

-ما انتي عارفه ان سيف شغله هناك و سليم نفس الكلام و الست الشاطرة هي اللي تعرف تتضحك على الراجل، زفرت هاجر بضيق و قالت و انا ست خايبة يا اما و مش هعرف اعمل حاجه... مطت شفتيه و قال بحنق ونبي انا عارفة انك خيبة و مش نافعه عاد يا خليكي مايسة اكدة و ادلعي عليه...


حاله نور كانت صعبه للغاية فهي تنظر موعد قتلها من والدها في ايه وقت فذلك المختل يريد تدمير حياتها و تحطيمها بالكامل لم تستطيع طلب المساعدة من أحد فيكفي رنا التي عجزت من مساعدتها هي الأخرى، و قررت انها سوف تسافر إلى أمريكا سواء بموافقة والدها أو بعد موافقته...

طلب سامح من رنا أن تذهب معه إلى الشركه لكي تدير هي نصيبها في الشركة و الذي غلف عن ذلك مازن و كان مشغول بالثأر، كانت رنا تجلس في المكتب و تنظر إلى الاوراق الرسمية للشركة التي انهارت بالفعل، خرجت من المكتب متجهة إلى مكتب سامح و دلفت اليه قائلة الشركة عليها ديون كتير يا خالو و تقريبا كدا المفروض تعلن إفلاسها هو ازاي حضرتك و بابا سكتوا لحد ما وصلت كدا انا مش فاهمة بجد؟؟؟ تنهد سامح بيأس اقعدي يا رنا...

جلست رنا و قالت طب ممكن تفهمني ليه الشركة وقعت بالشكل دا؟، بدأ سامح في الحديث قائلا بصي يا بنتي الشركة دي بقالها ١٥ سنه بنعمل فيها انا و ابوكي و الفكرة كانت فكرة ابوكي اصلا و خلال ٥ سنين فعلا الشركة كانت كبرت و بدأ يبقى فيها مساهمين تقريبا احنا اللي كنا ماسكين الدعاية و الإعلان لكل الشركات الكبيرة و طبعا انا اللي كنت ماسك الإدارة هنا و ابوكي كان شاغل و عايش في أمريكا و كان لي نسبته في الأرباح...


بس في آخر سنه بدأت أحوال الشركة تبوظ....و تفاقمت الديون بنسبة ملحوظة و كمان انسحب كتير من الشركات اللي كانت بتتعامل معانا و طبعا كنا بنخسر بس دون تعويض و طبعا اللي كان ورا دا عيلة البنهاوي... زفرت بضيق و تذكرت ما فعله ذلك الحقير في نور  و قالت هما ليه بيعملوا كدا معانا؟

-التار يا بنتي و عليه البنهاوي من أمير عائلات البلد في قنا و لما فادي اتقتل حصل اللي حصل و الدنيا قامت يا بنتي و بقى مطلوب مننا اننا نواجهم و سليم و اخوه مش هيسكتوا غير لما يخدوا الشركة و يخلوني أعلن إفلاسها َ، نظرت له و قالت دا مش هيحصل يا خالو و انا هشتغل معاك هنا و هتفاوض مع العملة و أصحاب الشركات بس كنت عايزة اقول لحضرتك حاجه، و اردفت نور لازم تسافر عشان عندها امتحان في الكلية...

نظر له بتعجب و قال امتحان ايه دا؟ ارتبكت قائلة امتحان يخص مادة واحده... نظر لها بشك قائلا بس مش هينفع نور تفضل لوحدها هناك...، رنا كانت لا تريد الا أبعادها بايه طريقة مما كلف الأمر، فوجود نور في القاهرة يمثل خطر عليها، تفهمت كلامه قائلة اكيد بس المفروض تخلص السنة دي هناك و بعدين تنقل الجامعة و انا ناقصلي السنة دي بس و لا حضرتك شايف ايه؟

رأي سامح أن كلامها صحيح هما لم ينهوا السنة الدراسية بعض و تلك الأمور التي حدثت لم تكون محسوبة و قال ماشي يا بنتي... شعرت بالانتصار و انها وصلت إلى ما تريده و هو سفر نور و قالت و انا هشتغل هنا و بإذن الله الشركة هترجع... ابتسم فهي مثل والدها في طموحه و إصراره على النجاح و قال طيب يا بنتي و كمان مصطفى هيبقى معاكي عشان مكنتيش لوحدك و شوفي انتي عايزة تعملي ايه و هنتتاقش فيه كلنا...

مضي سليم الأوراق و اخذتها السكرتيرة مغادرة المكتب على الفور، نظر لها سيف و قال هبدا امتى؟، ابتسم سليم بشر و قال مش عارف والله بس اللي اسمه سامح ماسك في الشركة و مش عايز يسببها... بس خلاص هانت..، أراد سيف الاستفسار أكثر على ما يريد فعله و قال يعني ناوي على ايه بظبط، احنا كدا وقعنا الشركة و تقريبا مش هتقوم تاني  و اللي لسنه شرف دا مات ناقص ايه؟

نظر و قال عيالهم انا هاذي سامح بس في بنته و وقتها بقا هيدوق من نفس الكأس زي ما داري على ابن اخوه و هعمله فضحية....انعقد حاجبيه في دهشه و قال بس كدا اكيد هنلاقي رد فعل منهم يعنى عمك يقتل شرف و احنا نوقع الشركة، وضع سليم السيجارة بثغره و اشعلها و نفث دخانها بعجرفة  و قال بغرور احنا مبنخافش و بعدين هما اللي بدوا و انا مبسيبش حقي و اردف قائلا و شد على معتز شويه في الشغل تمام، عايزين ننجز.... اومأ سيف برأسه و قال تمام

ذهبت فاطمة لزيارة صفيه و جلست معها و قالت يعني و لا تيجي و تسالي عليا حتى، مط شفتيها بضيق قائلة اجي اعمل ايه يا عاد يا فاطمة احضر دفنه اخوي اللي اتجتل و محدش عارف  يجيب حقه حتى ، تنهدت فاطمه قائلة ايدي في ايدك يا صفية بس انتي خابره (عارفه) زين ان مفيش حاجه نعملها و انا مش هسيب حق جوزي، قطعهم دخول عبد الحميد و الذي ألقي عليهم التحية، و جلس قائلا ايه الاخبار عاد؟

اعتدلت فاطمه في جلستها و وجهت حديثها اليه مفيش جديد
نظر لها عبد الحليم بقليل من الضيق هو استشعر انها نسيت زوجها أو أنها تهاونت مع الموقف و تعاملت معه ببساطة و قال بنبرة مليئة بالاتهام و مين جال (قال) أكده عاد انا هاخد بنار بولدي و هقتل سالم البنهاوي.. جحظت عينها بدهشه و اعتلت ملامحها الذهول : امتى و ازاي يا عمي؟، انك على عكازه و قام وقف و قال قبل أن يولي ظهره لهم "انا مش ههمل (هسيب) حق ولدي عاد و ازاي كان شرف خلف ولد مش عارف يجيب حقه يبقى انا موجود و اقدر اجيبه"، تعالت اساير فرحتها و قالت بسعادة بالغة  عافرم عليك با ابوي و عايزين نسمع خبر موت سالم البنهاوي و انا هعمل فرح اهني و ابدح و أوكل أهل البلد كلهم..

نظرت لها فاطمة باستعجاب، فهي كانت تخشى أن تفقد مازن ضحية لثار و تعلم أن صفية لم يهمها شيء فهي لديها ابنتها و بالطبع لم ياخدوا الثأر من فتاة و قالت : بس يا عمي احنا مش عايزين نخسر حد تاني، لم يرد عليها و كان قد تركها و غادر المنزل، تنهدت بضيق و ألقت نظرة على صفية التي كانت تنظر لها بتحدي، خرجت فاطمة و قابلت ندى في طريقها و كانت تتدلف من باب المنزل، ابتسمت ندى و صافحتها محتضنة اياها و قالت ليه هتمشي بدري أكده يا مرات خالي انا ملحقتش اجعد (اقعد) معاكي، ابتسمت لها قائلة تتعود مره تاني ان شاء الله، و خرجت متجها إلى منزلها و كانت خلال دقائق وصلت إلى منزلها و جلست منظرة قدوم مازن و الذي اندمج مع ولاد خالهم للغاية و لكن هي كانت تخشى حدوث مصيبه له و بالأخص زين فهو متهور و غامض كثيرا و تخشى أن يفعل كارثة و يأخذ مازن معه قطع استرسل أفكارها دخول مصطفى قائلا عتفكري (بتفكري) في ايه يا عمتي؟

-ولا حاجه يا ابني هو مازن فين؟... جلس مصطفى على المقعد المجاور لها و قال مجيبا على سؤالها مع زين في الشغل ما هو اكيد مش هيقعد في البيت زي حريم عاد...
-طيب يا ابني انا هطلع ارتاح انت عايز حاجه و لا؟، ابتسم له قائلا لا عايزك بخير يا عمتي، غادرت هي من أمامه، و شرد مصطفى في تلك التفاصيل التي بدأت تتراكم فوق عتقيه فالان هو عليه المواجهة و حماية رنا و نور و الوقوف بجانب عمه، و كان يخشى على تورط مازن و زين لأنهم شعر انهم يخططوا لشيئا ما و بالتأكيد فهو شيئا سي فطالما بحث زين عن احد يطاوعه في مسيره اهواه و يبدو أنه وجد مازن و لكن ما تلك المصيبة الذي قرروا فعلها معا...

لم تغادر نور غرفتها طول النهار و امتنعت عن تناول الطعام متحججة انها تشعر ببعض التعب و كانت نيرة لم تقتنع بحديث ابنتها اللاذع و لكن فهي لم تكن مقربها منها بالقدر الذي يسمح لهم بمناقشة الأمور و تحليلها معها  فمعاملتها مع والدتها اقتصرت على أنها فقط والدتها و انها تمتثل للأوامر و النصائح الروتينية، ومع ذلك كان قربها من رنا يساعدها على أشياء عدة فرنا بمثابة شقيقه و صديقه لها تشاركها أحزانها و معاناتها و كل شي...

طرقت رنا غرفة نور و دخلت لها و كانت وجهها عابس حزنا عليها فيبدو الأمر بسيط و لكن سوف يحدث كارثة أن ظهرت تلك الصور و ان ذلك الحقير لم يفعل ذلك عبثا...
-معلش يا نور انا كنت برا طول اليوم ...

ابتسمت نور بيأس و علامات الحزن تعتلي قسمات وجهها قائلة عارفه انه غصبن عنك يا رنا المهم عملتي ايه في الشغل انهاردة..؟
جلست رنا بجانبها على الفراش متنهدة في استياء فاليوم قد اكتشفت سقوط شركتهم و خطر تلك الحقير و شقيقه تفاقم و أصبحت تهابه و لكن ليس لديه حل غير الوقوف أمامهم و إعادة ما سلبوه منهم مهما كلفها الأمر فهم من بدوا تلك الحرب بقتل ولدها و سقوط شركتهم و لكن هي عزمت على إعادة ذلك مهما كلف الأمر...

-و الله يا نور مش عارفه بس انا اتفقت مع أصحاب الشركات و رجال الاعمال و هقابلهم بإذن الله و خالو قال إن مصطفى هيبقى معايا عشان مكنش لوحدي و انا قررت التفاوض و اني اطلب منهم مهله عشان ارجع أوقف الشركه على رجلها من تاني...
تسألت نور في اهتمام قائلة : هتقابلهم ازاي و فين؟
-لما كلمت انهاردة الناس اللي كانت في القائمة، بلغتني السكرتيرة أن في حفله بكرا و عاملها رجل أعمال و طبعا كل رجال الأعمال المهمين هيروحوا و خصوصا اللي كانوا بيتعاملوا مع شركتنا و طبعا دي فرصة كبيره بالنسبة لينا و انا هروح بكرا في مصطفى ما تيجي معايا و اهو تغيري جو...

اعتدل في نومته متكاً على كوعه  لكي يتمكن من التحدث في الهاتف :ايه يا حبه الجلب (القلب) اتوحشتك قوي...
اتاه حديث الطرف الآخر قائله بخجل شديد ماشي و بلاش الكلام دا عاد يا زين انت عارف اني بتكسف.... تحولت لنظرته إلى التهكم و الازدراء و لكنه اكمل بنبرة عاشق كاذبة عتكسفي(هتكسفي) من حبيبك كيف عاد و بعدين فيها ايه لما تجوليلي (تقوليلي) و انا اتوحشتك و عحبك (بحبك) قوي يا زين، كست وجهها حمرة الخجل و قالت بخفوت اللي في الجلب (القلب) أصدق من أنه يتقال باللسان... و انت خابر (عارف) زين اني بحبك...
ابتسم بخبث : ايوه كدا يا روح جبلي (قلبي) هحب (احب) اسمعها منك كتير

ذهبت رنا إلى عملها في الصباح و كانت تفكر في كيف سوف تواجه التي المشاكل التي تهدد شركتها، قطع حديثها دقات الباب معلنا عن دخول شخص و عندما سمحت بالدخول، دلف مصطفى و لكن اتسعت ملقتيها عندما رأيته فهي اعتادت على رؤيته بالجلباب الصعيدي و لكن في تلك اللباس العصري يبدو اوسم بمراحل و قالت بابتسامه اعتلت ثغرها اتفضل يا مصطفى، ابتسم بهدوء لتزداد ملامحه الرجولية وسامة أكثر و جلس و بدأ حديثه قائلا والله مش عاجبني عاد شغلك دا بس ماشي..! و رايد (عايز) افهم انتي ناوية على ايه بظبط....، شرحت له رنا ما تريد فعله بدأت الفكرة مقنعه و نالت اجابه و لكن من المحتمل وجود صعوبة في تحقيقها و لكن من الممكن أن تنجح المحاولة...

في المساء استعدت نور و رنا للذهاب إلى الحفلة و كان ذلك بعد محاوله كثيرة معها لكي تأخذها معها، عندما وصلوا إلى قاعه الاحتفال التي كانت تعد بقصر احدي رجال الأعمال، كان مصطفى ينظرهم بالخارج، صفت رنا السيارة و ترجلت منها هي و نور و لكن صعق من مظهرهم و تلك الملابس الفاضحة و الجريئة، فنور كانت ترتدي فستان  كب اللون الأحمر القاني قصيرة للغاية فوق الركبة بكثيرا يلتصق جسدها بشده و كأنها جلد آخر و يفسر مفاتن جسدها و مطعم بكرستالات فضية عند فتحه الصدر و التي تكشف صدرها بالكامل و احمر الشفاه الذي رسم شفتيها و أبرزها لتجعلها فاتنه أكثر و شعرها الذي قامت برفع لأعلى و الذي اعطها مظهر جذابا، و رنا التي كانت  ترتدي فستان بلون الأزرق لم يختلف طوله كثيرا فهو قصير للغاية و ضيق ملتصقا بجسدها و ذات فتحه من الصدر مزودة بالشيفون حتى الرقبة و ذلك الميك اب الساحرة الذي أبرز جمالها و شعرها الذي وصل إلى منتصف خصرها بتموجاته المنحنية...

بالطبع لم يرحب مصطفى بذلك فهو رجل صعيدي ذات طبع حامي و لكن تفادت رنا المجادلة معه معلنة بأن ذلك حفل و ان هي لديها الحرية لتريدي ما تريد و كذلك نور، كبح غضبه الاهواج معتصرا قبضته بغليظة و دلف خلفهم،  كانت الحلفة تاخد مساحة من تلك الحديقة الواسعة بوجود بعض الطاولات و التي شغرت بعضها، جلست رنا الطاولة و كذلك نور و مصطفى..

و بعد قليل كان أتى إليهم يرحب بهم و صافح رنا بإعجاب شديد و كان يصاحب ذلك احتراق مصطفى عندما شعر بنظرات تلك الرجل و حديثه الاذع معهم، ابتسمت رنا قائله اكيد طبعا يا عازم بيه حضرتك تؤمر... ابتسم لها بإعجاب و اعتذر لكي يكمل استقبال الباقية كانت نور في عالم أخر حتى أنها لم تشعر بتلك العينان التي تراقبها و تفترس جسدها بتلك الفستان العاري، و شعرت بسخافة تلك الحفلة و تعليقات مصطفى على ملابسهم من حين لآخر ، استأذنت لتقوم و لكن أخبرتها رنا أن تأتي سريعا لكي تحضر الحديث مع عازم بيه... و عندما غادرت نور، قال مصطفى بزمجرة انا مش مرتاح لعازم دا انتي مش شايفه نظراته ليكي و نور عامله ازاي؟، مطت شفتيها بضيق : مصطفى انت مش ولي أمري على فكرة وانا فاهمه انا بعمل ايه كويس و من فضلك كفايه عشان نقدر نشوف شغلنا كويس...

سارت نور بعيدا لتنتهي من صخب تلك الحفلة، عقدت ساعدها مولية ذراعها للخلف و لكن فجأة و جد احد يمرر يده على ظهرها انتفضت و التفت و قالت في حاجه حضرتك؟، القى عازم نظره على شفتيها مرورا بصدرها الذي يبرزه الفستان مقتربا منها قائلا بنبره جريئة : حلوه اوي انتي و بصراحه عاجبني... اصدمت من وقاحته و جراءته، و همت لتغادر من امامه و لكنها تفاجأت بقبضته على ذراعها : على فكرة عيب اوي لما تمشي و تسيبني بكلمك و رفع يده الأخرى ليتحسس عنقها و لكن اوقفه ذلك الصوت الرجولي عازم بيه، أرتبك عازم قليلا و التفت إليه و لا حاجه يا سليم باشا، عندما استعمت تلك الاسم و الذي حفظتها ذاكرتها رغما عنها فهو بمثابة لعنه أو شبحا، نظرت له لتتأكد انه ذلك المجنون جحظت عينها بصدمه و اتسعت ملقتيها التي تحرجت بها الدموع...

-الناس عايزك هناك... تنح عازم  عندما اخبره سليم بذلك و خصوصا لأنه رآه يتحرش بتلك الفتاة فشعر بالحرج  و ذهب من أمامهم و لكن ظلت هي واقفه مصدومة فهي تراه لمرة الثانية، تمنت أن تنشق الأرض و تبتلعها فهي لا تريد رأيته، همت ذاهبة و لكنه اوقفها و جذبها من ذراعها ليجعلها تقف أمامه و أسند ظهرها على الشجرة، شعرت انها فقدت قدرتها على التنفس و دأبه الخوف اوصالها، اوصدت عينها لتشعر باقترابه منها أكثر و التصقه بجسدها، وقع نظره على شفتيها المرتجفة أمامه و التي اشتهي أن يقلبها برغبة عارمة و تلك الجسد الذي ارد امتلاكه، سمع صوتها و هي تقول بخفوت و خوف بأدي على ارتعاش جسدها :لوسمحت ابعد عني..

لم يهتم لها و مرر انامله على اكتافها العارية مرورا بعنقها، تساقطت دموعها و تمتلكها الرهبة و الخوف و انحني عليها ليقبل شفتيها برغبة  لم يستطيع منعها فهي قد هزت كيان رجولته منذ الوهلة الأولى عندما راها عارية في فراشه و لكنه لم يخضع لتلك الفتاة و لكن ذلك لم يمنعه من تذوق تلك الشفتان التي انغمس في تقبلهم بشغف خالص ملتهم بين خاصته، ابتعد عنها عندما شعر بتشنج جسدها و عينها التي اغرورقت بالدموع لتصبح شبيه بتلك الرداء الأحمر...

-انتي جايه هنا ليه؟، حدقت به بدهشه ما تلك السؤال السخيف الذي يطرحه عليها و كأنه على سابق معرفة بها و لكنها استجمعت قوتها التي بعثرها ذلك المعتوه قائلة انت انسان مش محترم و قليل الادب و ملكش دعوه بيا فاهم..
انفرجت شفتيه في تعجب من حديثها الذي تبدل فجأة و قال بسخرية هو انا عملت حاجه عشان ابقى مش محترم؟ و لا انا اول واحد يقرب منك؟... لم يعلم شعر بضيق عندما افحص عن تلك الكلمات فهل سبق و تذوق احد قبله تلك الشفتان...

انسابت الدموع من عينها فهي لا تعلم بما يهتمها بتلك الاتهامات الوضعية و هو حتى لا يعلم عنها شي، و همت للذهاب من أمامه و لكنه أوقفها قائلة امشي من هنا.... نظرت له بتعجب من طلبه متسائلة بداخلها لما يطلب منها ذلك و لا يظن أنه ولي أمرها أو أن يستطيع التحكم بها، ذهبت و تركته دون أن تعطي ردا له، و أثناء سيرها تذكرت عينها الدامعة و اتجهت إلى المرحاض لكي تغسل وجهها و بعد ذلك جففته بمنادل الورقي و خرجت و اتجهت إلى الطاولة و لكن عازم جالس معهم، جلست و تحاشت له ذلك الخمسيني المراهق و التي ينظر إلى فتاه في عمر أحفاده...، كان يتحدث مع رنا بإعجاب واضح و نظرات جريئة و متفحصه لهم...، اعتذر مصطفى لكي يرد على هاتفه...

استغل ذلك ليأخذ الحديث مجرى آخر قائلا بصي انا موافق على ايه حاجه و بكرا هتلاقي بدل العرض عشره.. شعرت رنا بعدم الارتياح فلما يوفقها  بتلك السهولة ، و فجأة انضم سيف لهم و قال ينفع كدا تسيبنا و تفضل هنا؟

ابتسم عازم و قال انا اقدر برضو بس انا كنت بتكلم مع انسه رنا في شغل مهم...نظر لهم بتكهم وقال واضح انه مهم طبعا بس ياريت تأجله شويه عشان نمضي العقد انت عارف ان سليم خلقه ضيق و بيتخنق بسرعه، استأذن عازم منهم و زفرت رنا بضيق موجها كلامه له انت معندكش ذوق كدا خالص؟، نظر لها سيف و اقترب ليهمس في اذنيها قائلا بلاش عازم يا رنا و ليكي في السكة دي فأنا هعجبك أوي و انتي عاجبني...

اتسعت عينها بذهول و لكنه تركها و اتجه إلى طاولته بعيدا عنها، سألت نور قائلة : هو قالك ايه الحيوان دا كمان؟ نظرت لها بحيره : و لا حاجه يا نور .. فهي تأكدت بأن نوايا عازم غير جيده و لم تستطيع الافصاح بذلك أمام مصطفى و لكنها قررت انتهاز تلك الفرصة و انها سوف تغادر و تنال عرض عازم، أتى مصطفى لهم و قال في حاجه حصلت و لا إيه؟، ابتسمت رنا قائلة لا مفيش بس احنا هنمشي دلوقتي و خلاص انا اتفقت مع عازم بيه...

في اليوم التالي سافر سليم و شقيقه إلى البلد و صعد منها إلى غرفته فهما وصلوا في المساء... أوصد غرفته و خلع ملابسه و القاءها على الأرض بعشوائية و تظهر في مخيلته تلك الفتاة و عنادها ، قائلا بداخله "مش هسيبك في حالك يا رنا"، و لكن تلك الأفكار لم تقتصر على سيف فحسم فسليم هو الآخر يفكر بما فعله اليوم تقبيله لها، و ندم علي ذلك و لكن عزم على قتل تلك الرغبة التي تمتلكه عند رؤيتها و لكن هذا ليس منطقيا فهو لم يراها سوي مرتين فقط فكيف لها أن تشعل كل رغباته الرجولية ، امسك هاتفه ليفتح تلك الملف الذي يحفظ به صورها و شاهدها بهدوء و تركيز شديد ليفكر بما سوف يفعل بهم...

مر اسبوع  كانت تستعد فيهم نور للسفر و تحزم أغراضها و لكن كان يحزنها انها سوف تغادر بمفردها فرنا لديها عملها و سوف تذهب لها بعد فتره ليست بقليلة تنهدت و جلست على فراشها تنظر قدوم موعد رحيلها و عندما أعلنت الساعة العاشرة نزلت من غرفتها و أودعت والدها و والدتها و نالت بعض من نصائح و خرجت كان رنا و مصطفى بالخارج ينظروها في السيارة وضعت أغراضها و ركبت السيارة و شعرت أن رنا أصبحت تتعامل مع مصطفى كثيرا في تلك الفترة القصيرة و يبدو أن علاقتهم أصبحت قوية لدرجه انه يبقى معها في كل مكان، وصلوا إلى المطار و اودعتهم بحزن و بعد ذلك دلفت إلى لتبدأ رحلتها، خرجت رنا و مصطفى و بكت رنا على رحيل نور بث إليها بعض الكلمات كلها شويه و هتروحي ليها و لو عايزة نبقى نأخد اجازه و نروح مع بعض انا موافق، ابتسمت رنا بامتنان و قالت بإذن الله هنبقي نقرر... و بدأ ذلك اتجهت لتركب السيارة و تابعها هو...

عندما وصلت نور هاتفت رنا لتطمينها عليها و بعد ذلك دخلت إلى غرفتها لتنل قسطا من الراحة  بعد مده السفر الطويلة تلك، استيقظت في المساء و بدلت ملابسها إلى بيجامة قطنية بلون الرمادي  تتكون من قطعتين هوت شورت و بدي قصير نص كم و يتوسطه رسمة كرتونية (ميكي ماوس) و مشطت شعرها لينسدل على ظهرها و خرجت من الغرفة لتحضر شئيا تأكله، صنعت ساندويتش خفيف  و تحمد ربها انها غادرت بسلام و هربت من ذلك المجنون أنهت طعامها و سمعت صوت جرس الباب و تعجبت بمين سوف يأتي بزيارتها الان فهو لم تخبر احد بمجيئها و فتحت الباب لتجد...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول المشهد الرابع بقلم أسماء صلاح



فتحت الباب لتجد ذلك المجنون أمامها فابتعدت خطوه للخلف و اتسعت عينها بشده، قائله بصدمة  انت عرفت مكاني  ازاي.. دلف سليم و اوصد الباب خلفه ممن جعلها ترتعب من وجودهم بالشقة بمفردهم  و خصوصا بعد ما حدث في تلك المرتين التي تقابلوا بهم و قالت  اخرج برا، نظر إليها بازدراء واضعا يده في جيبه و قال  بغرور و انتي فاكره لما تيجي أمريكا انا مش هعرف اوصلك و بعدين انتي ناسيه موضوع الصور و لا إيه...


نظرت إليه بغضب و قالت اعمل اللي تعمله بهم انا مش خايفه منك، ابتسم قائلا بجد و طلالما انتي مش خايفه جيتي هنا ليه و بعدين لو انتي فاكره انك تقدري تهربي مني تبقى غلطانه انا سليم البنهاوي...، كانت نور تشعر من الخوف منه فهي بمناسبه له مجرد طفله و لم تستطيع فعل شي و قالت بخوف انت عايز مني ايه؟
-والله مفيش حاجه اعوزها من واحده زيك ملهاش لازمه بس اكيد ممكن استفاد برضو..
نظرت إليه بقلق و قالت ازاي مش فاهمه؟


-يعني الصور دي لو راحت لابوكي يا هيموت من الصدمة يا هيقتلك خصوصا انك عايشه في أمريكا بقالك خمس سنين و الله اعلم كنتي بتعملي ايه...و اقترب منها لتشعر انها ضئيلة بالنسبة له و  الفرق الطول و الجسد بينهم و قال بصوت يشبه فحيح الأفعى انتي تقدري تعملي ايه يخليني اسكت..
ابتلعت ريقها بصعوبة و كانت تشعر بالتوتر و الارتباك من اقترابه منها بتلك الشكل و قالت بعد أن بللت شفتيها التي شعرت بجفافهم انا مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه و من فضلك ابعد عني؟

-انتي هتعيشي الدور عليا و لا إيه يا بت انتي و بعدين انا اقدر ابهدلك زي ما انا عايز و محدش يقدر يمنعني و بعدين بلاش تعيشي دور انك محترمه دا عليا دا بنت عيله كلهم ******


بدأت دموعها تسيل على وجهنتها و قالت لو سمحت ابعد عني، قبض على شعرها بقوه و قال بصي بقا انا مبحبش جو الصعبنة دا و بعدين دا انتي عايشه مع ابن عمتك و اظن انه راجل غريب عنك و اكيد مستغفلة ابوكي المغفل.. انا مش عارف هذله ازاي بس دي الطريقة الوحيدة اللي هتجيبهم الأرض...

و ترك شعرها
-على فكره الصور دي و لا حاجه و انا هقولك أن انت اللي عملت كدا و هرفع عليك قضية و أخد حقي بالقانون و مستعدة أخضع لكشف طبي و هثبت بسهوله اني عذراء، نظر إليها وقال و ليه الكشف الطبي ما انا ممكن اعرف انتي عذراء و لا، و كمان ممكن اخليكي مش عذراء و ابقى وريني هثبتي ايه بقا...


توترت بشده كجعلتها ترتجف ارتجاف اوراق الشجر في ليله رياح قويه و قالت بصوت عالي انت بتعمل كدا ليه انا مليش دعوه بكل دا؟ و لو مشكلتك مع عيلتي روح حلها معهم  جذبها من شعرها و سحبها إلى الغرفة و ظلت هي تصيح و تصرخ و لكن لم يستطيع أحد أن يخلصها من يده و دفعها إلى الفراش ليرتمي ظهرها بقوه و قال انا بقي هخلي الصور حقيقه و حتى من غير ما المسك... نظرت له بخوف و قالت بتوسل حرام عليك سيبني بقا انا مليش ذنب في كل دا...

و اتجه إليها و قال مش عايز اسمع نفسك فاهمه و اتصل بأحد ما و جلس أمامها على الفراش، وكانت هي تتضم ركبتيها إلى  صدرها و تبكي بشده و صمت و عندما طرق الباب قام سليم ليفتح و دخل و كانت معه واحده لم تتعرف عليها و قال عايزك تكشفي عليها و لو لاقيتها عذراء انتي طبعا فاهمه شغلك!... نظرت إليها فكانت نور في حاله مرزيه و غير مبشرة بالمرة و قالت بس ممكن يحصلها نزيف يا سليم بيه، زفر بضيق و قال انا كلامي انتهى و ياريت تنفذي و انتي ساكته احسنلك، نظرت إليه  بخوف فهي لا تستطيع رفض شي له وقال تمام وما أن اقتربت منها قامت نور بالصراخ بعلو صوتها و قامت من على الفراش لتركض خارج الغرفة و لكنها اصمدت بصدره، فتراجعت خطوه للخلف بخوف "سيبني حرام عليك" اقترب سليم منها ليحملها و ظلت ترفس بقدمها و لكن اقبض عليها بشده جعلتها تشعر باعتصار جسدها بين يده و أخبر ذلك الطبيبة بإحضار لها حقنه منومة، وضعها على الفراش و ثبتها جيدا و أعطيت إليها الحقنة و بدأت نور في فقدان وعيها و لكنها كنت تمسك بيده و لم تتركها، القى سليم نظرة و سرعان  ما أدار وجه الناحية الآخر و قال شوفي شغلك....


-حاضر، حضرتك هتفضل هنا و لا هتخرج
هخرج  و حاول أن يتخلص من قبضة يدها عليه و نجح في ذلك و بعدها خرج من الغرفه، قامت هي بتجردها من ملابسها لكي تفعل ما أراده  و بعد أن تأكدت من عذريتها خرجت من الغرفه و أخبرته بذلك قائلة حضرتك متأكد اني عايزني اعمل حاجه زي كدا...، أشار لها بيده موافقا... فتعجبت هي و دخلت إلى الغرفة مره أخرى و لكنها قبل أن تبدأ وجدته يدلف إلى الغرفه و قال امشي متكمليش... فاستجابت له و جمعت أغراضها و غادرت...

اتجه سليم ليجلس بجانبها على الفراش  و قال عارف اني هبهدلك معايا بس مش ذنبي اهلك بهدلوا مراتي برضو و قتلوا اخويا و مسد على شعرها و مرر انامله ليتحسس بشرتها الناعمة و قام بنزع تلك الشي الذي يستر عورتها لتبقى عاريه أمامه  و انحني عليها ليقبل شفتيها التي رغب بتذوقها و مرورا بعنقها، ظل يقبل كل قطعه بجسدها و يلمس جميع أنحاء جسدها بأنامله  و انتبه لما يفعله بها و خمد تلك الرغبة التي بداخله  و ابتعد عنها قبل أن يرتبك خطأ و قال بتوعد والله لوريكي يا بنت السويفي، مش انا اللي هبص لواحده ملهاش لازمه زيك...

استيقظت نور و أحست بوجوده بجانبها فرائحة عطره النفاذة اخترقت أنفاسها  و كانت تشعر بتسيب جسدها فهو تتذكر ما حدث كانت تخشى أن تفتح عينها لا تريد رؤيته و لكن عندما شعرت بأنها لا ترتدي شي، زفرت تلك الدمعة من عينها و الذي لاحظها هو، ظن انها تبكي أثناء نومها و همس لها متخافيش...
لم تستطيع إغلاق عينها أكثر من ذلك فهي شعرت من قربه منها و فتحت عينها وقالت بصراخ ابعد عني
عقد حاجبيه بدهشه و قال تمام بعدت، ظلت هي تبكي فهي ظنت انه فعل بها ذلك و قالت ممكن تتطلع برا..

نظر لها ببرود هو انتي بتعيطي ليه و بعدين فيها ايه يعني؟ نظرت له بعيونها الدامعة و قالت ببكاء لو انا أختك كنت هتقول عادي برضو، تنهد سليم هو لا يسمح بأحد بالاقتراب من اخته و قال محدش لمسك على فكره متقلقيش
نظرت إليه بعدم تصديق و قالت طب و اللي كانت هنا دي؟، اجابها ببرود مشيت بصراحه قولت انا ممكن اقوم بالواجب دا، بس انا مليش في موضوع انك نايمه دا لازم تكوني صاحية و شايفه كل حاجه... اخفضت بصرها بخجل من كلماته فهو لم يرى سوى ثلاث مرات و انتهك فيهم حرمه جسدها  و أزدد بكائها و شهقاتها حرام عليك انت بتعمل معايا كدا ليه؟ نظر لها ببرود أنا ماشي و حضري نفسك عشان هتنزلي مصر.

هزت رأسها نافيا و لم تمتنع من بكائها، اقترب منها و جلس على الفراش، ارتعش جسدها و حاولت  الابتعاد و لكنه أسرع و قبض علي ذراعها، شعرت بالارتجاف الذي هز كيانها عندما لمسها بذلك الطريقة و خجلها منه فتلك المرة الثانية التي يراها بها عارية كذلك...

-بصي يا نور انا مبحبش أكرر كلامي فاهمه و تسمعي الكلام  و بدون نقاش أو رفض لأن متخلقش اللي يقف قدام سليم البنهاوي، حاولت التخلص منه و قالت انت انسان مقرف، أشعلت غضبه الذي بالكاد يتحكم به و كز علي أسنانه بعنف و قال تعرفي اني ممكن ادفعك تمن الكلمة دي..،  نظرت له بتحدي و قالت و انت مش راجل جاي تتشاطر على بنت
نظر لها بتهكم تحبي تشوفي انا راجل و لا؟، تحولت نظرها إلى الخوف قائلة انا هقول  لبابا على اللي انت بتعمله معايا
ضحك بسخريه بابا لو عرف انك عملتي علاقة مع واحد هيقتلك اصلا و قولت ان الموضوع سهل بالنسبالي...

نظرت إليه و قالت طب انت عايز مني ايه و انا هعمله....، ترك ذراعها عندما احس بشدة قضبته عليها و نظر إلى عينها وقال انا اللي احدد عايز ايه؟ نظرت له بتعجب فهذا ليس له علاقة بما قالته و قالت ايوه عايز ايه؟
زفر بضيق عايز أذل ابوكي و عيلتك كلها، نظرت له ببراءة طب و انا مالي؟  اشاح نظره بعيد عنها فهي تفقده أعصابه بتلك النظرات البريئة  و قال اسكتي خالص انا همشي و حضري نفسك للسفر....كانت اختلطت حمرة البكاء بلون عينها الخضراء و قالت على فكرة انت كدا ظالم؟؟، تنهد بغضب قائلا بكرا الصبح هنسافر...

-انا عندي امتحان بكرا الصبح و لازم احضره و بعدين مش انا لسه جايه انهاردة و مش هينفع اسافر تأني يوم... التفت لها و قال : تمام احضري امتحانك و اقعدي شويه هنا بس اقسم بالله لو عملتي حاجه مش هيحصلك كويس... و خرج و تركها، مغادرا الشقة بأكملها.. فهو لا يستطيع الصمود أمامها أكثر من ذلك و لكن لم يرضخ لهذه التي لا يكره سواها و سوي عيلتها، انهارت نور باكية فهي تواجه ذلك الوحش المفترس بمفردها و لا توجد مساعدة من ايه فهي حتى لا تريد أن تقلق رنا معها فيكفي ما ستواجه من صعوبات و لكن ماذا سوف تفعل معه و من الذي سينقذها من براثنه... قامت ترتدي ملابسها و ظلت مستيقظة فلم يغمض لها جفن، حتى انها لم تستعد لامتحانها و لم تفارق الدموع عينها...

ذهبت رنا إلى الشركة فقد تراكمت العروض عليها و قد وفي عازم بوعده لها و بدأت الشركة ترجع لوضعها من جديد ليس كما كانت و لكن الآن هي لديها أكثر من عرض و تشتعل على بعض العروض و كان مصطفى يقوم بمساعدتها في كل شي و أصبحت علاقاتهم اقوي و لكن لم تخبره بايه شي عن عازم فهي عملت ان نواياها غير جيده، دلف مصطفى اليها قائلا بابتسامه الجذابة صباح الخير، ابتسمت : صباح النور اتاخرت ليه؟
جلس مصطفى على المقعد و تحدث قائلا كنت سهران طول الليل عشان الشغل...

-تمام عايزين ننجز و نبقى أسرع تمام....
نظر لها و قال متقلقيش بس انا كنت عايز اتكلم معاكي في حاجه؟
-اتفضل يا مصطفى خير.!
-بصي يا رنا انا حاسس ان اخوكي بيلبس نفسه في حيطة هو لا بتاع تار و لا نيله و اللي هيمشي ورا زين و صفيه هتبقى آخرته هباب، ازدارت ريقها بقلق و قالت طب و المفروض أعمل إيه أنا كلمته كتير والله و نور اتكلمت معه بس هو مش بيسمع كلامنا  
-حاولي تاني معها و خلي مامتك تتكلم معها عشان موضوع التار مش سهل و بتروح فيه رقاب و كفاية عمي شرف و محمد، تنهدت بحزن هحاول....

التقت نور بأصدقائها في  الجامعة و ظلوا  يتحدثون معنا كانت ليست في حاله جيده تسمح  للحديث و المزاح معهم و لكن تظاهرت بعكس ذلك و عندما استأذنت لتغادر ذهب خلفها صديق لها (جاك) هو مصري الأصل و لكنه عاش بأمريكا مع والدته.. قومتي ليه يا نور؟.. التفت له و تلك الابتسامة الزائفة على وجهها : عادي عايزة اروح انا منمتش كويس امبارح..
-لا انتي شكلك مضايق اوي ما تيجي عندي البيت و تحكيلي مالك؟
نظرت له باقتضاب و زفرت بحنق قائلة : جاك من فضلك بلاش الموضوع دا؟

-مش انتي المرة دي لوحدك يعني براحتك
-بص انا مش طايقه نفسي و ابعد عني احسن تمام، و همت بالمغادرة َ لكنه أسرع خطوة وقف امامها قائلا انا بحبك يا نور، تنهدت بصعوبة فهو ليس وقت لتنال من تافهات ذلك الشخص الذي امامها فهي بمصيبة... اردف هو عندما وجدها صامته احنا ممكن نتجوز.. تسربت تلك الفكرة إلى عقلها فهي أن تزوجت من جاك لم يستطيع أن يفعل شيئا لها  و لكن لم يوافق احد من أهلها على جاك، تنهدت قائلة هفكر يا جاك... نظر لها بسعادة بالغه اخترقت قلبه هستني رايك... ابتسمت باقتضاب و غادرت و تركته و لكنها وجدت غريمها يقف أمامها بنظارته الشمسية و يسند ظهره على سيارته الفارهة Voiture Noire Bugatti La، تذمرت من وجوده أمامها بتلك الطريقة و كأنها يراقب تحركاتها اتجهت إلى بضيق انت بتعمل ايه هنا ممكن اعرف...

نظر إلى ملابسها الفاضحة و خلع نظارته الشمسية قائلا اكيد مش وحشاني و جاي اشوف جمالك؟ مطت شفتيها بضيق اومال جاي تستعرض عضلاتك... انعقد حاجبيه و قال بغرور  طب اركبي بدل ما حد يحسبك على علاقة بيا...
لومت شفتيها جانبا فمن يظن نفسه و ما تلك الغرور و العجرفة  و اتجهت لتفتح باب السيارة فهي كانت من مهوسي السيارات الرياضية و خصوصا تلك فهي تعبر اغلي سيارة بالعالم... ركب و قاد السرعة مطلقا بسرعه عالية، كان يظنها تخشى سرعة السيارات و لكنه تفاجأ باستماعها بذلك  و هي تفتح نافذة السيارة لتخرج يدها منها و يتطير خصلاتها الامامية مع ذلك الهواء البارد الذي يلفح وجهها...، كان يقسم نظراته بينها و بين الطريق...

-هو انتي كل لبسك كدا؟ التفت له و قالت أظن أن دا حاجه متخصكش و لا إيه؟
-نظر لها ببرود قائلا اكيد فعلا انتي متخصنيش بحاجه... قالت باقتضاب طيب ممكن تروحني بقا....
-شوفي انتي هتنزلي امتى؟
-ممكن منزلش و اتجوز هنا... ضغط على مكابح سيارته فجأة و قال بغضب جواز ايه دا إن شاء الله؟
تفاجأت نور و خشيت من صوته الذي ارتفع فجأة و قالت انا حره على فكرة و ابقي وريني هتعمل ايه َ!

ابتسمت بمكر قائلا انتي اللي اختارتي... لم تهتم لتهديده فهو يهدها منذ أن رآها من الأساس و قد طفح كيلها و تفاجأت بتوقف السرعة أمام احدي البيوت العصرية و الذي يتكون من طبقين، ابتلعت ريقها بخوف انت وقفت هنا ليه...ترجل  من السيارة و اتجه ليفتح الباب و يسحبها من الداخل ممسكا يدها و سحبها خلفه و دلف إلى المنزل  ...
-انت مجنون؟!

-انتي هتقعدي معايا هنا و مش عايز اسمع منك كلمه تمام... زفرت بضيق و قالت لا واضح انك مجنون انا هقعد معاك انت إزاي... استنشاق شهيقه  بغضب و قال كلامي انتهى و شوفي انتي عايزة تنامي فين....؟
قالت بغضب و على ايه  ما انام معاك احسن... لم تنبه إلى حديثها التي تفوهت بيه الان و لكنها تفاجأت بوقاحة رده "و على فكرة انا معنديش مانع" احمر وجهها خجلا و قالت بحرج ممكن توريني الاوضه اللي هقعد فيها و اروح شقتي عشان اجيب هدومي من هناك...
-خلال ساعه كل الهدوم اللي عايزها هتبقى عندك و البيت كله قدامك اقعدي في المكان اللي يريحك...

قطع تركيزها اتصال عازم، فأجابت على هاتفها قائلة اهلا يا عازم بيه
-من ساعه الحفلة مشوفكيش خالص بجد زعلت...
-والله عشان الشغل يا عازم بيه بس انا مقدرش علي زعلك، ظهرت أنيابه قائلا بخبث خلاص المفروض تيجي تحضري الحفلة بكرا عندي في الفندق و نبقى نقعد نتكلم مع بعض شويه....
-تمام يا باشا... تركت رنا هاتفها و زفرت بضيق واضح ان عازم دا مش هيسيبني في حالي فعلا...

كان خلال الساعة احضر لها ملابس بجميع الأشكال و لكنه ركز  أكثر على ملابس محتشمة فتعجبت هي من ذلك و أخرجت بيجامة قطني و كانت بكم و ذات أزرار أمامية و بنطلون بيه رسومات، ارتديتها و توجهت إلى الفراش لكي تنام و استيقظ في منتصف الليل، فركت عينها و نظرت إلى الساعة "انا نمت كتير اوي" و شعرت انها تتضور جوعا فهي لم تآكل شي و خرجت من غرفتها في هدوء و هبطت إلى الطابق الأسفل و لم تجده و استنتجت انه نائم، ذهبت إلى المطبخ و فتحت الثلاجة و قامت بإحضار سندويتش من الجبن و تناولته و امسكت تلك الزجاجة لترتشف منها الكثير و ظنا منها أنه عصير تعجبت مذاقه في البداية و لكن كان جيدا رغم لذعته و لكنها شعرت انها تتارنح و خرجت من المطبخ و لكنها تفاجأت به أمامها و هو تعجب إلى هيئتها قائلا نور انتي كويسه...

-اممم كويسه اوي... كانت تبدو غير حالتها الطبيعة حتى أنها لم تستطيع السير و تعثرت  قدمها  فأسرع بلف ذراعه حول خصرها و تأكد انها تناولت مشروب النبذ الذي يوجد بالمطبخ..
-انا هطلع... ابعد يده عنها و صعدت السلم بصعوبة فهي اول مره تستحي المشروب و قامت بفتح الغرفة و دلفت إليها و ألقت نفسها على الفراش، دلف سليم خلفها فتلك غرفته و قال نور روحي على اوضتك...

قامت لتقف أمامه و قالت وهو تتارنح امامه من أثر الثمالة  : لا انا هنام هنا و روح انت و لا هتعمل زي الوحش المفترس اللي بيطاردني ، استغل تلك الفرصة و لف ذراعه حول خصرها متسائلا عن ذلك الوحش و لكنها تفاجأ بردها قائلة سليم، نظر الي شفتيها التي نطقت باسمه لأول مره  و تلك رغب في تقبيلها، تخلصت نور من حصار ذراعه و شعرت بحراره جسدها و قالت انا حرانه جدا، الحمار جايب لبس كله بكم تقريبا...، و فتحت أزرار بجامتها، ازدار ريقه بصعوبة فيبدو فكرة مكوثها معه بنفس المنزل لم تكن جيدة بالمرة... ألقت نور البيجامة على الأرض و ظهر تلك البدي بحملاته الرفيعة، و لكن كانت تشعر بالحر و لكن قبل ما تخلع ذلك البدي أوقفها سليم و امسك يدها فهو لا يداري ما حدث أن ظهرت عاريه  أمامه الأن و قال بصوت اجش الجو حلو مش حر....

رفعت رأسها لتنظر لها قائله بتذمر و هي تعض على شفتيها السفلية : انت رخم اوي....، ضمها إليه و هو يحاوط خصرها و انحني لمستوى شفتيها و وضع قبلة خفيفة على شفتيها همسا أمامها وانتي حلوه اوي... نظرت له بخضرواتها اللامعة و التي ازداد بريقها لتصبح تختلط بقليل من الزرقة.. وقبل شفتيها مره أخرى بقبلة ساخنه أشعلت رغبته بها، شعرت انها أنفاس قد هربت من رئتيها و حاولت التخلص منه و رجوعها إلى الخلف و لكنه لم  يترك شفتيها بل زادت قبلته عنفا و كان يتراجع معها، و تعثرت قدمها بالفراش فسقطت عليه و سقط هو فوقها و في تلك اللحظة ابتعد عن شفتيها التي التهمهم، كان يداعب أنفه بأنفه تختلط أنفاسهم معا، تلاقت انظارهم، ابتعد عنها ليستقلي بجانبها على الفراش قائلا ما هو أنتي يا تنامي يا تقومي من هنا؟ اوصدت عينها لوهله و فتحتهم قائلة انا بكرهك اوي....و قامت تجلس، و زفر هو فمن الواضح انها فقدت صوابها كليا و لم تعلم ما تفعله و بالنسبة لها فهو يفقد صوابه أمامها...،

و خلعت ذلك البدي اتسعت حديقته فهي شبه عاريه أمامه، لم تكن المرة الأولى لرؤيتها بتلك الشكل و لكن نيران الرغبة أصبحت تحرقه من الداخل و لم يستطيع اخمادها في ذلك المرة ظل صامت ينظر إلى ثديها البارز أمامه لا يستره سوى حملات الصدر.....قامت نور و لكنه امسك يدها فهو يخشى أن تفعل شيئاً آخر و ضمها إلى صدره و قال اثبتي بقا و نامي في الليلة السودة دي... وضعت يدها على صدره العاري و قالت بخفوت انت حيوان و وحش مفترس و انا بكرهك، ظلت تهزاه بتلك الكلمات... و بعد ذلك ابتعدت عنه و استقلت على بطنها  نظر جانبه عليها و علي جسدها، لم تكون اول امرأة تكون معه و لكن لا ما ذلك الشعور الذي يسيطر عليه، قام قليلا مستندا على ذراعه و قام بتمرير يده على ظهرها، شعر برجفة جسدها و انحني ليقبلها و قام بنزع ملابسها، شعرت بحراره جسدها تزاد و تقلبت لتبقي على ظهرها و حدقت به بعينها، و لكن لم يدعها تهمس بشي و التهم شفتيها، مقبلا جميع أنحاء جسدها....

خرجت من الفيلا و كان مصطفى بانتظارها بالخارج، بداخل سيارته.. فتحت باب السيارة و دلفت و قالت صباح الخير
ابتسم قائلا : صباح القمر...
خجلت رنا و ابتسمت، انطلق مصطفى إلى مقر الشركة، كانت رنا تريد أن تحكي له عن يبدر من عازم و لكن كانت تخشى وقوعه في المشاكل و لكن لم ستخبره فسوف تقع هي في كارثة، قطع شرودها قائلا سرحانه في ايه؟
انتبهت لحديثه و قالت و لا حاجه أنا بفكر اسافر لنور...
-تمام شوفي عايزة تروحي امتى؟
ابتسمت بامتنان : شكرا ليك...
-احنا ولاد خال يا رنا و انتي زي... و لا بلاش اختي عشان لو اتجوزنا.... ضحكت رنا و قالت بخجل بعد ان احمرت وجنتها بشده طب ركز في الطريق بقا عشان نلحق  نوصل الشغل في ميعادنا....

جلست لتتناول الفطار مع زوجها و سألها سامح عن رنا و أخبرته انها ذهبت إلى العمل... ابتسمت سامح قائلاً: رنا فعلا مشيت كل حاجه مظبوط بس انا خايف عليها
-رنا بتعرف تحمي نفسها كويس و كمان متربية كويس... تنهد سامح قائلا رنا امانه في رقبتي يا نيرة و خايف تتأذي
نظرت له و قالت لكي تتطمأنه ما مصطفى معها...
-والله ربنا يستر عشان انا خايف عليهم هما الاتنين....

دلفت رنا إلى مكتبها و تفاجأت بوجود عازم في انتظارها، وضعت ابتسامه مزيفه على وجهها و قالت اهلا عازم بيه...
صافحته و لكنه امسك يدها يقلبها، شعرت بالتوتر و سحبت يدها و اتجهت لتجلس على الاريكه و هو جلس على المقعد المقابل و بدأ بالحديث قولت اجي عشان اشوفك لأنك وحشاني اوي...

ابتسمت باقتضاب فهي لا تريد المجاملة في ذلك الحديث الاذع  و اردف قائلا : الحفلة بليل و لازم تيجي...
شعرت بالخوف و لكن ان لم تذهب فسوف تخسر ما حققته منذ أيام قليلا و بدل من مواجهه عيله البنهاوي سوف تواجه عازم و قالت هاجي.... و لكن فأجهها بطلبه أن تأتي بمفردها دون اصطحاب احد و طبعا عملت من حديثه انه لا يريد مصطفى و بعد ذلك خرج ليتركها في حيره عارمه بين العمل و نجاح الشركه و بين ما يريده منها و هي تعلم أنها لم تستطيع أخبارها مصطفى بشي.

تقبلت في الفراش لتشعر انها تسند رأسها على شيئا صلب، فتحت عينها لتجد نفسها تستقلي على صدره العاري و هو يحاوطها بين ذراعه و الأدهى انها وجدت نفسها عاريه و لم تتذكر ما حدث، آخر حاجه تذكرها عندما كانت بالمطبخ، اغرورقت عينها بالدموع  و حاولت الابتعاد عنه و لكنه كان يقبض عليها بقوة و استيقظ عندما شعر بحركاتها، و قامت صاحت به قائلة بين دموعها التي تتساقط علي وجنتها ايه اللي حصل؟ انا نمت هنا ازاي؟
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الحلقة الخامسة بقلم أسماء صلاح



فرك عينه و بدأ يستوعب ما حدث و انها الان ليست تحت تأثير المشروب و قال : محصلش حاجه؟...
نظرت له بدهشه و عدم تصديق قائلة : ازاي، انا جيت اوضتك ازاي؟
تنهد سليم بضيق و قام من على الفراش قائلا حضرتك شربتي خمرة و سكرتي و دخلت الاوضه و نمتي هنا...و انتي اللي قلعتي هدومك، و دلف إلى المرحاض المحلق بالغرفة، قامت نور سريعا و ارتديت ملابسها المبعثرة على الأرض و خرجت متجه إلى غرفتها و ألقت نفسها على الفراش و ظلت تبكي...


خرج من المرحاض و لم يجدها، مشط شعره و أرتدي ملابسه، زفر بضيق فهي ممكن تتذكر ما حدث أمس..
خرج من الغرفه و اتجه إلى غرفتها التي اوصدتها من الداخل و استمع لصوت بكائها، تنهد قائلا نور مش هتفطري؟
ردت بصوت منبوح : مش عايزة و من فضلك سيبني في حالي...


ذهب سليم تارك اياها فهو من أخطأ فكان يجب عليه تركها، قعدت نور ما يقرب ساعتين في غرفتها تبكي و كانت تذكرت ما حدث بينهم، و شعرت بالخجل الشديد فهي أخطأت كثيرا بالأمس... و عزمت انها لم تخرج من غرفتها و لم تراه و لكن تعجبت من إنكاره لذلك و خرجت من الغرفة بخطوات هادئة لتنظر أن كان في المنزل أم غادر و لكن كان يبدو كل شيئا هادئا يبدو أنه غادر، نزلت إلى الطابق الأسفل و وجدت فطار موضوع على طاولة الطعام.

-طلع عنده ذوق و سايب فطار ليا، جلست على المقعد و تناولت الطعام و لفت انتباها الورقة الموضوعة أسفل الطبق فأمسكتها لترى ما بها " محصلش حاجه امبارح متخافيش و لو عايزة تروح لدكتور عشان تتأكد من كلامي ماشي، و متشربيش تاني" تذكرت نور ما حدث و تقبيله لها و الأدهى انها كانت تبادله تلك القبلة، اوصدت عينها بعنف اكيد مش دا اللي حصل شكلي بهلوس، قامت و أدخلت الأطباق إلى المطبخ و خرجت متجه إلى الدارج و لكن وجدت احد يطرق الباب ترددت في بداية المرة و لكنها ذهبت لتفتح، لتجد تلك الشقراء الجميلة و جسدها الممشوق و ثيابها القصيرة، نظرت لها من أسفل قدمها إلى أعلى رأسها....



قالت الفتاة بلهجتها الأمريكية "هل يوجد سليم بالداخل" عقدت ساعديها و إجابتها بنفس اللهجة "لا، من انتي"
-"جيسيكا و انتي"
-"نور زوجته"  تبدلت ملامح الفتاة و قالت بحزن "معذرة" اوصدت نور الباب خلفها و قالت يلا اديني حرقت قلبه عليها..
عندما غادرت جيسيكا اتصلت بسليم و أخبرته بما حدث....، تعجب سليم من ردة نور فلماذا قالت لها ذلك؟
خرجت نور لتستكشف المنزل من الخارج وكانت توجد حديقة كبيرة وحمام سباحة جلست على طرفه ووضعت قدمها بالماء، وتظهر في مخيلتها تلك القبلة التي تبادلها معا، اوصدت عينها و تمتمت بغضب و صوت مسموع حيوان...


-لسانك طويل اوي، انتفضت عندما سمعت صوته و قامت لتقف و نظرت إلى الأرض قائلة : في واحده جات تسأل عليك
-مين؟
-جيسيكا و انا قولتلها انك مش موجود...، نظر لها و قال و قولتي أنك مراتي...
توترت و زاد شحوب وجهها و قالت لتبرير ذلك : يعني واحده قاعدة معاك في البيت هتكون مين؟
-ممكن اختي، قربتي مثلا...
-مجاش في بالي و الله المرة الجاية بقا، و لو مش عجبك خليني اروح على بيتي...
-هتفضلي هنا غصبن عنك يا نور لحد ما ننزل مصر..

عقدت ذراعها قائله بتحدي ماشي يا سليم و على فكره انا قولتلها اني مراتك عشان اطفشها و لو حد جي تاني هقول نفس الكلام و اظن ان انت الخسران مش انا، فبالطبع هو من خسر فجيسيكا  حزنت منه كثيرا و هو حتى لا يبرر لها شي.
اقترب منها مما جعلها تتوتر بشدة و رجعت للخلف و كادت أن تنزلق قدمها  و تسقط في الماء، أسرع هو محاوطا خصرها "هتقعي"
-ملكش دعوه لوسمحت، ابتسم لتزداد وسامته قائلا ما انا هتعامل معاكي على انك مراتي...

كانت تحدق به كالبلهاء و فاقت من شرودها عندما شعرت بالتصاقها به و قالت بانفعال انت اصلا انسان مش محترم و سأفل و كفاية َ.... و انتبهت إلى حديثها فهي لا تريده أن يعلم بأنها تذكرت شي... و اردفت و لا حاجه...
-شكلك افتكرتي اللي حصل.... ازدارت ريقها بصعوبة و احمر وجهها مشتعلا بلهيب الخجل و حاولت التملص منه و لكنه كان يقبض عليها بشده و قالت بتوتر بالغ لا مش فاكره.....
-تنزلي المياه، نظرت له بدهشه قائلة لا شكرا مش عايزة...

-انتي اللي اختارتي على فكرة، لأن انا كنت هنزل المياه مع جيسيكا و انتي مشيتها، فالازم تبقى مكانها.... ارتبكت و شعرت بالتوتر يسير بأنحاء جسدها و قالت مكانها ازاي يعني؟
تحسس وجنتها بأنامله و قرب وجه من وجهها، مسلطا نظره علي شفتيها همسا يعني هتعمل حاجه كانت هتعملها؟ بتعرفي تعومي و لا، البسين عمقه مش كتير...
-بعرف...

اتجه إلى تلك الغرفه التي في الحديقة و خلع ملابسه و ارتدي شورت سباحه فقط... و أخذ معه منشفتين و خرج، كانت هي مازالت تقف مكانها و لم تتحرك "مش هتتدخلي تغيري" انتبهت لوجوده و قالت بتوتر اغير؟!

-اكيد مش هتنزلي بهدومك....! و تركها و قفز بداخل البسين، ابتعلت ريقها و هي تنظر له بتعجب و قامت بخلع بلوزتها و سروالها و جلست على طرفه لكي تستطيع النزول و لكن حاوط خصرها و انزلها، كان يحاوطها بذراعه مقربها منه لدرجه ان لا توجد مسافة تذكر بينهم و قال سيبي نفسك.... رمشت بعينها لتستوعب ما يقوله و قالت بخجل يصف جسدها الذي يحترق خجلا بين يده و قالت بخفوت سليم...... قطع حديثها و التقط شفتيها في قبلة عميقة و ساخنة محاوطا جسدها بين يده، لم تستطيع السيطرة على نفسها أكثر من ذلك  و هبطت دموعها ابتعد عنها و وضع يده على وجنتها، و مسح دموعها بأنامله..

كانت نور تتعجب من تصرفاته معها فهو يبدو مختلفا عن قبل
-متعيطش انا مش هعملك حاجه... و رفع ذقنها ليجعلها تنظر له كان يبدو جذاب مختلف ليس ذلك الوحش كما أطلقت عليه كان يبدو وسيما و جذابا للغاية و أيقنت انها أن لم تغادر فسوف تسقط أسيره له و هذا ما لا تريده مطلقا، و لكن  كيف  له أن يظهر بتلك الهدوء و الوسامة التي تجعل ايه فتاه تقع أسيرة في حبه و ملامحه الرجولية الجذابة...

- هتفضلي تبصيلي كدا كتير؟، انتبهت له نور و قالت بصوت خافت ممزوج بالخجل فهي مازالت متصلقه بجسده و هو يحاوط خصرها "طب ممكن تبعد؟" ابتعد عنها قليلا قائلا بعدت اهو مع ان المفروض متقوليش حاجه لأنك مكان جيسيكا.... نظرت له بضيق فهي ليست جيسيكا و لم تكون هي، هي فقط نور و تركته لتسبح باستمتاع فطالما كانت تعشق السباحة و كانت تمارسها عندما كانت في القاهرة و لكن والدها اعترض عليها بسبب ملابسها الفاضحة و طلب منها ممارسة أخرى غيرها و لكنها عندما ذهبت إلى أمريكا لتكميله مرحلتها الثانوية، شجاعتها رنا عليها و بدأ في ممارستها هما الاثنان سرا، كان ينظر لها بإعجاب فهي ماهرة في السباحة، خرجت من المياه و جففت جسدها بالمنشفة و كذلك شعرها المبتل...

خرج سليم هو الآخر  و جفف جسده و نظر لها محدقا بجسدها برغبة فهي تثير رغبته الرجولية بشده
لاحظت نور نظراته لها و شعرت بالخجل منه فهي معتادة على ارتداء المايوه لم تشعر بالخجل قط من ايه رجلا... و لكنها تشعر بالخجل منه فهو من تخطي جميع حدوه معها، و نظراته تلك التي تفترس جسدها...

-بتعرفي تعومي كويس
-اممم كنت بتدرب قبل كدا في السباحة، هننزل مصر امتى...؟ نظرت إلى عينها لترى أن ذلك الهدوء تلاشى من عينه و تحولت إلى نظرة الازدراء و الكراهية التي تعودت على رؤيتها و رد باقتضاب يومين و هنزل و لا انتي عايزة قبل كدا؟
ارتبعت من لهجته الحادة و قالت بهدوء ماشي... و قامت نور و كانت قد ارتديت ملابسها أوقفها قائلا : انا مسمحتش انك تمشي على فكرة...
وقفت نور مكانها و التفت له قائلة بص انا مش حابه طريقتك دي؟
انعقد حاجبيه في دهشه و قال و مالها طريقتي.....؟

وقفت أمامه و قالت بانفعال شويه تتكلم كويس و شويه مش طايقني و شويه عايز تبعت الصور لأهلي و على فكره انا فاكره كل حاجه انت عملتها امبارح و دلوقتي لو عايزني ابقى مكان جيسيكا فأنا مش هبقي مكان حد، و براحتك اعمل اللي انت عايزه، كلم بابا و ابعتله الصور، أو نزلها على النت و افضحني و انا همشي دلوقتي و أعلى ما في خيلك اركبه.

زفر بحنق فهو لا يريد فقد أعصابه و الا سيقوم بتحطيمها قام ليقف امامها و محدقا بتلك العينان التي تشتعل غصبا
-لو خرجتي من البيت دا متندميش على اللي هيحصل؟
نظرت له بعدم اكثار فهو فأسواء شي ارسل تلك الصور الي والدها.... و اتجهت لتذهب و لكن قبض على ذراعها، جذبها إليه بقسوة كادت تحطم مرفقها
-متحاوليش تستفزيني يا نور، و انا كلامي يتسمع غصبن عنك و على فكرة انا ممكن اخليكي معايا....

رفعت نظرها لها و ابتسمت بسخريه و قالت بنبرة لم يعتاد عليها منها و وضعت يدها على صدره العاري قائله و هتخليني معاك بصفنك ايه يا سليم بيه.....
علم أنه أخطأ بتلك الكلمة التي تفوه بها بدون وعي، فهو لا يريد سوى اذلل عيلتها....
-و انتي عايزة اني صفة؟
بعدت يدها و نظرت له بسخرية و تهكم "مش عايزة ايه صفة تربطني بيك"
لم يعلم ما حدث لكل هذه و يمكن اغضبتها كلماته و لكن كيف تتجرأ أن تنطق بذلك أمامه....

رفع احد حاجبه بدهشه تاركا يدها "و لا انا عايز صفه تربطني بيكي لأن مش واحدة زيك اللي هبصلها و اظن انك شوفتي ذوقي كويس"
ضحكت نور و تذكرت تلك الشقراء فهي كانت جميله حقا و لم تستطيع إنكار ذلك و لكن ما يقوله عكس ما يفعله..

-بأمرة امبارح و دلوقتي صح، واضح فعلا أنك مش هتبص لواحدة زيي، بس الحقيقي بقا انا بقرف منك اوي و خصوصا لما بتقرب مني لأنك مجرد حيوان و بتستغل ضعفي و قله حيلتي و الله اعلم عايز تعمل معايا ايه كمان يعني امبارح لو كنت كملت اللي عملته كانت هتبقى مصيبه، و عشان كدا خليتني اجي اقعد معاك في البيت عشان انت  مش راجل، اول مره خطفتني و جردتني من هدومي عشان تصورني عريانه و مش حقك انك تشوف جسمي سمعتني كلام زبالة زيك و انا مليش ذنب يمكن عشان عارف اني معنديش حد يحميني منك، في الحفلة بوستني و دا مش من حقك، سيبت البلد كلها و جيت هنا لوحدي عشان ارتاح منك الاقيك جاي ورايا و متجهم عليا و تجيبلي واحده ساقطة و عاهرة من اللي بتعرفهم عشان...

ولم تكمل، تنهدت مكملة انا فعلا بكرهك اوي، و انهارده اصحى من نومي الاقي نفسي نايمه في حضنك بايه حق تسمح لنفسك بكدا، مفيش علاقة تربطنا ببعض، فضلت احافظ على نفسي و انت تيجي بكل بساطة تتعدى حدودك و أنا  مكنتش اتمنى ان اول راجل يدخل حياتي أو يحصل بينا ايه حاجه يكون زيك.......... راقبها بصمت بالغ ارعبها فهي أخطأت كثيرا بما قالته... و رد عليه بهدوء قاتل
-كل كلمه  قولتيها هتتدفعي تمنها....
-هتعمل ايه يعنى؟ هتتضربني و لا هتصورني تاني و لا هتغتصبني...

نظر لها و قد اقتمت لون عيناه أصبحت مائلة لسواد و قال بنبرة تهديد ارعبتها انا ممكن اعمل ايه حاجه انتي تتخيلها فحاولي تنفذي كلامي عشان هتخسري كتير
-لو انا اختك  كنت هترضي واحد يعمل معايا كدا؟ قالتها ببراءة بالغه و حزن لامع بعينها
-كنت قتلته...
-و انا معنديش حد يقتلك و عارفه انك حتى مش هتخاف من عيلتي بس متنساش أن اللي انت بتعمله دا ممكن يرجعلك في اختك أو مراتك أو بنتك ، أشعلت كلماته لهيب النيران الذي بداخله فهو لم يتخيل تقي بذلك الموقف بتاتا  و لو كانت زوجته فقد حدث معه من قبل... حتى لو صدق الآخرين بأنها مظلومة فهو يعلم أنها خائنة...

قالت بنبره بتوسل لو سمحت سيبني في حالي و انا هعمل اللي انت عايزه.... فهي تخاف منه رغم ما تفوهت به و تخشى أن يفعل لها شيئا يذيها .....
-و تخيلي أن لو اللي عايزه انتي...... نظرت له بضيق و غادرت من أمامه
زفرت بضيق مخللا أصابعه بين خصلات شعره "ايه اللي انا بعمله دا و حيات ربنا لوريكي يا بنت السويفي....

دلف إلى الغرفة الملحقة بالحديقة و ارتدى ملابسه تاركا قميصه مفتوح، و دخل إلى المنزل و علم انها بغرفتها، زفر بضيق و دلف إلى غرفته و تمدد على فراشه.....
أنهت رنا عملها و طول اليوم تفكر بما سوف يحدث بتلك الحفلة و هل عليها الذهاب أم ماذا ظلت تفكر بذلك، دلف مصطفى اليها و قال مش يلا عشان اروحك...
-يلا، انت مسافر امتى؟
-هروحك و هطلع على البلد على طول و كلها يومين و ارجع تاني، كانت رنا لا تريده أن يذهب و يتركها، كانت تريد تطلب منه ذلك فبقاءه بجانبها يشعرها بالأمان و لكن عجزت عن ذلك فهي لا تريد أن يتأذى....

خرجت معه و ركبت السيارة بعد جانبه و كانت صامته طوال الطريق فهي قليلة الحيلة و لم تستطيع مقاومة احد...أودعته قائلة ابقى طمني عليك لما توصل... ابتسم مصطفى و قال حاضر....
نزلت رنا من السيارة و دلفت إلى المنزل و لم تكون نيرة بالمنزل و لم تكثرت لذلك فهي تريد أن تبدل ثيابها و تذهب إلى الحفلة....
و بعد ساعه تقريبا كانت على أعتاب الفيلا تتدخل و قدمها لا تتحملها إلى الداخل فهي الان وحيده و ليس معها احد، كانت تشعر بالخوف، سمعت رنين هاتفها من داخل حقيبتها، اخرجته لتجيب "نور الحمد الله انك اتصلتي"
نور بقلق : مالك بس؟

-عازم  عازمني على في الفيلا... و انا لوحدي و خايفه الصراحه....
غضبت نور لأنها تعلم بوقاحة ذلك الرجل فهي قد نالت منها و قالت امشي يا رنا....
فكرت رنا قليلا فهي تخشى أن تذهب و تخشى أن تبقى و لكنها حسمت أمرها قائلة خلاص انا همشي... و لكن فجأة وجدته أمامها فنزلت هاتفها و قالت بخوف عازم بيه....

ابتسم بمكر قائلا تعالى ندخل جواه و بعدين هنطلع للحفلة مع بعض....
رفضت بحده لا مش داخله  و انا جايه هنا عشان احضر الحفلة بس....
ابتسم بخبث مره أخرى و قال بصي يا حلوة انا عملتلك اللي طلبتي فالازم اخد حقه بقا، و هي ليله واحده مش اكتر و لا أقل،، ازدادت دهشتها بصدمه فكيف ان يكون وقاحا بتلك الشكل و كذلك نور التي مازالت تستمع للمكالمة....

-يبقى حضرتك مجنون و بعد اذنك بقا.... تفاجأت بأحد يقبض على يدها بشده و سبحها خلفه متجها إلى الداخل و تابعه عازم ، حاولت رنا الصراخ و لكن وضع يده ليكتم نفسها... اخرسي يا بت و مش عايز اسمع حسك دا....، قال ذلك الشخص و الذي يبدو من رجاله عازم  و احدي الحرس الشخص الخاصة به "عازم باشا صوتها لو طلع هتبقى فضحية خصوصا أن في ناس كتير "، أشار له عازم بأخذها إلى الغرفه و ذهب هو خلفه، كانت رنا تبكي بشده فهي لم تستطيع دفع تلك الشخص الذي يشبه الحائط...فتح الغرفه و دفعها لتسقط على الفراش، و كانت الغرفة مجهزة تمام يبدو أنه كان يخطط لذلك.... و حاصر بقبضه بيده مقيدا يدها و قدمها بالفراش، فكانت تلك الأساور الحديدية موجودة بالفعل و قبل أن يخرج قال تؤمر بحاجه تاني يا باشا...

ابتسم برضا لا أمشي انت و خلي عينك على كل حاجه تحت و انا هخلص و انزل ، و نظر إلى رنا المقيدة قائلا شوفتي خليني ازعل ازاي، هجم عازم عليها يحاول تقبيلها عنوة و لكن حاولت هي دفعها َ لكن كانت مقيده فلم تستطيع، حاولت ركله و تحريك قدمها و لكن فشلت... صفعها على وجنتها بقوه قائلا ما تتعدلي يا بت كدا......

كانت نور تتجول بالغرفة كطفل فقد طريقه و لم يجد من يساعده، فهي ليس عندها بفكرة بما سوف يحدث لرنا و لكن اكيد شيئا سي بالتأكيد فهو وقعت وسط براثن وحش...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الفصل السادس بقلم أسماء صلاح



 لم  تستطيع فعل شي، خرجت من الغرفه و اتجهت إلى غرفه سليم و فتحت الباب لتجده ممدا على الفراش و يبعث بهاتفه تبا إلى ذلك الهدوء الذي ينعم به...
-سليم ممكن تساعدني
نظر لها سليم بتعجب فكانت هيئتها مرزيه، و قالت ذلك بين صوت بكائها... قام من الفراش و قال في ايه؟
-رنا عازم خدها و مش عارفه هيعمل فيها ايه؟ و أمسكت بيده ارجوك ساعدني و انا هنفذ كل كلامك... ضمها سليم إلى صدره تعجبت هي من فعلته و لكن لم يكن غريبا عليه ذلك.


-متخافيش انا هتصرف... و اتجه ليمسك هاتفه و اتصل بسيف قائلا انت فين..
-في الحفلة اللي عاملها عازم و شريكه في حاجه و لا إيه؟
-عارم خد رنا على اوضته اتصرف و هاتها و ان شاء الله لو هقتله يا سيف فاهم، شعر سيف بتشنج أنفاسه و اوصد الهاتف و ترك الحفلة و دلف إلى الفيلا، صاعدا الي الغرفة  و وجد أحد حارسه يقف امام باب الغرفه... دفعه سيف و  كاد يفقد توازنه و لكنه تماسك قائلا سيف بيه في حاجه....
-افتح الباب دا بدل ما اخلص عليك و عليتك كلهم... نظر له بتوجس و قال بتبرجل مش هعرف...


صاح به بقوه و حاوط عنقه بيده و شعر بالاختناق و التقط أنفاسه بصعوبة هفتحه خلاص يا باشا.....
دخل سيف وجده يعتليها و هي مقيدة و كان قد مزق فستانها....
-ابعد عنها يا عازم....  التف بصدمة
-سيف انت هنا بتعمل ايه....؟ لم يشعر سيف بنفسه غير و هو يسحبه من على الفراش مسددا له اللكمات في وجهه جعلته يسقط أرضا و انحني سيف لمستواها "اقسم بربي يا عازم لو فكرت تيجي جانبها تاني هندمك عمرك كله...


لم يعلم عازم لما سيف فعل ذلك و لما يضربه و يهاجمه فجاه و الأدهى انه يقوم بتهديد و قال بصعوبة انت بتهددني انا يا سيف...
-اهااا بهددك و انت عارف كويس انا اقدر اعمل ايه؟
اتجه سيف إليها و فك تلك الأساور الحديدية و قام بخلع سترته و وضعها على جسدها لتداري فستانها الممزقة.. ظلت رنا تبكي لما تعرضت له، أخذها سيف و نزل إلى اسفل.....

-شكرا..... قالتها رنا.... امسك يدها و أخذها إلى سيارته...
-بصي هوصلك و بلاش َكلام كتير... نظرت له  بتعجب فمن انقذها هو عدوها الأكثر كرها و لكن صمتت فهي لا تريد أن تتحدث أو تقول شيئا فيكفي ما حدث لها....
-هتتدخلي البيت كدا ازاي؟ ردت باقتضاب عادي.......


كانت نور تشعر بغرابة تصرفاته و لكنها لم تجد أحد غيره أمامه حتى لم تكترث لما سوف يطلبها منها فالاهم هو رنا... كانت تجلس معه بالغرفة و كان يجلسان على الاريكه و كانت تاركه مسافة بينهم فكانت تجلس على الطرف و مازالت دموعها تسيل على وجنتها بهدوء ...و قالت بصوت خافت ممزوج بخوف مصاحب للقلق فهي لم تري منه رد على ما قالته له و طلبت منه المساعدة.... "ممكن اروح اوضتي " و قامت لتقف.... و لكن تفاجأت عندما سحبها لتجلس على فخذه و لف ذراعه حول خصرها ، شعرت نور بالتوتر و القلق مما سيفعله.... و احمرت وجنتها بشده فهو دائما يتخطى كل الحواجز... "عايزك" ابتعلت ريقها بصعوبة و أكنها جمرة من النار و قالت عايزني ازاي؟

ابتسم سليم بهدوء علي رده فعلها التي بادت بريئة للغاية و قال مش اللي انت فهمتي متخافيش، انتي بس هتنامي حضني...
اندهشت من جراءته و طلبه ذلك و لكنها خشيت أن ترفض فهو سريعا  ما يتحول و لكنها كانت تخاف منه بشده فهي تعلم أنه لم يمرر ما قالته على خير، حملها سليم  و لكنها لم تندهش كثيرا، وضعها على الفراش لتشعر بالتوتر....


دخلت رنا إلى المنزل و تسحبت على أطرافها لكي لا يستيقظ احد، دلفت إلى غرفتها و ألقت سترته على الأرض....ارتمت على فراشها و اجهشت ببكاء مرير... فلولا ظهور سيف لكانت تدمرت الان....

كان يعتليها و هي  أسفله كان الاثنان عاريان تماما ، و يقبل شفتيها بحب و ابتعد ليهمس امامهم بحبك.... حاوطت عنقه بذراعه و انا كمان بحبك و عايزك معايا..
 قبل شفتيها مره أخرى مرورا بعنقها التي التهمه بين شفتها و همس  أسفل أذنها انا مش قادر ابعد عنك اصلا.... اخذ قبلها بشوق عارم و رغبه جامحه و كانت تبادله تلك القبلات الساخنة  و تذوق جميع أنحاء جسدها التي أشتهيها...

استيقظ سليم من نومه و هو يلهث  و جبنه يتصبب عرقا و نظر لها و هي بجانبه ليشعر برغبته و لكن ما ذلك الحلم ألذي راوده للتو فهو من المستحيل أن يحبها أو ينطق بتلك الكلمة، زفر بضيق قائلا أيه احلام المراهقة دي بقا؟
و لكن فجأة وجدها انتفضت و استيقظت و نظرت  له و كأنها تريد أن تتهمه بشي ما، نظر لها قائلا في ايه اللي مصحيكي؟
نظرت له نور بتوتر و قالت مفيش كنت بحلم بكابوس.... تعجب سليم قائلا اممم و انا، انتي كنتي بتحلمي بايه؟
حدقت به و اتسعت عينها بدهشه فهي لا تستطيع أن تحكي له ذلك الحلم و قالت بتلعثم حلم وحش و خلاص وانت...

-كابوس لو اتحقق هتبقى مصيبه سودة... نظرت له و قالت بشماتة  ياريت تتحقق...
ضحك سليم بشده ادهشتها لأنها أول مره تراه يضحك و لما ضحك من الأساس فهي لم تقول شيئا مضحكا نظرت له بتعجب قائلة في ايه؟
-اصلك لو عرفتي المصيبة مكنتش هتقولي كدا....
نظرت له بتعجب فهل راوده حلما مثل حلمها و قالت احكيلي الحلم طيب؟

-طب ما تحكي انتي، زفرت بضيق بطل رخامه و احكي...نظر لها سليم و قال بصي الحلم كنا...
تعجبت من تلك التي تعنى جمعهم معنا و قالت كنا بنعمل إيه؟
-بصي هو انا مش هعرف أقولك.. نظرت له بحيره و زاد فضولها لمعرفه ما رآه في ذلك الحلم  قائلة قول...
-كنا مع بعض... تعجب قليلا و سألت قائلة مع بعض ازاي؟

-هي ليها كام طريقه بصي هو كابوس  وحش و خلاص.... نظرت له بدهشه فهل هو  مثل حلمها تماما و قالت و انت قولتي انك بتحبني... و انا ردت عليك صح، نظر له و اعتلت الابتسامة على ثغره قائلا يا شيخه يعني دا اللي شغلك بالك في الحلم كله؟ خجلت بشده و قامت من على الفراش و قالت على فكرة انت قليل الادب و بعدين ايه الحلم دا؟
-ما هو انا مثلا قليلا الأدب، انتي حلمتي به ليه؟

-مستحيل اصلا، من سابع المستحيلات... دا مجرد حلم عادي....
-عندك حق مفيش احلام بتحقق احنا هنزل مصر بكرا، نظرت له بتعجب متسائلة ليه؟
-عادي...كانت تخشى  منه فهو اكيد ينوي على شي عندما نزوله مصر و قالت انا رايحه اوضتي...، نظر لها و قال بخبث طب ايه مش هتحكي الحلم؟
-ما هو نفس الحلم بتاعك تقريبا؟، نظر لها و قام ليتجه لها "طب ايه مش عايزة تحققي الحلم"
ابتلعت تلك الغصة و احمرت وجنتها بشده... لا مش عايزة...

-لو مش عايزة مكنتش حلمتي به، شعرت بجفاف حلقها و قالت بتوتر لا طبعا، هنسافر امتى؟، ابتسم و لكن بداخله كان لا يريد أن يذهب من هنا؟ و قال بكرا الصبح....
-ماشي بس انا محجزتش...
-هنسافر بطيارتي...... نظرت له بتعجب و ادارت ظهرها له و تمتمت في سرها مش لازم تعرفنا انك غني.....
-سمعتك على فكره.. وقفت مكانها و التفت له طب عايزة اروح البيت عشان اجيب حاجاتي من هناك
-ماشي قبل ما نسافر هوديكي....

نظرت له و قد لامعت عينها قائلة هو هيحصل ايه لما ننزل مصر؟..... تنهد سليم فهو لا يعلم بما سيحدث و قال بحيرة مش عارف، و روحي حضري نفسك....
-هتاذيني؟  
- امشي يا نور، و ساعتين تكوني مخلصة ... خانتها دموعها و تساقطت على وجنتها.....و خرجت من الغرفه
تنهد سليم فهو لا يريد ايذائها و لكن مستحيل ان يحب ابنه عيله السويفي و نفض تلك الأفكار و بدأ لتحضير نفسه لاستعداد لسفر مع طلوع الشمس...

استيقظ مصطفى و هبط إلى أسفل و كانت فاطمه تحضر الفطار على المائدة ، قال بصوته الرجولي الرخيم صباح الخير يا عمتي....
ابتسمت فاطمه و قالت صباح النور، اقعد عشان تفطر يا ابني.... سحب مصطفى مقعد و جلس و سأل عن  الباقي...
-زين و مازن فوق و ابوك خرج من صباحية ربنا....

-في حاجه حصلت و لا إيه؟.... جلست فاطمه قائلة جدك عبد الحليم عايز ياخد بالتار.... تنهد مصطفى بضيق "والله يا عمتي انا عارف ان عمتي صفيه هي اللي ورا كل دا و دمها محروق من اللي حصل زمان و زادت بموت محمد اخويا و بعدها عمي شرف
قالت بقله حيره والله يا ابني انا خلاص مبقتش فاهمه حاجه و خايفه على مازن و زين... و رنا اللي في مصر و مش عارفه عنها حاجه...

رتب على ظهر كفها لكي يطمنها متخافيش يا عمتي كل حاجه هتبقى كويسه بإذن الله
-عمتك صفية مش هتسكت غير و هي مخلصة على العيلة...
-خابر زين والله بس لازم نحل كل حاجه جبل (قبل) ما تحصل كارثة.....
- ربنا يستر يا ابني و انا بفكر اروح أبلغ و اتهمهم في موت شرف و نأخد حقنا بالقانون، تنهد بيأس و قال و لا هنعرف نعمل حاجه يا عمتي بإشارة من سيف البنهاوي يخرب كل حاجه

دلفت تقي إلى رغدة و هاجر في غرفتهم بعد أن طرقت الباب....و فتحت الشرفة و يتسرب ضوء الشمس الساطع إليهم
فركت رغدة عينها بملل قائلة بصوت ناعس  ليه كدا يا تقي؟
ابتسمت تقي "يا اختي احنا بقينا الضهر و انتم نايمين"، تقلبت هاجر في الفراش و قامت قائلة انتي رخمه والله....
ضحكت تقي و قالت طب يلا يا اختي انتي و هي توحيده و منيرة جلبين  (قلبين) البيت ترويق و تنفيض
زفرت رغدة بضيق ونبي امي و امك غاويين هدت حيل و خلاص...
-هو سيف هيجي امتى..؟

-مش عارفه والله بس احتمال بكرا... وحشك و لا إيه يا جوجو... ابتسمت هاجر و قالت يا اختي أخوك دا جبلة دا عمره ما اتصل بيا و جالي (قالي) اتوحشتك يا هاجر...
ضحكت رغدة و تقي عليها.... و قالت تقي "ظبطي نفسك انتي بس، و بعدين انتي حتى تقعدي قدامه و الطرحة و العباية حاجه تسد النفس الصراحه....
زمت شفتيها و قالت يا بنتي انتي اتخبلتي عاد ما هو انا مش هعرف اقعد غير أكده، عشان سليم و معتز و ابوكي و ابويا
-انتي مراته و بعدين اتلحلحي كدا.....، خلت اصابعها بين خلاصات شعرها و قالت يعني هعمل ايه عاد اروح ابوسه من بوقه...

قالت رغدة و هي تغمز لها صحيح يا هاجر انتي بوستي سيف قبل أكده... أحمرت وجنتها بخجل و قالت لا يا اختي اهمدوا انتم الاتنين، و واضح أنك فأيقين و رايقين.... انا هنزل اشوفهم بيعملوا ايه....؟

بداخل الطائرة الخاصة بسليم كانت نور موصده عينها و تضع سماعات الأذن... نظر لها سليم و ابتسم، اخرج من حقيبته تلك الاسكتش و بدأ في رسمها، فهوايته المفضلة هي الرسم و ذلك كان دائما يبدع في رسوماته المعمارية، لم يفعل ذلك مع ايه شخص قط، انتهى من الرسم  و استيقظت نور و فركت عينها  و قالت احنا وصلنا و لا لسه؟

وضع الاسكتش في الحقيبة و قال لسه قدامنا خمس ساعات.... زفرت بضيق و تأفف انا زهقت بقا...
رد عليها ببرود معلش... نظرت له بضيق و قالت هو انت منمتش....
-لا.... عقدت حاجيبها و قالت شكرا...
-على ايه؟

-عشان رنا، تنهد سليم و قال اممم ماشي....، أتيت المضيفة و قالت بدلال سليم بيه اجيب لحضرتك قهوة...
نظرت له نور بضيق... لم تعيرها الفتاة اهتمام...
ابتسم سليم لها و اومأ له إيجابا...،  كانت نور لا تطيقها منذ أن صعدت على متن تلك الطائرة و ودت أن تجذبها من شعرها القصير و نظرت لها الفتاة بعدم اكثار و حضرتك هتشربي حاجه....؟

ردت عليها باقتضاب اهاا قهوة زي سليم... استغرب الفتاة من لفظها باسمه بدون ألقاب و غادرت...
نظر لها سليم و قال بتكلمها وحش اوي على فكره و بعدين انتي بتقولي سليم كدا....
نظرت له نور بضيق و لوت شفتيها خلاص هقولك يا اونكل سليم... و قامت لتتدلف إلى الحمام و قامت بتعديل هيئتها و وضعت حمرة الشفاه بلون النبيتي القاتم الذي أبرز جمال شفتيها و قامت بفك شعرها....

كانت تقدم له القهوة و كانت تميل عليه بشده، قالت نور بعصبية مش خلصتي؟....
انتبهت لها و اعتدلت و قالت بحرج ايوه ثواني هجيب القهوة لحضرتك، نظرت لها باقتضاب و اتجهت لتجلس في المقعد المجاور له.... كان سليم يتعجب من تصرفاتها و لكنه لم يهتم لذلك......زفرت نور بضيق و قالت هي أخرت قهوتي ليه؟
ابتسم سليم و قال مش عارف.... أخذت نور الفنجان من يده و ارتشفت القهوة.... نظر له بغيظ و قال انتي عملتي ايه؟

-عشان قهوتي اتاخرت و عشان تحترم نفسك .... و  وضعت الفنجان على الطاولة بعد أن انتهى منه و قالت انا هروح اقعد مكاني بقا و اسيبك تنتظر قهوتك....
وضع قدم لكي يكعبلها و اختل توازنها و سقطت عليه، حاوط خصرها.... و قال لسانك دا هقطعه... حدقت به و قالت متقدرش.... ابتسم و نظر على شفتيها و مرر انامله عليها قائلا بلاش.... حاولت التخلص من حصاره و قالت سيبني..... اقترب من شفتيها لكي يقبلها... و ابتعد عنها، نظرت له بحده على فكرة انتي..... قبلها مره أخرى، معتصرا شفتيها بين شفتيه بعنف... و ابتعد عنها عندما تحممت الفتاة،...ابتعدت عنه و شعرت بالإحراج و جلست..

-اسفه.. القهوة... وضعتها و غادرت مسرعة
-على فكرة مينفعش اللي انت عملته دا...؟
التفت إليه  و أخذ منديل ورقي و قام بمسح احمر الشفاه الذي لطخ فمها اثر قبلته و قال ما هو دا اللي هيحصل كل ما تطولي لسانك....
-والله... وضع سبابته على شفتيها "اسكتي"... صمت و قامت...
-اقعدي..... نظرت له بضيق.... أشار على المقعد... جلست مرة أخرى يضيق... و أمسكت هاتفها تبعث به بملل...
-هتروحي.....؟

-اهاا اكيد مش هاجي معاك البيت يعني...؟!! قالتها و هي مازالت تبعث بهاتفها....
-عادي يعني لو عايزة دا... نظرت له باقتضاب متشكره و ياريت بقى مشوفكش تاني....لوم فمه باستنكار و قال انا مش عايز اشوفك بس هعمل ايه بقا ظروف و بعدين لسه قدامنا كتير اوي.....خفق قلبها بخوف و قالت طيب....

كان سامح يجلس بمكتبه و يتفحص الإنترنت و صعق بما رأي... صوره لسليم و نور أمام جامعتها، و مكتوب عليها علاقة رجل الأعمال المشهور سليم البنهاوي بفتاة جديدة.... القي الهاتف على المكتب و فك ربطة عنقه لشعوره بالاختناق........ و اتصل بالمطار ليسال عن ميعاد وصول الطائرة و لكنه لم يجد حجز باسمها... خرج من المكتب و ذهب إلى منزله....

رأي سيف تلك الصورة على الإنترنت هو الآخر و اتسعت حديقته بدهشه "نهار اسود"..... و اتصل بسليم لكي يخبره و لكنه وجد هاتفه مغلق و لم يستطيع الوصول له...
وصلت نور إلى المنزل و سلمت على والدتها و عناقتها و كذلك رنا... دخل سامح من المنزل و اتجه إليها و لكنها تفاجأت نور بصفعه لها بقوه... نظرت له و قد الدموع في عينها... صاح بها بقوه و قال ايه علاقتك بسليم البنهاوي...

اتسعت عينها بشده عندما سمعت اسمه فوالدها أن علم شي بما حدث سوف تكون كارثه.... تعجبت رنا و نيره بشده و خشيت رنا يكون علم شي و قالت تقصد ايه يا خالو؟ رفع يده لكي يمنعها من التحدث و قال مش عايز اسمع صوتكم... و جذب نور من شعرها و قال انطقي ايه علاقتك بسليم و ازاي تعرفي.....؟ بكت نور بشده و قالت معرفش...

شد على شعرها اكثر قد يقتلع بين يده و قال اومال ايه صورتك معها قدام الجامعة دي؟ و جيتي من امريكا ازاي؟
اقترب نيره منه و وقفت حاجز بينهم و قالت خدها على فوق يا رنا... و اردفت هتموت البت في ايدك يا سامح في ايه
سامح بعصبيه و غضب بنتك تعرف سليم أنتي عارفه يعني ايه؟ و الصور دي على النت يعني فضحتنا هتبقى بجلاجل
-الصورة مفهاش حاجه لكل دا.... صاح بصوت عالي و قال ازاي مفهاش حاجه بنتك على علاقة بسليم البنهاوي..

-انت مكبر الموضوع دي صورة عادي و هما في الشارع مش في اوضه النوم يا سامح....
-كنت قتلتها.....
تركته نيره و صعدت إلى غرفة نور... كانت نور تبكي بشده...
-خلاص يا نور متخافيش... نظرت لها و قالت انا معملتش حاجه والله يا ماما.... اقتربت منها و ضمتها إليه و رتبت عليها متخافيش يا حبيبتي....

وصل سليم إلى منزله و وضع هاتفه على الشاحن و بعد ذلك فتحه و كان سيف قد أرسل له الصورة على الواتس....
اتسعت حديقته بدهشه و اتصل بسيف "الصورة دي انتشرت امتى؟ و ازاي"
-مش عارف والله انا لسه شايفها دلوقتي، اتصرف يا سيف و امنع نشر بايه تمن  و اعرف مين اللي عمل كدا...
-تمام انت فين؟
-لسه داخل البيت من شويه...، زفر سليم بضيق و قلق على نور التي علم أنه من الأكيد أن ذلك الخبر وصل إلى والدها.

خرج حسن من المصنع و كان يسير في طريق منزله و لكنه تفاجأ بمرور سيارة من جانبه و قامت بإطلاق النار عليه.... سقطت حسن أرضا...
ترك عبد الحليم الهاتف و قال حسن البنهاوي اتقتل يا بنتي، حق اخوكي رجع....سعدت صفيه و لكنه لم تعلم أنها تلك سوف تكون بدايه تحطيمهم.
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول البارت السابع بقلم أسماء صلاح



رأيه احدي المارين بالشارع و قد أخبر الإسعاف و سرعا ما وصل الخبر إلى منزل البنهاوي... هرول سالم بسرعه ليذهب إلى المستشفى و أخذ معتز معه ، وضعت توحيده حجابها على رأسها و خرجت لم تسطيع منيرة منعها فهي انهارت عندما عملت بمقتل زوجها، و خرجت خلفها منيرة و تابعتهم البنات....
كانت تقي تحتضن والدتها و تبكي بشده.... و تحاول منيرة تهدئتها و كان معتز بيحاول الاتصال بسيف أو سليم...


انا خايفه أوي يا رنا بابا لو عرف حاجه هيقتلني... ظلت رنا ترتب عليها فنور لم تكوف عن البكاء منذ أن علمت بما حدث و ظنت أن سليم من فعل ذلك... و اردف فاكره جو اللي كان في معايا طلب يتجوزني انا بفكر اوفق و اهرب، سليم مش هيسيبني في حالي يا رنا..... و اجهشت في بكائها لم تجد رنا ايه فكرة لتحل تلك الكارثة التي حلت بهم..... و فجأة فتح سامح الباب و دخل، اختبت نور خلف رنا لكي تحتمي بها....
-انتي على علاقة به امتى..؟
-معرفش حاجه عنه.... صرخ بها كدابه يا نور.... و اكمل اقسم بالله ما انتي خارجه من البيت... لحد ما تنطقي...


كان سيف أنهى ذلك الحوار و منع نشر الصورة و لكنه تعجب من اتصالات معتز و هاتفه قائلا "ابوك اضرب بالنار يا سيف" اتسعت مقلتيه بشده و بغضب و اقفل الخط و ذهب إلى منزل سليم، طرق الباب بقوه... فتح له و قال في ايه؟
-ابوك في المستشفى، اضرب بالنار....
ارتدى سليم ملابسه علي الفور و سافروا إلى قنا بطائرتهم الخاصة و وصلوا إلى هناك...

-ايه اللي حصل قالها سيف بغضب مكتوم... رد عليه سالم مخابرش يا ابني لحد دلوقتي مخرجش من جوا...
كان سليم يسير في الطريقة ذهابا و إيابا فهو أن رأى احد منهم سوف يقوم بقتله في الحال.... خرج الدكتور و كانت علامات الاستياء تملو وجه و قال بحزن بالغ الاصابة أثارت على الحبل الشوكي و دا أدى إلى شلل...
صعق الجميع من تلك الكلمة و صرخت توحيده و لطمت خديها.... تعالت أنفاسه و قال يعني مفيش امل انه يمشي تاني...
-اكيد فيه بس صعب...



جلس سالم علي المقعد فهو شعر بتخدير بجميع أطرافه و دفن وجه بحزن...، وقف سليم مثل التمثال لا يعلم ماذا يفعل أو بمن يبدأ...و قال معتز بانفعال والله لأقتلهم....
خرج من غرفه العمليات و سمح لهم بالدخول.... عندما فاق حسن شعر بتخدير قدمه و اكنها لم تكون موجودة و كانت توحيده و تقي يبكيان بحرقه نظر لهم و قال في ايه عاد انا كويس...
تنهد سالم بحزن و رتب عليه قائلا اكيد يا اخوي....

-عبد الحليم السويفي هو اللي عمل كدا...، بس هو ليه مش حاسس برجلي....
ابتلع سيف تلك الغصة و قال حصل مشكله بسبب الإصابة و.... قطعه حسن بصدمه و عجزت...
رد سليم بحزن ما عايش اللي يعجزك يا أبا....، طلب منهم حسن أن يتركوا بمفرده..... لبي الجميع طلبه و خرجوا...
-عمي خد امي و مرات عمي و راحوا....


-مش ههمل اخوي عاد... زفر سليم بحنق و علت نبرة صوته ملهاش لأزمة القعدة... انا لازم اشرب من دمهم، اقتربت منه رغدة و قالت بحزن و الدموع تملي عينها خلي بالك على نفسك يا ابن عمي.....، اخذ سألم الحريم و غادر....
نظر سليم إلى سيف و معتز و قال طبعا عارفين ايه اللي هيحصل...؟
-بكرا هنسمع خبر حد فيهم...... و سمعة العيلة هتبقى في الأرض...

تنهد سيف قائلا عايزين كل حاجه تبقى في التمام يا معتز..، كان سيف يريد قتلهم و لكن تدميرهم بهدوء يبدو أفضل
غادر سليم و تركهم، و ظل يسير في الشارع و لم بعرف وجهته و لكن قادته قدمه إلى زيارة قبر شقيقه...، جلس بجانب القبر و قال ابوك اتشل يا فادي و شعر بتلك الدمعة التي سارت من عينه انا مكنتش عايز انتقم منهم، قولت كفايه اللي حصل بس دلوقتي لازم اكمل... حقك و حق ابوك هيرجع، هنتقم منه و كلهم هيدفعوا التمن... و قام من عنده و مر من جانب عيله الدمنهوري و نظر عليه باستياء لتظهر بمخيلته ميادة التي أحبها و تزوجها و لكن خانته..."كله كان بسببك"
أشرقت شمس اليوم التالي و خرجت ندى في الصباح الباكر لكي تذهب إلى جامعتها.... و لكن تفاجأت بأحد يكتم أنفاسها من الخلف...

و استيقظ صالح على خبر حريق أرضه... ارتدي ملابسه و خرج بسرعه لكي يرى ما حدث... ذهب زين و مصطفى خلفهم، كانت الأرض نشب بها الحريق و فقد مخزونها، تنهد صالح و قد علم أن ما فعل ذلك هما... و قال منك لله يا عمي انت السبب، انفعل زين و قال و رحمه اخوي لعلمهم الأدب... امسكه مصطفى و قال مش عايزين خسائر يا زين...

نزل مازن من غرفته فهو كان يشعر بسعادة عندما أخبره جده بمقتل حسن بالأمس و لكن أخبرته فاطمه بمن حدث، لتذهب تلك الفرحة و يتحرق من داخله و خرج تاركا المنزل....

صرخت ندى بقوه و قالت حرام عليك سيبني امشي من اهني، نظر لها معتز بضيق و غل و قبض على شعرها بقوه اخرسي يا بت و مش عايز اسمع حسك فاهمه....ظلت ندي تبكي بصمت فهي ليس ليها ذنب بما حدث...

قلقت صفية من تأخير ندى فهي كانت تأتى قبل إذن العصر، دلف عبد الحليم إلى المنزل...هرولت ايه و قالت ندى اتاخرت قوي يا ابوي... جلس و قال يمكن مواصلات، حسن اتشل و حرقوا أرض صالح... ندبت صفيه قائلة يا حزني طب و ندى بنتي....
-مخابرش هتلاجيها (هتلاقيها) اتاخرت في المواصلات.

أخبر صالح كل شي لسامح، و نبه عليه بأن يظل بالقاهرة... سمعته رنا و وضعت يده على فمها لتكتم شهقتها فهي تخشى على شقيقها و مصطفى... و صعدت إلى نور و اخبرتها قائله حسن ابوه سليم اتشل و شكلها هتكون خراب يا نور
سمعت نور تلك الأخبار و بدأت في البكاء فهي تعلم أن تلك الكارثة التي تأخذها معها....

دقت الساعة السابعة مساءا و لم تأتي ندى كان القلق يقتلها من الداخل فهو لم تعلم أين ذهبت ابنتها و ماذا حدث لها و خرج عبد الحليم و صالح لبحث عنها و لكنه كان بدون جدوي،  وكذلك مازن و زين....
دخل مازن إلى المنزل و قال ملهاش إثر يا عمتي.... صرخت صفيه بقوة يعني ايه بنتي راحت فين؟
حاول مازن أن يهدئها و لكن اوقفته رساله، فتحها و قام بتحميل الفيديو لتتسع عينه بصدمة بالغة و سقطت الهاتف من يده، نظرت له صفيه و قالت بقلق ايه يا ابني؟

ابتلع مازن تلك الغصة و لم يستطيع التحدث، فقد انعقد لسانه مما رآه... لطمت خديها و جثت على ركبتيها ما ترد عليا يا ابني؟، دخل عبد الحليم و صالح إلى المنزل و كانت ملامح الوجوم تملو وجههم نظرت لهم بعينان حائرة  بنتي حصلها ايه؟
رد عبد الحليم بجمود انسى بنتك خلاص يا صفيه..... لم تفهم ما قوله  و قالت بغضب بالغ انت بتقول ايه يا ابوي
-بنتك ماتت خالص... صاحت بيهم بقوه و صرخت لا بنتي ممتيتش لا........ رتب عليها مازن و قال البقاء لله.

-حصلها ايه يا ابني قولي؟.... نظر لها مازن بيأس و قال في حد يعتدي عليها و بعتلنا الفيديو... و اللي بقي على كل تليفونات أهل البلد كلهم..... ابتلعت ريقها بصعوبة و سقطت على الأرض...
ذهب صالح إلى منزله و هو يشعر بالنكسة و الانكسار، نظرت له فاطمة و قالت اللي شوفته دا صح؟

هز راسه بانكسار عيله البنهاوي قضوا علينا يا فاطمه.... بكت فاطمه على تلك الفتاة المسكينة التي لم تفعل شي و قالت ببكاء ليه؟ هي ندى عملت ايه؟ رتب عليها صالح بيأس العوض على الله، اتصلي باخوكي.... و خلي ياخد باله زين من البنات.... اتصلت سريعا و أخبرته بما حدث و طلبت منه أن يرسل رنا و نور إلى الخارج....
غضب سامح عندما رأى ذلك الفيديو و قال زودتها اوي يا ولاد البنهاوي... نظرت له نيرة و قالت خير.

-خطفوا ندى و اعتدوا عليها و دمروا سمعتها، خبطت نيرة صدرها بصدمه و قالت ازاي؟ لم يرد عليها و صعد إلى غرفة نور وقال جهزوا نفسكم عشان هتسافروا أمريكا.... نظرت له نور بتعجب و كذلك رنا و التي سالت قائلة ليه...؟
-من غير ليه.. و خرج و تركهم.... شعرت نور بالقلق يحتج قلبها و نظرت إلى رنا وقالت اتصلي بمصطفي أو مازن يا رنا، فعلت ما اخبرتها به و لكن ذهلوا بما استمعوا إليه اصدمت نور بخوف فيعني ذلك أن سليم سوف يعمل معها ذلك و ارتجف جسدها بخوف...، و كذلك رنا شعرت بالخوف فيبدو أن اللعبة لم تكن سهله كما ظنت.

دخل سليم إلى غرفه والده بالمستشفى و قال الدكتور قال انك ممكن تخرج....
-و لا مخرجش ما انا كدا هفضل جاعد (قاعد) على الكرسي، تنهد سليم بحزن و قال هتعمل العملية و هتبقى كويس
-ناري مش هتبرد غير ما اخلص منهم... نظر له سليم و قال و دا اللي هيحصل يا حج....
بالخارج كان يجلس سيف و معتز.... و قال سيف ظبط كل حاجه
-الضحية بقيت بجلاجل و لسه الدور الجاي على بنت سامح و شرف...نظر له سيف وقال لازم يدمروا كلهم...

لم تغفل عينها قط فهي ظلت ماذا سيحدث لها، و ظلت تبكي طوال الليل و تتمني أن تغادر بسلام... و لكن دائما لا يحدث ما نتمناه... في اليوم التالي أتاه اتصال منه يخبرها أن تذهب إليه و الا سوف تحدث ما لم تتوقعه و لحسن حظها كان لم يوجد أحد بالمنزل ، جمعت نفسها و ذهبت إلى العنوان الذي أرسله لها و كان شقة في احدي أحياء أكتوبر الفاخرة صعدت إلى الشقة بخوف و طرقت الباب بيدها المرتعشة و عندما فتح لها احست بالخوف يهز كيانها بالكامل  عندما رأيته عاري الصدر و قال ادخلي...،

دلفت بخطواتها البطيئة  و تشاهد تلك الشقة الفاخرة و اثاثها الباهظة و لم ما يهم في الأمر هو فماذا يريد منها، جلس على الاريكه و أشار لها بجلوس و قال طبعا انتي عايزة تعرفي انا طلبتك هنا ليه؟ نظرت إليه بدهشه فهي تخشى وجودها معه و قالت ليه؟، نظر لها و قال  اكيد انتي خايفه ابوكي  و اظن ان لو انتي مش خايفه مكنتش هتيجي هنا و خصوصا بعد اللي حصل لندي ؟، لم تفهم نور ما يريد و قالت انت عايز ايه يعني؟

-عايزك، رمشت بعينها فهي لم تفهم تلك الحديث و لكن اكيد نيته لم تكون جيدة بالمرة، نظرت له و قالت مش فاهمه؟
تنهد سليم و قال يعني انتي مش فاهمه؟، توترت فهي الان فهمت معنى ذلك و لكنها يستحيل أن تفعل ذلك و ان تسلم نفسها لهذا الوضيع و قامت لترفض ذلك بشده مستحيل فاهم....

لم يتحرك من مكانه و قال لو دا محصلش الصور هتروح لابوكي، جلست مره أخرى و قالت بضعف بس....قطعها بحده أظن أن كلامي واضح كفاية و القرار في ايدك؟، لما يطلب منها ذلك الآن فهو من الممكن أن يخطط لشي آخر و لكن تتركه  و ترحل و لا تعبئ لتهديده و ام تنصاع لأوامره الوضعية، قامت نور قائلة ابعت الصور احسن و همست لمغادرة و لكنه قبض على يدها بشدها و جذبها إليه لتلتصق بصدره العاري محاوطا خصرها باليد الأخرى شعرت بهروب الدماء من وجهها و تخشب جسدها، قرب وجه من وجهها قائلا انتي فاكره انه بمزاجك.... انتفض جسدها و شعرت بارتجاف جسدها  و قالت انا معملتش ليك حاجه حرام عليك...

-اهلك السبب، و انا بصفي الجديد و القديم، ترقرت الدموع بعينها و قالت انا مالي....؟
نظر لها بضيق رفع يده الأخرى ليجدبها من شعرها و قال بغضب بطلي  تمثلي  انك بريئة و انتي زبالة زيهم، و بعدين ما انتي كنتي معايا هناك و لا دلوقتي عامله فيها محترمة.....، رمقته بصدمة و قالت سيبني.....
-مش قبل لما ابوكي يجي و يشوفك نايمه معايا.... نظرت له بخوف و لم تنطق... زمجر قائلا قولتلك بلاش تمثيل، ادخلي جواه، ظلت واقفه تفرك يدها و يرتجف جسدها، أشار على الغرفة و صاح بغضب ادخلي جواه....

اتصل بسيف قائلا جبتها، هيبقى قدامه قد ايه و يوصل...
-ساعه او اقل مش عارف المهم انت....
-لا مستحيل اعمل حاجه زي كدا، بس عايز اقضي على سامح للأبد....
-بس خد بالك ليقتلك... ترك هاتفه و تنهد بضيق و قال بتوعد والله لأعملك الأدب يا نور.... دخل إلى الغرفة وجدها جالسة على الأرض و تتضم ركبتيها إليه صدرها  و تبكي بهدوء لم ينكر أنه يرق قلبه لها و لكن تصرف عكس ما بداخله و قال هتفضلي تعيطي كتير.....

نظرت له بعينها الدامعة و دفنت وجهها، اقترب منها و عندما لمس يدها ابتعدت عنه و قالت بصراخ ابعد عني..... زمجر سليم و قبض على شعرها ليرفع وجهها له و قال بحدة هو انتي فاكره اني هموت عليكي، انا بعمل كدا عشان اخد حقي عيلتي بس... نظرت له و قالت و حق مراتك الخاينه مش صح... فقد أعصابه و قام بصفعها على وجنتها بقوة جعلت الدماء تسيل من فمها، و قبض شعرها و قومها و قال والله لكرهك في نفسك.. و دفعها لتسقط على الفراش و تشعر بالألم في ظهرها ، اقترب منها و جث فوقها و قال كل كلمه هتتدفعي تمنها فاهمه... و قام بتمزيق ملابسها و ثبت يدها الاثنان لكي يمنعها من الحركة، ظلت تبكي و تتوسل له بأن يتركها.... نظر لها و ظل يحدق بعينها و قال اسكتي...

ابتلعت ريقها و قالت بخفوت ارجوك سيبني يا سليم.... انحني ليقبل شفتيها و تراخت قبضة يده عليها... و قال انا.... و لم يكمل و كان في تلك اللحظة وصل سامح الذي كان يقف مصدوم و شعر بتسيب أطراف جسدها.... قام سليم و نظر له بشماتة فتكفي نظرة الانكسار التي رآه بعينه، شعرت بأنها على وشك أن تفقد روحها و ظلت دموعها تسقط بغزارة، اخرج سامح سلاحه و قال لازم اقتلك...، ارتجفت نور فذلك السلاح في اتجاها... و صاح بسليم قائلا خلاص يا ابن البنهاوي دمرتنا مستني ايه تاني، هتخليني اقتل بنتي بأيدي و اردف قومي معايا.... كانت نور تعلم انه سوف يقتلها أن غادرت.

-مش هتاخدها..... نظر له سامح فهو يريد قتله هو الآخر و لكن يعجز عن ذلك وقال لو مقومتيش معايا، ولا هتبقى بنتي ماتت، نظرت له بحزن و لكنها لم تجد شي لتقوله، حتى أن ماتت فهي لا تريد أن يقتلها والدها، خرج سامح الشقة و هبطت دموعه فالان قد خسر ابنته إلى الأبد....
بكت نور بشده، فالان فقد أهلها و قد تبر منها والدها و نظرت له بكره و قالت ارتاحت كدا صح....؟... نزل الصور ولا اقولك كمل و اعمله فيديو زي ما عملتوا في بنت عمتي.....
نظر لها بهدوء و خرج من الغرفة، ارتدى قميصه و غادر.....

كان سامح يقود سيارته و يتذكر رؤية ابنته، اتصدم بسيارة أخرى في حادث سير مروع... و انتقل إلى المستشفى و وصل الخبر إلى نيرة...

قامت نور و ارتديت ملابسها و خرجت من الغرفة و أمسكت هاتفها و أجابت على رنا "خالو في المستشفى يا نور عمل حادثة انتي فين.؟" اوصدت نور المكالمة و قفلت هاتفها... انا السبب... و خرجت من الشقة

اوصل سيف والده إلى المنزل و قال البيت منور يا حج، ابتسم حسن بيأس... اتجهت تقي ناحيه و انحني لتقبل يده و قالت حمد الله على سلامتك يا ابوي....
-عمك فين....
-راح الشغل... تنهد و قال دخلني الأوضة يا ولدي، كانت تقي جهزت الغرفة التي بالدور الأرضي لكي يمكث بها والدها، و بكت عندما رأيته في تلك الحالة.....

ذهب سليم إلى الشقة و لم يجدها بها شعر بالقلق و لكنه تجاهل ذلك، فهي لا تهمه بشي، و اتصل بسيف لكي يطمن على والده و أخبر سيف انه بخير و قد تقبل الوضع.... قفل معه و كان عقله يجبره على التفكير بها، و زفر بحنق...

اتصلت نور بصديقها و قالت انا موافقه اتجوزتك، سعد كثيرا و قال انتي فين؟
-في القاهرة و اجي بكرا...
-انا في القاهرة كنت يزور بابي هبعتلك عنوان الشقة.....، ذهبت إلى العنوان و فتح له و لكنه تعجب من هيئتها الذابلة و قال مالك يا نور؟
ابتسمت بوهن مفيش هترجع امتى.... رد عليها و قال لما نتجوز هنرجع مع بعض.... نظرت له بعينان ضائعة، قام ليجلس بجانبها و عندما اقترب منها ابتعدت عنه و قالت لما نتجوز....
زم شفتيه بضيق و قال ماشي.....

دخل سامح في غيبوبة، و ظلت نيرة تبكي علي تلك الحالة التي وصل إليها، فقد أخبرها الطبيب انه ممكن يظل هكذا لفترة  طويلة، كانت رنا نشعر بوجود شي ما و كانت تقلق على نور التي لم ترد عليها و علمت أن يوجد رابط بين الحادث و اختفاء نور و لكن كان تخشى أن يكون حدث لها مكروه.....

أخبرها جو بأن تدخل تستريح في الغرفة و انهم بالغد سوف يقوموا بعقد القرآن و بعد ذلك سوف يذهبوا.... دخلت نور و ألقت نفسها على الفراش و اجهشت ببكاء فقد انتهى كل شي الان بالنسبة لها.....

في الصباح اليوم التالي أتى سيف إلى القاهرة و ذهب إلى الشركة و دلف إلى مكتب سليم قائلا عرفت الأخبار...
رفع سليم نظره و قال ايه؟
-سامح عمل حادثة و في غيبوبة  و شكله مش هيقوم منها... نظر له بتعجب و انت عرفت ازاي؟
-الخبر نزل على موقع الشركة بتاعته، انت بس اللي مش متابع
-طب متعرفش حاجه عن نور... نظر له سيف بدهشه و قال و انت مالك يا عم؟
-ولا حاجه بس عايز أعرف هي راحت فين؟
-تلاقيها موت نفسها و خلاص...

في المساء ذهب جو لإحضار الأعراض اللازمة لكتب الكتاب و احضر لها فستان و طلب منها أن تجهز عقبال ما يأتي  المأذون، دلفت نور إلى الغرفة و نظرت إلى نفسها في المرأة لتتذكر جملته "هخليكي تكرهي نفسك"...
-بكرهك يا سليم مش هسيب حقي، هقتلك....و أخرجت الفستان و ارتديته و نظرت إلى نفسها بتهكم و حزن على ما تفعله و خرجت من الغرفة و جلست على الاريكه، ابتسم جو و قال خلاص هو على وصول....

شعرت بتجمع الدموع بعينها و لكن تظاهرت بالابتسامة الخادعة، طرق الباب و قام ليفتح و دلف و معه المأذون و معه اثنان من الشهود... جلس المأذون و قال بطاقتك يا عروسة، استأذنت نور و دلفت إلى الغرفه لكي تحضر هويتها و خرجت واعطيتها له، بدأ المأذون في مراسم كتب الكتاب...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول المشهد الثامن بقلم أسماء صلاح



قطعهم، طرق الباب و استأذن جو ليفتح الباب و لكنه تفاجأ بشخص و خلفه بودي جارد.... دفعه سليم و دخل... أرتبك المأذون و الشهود من هيئتهم و قال بصوت رخيم "اتفضلوا انتم"... أخذ دفتره و غادر و كذلك الشهود... نظرت له نور بغيظ فمن يظن نفسه ليفعل  ذلك و قالت لوسمحت انت ملكش حاجه عندي...؟ جذبها من ذراعه بقوه و قال مش عايز اسمع صوتك و هتنزلي معايا غصبن عنك فاهمه.... تحدث جو بغضب و قال انت مين؟...


أشار سليم إليهم و قال نور لو مجتش  معايا هخلص عليه؟.. زفرت بضيق و قالت بحنق طيب هاجي....، حاول جو أن يمسك يدها و لكنه تفاجأ بلكمة قوية...و سحبها سليم و نزل إلى أسفل، تخلصت من قبضة يده و قالت عايز ايه مني؟ خلاص انتقمت منه ومني سيبني بقا.... نظر لها بضيق هتنفذي كل اللي هقوله عليه فاهمه.....قالت بتهكم انا مش خايفه بص اعمل اللي انت عايزه، معنديش حاجه اخاف عليها... عايزني تاخدني عشان تغتصبني عادي مش فاكره، قبض على يدها و دفعها داخل العربية و اوصد الباب و اتجه ليجلس... ظلت نور تبكي "انت عايز مني ايه بقا؟" حرام عليك سيبني في حالي..


فجأة أوقف السيارة أسفل بناية و قال انزلي نظرت له بتوجس و قالت اروح فين....؟
-هنتجوز...... الجمت الصدمة لسانها و اتسعت عينها و قالت مستحيل... انا مش عايزة و مش نازلة....
-و انا مش باخد رايك....
-هتتجوز واحده بتكرهك و لسه جايبها من شقة واحد... كبح غضبه و قال نور اسكتي عشان هزعلك على رنا....
نظرت له بخوف و قالت ملكش دعوه بيها....

-انزلي.......؟ نظرت له ببكاء و توسل طب ايه حاجه تاني غير أننا نتجوز...نظر لها و قال علي فكرة جوازك مني هتكون حماية ليكي.... ابتلعت ريقها و قالت ببكاء ومين هيحميني منك؟، سيبني امشي انا مش عايزة اتجوزك، اعمل ايه حاجه تاني بس بلاش جواز ... شعر بالغضب و تنهد بضيق قائلا دقيقه كام و هتترحمي على رنا، نظرت له و قالت حرام عليك... انا مش عايزة.... نزل من السيارة و فتح الباب و سحبها و قال يلا....
نظرت له لتتلاقي أعينهم و قالت هفضل اكرهك طول حياتي...



-و انا مش عايزك تحبني.... صعد الاثنان إلى مكتب المأذون و بدأ في كتب الكتاب كان نور تشعر بتمزق قلبها، و ندمت فلو كانت ذهبت مع والدها كان قتلها و انهي ذلك، و لكن الآن سوف تموت بدل المرة آلاف و هو زوجه الشخص الذى دمر عائلتها، نزلوا من المكتب و ذهبوا إلى المنزل..... لم تنطق بكلمة بعد كتب الكتاب،  و كذلك هو...

-هتفضلي هنا و مش عايز ولا خروج و لا دخول مفهوم.... نظرت له باقتضاب عادي أحبسني..
-ايه حاجه هتعمليها هتتحاسبي عليها تمام....؟ نظرت له بضيق و زفرت بحنق  وقامت تقف قائلة والله محدش قالك تتجوزيني، و على فكرة انا هخونك يا سليم بيه.... لم يتمالك أعصابه و قام و حاوط عنقها بقبضة يده شعرت بالاختناق.
-بلاش كلام انتي مش قده عشان اقسم بالله هندمك و اخليكي تعيشي أسوأ ايام في حياتك.... سعالت بشده فكادت تختنق و قالت مش هندم اكتر من كدا كفاية اني اتجوزتك....


-بصي انتي كدا تحت رحمتي فاحترامي نفسك بدل ما هتشوفي أسوأ ايام حياتك و اظن انك عارفة أني اقدر...قامت نور و دخلت إلى الغرفة و جلست على الأرض بجانب الفراش و ظلت تبكي فهي من السبب فيما حدث إلى والدها، و لكن انه من تخلى عنها و تركها... ظلت تبكي بهدوء و تكتم شهقاتها، حتى أنها لن تستطيع التحدث مع رنا فليس لديها ما تقوله.

كان مصطفى و مازن ذهبوا إلى القاهرة منذ الصباح و ذهبوا إلى المنزل، فالمكوث بالمستشفى لا يفيد بشي... تركهم نيرة و صعدت إلى غرفتها فابنتها مفقودة و زوجها مريض، لم تعلم على مين تحزن منهم.... كان مصطفى و مازن يفكروا في اختفاء نور فهي مفقودة من ليله أمس و كانت رنا حكيت لهم  ما حدث....
-اكيد سليم الكلب عملها حاجه... نظرت رنا إلى شقيقها بتوجس فإن اخذها فعلا فقد انتهت و قالت تبقى مصيبة يا مازن انا مش عارفه اوصلها خلاص حتى رديت عليا و متكلمتش و عرفت ان خالو في المستشفى...

-لو سمحتي يا رنا ابعدي انتي عن دا كفايه ندى و دلوقتي بقيت نور.... نظرت رنا إلى مصطفى و قالت صحيح و انت يهمك في ايه ندى اتبهدلت و محدش جاب حقها و نور اتخطفت و الله أعلم اتعمل فيها ايه و برضو محدش جاب حقها بصراحه مصدقتش سيف لما قال إن العيلة كلها نسوان.....، قام مازن ليصفعها بقوه و لكنه أسرع مصطفى و قال اهدي يا مازن... نظرت لهم بتهكم لا اضربني يا اخويا ما دا اللي انتم فالحين فيه بس والله العظيم لو نور حصلها حاجه لأبهدلكم فاهمين، صاح بها مصطفى و قال اطلعي فوق يا رنا..... تنهدت رنا و صعدت و تركتهم....
-اهدي يا مازن و اقعد عشان نعرف نفكر كويس....... و نشوف نور حصلها ايه...


جلس حسن علي مقعده المتحرك لكي يتناول طعامه و جلس الجميع على جانبي...، لم تخمد دموع توحيده على ما حدث لزوجها... تكلمت تقي قائلة بابا هو مين اللي عمل في ندى كدا؟، أرتبك معتز و سقطت المعلقة من يده... تنهد حسن بضيق و قال ملكيش دعوه يا تقي....
-حرام هي ملهاش ذنب حتى أهلها ميعرفوش هي ميته و لا عايشه؟، قالت توحيده بزمجرة يعني مليح اللي حصل دا...؟
-يا ماما كمل تدين تدان و حرام عليكم والله...،

التعصب حسن قائلا بس مش عايز اسمع حس نفر فيكم... استأذن معتز و صعد إلى غرفته... شكت تقي في معتز... و نظرت إلى والدها و عمها بيأس و صعدت دون أن تتناول طعامها فالنهاية ندى أظلمت.... شعرت رغدة بانسداد شهيتها و قالت بعد اذنكم انا هطلع.... زمجرت توحيده و نظرت لها و قالت اطلعي عقلي بنت عمك يا رغدة بدل ما اربيها من اول و جديد..... هزت رغدة رأسها و أخذت بعضها و غادرت... قامت توحيده و ساعدت حسن و دفعت مقعده....
نظرت منيرة إلى سالم وقالت شكل الدنيا هتخرب... تنهد سالم و قال ربنا يستر...

كان قد ذهب سليم من الشقة و ذهب إلى سيف.... ظل صامت يفكر فيما حدث..
-حصل حاجه يا سليم و لا إيه؟
-اتجوزت نور، انفرجت شفتيه بدهشه و قال اتجوزتها ازاي يا سليم؟، تنهد سليم و قال اتجوزتها، روحنا عن المأذون و كتبنا الكتاب، لم يصدق سيف ما يسمعه منه و قال دي مصيبه يا سليم انت عارف انت اتجوزت مين....؟
-عارف بس انا السبب في كل اللي حصلها و.... قطعه سيف بحده و احنا من امتى بنخاف يا سليم انت عارف هيبقى رد فعل ابوك عامل ازاي اصلا... و انت ناسي انك خاطب رغدة بنت عمك.... و قبل كدا كنت كاتب كتابك على ميادة، تنهد سليم بضيق و قال انا مبحبهاش و لا هحبها بس انا مش عايز أظلم حد و بعدين بلاش سيرة ميادة....

-فوق يا سليم انت كدا بتعمل مصيبة و لازم تطلقها و بعدين حتى لو عجبك قضى معها وقت و طلقها لكن موضوع إنها مراتك دا هتروح في رقاب فاهم.....، و انت معرفتش حاجه عن ميادة انت اتهمتها انها خنتك و مفيش دليل على  كدا
زفر بحنق و لم يتحدث عنها و قال هطلقها بس مش دلوقتي و عايزك تنزل خبر اني اتجوزتها، متنساش أن الموضوع انتشر اني على علاقة بيها...
-ماشي يا سليم هعمل كدا، بس اللي نشر الصورة نشرها عشوائي عشان انت رجل أعمال بس لكن محدش يعرفك، و اعمل حسابك أن نور دي مينفعش تخلف منها و اظن انت عارف ليه...؟ و بعد فترة هطلقها....

-عارف كل دا و جوازنا هيفضل علي ورق بس اصلا، انا بكرها هي و أهلها كلهم... و نفسي اشرب من دمهم بس مش دلوقتي ، و اهم حاجه اللعب يهدي شوية... و نشوف رد فعلهم
-كفاية جوازك من بنتهم اصلا دا لوحده هتبقى كارثة ليهم بس المهم خلي بالك... و انا هظبط الموضوع، بس لازم نأخد ليكم صوره مع بعض....
-ماشي انا همشي...، غادر سليم و ذهب إلى المنزل و لم يستمع الي صوتها، دخل إلى الغرفة وجدها نائمة على الفراش، اقترب منها وجلس أمامها، كانت مازالت دموعها تغرق وجهها، تحسس وجنتها بأنامله و مسح دموعها...، و قبل جبنها...

رفع الغطاء و لكن عند لامس شراشف الفراش شعر بشي بسائل لازج، تسمو مكانه و امسك يدها ليرفعها و لكنه صعق عندما وجدها قد قطعت معصمها...، شعر بأن حراره جسدها بدأت بالانخفاض كأنها تفارق الحياة حملها و هرول مسرعا إلى سيارته و وضعها بداخلها في المقعد الخلفي و قاد السيارة بسرعه جنونية، ما إن وصل الي المستشفى حملها و هرول مسرعا إلى الداخل و انتقلت الى غرفة الطواري...

كان سليم يقف بالخارج و يشعر بالقلق ينهش قلبه، خرجت الممرضة لتخبره قائلة لازم يتنقل لها دم حالا عشان نزفت كتير بس فصلية دمها O- و مش متوفرة في المستشفى و مينفعش تستقبل من ايه فصلية تانيه......
-انا نفس الفصلية... تنهد قائلة حضرتك مش هينفع نأخد.... قطعه بحده ملكش دعوه، عشان اقسم بالله لو حصلها حاجه هقفلكم المستشفى...

استجابت له الممرضة و أخذته معها لسحب الدم منه.... و بعد مرور الوقت طمأنه الطبيب عليها قائلا المدام كويسه بس هي تعبت عشان عندها أنميا حادة و فقدت دم كتير فالازم يتعوض بالأكل... دلف إليها سليم و جلس بجانبها و قبل يدها، فاقت نور و سحبت يدها و أدارت وجهها الجهة الأخرى و زفرت تلك الدمعة من عينها
-ايه اللي انت عملتي دا؟

-ملكش دعوة و بعدين محدش طلب منك أنك تجيبني المستشفى، كنت سيبني اموت و خلاص و لا صعبانه عليك تسيبني اموت حتى... تقبل كلماتها بهدوء و قال انا همشي.... لم ترد عليه و ظلت تنظر إلى الجهة الأخرى.... دلفت إليها الممرضة و قامت بتبديل المحاليل إليها، ابتسمت نور بوهن و قالت شكرا، هو انا همشي من هنا امتى؟

-ممكن انهاردة بس لازم تعوضي الدم اللي فقدتي....
-يعني انا تعبانة؟، انتهت الممرضة من وضع المحلول و قالت لا بقيتي كويسه جوزك اتبرع لكي بدم كتير و انتي بس كولي كويس و هتبقى احسن من الاول....
-لوسمحتي هو برا و لا مشى...؟ نظرت لها الممرضة و قالت اهاا برا انادي...
-لا شكرا، و اردفت نادي لو سمحتي، عقدت الممرضة بدهشه و خرجت من الغرفة و أخبرت سليم ..، دلف سليم إلى الغرفة و قال نعم.....؟ نظرت له نور و قالت عايزة اشوف رنا...

تنهد سليم و قال رنا هتبقى عندك الصبح، عايزة حاجه تاني.....، هزت رأسها نافية....
في الصباح خرجت نور من المستشفى و اخذها إلى المنزل و عندما دلفت وجدت فتاة و عملت انها خدامة، نظرت نور إلى ملابسها القصيرة بضيق، اشار سليم لها بأن تذهب إلى المطبخ لتحضير الطعام... دلفت نور إلى الغرفة و سليم خلفها.

-غيري و كولي و كمان نص ساعه هتلاقي رنا هنا... نظرت له بضيق طيب و تذكرت انها لا يجد ملابس لها هنا و قالت بس انا..... قطعها و قال انا جيبته.... و خرج من الغرفة ليجلس بالخارج، دلفت نور إلى المرحاض و ارتديت بيجامة قطنية  مكونه من شورت و بدي ذات حملات رفيعة بلون الوردي، طرقت الخدامة الباب و دخلت و هي تحمل صنيه الطعام  و وضعتها قائلة سليم بيه بيقول لحضرتك لازم تخلصي الاكل كله.... نظرت لها نور بطرف عينها قائلة هو انتي بتشتغل هنا من امتى....؟
-من سنه، ابتسمت باقتضاب لتردف و كنتي بتباتي هنا؟

-مش على طول تؤمري بحاجه تأني....
-قولي لسليم اني عايزها... أومأت إيجابا و خرجت من الغرفه و أخبرت سليم بذلك .. دلف إليها و قال عايزة ايه يا نور؟
-هو انت قاعد برا ليه؟، نظر لها بتعجب و قال عادي ايه المشكله....
-مفيش عادي، رنا مجتش يعني...؟
-خلصي اكلك الأول .. نظرت إلى الطعام و قالت مليش نفس...

-مش بمزاجك لو مكلتيش مش هتشوفي رنا، ركلت الأرض بقدمها بضيق و جلست على الاريكه و بدأت في تناول الطعام بضيق، خرج سليم من الغرفة و مرت دقائق و كانت رنا وصلت فهو قد أرسل لها سائق أمام الشركة و أخبرها بأنه يعلم مكان  نور فذهبت امامه، اوصلها و صعدت طارقة الباب تشعر بالخوف من ذلك فهي تخشى أن ترى شي سي... فتح لها سليم، تعجبت و قالت كنت متوقعه أن انت اللي عملت كدا
-اتفضلي، نور جواه تعجبت من تصرفه و اتجهت إلى الغرفة التي أشار عليها، فتحت الباب و يدها ترتعش خوفا، راتها نور و قامت لتحتضنها... رنا مستغربة من وجود نور مع سليم، و قالت انتي هنا بتعملي ايه يا نور انا مش فاهمه حاجه؟

ابتعدت نور عنها و تجمعت الدموع بعينها و قالت سليم اتجوزني.... اتسعت ملقتيها بدهشه و انفجرت شفتيها و قالت ازاي انتي مجنونة اتجوزتي سليم.... تنهدت نور و قالت انا هفهمك كل حاجه دلوقتي...

-انا خرجت من البيت لما سليم كلمني و هددني و يومها مكنش في حد في البيت، و اول ما دخلت فضل يقولي كلام غريب كدا المهم بابا دخل و لاقني مع سليم هو محصلش حاجه بس الموقف نفسه وحش و كان عايز يقتلني و مشى و تقريبا عمل حادثه انا مشيت و كلمت جو و كنت هتجوزه بس سليم وصل في اخر لحظة و خديني و اتجوزنا، معرفش هو اتجوزني ليه اصلا بس كله اللي اعرفه انه هيطلع عيني؟، بدأت رنا تستوعب ما حدث و ظلت تجمع في أفكارها و قالت تعرفي ان كدا احسن... نظرت لها بعدم فهم و قالت ازاي، بقولك انا كدا مراته؟

-مرات سليم يعني محدش هيقدر يقربلك اصلا و لا من اهله و لا من أهلك يا نور، ابوكي اتخلى عنك مع انه عارف ان انتي مش هتعملي كدا، و لو الخير وصل إلى الباقي هتبقى مصيبة لكن انتي كدا في امان، بس السؤال هنا سليم اتجوزك ليه؟  و أكملت رنا بصي يا نور انتي معنديكش غير حل واحد..... نظرت لها و قالت ايه هو؟

-لازم تخلي سليم يحبك و بكدا هتقدري تتحكمي فيه و من بعدها هنشوف له مصيبة و نخلص عليه و بعدها انتي هتورثي و تبقي عديتي و لا هيهمك من اهله و لا اهلك، ازدارت نور ريقها و قالت  و انا هعمل كدا ازاي؟
-تقريبا كدا سليم عنده مشاعر من ناحيتك و بكدا هتبقى مهمتك سهله و لو خلفتي منه هيبقى كل حاجه مضمونه...

-هنبقي مجرمين في الاخر يا رنا انا مستحيل اعمل كدا... ابتسمت رنا بسخرية وقالت يبقى هيداس عليكي يا نور محدش بيفكر في حد اول ما ندى اتبهدلت كله قال و انا مالي و محدش دور عليها، ابوكي سابك و اتخلى عنك عشان العار، سليم بقا جوزك  يعني انتي في الاخر اللي هتطلعي كسبانة لازم تاخدي حقك منه هو السبب في كل حاجه حصلت...
-مش عارفه يا رنا مش هقدر....

-لا هتقدري فكري كويس و انا هفهمك الخطة هتمشي ازاي؟...، و خدي بالك كويس و انا كدا اطمنت عليكي و استحملي معها سنه و لا أتنين و بعدين هترجعي تعيشي حياتك الطبيعة من تاني.... نظرت لها بحيرة و قالت هنعمل ايه؟....

خرجت رنا و نور من الغرفه و اودعتها نور و دلفت إلى الغرفة التي يجد بها سليم، رفع نظره و ترك الحاسوب من يده و قال مش المفروض تستأذني الأول..... عقدت ساعديها باقتضاب سوري هبقي استأذن المرة الجاية و انا داخله لجوزي... نظر لها و قال ماشي... اتفضلي عشان عندي شغل..... نظرت له بغيظ و قالت هو انت اتجوزتني ليه؟، زفر بحنق و قال كفاية انك مراتي و اظن ان دي حاجه مكنتيش تحلمي بيها...

نظرت له و قالت بتهكم فعلا مستحيل كنت احلم اني اتجوز بالطريقة الزبالة دي... و خرجت من الغرفه و هي تشتعل غضبا دلفت إلى غرفتها، شعرت بالضيق و وكلت الأرض بقدمها و خرجت من الغرفة و فتحت التلفاز و عالت صوته على إحدى قنوات الاغاني، خرجت جوليا و قالت مدام نور سليم بيه مبيحبش الصوت العالي من فضلك وطئ شوية، نظرت نور بضيق و لم ترد عليها و قامت لكي تتراقص على نغمات الموسيقى... دخلت جوليا إلى غرفتها و خرج سليم من الغرفة و هو يشعر بالانزعاج من صغب الاغاني المزعجة... و رآها و هي ترقص معها.... لف ذراعه حول خصرها ليوقفها، نظرت له بضيق و قالت سيبني....اتجه ليفصل التلفاز و اخذها إلى الغرفة و قال اولا انا مش بحب الصوت عالي و العشوائية دي، ثانيا رقصك وحش...

وضع يدها في خصرها و قالت انا عشوائية و معجبة برقصي.... اقترب منها و حاوط خصرها طب ما تخليني أعجب بيه... توترت و أحمرت وجنتيها فهي مازالت تشعر بالخجل منه و قالت ابعد لوسمحت....
-بلاش تعندي معايا عشان... قطعته نور بضيق عشان هتزعلني و هتعيشني ايام سودة.... ابتسم و قال عادي ممكن اغير الكلام و ادور على حاجه تاني... نظرت له بعينان حائرة و قالت بتوتر هتعمل ايه يعني؟، قربها منه و انحني عليها ليقبل شفتيها، و ابتعد عن شفتيها و قال عرفتي هعمل ايه؟، نظرت له و ابتعدت عنه و قالت بضيق بعد اذنك بلاش كدا...

-بلاش ايه؟، ادارت ظهرها له و قالت يعني متقربش مني..... عقد حاجبه بدهشه "انتي مراتي"
-و انا مش موافقه على جوازنا اصلا، ابتسم بسخرية "عادي يعني مش من حبي فيكي و بعدين انا مش هلمسك" التفت له و قالت اومال متجوزني ليه؟
-مزاجي كدا و هي فترة و هنطلق...

جلست رنا في الشركة وهي تفكر بما يحدث و كيف ستواجه ذلك، دلف إليها مصطفى و جلس على المقعد و تحدث قائلا بصي يا رنا انا عارفه انك زعلانه عشان اللي حصل بس محدش في يده حاجه يعملها و اديكي شوفتي سكتنا عشان لو اتكلمنا هتحصل مشكله و انا خايف عليكي دلوقتي.... نظرت له و قالت بتهكم بجد طب نور خلاص احنا مش عارفين مكانها هنسيبها و لا انتم مصدقتوا عشان تخلصوا من خالو و بنته...

-عيب يا رنا لما تتكلم معايا كدا ، و على فكرة انا مليش مصلحة في حاجه و ممكن أكبر دماغي و اسيبكم تولعوا مع بعض و لو انت عايزة نروح نحاربهم و ندبح في بعض ماشي هنعمل كدا و لا اعرف اخد ست من عنده و اغتصبها...

تنهدت رنا و قالت بوهن لا يا مصطفى بس ندى دي كان ذنبها ايه يحصلها كدا، نور سليم خدها و بهدلها كان ذنبها ايه انه يخطفها و يقلعها هدومها و يهددها انه هيبعت الصور لأبوها، مش ناقص غيري و بابا اتقتل دا كله ليه عشان التار، مش ذنب ايه حد فينا انت اخوك مات حتى محدش عارف السبب اصلا بس احنا ندفع ذنب حاجه ناس غلطت و عملتها ليه، و أجهشت بالبكاء انا خايفه يا مصطفى، خايفه أوي، امسك يدها و رتب عليها متخافيش يا رنا هنتصرف يأذن الله و عمي هيفرق و صحته هترجع احسن من الاول

شعرت نور بالدوار يحتج رأسها و خرجت من الغرفة لكي تتطلب من جوليا أن تحضر لها ماء و أسندت على الجدار لكي لا تسقط على الأرض... اتجهت إليها جوليا مسرعة و اسندتها مدام نور...و صاح قائلا سليم بيه... خرج سليم من الغرفة و اتجه لها و حملها قائلا اتصلي بالدكتور يا جوليا بسرعه.... دلف إلى الغرفة و وضعها على الفراش برفق... و اخرج فستان من الخزانة و البسها اياها، و صل الطبيب و أوصلته جوليا إلى الغرفة، فحصها الطبيب و قال المدام كويسه اطمن بس ضغطها وطئ... و انا كتب ليها على دوا و اديتها حقنه و هتفوق..

اوصله سليم إلى الباب و طلب الدوا من الصيدلية و عندما وصل الدور دخل إليها و جلس بجانبها...و لكنها كانت مازالت نائمة، ظل بجانبها حتي غفو، استيقظ نور و وجدته نائم بجانبها، ابتسمت نور و قالت والله شكلك حلو و انت نايم.... و انتبت لذلك الفستان الذي ترتدي، فرك سليم عينه و قال صحيتي امتى؟
-دلوقتي هو مين اللي لابسني الفستان... نظر لها و قال انا ما هو مش هجيب الدكتور هتفرج على مراتي....، شعرت نور بارتباك و قالت عادي انا كنت لابسة يعني.....
-معلش لبسك دا آخره اوضه النوم غير كدا لا، و يا ريت تاخدي العلاج...، أمسكت نور يده و قالت رايح فين؟
-رايح انام....ردت عليه قائلة خليك معايا... نظر لها و قال ليه....؟

-اكيد مش عشان عايزة انام في حضنك يعني...بس انا لما بكون تعبانة كانت رنا بتبقي معايا لكن انا دلوقتي لوحدي... ابتلع ريقه فهو لا يريد التقرب منها و قال اديني قاعد..... ابتسمت نور و نامت على صدره و قالت اوعي تكون مضايق؟
رد باقتضاب هموت من الانبساط....، شعرت بزيادة نبضات قلبها و قالت انا عايزة أسألك على حاجه؟
-اسألي.... تنهدت نور و قالت هو انت ليه بعد ما اتجوزتني يعني بقيت، خلاص مش عايزة اسأل عن حاجه...، اكمل سليم قائلا فاهم قصدك بس كدا أفضل لينا، بعيدا عن ايه حاجه بينا يا نور انا مش هغصبك على حاجه و طول ما أنتي على ذمتي محدش هيقربلك و لا انا هلمسك و متساليش عن ايه حاجه تاني و نامي بقا.....

دخل سالم إلى المنزل و سأل عن معتز الذي غادر و تركه في العمل و أخبرته منيرة انه لم يعطي إلى المنزل منذ أن خرج و دخلت لتحضير الطعام...خرجت منيرة و وضعت الطعام على المائدة و قالت انت اتاخرت اوي يا حج...
تنهد سالم بضيق هعمل ايه الشغل هنا كله فوق راسي....، رتبت عليه و قالت ربنا يعينك.. بس هو معتز فين انا جلجانة (قلقانه) عليه قوي، تناول طعامه و قال انا هروح البيت التاني...

-بس دا بعيد قوي يا حج
-هاخد العربية و اروح.. و هبقي اطمنك... خرج سالم من المنزل و استقل سيارته و قادها بما يقارب الساعة فالمنزل في نهاية البلد و المنطقة مقطوعة ، دلف إلى المنزل قائلا معتز...... انت هنا... دفع الباب و الذي كان مواربا و لكن صعق بما رأي، حتى فقدت قدمه القدر على الوقوف و ارتخت ليسقط على ركبتيه.
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الحلقة التاسعة بقلم أسماء صلاح



رأي ولده الوحيد ملقاه على الأرض وسط دمائه... مذبوحا....، كان يظن ذلك حلما يريد أن يستيقظ منه، بل كابوسا، صرخ  بقوه معتز...جوم يا ولدي مين اللي عمل فيك أكده جوم... لم يعلم بمن يتصل و ماذا يفعل و ابنه مقتول بين يدها... اخرج هاتفه بيده المرتعشة قائلا تعالوا على البيت بسرعه و خبروا الشرطة .....، أتى الغفر له و أمرهم بأخذ الجثة و لكن قبل أن يخرجوها من المنزل وصلت سيارة الشرطة و نزل الظابط و قال خير يا حج سالم...


-ولدي اتقتل في داره.... أمر الظابط الأمين بأخذ الملاحظات و اردف إلى سالم قائلا لازم الشرطة تشرح الجثة
-ابني مش هيتشرح و انا بتهم عيله السويفي كلهم... و أمر الغفر بالرحيل... واكمل عايز اعرف مين اللي جتل ولدي (قتل) و اتجه إلى سيارته لكي يغادر... دلف إلى المنزل و كانت منيرة جالسة تنتظره و لكنها عندما رأته يدلف و خلفه الغفر يحملوا الجثة نظرت له و صرخت بعلو صوتها معتزززز ابني... و سقطت على الأرض و ظلت تلطم وجهها بشده و تنوح معتز.... ابني اتجتل يا ناس..... نزل الجميع من فوق و خرجت توحيده و حسن....


اقتربت رغدة و هاجر من والدتهم... "في ايه يا ماما"
-اخوكي اتجتل (اتقتل) يا رغدة... ابني اتجتل......، زمجر سالم بضيق توحيده خدي منيرة و اطلعوا على فوق معندناش حمل للعويل...صرخت به قائله ابنك اتجتل يا سالم.... جتلوه (قتلوه)  يا سالم، لم تعلم توحيده تهدي منيرة و لا هاجر و رغدة الذي انهاروا.... و طلبت من تقي أن تأخذهم و تصعد.... بعدت هاجر يدها و قالت محدش يجرب (يقرب) مني...

-أنتهوا من تغسيل جثته و تكفينه و غادروا... دخلت إليه منيرة و جلست على الأرض باكيه وقالت أكده يا معتز هتهمل امك لوحدها، دا انت كنت فرحتي الأولي يا ابني... و ظلت تصرخ بشده... دخل لها سالم و توحيده و أخرجوها.... كانت توحيده تشعر فهي فقدت ابنها من قبل و ظلت ترتب عليها و تصبرها ببعض الكلمات... و لكن لا شي يصبر الأم على فراق ابنها...
-شعر حسن بالعجز فهو لم يتحرك من على مقعد...، دخل بكرسي المتحرك إلى غرفته و اتصل بسليم و سيف لكي يخبرهم بتلك الكارثة....
انتفض سليم من مكانه، و استيقظت نور و قالت بقلق في ايه....؟


-معتز اتقتل و انا لازم انزل البلد دلوقتي... تساقطت الدموع من عينها لم تعلم و لكن وجود قتيل معنها انه يوجد أحد سوف يدفع تمن آخر و قالت ببكاء خلي بالك يا سليم... نظر لها و ترك الغرفه و دلف إلى غرفته ابدل ملابسه و اتصل بسيف، ليعرف مكانه و اتجه ليخرج.. كانت نور تقف أمام الغرفة... لم تعلم أن كانت تشعر بالخوف عليه أم على نفسها لم تستطيع التحديد و لكنه شعور بالخوف، و قالت سليم كلمني لما توصل...

-متخافيش يا نور مش هيحصلك حاجه... هنا في حراسه و محدش هيعرف يوصلك، لم تكن هذه الإجابة التي تريد أن تسمعها منه فهو تريد أن تتطمن عليه هو و قالت ماشي... بس انا خايفه عليك..... ازدار ريقه و لم يعلق على جملتها و قال كل حاجه هتبقى كويسه.... و تركها و غادر، قابل سيف و سافروا إلى البلد لكي يحضروا دفنه معتز.


مع طلوع الشمس كان سيف و سليم  وصلوا إلى البلد و حملوا جثمان معتز لتشيعه إلى مثواه، تم الدفنه و ذهبوا إلى المنزل و كانت منيرة تندب و تنوح و هاجر و رغدة لم يتوقفان عن البكاء، و كذلك تقي فهي كانت لا تحبه و لكن في النهاية مات بطريقه بشعه...
-خلاص يا منيرة مفيش صويت... الواد اتدفن قالها سالم بجمود فهو الآخر قلبه مفتور على ولده... و نظر إلى سيف و سليم قائلا حق معتز لازم يرجع أن شالله لو فيها رقاب عيله السويفي كلهم... تحدث حسن قائلا هنشوف الشرطة هتجول(هتقول) ايه؟ و حق معتز هيرجع و هنعرف مين اللي عمل كدا...

في اليوم التالي
دلف سليم إلى غرفه والده و قال عايز اتكلم معاك يا حج؟
-تعالِ، جلس سليم على المقعد و قال انا عايز اقولك على حاجه... نظر له حسن يقلق "جول" (قول)
-انا اتجوزت نور بنت سامح السويفي، اتسعت عيناه بشده و قال بغضب اتجوزت مين؟ انت اتجننت و لا إيه؟، أكد عليه سليم قائلا اتجوزتها... صمت حسن قليلا و بعد ذلك قال بص يا سليم انا طول عمري مربيكم على الصح و انكم تعملوا اللي رايدينه  لكن جوازك بنت الراجل اللي قتل اخوك و اللي بسبهم مراتك اتبهدلت... و انا عجزت  و معتز راح و تقول انك اتجوزتها، نسيت حق فادي اللي دافع عن مراتك، نسيت ميادة اللي ماتت غدر بسببهم، نسيت كل حاجه يا ولدي...


-منستش يابا مش جادر انسي حاجه، بس ميادة كانت خاينه.....
-انت عارف انه لا يا ابني و مش دليل على كلامك هي و اخوك ماتوا غدر و انت رايح تتجوزها... بدل ما تشرب من دمها و تقطعها حتت، صمت سليم و قال اللي تشوف هعمله يا حج....
-هتجيبها تعيش اهني، و البلد كلها تعرف انها اتجوزت بنت السويفي غصبن عنهم و عشان هي غلطت معاك، و لما تيجي هنا احنا هنشوف معها حل و لحد ما نجيب أهلها كلهم، تبقى تطلقها و تخلص..... و لا انت مش موافق على كلامي...

صمت سليم و قال بس كدا هي مراتي و سمعتها من سمعتي... نظر له حسن بغضب و قال و انا كلامي هيتسمع يا سليم عايزهم ميعرفوش يمشوا في البلد ، و بنتهم تشوف العذاب ألوان فاهم و اوعي تكون لمستها.... و كمان بعد ما تيجي هتكتب كتابك على رغدة و هتتجوزوا مفهوم، و لو كلامي متنفذش هعتبر أن مات ليا ولدين، و حقي ضاع....تنهد سليم فما يطلبه والده صعب...


خرج من الغرفة و صعد إلى غرفته و وجد اتصالا منها زفر بحنق قائلا كنتي لازم تبقى بنت سامح السويفي يعني؟ معنديش حل تاني يا نور، امسك هاتفه و اجابها نعم؟
إجابته بتردد انت كويس؟، تنهد سليم قائلا أمم كويس في حاجه....
-لا مفيش سلام، قفل معها و القي هاتفه على الأرض ليتهشم، و قام بتحطيم بكل ما يجده في الغرفة أمامه، ترقرت الدموع بعينه فهو الان اصبح محطم و لكن سوف يكمل ما بدأه و لم يتهم.....

عبس وجهها ووضعت هاتفها على الأرض فهو يعاملها بجفاف مبالغ، و زفرت تلك الدمعة من عينها و لكنها لم تجد ما تفعله فهي لم تستطيع أن تغادر و تترك كل شي.....

وصل الخبر إلى منزل السويفي و قلق صالح عندما علم، و أخبر فاطمه و زين و الذي اندهشوا...
-اتدبح كيف يا اخوي؟
مخابرش يا فاطمه انا هروح لعمي يمكن يعرف حاجه... عيله البنهاوي مش هتسكت عاد، انزلي مصر يا فاطمه يلا يا رَين، ضربت فاطمه كف على كف و تنهدت "لاحول و لا قوه الا بالله" الطف بينا يا رب
ذهب صالح و زين إلى المنزل و دلف الي الداخل و رأي السعادة على وجهها فسأل بتوجس إياكم تكونوا انتم اللي عملتوا أكده؟، ابتسمت صفية بشماته مش احنا عاد احسن ربنا خدنا حقنا منهم و عقبال التانين... نظر صالح إلى زين بشك و قال البوليس هيقلب الدنيا و اكيد هيحقق معانا.... رد عليه عبد الحلم ما يحقق هو احنا هنخاف...

وصلت عبله البنهاوي إلى أرضي قنا عندما عملت بوفاة ابن شقيقها ، دلفت إلى المنزل و معها ابنها الأكبر و حفيدها و ابنتها ..... دخلت إلى المنزل بشموخ فهي الأخت الأكبر لسالم و حسن.... ارتعبت توحيده و تركت ما في يدها و اتجهت إليها منوره يا ست عبله نظرت لها بحده و قالت ابن اخويا يتقتل و اعرف من سيف بالصدفة ، خلاص ملكوش كبير يا توحيده ... خرج حسن من الغرفة و صعقت عبله عندما رأته هكذا و قالت ايه اللي  حصلك يا  اخوي....؟

-تعالى اجعدي الاول.... جلست عبله و جلس بجانبها يسرا و ياسر و وضع عمار علي قدمه....
-حصلي حادثة و عجزت... نظرت له بشك حادثة ايه  دي عاد؟ و سالم فين؟ و مين اللي قتل معتز؟
نظر حسن إلى توحيده بتوجس، فعبله نهت عن التار و سفك الدماء و ادعمت رأي والدها و لكن سافرت بعد موت والدها إلى زوجها و الذي توفي و ظلت هي في السعودية و لكن عندما عملت، جاءت إلى مصر....

-مش عارفين لسه؟..... نظرت لهم و قالت و محدش خبرني باللي حوصل ليه؟.... نزل سليم و سيف...اتحه سيف ليسلم عليا و قبل يدها و كذلك سليم... و ألقوا التحية على ياسر و يسرا... و بعد ذلك أتيت عيله سالم لتجتمع معنا، تريث عبله بحزن فالعائلة ناقصت  لمرة الثالثة و قالت انا رايده اعرف كل اللي حصل دلوك (دلوقتي)... نظر حسن و سالم إلى بعضهم و قال سالم فهي طالما أتيت الي هنا فحتما ستعلم و قال احنا وقعنا شركه شرف و سامح، و اصلا شرف كان في أمريكا فنزل عشان يشوف شركته و لما لاقيها وقعت و عايزين سيولة، جي البلد هو و سامح عشان يتفهم مع ابوها و يبيع الأرض و اتقتل، تحمم قائلا بتردد انا اللي خليت ناس تقتله و كنت قاصد سامح بس جات غلط...

نظرت له عبله بغضب قائلة كمل.....
تنهد سالم و نظر إلى شقيقه و زوجته و اكمل قائلا و كانوا عايزين يقتلوا حسن و لما دا حصل احنا عملنا.... و صمت... نظرت له و قالت ما تكمل عاد بدل التقطيع دا...
-خطفنا بنت صفيه و... قطعته عبله بحده لتقول و عملتوا ايه يا رجاله.....؟، نظر سيف و سليم إلى بعضهم و قال سيف احنا كنا متفقين على أننا يعني هنعملهم فضحية كدا و انا خليت معتز يتصرف و هو خرابها...

-و انت ترضى على تقي اختك اللي حصل دا؟ بتتشطروا على حريم، و انت يا حسن بدل ما تعقلهم تروح ماشي على عومهم و ابنك اللي اتعدي على بنت يبقى القتل حلال فيه يا سالم....
انفعلت منيرة بشده فكيف لها أن تقول على ابنها ذلك و قالت بعصبيه محدش طلب رايك يا عبله و لا انتي جايه تشمتي فينا... حق ابني هيرجع... همت يسرا لترد فتلك اهانه إلى والدتهم و لكن اوقفتها عبله و قالت انا هعتبر اني مسمعتش حاجه وأصال و انت سالم خلي مراتك تحط لسانها في خشمها...

تنهد سليم و قال هو في حاجه كنت عايز اقولها كدا؟ و قال انا اتجوزت.... نظر له الجميع بدهشه و لكن الجانب الأكبر كان علي رغدة و توحيده......نظرت له عبله بترقب و قالت مين؟
-بنت سامح السويفي.... صاحت توحيده بقوه و قالت بصوت مرتفع تبقى اتجننت يا سليم عليه العوض و منه العوض فيك يا ابني و تركتهم و غادرت فهي لا تطيق تلك العائلة من الأساس... فكيف له أن يتجوز تلك الفتاة... انهالت دموع رغدة بصدمه و استأذنت و تابعتها هاجر و تقي...

نظرت له منيرة و قالت عال والله ابني يتقتل و الأستاذ يروح يتجوز على بنتي، دلوك (دلوقتي) سكتي يا عبله....
زمجرت عبله قائلة اانا كنت هطلب واحد منهم يتجوز من عيله السويفي، عشان ننهي التار... قامت منيرة و قالت بعصبيه التار مش هيخلص يا عبله و حق ابني هيرجع.....

تنهد ياسر فمن من الواضح أن المنزل لم تخمد نيرانه و استأذن ليصعد إلى الغرفه و حمل عمار طفله ذات الأربع سنوات.... و خلفه يسرا التي شعرت بالضيق من حديثهم....، نظرت له عبله و قالت هنشوف مين اللي قتل معتز و حقنا هنخده بالقانون مفهوم و مراتك هتيجي تعيش معنا هنا....
صعد سليم إلى غرفته فهو يعلم أن والدته لم تمرر هذا الموضوع بسلام و لكنه عندما فتح الغرفة تفاجأ بوجود يسرا بالداخل، اوصد الباب و قال انتي بتعملي ايه هنا؟، نظرت له باشتياق و قالت وحشتني يا سليم..... نظر لها و قال بسخرية اخرجي يا يسرا لو سمحتي.... قامت يسرا و وقفت أمامه و قالت انت السبب في كل دا على فكرة؟

قال لها بتهكم بجد انا السبب و لا انتي على العموم البيت خرب عشان ترتاحي يا يسرا...
-اتجوزتها ليه؟؟ زفر بحنق و قال و انتي مالك اوعي تكون فاكره اني لسه بحبك تبقى غلطانه.... ردت عليه بحزن و قالت و انا لسه بحبك يا سليم و من رايي نبدأ من جديد....
-مفيش جديد يا يسرا خلاص كل حاجه راحت...... اقتربت منه و وضعت يدها على وجنته قائله متغيرتش كتير زي ما انت يا سليم، تنهد بضيق و ازح يدها قائلا اخرجي...

مر ثلاث ايام لم يظهر شي جديد حتى لم تتوصل الشرطة لشي و ظلت تبحث على الجاني، و كان بداخل البيت الكثير من المشاحنات، فمنيرة كانت حزينة على فراق ولدها و الخيبة التي إصابتها في ابنتها و عبله كانت تبحث عن حلا لإنهاء تلك الحرب قبل أن تنهي على الباقي...

ذهبت رنا في الصباح إلى نور لكي تتطمن عليها و تخبرها بما يحدث، كانت نور يبدو عليها الضيق و الحزن و قالت في حاجه  يا نور؟
-مفيش يا رنا بس مش مرتاحة و نفسي ارجع لحياتي، تنهدت رنا بحزن و قالت نور ابوكي لسه في غيبوبة و انا مجبتش سيرة لحد، و لازم نكمل للآخر انتي كدا خلاص بقيتي مراته...
-مش طايقه يا رنا، انتي متخيلة اني متجورة اللي سبب في كل حاجه وحشه حصلتلي...

-مفيش حل تاني و انا مش هسيبك و هتتطلقي منه، انا هروح الشغل دلوقتي و اكلمك بليل لما اروح.... تنهدت نور بحزن و قالت خلي بالك من نفسك يا رنا بس، هو مازن جي ولا
-مازن و مصطفى هنا اهاا، عبست ملامحها و قالت طيب، فهو لم يسأل عنها حتى.. ذهبت رنا لتذهب إلى عملها....

شعرت نور بالملل و دلفت إلى غرفتها ابدلت ملابسها و استقلت على الفراش، ذهب سليم إلى المنزل و كانت نور بداخل الغرفة ممددة على الفراش و تنام على جانبها ، تناثرت خصلات شعرها البنية على وجهها و كان الغطاء قد تبعثر جانبا لينكشف ساقيها العارية من قميصها القصيرة و المفتوح من الخلف ليظهر ظهرها بالكامل و حملاته الرفيعة و فتحته الواسعة من عند الصدر، ازح خصلاتها و انحني ليقبل جبنها "وحشتني"...

وانحني أكثر لتقبيل شفتيها، شعرت نور بوجود احد بجانبها و تسربت رائحة عطره إلى انفها، ابتعد عنها عندما شعر بأنها سوف تستيقظ، فتحت نور عينها و قالت سليم؟ رد عليها بجمود يا نعم... نظرت لها بدهشه فهو من تسلل إلى غرفتها و ليست هي و قالت هو انت بتكلمني كدا ليه؟

قال باقتضاب دخلت اشوفك نايمه ولا...، قامت لأجلس و قالت بانفعال و أديني عايز حاجه.... غضب من لهجتها معه فهي تثير أعصابه و هو لم يتحمل شي و يريد كبح غضبه بايه شي و قال بهدوء مصطنع قولتلك ميت مره صوتك ميترفعش عليا فاهمه....؟، قامت نور من الفراش و لم ترد عليه فهو يتعامل معها بمزاجه و هي لا تريد ذلك، تأملتها عينها وهي تسير من أمامه، غضب و قام خلفها، قبض على ذراعها بقوه و التصق ظهرها بالحائط و رفعها يدها الاثنان و ثبتهم على الحائط و قال بصوت غاضب لما اكون بكلمك تفضلي مكانك فاهمه....؟ تألمت من قبضته و قالت بخفوت حاضر ابعد عني...،

ارخ قبضة يده عليها و اخفضت يدها... و قال بزمجرة متقوليش الكلمة دي تاني.... نظرت له و توترت من اقترابه منها و خشيت من انفعاله  و قالت سليم ممكن تعديني......، نظر لها بطرف عينه قائلا هننزل البلد بكرا، نظرت له بخوف و قالت هنعمل ايه هناك؟

-هنعيش هناك و بعد ذلك ابتعد عنها و خرج من الغرفه... شعرت نور بالخوف فأكيد ينتظرها شي سي هناك، خرجت من الغرفة و اتجهت إلى غرفته وعندما فتحت الباب وجدت جوليا بالداخل تضع القهوة على الطاولة و سليم يبدل ملابسه ، نظرت لها بضيق و قطبت ملامحها، تحممت جوليا و خرجت و قفلت الباب خلفها نظرت له نور بضيق و قالت سوري مكنتش اعرف ان الوقت مش مناسب...نظر لها  و وضع قميصه على الفراش و جلس و امسك فنجان القهوة لكي يرتشفه بهدوء، اتجهت إليه بغيظ و أخذته منه و قالت انا بكلمك على فكرة....؟ تنهد سليم و قال عايزة ايه؟

-هي كانت بتعمل ايه هنا؟ و بعدين الباب كان مقفول ليه؟، نظر لها بتكهم و قال علي فكره انا محدش بيحاسبني تمام و بعدين شغل الستات اللي ملهوش لازمه دا ميتعملش معايا فاهمه... غضبت من كلماته اللاذعة و قالت تمام بس انت متحاسبنش على حاجه  برضو و يا ريت تحتفظ بتحكماتك  اللي ملهاش لازمه لنفسك و متبقش تعمل راجل عليا.... برزت عروقه وجه  و القى الفنجان على الأرض و سحبها من ذراعها و ليرتمي ظهرها على الاريكه و من ثم أصبح هو فوقها و كبل يدها بقضبته و قال اقسم بالله يا نور لو ملمتيش  لسانك دا هكرهك في عيشتك....،ظل صدرها يعلو و يهبط و قالت بتحدي و عند لا يناسب وضعها الحالي  عيشتي بكرها عشان معاك.... ارخي قبضته عليها ليحدق بعينها التي أعلنت من تمردها، و قال انا هكسرلك دماغك و ابقى وريني هتعملي ايه؟

-أعلى ما خيلك اركبه يا سليم و قولتلك خلاص انا خسرت اهلي و بقيت مرات اكتر واحد بكره في حياتي، نظر لها بضيق و قال و انا هكرهك فيا  اكتر....، لم تكثر لما يقوله و حاولت القيام من أسفله و لكنه ثبتها جيدا.... قالت له بزمجرة ابعد عني بقا و لا مضايق أوي عشان دخلت عليك و انت مع عشقتك، بعد عنها و انفرجت شفتيه بصدمه قائلا عشقتي...

قامت لتجلس هي الأخرى و قالت بنرفزة اهاا عشقتك، اومال كنت بتعمل ايه معها....، حدق بها بذهول فهو لم ينظر إلى خادمة في نهاية الأمر حتى لو كان لديه الكثير من العلاقات و قال ليه دخلتي لاقيتها نايمه معايا انتي مجنونه....
-لا ما دا اللي ناقص، بص حاول تحترم انك متجوز...

-متجوز؟ نظرت له بضيق يا لهذه الدرجة لا يراها "ايه مش واخد بالك اني مراتك".....لوي فمه بتكهم قائلا لا مش واخد و انتي مش من النوع اللي انا بحبه... ابتلعت تلك الغصة ونظرت له بحزن حاولت اختفاءه فهو دائما يجرحها بحديثه و قالت طيب بعد اذنك.... امسك يده و سحبها لتجلس على فخذه و حاوط  خصرها بيده و اليد الآخرى رفع ذقنها لكي تنظر له.. و تنهد قائلا انا مليش علاقه بجوليا...

-عادي انت حر انا مليش دعوه، انعقد حاجبه بدهشه اومال كنتي  مضايقه ليه؟
-مش مضايقه بس لما ادخل الاوضه على جوزي و الاقي كدا اكيد لازم اتكلم، عشان شكلي هيبقى وحش... نظر إلى شفتيها و مرر سبابته عليها، و انحني عليه ببطء ليقبلها، اوصدت عينها و لكن صوت طرق الباب جعله يبعد عنها، فتحت نور عينها و اكن تلك الدقات أتيت لتفريقهم ، أخبرته جوليا من خلف الباب أنه يوجد ضيف بالخارج...

قامت نور و كانت تشعر بالخجل و اتجهت لتخرج و لكنه توفقت عندما قال "انتي هتخرجي كدا"
-انا رايحه اوضتي
-بقميص النوم و اللي  برا ممكن يشوفك، خليكي هنا... نظرت له بضيق و قالت طيب ايه اومر تأني
ارتدى تشيرته و خرج من الغرفه و كان ذلك الضيف سيف، نظر له سيف بشك و قال كنت نايم و لا إيه؟

-لا كنت بفكر في اللي ابوك طلبه مني انا أخرى اوديها البلد لكن حوار اني اقول انها كانت علي علاقه بيا قبل الجواز فدا مستحيل... زفر سيف بحنق و قال بصراحه طلب أبوك صعب خصوصا أنها على ذمتك... حتى لو كنت مبتحبهاش مش هتعمل كدا يعني و لا إيه؟ نظر له و قد فهم ما يرمي إليه سيف و قال انا مبحبهاش يا سيف و انت عارف اني  مستحيل احب أو افكر في حاجه زي كدا، و حتى لو دا حصل فمستحيل تكون دي...

تحدث سيف بعدم تصديق لما يقوله... قائلا والله يا سليم جوازك منها غلط اصلا و انا مش فاهم انت عملت كدا ليه؟، واحد خاطب بنت عمه يروح يتجوز، سيبك من دا نور صغيره عنك بكتير و انت عمرك ما فكرت في واحده أقل من عشرين سنه، ميادة الله يرحمها كانت في عمر تقي و رغدة نفس الكلام، نور دي واحدة عاشت برا و انت اصلا طبعك منيل و مقفل فالتعامل معها مستحيل، اهلك عمره ما هيتقبلوا الوضع و ابوك اكيد ناوي على حاجه..... تنهد سليم بيأس فهو الان قفل جميع الأبواب في وجه و قال بحيره اعمل ايه؟ يا سيف....؟

-طلقها احسن ليك و لها عشان انت عارف كويس ان نور مش هتقبل ايه حاجه و اكيد انت عارف قصدي...
-انا مش بحبها و لا عمري هفكر فيها اصلا، بس انا عايز ارجع حق ميادة و فادي.... نظر له و قال تعرف اول مره احس انك بتكدب... انت دلوقتي بتدور على مبرر تخليها معاك به و عشان كدا روحت تتجوزها و اظن انك مكنتش عايز تتجوز من الأساس و بقالك عشر سنه اشمعنا دلوقتي فكرت في الجواز...

-خلاص يا سيف انا مش عايز افتح الموضوع دا تأني وانا محبتش غير ميادة. و مش هحب غيرها لو كانت خاينه فهي كرهتني في الحب و لو مظلومة فأنا هجيب حقها
-و هتعمل مع نور ايه؟
-و لا حاجه هتفضل على ذمتي لحد ما ابوها يفوق
-ايه علاقه دا بدأ؟
-لو سامح كان عنده ولاد كنت زماني قتلتهم، لكن للأسف مفيش غير نور و اديني خليته يتبر من بنته و دمرتله حياته و لسه هدمرها و اخليها تتمنى الموت و تكره انها من العيلة دي..

-هتقدر؟ نظر له بضيق فهو فعلا لا يشعر بأي شي تجاهها و قال اهااا هقدر
-طب اقولك ابوك ناوي على ايه بقا؟ نظر له بقلق، أكمل سيف قائلا هلبس نور قضية زنة... اتسعت حديقته بدهشه و قال انت عرفت ازاي؟
-هو قالي... الخطة هتمشي انها هتيجي البيت تمام و بعدها هو هخلي ايه واحد يعتدي عليها و بعدين سهله جدا يلبسها القضية و بكدا هيبقى قضى عليهم للأبد تقريبا و حسيته أنه هيلبس الموضوع لحد من ولاد عمها و طبعا انت عارف ان ابوك يقدر يعمل كل حاجه....
-مستحيل.... عقد سيف حاجبه بتعجب و قال مش هي مش فارقه معاك؟ فأنا من رأيي تنفذ انت بدل ابوك....

زمجر سليم بضيق و قال بعصبيه دي مراتي هو انا جايبها من الشارع يا سيف انت بتقول ايه؟
-فكر انت عايز تعمل ايه الأول و بعدين اتكلم لأن واحد انك خايف عليها.... رمقه بغضب و قال متقولش خايف عليها يا سيف انا بكرها و مستحيل افكر فيها، بس هي مراتي في الأول و الآخر و مستحيل اعمل كدا
تنهد سيف فمن الواضح أنه يقول ايه شي و قال طب هتتصوروا امتى؟
-مش عارف خلينا انهارده، ظبط انت كل حاجه و هاجي
-تمام هروح على الفيلا و اتصل بالفوتوغراف و خبيرة التجميل و اكلمك...

-و المصمم عشان الفستان.....قام سيف من مكانه و قال ساعه و هيكون كل حاجه جاهزة خلصوا و تعالوا....، بعد أن غادر سيف دلف إليها و قال قومي البسي عشان نتصور مع بعض...نظرت له بضيق ليه؟
-عشان الناس تعرف اني اتجوزت....
-و مش خايف الناس تقول اني صغيرة عليك، نظر لها و قال هما ١١  سنه بس و بعدين انا مش هكتب اني متجوز عيله متخافيش.... و البسي بسرعه عشان لسه لما تروحي هناك هتجهزي
قبطت ملامحها و نظرت له و قالت حاضر...

ارتديت نور ملابسها و كذلك هو و ارتدى حلته السوداء الانيقة و أسفلها قميصه الأبيض و خرجوا من المنزل و اتجهوا إلى الفيلا، كانت نور طول الطريق صامته فهي لم تتخيل ليوم أن تكون تلك هي حياتها، دلفوا إلى الفيلا معنا و أخبرها سيف أن تصعد و خبيرة التجميل سوف تصعد اليها، دخلت نور إلى الغرفة لتندهش بروعه و فخامة اثاثها و مسحاتها الواسعة فهي لاحظت انه مهوس بالتنظيم فلم تتدخل مكان يملكه الا و وجدته منظم للغاية  ، و مرت دقائق و دلفت إليها خبيرة التحميل و معها الفستان و حقيبة المساحيق، و قالت بابتسامه اتفضلي يا مدام نور...

بدات عملها بوضع المساحيق على وجهها ببراعة و قد اتجهت إلى البساطة و قامت بلف شعرها كعكة عالية و تزينها  بالأحجار الكريستاليه و قالت قمر جدا البسي الفستان و انزلي...، ابتسمت نور و هزت رأسها، خرجت و اوصدت الباب خلفها، نظرت نور إلى المرأة بحزن فهي تشعر بالوحدة حتى أنها فقدت حلم في أن تتزوج و تعيش قصة الحب التي رسمتها بخيالها فهي الان متجوزه و قد فقدت أهلها و لم تستطيع مواجهتهم كانت تتمنى بوجود أحد بجانبها، زفرت تلك الدمعة رغما عنها و امسك المناديل الورقي لتجفف دموعها لكي لا يخرب المكياج، و ارتديت الفستان و الذي كان بلون الأبيض بأكمام طويله شيفون و ضيق ليظهر خصرها الرشيق...

و ارتديت ذلك العقد الذي كان من الألماس الخالص و الحذائها ذات الكعب العالي، و نزلت اليهم، كان سليم ينتظرها و اندهش من مظهرها الخلاب فهي تبدو كالأميرات..
-هنتصور برا.... انتبه لسليم إليها وقال اهاا، خطت خطوة إلى الأمام و لكنها تفاجأت عندما مسك يدها و خرجوا معنا، كانت نور تريد أن البكاء و تلعن اليوم الذي جمعها به، كانت لا تريد تلك الأشياء المزيفة التي تراه حتي انها عليها أن ترسم السعادة المزيفة على وجهها، بدأ الفوتوغرافي يعطي لها الملاحظات و لكن نور لم تهتم، نظر لها سليم و قال افردي وشك...؟ نظرت له و قالت حاضر...

لاحظ سليم لامعه عينها و قال اعتبري نفسك بتحبني لحد ما الصور تخلص.... نظرت له بدهشه فهو حتى يستطيع رسم مشاعر مزيفة، و ابتسمت على ذلك انتهوا من التصوير و تركتهم نور و صعدت لكي تبدل ملابسها فهي كانت لا تطيق شي منهم، خلعت فستانها و الحذاء و ذلك العقد و قامت بفك شعرها، ملقاة كل ذلك على الارض و ارتديت ثيابها و جلست على الأرض لتجهش بالبكاء فلم تستطيع حبس دموعها أكثر من ذلك.....
دلف سليم و جدها على تلك الحالة تظاهر بعدم اهتمام و قال يلا عشان نروح و لا عايزة تفضلي هنا؟ رفعت عينها له و قالت ماشي، قامت نور معه، نظر لها سليم و قال بتعيطي ليه؟

-عادي متشغلش بالك مفيش حاجه ....، نظر إلى الفستان و العقد و قال ماشي.....، ذهبوا إلى المنزل و دلفت نور إلى الغرفه و قفلت الباب خلفها، لم يعلم لما كان يشعر بالضيق و الشعور بالذنب يحتج قلبه، جلس بغرفته وظل يتذكر منظرها وهي باكيه و جاثية على الأرض، قام من مكانه و دلف إلى غرفتها وجدها نائمه على الفراش، اقترب منها، كان جبنها يتعرق بشده، و تحسس حراره جسدها وجدها مرتفعة بشده و كانت هي تهزي ببعض الكلمات الغير المفهومة، تسرب القلق إلى قلبه و اتصل بالطيب، و جلس بجانبها... و شعر بالندم....، خرج ليفتح إلى الطبيب.... و دلف معه....

-حرارتها مرتفعة جدا...، انا هديتها خافض للحرارة بس لازم كدمات و لو منزلتش يبقى شاور بارد عشان درجه حرارتها تنزل، تنهد سليم بخوف و قال طب هي كويسه يعني؟
-اهاا متقلقش...خرج مع الطبيب و بعد ذلك طلب من جوليا أن تحضر له مياه مثلجه "حضرتك اللي هتعملها الكدمات"
-اهاا هاتيها... و أخذ الطبق و دلف إلى الغرفه، عقدت جوليا حاجبها بدهشه و دلفت إلى غرفتها...

نزلت رنا من الشركه و كانت بمفردها فهي طلبت من مصطفى الذهاب و انها سوف تنهي عملها و تذهب، أدارت سيارتها و لكنها ضغط على مكابح سيارتها فجأة عندما وجدت...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الفصل العاشر بقلم أسماء صلاح



ظهرت فتاة من العدم أمامها وعليها وجهها وشاحا يغطي وجهها، ارتبعت رنا، ضغط مكابح السيارة فجأة لكي لا تصدمها و نزلت من السيارة قائله انتي كويسه.... ازلت الحجاب عن وجهها و قالت اهاا عايزة اتكلم معاكي...
-انتي مين؟
-انا ندى بنت عمتك صفيه، اصدمت رنا و قال ندى طب ازاي.....؟
-انا هفهمك كل حاجه بس عايزكي تساعدني انا معرفتش اوصل لحد غير ليكي، ركبت معها السيارة و انطلقت رنا بداخلها مئات الاسئلة التي تتدور في عقلها، فهي لم ترى ندى غير مره واحده و لم تتحدث معها و لا مره في حياتها....


ظل سليم يفعل لها الكدمات الباردة و يستمع إلى الكلمات التي تتفوه بها  فهي ذكرت الكثير من الأحداث التي مرت بها، تحسس جبنها و شعر أن الحرارة انخفضت قليلا، انحني على شفتيها و قبلها... "متخافيش يا حبيبتي"....،استيقظت نور و قالت بخفوت و وهن مازن.... شعر بالغضب فلما تذكر اسمه و لكن تحكم في غضبه فهي الان ليست تسمح لها بمواجهه غضبه، و قام من مكانه فقد شعر بالاختناق، فتحت نور عينها ببط و قالت سليم... جلس مره أخرى و قال تعبانة؟
-اممم... رتب على يدها قائلا لو تقدري تقومي تاخدي شاور يبقى احسن...


-مش قادره اتحرك اصلا...، تحسس جبنها مره أخرى قائلا الحرارة مش راضيه تنزل... اوصدت عينها بتعب "مش مهم، روح انت نام انا كويسه"، نظر لها و اتجه إليها و وضع يده أسفل ركبتيها و حملها، فتحت عينها بضيق "لوسمحت سيبني"، دلف إلى المرحاض و وضعها على طرف البانيو لتجلس، وفتح صنبور المياه... كانت نور تشعر بخمول جسدها و ثقل عينها و قالت بوهن انا مش عايزة... والله انا تعبانة سيبني ونبي..... جث امامها و قال مش هعملك حاجه متخافيش بس لسه حرارة جسمك تنزل عشان غلط...

هزت رأسها بوهن و قالت طيب، ممكن تخرج....تنهد سليم و قال طيب يا نور بس لو تعبتي نادي عليا..، خرج سليم لينظرها بالخارج، خلعت نور ملابسها و نزلت في البانيو، شعرت بثقل عينها... و الصداع الذي اتحج رأسها بالكامل...
قلق سليم عليها فهي ظلت بالداخل ما يقارب النصف ساعه و دخل إليها و اصدم عندما رآها سقطت أسفل المياه، تنهد يضيق فهي من أثرت على ذلك، و حملها و وضعها على الفراش برفق و جلب منشفه لكي يجفف جسدها، و وضع عليها الغطاء و قام ليحضر لها ثياب و البسها اياها، و وضع قبله خفيفة على شفتيها و نام بجانبها...


وصلت رنا إلى احدي الفنادق و قام بحجز الغرفه و صعدت إليها هي و ندى لكي يستطيعوا التحدث...
-انا عارفه انك مستغربه، بس انا قتلت معتز و هربت... اتسعت ملقتيها بدهشه قتلتي معتز ازاي... بدأت ندى تبكي بحرقه و تذكرت ما حدث معها، و قالت هما خطفوني و انا رايحه الكلية و اللي اسمه معتز دا اعتدى عليا و ضربني...

كانت ندى جالسه و هي كبلت الأيدي و دموعها تغرق وجهها دلف معتز إليها و جث على ركبتيه لكي يصبح أمامها مباشره و قال مكنتش اعرف انك حلوه كدا الصراحه... بصقت ندى عليه و قالت بازدراء مش عيب لما تخطف بنت..
مد نور يده ليتحسس جسدها و قال اممم فعلا عيب اوي...، قام ليوصد باب الغرفة و وضع تلك الكاميرا إمام الفراش... و جيبها من شعرها لتقف، شعرت بألم  شديد و دفعها على الفراش و قام باغتصابها، و بعد أن انتهى فك يدها و تركها و غادر ظلت تبكي بحزن على انتهاك شرفها بتلك الطريقة البشعة و قامت لتململ أشلائها  الممزقة...


تعاطفت رنا معها بحزن و تساقطت الدموع من عينها و قالت طب و بعد كدا عملتي ايه؟
-عدي يومين بظبط و كانت الفضيحة انتشرت في البلد و انا عرفت لما فتحت تليفوني و طبعا عرفت ان كدا اهلي خلاص اتخلوا عني، فضلت افكر كتير و قولت لازم اخد حقي من معتز، و خدت سكينه من المطبخ و فضلت منتظرة دخوله، و اول ما لاقيت الباب بتفتح فدخلت الاوضه و وقفت ورا الباب، طبعا هو كان داخل و متوقع اني نايمه و اول ما دخل الاوضه و ضهره بقى ليا و حطيت السكينة على رقبته و دبحته، لما شوفته بيطلع في الروح و بيفرفر قدامي كنت فرحانه اوي حسيت اني لو اقدر اقتله بدل المرة عشره كنت عملتها و بعد كدا خدت شنطتي و السكينة و مشيت، حجزت تذكرة القطر و لما وصلت القاهرة سألت عن اسم  الشركة و جيت ليكي...

-طب انا هقدر اساعدك ازاي؟
-مش معتز بس هو الجاني انا لازم اخدي حقي منهم و من اهلي اللي اتخلوا عن و رموني للكلاب، و كل اللي همهم سمعتهم و شرفهم... تنهدت رنا و قالت ناويه تعملي ايه؟

-هنتقم من سليم و سيف البنهاوي و كل واحد لي دور، و انا هقولك هتساعديني ازاي، المهم انتي معايا و لا،... شعرت رنا بنشوة الانتقام فهي تريد سحق تلك العائلة التي قتلت والدها و أخذت منها صديقتها نور... و قالت معاكي يا ندى.....
ابتسمت ندى بانتصار فالان هي على أعتاب استرداد حقها و قالت انا عايزة انام و بكرا هنتفق على كل حاجه.....تركتها رنا و غادرت لكي تذهب إلى منزلها....


استيقظت نور و وجدت سليم ينام بجانبها، قامت و تذكرت ما حدث و انه ظل بجانبها طوال الليل.. لم يكن سي كثيرا فأحيانا تشعر بتغير معاملته معها بين الحين و الآخر و كأنها شخصا آخر غير الذي يغضب و يثور دائما... عندما شعرت انه على وشك الاستيقاظ اوصدت عينها و تظاهرت بالنوم، نظر إليها فهي مازالت نائمة و قال نور...

تحسس جبنها، و ابتسم و انحني ببطء ليقبل شفتيها و لكنه أتفاجأ عندما فتحت عينها، عقدت ذراعها حول عنقه... نظر لها سليم بغيظ فهي كانت مستيقظة و قال انا كنت بشوفك صاحية ولا....؟
ابتسمت نور و قالت هو انا قولت حاجه...بس انت كنت بتعمل ايه؟..
-مش بعمل؟، لم يستطيع القيام لأنها كانت تلف ذراعها حوله و قالت شكرا....
-على ايه؟
-على امبارح و أنك فضلت جنبي...


-عادي زي اختي، ضحكت نور لتظهر غمازاتها و قالت مراتك مش اختك.....، وجه نظره على شفتيها التي عشق تذوقها و اذبه سحرها، توترت نور و ارخت قبضتها، التهم هو شفتيها في قبله جامحة اوصدت عينها لتستمتع بقبلته و تبادله اياها فهي اصحبت تريد ذلك لم تعلم لما و لكنها ظنت أن ذلك مشاعر عابرة و لكن لكل عابر سيجد واجته في وقت ما... لم تنتبه إلى تنفسها الذي ضاق و لكنها كانت تريد بعض الوقت... ابتعد سليم عنها ونظر لها و كأنه يعاتبها على شئيا ما آو بالأحرى يعنف نفسه و يعاتب و خرج من الغرفه، تعجبت نور من تصرفاته فهو ليس مراهق على فعل ذلك تارة يبقى معها و تارة يتركها، ذهبت نور إليه و فتحت باب الغرفه و قالت سليم انا عايزة اتكلم معاك؟، تنهد سليم فهو يكره الحديث معها و قال انسى ايه حاجه حصلت دلوقتي
-انا مش فاهمه انت بتعمل كدا ليه؟

-نور أظن أنك عارفه كويسه وضع جوازنا و عارفه ان احنا مش هننفع لبعض فملهاش لازمه و عارفه ان و لا انتي هتحبني  و لا انا هحبك  ..... نظرت له و قالت لازم حب؟
-على الأقل هيبقى سبب اننا نتقلب حياتنا مع بعض، شعرت نور بغصة في قلبها فهي لم تستطيع أن تحبه  و هو مثلها و قالت فعلا كلامك صح بس بلاش تقرب مني كتير بقا و خليك قد كلامك تمام....

-على فكرة انتي مراتي و دي حاجه بمزاجي... قالت باقتضاب و على فكره انت اللي لسه قايل مش انا و لو قربت مني تأني هتشوف تصرف مش هيعجبك خالص و يا ريت نتعامل علي اننا اخوات.... لوى شفتيه بسخرية اخوات و بعدين تصرف ايه اللي انتي هتعملي؟، تقريبا نور اكتر حد بتقدر تخرج سليم عن شعوره، وضعها يدها على وسطها و قالت لما تبقى تجرب بقا؟ اقترب منها و قالت لا انا عايز اعرف دلوقتي؟، رمشت بعينها و ارتبكت قائله بتوتر ازاي؟

-عايز اشوف التصرف الشرير بتاعك...؟ نظرت له يعينها الخضراء اللامعة و قالت سخيف.... لفها إليه محاوطا خصرها "قولتي ايه؟" حاولت الابتعاد عنه و قالت ابعد لو سمحت عشان هزعلك، انعقد حاجبيه بدهشه و قال بجد؟؟
هزت رأسها له و لكنها تفاجأت عندما قبل شفتيها الكرزية الناعمة، و ابتعد و همس لها قائلا بلاش تحبني عشان لو وقعتي في حبي هتتكسري...نظرت له حتى شعرت بتجمع الدموع في مقلتيها و قالت لا متخافش مستحيل اعمل كدا....
-هنسافر البلد انهاردة  تمام....

-تمام... خرجت نور و تركته و وجدت هاتفها يرن و إجابتها عليها و أخبرته رنا بكل شي دفعه واحدة جعلتها تندهش و لكن المصيبة سوف تتمكن في تسترهم على ندى و لكن فهي مظلومة و ما فعلته كان الصواب، أخبرتها رنا تذهب إلى الفندق..، و بالفعل بعد سليم ذهب ارتديت نور ملابسها و ذهبت إلى الفندق.... و صعدت إلى الغرفة و فتحت لها رنا
دلفت نور و نظرت إلى ندى بتعجب و قالت انتي مش خايفه؟

-محدش هيجيب سيرتي اصلا متقلقيش يا نور، بصوا بقا الخطة بتقول اننا هنخلص من سليم و سيف تمام.... نظرت لهم نور باستفسار قائله ازاي...؟، شبكت ندى اصابعها و وضعت قدم على الاخر و قالت انا مش هسيب حقي و اظن ان انتي كمان متجوزها غصبن عنك  والله اعلم ناوي ليكي على ايه، مش بعيد يعمل فيكي حاجه دا معندوش مبدأ اصلا و هو و لا عيلته و بالنسبة لعيلنا الكريمة بقا عايزة اجيب أجلهم....نور مصدومة من اللي بتسمعه فهي لم تتخيل أنها ستكون مجرد مجرمة و قالت يعني انا هعمل ايه و بعدين حتى أهلنا...

ضحكت ندى بسخرية أهلنا...؟ اللي سبوني و لا اللي سابوكي... بصي يا بنتي انتي دلوقتي مراته يعني في ايدك كل حاجه، انا هخلص من سليم و سيف و بعدين هندخل على باقي العيلة عشان نقضي عليهم، اما بالنسبة لعيلنا فهما ماتوا بالنسبالي، و زي ما قتلت معتز هقتل سليم و اخوه و زي ما اتعمل فيا هعمله في اخته أو مراته...

-انا اللي مراته... ابتسمت ندي بسخرية لا يا نور انتي مش هتفرقي معها في حاجه هو خاطب بنت عمه و اكيد هيتجوزها، و سيف متجوز... شعرت نور بضيق لم تعلم سببه و قالت انا المفروض أعمل إيه؟ و الخطة هتبدي ازاي و ايه نهايتها؟ ابتسمت ندى و رنا فبذلك تجمع الثلاثة لنيل حقهم....
سألت نور بتردد قائله طب لو حد عرف ممكن يحصل فينا ايه؟، إجابتها ندى قائله و لا حاجه يا نور مفيش أسوا من اللي حصلنا يعني و كل واحده فيكم دفعت التمن مقدما، انتي اتجوزتي و بالطريقة و دي و انا شرفي ضاع و رنا ابوها مات و مهددة من سيف و اللي اسمه عازم دا، المهم انتي تنفذي الكلام مظبوط و خلال شهور هتكون قضينا عليهم و مش عايزة حد يعرف اني موجودة مفهوم....

نظرت لها رنا و قالت بس لازم نشوفك مكان تقعدي فيه الأول...
-عايزة مكان استخبي فيه يا رنا اكون بعيد عن كلاب البنهاوي
نزلت نور من عندهم و استقلت تاكسي و ظلت تفكر في أن كانت تستطيع تنفيذ ذلك أم لا، و طلبت من السائق أن يوصلها إلى عنوان منزلها فقد اشتاقت إلى رؤيه والدتها، اعطته الأجرة و نزلت... طرقت الباب و فتحت لها الخدامة و بعد ذلك دخلت و وجدت والدتها تجلس في المنزل و قد تبدل حالها كثيرا اصحبت حزينة... ماما..

انبهت إليها نيرة و قامت من مكانها و قد ترقرت الدموع بعينها و أخذها بحضنها و ظلت تبكي و قالت كنتي فين يا نور؟
ابتعدت نور عنها و مسحت دموعها هي الأخرى و قالت انا كويسه يا ماما متخافيش...
سالتها منيره بلهفة قائلة حد عملك حاجه، ازاي تسيبي البيت كدا، تعرفي ايه اللي حصل لباباكي؟
هزت نور رأسها و قالت اهاا عارفه يا ماما و انا السبب في كل دا؟، و أكملت ببكاء بابا شافني عند سليم...

نظرت لها منيرة و تركت يدها التي كانت تتضعها على ذراعها و قالت شافك عند سليم ازاي يا نور، يعني انتي فعلا كنتي على علاقه به، انطقي؟
ابتعلت نور ريقها و قالت وسط دموعها انا اتجوزت سليم..... نظرت لها بحده و قامت بصفعها بقوة قائلة بعصبيه اتجوزتي اللي بهدل ابوكي و اللي قتل جوز عمتك.... اخرجي برا...

نظرت لها نور بصدمه و زادت بكائها و قالت انا معرفتش اعمل حاجه و كنت خايفه بابا يقتلني بجد، بلاش تقوليلي كدا يا ماما ارجوك بلاش تظلمني انتي كمان.....، لم تصدقها منيرة و قالت انا بنتي ماتت كان عندي ابوكي يقتلك و لا اشوفك مرات الحيوان دا؟ نظرت لها بعيونها الدامعة كانت نور تريد أن تجد أحد يدعمها يقف بجانبها، ولكن فشل توقعها... كانت تريد أن تأخذها بين احضانها و ترتب عليها فقط، ابتعدت نور عنها و قالت ماشي يا ماما هخرج و مش هرجع تاني بس محدش يلومني على حاجه بعد كدا... خرجت نور من المنزل و هي منهارة بالبكاء و لكنها وجدت مازن أمامها أوقفها قائلا نور..... وقفت نور و قالت خير يا مازن في حاجه؟
تعجب من طريقتها فهي مين اختفت و قال علي فكره انا بكلمك...

نظرت نور له و قالت انا اتجوزت سليم يا مازن و امي طردتني من البيت و بابا اللي حصله دا بسببي عايز تسمع حاجه تاني
لم يعلم مازن ما الذي تتحدث عنه و قال اتجوزتي ازاي و ليه؟ و ايه علاقه دا باللي حصل لخالي...
-شافني نايمه مع سليم.... اتسعت عينها بدهشه و غلت الدماء بعروقه، ارتفعت يده لتصفعها على وجنتها بعنف و قبض على شعرها. قائلا انتي اتجننتي ايه اللي بتقولي دا؟

تألمت نور بشده و قالت اللي سمعته يا مازن و بعدين انت مالك؟
صمت مازن و تركها و قال لازم يطلقك انا مش هسيبك.... ضحكت نور بشده وسط بكائها، كانت تتضحك بصوت عالي و كأنها فقدت عقلها و قالت بجد مش هتسيبني ليه عشان انا اختك الصغيرة.... شكرا انا مش عايزة حاجه....و غادرت من أمامه و لكن امسك يدها و قال قولتلك مش هتمشي يا نور....فاهمه......
تخلصت نور من قبضته  و قالت اتجوزته خلاص يا مازن يعني انت متقدرش تعمل حاجه
-اتجوزتي ليه؟ ليه تعملي في نفسك كدا؟
-مش بمزاجي...

نظر لها بحزن و قال ليه مقولتيش كل دا؟
تنهدت نور فهي كانت امامه و اعترفت له بحبها و هو من رفض متحججا بأنها صغيرة و مثل رنا و قالت كنت خايفه عليك، خوفت يحصلك حاجه ....
ضمها مازن إليه و قال انا مش هسيبك و لازم تتطلقي منه...و ابتعد عنها و حاوط وجنتها بين يده و قال بحبك....
اندهشت نور و شعرت ببعض السخرية من داخلها فلماذا يعترف لها بحبه الأن، لأنه شعر انها لم تضع له... لما نشعر بقيمه الأشياء بعض فقدها لم تشعر بسعادة الان يمكن لو كان تعجل و أخبرها من قبل كان سوف يختلف الأمر كثيرا، حتى الشعور فهي الان على ذمة رجل آخر غير الذي أحبته و تمنت أن تكون له.......انعقد لسانها فهي الأن ليس من حقها قول شي له و قالت انا همشي....

انحني مازن عليها ليقبلها و لكن وضعت يدها حاجزا بينهم و قالت لوسمحت يا مازن....
قال بنبرة يشبوها الكثير من الغيرة.. حصل بينكم حاجه؟.... هزت رأسها نافيه
-ماشي يا نور تمشي بس كلمني و انا هتصرف و هخلي يطلقك غصبن عنه.....، عقدت ذراعها حول عنقه و أسندت رأسها على كتفه وقالت انا خايفه يا مازن........
-متخافيش يا نور انا مش هسيبك.......، شعرت نور ببعض الأمان الذي فقدته فهو دائما كان معها و يشاركها كل شي...
ابتعدت عنه و قالت انا همشي عشان اتاخرت و خايفه يرجع قبلي.....

ذهبت ندى و رنا إلى البحث عن شقه لكي تمكث بها ندى و قامت رنا بشراء بعض الأغراض لها ، و عثروا على شقه في اهدي المناطق الهادئة و أنهت رنا عقد الإيجار و بعد ذلك صعدت هي و ندى إلى الشقه...
-الشقة حلوه، هتعملي ايه بقا؟
جلست ندى إلى الاريكه و قالت ولا حاجه هنخلي عازم يقضي علي سيف..... استغربت رنا و قالت ازاي؟
-انا هقولك... و المهم بلاش حد يعرف حاجه عني...
-تمام....بس برضو الموضوع مش سهل....

ذهبت نور إلى المنزل و عندما دخلت وجدت سليم بداخل، شعرت بالارتباك فهي لم تخبره....
-ادخلي حضري نفسك عشان هنسافر...
دلف نور إلى الغرفة و لم تنطق بشي و تذكرت ما حدث مع مازن الان شعرت بأن ذلك خيانة له و لكن هو من أجبرها على ذلك الجواز و هو من كان السبب في كل شي حدث معها....
وضعت ثيابها في الحقيبة و خرجت قائله انا خلصت...
-ماشي، احنا هنسافر طيران عشان نوصل أسرع بدل العربيه...

هزت رأسها فهي لا يهمها شي من ذلك....
وصلوا إلى المطار و صعدوا إلى طائرته الخاصة، كانت نور صامته لا تقول شي و كانت تشعر بالخوف لما ينتظرها هناك... جلست في المقعد بمفردها و وضعت سماعتها لكي تستمع إلى الموسيقى الهادئة، كانت تبحث عن السلام بداخلها، تريده أن يحررها و تذهب إلى مازن و تنهي ذلك فهي لم تهتم بالتار و لا بايه شي و عندما تحقق حلمها بأن مازن يعترف لها بحبه تكون تزوجت ذلك... و الأدهى اتفاقها مع رنا و ندى ...

لاحظ سليم صمتها و عدم تعلقها على شي و ذلك غير عادتها... و لكنه تظاهر بعدم الاهتمام......
و بعد مرور ساعات وصلوا إلى قنا و كان ياسر ينظره بالسيارة و أخذ شنطة الملابس فابتسمت نور له...
جلست نور بجانب عمار بالخلف و الذي كان مشغول بهاتفه... نظرت نور له و قالت بخفوت لكي لا ينتبه لها سليم أو ياسر "انا نور و انت"
رفع نظره من على شاشته الالكترونية و قال بس انا مش عارف العب.....
عقدت حاجبها بدهشه و قالت هات أنا العب و لو كسبت هنبقي صحاب.....

كان سليم يراقبها من المرأة و لم يكن وحده فياسر الاخر أعجب بها كثيرا.....
أخذت منه الهاتف و لعبت تلك اللعبة و كسبتها بسهوله و قالت اديني كسبت اهو....
ابتسم عمار لها و قال بسعادة شاطرة يا نور.... ضحكت نور و قالت مش هتقوليلي اسمك بقا....
اندمج عمار في اللعب مره أخرى و قال عمار....
وصلوا إلى المنزل، كانت نور تشعر بأنها طفله تذهب المدرسة لأول مره بحياتها و تركتها امها... كانت تريد أن تبكي أو تترجيها أن يجعلها تذهب و يتركها لحالها، ترجلت من السيارة و كانت قدمها تسير ببطء... سبقهم ياسر و عمار...

-نور.... انتبهت نور له و قالت بخوف نعم؟
-يلا...ذهبت نور خلفه، دلفوا إلى المنزل... كانت عبله جالسه و بجانبها يسرا التي رمقت نور بغيظ و كره شديد، كانت نور تنظر إلى المنزل بخوف و تتجول بنظرها، خرجت توحيده من المطبخ و جمدت ملامحها عندما راتها و قالت بضيق و تهكم حمد الله على السلامة....اتجه سليم إليها و قبل يدها فهو يعلم أن والدته مستحيل ان تتقبل نور و قال الله يسلمك يا أمي....

ظلت نور واقفه مكانها فهي شعرت بالغربة و الخوف... و لكنها انتبهت إلى عمار الذي يشد فستانها و قال نور انتي واقفه ليه؟، تدخلت يسرا بضيق و قالت سيبي طنط يا عمار عيب كدا....
نظرت لها نور بابتسامه و قالت مفيش حاجه....، قامت عبله و طلبت من توحيده أن تذهب إلى  المطبخ  و طلبت منهم  أن يصعدوا خلفها، كانت نور تشعر بتوتر من تلك المرأة التي تبدو ذات هيبة و وقار، اوصد سليم الباب و أشارت لهم على الاريكه التي تتوسط الغرفة و قالت منورة بيت جوزك يا بنتي...، ابتسمت نور لها... نظرت عبله الي سليم قائلة دخلت على مراتك و لا لسه؟، شعرت نور بالأحراج الشديد و اشتعلت وجنتها...

تحمم سليم بحرج و قال لا لسه؟، غضبت عبله فهي تعلم أن ذلك تعليمات شقيقها و قالت هنعمل فرحك اهني و لازم تتدخل على مراتك يا طلقها... ابتلع سليم تلك الكلمات و كذلك نور التي لم تجد أجابه و أكملت عبله و بالنسبة لبنت عمك رغدة عايز تتجوزها اجوزها، تذمرت نور أكثر فتلك الحديث لم يروق لها  و لاحظت عبله ذلك و لكنها لم تعقب و أكملت قائلة و انتي يا نور بعد فرحكم هخدك عند الحكيمة عشان نشوف موضوع الحمل....

انفرجت شفتيها بصدمه حمل؟؟، قبض سليم على يدها ليجعلها تصمت و قال تمام يا عمتي في حاجه تاني؟
-لا يا ولدي خد مراتك و امشوا، اخذ سليم نور و غادر الغرفة، تنهدت عبله بحزن قائلة ياريت كنت موجود يابا....
دخلوا إلى الغرفة، كان سليم لا يوافق على شي مما قالته، نظرت له نور بغيظ و قالت هتعمل ايه؟
-قصدك هنعمل؟، عقدت ساعديها و قالت انا مش موافقه على حاجه اتقالت علي فكرة و حاول تخليها تغلي فكرة الفرح دي و قوليها اي حاجه...، زفر بحنق قائلا و عمتي عبيطة هتصدق بصي هي مش هتسكت غير ما دا يحصل و انا عارف ليه؟
-و دا مستحيل يحصل يا سليم تمام....

-اني مستحيل فيهم؟، نظرت له قائلة كله و على فكره انا مش هفضل على ذمتك لو اتجوزت، انعقد حاجبيه قائلا يعني انتي سايبه كل حاجه و بتفكري في دي؟
-لا روح اتجوز عليا و ماله؟، نظر لها و قال مش لما اتجوزتك انتي الأول...، شعرت بالحرج و قالت انا عندي فكرة انت هتقول ان يعني..... و ان عندي القلب و مش هعرف اخلف اشطا....قبطت ملامحه قائلا و طبعا انتي حاسه انك بتمثلي فيلم؟، و لما تأخدك لدكتور مثلا...
-خلاص انا ممكن اروح لدكتورة و هي تتصرف...

-متجوزه سوسن انتي، بصي اسكتي ونبي عشان هتشل...، قامت نور و وضعت ملابسها في الخزانة و ظل سليم يفكر في حل يقنع به عمته فهو يعمل انها تريد ذلك لكي تمنع حسن من فعل شي، دخلت نور إلى المرحاض  و ابدلت ملابسها إلى شورت جينز و تشيرت نصف كم وردي قصير و خرجت، انتبه سليم لها و قال علي فكرة لبسك دا  مش هينفع يا نور؟
-ليه؟
-عشان جسمك كله مكشوف تقريبا و انا مبحبش كدا، نظرت له و قالت على أساس اني فارقة معاك بقا و كدا؟

-لا على أساس أن اسمك مراتي و مش لازم كله يشوف جسمك اللي انتي معريها..، شعرت نور بالتوتر و قالت طيب عايز حاجه تاني؟
-هو لو مفيش غير أننا ننفذ كلامها هيبقي ايه الحل؟، نظرت له نور فهو يفكر و يجاهد لكي يمنع ذلك و تأكدت بأنه يريد تنفذ كلام والده و الذي سمعته عن طريق حديثه مع سيف عندما كان عندهم في المنزل و قالت اعمل اللي انت عايزه يا سليم و اظن انك بتقدر تتصرف في كل حاجه؟

-و انتي مش معايا في الحوار دا؟، نظرت له و قالت لا مش معاك شوف الحل و نفذه و بعدين انت خدت رأيي من امتى يعني؟، نظر لها و تعجب من لهجتها و قال افهم من كدا انك موافقة؟
-سليم انت لو عايز دا كنت عملته من غير رايي زي ما اتجوزتني كدا، لكن انت اتجوزتني لسبب تاني و انا بقولك شوف انت عايز تعمل و انا تحت امرك لاني زهقت بجد و عايزة أطلق....و تمددت على الفراش لكي تنام... اتجه سليم ليتمدد بجانبها و عندما شعرت بذلك و قامت و لكنه قبض على يدها قائلة رايحه فين؟

-هنام على الكنبة... سحبها لتنام على الفراش نظرت له باقتضاب و أدارت ظهرها له، اقترب منه و لف ذراعه حول خصرها و الصق ظهرها بصدره، حاولت نور الابتعاد و لكنها فشلت... "مالك؟"...
زفرت نور بضيق، فهو بالكاد مجنون و قالت حط نفسك مكاني و شوف نفسك هتتضايق و لا؟ و لم تجد منه اجابه لم تشعر سوى بدقات قلبه التي لم تفهم لما تشعر بها و قالت سليم ما تطلقني و تخلص...
-مش عارف و اكمل بخفوت انا هنام و ابقى صحيني...

كانت يسرا تشتعل غضبا من صعوده معها.... اجتمع الجميع على السفرة و كل فردا كان لديه مشاعره الخاصة من الضيق و الغضب و الكره....، جلست عبله و قالت بحزم مش عايزة كلام يفتح تمام و بكرا فرح سليم و نور و أهل البلد ملهم هيعرفَوا، زمجر حسن و قال مستحيل...
-الكلام انتهي يا حسن....
نظرت لها رغدة بحزن وقالت و انا؟

-هتقبلي تبجي (تبقي) زوجه تانية بكيفك... و أكملت حضر كل حاجه يا سالم و الفرح هيبجي (هيبقى) على الضيق عشان وفاة معتز مع أنه لو كان عايش كنت أن اللي جتلته....
زفرت منيرة بحنق و تركت طعامها و غادرت...
-الفرح بكرا و انا حجزت القاعه انهاردة... لم يعجب بأي أحد بحديثها و لكن ما عليهم سوى تنفيذ ذلك..... و كان موقف رغدة الأصعب فهي سوف تحضر زفاف خطيبها...

في الصباح طلبت عبله من ياسر أن يوصل نور إلى الفندق التي قامت بحجز القاعه به ... و طبعا سليم رفض و قال إنه هو اللي هيوصلها و أخذ تقي لتبقى معها... تذمرت نور في البداية و لكنها لم تجد شي اخر
جلست نور في الغرفة و معها تقي و تحدثت تقي قائلة هو انتي اتجوزتي سليم ليه؟
-والله اخوكي اتجوزني بالعافية...

-بس انهاردة فرحكم و.... قطعتها نور بحده انا لو عليا همشي بس مش هقدر...
تنهدت تقي في لديها حق علي كل حال، و أتيت خبيرة التجميل لهم، كانت نور تشعر بالضيق و الاختناق فهي اليوم سوف تبقى عروسة مزيفة كالعاده...ارتديت فستانها و انسدل شعرها ليداري ظهرها بالكامل، و ذلك التاج الذي أعطاها مظهر ملكي، خرجت تقي من الغرفة و تركتها....، أمسكت نور هاتفها و طلبت رقم مازن و قالت مازن...

-بتصل بيكي من امبارح؟
-التليفون كان مقفول انا كنت عايزة اقولك على حاجه....؟
-قولي....؟ و بعدين انتي فين اصلا؟
-انا في قنا مع سليم...
اتنرفز مازن قائلا بلاش تنطقي اسمه تمام و بتعملي ايه هناك....؟
-انهاردة فرحنا، عمته صممت على كدا و.... صاح بها بحده فرح ايه و هبل ايه دا؟

-مفيش حاجه اعملها و بعدين انت بتزعقلي ليه؟
زفر مازن بحنق فهو يعلم بأنها ليس لديها ذنب في ذلك و قال تمام يا نور بس حافظي على نفسك لحد ما انا اتصرف في المصيبة دي و اخلصك منه
قالت بيأس هتعرف؟
-هعرف حتى لو هتقتله....، طرق سليم الغرفه و قفلت نور مع مازن، و أمسكت بفستانها و فتحت الباب...
نظر لها سليم بإعجاب فهي تبهر في كل مره يراها و قال بصي عدي الليلة على خير؟...

-حاضر.... ننزل بقا عشان نخلص...
و قبل أن يخرجوا كانت صعدت عبله لهم و قالت الف مبروك....؟ ابتسمت نور و كذلك سليم، و أكملت عبله قائلة انا حجزت ليكم هنا انهاردة عشان تبجوا (تبقوا) على راحتكم...
نزلوا إلى القاعة و طبعا لم تحضر رغدة و هاجر و والدتهم ذلك الفرح و ظلوا بالمنزل... كانت توحيده و يسرا ينظرون لها بغضب و حقد و كذلك حسن الذي شعر بالهزيمة، كان الفرح يضم الناس المهمة و أفراد العائلة فقط... و بعد الصحافة
كان يراقصان الاثنان معا و زفرت نور بحنق و قالت على فكرة اللي عمتك بتقوله دا مش هيحصل تمام؟!، قبض سليم خلي خصرها أكثر و قرب وجه من وجهها و كان يحتفظ بابتسامته و قال مش بمزاجك على فكرة....؟
-لا بمزاجي و انا مش عايزك.......انحني ليقبل شفتيها.... اتسعت عينها بدهشه...

كانت يسرا تشعر باختراقها و أردت تخريب ذلك الفرح و لكن لم تستطيع.....
انتهى الفرح و صعدوا إلى عرفتهم بعد توصيات عبلة... جلست نور على الفراش و قالت بضيق  خليك قد كلامك.... كان يبدو على سليم الضيق و تغيرت ملامح وجه، ارتبعت نور بداخلها و لكنها اخفت ذلك...
خلع سترته و قال بقى انتي بتستغفليني؟
نظرت له نور بخوف  و لم تفهم ما يقصده بتلك الكلمات و قالت بقلق قصدك ايه؟...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول البارت الحادي عشر بقلم أسماء صلاح



-ايه علاقتك بمازن يا نور.... جحظت عينها بصدمه فهو يعلم بشي عنه و ان علم فماذا سيفعل بها الآن...
ابتلعت ريقها و قالت و انت مالك؟
امسك شعرها بقوه و قال انا جوزك و لا انتي ناسية؟، كانت نور تريد أن تعرف كيف علم بذلك و لكن من المؤكد أنه يراقبها أو يراقب هاتفها..... و قالت بألم ملكش دعوه.....
ابتسم بتهكم و قال زيك زي غيرك كلكم زبالة...... لم تفهم نور ما قصده و لكن هي الآن تخشى منه أكثر و تريد أن تترك تلك الغرفة و تذهب... و قالت ببكاء سيبني.... لو سمحت....


صفعها سليم بقوة و قال و حيات امي لوريكي و طلاق مش هتطلق و عايز اشوف الدكر بتاعك هيعمل ايه....؟
ظلت نور تبكي و دفنت وجهها بين كفيها و قالت انا معملتش حاجه، انت السبب في كل دا مش انا......
-اقلعي... نظرت له بصدمه.... اقترب منها و قال انجزي و لا انتي فكراني هسيبك لي....
ارتعش جسدها بخوف و تعالت شهقاتها الباكية و قالت انت اللي اتجوزتني و انت السبب في كل حاجه انا مليش ذنب، انت اللي خدتني من بيتي و أهلي عشان تنقم لواحدة و برضو و مليش ذنب، طلقني....


جذبها من شعرها و أوقفها أمامه... قائلا براحتي يا نور انا حر
-و انا بكرهك اوي و بقرف منك، و محبتش غير مازن و مش هحبه غيره.....،برزت عروقه و شعر بالغضب و دفعها لتسقط على الفراش و قال و انا هخليكي تكرهني اكتر،  و جث عليها قائلا لو قولتي اسمه تأني هقتلك.... اوصدت عينها بخوف، قام سليم بنزع فستانها و ما أسفله ، ظلت تبكي بشدة و بدأ جسدها في التشنج من البكاء و قالت بخفوت ابوس ايدك سيبني.. لم ينبه سليم لها و قبل شفتيها بعنف.. ابتعدت عنها و مسح دموعها قائلا مش هغتصب مراتي متخافيش... فتحت عينها و أخذت أنفاسها التي أخذت تلتقطها بصعوبة، نام سليم بجانبها و زفر بحنق فهو كان علي وشك اغتصابها... و لكن فكلماتها اهانت رجولته..


-بتحبي؟ أردت نور رأسها له و قالت سليم......
-نعم!
-طلقني أحسن لينا، و قول عليا ايه حاجه بس طلقني.....
-انا مش عايزة، مستحيل حياتنا هتكون طبيعة.....
-أول ما المدة تخلص هطلقك، و لا مستعجلة اوي عشانه...، تلاقت نظراتهم كانت تشعر أنها تحمل مشاعر له لم تكن كراهية فقط و لكن هذا لم يكون صحيح و قالت لما تحب حد هتعرف؟
-محدش يستاهل الحب اصلا....
-مش كله....
- نامي.......
-هتقول ايه لعمتك؟
-هتصرف...


صمتت نور و كانت تريد أن تقوم لارتداء ملابس و لكنها خجلت فهو مازال مستيقظ...رن هاتفها و لسوء الحظ قام سليم ليرى من المتصل و رآه مازن، كبح غضبه و اتجه لها و اعطيها الهاتف، قامت نور و ثبت الشراشف عليها و وضعت الهاتف بجانبها، نام سليم و اعطي ظهره لها، نظرت نور عليه شعرت بدقات قلبها تزاد و كأنها تعنفها على شي ما، زفرت دمعه بحزن.... طرق باب غرفتهم... قام سليم ليفتح و لكنه تفاجأ بوجود يسرا....
-انتي بتعملي إيه هنا؟

نظرت له بحزن مش قادرة استحمل فكرة انك مع واحده تاني يا سليم... انا بحبك...
زفر بحنق يسرا روحي و بلاش جنان....، وضعت يدها على صدره العاري و قالت مش بعد دا كله تتجوز واحده تانية...
-يسرا لو حد شافك هنا هتبقى مصيبة...، و لكنه قطعه خروج نور "اتاخرت ليه يا حبيبي"
سعل سليم بشده، و حدقت يسرا بها بغيظ  و نظرت إلى ذلك القميص التي ترتدي و غادرت...
دخل سليم و وقال انتي طالعة كدا ازاي؟
-عادي كنت بشوف في ايه و بعدين هي كانت عايزة ايه دلوقتي؟
-عادي مش موضوعك...


اقتربت منه و قالت بضيق واحده جايه لجوزي ازاي مش موضوعي؟
-مفيش حاجه... انا عايز انام... مسكت نور يده و قالت على فكرة من حقي اعرف....
-لا مش من حقك و اتجه إلى الفراش، شعرت نور بالغضب من تلك و اتجهت إلى الفراش و جلست قائلة  سليم لو سمحت قوم قولي هي كانت عايزة ايه عشان انا  مش هعرف انام....

زفر سليم بضيق و قام "بطلي زن بقا"
-كانت عايزة ايه منك و المفروض انها عارفه ان انهاردة يعني.....
-افوووو انتي... قطعته نور بحده أنجز و قول.....
تنهد سليم و قال نور انا عايز انام على فكرة... نظرت له بضيق و قامت من على الفراش و أمسكت هاتفها.... و اتجهت إلى الشرفة، قام سليم خلفها و قال انتي بتعملي ايه؟


-و انت مالك ادخل نام....، زفر بضيق و قال اولا متقفيش كدا لحد يشوفك ثانيا ادخلي و متخلنيش افقد اعصابي
لم تنتبه له و أسندت على سور الشرفة
-نور لو مدخلتش....
-هتعمل ايه؟ حملها سليم و دلف إلى الداخل و انزلها على الفراش و قال اهمدي بقا.... رن هاتف سليم و كان المتصل عبله نظر إلى الشاشة بدهشة و ترك الهاتف...
-مردتيش ليه؟
-عمتي...و اكيد مش هينفع ارد دلوقتي....، ازدارت ريقها بتوتر و قالت طب بكرا هتقول ايه؟
-مش عارف بس اعملي حسابك أنها ممكن تتوقف على كدا....؟
-لا مش هينفع....

-علي فكرة دي اخر حاجه هفكر فيها... نظرت له و قالت و انت اخر واحد هفكر فيه.... تنهد سليم و قام و جلس على الاريكه و اشتعل سيجارته... قامت نور و جلست بجانبه و قالت سليم أنا عايزة أسألك علي حاجه؟
-اسألي
-جاوبني بصراحه طيب و انت لو سألت هجوبك بصراحة...
-هنلعب احنا... بس تمام اسألي و بس لو كدبتي هعاقبك...

-انت ليه عملت معايا كدا؟ يعني ليه دورت عليا و خدتني من عند جو؟ و ليه عملت معايا كدا من الأساس و خليت بابا يجي  مع انك كنت ممكن تبعتله الصور و خلاص.... و ليه ساعدتني لما طلبت منك ساعت رنا و ليه دلوقتي كنت... صمتت نور لشعورها بالحرج و قالت انت فاهمني صح.؟

-ايه حاجه هقولها هتنسي انها اتقالت...خدتك عند جو عشان عارف انك مكنتيش عايزة تتجوزها و اكيد فكرتي فيه عشان مفيش حل تاني و انا كنت السبب اتجوزتك عشان عارف ان اهلي مش هيسيبوكي يمكن انا حيوان و زبالة زي ما انتي بتقولي بس انا مبظلمش حد، ممكن اكون اتصرفت معاكي غلط كتير و دا كأن من اسباب اني اتجوزك، لكن انا ولا ليا في اغتصب واحده و لا بغصب حد علي حاجه،  و ساعدتك عشان انا عمري ما رفضت اساعد حد و عشان مبحبش طريقة عازم في الشغل ، و دلوقتي انتي اسمك مراتي لما اعرف ان مراتي بتحب واحد تأني و مش عايزة جوزها يلمسها عشانه فأكيد دا هيبقى رد فعلى و بعدين هو لو بيحبك كان اتصرف....
-يعني انت لو كنت مكانه كنت هتعمل ايه؟

-مكنتش هسيبك تقضي يوم واحد بعيد عني، نظرت نور له و قالت و لو لاقيت حاجه وقفتك؟
-اللي بيكون عايز حاجه مفيش حاجة بتوقفه...
-اسأل انت...
-لو طلبت منك اننا نفضل مع بعض هتوافقي و لا...؟ اكمل و لا هتجوبي الأول... تحممت نور و قالت كمل...
-و لو اشترطت عليكي قبل ما نطلق انك تبقى مراتي فعلى مش ورق بس هتعملي ايه؟، ازدارت نور ريقها فيبدو انه لم يقول سؤالاً جيد حتى الآن و اكمل  بتحبي مازن ليه؟، لو سنحت ليكي الفرصة انك تخونيني معها  هتقبلي؟

-لا كل الأسئلة لا... نظر لها و قال انتي كدا بتكدبي على فكرة.... كانت نور لن تستطيع الإجابة على شي لم تعلم ذلك بسبب انها لم تجد اجابه مناسبة أو أنها لم تجدها من الأساس.... "عاقبني" ابتسم سليم كانت نور تعشقه ابتسامته الهادئة التي لا يجد بها أي شي يمتثل إلى السخرية و التهكم و قال انتي اللي قولتي...... غمض عينك.....اغمضت نور عينها و قالت بتوتر هتعمل ايه؟.... اقترب سليم منها و همس إمام شفتيها انتي اللي اختارتي و لو فتحتي عينك هعيد من الاول... قبل شفتيها و انحني بعد ذلك ليقبل عنقها... فتحت نور عينها و قالت سليم...

-نعم...؟
-و لا حاجه.....انت ممكن تعملي حاجه وحشه؟ قبل شفتيها و قال انتي شايفه ايه؟
-ما تخليك كدا علي طول... ابتسم سليم و قال لا واضح انك حببتي العقاب جدا... احمرت وجنتها بخجل و قالت انت قليل الادب على فكرة و بعدين انت اللي بتعمل كدا مش انا.....
-اممم فعلا...وضعت رأسها على صدره و قالت انا اسفه.....
-على ايه؟
-عشان موضوع مازن...

-عادي اعتبرني نسيت... ابتعدت عنه و قالت ايه رايك نبقى صحاب....؟
ابتسم سليم و قال و تبقى فكرة كويسه برضو لما اجي اقولك انا نمت مع واحدة انهاردة و... قطعته نور بحده و قالت بغيرة لا طول ما احنا متجوزين دا مش هيحصل...
-والله لو مكنتش متعرفة انك بتحبي واحد تأني  كنت قولت انك بتغيري عليا....
ضحكت نور و قالت اغير عليك ليه يعني؟ عشان حلو شويه يعني لا عادي دي كلها شكليات بس و لا انت فاكر عشان انت حلو شويه هغير انا شايفك عادي جدا، أقل من العادي...

-بجد يعني لو واحد بتشوفي لأول مره مش هيعجبك، نظرت له نور و قالت هيعجبني...
-كدابة
-بس انت مغرور أوي
-واثق من نفسي اكتر مش مغرور و بعدين ما تحترمي نفسك...
-انا جعانه ما ساعة ما عرفتك و انا مش عارفة أوكل.... ابتسم سليم و قال حاضر هطلب اكل حالا... قام سليم و طلب الاكل و طبعا باد ذلك غير خصوصا أن الساعة تخطت الثانية صباحا....
جلس بجانبها مره أخرى و قال شوية و الأكل هيبقى عندك....
-وانت مش هتاكل؟
-لا، هشرب بس...

-وانا عايزة اشرب، نظر لها و قال أظن انك فاكره المرة اللي فاتت...
-خليك جدع بقا و بعدين انا كان نفسي اجرب من زمان...، قام سليم و استلم طاولة الطعام و وضعها أمامها... تناولت نور الطعام و كان سليم يراقبها بهدوء و هو يرتشف كاسه....
نظرت له و قالت مش هتاكل؟ انت الخسران....
ضحك سليم فهي تتصرف بعفوية بالغه عشقها هو و ابتسم...

انتهت نور من تناول الطعام  و أمسكت الكأس لتشرب و قالت لو قولت حاجه بلاش تفكريني بها...، تناولته دفعه واحدة كما يفعل هو، فهي أردت أن تنسي ما حدث و ما يحدث و أيقنت انه حلا جيدا في ذلك... و قالت سليم...

-امممم، نور ما تجوبي على الأسئلة دلوقتي....كان سليم يريد أن يستمع إلى إجابتها فهي الأن لم تقول غير الحقيقه، أعاد هو الأسئلة عليها مره أخرى.... ثنت نور ركبتيها و وضعت رأسها على قدمه و قالت حاسه اني عايزة أفضل معاك...، و موضوع اني مراتك على الورق بس ملل جدا و انت رخم بس انا بحبك  ، و بكره معاملتك ليا، بتزعقلي كتير اوي و مش بتحبني و زفرت بحنق قائله هو انا ليه كل ما بحب حد مش بيحبني؟، احب مازن و اقوله يقولي انتي صغيرة و زي رنا، احب واحد مجنون زيك ميكنش طايقني اصلا و بينا مشاكل تفرقنا مدى الحياة... بس انا بكرهك برضو.....هو انت ساكت ليه ما تبطل برود بقا..

ابتسم سليم فهي اتعرفت بحبها له و لكن ذلك لم يفرق كثيرا و قال بطلي انتي طول لسان...
-هو انت عرفت ازاي؟ موضوع مازن.....؟
-أولا باب الاوضه كان مفتوح و انا دخلت و سمعت المكالمة و بعدين خرجت تاني عشان الفرح و الناس....قامت تجلس و قالت انت لئيم اوي على فكرة و بعدين انت السبب في كل حاجه.....سحبها إلى صدره و حاوطها بذراعه و قال بحزن فعلا انا السبب في كل حاجه، اسف .....
-هو انت بتعمل كدا ليه؟ يعني كل دا عشان كنت بتحب ميادة و لا ليه؟
تنهد سليم فهي تعيد له ذكريات مضيت من أعوام...
-احكيلي.......

-عشان كنت بحب يسرا، ايام ما كنت قدك كدا.... كنت بحبها اوي و هي كانت نفس الكلام و في يوم بابا قال إنه عايز ياخد يسرا لفادي... انا وقتها اصدمت  و طبعا مكنتش اعرف هقول اني بحبها و لا هعمل ايه و أبويا اكيد ميكنش هيقبل.. اليوم دا كنت راجع من القاهرة اجازة كل أسبوع عشان كنت قاعد هناك بسبب الجامعة و كدا....

دلف سليم إلى المنزل و سلم على والدته و بعد ذلك صعد إلى غرفته كان يبحث عن يسرا في المنزل و لكنها لم يجدها فلم يسأل و صعد إلى غرفته و كالعادة ذهبت إليهم مثل كل مره .. اوصدت الباب خلفها و احتضنته و لكنها كانت تبكي بشده... استغرب و قال مالك يا حبيبتي في ايه؟
قالت و هي منهارة و تبكي بشده خالي قال إنه عايز يجوزني فادي يا سليم و معرفتش اقول و جدي قال إنه موافق..

تسمر سليم فهو لم يجد حلا حتى أنه لم يخبر احد بذلك غير شقيقته دينا و هي كانت الأقرب له و تعلم عنه كل شي، وشعر بتجمع الدموع في عينه فحبه الأول سوف يسلبه منه الزمن و سوف تكون زوجه أخيه، خرج و تركها... نزل إلى أسفل و دلف إلى غرفة جده... قبل يده و قال انا بحب يسرا....
اتسعت عينها بدهشه و صدمة قائلا ايه اللي بتجوله دا عاد يا ولد انت اتجننت و لا إيه عاد.....؟
هتف بغضب و تلك كانت أول مره يرفع صوته علي جده : انا بحبها ليه اتجننت بقا.... صفعه جده بقوه و قال بغضب بالغ الكلام الماسخ دا تكتم عليه فاهم...و لا رايد اخوك يعرف..

خرج سليم من المنزل و كأن لم شي أمامه فقد كان يشعر بالضيق و الاختناق.... ركب السيارة و كان يقودها بسرعه جنونية، تكرر امامه و كل ما حدث، ضغط على البنزين لكي يزيد سرعته أكثر و لكن اصدمت سيارته بسيارة أخرى...
شعرت نور بالحزن عليه و قالت طب و بعد كدا عملت ايه؟ ايه اللي حصلك.....
-اللي حصلي أن دي اخر مره فيها كان عندي احساس فيها بعدها فقدت كل حاجه....

لما فاق سليم من الحادثة وجدهم حوله و لكن كان يبدو عليهم الحزن البالغ... و كانت دينا منهارة، تقريبا كانت اكتر واحده بيحس انها صادقه و ليس لديها مشاعر زائفة... و كانت والدته تبكي عليه... سألهم قائلا في ايه؟

أخبرته دينا ببكاء قائله الحادثة أثرت على رجلك يا سليم و مش هتقدر تلعب كرة تاني... و دينا هي الوحيدة اللي كانت بتشاركني موهبتي لأني كنت بحب الرياضة و بالأخص الكرة بس دي كمان تخليت عنها ... و عرفت من الدكتور ان في احتمال أن رجلي تتقطع لان الإصابة كانت خطيرة اوي و في حل اني هدخل جراحه يا تنجح يا متنجحش و العملية كنت هعملها برا البلد ، دينا فضلت معايا اليوم دا و طلبت منهم يمشوا، و فضلنا في المستشفى فترة و بعد كدا اتحدد ميعاد السفر، كنت روحت البيت و بجهز عشان اسافر و سمعت بتتكلم مع صاحبتها في التليفون...

-خايفه سليم يحصله حاجه في العملية دي والله،.... يا بنتي احتمال يأجلوا للقطع...، مش عارفه والله؟ اهااا موضوع فادي لسه ماشي تمام..... انتي بتقولي ايه؟...إجابتها الطرف الآخر يعني اللي اعرفه انك مش هتقدري تعيشي معها و احتمال نجاح العملية ضعيف و الله اعلم هيرجع أمتي فكدا خلاص انتي اتجوزي فادي و هو مش وحش يعني...

-مستحيل اعمل كدا انا بحب سليم و....،و لكن اقتنعت يسرا بكلام صديقتها و الذي بدأ منطقي نوعا ما و حتى لو كانت تحبه و ان تكلمت و أخبرتهم بحبها له فسوف تحدث مشكله و تخشى أن رفضت فادي فيعجز سليم...

ذهب سليم إلى منزله و هو يحمل الكثير من الخيبة ، فهو لم تجاهد من اجله برغم انه كان علي استعداد بالتضحية بالكثير، وصل إلى أمريكا و كان برفقه دينا و سيف... ظل هناك لمده سنه و رجع متعافي... و كانت يسرا تجوزت شقيقه فكانت طول السنه أخبار سليم و دينا مقطوعه و سيف يطمنهم بين الحين و الاخر، تقريبا كانت تلك السنة هي درس قاسي بتعليم كل فنون الحياة، و ان الجميع يستطيع التخيلي و لم يكمل احد للنهاية و رجعت و انا عارف اني كدا خلاص كل حاجه انتهى مشاعري سابتها هناك، كنت عايز اثبت ليها اني هبقي احسن من كل دا رجعت الجامعه كل سنه كنت بجيب امتياز عملت نفسي بنفسي، اتجوزت ميادة بالعند فيها و عشان تبعد عني لاني مستحيل كنت هخون اخويا... و لكن من الواضح أن الخيانة هي اللي كانت بتدور عليا... و خلال كدا راحت دينا و اكمل بألم اللي كنت هقتلها بس مقدرتش... صمت سليم و شعر بذلك الدمعة التي اقتحمت عينه... "نور"...

كانت نور ذهبت في النوم و كانت وجنتها اغرورقت بالدموع، مسح دموعها برفق و قال اسف يا نور على كل حاجه وحشه حصلتلك بسببي و اسف على اللي هعمله معاكي عشان مش بمزاجي.... و حملها و وضعها على الفراش و دثرها بالغطاء جيدا  و قبل جبنها...

ظلت يسرا لم يغفل لها جفن فهي تفكر بما حدث و تلك ثالث مره تفقده بها فلما  يعاتبها على شي مضى لما يجرحها بتلك الطريقة القاسية و مع ذلك هي الشريرة، كانت تشعر بتحطيم قلبها...

في الصباح لم تجد عبله سوى تقي و ياسر و توحيده إلى السفرة فقط، تعجب و لكنها عملت أن منيره فرضت الحصار عليهم و لم تتقبل الوضع و كذلك زوجها و حسن و لم تكثر لذلك و قالت ابنك هيجي يا توحيده و مش عايزه مشاكل واصال و البت صغيره فعتقيها للوجه الله
زمت توحيده شفتيها و قالت من تحت الضرس من عينا يا ام ياسر....
كانت عبله تعلم أن المنزل سوف يشتعل و لكن هي كانت تريد اخمادها بايه شكل....

ذهبت رنا إلى شركتها و كانت تفكر في بداية تلك الخطة  و لكن تفاجأ بدخول عازم وقفت في مكانها و قد تصلبت اوصالها و قالت بقلق عازم؟.....
دلف بخطواته الواثقة و جلس على المقعد و وضع قدم على الآخرى  و قال اوعي تكوني فاكره اني انا كدا خوفت
-والله انت اللي خلفت كلامنا مع بعض و بعدين يعني مدتنيش فكرة عن الموضوع و بعدين انا مليش في الحرام... ابتسم عازم بمكر و قال بس انا زعلان منك...
قامت رنا من مكانها و جلست أمامه واضعه قدم على الأخرى و قالت اللي يرضيك انا تحت امرك بس عندي شرط صغير اوي
-قولي.

-عايزك تمحي اسم البنهاوي من السوق... بمعارفكم و بعدها انا تحت امرك بس بالحلال....
نظر لها و ابتسم فتلك الفتاة ليست هينه بالمرة و يبدو أنها تفوقه ذكاء بكثير و مع ذلك هو قبل ذلك الشرط قائلا تمام بس سيف لو شم خبر باتفاقنا مش هيطلع علينا نهار
ضحكت رنا بمياعه قائلة والله عيب لما عازم بيه يخاف من واحد ملهوش لازمه زيه....
واضح ان رنا قدرت تتضحك على عازم كويس و لكن هل سوف يحلفها الحظ أم لا.... خرج عازم من عندها و أخبرت ندى بما حدث، دلف إليها مازن و قال عملتي ايه في الاجتماع...؟

-ولا حاجه بس وضع الشركة في النازل و خالو لسه مفاقش و بصراحه الدنيا باظت خالص
تنهد مازن بضيق و قال كنتي عارفة ان نور اتجوزت الحيوان دا...
استغربت رنا و قالت اهاا انت عرفت ازاي
-منها جات البيت...
-اممم و انت هتعمل ايه بقا؟ ما خلاص بقيت مراته.

-انا بحب نور يا رنا و مش هسكت غير ما أطلقها من سليم و معنديش غير حلين... اندهشت رنا و اتسعت ملقتيها قائلة والله بتحبها من امتى؟
- مكنش هينفع اقولها حاجه و هي كانت عايشه معانا، و كنت عايز اقولها بس كل حاجه جات ورا بعض و بابا مات...
تنهدت رنا و قالت خلاص خلصها من سليم بقا لو عرفت....
اتعصب عندما شعر أنها تسخر منه و قال ماشي يا رنا انا هقتل سليم... و خرج من المكتب غضبا...

استيقظت نور في الصباح و دلفت إلى المرحاض و أخذت شاور و ارتديت ثيابها، كان سليم سبقها و قال بحده انجزي...
نظرت له نور بتعجب فهو بالكاد لديه انفصام في الشخصية و قالت خلصت على فكرة.....
-ياريت ملكيش دعوة بحد في البيت.... مش ناقصة قرف...، ابتلعت نور ريقها و قالت حاضر مش هقرفك...
ذهبوا إلى المنزل و بالتأكيد لم يكون الاستقبال حافلا بالنسبة للجميع و كذلك رغدة التي لم تظهر بعد.. و أخذها و صعدوا إلى الغرفة...
-انا مش عايزة انزل ممكن...
-براحتك خليكي محبوسة هنا...

خرج سليم و تنهدت نور بضيق و أمسكت هاتفها و اتصلت برنا.....
-سوري يا رنا امبارح معرفتش اكلمك.....
-عادي المهم حصل ايه امبارح....
-محصلش حاجه يا رنا و بعدين انا بصراحه مش هقدر أنفذ حاجه انا خايفه...

زمجرت رنا بشدة و قالت نور انتي هيتمسح بيكي الأرض يا نور فوقي، ابوكي مرمى في المستشفى و عمك معرفش حاجه و حتى لو خبر الجواز راحله مش هيعمل حاجه.... و حتى مازن مش هيعمل حاجه يا نور، هتسامحي في حقك واحد بهدلك و مسح بكرامتك الأرض و دمر سمعتك و خلي ابوكي يتبرأ منك....
تنهدت نور و قالت بس يا رنا صعب أوي
-بتحبي مازن يعني؟
-مش عارفه والله بصي اقفلي دلوقتي عشان انا مخنوقة جدا...

قفلت نور معها و تنهدت بضيق فهي لا تريد تنفيذ ذلك، عندما سمعت الباب سمحت للطارق بالدخول و كانت عبله...
-اتفضلي حضرتك.....
دلفت عبله و شعرت نور بالقليل من التوتر و جلست أمامها... بدأت عبله بالحديث قائلة بصي يا بنتي انتي دلوك (دلوقتي) مراته و هو جوزك فخلاص سيبك من كل حاجه اهني.. و عيشي حياتك مع جوزك..... لو حد جي جنبك انا هجبلك حقك
نظرت لها نور بتوتر بس حضرتك عارفه ان محدش في البيت هيتقبلني....

-و محدش في البيت هيعملك حاجه يا بنتي متخافيش طول ما انا موجوده....
-بس سليم هيتجوز بنت عمه و....قطعتها عبله و قالت وماله الراجل من حقه يتجوز...
-لا انا مش عايزة كدا....
-انتي عتحبي (بتحبي) سليم ولا ايه عاد.....
-لا طبعا بس من حقي اني أرفض....
-عنتحدد (هنتكلم) بعدين في الموضوع بس المهم عايزة اسمع خبر مليح جريب (قريب)
-زي ايه؟
-انك تجيبلي حفيد...
تلعثمت نور و قالت إن شاء الله....

مر بضع ايام و لم يحدث شي جديد و كانت نور لم تفارق الغرفة لكي لا تتحدث مع احد و كان عمار يظل معها دائما....

دلفت السكرتيرة إلى سيف و قالت سيف بيه في مصيبة حصلت...
سيف بقلق ايه؟
-شحنه الخشب مطلعة، و الشغل واقف باله يومين و تقريبا كدا حد مدى اومر بكدا
اتنرفز سيف بضيق و قال تمام انا هتصرف، زفر بضيق فمن الذي تجرأ و فعل ذلك معه.... و أجر بعض الاتصالات و علم أن ما ورا ذلك عارم.... ابتسم بسخريه قائلا والله لأدفعك التمن يا عازم الكلب انت، بقى انت تعطل شغلي...

-يلا يا نور ننزل تحت و هنطلع الجنينة كانت نور مترددة و لكنها سئمت من الجلوس بمفردها و نزلت هي و عمار إلى أسفل و خرجت بهدوء إلى الخارج و جلست هي و هو أسفل إحدى الأشجار....
-هو انتي زعلانه ليه؟
ابتسمت نور و قالت مش زعلانه خالص...

-مش واضح يا نور.... ابتسمت نور بحزن و قالت يا راجل... ضحك عمار قائلا طب يلا نلعب....و قام ليركض في الحديقة و يختبئ منها  و قامت نور خلفه  و ظلت تبحث عنه قائلا عمار انت فين اطلع بقا بطل رخامه..... و لفت انتباها ذلك المشهد و الذي حطم قلبها قبل مسمعها إلى الحديث، انهمارت دموعها بغزارة...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول المشهد الثاني عشر بقلم أسماء صلاح



كان سليم و يسرا يقبلنا بعضهم.. وقفت نور تشاهد ذلك المشهد لم تشعر سوى بدموعها علي وجنتها، و اختراق قلبها.. ابتعد سليم عنها و شعر بالحرج، نظرت له يسرا بشماته و انتصار.. لم يجد شيئا لقوله..
-اسفه مكنتش اعرف انكم هنا؟
قالت يسرا بجراءة و اديكي عرفتي...، رمقتها نور بسخرية بجد انا كنت عارفة انك زباله بس دلوقتي أتأكدت..
غضبت يسرا و قالت واضح انك مجنونة ازاي تقولي كدا لسليم.؟


-بجد مش مكسوفه من نفسك.. رفعت حاجبها بدهشه و قالت و انا هتكسف ليه و بعدين اللي لسه تتكسفي هو انتي مش انا
لم ترد نور و عندما رأت عمار ذهبت و تركتهم لكي لا يراهم معا، لاحظ الطفل انها تبكي، ابتسمت نور قائلة عيني وجعاني شوية يلا ندخل، صعدت نور إلى الغرفة و اوصدت الباب خلفها و أطلقت لدموعها العنان..


و عندما دلف إلى الغرفة، مسحت دموعها و اتجهت إلى الشرفة، دخل خلفها و قال نور انا..
قطعته نور قائلة انت حر و انا مليش دعوة مش دا اللي هتقوله...، عادي سيبك من المشهد الدارمي دا..
-انتي فهمتي غلط؟
-المرة الجايه لما الاقيك معها في السرير هبقي افهم صح...لوسمحت ممكن تسيبني لوحدي.. نظر لها سليم و تنهد و تركها و غادر الغرفة، هبطت إلى أسفل و كالعادة سألته عبله عنها و قالت مراتك فين؟

-فوق..
-طب انا حجزت ليكم عشان تقضوا شهر العسل..
-بعد دا عدي كتير و..
-بكرا هتتحركوا و بعدين هما يومين في شرم...، اغتاظت يسرا بشده و شعرت باحتراقها من الداخل و لكنها بادت هادئة للغاية..
لوت توحيده فهمها بتكهم و قالت ونبي يا حجه انتي مزودها قوي..
نظرت لها عبله كيف يعني و بعدين دول لسه عرسان  
-منيرة واخدة على خطرها
-واحد اتجوز ايه المشكله في كدا و بعدين انا مظلمتش حد  


طول اليومين رغدة لم تصمت عن البكاء و هاجر و تقي كانوا معها دائما..
-اكيد عمتي قاصدة حاجه يعني و بعدين ما انتي هتتجوزي في الاخر
نظرت لها ببكاء قائله محدش عاملي اعتبار و لا حد خاف على زعلى، يعني ابقى خطيبته و هو يتجوز طب ازاي...؟
 رتبت  هاجر على شقيقتها و قالت عمتك عمرها ما ظلمت حد يا رغدة..
نظرت له تقي و قالت سليم مش هيحبها متخافيش و بعدين انتي فاهمه كل حاجه..


أحضرت نور أغراضها في الصباح و كانت تشعر بالملل و الضيق و لكن استجابت للأمر بهدوء، و استعدت للسفر معه و اودعتهم عبله و أخبرتهم ببعض الوصايا..
-وصلوا إلى شرم و صعدوا إلى الغرفة التي بالأوتيل، لم تقول شي منذ  حدث أمس و ظلت صامته..
-هتنزلي و لا هتفضلي هنا..
قالت باقتضاب هفضل هنا..
-طيب عايزة حاجه...؟
-شكرا..
-اعملي اللي انتي عايزها هنا براحتك..


-شكرا.. زفر سليم بضيق من طريقتها قائلا على فكره انا مش هفضل اتحايل عليكي كتير..
-محدش قالك اتحايل عليا و ياريت تحجزلي أوضه ليا عشان انا مش طايقه القعده معاك..
غضب من كلماتها و قال مش واخده بالك انتي مكبرة الموضوع اوي..
-من فضلك مش عايزة اتكلم في حاجه..
-و معنديكش فكره اننا جايين هنا نقضي شهر العسل..

نظرت له باقتضاب و قالت اهاا هقضي مع واحد خاين..
-والله خاين ازاي و بعدين انتي هتستعبطي ما انتي نفس الكلام...
نظرت له و تنهدت و قامت لتذهب من أمامه فكلماته تخنقها، دلفت إلى الشرفة و استنشقت الهواء..
-قولتلك ميت مره و انا بكلمك اوقفي و كلمني.. التفت له و نظرت له بسخريه حاضر هبقي اعمل كدا
امسك ذراعها بقوه و هزها قائلا انتي عايزة ايه؟ ليه بتعملي كدا؟
تخلصت من قبضته بهدوء و قالت لوسمحت انا مش عايزة اتكلم..
-براحتك انا نازل..


نزل سليم من الغرفة و كان يشعر بالغضب الشديد من تصريفاتها، و ذهب إلى البار ليستحي المشروب، ظل هناك وقتا ليس بقليل، و كانت تجلس فتاه تراقبه بإعجاب و بعد ذلك ذهبت لتجلس أمامه و قالت هاي..
نظر لها سليم و ابتسم بسخريه و اقترب منها  ليهمس لها خلف اذنيها قائلا تعالي نطلع فوق..
كان لم يهتم لمن تجلس أمامه، فهو لم يرى أمامه من الأساس و حاوط خصرها كانت الفتاة مستمتعة بذلك فهو وسيم للغاية، صعد إلى غرفتها، قبل شفتيها بعنف.. و دفعها إلى الفراش..

لم تعلم نور أين ذهب و لكنه اتأخر كثيرا بالخارج، نامت على الفراش و لكن لم تستطيع النوم..

قام و أتدري ملابسه و وضع لها الأموال على الفراش، تعجبت الفتاة من تصرفه و لكنها لم تكثر لذلك فهي اعتادت على ذلك ، ذهب إلى الغرفة و الغرفة كان يشعر بالصداع الشديد يؤلم راسه.. دخل وجدها جالسة على الفراش..
عندما رأيته شعرت بالازدراء فهو مخمورا و قالت بتهكم كنت بتخوني و لا ايه؟
-اهاا كنت بخونك و لسه جاي من عندها دلوقتي عايزة حاجه تاني...نطرت و تمددت على جانبها و وضعت الغطاء على وجهها فهي لم تتعجب كثيرا منه فقد تعودت علي ذلك..

اتجه سليم إلى الفراش، و مازال يشعر بالألم في رأسه.. جلس على الفراش و مستندا ظهره للخلف.. و القى نظره عليها و تنهد بضيق...، كانت نور تشعر به و لكنها تجاهلت ذلك فهو قد اعترف بخيانته لها...ظل هكذا و لكن شعر بألم يحتج راسه، تنهد سليم بضيق و انحني عليها قائلا انتي السبب في كل دا.. انتي بتخليني اعمل كدا..

لم تفهم حديثه و لكن شعرت بشيئا يلمس قلبها، قامت نور فجأة و اصدمت رأسها بجبنه ، ابتعد سليم و رجع لموضعه، نظرت له نور بغضب و قالت بتقول ايه بقا انا السبب في ايه؟، انا اللي قولتلك روح نام في حضن ايه واحده زباله من اللي تعرفهم و لا انا اللي طلبت منك انك تروح لبنت عمتك..
اوصد عينه و ارجع راسه للخلف و قال اهاا انتي السبب ، انا بعمل كل دا عشان اعرف ابعد عنك...
خفق قلبها و نظرت له و قالت مش فاهمه...!؟

فتح عينه و تمدد على الفراش قائلا انا عايز انام..
نظرت نور له...، و لكن لم تفعل شي تنهدت بحزن فكل شيئا يبدو غريبا...همت بالقيام و لكن تفاجأت بيده تقبض عليها..
-سليم لو سمحت..
هتف سليم بتعب خليكي جنبي انا عايزك، ازدارت ريقها و نظرت له و تمددت بجانبه فتلك الكلمات تلمس قلبها و تجعلها تتخلى عن كبريائها..

طرق مصطفى غرفة رنا و سمحت له بالدخول
-حاسس انك مخبيه حاجه؟
ابتسمت رنا و قالت لا.. خالو عامل ايه
-لسه زي ما هو، و عمتي و مرات عمي هناك معها..
-امممم ماشي هو انت هتسافر البلد امتى تاني؟
-مش عارف المهم لو في حاجه مخبيها عليا ابقى قوليلي.. ابتسمت رنا له و كانت بداخلها شي يريد أخباره و لكنها تجاهلت ذلك..

ظل مازن طول الليل يفكر فيما سوف يفعل به لم يجد حل سوى قتله.. و توعد بداخله لازم اخلص عليك يا سليم بايه تمن هخلص منك..

خرجت تقي من المنزل بعد ما تأكدت ان الجميع قد نام، سارت بعبدا عن المنزل و ليست بمسافة بعيده.. و كان هو في انتظارها، ابتسمت تقي و خفق قلبها بشده قائله اتاخرت عليك..
-و لا يهمك يا جبلي المهم انتي كيفك و بعدين دا كله عشان اعرف اشوفك..
ابتسمت تقي يخجل قائله هعمل ايه عاد و بعدين انا خايفه لحد يعرف.. من اخواتي..
-انا مش هسيبك حتى لو غصبن عن الكل..

ابتسمت تقي و لكنها شعرت بالرهبة بداخلها و قالت بس يا زين انت خابر أن أهلنا مش هيوافقوا على جوازنا
اقترب منها و توترت تقي لتبتعد للخلف و قالت عيب  أكده يا زين انت خابر أني مليش في الحاجات دي..
شعر بالسخرية من داخله و لكنه تظاهر عكس ذلك و قال ادلعي كيف ما انتي رايده يجيلي (يقلبي)
-طب أن هدخل لحد يشوفني.. و بعدين انا مش هخرج اقابلك تأني
-ماشي يا حياتي بس اعرفي اني مش جادر ابعد اكتر من أكده عنك.. ابتسمت بخجل و ذهبت.. تحولت نظرته و قال بتوعد شكلي هستحمل القرف دا كتير بس مش مشكله..

ذهب صالح إلى منزل عمه و جلس على الاريكه قائلا انا لسه جاي من القسم و مفيش جديد..
-طيب و بعدين انا جولتلك (قولتلك) اني مليش دعوه و هو يستاهل..
تنهد صالح و اردف طب عرفت ان نور اتجوزت سليم..
-عرفت المصيبة دي، عايزك تجوز رنا لمصطفى بدل ما تحصل مصيبه تأني  و نور دي نخلص منها مفهوم..
نظر له بدهشه و قال قصدك ايه؟

-تتقتل اللي تتجوز ولد البنهاوي يبقى الموت أشرف لها و مسالتش نفسك هي اتجوزته ليه؟
قال بتردد مش عارف بس سامح تعبان و..
قطعه بحده قائلا انا كلامي خلص، سيرتنا بجيت على كل لسان في البلد.. و شرفنا بجي في الطين..
تنهد صالح بحزن و قال بس يا عمي.. سامح سايب بنته و احنا نقتلها
-عايز اسمع خبرها مفهوم و بعدين ولد البنهاوي مش هيعمل حاجه.. متجلجش

في المساء ذهبت رنا إلى عازم و كانت ندى بصحبتها لأنها طلبت ذلك  و بالتأكيد نالت اعجابه بشده..
-بس انا قلقانه من سكوتهم.. ضحك عازم بمكر انتي معاكي عازم متخافيش..
ابتسمت رنا و لكن كان بداخلها  شي يستدعي الخوف، تحدثت ندى قائله و طب لو سيف دا عمل حاجه..
-مش هيعمل و لو عمل انا معاكم.. لم تستريح له ندى و لكن لم تجد لديهم حل آخر و قالت و دي احلى حاجه..  
-ما تشتغلي انتي معايا؟ نظرت إلى رنا بتردد و قالت و انا هشتغل ايه معاك؟

-شغلي هيعجبك متخافيش و لا إيه رأيك يا رنا..
-ندى ملهاش في الشغل و انا جبتها عشان اعرفها عليك بس..
عقد عازم حاجبه فهو لا يثق برنا و لا بتلك الفتاة.. و قال طب ايه مش هنمضي عقد المناقصة  الجديدة..
-ليه الاستعجال..
-فين دا بس انا عايز ابد و اظن ان مفيش وقت لتأخير العقد..

نظرت رنا لندي بتوتر و قامت بإمضاء تلك الأوراق و بعد ذلك استأذنت لتغادر هي و ندى.. و ركبوا السيارة
-والله يا رنا شكل الراجل دا مش سهل؟..
-هنعمل ايه؟ مفيش حل تاني الشركه بتوقع و لازم حد يحمنا و حتى خالي في المستشفى..
تنهدت ندى و قالت بقلق ربنا يستر و بعدين هو كدا عطل سيف دا، و وقفله الشغل..
-اممم، هتروحي؟
-اهااا نور عملت ايه صحيح..

-مش عارفه سافرت معها شرم و تقريبا يجوا مصر انهارده لأن سليم عنده شغل..
-يبقى نور منفذتش حاجه و سليم دا هيفوقلنا ، لازم هي تعطله
-امممم نور بتحب مازن يا ندى و مش قابله سليم خالص و بصراحه صعب عليها جدا
-طب دلوقتي كدا الشركة بدأت تقف و عطلنا شغلهم المفروض هنعمل ايه تاني..
-القتل الحاجه الوحيدة اللي هتخلصنا منهم...نظرت لها ندى و قالت و دا هنعمل ازاي؟
-مش عارفه بس هنتصرف و انا هفضل ورا نور لحد ما تنفذ الاتفاق أو لحد ما مازن يخلص عليه..

اول ما وصل سليم إلى القاهرة و وصلها إلى منزلها و قال علي فكره انا ممكن ابات برا.. ردت عليه بعدم اهتمام انت حر بس انا ممكن انزل..
-هتروحي فين؟
-هتعمل نفسك جوزي بجد و لا إيه؟، و بعدين انت ملكش حكم عليا انت فاهم..
زفر بضيق فهو لا يريد أن يفقد أعصابه و قال براحتك اعملي اللي انتي عايزها انتي مش فارقة  معايا اصلا
و تركها و ذهب إلى الشركة.. و اتجه إلى مكتب سيف قائلا عملت ايه؟

ابتسم سيف بمكر  هنسمع خبر وقوع شركه عازم قريب  عشان  يبقى شاطر اوي و يلعب معانا و اللي اسمها رنا دي هعملها الأدب بس انا عايز اعرف حاجه البت اللي اسمها ندى اختفت مع موت معتز راحت فين؟..
-انا حاسس انها هي اللي قتلته اصلا.. عقد سيف حاجبه و قال و انا حسيت بكده بس طبعا محدش قدر يفتح بوقه و يجيب سيرتها..
-عايزين نعرف طريقها لان البت دي اكيد في دماغها حاجه اللي خلها تقتل تقدر تعمل ايه حاجه...

-خلي بالك انت من نور دي عشان اكيد في دماغها حاجه هي كمان...او متفقه مع رنا مش عارف بس في حاجه غلط و اتفاق رنا مع عازم مش مريحني..
-انا هتصرف مع عازم الكلب دا و انت خلي الشحنة توصل انهارده بليل بأي تمن تمام، و ايه حاجه عازم هيستوردها متتطلعش من الجمارك تمام..
-تمام دي أسهل حاجه..

ذهبت نور لتقابل مازن في إحدى المطاعم التي تتطل على النيل، لم تكون تلك أول مره تخرج معه، فهي تعودت على ذلك منذ أن انتقلت الى امريكا، كان هو من يخرج معها و يشاركها في بعض الاشياء..
ظلت نور تبعث بصحنها و لم تأكل منه تعجب مازن من ذلك و قال نور انتي مبتكليش ليه ؟
ابتسمت نور وقالت عادي.. المهم ايه اخبار بابا..
-زي ما هو.. تنهدت نور بحزن فهي السبب في ذلك و قالت و ماما عامله ايه؟

-كويسه، امسك يدها و قال نور انتي مش معايا خالص..
نظرت له و قالت كل حاجه غريبه يا مازن، موت اونكل شرف و فجأة ظهرلي سليم و حصلت كل حاجه ورا بعض..
-كل حاجه هترجع لأصلها..
-اللي بيروح مبيرجعش في حاجات اتغيرت يا مازن..
-نور انا بحبك و فعلا مكنتش متوقع ان الموضوع هيوصل لي كدا.. نظرت له بعاتب و حزن مازن احنا ما ساعه ما جينا مصر و انت اشغلت عني، حتى مسالتش عليا و كنت سيبتني لوحدي..

تنهد بحزن و قال مكنتش متوقع ان الكلب دا هيعمل فيكي كدا..
-هو معملش حاجه...، فجأة تغيرت ملامحه و ازداد غضبه قائلا بجد يعني اللي ابوكي فيه دا مش بسببه...؟
-انت بتحبني يا مازن بجد و لا؟
-بحبك ما ساعه جيتي عندنا بس قولت استنى لما تكبري.. شعرت بنور بتجمع الدموع بعينها فهي أردت أن تسمع ذلك و لكن ليس الآن.. امسك مازن يدها و قال كل حاجه هتعدي و هنتجوز..

عدي يومين و لم يذهب سليم فيهم إلى المنزل و قضيتهم نور مع مازن بين الخروج و السهرة و لكن كانت تشعر بأن هناك شي مفقود بها، و لكن لم تنكر استمتاعها بذلك فهذا قد أعاد لها ذكرياتها معه..
كانت ترتدي ملابسها لكي تخرج و لكنها وجدت سليم يدلف إلى الشقة.. لم تكترث له..
-مش كفايه كدا.. و لا انتي عايزة تفضلي ماشيه على حل شعرك كدا كتير؟
عقدت ساعديها و قالت انت بتراقبني ولا ايه؟ و بعدين مش انا مش فارقه معاك..

رد عليها بسخريه قائلا اهاا مش فارقة بس للأسف اسمك مراتي و انا يهمني سمعتي قدام الناس..
لم تعلم لما شعرت بالضيق و قالت حاضر هعمل حساب اني اسمي مراتك...
-و بطلي لبسك المقرف دا، مش لازم تعرضي نفسك يعني..
ترقرت الدموع في عينها فهو تركها و لم يسأل عنها و الآن يجرحها بكلماته.. و قالت طالما انا كدا طلقني و اخلص..
-هطلقك بس مش دلوقتي..

رن هاتفها، نظرت له و أجابت قائلة ايوه يا مازن...
ابتلع ريقه لكي لا يحطم رأسها و يحطم ذلك الهاتف و تظاهر بعدم الهاتف..
-أول ما أنزل هكلمك..
و اتجهت لتخرج و لكن تفاجأت به خلفها و يقبض على ذراعها بشده و الصق ظهرها بالباب قائلا بغضب اهوج مفيش خروج و لا زفت..
-و انت مالك...، انا حرة..
-لما اطلقك تبقى حرة و بعدين انا سيبتك يومين براحتك مش معنى كدا ان انا عجبني اللي انتي بتعملي...

شعرت بضيق و قالت بانفعال كفايه بقا انا مش تحت امرك على فكرة و سيبني في حالي و بعدين انا مش لازمك في حاجه يبقى خلاص و بعدين انا بخرج معها بس يعني معملتش حاجه غلط، مروحتش نمت في حضنه و لا.... قبض علي عنقها بشده جعلها تختنق و قال بغضب براحتي، و انتي تحت أمري، ليا انا و بس مش مسموح لحد يقربلك فاهمه.. سعلت نور بشده و ارح قبضته عليها و أخذت أنفاسها بصعوبة و قالت ماشي يا سليم انا هوريكي...
- هتعملي ايه يا بنت السويفي؟

رمقته نور بضيق و قالت زي ما بتعمل..
-ماشي ادخلي جواه بقا بدل ما أزعلك
-انا عندي ميعاد و عايزة اخرج و مش من حقك تمنعني اصلا..
ابتسم بسخريه و قال علي اساس ايه بقا واضح انك نسيتي اننا متجوزين
-بجد هو احنا كدا متجوزين؟، دا مجرد ورق بلها و اشرب ميتها و لما تبقى جوزي بجد ابقى كلمني.. انتبهت نور لما قالته و دخلت إلى الغرفة.. ألقت نفسها على الفراش و اجهشت بالبكاء...، دخل سليم خلفها.. و اتجه إليها عندما وضع يده عليها، قامت و قالت بحده ملكش دعوه بيا و اطلع برا...

سحبها من يدها و ضمها إلى صدره، ظلت تبكي بين أحضانه "انا بكرهك أوي"..
امسك وجهها بين راحه يده و قال ممكن تبطلي عياط و بعدين ما هو انتي اللي عايزة كدا..
-عايزة ايه؟ انت اللي بتعاملني وحش و سيبتني و مشيت و دلوقتي جاي تعمل معايا كدا و بتقولي كلام وحش
قبل سليم جبنها، و قال ماشي بس انتي مراتي قدام الناس مراتي و لما حد يشوفك بتعملي حاجه هيقولوا عليا ايه؟
نظرت نور له و قالت يعني بتعمل كدا عشان الناس؟

-انا همشي يا نور عشان عندي شغل.. و خرج و تركها..
اتصلت نور بمازن و قالت انا مش عارفه انزل يا مازن.. شعر انها ليست على ما يرام و قال نور انتي كويسه الحيوان دا عملك حاجه..
-كويسه...

لم يرجع سليم إلى المنزل في تلك الليلة و ظل بالشركة.. دلف إليه سيف قائلا انت بايت هنا و لا إيه؟
زفر سليم بضيق اممممم.. كان عندي شغل كتير انت اتاخرت ليه؟
-كنت سهران برا امبارح و لما صحيت جيت على هنا على طول و بعدين يا ابني هو حد يسيب شهر العسل و يجي الشغل..
-لا واضح انك رايق و عايز تحفل عليا.. ضحك سيف و قال جدا الصراحه و عرفت حاجه هتخلي رنا دي تيجي زاحفة تحت رجلي، عقد سليم حاجبه و قال يا سلام حاجه ايه دي بقا؟

-هقولك..
-مش دلوقتي انا هنزل عشان اروح عايز انام الصراحه..
-انت الخسران..
نزل سليم من الشركة و لكن قبل أن يفتح باب سيارته، مرت تلك السيارة من جانبه وقام من بداخلها بإطلاق النار عليه ، امسك سليم ذراعه.. ذهب إليه أحدي أفراد الأمن عندما رأى ذلك و أسند سليم و أخبروا سيف بذلك و أتيت الإسعاف لكي تنقل سليم إلى المستشفى..
استيقظت نور نومها و كانت تشعر بانقباض قلبها.. و أمسكت هاتفها و أجابت على اتصال مازن و الذي أخبرها قائلا نور كنتي فين؟
نايمه..

-سليم في المستشفى بين الحياة و الموت.. تصلبت ملامحها و قالت نعم؟ ازاي..
-اتصلي به عشان تروحي المستشفي و انا هكلمك.. قفلت معه و كانت تشعر بالخوف و ظلت تتصل بهاتف سليم و رد عليه سيف و أخبرها بالمستشفى.. ارتديت ملابسها بسرعه.. و ركبت سيارتها و عندما وصلت اتجهت إلى سيف و قالت سليم فين؟ استغرب سيف من هيئتها الباكية و قال هيبقى كويس و بعدين ممكن تمشي..
-لا مش همشي..

نظر لها بتعجب و قال طيب اقعدي.. ظلت نور تبكي بشده، جعلته يظل يراقبها بدهشه...
رفع حاجبه بدهشه و لم تحدث كثيرا،  و بعد ذلك أخذت نور جانبا لكي ترد على الهاتف
-لو ممتش جواه في العملية ادخلي انتي افصلي الأجهزة و خلصنا بقا و لو متعرفش تتصرفي كلمني و انا هبعتلك حد.. ردت نور عليه و كانت تشعر بصعوبة الكلمات التي تخرجها حاضر.. سلام طيب..

انتقل سليم إلى الغرفة...و صممت نور أن تدخل له، لم يستطيع سيف السيطرة عليها و استجاب لطلبها  و دلفت نور إليه، كانت دموعها لم تستطيع التوقف و كلمات مازن تسيطر على عقلها، فهي الان ممكن أن تقضي على حياته و تنال حريتها و لكن ماذا ستفعل فهل تصبح  مجرمة من أجل تنال حريتها ام ستظل أسيرة له..
ذهب سيف لكي ينهي إجراءات المستشفى و أخبرهم  انه لا يريد أخبار الشرطة بشي.. و ذهب إلى الغرفة و عندما فتح الباب وجد.. اصدم سيف و قال...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الحلقة الثالثة عشر بقلم أسماء صلاح



كانت نور تبكي بشده و تدفن وجهها في الفراش بجانبه اصدم سيف و قال نور
رفعت نور رأسها له و قالت ببكاء هو مش بيرد عليا ليه؟
كانت الدهشة مسيطرة على سيف من حالتها و قال هو كويس بس لسه مش هيفوق دلوقتي..
-طيب..


-طب تعالى نخرج برا...، رفضت نور بشده و ظلت جالسه معه في الغرفة، استسلم سيف لها و خرج من الغرفه..
ظلت نور بجانبه و قفلت هاتفها لكي تتجنب اتصالات مازن.. لم تعلم لماذا تفعل ذلك و لكنها لم تصبح مجرمة، قامت لتجلس المقعد الذي يتوسط الغرفه و غلبها النوم.. كان سيف ذهب إلى الشركه لأنهاء بعض العمل و رجع و عندما دلف وجدها نائمة على المقعد.. "شكلها مجنون"
بدأ سليم في استعادة وعيه.. و قال بتعب سيف هو ايه اللي حصل؟


أخذ سيف المقعد و جلس جانبه و قال انت كويس؟، اعتدل سليم بمساعدة سيف و قال اهاا بس دراعي وجعاني شويه.. و لاحظ سليم وجود نور و قال هي نور هنا من امتى
-من ساعه ما خرجت من العمليات و مرضيتش تمشي و تقريبا نامت من كتر العياط..
نظر سليم عليها و تنهد و قال ماشي، عايز اعرف مين اللي عمل كدا..
-تمام انا مش هقول لحد على اللي حصل..
-تمام، نظر سيف إليه و قال هي نور يعني..


فهم سليم ما يقصده و قطعه قائلا لا بس هي اكيد خافت أن حد من أهلها يكون هو اللي عمل كدا..
-هو انا عبيط يا سليم، دا انتم لو كان بينكم قصه حب مكنتش عملت كدا اصلا..
ابتسم سليم و قال هي لسه بريئة اوي.. بس بكرا هتتغير.. نظر له سيف بتعجب و قال والله انا مش فاهم حاجه بس ماشي و شوف هتخرج امتى و كلمني.. و المجنونة بتاعتك اللي نامت دي..


-سيبها هي طالما عايزة حاجه هتعملها، بس انزل هات حاجه ليها عشان تأكلها..
عقد سيف حاجبه و قال امممم من عينا.. بس بلاش تقوم و لا تحرك دراعك
هز سليم راسه، تركه سيف و غادر و قام متجها إليها و قال نور.. نور انتفضت نور و فتحت عينها سليم انت كويس..
-اها كويس، ممكن اعرف انتي جيتي هنا ليه؟
-عشان انت عملت حادثه...نظر لها و قال ماشي..

دلفت الممرضة إليهم و لكن عندما راتها نور خشيت أن يكون مازن قد إرسالها..
-لوسمحت ممكن تنام عشان أدى لحضرتك الدوا، نظرت نور لها و قالت دوا ايه...؟
استغرب سليم من طريقه نور و التي بادت غريبة، تعجب الممرضة وقالت أظن أن دا شغلي...
-تمام اتفضلي اطلعي برا مش عايزين دوا.. حاولت الممرضة معها و لكن نور قالت لوسمحتي.. و بعدين الدوا ليه؟


-مسكن...لم يعلم سليم لما نور تفعل ذلك و لكنه تأكد انها تعرف شي.. مدت نور ذراعها لها و قالت المسكن اي حد بياخده مش صح.. توترت الممرضة و قالت بس حضرتك مش تعبانة
-لا تعبانة...دخل سيف في تلك اللحظه و قال في ايه...؟ استغلت وجوده و قالت ولا حاجه بعد اذنكم..
خرجت الممرضة من الغرفة و أخبرت مازن بما حدث و شعر بالجنون فلما نور فعلت ذلك فهو كان علي وشك أن يخلصها منه و للأبد..
نظر سليم لها و قال عملتي كدا ليه؟، كانت نور لم لا تريد اخباره..
سيف كان مستغرب من اللي بيحصل و قال هو في ايه؟


-مفيش حاجه يا سيف، انا عايز اروح دلوقتي..
-بس.. قطعه بحده حالا هنروح...، خشيت نور منه و شعرت انه احس انها تعرف شي.. اعطي لها سيف الشنطة التي بها المأكولات و العصير و لكن نور لم تفتح شي منهم فهي كانت تشعر بالخوف منه، وصلهم سيف إلى المنزل و بعد ذلك تركهم و غادر...دلف سليم إلى الغرفة ، دلفت نور إليه بعد أن طرقت الباب و قالت محتاج مساعدة ؟

-لا.. زمت نور شفتيها فهي تعلم أنه لا يستطيع فعل شي و اتجهت إليه و قالت مش هيحصل حاجه يعني لو ساعدتك...و فتحت نور أزرار قميصه، كانت تشعر بالتوتر من اقترابها منه بتلك الطريقة و قالت كمل انت بقا.. ابتسم سليم و قال نور انا عارف انك اكيد كنتي عارفه ان الممرضة حد مسلطها، مين اللي كان ورا الحادثة..
نظرت له نور و قالت مش عارفه بعد اذنك.. امسك يدها و قال ايه هتسيبني و انا تعبان؟ ابتلعت ريقها و قالت لا...
اتجه سليم إلى الفراش و ساعدته نور و قامت بوضع الوسادة خلف ظهره.. امسك يدها و قال مش هتقولي؟

-مش عارفه.. نظر لها و قال عارف انك كدابه مش هعمل حاجه و لا هقول لحد..
نظرت له نور و قالت مش عايزة اقول..
-مازن؟ ، نور كانت لا تريد إيذاء احد سواء كان هو أو مازن و أنكرت قائلة مش عارفه..
تأكد سليم انه مازن و قال ماشي.. روحي اوضتك..
قامت نور و خرجت من الغرفة، كان سليم يشعر بالضيق بداخله، ففكرة أن زوجته تحمل مشاعر للرجل آخر تقتله من الداخل و الآن تأكد انه يريد اللعب معه...، دخلت نور إليه مره أخرى و قالت سليم..
-امممم نمت..

-لا...، دلفت نور و كان تحمل صينة عليها الطعام و قالت طيب انا حضرت ليك الاكل..
نظر لها بتعجب و قال مش جعان.. جلست على الفراش و قالت المفروض تأكل.. و بدأت نور في إطعامه و بعد ذلك خرجت و رجعت له مره أخرى.. وقالت محتاج حاجه؟
-اهاا، اتجهت إليه و قالت نعم؟..
-عايز اشرب.. ذهبت نور و أحضرت المياه و اعطيتها له و قالت عايز حاجه تاني؟..
كان سليم مستمتع بوجودها معه و قال لا خلاص...، قامت نور لكي تخرج و لكنه أوقفها قائلا نور..
-نعم؟

-تعالى نامي جانبي عشان لو احتاجت حاجه مش هعرف اجبها.. استجابت نور له و نامت بجانبه ظلت مستيقظة و لكن نامت، ابتسم سليم لذلك و ظل ينظر لها حتى عفو هو الآخر، استيقظ قبلها في الصباح و ظل على الفراش.. اوصد عينه عندما شعر باستيقاظها.. قامت نور و قالت سليم؟.. اقتربت منه قائله حتى رخم و انت نايم..
عقد حاجبه و فتح عينه و قال مش هتبطلي طول لسانك دي؟
-لا مش هبطل...انا هقوم اجيبلك الفطار..
-:نور..

-نعم؟، نظر لها و قال طب انا عايز اخد شاور.. نظرت له و قالت طب و انا مالي؟
-ما هو انتي هتساعديني؟، انفرجت شفتيها بدهشه و قالت نعم؟؟!
-انتي مش شايفه دراعي و لا إيه؟، احمرت وجنتها بشده و قالت بتوتر لا طبعا.. مش هينفع..
ابتسم سليم و قال اومال لسانك طويل على الفاضي..
-انت مش محترم و انا خارجة...، امسك يدها و قال مكسوفة
-هتكسف من ايه؟ عادي.. بس انا بحب افطر بدري
-بعد الفطار عادي احنا ورانا ايه...؟، ابتعلت ريقها و قالت لا مش هعرف، مستحيل طبعا...

-طلعتي هبله...، نظرت له و قالت هبله ليه..؟.. اقترب سليم منها و نظر على شفتيها و أنحني يقبلها...، ابتعد عنها و شعرت نور بالخجل، همس لها سليم قائلا انا جوزك على فكرة يعني عادي
احتقنت الدماء بوجهها و ابتلعت ريقها "انت مش محترم" و قامت و قفزت من على الفراش و خرجت من الغرفة..

كانت ندى جالسه في الشقة فهي لم تغادر غير بصحبه رنا، اصحبت حياتها أكثر مللا فذلك الحقير من دمرها و سلب منها حياتها و براءتها، شعرت بالاشتياق لوالدتها حتى و إن كانت لم تبحث عنها، فهي ارادت رؤيتها و لكن لا تستطيع دخول تلك البلد مره أخرى فقد تركت بها كل شي حتى نفسها.. فهي الان مختلفة تماما عن ندى التي كانت هناك، كانت تفكر فكيف سوف تقضي على الباقي فيبدو أن الجميع يرتدون قناعا غير وجههم الحقيقي، و لكنها كانت خاشية أن تدفع ثمنا من جديد..
قامت ندى و فتحت الباب و قالت تعالى يا رنا.. دلفت رنا و قالت مالك يا ندوش؟

ابتسمت ندي و قالت بصراحه انا مش عارفه اشكرك ازاي سواء انتي و لا نور..
-مرتاحة هنا و لا؟
-مرتاحة بس كنت عايزة أشوف شغل بدل ما القعدة دي
-حاضر بس استنى شويه عشان مش عايزين حد يشوفك..

مرت ايام و تعاف سليم و كان يتوجب على نور مواجهه مازن بما فعلته و ذهبت له المنزل، و كان تريد رؤية والدتهم و لكنها لم تكن في المنزل، صعدت إلى غرفة مازن...طرقت الباب و دخلت، كان مازن ينتظرها و كان يشعر بالضيق و الغضب فهي كانت لا ترد على اتصالاته و خلفت وعدها معه..
-مازن؟

-نعم يا نور، عايزة ايه يعني انا كنت عايز اخلصك منه و انتي تعملي كدا؟.. عجبتك العيشة معها أوي و لا إيه...؟
نظرت له بعتاب و قالت مازن انا خايفه عليك و قبل ايه حاجه انا كنت بكون خايفه عليك انت عارف ان اهل سليم مش هيسكتوا، زاد غضبه و قال بجد يا نور، اثبتي انك بتحبني طيب؟
شعرت نور بالحيرة و قالت بتوتر هثبت ازاي؟ يا مازن انا..

-انتي كدابه يا نور و عجبك سليم، نظرت له نور بصدمه و قالت لا مش كدابه بس انا مش هفرح لما تتقتل.. نظر لها بعدم تصديق فهو يعرفها جيدا و قال ماشي يا نور بس انا عايز اعرف انتي هتسيبي سليم بتاعك دا امتى؟
-قريب يا مازن و بعدين ممكن تهدي..
-حاضر اهدي و انا عارف انك معها و مراته.. نظرت له نور و قالت والله هطلق منه بسرعه..
-تمام يا نور و على فكره مامتك عايزة تشوفك..
-هتيجي امتى...؟، نظر مازن و قال شويه و بعدين انتي مش عايزة تقعدي معايا و لا إيه..

ابتسمت نور و قالت عايزة اكيد و بعدين انا هسافر مع سليم البلد انهارده.. زفر بحنق قائلا بس يا نور بلاش تجيبي سيرته قدامه ، تنهد بعد ذلك و قام باحتضانها ، شعرت برعشه جسدها و كأنها أصيبت بمس كهربائي "وحشتني أوي يا نور، و اسف عشان اتعصبت عليكي يا حبيبتي"، ابتعدت عنه و قالت عادي يلا ننزل تحت
شعر مازن انها لا تبادله ايه مشاعر و قال مش ملاحظة انك متغيرة..
-متنساش اني متجوزه.. نظر لها بغضب و قال بزمجرة هو لمسك و لا إيه؟
-لا مفيش حاجه من دي بس انا مراته حتى لو على الورق بس و على الأقل احترم دا..

نظر لها مازن بعدم اقتناع و قال و هو كان احترمك لما اتجوزك بالعافية، و ابوك اللي مرمى في المستشفى..
-خلاص يا مازن بقا و بعدين هو هيطلقني مش لازم كل شويه تقولي كدا انا مبحبوش و بكره والله بكره.. نزلت نور و مازن خلفها و كانت والدة وصلت و معها فاطمة.. احتضنت نور والدتها و التي بكت هي في الاول و الآخر ابنتها الوحيدة َ قالت عامله ايه يا بنتي..؟ عايشه معها ازاي؟
كانت نور لم ترى سليم بذلك السوء و قالت انا كويسه يا ماما.. و بابا عامل ايه؟

ردت فاطمة بحده كويس يا نور.. مش ناويه تخلصنا منه و لا عايزة ابوكي يقوم و يموت بحسرته.. نظرت نور لها و قالت هعمل ايه؟
-براحتك يا بنتي بس جوازكم منه دا لازم يحطله نهاية، النار اللي بنا عمرها ما هتهدا...
تحدث مازن قائلا مش كتير و هنخلص أن شاء الله و نور هترجع لينا من تاني..
نظرت فاطمه لها و قالت اهلك في البلد عايزين يقتلوكي..

اصدمت نور و لكنها لم ثار دهشتها كثيرا و لم تهتم، قضيت معهم بعض الوقت و غادرت كانت تريد قضاء الوقت معهم..
ذهبت إلى المنزل و كان سيف مع سليم بالداخل.. ألقت عليهم السلام و دلفت إلى غرفتها، دلف سليم خلفها و قال حضري نفسك...ردت عليه بحزن قائلة حاضر..
-مالك؟ نظرت له و قالت مفيش..
-ماشي خلصي و اطلعي..
-سليم.. نظر لها و قال نعم..

اقتربت نور منه و عقدت ذراعها حول خصره مسندة رأسها على صدره، تصلب سليم مكانه فبالنسبة له قربها منه يسيطر عليه بالكامل لدرجه انه كره ذلك و قال في حاجه حصلت؟
-لا مفيش حاجه.. و ابتعدت عنه و قالت اسفه..
-على ايه؟
-عشان عارفه انك مبتحبش تقرب مني.. نظر لها و قال طب خلصي عشان سيف جاي معانا..

كانت يسرا تضع خطه بعقلها لكي تحصل على سليم مره أخرى.. و لكن تخشى أن يهزمها الحزن مرة أخرى، خرجت من الغرفة و اتجهت إلى أسفل لتجلس معهم...و جلست بجانب والدتها و قالت هو سليم هيجي امتى؟
-انهارده كل شوية و هيجي..

نظرت له رغدة بضيق و رمقتها بسخرية و لم تعقب غلط ذلك و كذلك هاجر الذي فرحت عندما عملت أن سيف سوف يأتي فهي اشتاقت له كثيرا..
بالنسبة لمنيرة كانت و لا طايقه نفسها و لا طايقه اللي قاعدين ، و بتتمني تقوم تولع في عبله
و حسن أغلب الوقت بيكون قاعد في اوضته عشان ميحسيش بالعجز..
وصلوا إلى المنزل.. اتجهت توحيده و احتضنت أولادها.. قائلة بغيرة كل دا يا سليم بعيد عني؟

قبل سليم يدها و قال والله نزلت القاهرة عشان كان عندي شغل..
ابتسم سيف فهو علم أن والدته تغار من نور، و انها تكره وجودها بجانب ابنها و قال و انا يا توحه موحشتكيش
-اكيد اتوحشتك يا ابني...، نور كان نظرها متسلط على يسرا و يسرا كذلك و كأنهم يتحدون بعض من خلال النظرات..
ركض عمار في اتجاه نور و احتضانها، انحنت نور إلى مستويها و حملته و قالت وحشتني اوي..
-وانتي كدا تمشي كل دا و تسيبني؟، قبلت نور وجنته و قالت سوري..
ابتسم ياسر و قال والله يا نور عمار بيحبك اوي..
-و انا بحبه..

شعر سليم بالغضب و لكنه تظاهر بعكس ذلك و أخذها و صعد إلى غرفتهم...،لاحظت نور انه غاضب من شي و لكنها فصلت التجاهل لان سليم يتحول بين الحين و للآخر و هي لا تريد فتح موضوع من العدم و لكنها تفاجأت به يقول "مكنش لازم يعني تحضني و تقعدي تبوسي فيه كدا"
نظرت له باستغراب فعمار طفلا صغير و قالت فيها ايه، عمار صغير؟

زفر سليم بضيق و قال اهاا انا مجنون.. أردت أن تقول له انك بالفعل مجنون فهذا الغضب غير منطقي من الأساس و قالت بحزن فهو ينتقدها في كل شي ماشي يا سليم مش هعمل كدا تاني..
-مش قصدي حاجه بس.. قطعته نور قائلة و لا تصدق انا خلاص اتعودت..
-انا نازل...
-ماشي..

صعد سيف إلى غرفته و لكنه تفاجأ بصعود هاجر خلفه.. زفر بحنق قائلا هتتدخلي معايا؟
خجلت هاجر قائله جولت يمكن تعوز حاجه؟
قال باقتضاب لا مش عايز و بعدين انا هغير و انزل..
شعرت بالحرج و قالت ماشي.. و غادرت بهدوء..

كانت تقي جالسه بجوار سليم في الحديقة.. و قالت خرجت ليه عاد؟
-عادي بس انتي عارفة مبحبش جو العيلة دا.. و بعدين انتي خرجتي ليه...؟
-جولت اقعد معاك شويه، انت من ساعه ما اتجوزت نسيتي، ابتسم سليم و قال ليه؟
-بهزر، ايه اخبارك مع نور، تنهد سليم و أسند راسه على الشجرة قائلا و لا إيه جديد، ندمت اني اتجوزت أَو حتى فكرت ان انتقم من بنت، الموضوع من الاول كان غلط..
-هو حاجه وحشه؟

-خايف تحبني.. نظرت له تقي بتعجب و قالت انا مش فاهمه حاجه واصال؟
-انا خلاص و لا هحب و هفكر في حاجه زي كدا، و مش هسمح لواحدة تتدخل حياتي تبوظها.. و نور مش مناسبة ليا في ايه حاجه احنا غير بعض خالص..
-لسه بتحب ميادة؟ تنهد سليم فالحقيقة ميادة كانت مجردة وسيله لكي يعند مع يسرا و لكن لم ينكر إنه احبها و قال مش عارف و حتي مش عارف ميادة ليه خانني مع محمد و ليه فادي راح اليوم دا؟ يمكن لو كل دا محصلش مكنتش هبقي بالحيرة دي!!

-انت بتحب نور؟، اتسعت عينه بشده و نظر إليها بغضب نور ايه اللي انا بحبها دي حته عيله أصغر منك...انا مستحيل احبها، مستحيل.. دي مجرد لعبه في أيدي و اول ما اكسب هرميها..
لسوء حظه استمعت نور إلى ذلك الحوار فهي من عاداتها التي اكتسبتها هي الجلوس وسط الأشجار، شعرت بسقوط دموعها مثل المطر و ذهبت من ذلك المكان مبتعدة عنهم بكثير، اتصلت نور برنا و قالت شوفتي اللي حصل؟
-اممم شوفت المهم و لا يهمك اهلك جبانة و مش هيعملوا حاجه طول ما انتي مرات سليم..
-اهااا..

-هو انت ليه مسمعتيش كلام مازن...
-عشان كنت خايفه عليه يا رنا، انا مش عايزة افقد مازن..
-يا سلام على الحب.. بس لازم تخلصي من سليم، انا مش عارفه هو متجوزك ليه اصلا؟
شعرت نور باحتراق قلبها و قالت عشان يذل عيلتي، انا عايزة اخلص منه في أقرب وقت يا رنا مش طايقه اعيش معها، اتخنقت بجد انا عايزة ارجع لحياتي الطبيعة بعيد عن القرف دا..

-تمام نفذي الخطة و ربنا يوفقنا..
-تمام.. المهم اخلص..
جلست نور بمفردها بعض الوقت و بعد ذلك دلفت إلى المنزل و وجدت سليم يتحدث على يسرا يبدو أنه مستمع بالحديث كثيرا نظرت له بغضب و صعدت إلى أعلى.. كانت نور تشعر بالضيق فهو يعامل الجميع جيدا ماعدا هي.. و حتى لم بعض الاحترام أو أن يراعي شعورها انها زوجته.. دلف إلى الغرفة.. قامت تقف و عقدت ذراعها قائله حلوه القعدة معها مش صح؟

-أظن اني قاعد مع البيت كله و مش لوحدنا و بعدين انتي بتحاسبني ليه؟
-عشان المفروض اننا متجوزين، و المفروض اني مش فاهمه انت بتعمل معايا كدا ليه؟ كل شوية تتغير بجد زهقت..
-بمزاجي يا نور و بعدين انا مش مضطر أبرر ليكي انا بعمل كدا ليه؟ و دي حياتي و انا حر فيها..

اقتربت منه و هي تنظر إليه على فكره انا مراتك و على الأقل ابقى احترمي مش لازم تحسسني اني مليش لأزمة ، نظر لها بضيق بلاش تنطقي الكلمة دي و بعدين انتي عارفه كويسه انا اتجوزتك ليه، وضعت يدها على وجهنته و قالت اممم عارفه بس برضو انا لحد دلوقتي مراتك على الورق بس دفعها بعيد عنه قائلا بغضب ابعدي عني.. ابتسمت نور بانتصار فهي لاحظت انه دائما يبعد فجأة و هذا يدل على رغبته بها و قالت مش قادر صح و عايزني.

رمقها بنظراته الحارقة و قال اوعي تتجرأ بعد كدا و تلمسيني فاهمة.. اقتربت منه مره أخرى و همست أمام شفتيه طلعت عيل اووي يا سليم يا بنهاوي ، وضع ذراعها خلف ظهرها و اطبق عليه بقوه مش عايز اسمع صوتك فاهمه، لم يرمش لها جفن و ظلت تحدق به دفعها لتسقط على الارض و قال بتحذير متنسيش نفسك ماشي و بعدين كلها شويه و هطلقك..

-ياريت تنجز و طلقني عشان ارتاح منك و من قرفك و على الأقل اتجوز ابن عمتي، ابتسم بسخرية و تحكم في أفعاله و جذابها من شعرها بقوة و قال مش لما ابقى جوزك الأول تبقى تروحي تتجوزي تاني...نظرت له بصدمه جلية و قالت خليك كدا لآخر و انت قولت انك هطلقني من غير ما تلمسني، ترك شعرها التي شعرت باقتلاعه بيده و قال غيرت رأيي و بعدين مش دا اللي انتي عايزها و انا هعمله ليكي.. تراجعت خطوة للخلف لشعورها بالرهبة قائلة لو قربتي ليا هصوت و ألم الناس عليك ضحك و ظل يقترب منها ما انتي مراتي و بعدين لازم دا يحصل قبل ما اطلقك...

-بللت شفتيها بلسانها و نظرت إليه و قالت تمام وريني هتعمل ايه و حاول تكرهني فيك على قد ما تقدر لم يستطيع تحمل كلماتها اللاذعة أكثر من ذلك و قام بتقبيل شفتيها التي رغب بها اوصدت عينها مستمتعة بقبلته لها و بادلته اياها برغبه
أبتعد عن شفتيها قائلا نور بلاش تعملي حاجه تندمي عليها بعد كدا، ترقرت تلك الدموع بعينها فهو دائما ما يجرح انوثتها بتلك التي لم تسمع عنها غير كلمات "كل دا عشان بتحبها، حتى مش عايز تلمس مراتك"

-اخويا لما دافع عن شرفي اتقتل يعني مش هي بس و بعدين انتي عارفه كويس ظروف جوازنا كانت عامله ازاي؟
ابتعدت نور عنه و قالت تمام براحتك يا سليم بس خليك عارف ان انت اللي بتبعد عني..
تنهد سليم و قال نور خلينا نقضي الفترة كويسين مع بعض انا مش عايز أذيكي..

-بجد هو انت كدا مذتنيش، ابويا في المستشفى خليته يشك فيا و يشوفني معاك مع انك اصلا مش عايزني عملت كل دا عشان تكسره في بنته وقعت شركته، و ابوه رنا اتقتل.. و أهلي عايزين يقتلوني.. خليتني ابقي خاينه...، بتعاملني بمزاجك بتخوني عادي و لا اكنك متجوز.. و فعلا معملتش حاجه.. نظر لها سليم و قال محدش من أهلك هيعملك حاجه متخافيش..
-بجد؟ انا مش واثق فيك و لا هثق فيك عشان انت كداب..
-مكدبتش عليكي في حاجه؟، نظرت له و قالت كل حاجه بتعملها كدب..

-زي ايه؟
-زي انك كل شويه تتغير و انت عارف قصدي كويس..
-لا هفضل كدا على طول، و اتجه إلى الفراش لكي ينام.. نظرت له نور بيأس و خرجت إلى الشرفة، جلست على الاريكه كانت تشعر بحيره داخل قلبها، لم تشعر بالسعادة فهي تريد العودة إلى حياتها..
خرج سليم لها و قال اكيد مش هتقضي الليل هنا؟

-انا مرتاحة كدا لو سمحت سيبني في حالي...اقترب منها و انحني لمستواها و قال الجو برد عليكي..
-عادي يارب اموت عشان ارتاح و اريحك.. تنهد و حملها رغما عنها و وضعها على الفراش و قال بحده بطلي شغل العيال دا...؟
-انا عيله ملكش دعوه..
تمدد سليم بجوارها و حاوط خصرها قائلا نامي يا نور و هنصحي الصبح نكمل خناق.. سكنت نور و التفت له و اصبحت وجهها مقابل وجه و قالت طب ابعد عني...، ابتسم و انحني على شفتها و قبلها قائلا عايزني ابعد..
نظرت له و شعرت بضربات قلبها المتسارعة و دفنت وجهها في صدره و أوصدت عينها

دخلت رنا إلى الشركه و ظهرت بهمزات الموظفين و تعجبت من ذلك و عندما دلفت إلى المكتب دخلت لها السكرتيرة و سألتها قائله هو في حاجه حصلت في الشركة؟
السكرتيرة بتردد الشركه كلها بتقول ان حضرتك على علاقة بعازم بيه و متجوزين عرفي..
جحظت عينها بصدمه فمن فعل تلك المصيبة، و قالت امنعي الكلام دا فورا و أي حد هيفتح الموضوع دا اطردي و غادرت متجه إلى شركه عازم و اقتحمت مكتبه..
-رنا..

-انت اللي عملت كدا و لا؟ استغرب عازم قائلا عملت ايه؟
-دخلت الشركه لاقيت الموظفين بيقولوا اني على علاقة بيك..
-مش انا عملت المطلوب مني، ناقص المطلوب منك و بعدين احنا اتجوزنا خلاص..
نطرت له بعدم فهم و سخرية جواز ايه و زفت ايه انا مش فاهمه حاجه..

ضحك عازم و قال ما انا مضيتك على ورق جوزانا، و بصراحه لما طلبتي مني موضوع سيف قولت عشان اكسب رضاكي ابتلعت ريقها بصدمه و قالت بنرفزة انت راجل مجنون و الورقة اللي معاك دي بلها و اشرب ميتها انت فاهم..
-بصي يا رنا أظن أن انا نفذت كل اتفاقي معاكي و دا دورك و على فكره انا سيبك براحتك..
نظرت له و شعرت بأنها سوف تفقد عقلها من ذلك الرجل المعتوه فهي لم تتوقع منه ذلك، و ظلت تبحث عن حل لتلك الكارثة التي وقعت بها.. و عملت أن اللعب لم يكن هينا و عملت لما هو ظل صامتا فهو كان يخطط لها...و لكن ماذا ستفعل في تلك الورطة.

استيقظت نور و لم تجد سليم بالغرفة، دلفت إلى المرحاض و ابدلت ملابسها و خرجت و لكنها وجدت يسرا أمامها، تجاهلتها و سارت من جوارها و لكنها يسرا أوقفتها قائله عايزة اتكلم معاكي يا نور..
التفت نور لها و قالت بتعجب معايا انا...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الفصل الرابع عشر بقلم أسماء صلاح



دلفت مع نور إلى الغرفه و اوصدت يسرا الباب و قالت عارفه انك مستغربه بس انا هجيب معاكي من الاخر..
نظرت لها نور بتعجب فهي تريد معرفه ما تريد و قالت خير..
-انا بحب سليم و سليم بيحبني..


تحكمت نور بالنيران التي نشبت بداخلها، فهي تعترف بحبها لزوجها بكل جراءة، بحثت يسرا عن رد فعلها بادت نور هادئة تماما، أكملت يسرا قائلة و وجودك هنا ملهوش لازمه فلو بتحاولي تاخدي سليم مني انا مش هسيبك، سليم ليا انا بصي انا مش فارق معايا جو التار و الكلام دا انا مش عايزة غير سليم..
-عايزة جوزي اللي هو كان اخو جوزك و اللي اتخليت عنه.. دلوقتي بقي حلو صح بس اللي تعب سيبتي و مشيتي.. بصي انا هعتبر نفسي مسمعتش حاجه لكن سليم يبقى جوزي و مش هسيبه..


نظرت لها بغل و حقد قائلة لا واضح انك طلعتي مش سهله، على فكرة البيت دا انتي مش هتطلعي مني سليمه خالي مش موافق و لا حد هيقبل فكرة انك مراته و اظن ان هو نفسه مقبلش الفكرة..
-طب بما انك واثقه اوي كدا و متأكدة انه مش هيبصلي جايه تقولي كدا ليه؟

-استحملي بقا اللي هيحصلك.. و كمان ام سليم مش هتسكت الا لما يتجوز رغدة...، ابتسمت نور بسخريه و قالت و انتي مش غيرانه من رغدة و غيرانة مني
-هغير منك انتي؟ دا على أساس أن سليم مش قادر يبعد عنك مثلا.. دا انتي لحد دلوقتي مراته على الورق بس...، زفرت نور بضيق و قالت بنرفزة أظن أن دا مش موضوعك و بعدين انتي عرفتي ازاي؟


عقدت يسرا ذراعها و قالت عشان انا اكتر واحده تعرف سليم، و عارفه انه مستحيل يجي جنبك فهو متجوزك لغرض واحد و هو الانتقام من عيلتك بس
-خلاص خليكي متأكدة كدا بس على الاقل انا مراته، مش واحده بترمي في حضنه و بعرض نفسي عليه.. احتقنت الدماء بوجهها فمواجهه نور لم تكن سهله كما توقعت و قالت تمام يا نور استعدي بقا.. و خرجت و تركتها..

تنهدت نور بضيق و خرجت من الغرفة، كانت تبحث عن سليم و لكنه لم يكن في المنزل...
-انتي رايحه فين عاد؟ التفت نور لتجد توحيده خلفها و كانت تلك أول مره تتحدث معها فيها..
-خارجه.. حضرتك عايزة حاجه...، نظرت لها توحيده بتهكم مش المفروض تشتغلي في البيت بدل ما انتي خايبة أكده..
-أشتغل في البيت ازاي؟


-يعني شغل المطبخ يا نضري و لا انتي مش فالحه في الخروج و الدخول..
كانت نور تحاول تفادي ايه شي يجلب لها مشاكل معهم و قالت طيب فين المطبخ..
لوت فمها بتهكم و أشارت لها على المطبخ، ذهبت نور و كانت تقي و رغدة بالداخل مع عبله، عندما رأيتها عبله قالت بابتسامة تعالى يا نور..
كانت رغدة تنظر لها بضيق، و انشغلت في تقطيع الخضار.. و كذلك تقي لكي تراعي شعور رغدة..

-انتي بتعرفي تعملي اكل؟ هزت نور رأسها فهي كانت تعتمد على نفسها في الخارج عندما عاشت في أمريكا.. تعجب عبله و قالت اممم زين، توحيده هي اللي قالتلك..
-ايوه.. تنهدت عبله و قالت طيب يا بنتي شوفي انتي عايزة تعملي ايه و اعملي..


مصبيه رنا لم تخطر على بالها فهي ظهرت بفقدان عقلها و تشوش جميع أفكارها، كانت تجلس على المقعد حتى أنها نسيت القهوة.. دلف لها مصطفى و حتى لم بوجوده من الأساس و قال رنا...؟؟؟؟
رفعت نظرها له و قالت مصطفى انت هنا من امتى؟
جلس على المقعد و نظر لها متعجبا لسه داخل انتي سرحانه في ايه؟
-و لا حاجه يا مصطفى المهم الشركة تمام و لا..
تنهد مصطفى و قال احسن من الاول بس انا بفكر نبع الشركه احسن..
-نبعها؟..


-ايوه الوضع صعب يا رنا و كمان في حاجات احنا مش عارفين نتصرف فيها عشان عمي سامح.. و اردف بتردد قائلا رنا كنت عايز اقولك على حاجه كمان و اكمل بحرج بابا فتحني في موضوع اننا نتجوز و انا عايز رايك..
تجمدت ملامحها و قالت امتى؟ و صححت حديثها قائله قصدي حددوا الفرح و كدا و لا؟
-لا لسه انا اهم حاجه رايك يا رنا لاني مش هتجوز واحدة غصبن عنها.. نظرت له رنا و قالت مصطفى انا موافقة..

ابتسم مصطفى بسعادة فهو أعجب بها خصوصا بعد عملهم معا و كان الأمر ذلك بالنسبة لها و لكن ما خرب تلك الموقف أو الخبر هو تلك المصيبة وقعت بها و تخشى انتشارها و ضياع مصطفى من بين يدها فهو رجل رائع تحلم به ايه فتاة لم تجد عيبا على الإطلاق فهو هادي متفاهم.. محترم.. و لكن عازم المعتوه أضاع عليها سعادتها..
بعد انتهاء عملها قررت أن تذهب إلى مكتب محاماة لكي تأخذ استشارة قانونية في تلك الزواج المزيف.. دلفت إلى مكتب و خلال دقائق كانت تجلس أمام المحامي..
-انا عايز ارفع قضية تزوير..

نظر لها المحامي بتعجب و قال تمام بس ممكن اعرف ايه موضوع القضية..
-انا مضيت على ورق جواز عرفي بس مكنتش اعرف انه جواز.. زادت دهشته و ظن انها مجنونة قائلا مش فاهم؟
-مضيت الورق بالغلط و خايفه منه يعملي شوشرة..
-اولا طالما انتي اللي مضى مش هيكون تزوير ثانيا كدا القضية معقدة جدا و اكيد الموضوع هيوصل للكل لان موقفك هيكون صعب جدا و هو ممكن يتهمك بأي حاجه تاني..

شعرت رنا بالخوف و التردد و قالت طب انا المفروض أعمل إيه؟..
-حضرتك سيبي بيانات هنا و انا هكلم استاذ سيف البنهاوي..
اتسعت عينها بدهشه لمجرد سماع اسمه و قالت برفض لا..
-محدش هيقدر يتصرف غيره خصوصا أن لي معارف كتير و بعدين هو مش بيقبل كل القضايا
ابتلعت ريقها و قالت مفيش حل تاني يعني؟

-مفيش لأن ممكن الشخص دا يعملك شوشرة كبيرة و اظن انك محدش يعرف الموضوع دا..
تنهدت رنا و خرجت و هي تعلم أن مستحيل سيف يساعدها من الأساس و انها ليس أمامها حل فهي يجب أن تتخلص من عازم، ركبت السيارة و أسندت جبهتها على المقود و بكت بشده فهي فقدت والدها و بعده خالها و لا تستطيع إنقاذ الشركة و نور وقعت أسيرة لذلك المجنون و هي الآن على مشارف الانهيار فعازم لم يدعها و شأنها..

صعدت نور إلى غرفتها بعد مساعدتهم في إعداد الطعام، و دخلت إلى المرحاض لكي تغسل يدها التي جرحت من السكين.. لم يكن الحرج عميقا، خرجت نور و بحثت عن صندوق الإسعافات الأولية في الغرفة و عندما وجدته في احدي الادراج اخرجته و لكنها تذكرت انها فاشله في ذلك و لم تستطيع و من كان يفعل لها ذلك مازن، ابتسمت نور.. حاولت نور و لكنها فشلت كالعادة و تذكرت مازن
كانت نور تقطع الخضار و المقادير المستخدمة في الوصفة و عندما التقطيع جرحت يدها، فقام مازن لها و قال اتعورتي..
زمت نور شفتيها و قالت غصبن عني سرحت..

ابتسم مازن و قال طيب يا ست بلاش تقطعي حاجه تاني بقا و قال لرنا تتدخل لتكمل و اخذ نور و قام بتطهير الجرح و وضع اللاصقة الطبيبة حول يدها و امسك يدها قبلها قائلا نخلي بالنا بعد كدا بقا.. ابتسمت نور فهي كانت مقربه من مازن كثيرا و لكن شعرت باختلاف الأمر الان و لكنها تمنت أن مازن يكون بجانبها..

اجتمع الجميع حول مائدة الطعام و كان سليم و سيف جاءوا من الخارج، تناولت توحيده الطعام و إعجابها مذاقه و كذلك الجميع فنور كانت لديها طرق مختلفة لإعداد الطعام فهو كان إحدى هواياتها، كان سليم يعلم أن نور لا تحب التجمع مع عائلته و هو لم يغصب عليها ذلك لأنه يعلم أن أهله لم يتقبلوها، نظرت عبله لتقي و قالت ابقى طلعي وكل لنور يا بنتي...

لوت توحيده فمها و قالت و هي متنزليش تأكل معانا ليه أن شاء الله و بعدين انا بنتي مش خدامة...، تنهدت عبله و قالت هي اللي عملت الاكل يا توحيده و ارحمي البت شويه مش كدا...، تدخل حسن ليقطع الحوار خلاص كل واحد يعمل اللي على كيفه...، قام سليم و قال بعد اذنك يا أمي محدش لي دعوه بنور و مش عايز حد يطلب منها حاجه تمام...، ادمعت عيونها بالدموع التماسيح و قالت انا معملتش حاجه يا ابني، انا قولت عشان تاخد علينا..
قال سليم باقتضاب ماشي.. و غادرهم.. كانت رغدة تشعل بداخلها و لم تكون هي بس و كذلك يسرا و غضبت أكثر عندما رأيته يدلف إلى المطبخ، فقامت و دخلت خلفه و قالت هو انت هتطلع الاكل ليها؟

-اهااا و مليكش دعوه بيها يا يسرا مفهوم، عشان لو لمحتك جيتي جانبها هزعلك..
نظرت لها بصدمة بتعمل معايا كدا عشان بنت السويفي..
-لا عشان انتي نسيتي أن اللي بينا انتهى و سليم اللي كنتي تعرفي من عشر سنين دا مات خالص.. و خرج من المطبخ و صعد إلى الغرفة، كانت نور مازالت تحاول لف تلك الشاش.. وضع الصينة على الطاولة و اتجه لها و قال هو انتي اتعورتي من ايه...؟، مدت نور يدها له و قالت ببكاء انا زهقت مش عارفه اعملها..
امسك يدها و قام لف الشاش عليها و وضع عليها اللاصقة الطبية و قال اتعورتي من ايه؟
-و انا بقطع الطماطم اتعورت..

تنهد سليم و قال ماشي بلاش تدخلي المطبخ تاني.. نظرت له نور بحزن و قالت بيأس طيب..
-و كولي مش هتفضلي صايمة كدا؟..
-لا مليش نفس...، تنهد بضيق و قال لازم تأكلي.. لو مسمعتيش الكلام هكتفك و أكلك غصبن عنك...، نظرت له نور و قامت من على الاريكه و اخذت الأغراض لكي تعيدها في مكانها، فهو يظنها طفلة لكي يضحك عليها ببعض الكلمات...، قام سليم خلفها و قال نور هو انتي عايزة تتعبيني و خلاص؟
عقدت ساعديها و نظرت له بغضب محدش قالك اهتم بيا على فكره و بعدين هو انا لأزمك في حاجه...؟
-براحتك، موتى من قله الأكل..

-ماشي.. زفر سليم بضيق فهي تعانده و تفقده السيطرة على أعصابه و قال ماشي انا خارج هروح اقعد مع يسرا لأنها وحشتني اوووي.. ابتسمت نور باقتضاب و قالت من تحت الضرس اتفضل..
و اتجهت إلى الاريكه و جلست و قالت على فكرة انا مش هعرف اوكل لوحدي...ابتسم سليم فهو يعلم بغيرتها من يسرا و قال طيب مع اني هتاخر..

قالت باقتضاب معلش تعالي على نفسك...، جلس سليم بجانبها و قام بإطعامها.. و بعد أن انتهى، كان يلفت انتباه ثيابها و لكنه اجل السؤال لحين انتهاءها من الطعام
-هو انتي كنتي بالبس دا تحت؟، نظرت نور على ملابسها و قالت اهاا البلوز طويله و عليها بنطلون اعمل ايه تاني؟ و لكن البلوزة شيفون و تظهر ذراعها و صدرها..
-دراعك و صدرك دا عادي...، احمرت وجنتها و قالت بخجل حاضر هبقي اغيرها لما اجي انزل..

-انا مش بقول كدا عشان اتحكم فيك أو اقيد حريتك في معاكي ناس في البيت و انا مش حابب طريقه لبسك...
ردت باقتضاب قائلة مش مشكله كانت تريد أن تقول ان لم تكن هذا تقيد للحرية فكيف تكون بالنسبة لك أيها المتعجرف المجنون.. و لكنها كتمت تلك الكلمات بداخلها
قام سليم و فتح الخزانة و اخرج منها بلوزة ذات أكمام طويله، لم تكن قصيرة و قال البسي دي..

كانت نور تشعر بالملل فهي كانت تكره تحكم والدها في اللبس و عندما ذهبت إلى أمريكا ظلت على راحتها طول الخمس سنوات و قالت حاضر..
-و بلاش شعرك يبقى مفرود لمي احسن، و بلاش مكياج، اوصدت نور عينها و قالت بضيق و نفاذ صبر بلاش انزل..
-لا انا مقدرش اتحكم فيكي انتي حره..
-هطق من الحرية بتاعتك دي بجد.. ابتسم سليم و قال هتعرفي تغيري و لا؟
-هغير لنفسي شكرا، عقد حاجبه و قال يعني هتعرفي تغيري و مكنتش عارفة تأكلي؟

-عادي هحاول...، امسك يدها و قامت تقف.. "على ايه المحاولة انا هساعدك"، ابتلعت ريقها و نظرت له و قالت لا مش لازم شكرا...
-مكسوفة مني؟.. نظرت له بدهشه و قالت هتكسف منك ليه يعني؟ عادي! انت ولا حاجه بالنسبة ليا..

-طبعا عارف.. شعرت نور انه لم ياخد كلامها على محمل الجد و قالت بتكلم جد على فكره...لم ينتبه إلى كلامها و بدأ بفتح أزرار بلوزتها واحد تلو الأخر، كانت تشعر بالخجل المفرط و نبضات قلبها التي بدأت في التسارع...، كانت حركاته بطيئة للغاية و أكنه يحاول أن يكسر ذلك العند و التمرد و بعد ذلك قام بتمرر أنامله على جسدها...ظلت تنظر له بعينان مليئة بالعناد و قالت ايه هتفضل كدا كتير؟

-لف ذراعه حول خصرها و ضمها إليه و همس أمام شفتيها عادي برضو..
-اهاا عادي و بعدين أنجز مكنتش بلوزة.. ابتسم سليم و قال عادي و بعدين انا حر..
-حر في ايه؟.. انحني ليقبل عنقها بشفتيه و قال في جسمك لأنه ملكي.. نظرت له و قالت ابعد عني...، ظل يمرر أنامله على ظهرها و قال مش أنا مليش لازمه مالك بقا؟

-سليم خلص..
-بصي بطلي تعندي معايا احسن عشان انا مبجيش بالعند...
-انت مبتجيش بحاجه خالص...، نظر له بتساؤل مش فاهم...؟
-و مش هقولك...، نظر لها بضيق و قال بجد مش هتقولي؟..
-اممم مش هقول...، فتح سليم حملات صدرها من الخلف و قال هتقولي ولا؟...، ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت بلاش كدا بقا...؟، ابتسم بخبث و قال باستفزاز لو مقولتيش.. هعرف طريقتي..

نظرت له بتوتر و قالت بخوف سليم لوسمحت...، تنهد سليم فهو لا يريد أن يشعرها بالخوف و قام بقفله و البسها البلوزة، و قال انتي خوفت من ايه؟
نظرت له نور و قالت مفيش بس انت زودتها شوية...، نظر لها بتعجب قائلا زودت ايه؟، و اكمل بضيق براحتك
-سليم انا مش قصدك حاجه بس انت اللي قولت مش هتحصل حاجه بينا و بعدين انت لو عايز فبراحتك انا مش هعترض و تقريبا انت كل حاجه بتعملها بمزاجك..
نظر لها سليم بضيق و قال عدي الموضوع دا يا نور..

-ايوه اتعصب عليا و اقعد برقلي بعينك كدا و خوفيني، انعقد حاجبه بدهشه قائلا بخوفك...، عقدت ساعديها بحده و تنهدت بضيق اهاا انت بتتحول في ثانيه يا سليم...
-بتحول؟!
-طبعا انت مش شايف نفسك و انت متعصب عليا دلوقتي و عينك بتحمر كدا، نظر لها بدهشه و قال و ضوافري مبتطولش كمان...، ابتسمت نور قائله ايوه دا اللي ناقص..

ابتسم سليم فتلك المشاغبة تغير مجرى حديث، تأثره بابتسامتها الساحرة أيقن انها هي من تسيطر عليه و ليس هو و لكن بداخله شي لا يريد ذلك فهو لا يستطيع الوثوق بها
-ماشي بس انتي بطلي
-مش هبطل لما تحترم نفسك انت الاول ابقى ابطل.. عقد حاجبه بدهشه نور اولا انا جوزك ثانيا في فرق سن بينا يعني لسانك دا عايز يتقص..
-هو انت بتعاملني وحش ليه؟.. ابتلع ريقه و قال انا خارج..

عبست ملامح وجهها و قالت طيب...، خرج سليم من الغرفه فهي تجعله في صراع بين عقله و قلبه..
جلست نور على الفراش و شعرت بالملل فهي لم تجد شي تفعله في ذلك المنزل و حتى رنا لم تستطيع أن تصل لها فهاتفها مقفول منذ الصباح.. و اتصلت بمازن لكي تتطمن عليهم و قالت الو
-نعم؟، علمت نور انه مازال غاضب منها و قالت وحشتني والله
-بجد؟ في حاجه و لا إيه؟..
-لا مفيش انا كنت بس بطمن عليكم عشان رنا تليفونها مقفول...، تنهد مازن بضيق يعني مش عشان وحشتك نور على فكرة انتي لو قولتي انك بطلتي تحبني مش هزعل..

تنهدت نور و قالت مازن انت ليه مصمم تفتح المواضيع دي؟
-عشان انا عارف انك كل يوم بتكوني معها، جوايا نار والله يا نور و مش طايق ايه حاجه و انتي واخدة الموضوع ببساطة و غير كدا انا خايف عليكي ياذيكي..
-انا كويسه والله يا مازن و لو في حاجه هقولك.. المهم رنا و ماما و عمتو عاملين ايه
 - لسه في الشركة مروحتش اصلا..
-طيب.

-خلي بالك من نفسك يا نور و لو في ايه حاجه كلميني.. ، قفلت معه و كانت تشعر بالقلق على رنا و تشعر بالضيق فهي عندما تتحدث مع مازن تشعر بأنها تخون سليم و لكن ما هو يخونها و لم يهتم لمشاعرها.. ظلت جالسه في الغرفة، إلى أن أتى سليم.. لم يتحدث و جلس على الاريكه بهدوء استفزازها، فهو يا اما هادي و بارد مثل الثلج يا غاضب و مشتعل مثل النيران، تنهدت نور و دلفت إلى المرحاض لكي تبدل ملابسها.

ارتديت نور تلك القميص القصيرة و خرجت من المرحاض و اتجهت إلى الفراش لكي تنام، كانت عينها تراقبه تارة و تنظر إلى الهاتف تارة و لكن لما ترتدي ذلك الملابس القصيرة فهي تستفزه بهم، زفر بضيق و القى الهاتف على الأرض و نظر إليها قائلة ايه اللي انتي لابسها دا نظرت نور إليه ببراءة و قالت عادي انا مش بخرج برا، زاد جنونه أكثر فهو لو رآها بذلك الملابس خارج الغرفه فحتما سوف يقتلها و لكنها لماذا ترتدي أمامه فهو لو سألها أو قالها ذلك ستعلم انه مجنون و قال بضيق ما هو دا اللي ناقص، نظرت اليه و ترقرت الدموع في عينها و قالت ممكن انام و لا عايز تقول حاجه تأنى.

رد عليها بحده لا نامي.. تعجبت نور من تصرفاته و وضعت رأسها على الوسادة و اوصدت عينها و بعد مرور بعض الوقت ذهبت في النوم فقام سليم من مكانه و اتجه ناحيه الفراش و كانت تعطي لها ظهرها و تنام على طرف الفراش اقترب منها ليضع قبله على ظهرها المكشوف و قال شكل انتي اللي هتعملني الأدب يا نور، اعتدلت نور لتستقل على ظهرها و ابتعد عنها قليلا لكي لا تشعر به و كانت حملات قميصها قد سقطت مما أدى إلى ظهور ثديها أكثر انحني عليها ليقلبها شفتيها و بعد ذلك مر بعنقها و يستنشق عبرها و قال يعني كان لازم تتطلعي بنت سامح...،

ظل يقلبها فهو لم يريد الابتعاد عنها فهو تثير رغبته بجنون و بدون رحمه، لم يدري ان كانت تفعل ذلك بعلم أو بدون و لكن هو يريدها الان و لكن يعلم أن هذا ليس صائبا، و تمدد بجانبها على الفراش و قال ياريت تبطلي بقا انا زهقت و لكنه تفاجأ بوضع يده على صدره و قدمها على قدمه اوصد و قال بجد انتي لو قاصدة مش هتعملي معايا كدا؟ و حاول القيام دون ايقظها و لكنها كانت تقيده، زفر بضيق قائلا ياريت تعدي الليلة السودة دي على خير بقا و قام بلف ذراعه حول ليقربها منه أكثر، ونام سليم هو الآخر.. استيقظت نور في الصباح جحظت عينها بشده فهي تنام بين اضلاعه ابتلعت ريقها بصعوبة و بعدت يدها عنه و لكن مازالت قبضته عليها تلصقها به، شعرت بالخجل و التوتر و لكنها اوصدت عينها عندما احست باستيقاظه...،

ارخ سليم قضبته عليها و لكنها تفاجأت به يقبل شفتيها، لم تتحرك و لكنها عينها عندما رمشت بها.. ابتعد سليم عنها و بعد ذلك دلف إلى المرحاض، قامت نور و جلست على الفراش و مررت انامله على شفتيها تحسس موضوع قبلته لها و قالت قليل الادب و حيوان و لكنها احست باشتعال وجهنتها و قالت بضيق حقير أوي، خرج سليم من المرحاض وجدها جالسه على الفراش و تنظر له بحده تجاهل نظراتها و اكمل تصفيف شعره، قامت نور و اتجهت لتقف أمامه و قالت بضيق انت مش محترم على فكره، القى الفراشة على التسريحة و قال ليه؟، نظرت إليه بتوتر و فركت يدها قائلة عشان.. عشان.. خلاص مفيش حاجه، نظر لها و اقترب منها بتلك الخطوة التي كانت تفصلهم و قال ما تكلمي..

ازدارت ريقها بتوتر و قالت مفيش حاجه بعد اذنك و لكنها وجدته يضع حول خصرها و شعر برجفة جسدها و انحني ليبقل شفتيها، اوصدت عينها و احست بمرور انامله على عنقها بالكامل و قال مش دا اللي انا عملته.. رمشت بعينها و قالت بخجل ايوه، نظر لها و قال هو انتي مش مراتي و دا عادي و اظن ان انتي ليكي مزاج في كدا، نظرت له و قالت بحده لكي تستعيد كبريائها بجد دا على أساس ايه بقا، بلاش تتضحك على نفسك انت عارف كويس اوى مين فينا اللي لي مزاج و على فكره انا عارفه اني مراتك يبقى حقك عايزه خده و انا مش هقول لا لكن مش بمزاجي لأن انا مش عايزك.

تسارعت أنفاسه المتلاحقة و اشتعلت نيران غضبه الجامحة و قال و انا مش هاجي جنبك، حقي ابقى أخذه لما اتجوز واحده تاني و انتي خليكي كدا ملكيش لازمه نظرت إليه بسخريه و قالت خليك قد كلامك بس يا سليم..

زفر بضيق و اتجه ليأخذ ثيابه من الخزانة و دلفت هي الي المرحاض و أخذت شاور بينما دعت للدموع العنان بأن تسير مع المياه التي تنساب فوقها و بعد ذلك جففت جسدها و وضعت المنشفة حولها و تركت شعرها جانبها و كانت تتعلق بعض قطرات المياه على جسدها و خرجت من المرحاض و لكنها تفاجأت بوجوده بالخارج و لكنها لم تعيره أي اهتمام و ذهبت من أمامه متجها إلى الخزانة، كان سليم ينظر لها بضيق و لكنه لم يستطيع منع عينه من تفحصها و قال ايه مش شايفني..،

زفرت بحنق و هي توصد الخزانة و قالت لا مش واخدة بالي منك، ابتسم ببرود و قال طب كويس عشان تعرفي تغيري هدومك، نظرت له بتحدي ما هو عادي و لا انا ليا لازمه بالنسبالك و انت ليك لازمه بالنسبالي، ابتلع تلك الغصة بهدوء و قال اممم واضح.. وضعت يدها لتحرر المنشفة و قبل أن تسقط، نظر لها بدهشه فهي حقا عنيدة و تهزمه في كل مره و قال انتي بتعملي ايه؟، نظرت له ببرود و قالت بغير...زفر بضيق و ترك الغرفه و خرج، ابتسمت نور و قامت بتغير ملابسها..

أخبر سيف والدته انه سوف يسافر إلى القاهرة بسبب العمل و بالتأكيد لم تفرح توحيده و فتحت معه حوار جوازه من هاجر و انه يجيب ان يسرع في إجراءات الفرح، و لم يكترث سيف و هاودها في الحديث.. و ذهب بدون أن يودع هاجر و التي حزنت بشده عندما علمت فهي لم تحظى معه بأي لحظه..

كانت فاطمة مرحبه بفكرة زواج ابنتها من مصطفى.. و لكن رنا كانت في وادي آخر فهي في مصيبه لم تجد لها حلا حتى الآن..
-الحمد الله يا بنتي.. ابتسمت رنا بجمود و قالت اممم بس احنا لسه محددناش حاجه..
-يا بنتي مش لازم تحديد و بعدين مصطفى مش غريب و بعدين انا شايفه ان في قبول بينكم...

-في يا ماما بس بلاش استعجال.. و استأذنت رنا لتخرج و كانت بعقلها الكثير من الأفكار فهي لم تستطيع مواجهه عازم الحقير و الذي لم يحدثها و كانت تخشى من سكوته و هو الذي خرب عليها سعادتها بمصطفي و لكن قطع أفكارها اتصال ذلك المحامي و أخبرها بعنوان مكتب سيف و حدد لها الموعد، كانت رنا مترددة في الذهاب إلى ذلك المعتوه بأنها بذلك تحت رحمته و لكن لم تجد حل آخر.. انتهت عملها و ذهبت إلى المكتب و التي ادهشتها فخامته و مساحتها الهائلة رحبت بها السكرتيرة و ادخلتها إليه.. كانت تشعر بالخوف و التردد..

-اتفضلي يا رنا..
ابتلعت رنا ريقها و قالت اكيد انت عارف انا جايه ليه..
ابتسم سيف بمكر قائلا عارف، بس اكيد مش هعمل كدا لله...، رمشت بعينها و قالت بقلق انت هتاخد فلوسك زي اي محامي؟.. ابتسم بخبث أكثر و ارجع ظهره للخلف و قال تفتكري انا زي ايه محامي، اللي هتطلبه هتنفذي و اعتبري أن عازم انتهى للأبد..
-عايز ايه؟..
خرجت من المكتب مصدومه و هي تحمل جميع طيات الصدمة بداخلها فهي الان في مصيبه أكثر...فهو وضعها في حيرة أكبر...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول البارت الخامس عشر بقلم أسماء صلاح



-عايز ايه؟
-عايزك.. نظرت له بصدمه و قالت قصدك ايه يعني؟
-بصي انا مليش في اللف و الدوران انتي عجباني من يوم ما شوفتك و عجبني طريقتك اوي..

-انت عبيط انا بقولك عايزة اخلص من اللي عازم تروح انت تقولي كدا.. نظر لها بضيق و لكنه استطاع كبح غضبه برزانة قائلا الشروط انتي اللي هتحطيها..
-مستحيل اوفق على حاجه زي كدا مستحيل فاهم و بعدين يعني لما اوفق أني اسلم نفسك ليك هيبقى ايه المقابل..
-عازم مش هيسكت و اظن انك عارفه دا كويس و انا هخلصك منه و بسهوله، و المقابل اللي انتي عايزها و أولهم اني اشتري أسهم من الشركة عشان ترجع تاني و دا السبب اللي خليكي تروحي لعازم.. تنهدت رنا و قالت ازاي يعني هقول لأهلي ايه و بعدين اللي يخليني اوفق عليك انت؟

-لأن هيكون بينا شروط و كمان في فرق بيني و بين عازم..
ضحكت رنا بسخريه قائلة لا واضح الفرق الصراحه...، نظر لها قائلا على فكرة انتي اللي محتاجني، فكري و هستني منك رد و مش كتير تمام.. تنهدت رنا فهو وضعها تحت رحمته
خرجت من المكتب مصدومه و هي تحمل جميع طيات الصدمة بداخلها فهي الان في مصيبه أكثر...فهو وضعها في حيرة أكبر..


جلس سليم في الحديقة و هو يفكر فيما يفعله فهو يشعر بالانقلاب كل شي في حياته، بالحيرة لم يعلم ما أين يبدأ.. و لا يستطيع رؤيه النهاية، و لكن هو المخطئ بالنهاية هو من تجوزها و قرر الانتقام بتلك الطريقة البشعة.. قطع شروده صوتها تقول سليم؟، نظر لها و قال نور انتي هنا من امتى...؟
جلست نور بجانبه و قالت دا مكاني على فكرة...، ابتسم و قال حقك عليا يا ستي
-سرحان في ايه؟.. نظر لها بتعجب فهو يلاحظ انها تحاول التقرب منه و قال بلهجته الصعيدية عحب (بحب) جديد
شعرت نور بالضيق عندما قال ذلك و قالت اممم بجد؟
-نزلتي من فوق ليه؟


-زهقت من القعدة لوحدي و حتى عمار مش موجود انهارده..
-أحسن...نظرت له و قالت انت رخم والله انا بحبه اوي.. نظر لها بضيق و عقد حاجبه قائلا طيب يا اختي حبي..
وضعت نور رأسها على كتفه و قالت هو أنت هطلقني امتى؟
-مش عارف لسه شويه.. مستعجله اوي؟..
-لا عادي بس انا خايفه من اهلي اللي هنا...؟..


-طول ما انا موجود محدش هيعملك حاجه يا نور.. ابتعدت عنه و نظرت له و قالت بتساؤل هو انت بتعمل كدا ليه؟
تنهد سليم و حاوط وجهها بيده و اقترب منها و قال بخفوت بطلي تسالي كتير..
-عايزة اعر...قطع حديثها بالتقاط شفتيها في قبله جامحه...،عقدت ذراعها حول عنقه لكي تبادله تلك القبلة بشغف هي شخصيا تعجبت منه، ابتعد عنها ليأخذ كل منهم أنفاسه، و لكن لم ينطق احد فكل واحد بينهم داخله شخصا بداخله يرفض ذلك، يرفض تلك المشاعر التي تسيطر عليهم.. و لكن ماذا أن اختار القلب ما ليس له و أراد امتلاكه؟


تقريبا تلك كانت أسوأ ايام تمر عليها و لم تجد أحدا بجانبها فوالدتها سعيدة كثيرا بموضوع الزواج و هي في مصيبه بين سيف و عازم، نزلت لكي تجلس مع عائلتها.. كان الجميع بالأسفل و استنتجت انهم يتحدثون حول أمر الزواج..
-تعالى يا حبيبتي قالتها فاطمة بابتسامه فهي سوف ترتاح و تتطمن على ابنتها..

بدأ مصطفى حديثه قائلا انا خلاص يا رنا هنصفي الشركه و هنتجوز و هتيجوا تقعدوا معانا ، كانت فاطمة موافقه و لكنها شعرت بأن رنا لم توافق على ذلك الحديث.. و لكنها لم تعلق.. فتحدث مازن قائلا هو الآخر و بصراحه انا شايف كلام مصطفى صح و خالي الدكتور طمننا عليه و قال إنه احتمال يفوق قريب بإذن الله و الشركة بتخسر.. لم تشاركهم الحديث و كانت في عالم آخر..

-بس انا هفضل هنا؟، نظرت فاطمه لمنيرة قائلة لا طبعا يا منيرة مش هينفع انا مش هسيبك تقعدي لوحدك و بإذن الله سامح و نور يرجعوا بالسلامة...، ابتسمت رنا بسخريه فهو قد شعرت بسخافة تلك العائلة و استأذنت قائلة انا خارجه
-انهاردة اجازة هتروحي فين...؟ ردت باقتضاب أشم هوا يا مازن و بعدين مش عشان الشركة هتتصفي يبقى هقعد في البيت...، نظر لها مصطفى بهدوء و لم يقول شي فرنا تبدو متوترة كثيرا..


خرجت رنا و طلبت مقابله سيف و خلال ساعه كانت تجلس معه في احدي المطاعم الفاخرة...
-موافقه..
ابتسم سيف و قال تمام اعتبري موضوع عازم خلص..
-مليش في الحرام زيك، فنتجوز جواز مؤقت كدا..
-تمام عايزة حاجه تاني..
-عشره مليون دولار مهر.. و عشر مؤخر بصراحه انا مضمنش انت هتعمل فيا ايه؟ و لا اهلي هيعملوا ايه فامن نفسي برضو.. ابتسم سيف بخبث و قال العشرين مهر يا رنا..


رنا كانت متأكدة أن ما تفعله ليس صائبا و لكنها تتدرك أن عازم سوف يتكلم في ايه وقت خصوصا بعد تهديده لها و طلبت المال منه لكي تستطيع تأمين مستقبلها فهي رأت ما حدث لندي و نور..
-هكون براحتي في كل حاجه و ملكش حكم عليا تمام..

-تمام هنكتب الكتاب امتي؟، ارتبعت عندما سمعت تلك و قالت مش لما تتصرف مع عازم.. ابتسم قائلا عازم اتقبض عليه انهاردة الصبح اصلا واضح انك مش متابعه كويس و عارف انه هددك امبارح بس يلا أدى هياخد إعدام..
نظرت له بدهشه و تأكدت انه اسوا من عازم و قالت و انت سجنته ازاي و إعدام ليه؟
-دا شغلي بقا و بالنسبة للورقة انا قطعتها لأنه جواز باطل اصلا..
ابتسمت رنا بتهكم مش سهل خالص..

-هنكتب الكتاب امتي؟.. تنهدت رنا قائله دلوقتي..
اخرج دفتر شيكاته و كتب لها المبلغ، كان رنا أشعر بالسخرية من نفسها و من ذلك القدر الذي هوى بها مع ذلك و لم لكنها ارادت تأمين مستقبلها على ايه حال فهي كانت في مصيبه.. لا تفرق كثيرا عن الان..
ذهبوا معنا إلى مكتب المأذون و بعد الانتهاء من كتب الكتاب..

دلفت معه إلى القصر كانت تشعر بالخوف ينهش قلبها و لكن ما ارغمت عليه كان أصعب من أن تواجهه، و ذلك اهن بكثير بالنسبة لها، فزعها حديثه الذي يقول "مش هنطلع فوق بقا".. اوصدت عينها لتمنع تلك الدمعة من سقوط، فالندم لا ينفع إذا فعلنا الشي، و قالت بنبرة تمتلي بالانكسار يلا، دلفت إلى الغرفة و هو خلفها لم يستطيع تفسير ذلك الشعور الذي بداخله و قال و هو يضع يده على أكتاف التي ارتجفت فور لمسته "لو مش جاهزة خلاص " التفت لتنظر له بعينها الخضراء اللامعة و قالت ازاي لازم تاخد حقك يا سيف بيه...نظر لها بسخرية و قال براحتك بس انا عايزك تبسطني...؟،

رمقته بحده و قالت بتهكم من حقك طبعا مش جوزي...اقترب منها كانت تشعر بتعالي نبضات قلبها كانت تصرخ بداخلها تريد الفرار منه، تريد أن تذهب إلى مصطفى و اخباره بمن حدث معها أو اخباره بأنها تحبه و لكنه هيأت فقد مضى الوقت انحني ليقبل شفتيها فهو يريدها و يريد يشبع تلك الرغبة التي بداخله تحولت قبلته من رقيقة إلى عنيفة يريد التهمهم بشغف خالص، كانت رنا كالتمثال لا تفعل شي كأنها فقدت الاحساس تمر من أمامها كل الذكريات أمامها مع عيلتها، شعر بتلك الدمعة التي زفرت من عينها، ابتعد عن شفتيها و قال رنا.

فتحت عينها الخضراء التي اختلط بها الحمرة و قالت دي دموع تماسيح بس متقلقش و بدأت في فك ازرار قميصها لتنزعه عنها، عندما رأت الدهشة في عينه قالت بسخرية ما هو لازم تاخد حقك اللي اتجوزتني عشانه و بعدين انت دفعت فخلاص عادي و نظرت له بحده بس انا هدفعك تمن كل دا يا ابن البنهاوي هاخد حق ابويا منك فاهم موتك هيبقى على أيدي مش هسيبك ، زفر بضيق و لكن لم يفعل شي فهو يخشى أن يفقد اعصابه و يقتلها و قال طب كملي مش وقت كلام...

أكملت باقي ملابسها حتى أصبحت عارية تماما أمامه، لم تشعر حتى بالخجل منه، كانت تنظر له بجراءة و قوة و من ثم كانت هي تنام على الفراش و هو يعتليها و قبلها بشراهة و عنف شديد و لكن بعد مرور بعض الوقت لم تحتمل و فقدت وعيها و امتلي الفراش بدمائها، ابتعد سيف و حاول تفيقها و لكنها لم تجيبه، تسرب القلق إليه قلبه فهو يعلم أنه قسى عليها متعمدا ذلك و لكن هي من استفزازاته بتهديدها الاذع، تنهد بضيق و ارتدى ملابسه و اتصل بالطيب.. و قام بتغير شراشف الفراش و تلبيسها.. و انتظر الطبيب، عندما أتى الطبيب فتح له قائلا تعالى يا ياسين..

-تاني يا سيف...، اتنرفز سيف و قال اللي جواه مراتي يا ياسين.. تنهد و دلف معها و تفحصها قائلا اولا اللي انت عملته دا غلط و طبعا انا مش هحاسبك لأنك مش هتسمع كلامي بس هي كويسه و انت سببتلها خدوش في الرحم بسبب العنف.. المهم تفضلي نايمه انهاردة و طبعا حالتها النفسية هتبقى زي الزفت..

تنهد سيف و تركه ياسين و غادر، جلس سيف بجانبها و ندم على فعلته فهي في الحقيقه لم تفعل له شي و لكنه اقسم بأن يأتي بها و يجعلها تحت رحمته عندما رآها اول مره.. و اتصل بسليم و أخبر بأن رنا تريد نور، لم يفهم سليم شي من كلامه و لكن شعر بان شقيقه فعل مصبيه خصوصا وجودها معه.. و أخبر نور انهم سوف يسافروا إلى القاهرة الان، شعرت نور بالقلق فالخبر و خصوصا عندما ذكر اسم رنا.. و كان سليم قلق عليها مما سوف تراه فنور متعلقة برنا للغاية، مرت ساعات و كان سيف بجانبها و وصل سليم و نور إلى القصر.. و بالتأكيد سليم فهم ما حدث، نزل سيف إليهم، سألته نور بتوجس هي رنا فين و هي معاك بتعمل ايه؟

-فوق.. نظرت إلى سليم و الذي ابتلع ريقه بصعوبة عندما سمع ذلك و صعدت إلى فوق، فتحت باب الغرفة و وجدت رنا نائمة على الفراش.. انهمرت دموعها على وجنتها و شعرت باختلال جسدها.. و جلست بجانبها و ظلت تحاول تفيقها
تنهد سليم و نظر إلى شقيقه بضيق قائلا انت عملت فيها ايه يا سيف و بعدين ليه تعمل كدا؟
-انا متجوزها و.. قطعه سليم بحده و نرفزة ليه ايه السبب و بعدين بتقولي اجيب نور هي ناقصه رعب و حتى لو جوزها اللي عملته فيها دا غلط و بعدين دا الحوار اللي هجيب رنا تحت رجلك...

-خلاص يا سليم.. المهم انها كويسه مفهاش حاجه.. تنهد سليم بضيق كويسه اغتصبتها وتقولي كويسه و بعدين اهلها.. انا مش عارفه دماغك كانت فين..
زمجر سيف بشده و غضب كثيرا.. و اردف سليم قائلا اتجوزتها ازاي طيب؟
حكي لها سيف ما حدث مما أثار دهشته و غضبه أكثر يعني انت كمان مكنتش عايز تتجوزها و بعدين مضايق اوي انها بتكرهك ما ليها حق.. و الله عازم كان ارحم...

فاقت رنا و شعرت بوجود نور بجانبها.. و قالت بوهن نور؟
-ايه اللي حصلك يا رنا و مين اللي جابك هنا انا مش فاهمه حاجه..
قامت رنا و أسندت ظهرها علي الوسادة و قالت الحيوان اغتصبني بس اقسم بالله مش هسيبه..
ابتلعت نور ريقها و قالت بصدمه اغتصبك ازاي مش فاهمه...
-عشان اخلص من عازم اللي ضحك عليا و مضني على عقد جواز عرفي..

-سيف يا رنا سيف.. انتي عارفه حجم المصيبة اللي انتي فيها ايه...؟ و مصطفى و مازن و عمتي..
نظرت لها رنا بعدم اهتمام و قالت ونبي يا نور عيلتنا محدش فيهم بيهتم بابا اتقتل و ندى اتبهدلت و خالو في المستشفي و كل واحد بيفكر في حاجه، و بعدين مش مهم..
نظرت لها نور بدهشه و قالت ازاي يا رنا ازاي تعملي كدا..
-هموته و هنتقم منه و ارجع حق بابا اللي اتقتل و هو قالي هيعمل الشركة عشان متوقعش يعني انا اللي كسبانة.. كانت نور مندهشة من حديث رنا و قالت و مصطفى يا رنا..

-لو بيحبني فعلا هيرضي و لما اعترض مش فارقة كتير يعني؟.. المهم ناقص دورك انتي و اول ما نخلص من الاتنين دول هنبقي قضينا على عيله البنهاوي للأبد و هناخد حقنا..
تنهدت نور و ظلت جالسه معها إلى أن نامت رنا مره أخرى، بدأت نور تشعر خصوصا بعد ما رأت شراشف مليئة بالدماء، و اوصدت الباب و خرجت و وجدت سليم أمامها، نظرت له نور و قالت احنا هنفضل هنا؟

-اهااا...، دلفت إلى الغرفه و هو خلفها و اوصد، انتفض جسدها.. لاحظ سليم ذلك و اتجه إلى الخزانة و اخرج ثيابه..
-هو انت ممكن تعمل معايا كدا؟
التفت لها سليم و اقترب منها قائلا قصدك ايه؟
-قصدي انك ممكن تعمل معايا زي ما سيف عمل مع رنا...، حاوطها بذراعه و ضمها إليه قائلا لا مستحيل اعمل معاكي كدا...، ابتلعت نور ريقها و ابتعدت عنه قليلا و قالت هو ليه عمل كدا؟

-مش عارف بس رنا غلطانه و سيف غلطان و هنروح في داهيه بسبب الاتنين لأن و لا اهله يعرفه و لا أهلها...، كانت نور خائفة، و كانت لا تريد المكوث في ذلك القصر و الخروج منه و لم تريد التحدث مع سليم أو رؤية سيف، تنهد سليم فهو يعلم بكل ما يدور في خاطرها و قال نور اتصلي بعمتك و قولي ان رنا هتفضل عندك عشان انتي تعبانة..
-حاضر هبعت رساله لمازن، تنهد بضيق و قال طيب ابعتي..

أمسكت هاتفها و قامت بتسجيل ريكود و أرسلته إليه.. كانت تشعر بالخوف و قالت انا هنام..
-هتنامي بهدومك...، هزت رأسها و ذهبت إلى الفراش و نامت ، زفزت دمعة من عينها.. تمدد سليم بجانبها و اقتراب منها محاوطا خصرها من الخلف و قال متخافيش...انا معاكي..
استدارت له نور و قالت لا انت مش معايا...، نظر لها و قال علي فكره انا قد كلامي.

-يعني مش هتسيبني؟ قامت نور و أكملت انا زهقت من كل دا بجد انا مش عايزة انتقم و لا عايزة حاجه مش بتاعي انا عايزة امشي من هنا.. و بدأت في البكاء و قالت بتوسل خليني امشي لو سمحت...، سحبها و ضمها بين أضلاعه.. بس يا نور والله انا مش هخلي حد يعملك حاجه و هعملك اللي انتي عايزها..
قالت ببكاء ونبي متخليش سيف يعمل حاجه لرنا.. تنهد سليم و قال حاضر..

دلف سيف إلى الغرفة و فتح الباب بهدوء لكي لا يوقظها و اتجه ليجلس بجانبها و عندما وضع يده عليها قامت رنا مفزَوعة
-انا كنت داخل اشوفك نايمه ولا؟
نظرت له باقتضاب كلك خير والله.. المهم نور كلمت حد و قولتلهم اني مش هروح و لا..
-مش عارف.. قامت رنا من على الفراش و امسكت هاتفها و اتصلت بمصطفي و الذي كان يرن عليها كثيرا..
قال بلهفة و قلق رنا مبترديش ليه يا حبيبتي قلقتني عليكي؟
-مفيش نور تعبت و روحت ليها.. اسفه يا مصطفى ملحقتش اقولك..
تنهد مصطفى و قال المهم انك كويسه..

-كويسه.. و هاجي بكرا ان شاء الله...، قفلت معه المكالمة و رفعت نظرها إلى سيف و الذي وجدته ينظر لها بدهشه
-في حاجه ولا ايه؟
-مش واخده بالك اني قدامك يعني.. و بعدين هو ماله..
نظرت له باقتضاب و قالت اولا دا ابن خالي تمام ثانيا بيحبني و انا بحبه ثالثا و دي الاهم انت ملكش دعوه..
-على أساس اني مش راجل..
-افهمها زي ما تفهمها بقا...، زفر يضيق و قال تمام يا رنا بس حاولي تتعلمي تتكلمي ازاي خصوصا معايا عشان متزعليش، عقدت ساعديها و قالت ببرود أظن أن اتفاقنا كان واضح انت ملكش حكم عليا..، زفر بحنق و ترك الغرفه و غادر

لم تستطيع نور النوم مطلقا و قامت من جانبه بهدوء و أخذت هاتفها و خرجت إلى الشرفة، و بالتأكيد وجدت الكثير من رسائل مازن.. بكت نور فهي لا تستطيع اخباره بما حدث لشقيقته.. هاتفته قائلة الو..
اعتدل مازن في جلسته و قال بلهفة نور انتي كويسه يا روحي، حد عملك حاجه..
حاولت نور التحكم في نبرة صوتها الباكية و قالت اهاا كويسه انا دوخت شويه بس..
تغيرت ملامحه عندما قالت ذلك و رد بزمجرة دوختي ازاي يا نور؟

تأففت نور بضيق و قالت عادي يا مازن، و لا انت لازم تفسر كل ماجه على مزاجك..
-اسف.. بس انا بحبك و مش متخيلك مع أي حد غيري..
-مازن هو انت بتحبني بجد؟
-اهااا بحبك و لولا اللي حصل كنا زمانا اتجوزنا...و اردف قائلا انتي مقولتيش و لا مره انك بتحبني مش واخده بالك...، تنهدت نور فهي تشعر بثقل تلك الكلمه على قلبها و لكنها تريد أن تقتل تلك المشاعر التي بداخلها و تحملها لشخصا آخر و قالت بحبك، و أكملت و قد تغيرت نبره صوتها و تحولت للبكاء بحبك اوي.. و قفلت المكالمة بحبك اوي يا سليم..

تعجب مازن إغلاق المكالمة و عندما حاول الاتصال مرة أخرى وجد هاتفها مغلق..
جلست على الأرض و ضمت ركبتيها إلى صدرها فهي لا تريد ذلك الحب الذي استعمر قلبها فهي تعلم أن أولى أهداف الاستعمار هو الدمار و ان ذلك الحب و تلك المشاعر السخيفة سوف تتدمرها.. و شعرت بصوت ينبعث من داخلها مستحيل لازم اتخلص من المشاعر دي انا بكره و مفيش في قلبي غير الكرة مستحيل احبه.. مستحيل..

مر يومين و كانت الأحوال كما هي و رنا عادت لحياتها مره و نور تحاول تجاهل سليم فكانت تنام قبل ان يأتي و تستيقظ بعد خروجه...، أخبرها مازن أن تذهب له...
ذهبت نور الي المنزل.. و صعدت له و لم تجد احد بالمنزل تعجبت و لكنها لم تقلق فهي تثق بمازن..
جلست على الفراش و قالت هو ماما و عمتو و مصطفى فين؟
ابتسم مازن و جلس بجانبها و قال برا...انا هنزل اعمل حاجه نشربها، ابتسمت نور و قالت ماشي انا هاجي معاك..

دلف مازن إلى المطبخ و قام بإعداد العصير و قام بوضع دلك الأقراص في كاسها، خرج و اعطي لها الكأس و جلس بجانبها على الاريكه..
-مازن هو انت زعلان مني؟
-هزعل منك ليه؟
-هو انت ليه مكنتش بتحبني من زمان..
-كنتي صغيره و قولت لما تكبري.. تنهدت نور و قالت بتردد بس مش ممكن اكون انا حبيت حد تاني..
-سليم مثلا..؟
نظرت له نور بدهشه و قالت لا مش قصدي..

-انا مش هسيبك لي يا نور فاهمه، مش هيبقى قتل أبويا و دمر مستقبل الشركه و هياخدك مني..
شعرت نور بالخوف منه و كانت أول مره بحياتها تخاف منه و قالت مازن انت عارف اني مليش ذنب و بابا اتخلي عني و سيبني لي و انت كنت مشغول في البلد..
-اثبتي انك بتحبني و عايزني يا نور.. و على فكره هي ملهاش الا طريقه واحدة.. نظرت له بصدمة وقالت انت تقصد ايه يا مازن، هو انت شايفني كدا؟
-و ايه المشكلة لو انتي بتحبني و انا بحبك و على انت خايفه على الحيوان اللي متجوزها!

-لا يا مازن مش عشانه بس انا مستحيل اعمل كدا اصلا..
- بجد؟.. مستحيل.. ماشي يا نور بس انا كدا عرفت كل حاجه و ان الحيوان إثر عليكي و عرف يلعب بعقلك لأن واضح انك لسه طفله و بتجري ورا ايه حد و خلاص و سليم دا سمعته زباله بتاع ستات و مقضيها و مش حته عيله زيك هي اللي هتملئ عينه...، نظرت له نور بصدمه و قالت و العيلة دي هتملئ عينك انت؟
-انا عملتك كل حاجه علي مزاجي.. فضلتي معايا خمس سنين كل يوم كنا بنقضي مع بعض لحد ما كبرت و في الاخر الحيوان يأخذك على الجاهز.. شعرت نور بثقل عينها و رأسها.. و قالت مازن انا تعبانة..

ابتسم مازن بسخريه و قال قولي انك بتحبني انا و انك موافقه تكوني ليا...
نظرت له كانت تشعر بتشويش الرؤية و قالت دماغي وجعاني اوي...، نظر لها بشر و قال بتحبي سليم يا نور؟ و قام بتكسير الكأس و انقض عليها و قبض على عنقها بشده و قال بتحبي صح...؟ انا هخليكي تندمي على حبك لي.. انتي بتاعي انا نور فاهمه.. ليا انا..
-ابعد عني يا مازن انت بتعمل معايا كدا ليه؟

-انا هخلي يشوفك معايا و في سريري و في حضني، يا يقتلك يا هيسيبك.. رمشت بعينها بصعوبة و فقدت وعيها...، حملها مازن و صعد إلى غرفته و وضعها على الفراش و قال مكنتش اتمنى انها تبقى كدا يا نور بس معنديش حل تاني...مش هسيبك لسليم...و قبل جبنها قائلا بحبك.. و اسف على اللي هعمله دا بس انا بحبك و مش قادر اتخلي عنك و اسيبه يأخدك مني...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول المشهد السادس عشر بقلم أسماء صلاح



قام مازن لكي يرسل لها الرسالة من هاتفها و شعر بالسعادة بداخله، و رد على اتصال والدته والذي اخذ بعض الوقت و لكنه كان يتأكد بأنها لم تأتي الان...، فك أزرار قميصه و جلس بجانبها لتحسس شفتيها بأنامله و مررهم اكتر ليتحسس جسدها و بدأ في نزع ملابسها.


 
ذهب سليم بسرعه كالبرق و كان خلال دقايق قد وصل فمن حسن الحظ انه كان قريبا من منزلها، طرق على الباب بقوة و عندما لم يجد رد كسر ذلك الباب، و صعد إلى فوق و بحث بين الغرف إلى أن وجده سحبه بقوه و قام بلكمه و قال عايز تغصب بنت خالك يا حيوان . دفعه مازن و قال ملكش دعوه و على فكره انت عارف انها بتحبني فطلقها و خلصنا بقا..


 
-بص انا هاخدها و امشي تمام و على فكرة انت لو كنت لمستها كنت زماني قتلتك...
-ونبي متعملش نفسك محترم و راجل أوي كدا ما احنا عارفين انت عملت ايه عشان تتجوزها
نظر له سليم و قال عملت ايه؟ علي الاقل انا غريب عنها مستغلتش انها بتثق فيا و روحت احط منوم عشان أنام معها...، نور كانت موجوده في بيتي حافظت عليها و انا و لا قريبها و لا حاجه..

-ايوه خليني وحش دلوقتي انا احبها من ساعه ما شوفتها و انت تتجوزها حلو والله نظر له بسخريه، اتنرفز مازن وقال بغضب مش هسيبك يا سليم و هاخدها منك فاهم.. دفعه سليم بقوه و اتجه ليأخذها و اطمن انه لم يفعل لها شي عندما وجدها مازالت مرتدية ملابسها، قفل ازرار بلوزتها و حملها بين يده و خرج، ذهب إلى المنزل و وضعها على الفراش و قام بتفيقها، اتفزعت نور عندما رأته فهي آخر حاجه تتذكرها انها كانت عند مازن و قالت سليم..


 
-اممم...، أردت نور أن تسأل علي ما حدث و كيف اخذها سليم.. و قالت هو حصل ايه قصدي انت...؟
-مازن كلمني من تليفونك عشان يعرفني انك معها...، و على فكرة هو لو بحبك مكنش عمل كدا مع الأقل كان حافظ عليكي، كانت نور لا تفهم شي من كلامه و لم تصدق ان مازن ممكن أن يفعل ذلك و قالت مستحيل..

-براحتك انا مش هجبرك انك تصدقي...، نور اصدمت في مازن فهي لم تتوقع منه ذلك و بكت بشده فلو لم يأتي سليم، كانت سيحدث كارثة، كانت تشعر بسخريه القدر فسليم من يخلصها من مازن.. و قالت بصدمه يعني مازن...؟
-اهاا...شعرت بالصدمة تهتز كيانها بالكامل فقد غدر بها من كانت تثق به، فلم لم تشك به مطلقا و الأسواء أن سليم من أخذها من عنده و الله اعلم رآها في إني مشهد معه، قامت نور من على الفراش و قالت يعني ايه اللي حصل؟


 
-محصلش حاجه بس انت وثقتي فيه زياده عن اللزوم، و هو لو فعلا بيحبك مكنش فكر في كدا اللي بيحب حد بيحافظ عليه حتى من نفسه ، مش يستغل دا و انا مش قاصد اكرهك في بس المفروض انه اكتر حد يخاف عليكي...، شعرت نور باليأس و الحزن فحتى مازن ظهر له وجه آخر غير الذي كانت تعلمه نظرت لسليم و قالت و انت مش عايز تتأكد من.. قطعها قائلا نور متكمليش من فضلك..

-ليه؟ من حقك تتأكد على الأقل انت جوزي.. تنهد سليم و قال نور.. قطعت حديثه قائله ببكاء على الأقل انت الوحيد اللي حافظت عليا، مستغلتش اني نايمه عشان تعتدي عليا..
-نور اقفلي الموضوع دا و اعتبري مفيش حاجه حصلت..
-مش عايز تاخد حقك؟ نظر لها بدهشه فيبدو أن الصدمة أثارت عليها، لم ينطق بشي.. و عندما رآها تخلع ملابسها شعر بالذهول و الدهشة التي الجمت لسانه لوهله و قال بصدمة.. انتي بتعملي ايه؟..

كانت نور بداخلها شي يريد التمسك بمازن عندما عملت بحبه لها و لكن الآن فقدته و قالت حقك يا سليم..
تنهد سليم و اقترب منها و حاوط وجهها بيده حتى أنه لم يلتفت لجسدها العاري امامه و قال بلاش تعملي حاجه تندمي عليها، و بعدين الحياة لسه قدامك طويله جدا مش عشان حبيتي مازن و طلع عكس توقعك تعملي كدا، و لا عشان اتجوزتي واحد زيي يبقى خلاص، بالعكس كل حاجه انتي ممكن تعمليها من الاول، و لما تسلمي نفسك سلمي نفسك للي قلبك يختاره هتبقى احسن بكتير لما تعيشي كل لحظه مع واحد بتحبي و هو بيحبك..


 
كانت نور تنظر له بتعجب و قالت بس انا مراتك..
- ممكن تعملي الحاجه في لحظة و تندمي عليها طول حياتك و انا عارف اني السبب في تدمير حياتك و من حقك تكرهني، بس انا مش هقبل اللي انتي قولتي دا و هعتبر أن مفيش حاجه حصلت من دي، و بعدين لما تبقى مطعيه اوي كدا مين هيخنقني في عيشتي و يخليني افقد اعصابي.. لم تعلم كيف ابتسمت و لكنها شعرت أن كلماته افاقتها من تلك الصدمه و خجلت منه فهي من تعرت امامه و قامت بلف ذراعها حول عنقه مستندة على أطرافها و قالت غمض عينك...

أستغرب من طلبها و لكنها كررته مره أخرى، فاستجاب لها و اوصد عينه، ابتعدت عنه و ارتدت ملابسها التي القتاها على الأرض و قالت افتحها بقا...، تفاجأ من تصرفاتها و نظر لها بدهشه..
ابتلعت نور ريقها و قالت ايه؟، ابتسم سليم و قال مفيش انا همشي..
-ماشي هو احنا هنسافر امتى؟
-يومين كمان ...، كانت نور تكره الذهاب إلى ذلك المنزل فهي تعلم ان كل ما به يكرها و لكن لم تستطيع البوح بذلك..


 
لم يحدث رنا في تلك اليومين و لكنه شعر بانه يريد رأيتها و ان انتظرها أمام الشركة فهو قام بشراء أسهمها و بدأت الشركة في الارتفاع و رجوع السوق مره أخرى.. تفاجأت رنا عندما وجدته أمامها و اتجهت إليه قائلة يا نعم؟
-اركبي.. تنهدت رنا بضيق و فتحت باب السيارة و دلفت إلى الداخل و قالت على فكرة مينفعش كدا..
-بقالي يومين مش بكلمك.. تروحي انتي تسكتي و متتكلميش.

-هكلمك اقولك ايه يعني؟ و بعدين مش هتستفاد مني بحاجه، لما اخف بقا هنبقي نتكلم...، نظر لها و قال تمام يا رنا
زفرت رنا بضيق و ادارت وجهها الى النافذة، و شعرت بتلك الدمعة التي هوت من عينها.. وصل سيف الي القصر و صف السيارة.. نطرت له رنا و قالت بتساؤل انت جيت هنا ليه؟

-مش عايزة تشوفي نور قبل ما تسافر...، ترجلت رنا من السيارة و تابعها سيف.. دلفوا معنا و قالت هي فوق؟
-امممم، اخلي حد يطلع يناديها..
-لا انا هطلع، صعدت رنا، و طرقت الغرفة و دلفت...احتضنتها نور و كذلك رنا و قالت اخبارك أيه؟
-تمام.. رنا انا مش مطمنه و خايفه..
-متخافيش من حاجه و قريب اوي هنتصرف و دلوقتي الشركة بقيت تمام..
-رنا احنا حياتنا اتدمرت.. تنهدت رنا و قالت بغل كل حاجه هترجع يا نور متخافيش...

-مازن كويس؟، استغربت رنا من سؤالها و قالت مش عارفه بقاله يومين مبيجيش البيت، هو في حاجه حصلت ولا ايه؟ - - لا مفيش انا بسأل بس..
نظرت لها رنا بشك و قالت هو مازن عملك حاجه؟
-لا مفيش حاجه يا رنا المهم انتي هتعملي ايه مع عمتو و مصطفى، تنهد رنا بحيرة و قالت مش عارفه والله.. انا هقوم امشي عشان متأخرش و أحاول أجل حوار جوازي من مصطفى..
-انزل اوصلك.. ابتسمت و قالت لا خليكي المهم ابقى كلمني عشان نظبط الدنيا مع بعض

خرجت رنا من الغرفة و اتجهت إلي غرفته لكي تخبره انها سوف تذهب.. اوصدت عينها و زفرت بحنق و بعد ذلك فتحت الباب، وجدته يجلس على الاريكه و يتحدث في هاتفه و اشار له بيده لكي لا تتحدث، عقدت حاجبه و نظرت له بدهشه..
-عندي شغل مش بكيفي عاد..
ردت هاجر بحزن و شغلك دا مخيلكش تسأل عني..
تنهد سيف بضيق و لكنه تحكم في تعبيرات وجه و قال بصوت رخيم طب اجفلي دلوك و هكلمك بعدين.
اوصد المكالمة و قال في حاجه؟
-لا مفيش انا همشي..

-هوصلك...، ردت باقتضاب شكرا
قام سيف و قال بعصبيه على فكرة انا مبحبش أكرر كلامي..
-لما نشوف اخرتها يا عم اتفضل وصلني...، عقد حاجبه و حك ذقنه بطرف أصابعه قائلا مش عارفه تتكلمي عدل شويه.
-مش عارفه و دا اللي عندي..

نزلت نور إلى أسفل فهي لم تستطيع النوم.. لم ترى سليم في ذلك اليومين فهو يأتي إلى المنزل في وقت متأخر، جلست في حديقة القصر.. و قبل أن تخرج طلبت من إحدى الخدم العاملين في القصر إحضار لها كوبا من القهوة..
ارحت نور ظهرها للخلف و ظهر أمامها مشهد مازن عندما أخبرته بحبها له و هي في الصف الثاني الثانوي
كالعادة صعد مازن إليها فهي استأجرت الشقة التي تعلو شقة عمتها و كانت رنا تقيم معها، فتحت نور له الباب و قالت بابتسامة مازن اتاخرت ليه؟

-عندي شغل و أول ما خلصت جيت، و وضع قبله حنونه على جبنها و قال رنا نامت ولا ايه؟
تعلقت نور في ذراعه و قالت اهااا تعالى عشان نتفرج على الفيلم مع بعض..
ابتسم و قال تاني رعب يا نور انتي مبتحرميش.. هزت رأسها نافية و جلسوا الاثنين على الأريكة و اخرج هو الشوكولاتة التي احضرها لها، اخذتها نور منه و قالت و رنا..
ابتسم و قال ما هي اللي نامت بقا..
-مازن انا كنت عايزة اقولك على حاجه؟، نظر لها و قال قولي؟

-انا.. و أكملت يتردد انا بحبك...نظر لها بصدمة و ابتلع ريقه و قال بتحبني ازاي؟
-هو انت مش بتحبني؟..
تنهد مازن و قال نور انتي زي رنا...و بلاش تتكلمي في حاجه زي كدا تاني انتي لسه صغيرة..
نظرت له و قالت بحزن ماشي..
-يا نور انتي لسه صغيرة يا حبيبتي و انا أكبر منك بكتير مش يمكن لما تكبري متحبنيش، و كمان خالي سيبك امانه هنا فمستحيل يحصل تجاوز بايه شكل و انتي هنا زي رنا..

-لا هفضل احبك لحد ما أكبر...ابتسم مازن و قال لما نشوف و بعدين الفيلم بدأ..
فاقت نور و ابتسمت بسخرية في دائما تعطينا الحياة ما لا نشتهي و تسلب ما نحب..
مدت يدها و تفاجأت بسليم بأنه هو الذي يعطيها القهوة، التفت له و قالت شكرا...، جلس سليم أمامها و قال منمتيش ليه؟
-عادي...و سألته بتردد سليم هو انت عملت حاجه لمازن...؟

نظر لها و لمحت بعينه شرارة الغضب و لكنه قال بهدوء لا معملتش.. بس انتي خايفه عليه؟
تنهدت نور بحزن و قالت لا بس مش عايزة تحصل مشاكل..
-لسه بتحبي؟، نور كانت تريد أن تسأل لنفسها ذلك السؤال بالطبع فهل من الممكن يكره القلب ما احب.. و قالت انا مستحيل اكره مازن بس مش شرط يكون حب اللي قصدك عليه بس مازن كان اخويا و صاحبي اللي كان معايا في كل حاجه.. يمكن غلط بس كلنا بنغلط ، يمكن دمر الثقة اللي كانت بنا بس عادي مش فارقه، ابويا اللي رباني فقد الثقة فيا في لحظة.. لو على أن كسرني و سبب لها جرح فأنا متعودة على الحاجات دي..

-مش هتطلعي تنامي؟
-لا أطلع انت.. تنهد سليم و قال طيب...
-مطلعتش ليه؟
-عادي هقعد اشم هوا.. ابتسمت نور و قالت تشرب قهوة طيب؟
-لا شكرا.. نظرت له و قالت سليم هو انا لو بحبك مثلا هتعمل ايه؟
ابتسم و قال و انت بتحبني؟
-لا طبعا انا بقولك مثلا.. و بعدين هحبك علي ايه؟
-ايه مش عجبك...؟
-لا خالص...

ابتسم فهو يعلم بأنها تحبه و قد قدمت له اعتراف من قبل و يعلم أنها تجاهد لكي تتخلص من ذلك الحب..
-طب ايه مش هنطلع؟
-هو انت كنت فين اليومين دول و بعدين ملكش واحده تسأل عنها؟، انعقد حاجبه بدهشه و قال كان عندي شغل..
-شغل؟..
-لو بخونك هقولك...نظرت له بضيق و تركته و غادرت متجه إلى الغرفة.. دلفت إلى الغرفة و هوت بجسدها على الفراش و لكن لفت انتباها تلك العلبة الموضوعة على الفراش و قامت و أمسكت بها "شكولاتة".

دلف سليم خلفها و قال بنرفزة على فكرة مينفعش تسيبني و تمشي..
-هو مين اللي جاب الشوكولاتة هنا؟.. نظر لها و تنهد قائلا انا و جيبها ليكي..
نظرت نور له و قد ظهرت الابتسامة على ثغرها شكرا بس دي من امريكا هو انت سافرت..
-طلبتها اونلاين..
-عشاني؟

-اهاا عشانك، اتجهت نور إليه و لفت ذراعها حول عنقه و قالت بخفوت سليم...، ابتعد عنها و حاوط وجهها بيده و وضع انامله علي شفتيها و قال نور ممكن منتكلمش في حاجه...و انحني عليها يقبل شفتيها بشوق جارف..

في الصباح كانت صفية جالس بغرفة ابنتها و شعرت بزرف الدموع من عينها، حتى و إن كانت قوية فهي فقدت ابنتها بطريقة مروعة، دخل والدها و قال جاعده ليه أكده يا صفية؟
-جلبي محروج (محروق) على بنتي قوي يابا، عايزة اخد حقها..
تنهد عبد الحليم و قال بحزن حقها هيرجع يا بنتي و حقك شرف هيرجع..
-هتقتلوا نور؟

-اومال اسيبها على ذمه ابن البنهاوي و مصدقت ابوها تعبت..
-بس هي مراته..
-انا لو عارف انها هتفرق معها كنت دبحتها قدام عينها بس عارف انها و لا حاجه بالنسبة لي..

طرق مصطفى باب غرفتها و عندما سمحت له دخل و قال رنا ممكن اتكلم معاكي؟
-اتفضل يا مصطفى..
-ممكن اعرف انتي متغيرة ليه؟
رسمت ابتسامتها المزيفة و قالت و لا متغيرة و لا حاجه بس عشان الشغل و انت عارف ان الشريك الجديد رخم..
-طب انتي مش عايزني..؟
نظرت له رنا و قالت مصطفى هو انت بتحبني و لا عايز تتجوزي عشان انا بنت عمتك و خلاص..

تنهد مصطفى و قال اولا يا رنا انا مليش في الكلام دا يعني انا اللي بحبها هتكون مراتي، يعني و لا ليا في الكلام الفاضي و لا الحاجه الحرام.. و لو مكنتش بحبك مكنتش وافقت لاني مستحيل أقبل بواحده مش بحبها..
ابتسمت رنا، فهي بالتأكيد زوجه لحيوان.. و لكن عاقبها القدر بأنه اخذ مصطفى منها و قالت بحزن يعني ممكن تسامحني؟
-اسامحك على ايه؟
-على ايه حاجه يا مصطفى..
تنهدت مصطفى و قال و انا مستني انك تيجي و تحكيلي يا رنا

عندما وصل إلى البلد ترك نور و ذهب إلى عمه في العمل..
ظلت نور جالسه في الغرفة فهي لا تحب رؤيه احد منهم، و لكن شعرت بالملل فنزلت الي الأسفل و لكن لسوء حظها وجدت توحيده و منيرة يجلسان معنا.. نادت عليها توحيده فاتجهت لها و قالت نعم؟
عقدت حاجبها و لوت فمها قائلة ادخلي ساعدي تقي و البنات..

-على يا اختي يا تبلى علينا و تقولنا اننا بنخليها تخدمنا.. تنهدت نور فيبدو أن تلك العقربتان لم يدعوها و شأنها و قالت حاضر.. و اتجهت إلى المطبخ
نظرت منيرة إلى توحيده و قالت اشتكى لسليم و خلي يطلقها و نخلص ما انا بنتي مش هتتدخل على درة
-استنى عليا بس، المهم نخلص من عبله دي لأنها خنقتني.

دلفت نور إلى المطبخ و لكن انزلقت قدمها و سقطت على الأرض و تألمت بشده جعلتها تصرخ فاتجهت لها تقي و قالت بقلق خير يا نور مالك...؟ نور ببكاء مش قادرة.. دلفت توحيده على صراخها و قالت بتهكم ايه الدلع الماسخ دا عاد، جومي يا بت شوفي اللي واركي مش عايزة دلع انا و خرجت من المطبخ، حاولت نور َ الوقوف على قدميها بصعوبة بالغة و تساقطت دموعها على عينها، دلفت توحيده إليهم مره أخرى و لكنها قامت بسكب تلك المياه الساخنة و التي كانت تغلي عليها لتسقط على خصرها و فخذيها، لم تصرخ نور و نظرت له بسخرية و قالت توحيده مخدتش بالي، نظرت لها تقي بشفقه و قالت نور اطلعي طيب...لم ترد نور عليها فخرجت تقي لكي تعاتب والدتها، كان بالنسبة نور تحمل الألم بتلك الطريقة صعب للغاية و سقطت على الأرض مغشيا عليها.

أتى سليم من الخارج و كانت توحيده تجلس مع تقي بالخارج و قالت عندما رأته منور يا جلب امك، ابتسم سليم و قبل يدها و قال نور زعلتك في حاجه؟، نظرت إليه و ادعت الحزن بنت لسانها طويل و قليله الربايه بس انا مبحبش افترى على حد واصل.. لم يقتنع بحديثها فهو يعلم والدته جيدا و مرات عمه التي تجلس و تنظر له من فوق لتحت و دلف الي المطبخ و عندما وجدها على الأرض حملها و هي يشعر بالقلق عليها و خرج و سألهم على حدث لها و أخبرته تقي بالحقيقة نظر إلى أمه بغضب ، و أخبر تقي أن تتصل بالطبيبة..

و أخذها و صعد بها إلى الغرفة وضعها على الفراش برفق .. جاءت الطبيبة و أوصلت تقي إلى فوق و دلفت معها و قالت الطبيبة خير يا سليم بيه؟ ، أشار سليم على نور النائمة و قالت هي وقعت و اتحرقت تفحصت الطبيبة قدمها و قالت رجلها الشمال في شرخ و التواء و مينفعش تتحرك خالص لمده اسبوعين على الأقل و قامت الطبيبة برفع سترتها لتكشف عن خصرها و قالت احمرار بسيط بسبب الحرق و وصل إلى فخذها و انا هديها مرهم كويس للحروق عشان متسيبش اثر .. اوصل سليم الطبيبة إلى الباب.

نظرت له تقي بحرج و قالت اساعدك في حاجه
-شكرا مش عايز حد يلمس مراتي و خلي اي حد يروح يجيب الدوا دا.. أخذت من الروشتة و نزلت و طلبت من أحدي الغفر أن يأتي به...نظرت لها توحيده بضيق و قالت هو بيعمل ايه فوق..
-مش عارفه يا ماما و بعدين كفايه اللي حضرتك عملتي..

و خلال دقائق كانت تقي عنده و اعطته الدوا و عندما عرضت عليه المساعدة رفض
جلس بجانبها و قبل جبنها بحنان و قال حقك عليا يا نور.. و بعد ذلك فتح ازرار سترتها لكي يبدل لها ملابسه، فتحت نور عينها و عندما وجدته أمامها و يقوم بخلع ملابسها انتفضت و قالت بتوتر و خوف سليم؟ طمنها سليم و قال متخافيش يا نور بس الدكتورة قالت انك مش هينفع تتحركي و هدومك عليها مياه، رفعت عليها الغطاء و قالت شكرا انا هعمل دا بنفسي، نظر لها بتعجب و قال علي فكرة انتي مراتي...،

نظرت له و قالت عارفه بس انا مش محتاجه مساعدة منك، تنهد سليم فهو لا يريد أن يتعصب عليها و ابعد يدها و قال اهدي يا نور انا مش هعملك حاجه و خلع سترتها و قام بدهن المرهم على خصرها و بدايه فخذها ، و لكن كان ذلك الاشتعال الذي شعرت بيه كان من أثر لمسته لها، و قام بتلبسها و قال ياريت متقوميش من مكان و لما تخفي اعملي اللي انت عايزها.. صمتت نور، و تركها سليم و نزل الي والدته و قال بحده ليه يا امي تعملي فيها كدا حرام عليكي.. نظرت له بحزن مصطنع يا ابني مكنتش أقصد..

-أقسم بالله لو حد عملها حاجه هسيب البيت و همشي و هنسي ان ليا اهل..
خرج حسن من الغرفة عندما سمع صوته و قال بتعلي صوتك على امك يا سليم عشان بنت السويفي..
-نور مراتي و مش هسمح لحد يعملها حاجه و اقسم بالله لو حد كلمها أو عملها حاجه لتزعلوا مني..
زمجر حسن بضيق مراتك دي بنت السويفي اللي اتجوزت غصبن عني يا سليم و لازم تطلقها و الا هعتبر ابني التاني مات، نظر له سليم و تدخلت عبله قائلة اطلع لمراتك يا سليم.. و انت يا حسن مش صغير على الكلام الماسخ دا..

-فكرت نور بأخذ شاور فهي تريد تبرد جسدها بالمياه فهي شعرت بألم الحرق أكثر و قامت من على الفراش و سارت على قدمها بصعوبة بالغة و لكن دخل سليم في تلك اللحظة و اتجه لها و قال قومتي ليه، إجابته بحرج داخله اخد شاور.. زفر بضيق و قال انتي مينفعش تتحركي عشان رجلك و قام بحملها متجها ناحيه الحمام و انزلها لتقف و اتجه هو لفتح مياه البانيو و وقف أمامها مره أخرى و قام بفتح سحابة فستانها و الذي سقط على الأرض، اشتعلت وجهنتها خجلا لوقوفها أمامه شبه عاريه لا يستر جسدها سوي ملابسها الداخلية و قالت بخفوت سليم لو سمحت..

وضع يده على شفتيها و قال عادي نور و بعدين زي ما انتي قولت احنا ملناش لازمه بالنسبة لبعض فخلاص خليني اساعدك.. اوصدت عينها و تفاجأت بتمرر وضع على ظهرها لنزع ما تبقى، بدأ صدرها يعلو و يهبط بشكل ملحوظ و قامت بلف ذراعه حول عنقه و التصقت به و قال سليم ارجوك اطلع برا ، وضع يده حول ظهرها العاري شعرت بانتفاض جسدها و قال نور انا جوزك مش واحد غريب و اكمل ما كان يفعله و حملها ليضع في البانيو برفق و بعد ما انتهي ساعدها بلف المنشفة حول جسدها و انسدل شعرها الطويل و المبتل عليها و حملها بعد ما جفف شعرها بالمنشفة و بعد ذلك اجلسها على المقعد المقابل للتسريحة نظرت له بتعجب و قالت انت هتسرح شعري كمان.. ابتسم سليم و قال اممم و امسك الفراشة و بدأ بتمشيط شعرها كانت نور تراقب انعكاسه في المرأة و قالت شعري طويل و رخم صح..

هز رأسه و قال جدا انا بكره الشعر الطويل اووي، قالت ببراءة و تلقائية خلاص هبقي اقصه، انتهي منه و ضع شعرها جانبا ليقبل عنقها من الخلف هامسا خلف اذنيها لا انا عايزه كدا، شعرت بتسارع نبضات قلبها و قالت حاضر و همت بالقيام و لكن حملها مره أخرى ليضعها على الفراش و جلب ثيابها من الخزانة و جلس أمامها و قام بنزع تلك المنشفة، اوصدت نور عينها لشعورها بالخجل منه و عضت على شفتيها السفلية، مرر يده لاستكشاف جميع أنحاء جسدها، و قام بتقبيل شفتيها مازالت هي موصده عينها و لكنها كانت مستسلمة له و قام سليم بعد ذلك بدهن المرهم على خصرها و قام بتقبلها مرورا ما بمن اسفلها ممن أشعل رغبتهم أكثر...،

فتحت نور عينها و قالت سليم.. فتلك اللحظة لا يريد الابتعاد عنها و لكنه اجابها نعم؟؟ قامت نور لتجلس و لفت ذراعها حول عنقه و قالت على فكره انا عايزك...كان يشعر بارتفاع حراره جسده و أثارت الرغبة بداخله التي لم يستطيع السيطرة عليها بعد تفوها بذلك و قام بتقبيل شفتيها يعتصرها بين خاصته و ارحت ظهرها و أصبح هو فوق يقبلها بشراهة ، يعتصرها بين شفتيه و لكن قطع اللحظة طرق الباب و الذي افافه من الذي كان سيفعله الان فابعد منها و أخذ يلهث لالتقاط أنفاسه و قال مين؟؟؟.. ردت عليه توحيده و قالت انا يا ولدي...

نظرت له نور و قالت ما تفتح، نظر له بتعجب و قال ازاي يعني؟، نظرت له نور بضيق و قالت ماانا مراتك يا سليم و بعدين عادي، نظر لها و قال مكنش هينفع، لم تفهم و قالت يعني ايه، انت اللي.. قطع حديثها و قال كنت عايزك ايوه بس خلاص دلوقتي لا، نظرت له بكره و قالت يبقى متقربش مني تاني، نظر لها بضيق بمزاجي على فكرة، زمت شفتيها و قالت مزاجك دا على نفسك مش عليا، جث على ركبتيه فوقها و قبض بيده على فخذها و قال بمزاجي يا نور و بلاش تعندي معايا...،

نظرت له و قالت و انا براحتي و بقولك ابعد عني بدل ما اصوت و أفرج البيت عليك، قتم لونه عينه و اشتعل غضبه و قام بتقبيلها شفتيها ناسيا والدته التي تقف على الباب، كنت نور تحاول الابتعاد عنه لتثيره غضبه أكثر و لكنه كان يثبتها بقوة أسفله و أبتعد عن شفتيها و قال مستحيل يا بنت السويفي.. ابتسمت نور و قالت شوف نفسك يا ابن البنهاوي و بعدين انا مسلمة نفسي ليك و انت اللي مش عايز، تلاقت نظراتهم و قال شكل نهايتي على ايدك على نور..

لامست شفتيه بشفتيها و قالت اممم فعلا بس على فكره انا عايزك، ابتلع ريقه فقد من أصبح تحت سيطرتها و قال نور مستحيل تحصل حاجه بينا، ابتسمت و قالت تفتكر بعد اللي حصل مش ناقص غير حاجه بسيطة و بعدها هبقي مراتك بجد..
لم يستطيع سليم التحكم في رغبته بها و لكن مستحيل ان يفعل ذلك و قال هو ينظر لها مكنتش اعرف انك كدا...؟

نظرت له و قالت انت جوزي على فكره.. ازدار ريقه و قال مش هينفع.. لفت ذراعه عقنه و أسندت جبنه على جبنها فلا توجد مسافة بيهم تذكر و قالت ماشي يا سليم براحتك بس متلمسنيش تاني، اطبق بشفتيه ملتهم شفتيها في قبلة جامحه، قام من فوقها و قال مش ناوية تعدي الليلة دي على خير صح، رفعت الغطاء على جسدها و قامت تجلس و قالت خليك قد كلامك يا سليم.. نظر لها و قال ما انا قد كلامي اهو.. ابتسمت نور و قالت شكلك هتبص لعيلة، نظر لها و قال مستحيل يا نور.. تنهدت و قالت هو انا همشي امتى؟

-الدكتورة قالت اسبوعين و هترجعي تمشي زي الاول بس لازم متتحركيش كتير؟ نظرت له و قالت اممم.. تنهد سليم و بدا في تلبيسها و قال اهمدي بقا و عدي الايام دي على خير يا نور..
-هو انت بتعمل كدا ليه؟..
قام سليم و فتح الباب لوالدته و قال خير يا أمي؟
-مراتك كيفها دلوك...، زفر سليم بضيق كويسه...، تنهدت توحيده و قالت طيب انا حولت (قولت) اطمن بس..

اوصد سليم الباب و وجدها مازالت جالسة و قالت ببكاء سليم رجلي وجعاني اوي..
-استنى طيب هروح اشوف ياسر، ذهب سليم إلى غرفة ياسر و طلب منه أن يذهب معه.. دخل هو و ياسر
بالطبع كان ياسر ملاحظ خوفها عليها و قال و هو ينظر إليها نور بصي انا هشوف رجلك و ممكن توجعك اكتر تمام..
هزت نور رأسها و لكن نظر لها سليم و قال بحده متلمسهاش، حدق به الاثنان بدهشه و قال ياسر انا خايف تكون رجلها اتكسرت..

-الدكتورة قالت التواء بس وجعها.. قولي و انا هعمل اللي هتعمله.. نظر له ياسر بتعجب و شرح لها ما يفعله و تأكدت انه لم يتكسر كاحلها و قال هي كويسه كدا.. معايا مرهم و مسكن.. بس لازم تدليك..
-ماشي.. خرج ياسر و جلب المرهم و اعطه له و قال خليني انا اعمله..
قال سليم باقتضاب لا انا كنت عايز اتأكد انها كويسه بس شكرا...، ذهب ياسر و تركه..
نظرت له نور بتعجب و قالت هو انت بتغير عليا و لا إيه؟، أمسك قدمها و بدأ بتدليكها مع وضع المرهم.. و قال غيرة ايه دي؟ بس انتي مراتي و انا مبحبش حد يلمس حاجه ليا..

تأوهت نور بألم اهاا...، نظر لها بقلق و قال اوديكي المستشفى طيب؟، كانت مستمتعة بداخلها فهي ترى قلقه عليها و حتى أن كانت تلك اللحظة مزيفة فالاستماع بها حقيقي..
-مر الأسبوعين لم يفارقها سليم للحظة و ظل بجانبها يساعدها في كل شي، لم تنكر نور انها وقعت بحبه لمره أخرى فهو كان مختلفا يبدو هادئا.. يستجيب لكل حديثها، تمنت أن تظل هكذا لكي يظل بجانها..
-نور انا هنزل اروح لعمي في المصنع، نظرت له بحزن و قالت ماشي بس متتاخرش..
-بس متتحركيش عشان رجلك لو في حاجه كلميني.. عقدت ذراعها حول عنقه و قالت بخفوت حاضر.. شكرا..
-على ايه؟

-على وجودك معايا.. ابتعد عنها و نظر لها و قبل جبنها و خرج و تركها.. ظلت نور جالسه في الغرفة و لكنها بعد مرور بعض الوقت نزلت إلى اسفل و خرجت إلى الحديقة تفكر بما حدث، هي تحبه و لكن كيف تنسى انه كان السبب في كل ما حدث كيف تنسى اهانته لها.. لا تستطيع النسيان.. و لكن هل الغفران سيكون بتلك الصعوبة، و لكن لا يحبها و لن يحبها و سوف تتخلص من ذلك الحب.. ما كلفها التمن. كانت تسير بهدوء فهي قد تعافت و لكن ليس كليا وفجأة وجدت أحد يكتم نفسها من الخلف.. و فقدت الوعي.. و عندما فاقت وجدت نفسها في مركب في النيل و يدها مقيدة من الخلف...و نظرت إلى عبد الحليم بخوف و قالت انت عايز مني ايه؟

ابتسم عبد الحليم بسخريه و قال مصدقتي ابوكي مات و روحتي لعيله البنهاوي.. اتجوزتي ليه بجي و لا كنت على علاقة به.. نظرت له نور بصدمه و قالت بخوف مختلط بالبكاء مفيش حاجه من دي؟
-هترمي نفسك في النيل.. خلصي العيلة من القرف.. ابتلعت نور ريقها بخوف و قالت ببكاء حرام عليك انا عملت ايه؟
قام عبد الحليم و صفعها بقوه حطي لسانك جوا خشمك ، نظرت له نور بحزن و قالت ماشي..

ابتسم ساخرا و قال ارمي..
قامت نور و اوصدت عينها و انجرفت دموعها بغزاره، صاح بها بقوه انجزي.. نظرت إلى ميا النيل و سواد الليل، عديت كل شي من أمام عينها فدائما ما تكون لحظات الموت صعبه و نهائية.. و ألقت نفسها في الماء..
أمر عبد الحليم المراكبي بالعودة...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الحلقة السابعة عشر بقلم أسماء صلاح



ذهب سليم و سيف من المصنع و في طريقهم إلى المنزل.. تحدث سليم قائلا جيت انهاردة ليه؟
-عادي زهقت المهم ايه اخبار البيت..
-يعني ماشيه.. بس أبوك مبكلمنيش بقاله اسبوعين و مش عارف اعمل ايه؟


 
-لما نروح هكلم معها...، وصلوا الاثنين إلى المنزل و بالتأكيد اول شي سأل عنه سليم كان نور و أخبرته توحيده بأنها خرجت من بدري.. تسرب القلق إلى قلبه و خرج ليبحث عنها و كذلك سيف و لكن لم يجد لها أثر، شعر بأنه سوف يفقد عقله و قال يعني راحت فين.؟
-اهلها ممكن يكون حد من اهلها خدها، جدها أو عمها ، تنهد سليم بضيق و قال اجمعلي الرجالة...، كان خلال دقايق سليم و سيف أمام منزل السويفي و خلفه رجاله محمله بالسلاح...، طرق الباب بقوة شديد.. فتحت صفية الباب و قالت انتم هتتهجموا على البيت و لا إيه عاد.. صاح سليم بقوة جعلتها ترتعب اقسم بربي لو نور حصلها حاجه ما هيطلع على عيلتك نهار..


 
قالت بتهكم و احنا مالنا مش انت اللي اتجوزتها.. علي صوته مره آخري و لكن بقوه جعلت أركان البيت تهتز قائلا نور فين؟
-معرفش...، اخرج سليم سلاحه و صوبه في اتجاها و قال هتنطقي و لا اقتلك؟، جاء صالح إلى المنزل عندما راي ذلك الموقف من شرفه منزله و وقوف رجالة أمامه منزله و منزل عمه و قال نزل سلاحك يا ابن البنهاوي ميصحش أكده.. التفت له سليم و قال هقلبها مجزاره لو معرفتش مكانها؟ اردف سيف بعصبيه هو الآخر ما تقولوا وديتوا البت فين؟

تنهد صالح و نظر إلى صفيه و قال عمي خلي أتنين من الغفر يخطفوها و بعدين خدها في مركب في النيل عشان يموتها و أخبره العنوان . نظر له سليم بدهشه و قال و انت مش عارف تتدافع عن بنت اخوك...صحيح عيلة كلها نسوان.. بس و رحمه اخويا لو نور حصلها حاجه لادفنكم صاحين..
خرج سليم من المنزل و ركب السيارة و سيف معه.. نظر له سيف و قال ممكن يكون رمها، ضغط على البنزين لتزيد سرعه السيارة و أوقفها و اتجه إلى إحدى المراكبية و قال عبد الحليم السويفي طلع هنا من امتى...؟


 
تبرجل الرجل و نظر له بقلق قائلا مش فاكر ، غضب سليم و امسكه من طرف جلبابه أنجز بدل ما ابيتك الليلة في السجن..
-من ساعه و زمانه بعد قوي..
-أسرع مركب هنا عايزها حالا.. نظر إلى سيف و قال خلي الرجالة هنا و عبد الحليم ميروحش بيته انهاردة..
أمرهم سيف بذلك و صعد معه و قام المراكبي بالقيادة..

قامت نور و اوصدت عينها و انجرفت دموعها بغزاره، صاح بها بقوه انجزي.. نظرت إلى مياه النيل و سواد الليل، عديت كل شي من أمام عينها فدائما ما تكون لحظات الموت صعبه و نهائية.. و ألقت نفسها في الماء..
كانت تشعر باختناق نفسها و ذهاب روحها، فقدت القدرة على المقاومة فهو أردت أن ترحل بسلام الان.. حتى أن كانت وجبه لإحدى الأسماك، شعورها بالخوف الجمها من سواد الليل و ظلمته..


 
أمر عبد الحليم المراكبي بالعودة و لكنه اصدم عندما راي سليم على مركب آخر.. نظر له بسخريه و قال زمان السمك كلها يا ابن البنهاوي.. نظر له سليم و لم ينطق..
-هتعمل ايه؟
-هنزل.. نظر له بدهشه هتنزل فين يا سليم النيل غويت اوي.. زمانها ماتت..

-كل اللي حصل دا بسببي انا يا سيف، مستحيل اسيبها تموت، و عندي الموت أهون ليا.. قفز سليم في المياه، شعر سيف بالدهشة و الخوف، بحث سليم عنها أسفل المياه و لم تستطيع الرؤية بوضوح بسبب الظلام و لكنه وجدها اقترب منها ، و فك يدها و اخدها ليطفو فوق الماء، ساعده سيف و اخذها منه و صعد هو الآخر، ظل يضغط عليها و قام بفعل تنفس صناعي لها.. كان سيف يراقبه بدهشه فهو يعلم أنه كان علي مشارف فقدان حياته..

سعالت نور بشده و فتحت عينها بصعوبة فهي لا تصدق انها مازالت على قيد الحياة و قالت بوهن سليم..
قبل سليم يدها و قال انتي كويسه...؟ اوصدت عينها مره أخرى.. وصلت المركب إلى البر و حملها سليم و كان رجاله قد امسكوا بعبد الحليم نظر لهم و قال خلوا زي الكلب لحد ما اجي ؟


 
غادروا إلى أقرب مستشفى.. كان يقف بالخارج و عقله ينفجر من التفكير و ثار جنونه، كان سلف يهدئه من الحين و الآخر، خرج الطبيب لهم و قال هي كويسه و التنفس انتظم تاني الحمد الله..
تنهد سليم بارتياح و قال انا هروح على عزبة يا سيف، مش هرجع نور البيت تاني..
-و هتعمل ايه؟
-ولا حاجه هطلقها و اخليها تسافر أمريكا...و عبد الحليم الكلب دا لازم يموت...، نظر له سيف بعدم اقتناع و قال يعني كنت ممكن تموت عشانها و بتقول هطلقها انا مش فاهم حاجه؟

-انا السبب في كل حاجه حصلتها افتريت عليها و دمرت سمعتها و خليت ابوها يتخلى عنها...انا هدخل اشوفها.. دلف سليم إلى الغرفة و جلس على المقعد المجاور، تنهد بحزن مكنتش مستعد اخسرك بالطريقة دي يا نور..!
فتحت عينها ببطء و ازلت بيدها جهاز التنفس وقالت بوهن انا فين؟
-في المستشفي...، أوصدت عينها و بدأت تستعيد ما حدث و قالت انا جيت هنا ازاي؟
-انا جيبتك هنا..


 
-ازاي؟ وصلت ليا..
-نور ممكن تسكتي عشان متتعبيش...، ضمنت نور قليلا لتأخذ نفسها بصعوبة و قالت سليم ممكن متعملش حاجه لجدو..
تقلصت ملامحه و قال بعصبية مكتومة و ليست ظاهرة فهي ليست إلا ضحية "هموته يا نور"
طلبت منه برجاء و توسل : ارجوك لا يا سليم هو حقه يعمل كدا.. و صمتت لتأخذ نفسها مره أخرى و قالت بوهن عشان خاطري يا سليم سيبوه، كفايه قتل يا سليم.. عبد الحليم لو مات الباقي مش هيسكتوا كفايه عمي شرف و بابا.. و نبي متعملش حاجه لي.. انا تعبت مش كل شويه حد يموت.. و أمسكت يده و أكملت ببكاء ارجوك يا سليم
تنهد سليم فهي كانت على عتاب الموت و قال نور دا كان عايز يقتلك..؟
-مش مهم يا سليم حياتي مش مهم لحد اصلا.. انا ابويا كان عايز يقتلني و انا السبب في اللي حصله...نظر لها و قال طيب يا نور هسيبه.. تنهدت نور بالارتياح..

ظلت صفيه تندب و تنوح و قالت عجبك أكده جولتهم على المكان زمانهم جتلوه.. تنهد صالح وقال ما هو انا مكنتش موافق.. زمجرت و قالت بعصبية يعني مكفكش ولدك اللي اتجتل (اتقتل) و اخويا اللي راح، و بنتي..
-دي مراته يعني منجدرش نعمل حاجه، مش عايز اخسر عيالي و كفاية سامح اللي في المستشفي..
دلف زين إلى المنزل و هو يشتغل غضبا و يتطاير الشرار من عينه و قال سليم و اخوه بيتهجموا علينا..

صفية بنواح جدك يا زين سليم البنهاوي هيقتلوه عشان بنت عمك اللي بهدلت سمعه العيلة و راحت اتجوزته
-قسما بربي لو جدي مرجعش ما هيحصل كويس.. و محدش هيقتل سليم غيره..
زفر صالح بضيق فقد طفح كيله من صفية و زين و لكن الآخر هو كمان عقله مشغول على عمه فعبد الحليم لا يستطيع تحمل ايه شي و ممكن أن يفقد حياته بسهوله فهو كبيرا بالسن و صحته لم تسمح..

ظلت يسرا جالسه على نار فهي لا تعلم أين ذهب سليم، و لما ذهب من الأساس فهل هي تهمه إلى هذه الدرجة، كانت تبدو في عالم آخر، و كذلك رغدة التي كسر خاطرها فهو تركها و ذهب خلف الفتاة التي قتلت شقيقها على ايد عيلتهم، و بالتأكيد كانت توحيده تشعر بالقهرة فمن الواضح أن ابنها وقع في حب بنت السويفي..
و كان ياسر يحاول الوصول إليه لكي يطمن عليهم و على نور.. و بعد مرور الوقت دلف سيف إلى المنزل فركضت هاجر و توحيده عليه، قالت هاجر بلهفة انت زين و لا حصلك حاجه..

-انا كويس و سليم كويس..
-ونور سألته عبله، اجابها..."كويسه يا عمتي" و نظر إلى تقي و قال اطلعي حضري لبس نور يا تقي و انا هطلع اخد الشنطة، استجابت تقي له و صعدت، نظرت له توحيده و قالت باستفسار يعني ايه؟ اخوك فين..؟
-مفيش حاجه يا أمي هو هيكلمك بس عشان نور تعبانة..

بعد مرور ساعات بدأت حالتها في التحسن سمح لها الطبيب بالخروج أن أرادت و أخبرها سليم انهم لم يعودوا إلى المنزل مره أخرى، الحت نور على طلبها يتركه لعبد الحليم و انها سوف تذهب معه فهر تعلم أن سليم عنيد و لا يترك حقه ابدا، أخذها معه و هو يشعر بالضيق من عنادها و تصممها على تركه وصل سليم بسيارته إلى مخزن المصنع الذي يوجد به عبد الحليم، ترجل من السيارة و تابعته هي و أمسكت يده، نظر لها سليم و بعد ذلك دلفوا.. كان عبد الحليم يجلس على المقعد و قال عند رآهم جايه عشان تشمتي فيا؟ نظرت له نور و قالت ببكاء لا بس انا عايز انت ليه عايز تقتلني انا معملتش حاجه و اذيت حد؟

-جيبتي العار اتجوزت سليم و محدش داري السبب كان ايه؟ و لا علاقتك به كانت ماشية كيف؟ ابوكي في غيبوبة.. والله أعلم سبب الحادثة كانت ايه.. شرف جوز عمتك اتقتل بسبهم الشركه اللي بناها اتهددت، انا مش هخاف من الموت، و لو أطول ادفنك حية انتي و هو كنت هعملها.. حق ندى اللي ابن عمه اغتصبها و ضيع حياتها.. و دا كله و عتسالي (هتسالي) ليه عايز اجتلك (اقتلك) ابوكي لو اكتب لي عمر جديد و عرف انك متجوزها هيجتلك (هيقتلك).

-كان يستمع إلى حديثه ببرود و ينظر له بكراهية فهو يريد قتله و لكن تلك العتيدة وقفت امامه...و قال بحده و حزم الموضوع خلص و انا لو كنت هسيبك فعشانها غير كدا كان زمانك مع ابنك...، و امسك يدها و خرج و أمر رجاله بأن يتركوا، ظلت نور تبكي طول الطريق فليس لها ذنب فيما حدث فقدت والدها و عيلتها و تجوزها رغما عنها، يتعامل معها كيف يشاء، زقر سليم يضيق و قال نور بطلي عياط عشان اقسم بالله لو حصلك حاجه و لا تعبتي هزعلك..
ابتلعت ريقها و التقطت أنفاسها المضطربة و قالت حاضر.. هو احنا رايحين فين؟

-العزبة.. صمتت و بعد مرور الوقت وصل سليم إلى المنزل و كان سبقه لكي يوصل أغراضها و قال الحجة وداد حضرت كل حاجه و اديت خبر للشاغلين انك هتقعد هنا..
-تمام انت هتنزل مصر امتى؟
-انهارده و على الصبح هكون هناك...، غادر سيف و تركهم صعدت نور إلى الغرفة و معها سليم و قالت هو انت جيبتني هنا ليه؟
-عادي يا نور و بعدين مش هخطفك يعني.. ارتاحي و لو احتاجتي حاجه قوليلي.. زفرت نور بضيق و قالت و انت رايح فين؟ هتنام في اوضه تانيه برضو..
تنهد سليم و قال نور لوسمحتي هنتكلم بعدين مش دلوقتي
-جيت تنقذني ليه طب؟

-نور احنا هنفضل هنا شويه يومين بالكتير و انا هطلقك و اخليكي تسافري أمريكا...، صفقت نور بيدها و قالت بحزن و قهره تحطم القلب بجد يعني خلاص هتسيبني؟ وقفت انتقامك من اهلي و قررت تفرج عني و لا حسيت ذنب عشان كنت هموت و لا هتحس ليه ما انا مش فارقه معاك صح.. هترميني في أمريكا..
تنهد سليم فهو لا يريد إطالة الحديث معها و لكن من الواضح أن نور لم تمرر تلك الليلة و قال عايزة يا نور وانا هعمله؟، فهو كان يريد أن يرضيها بايه شي...

بكت بشده قائلة انا بحبك يا سليم و عايزك بلاش تتطلقني نظر لها صدمه و قال نور.. زاد نواحها مش عايزة اسمع منك حاجه يا سليم انت عارف يعني ايه انا اللي بطلبك و انت برضو عايز تسيبني كل دا عشانها.. حاول الاقتراب منها و لكنها ابتعدت بخطواتها للخلف و قالت بانهيار مزدوج بالبكاء الشديد خلاص بقا يا سليم كفاية، بهدلتني و عذبتني بجميع الطرق الممكنة و في الاخر جاي عايز تسيبني بكل بساطة، سحبها لترتمي بحضنه و رتب عليها كان يشعر بالحزن عليها من تلك الكلمات التي قالتها عن اعترافها بحبها له فهي تخلت عن عنادها و كبرياءها من أجله..

ابتعدت عنه لتنظر له بعينها الدامعة و قالت انا عايزة ابقى مراتك بجد و بعدين طلقني.. نظر لها بدهشه من طلبها و قال نور انتي عارفه انتي بتتطلبي ايه؟ ازدرت ريقها و قالت عارفه و متأكدة من اللي انا بطلبه اعملي الحاجه اللي عايزها و أكملت ببكاء انا عارفه انك مش بتحبني و مش عايز دا و كل اللي انت عملته عشان ترجع حق و صممت لتشعر بذلك الألم الذي ينهش قلبها قائلة مراتك و اخوك وضع يده على وجنتها ليمسح دموعها بأنامله برفق بلاش يا نور هتندمي..
نظرت له باكيه مش هندم يا سليم، على الأقل خليني احس اني مراتك انك ليا و لو لحظة واحده، دا طلبي الوحيد يا سليم.

لم يصدق ما تتطلبه منه و قال ماشي يا نور بس.. قطعته بوضع اناملها علي شفتيه قائلة متقولش حاجه يا سليم و انا كويسه و لو تعبت هقولك.. امسك يدها ليقبلها و أنحني على شفتيها ليقبلها برغبة اوصدت عينها و وضعت ذراعها حول عنقه لتبادله تلك القبلة، حملها بين ذراعه و اتجه إلى الفراش ووضعها برفق و كانت هي مازالت متعلقة بعنقه و قربته منها ليلمس جبنها جبينه و همست بنره حزينة انبعث من بين ثنايا قلبها المحطم هو انت مبتحبنيش ليه؟ تبادلت نظراتهم لتعبر على ما يدور بداخلهم و اطبق بشفتيه ليقبلها و اكمل بتقبيل عنقها و قام بنزع ملابسها قطعه تلو الآخرى و تقبيل جميع أنحاء جسدها بشراهة و حب.. فهو كان يشتهيها و بشده و هي سمحت له بذلك..

كانت تتحضنه واضعه رأسها على صدره و يحاوطها هو بذراعه و قالت هطلقني امتى؟ كان سليم يبدو شارد حتى لم يستمع كلمتها و قال بتقولي ايه؟ عبس وجهها و قالت ولا حاجه يا سليم، تنهد و سألها مره أخرى مبررا شروده و قال مش هتقولي يعني؟ نظرت له بضيق لا و بس بقا عشان عايزة انام، شد قبضته عليها ليمنعها من التحرك و قال خليكي كدا و بلاش تتحركي، سكنت نور مكانها و قالت سليم، اجابها بنعم فقالت هو انت مضايق عشان ؟ تنهد و قطعها قائلا.. مش مضايق..
-هو انا احلى و لا ميادة و لا يسرا ، نظر إليها بتعجب فهي دائما ما تذكرها و قال انتي..

ردت عليه بتلقائية كداب عشان انت بتحب يسرا مش انا فأكيد هي احلى و بعدها ميادة، ابتسم و قال انتي مجنونه والله.. ، قامت نور و استندت على كوعها و قالت ليه؟ و قد نسيت انها عاريه و لا ترتدي شي و لاحظت نظرته لها التي اخجلتها و قامت برفع الغطاء بيدها لتداري ما ظهر من جسدها، ضحك على فعلتها مما زاد استفزازها و قالت بضيق انت بتتضحك على ايه؟، نظر إليها و وضع يده علي يدها التي تثبت بها غطاءها و قال طفلة اوي بجد، رجعت لوضعها مره أخرى لتتوسد صدره و قالت انا مش عايزة اتجوز حد غيرك، انا مش عايزة غيرك.

-بس انا بهدلتك و عذبتك و كنت السبب في كل حاجه وحشه حصلت تنهدت و قالت مش مهم..
-النهار طلع ممكن ننام بقا..
-ما تنام يعني انا اللي منعتك..
-لا طبعا.. بس هتنامي و لا نبدأ من الاول...احمرت وجنتها لشعورها بالخجل و وكزته بخفه في صدره و قالت انت قليل الادب على فكرة..
-انا برضو...
-اهاا انت اومال انا يعني؟ ابتسم و قال مش عايزة تنام يعني...؟
-لا خلاص هنام...

ذهبت رنا إلى القصر على مضض فقد طلب منها ذلك المعتوه المتغطرس ذلك.. فأنهت عملها و ذهبت، وصلت القصر و اخبرتها الخدامة بأنه في غرفته بالأعلى، زفرت بحنق و قالت بداخلها معتوه و مجنون...؟
طرقت الباب و دخلت، كان سيف يتوسط الفراش.. يرتدي سروال قطني و عاري الصدر.. شعرت رنا بالتوتر و الخوف فهي لم تحظى بالراحة معه و لكن أوقعها القدر معه و سوف تسترد حقها منه، اتجهت إليه و جلست على طرف الفراش بجانبه و قالت يا نعم عايز ايه؟، سحبها من ذراعها ليقربها منه و التهم شفتيها في قبلة عميقة.. تخشب جسدها بين يده عندما مرر انامله لنزع ملابسها.. لاحظ ذلك و بعد يده قائلا مش عايزة؟

نظرت له بسخرية و تهكم مش دا اللي انت طلبتني عشانه و بعدين مش مشكله يعني لما تغتصبني تاني..
زفر بحنق و أبتعد عنها و قال اغتصبتك ايه؟ انتي مراتي و بعدين انتي اللي مستحملتيش و سألتك وقتها..
-هتخلص و لا اقوم امشي؟...، رمقها بغضب و ابتعد عنها قائلا طب عرفتي اللي حصل لنور...؟
نظرت له باهتمام و قالت لا تليفونها مقفول من امبارح بليل..

-عبد الحليم رماها في النيل، اتسعت عينها بدهشه و صدمه و قالت نعم ازاي؟ راجل زباله والله
نظر لها بدهشه فمن تسبه فهو جدها و قال متقلقيش ما سليم انقذها و هي معها دلوقتي و بقيت كويسه...، تنهدت رنا بارتياح و قالت حرام عليك كنت هموت فيها..
-بتحبها اوي كدا؟

-اهاا صاحبتي الوحيدة، عقد حاجبه و قال أمم و وجه نظره إلى التنورة القصيرة خاصتها قائلا مش واخده بالك ان رجلك كلها باينه، زفرت بحنق و قالت ملكش دعوه انا حره
-تعرفي انك لو متلمتيش هحبسك هنا..
-هتخلف اتفاقك معايا؟، نظر لها و قال لا بس دا ميمنعش انك مراتي و تنفذني كلامي و بعدين انتي حتى المرة اللي فاتت و اللي كانت الأولى كنتي هتموتي فيها...شعرت رنا بالخجل منه فهو يبدو وقح اكثر مما توقعت و قالت اول مره بقا؟ لكن سيادتك خبرة...، عقد حاجبه بتعجب و قال اممم خبرة..

-طب عايزة امشي عشان متأخرش؟، اقترب منها و همس لها أسفل اذنها قائلا سيبي نفسك خالص، على الأقل نستمتع باللحظة اللي احنا فيها مع بعض...، بدأ بتقبيل عنقها برقة تحولت إلى العنف تاركا إثر قبلاته على عنقها بالكامل...نزع عنها ملابسها بالكامل و بدأت علاقتهم معا، لم يكن عنيف كما فعل المرة الأولى..
و بعد أن انتهى منها استقلي على الفراش بجانبها، لاحظ تلك الدمعة التي زفرت من عينها و قال بتعيطي ليه؟

-ملكش دعوه، همت بالقيام و لكنه امسك يدها و قال انا بكلمك على فكرة
-مش خلصت عايز حاجه تاني؟، بص انا مبحبش التمثيل و لا شغل الدراما و ملكش دعوه بيا نهائي، و اظن ان احنا علاقتنا مقتصرة على اوضه النوم و خلاص..
احتقنت الدماء بوجه و قال بغضب تمام انتي حرة بس انا مش هستحمل اسلوبك كتير..
-المفروض اني اعمل ايه بقا؟ اكلمك و أحب فيك عشان ابسط سيادتك و انا الدنيا ممكن تتهد فوق دماغي لو حد عرف! و لا افرح عشان اتجوزت الراجل اللي قتل ابويا و اغتصبني حتي لو كنت مراتك اسمه اغتصاب، بس انا و انت و الزمن طويل يا سيف و هجيب حقي و حق ابويا و نور اللي انتم بهدلتوها معاكم..

انقض عليها فجأة و اعتلها و قال بصوت غاضب و حيات امي يا رنا لو كلامك دا متعدلش لأعدلك بطريقتي، و مستعد اغتصبك تأني.. ابتلعت رنا ريقها و قد شعرت بالخوف يحتج كيانها و قالت مش فارقه ما انت وس.. قبل شفتيها بعنف شديد جعلها تشعر بطعم الدماء و بعد ذلك ابتعد عنها و قام ارتدى ملابسه و ترك الغرفة لها...، زفرت بضيق كانت تريد أن تصرخ و تخرج ذلك الألم الذي بداخلها و لكنها لم تستطيع و سمحت لي دموعها بأن تسيل فقط بهدوء،..

استيقظت نور و قامت من جانبه بهدوء و دلفت إلى المرحاض و اخدت شاور و ارتديت ملابسها، خرجت و كان هو مازال نائم، ابتسمت و جلست بجانبه و قالت سليم اصحى بقا احنا بقينا المغرب..
تثاب و قال بصوت ناعس فيها ايه المغرب يعني؟ ، زمت شفتيها بضيق و قالت يعني اصحى.. سليم اصحى بقا
زفر سليم بضيق فهو يكره أن يوقظه احد من نومه و لكنها تفعل كل ما يكره، فتح عينه و قال اديني صحيت..
ابتسمت و قالت طيب يا حبيبي...؟، حاوط خصرها بذراعه و قبل شفتيها و قال فالحه تبوسي عمار بس..
كست الحمرة وجهها و قالت انا هنزل..

-اممم ماشي.. علي فكرة سيف جاب تليفون ليكي بدل اللي ضاع امبارح...ابقي افتحي بقا..
-حاضر هو فين؟، أشار سليم إلى العلبة الموضوعة على التسريحة، ذهبت نور اخذتها و أخرجت الهاتف و قالت شكرا بس انا ازاي مشوفتهوش امبارح..
-قصدك انهاردة و بعدين انتي كنتي فاضية تشوفي...، نظرت له و قالت على فكرة عيب كدا..
أخذت نور الهاتف و خرجت، هبطت إلى أسفل و طلبت من وداد تحضير الطعام.. و طلبت رقم رنا..
إجابتها رنا قائلة مين؟

-انا نور دا رقمي الجديد، عرفتي اللي حصل اكيد
-الحيوان قالي.. المهم انتي كويسه؟
-اهااا، لاحظت نور أن رنا صوتها متغير قليلا و قالت مالك يا رنا صوتك متغير ليه؟
-و لا حاجه كنت عندي الحيوان و في الطريق مروحه، تنهدت بحزن و قالت هو عملك حاجه؟
-عادي يا نور بس انا مش هرتاح غير لما اخلص منه..
-انا خايفه يا رنا؟

-و انا مش خايفه، لازم اخد حقي الحيوان متجوزني عشان مزاجه بس انا هطلعه عليه
-انتي ازاي مش خايفه؟.. زفرت رنا بحنق و قالت لا يا نور مش خايفه و مستحيل اخاف و لا ارجع، انا مستحيل استغني عن حقي و اديكي شوفتي الموت بعينك.. و دا كله بسبهم.. لازم ناخد حقنا نور لازم ننتقم..
-نزل سليم و اتجه إليها و قفلت نور مع رنا و قالت كنت بكلم رنا..
-ماشي، الاكل جهز..

-اهاا ، دلفوا إلى غرفة الطعام و كانت وادد وضعت الأطباق إلى السفرة
جلست نور و بدأت في تناول الطعام، كان يراقبها بين الحين و الآخر و هي تأكل.. و بعد ما انتهت ترك الطعام أثرا على فمها، عندما لاحظه سليم وضع انامله على شفتيها ليمسحه، ابتسمت له و قالت انا عايزة اتفرج على فيلم، من ساعه ما اتجوزتك و انا مش عارفه اشوف حاجه نظر لها و انعقد حاجبيه بدهشه وقال ماشي.. عايزة تتفرجي على ايه...؟
-رعب طبعا...نظر لها و قال رعب؟.. و هتخافي بقا و تجننيني..

نظرت له و قالت بثقه هخاف من ايه؟ المهم انت اللي متخافش دا!
-يا خربيت لمضتك..
-بتقول حاجه يا سليم؟..
-لا.. انتي محضرة الفيلم يعني...؟

-اهااا و طلبت من دادة وادد تعملي فشار و عصير...، قام سليم معها و جلس بجانبها على الفراش، شغلت نور الفيلم بعد ما أوصلت جهاز التلفاز بالإنترنت فهي كانت تفعل ذلك دائما لمشاهدة الأفلام عبر الإنترنت.. دلفت إلى المطبخ و أخذت الفشار و العصير و قالت شكرا.. ابتسمت لها وداد و قالت محتاجه حاجه تاني يا بنتي..
-لا شكرا.. خرجت نور و وضعت الأغراض على الطاولة المقابله لهم...، و جلست بجانبه وضعت رأسها على كتفه.. و كان هو مندمج معها و يلاحظ حركاتها عندما يأتي مشهد رعب تغمض عينها و تتدفن وجهها في صدره..

-فعلا طلعتي مبتخافيش...، رفعت رأسها و نظرت له بحزن و قالت زهقت مني و مش عايز تقعد معايا صح؟
تنهد و سحبها إلي صدره و قال اتفرجي و انتي ساكته...،صمتت نور للَدقائق و بعد ذاك ابتعدت عنه و قالت انت مش بتأكل فشار ليه؟
ابتسم سليم رغما عنه فهو لا يحب الفشار نهائي و لم يأكله طيلة حياته و قال عشان مركز مع الفيلم..
أخذت نور كبشة من طبق الفشار و ظلت تطعمه واحده واحدة، قبل شفتيها لكي يشغلها عن اطعامه و قال ابوس ايدك كفايه فشار يا نور...، نظرت له و قالت هو انت مش بتحبه؟

-لا...، ثنت ركبتيها و وضعت رأسها على فخذه و قالت سليم ممكن اسالك سؤال؟
مسد على شعرها بحنان.. قولي؟
-هو انت انقدتني ازاي...؟، تنهد سليم و قال لما عرفت المكان روحت و بعدين نزلت المياه و جبت من تحت...
قالت بدهشه يعني انت اللي نزلت؟
-امممم
-مكنتش خايف تموت..

-مكنتش خايف غير عليكي..
نظرت له بحيره و قبل أن تنطق بكلمتها و التي قرأها من نظرتها قطعها قليلا من غير ليه...!
-بس.. قطعها مره أخرى مقبلا شفتيها و قال هتسالي على حاجه تاني.؟
-انت هطلقني امتى؟...قبل شفتيها مره أخرى و قال مش عارف و كفاية أسئلة..
-حاضر..
-تعبتي امبارح؟، نظرت له بتساؤل و قالت تعبت من ايه؟ ، تنهد قائلا نور انتي هبله صح؟
عقدت حاجبها و قالت ما انا مش فاهمة، اصلي هتعب من ايه؟..

-حلو لما نطلع هقولك؟.. خجلت نور و قالت اهااا سوري ما انا مش قليله أدب زيك..
ابتسم قائلا انا غلطان عشان بطمن عليكي..
-لا انا كويسه...، حملها سليم بين ذراعه و قال طالما انتي كويسه بقا نطلع فوق.. عقدت ذراعها حول عنقه، صعد إلى الغرفه و ركل الباب بقدمه، وضعها على الفراش برفق.. و انحني عليها ببطء ليقبل شفتيها التي لم يرتوي منها قط...، انغمسوا ليعزفوا لحانا على أوتار حبهم..
...ولكن ما ذنب الحب ان ينشب بين تلك النيران، و لكن هل ستقضي عليه أو سوف يدوم للأبد

تفاجأت رنا بدخول والدتها و قالت بتوتر ماما؟، و كانت لا ترتدي سوى بدي بحملات رفيعة تظهر الآثار التي تركها على رقبتها.. تعجبت فاطمه و قالت كنت بحسبك لسه مجتيش مالك اتخضيتي ليه؟
-هااا و لا حاجه.. و بالتأكيد رأت فاطمة ذلك و قالت رقبتك مالها و عندما اقتربت منها تأكدت انها آثار قبلات.. احتدت نظرتها و قالت ايه دا يا رنا؟.. ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة فبماذا ستخبرها؟
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الفصل الثامن عشر بقلم أسماء صلاح



صرخت فاطمه في وجهها و هزتها قائلة ما تتكلمي يا بت ايه دا؟
لم تجد رنا شيئا لقوله و ارتعش جسدها بشده و تعرق جنبها إثر التوتر المفرط و قالت بتلعثم انا هقولك يا ماما بس اهدي كدا، لطمت فاطمه على وجهها و قالت انجزي يا بت..

ابتلعت رنا ريقها و قالت بتردد انا معملتش حاجه غلط والله يا ماما انا اتجوزت.. وقعت تلك الكلمة على مسمعها مثل جمرة النار التي كانت سوف تكون أهون عليها من جواز ابنتها بدون علمها و قالت مين.. اتجوزتي مين؟

-سيف البنهاوي.. شعرت فاطمه بهروب الدماء من وجهها، بل و كأنها فقدت حياتها و شحبت شحوب الأموات، صفعتها بقوه على وجنتها.. و جلست على الأرض فقدمها لم تعد تحملها و قالت ليه تروحي تتجوزي سيف.. سيف يا رنا يعني مكفكيش اللي حصل لنور.. انا عملت ليكي ايه يا بنتي...؟ عشان تعملي معايا كدا.. هقول لخالك و ابنه ايه...؟ هقول لاخوكي ايه، و ندبت قائلة تعالى شوف بنتك عملت فينا ايه يا شرف..
نزلت رنا إلى مستواها و هي تبكي بحرقه و اول ما وضعت عليها، نزعتها فاطمة قائلة ابعد عني؟

-مكنش عندي حل تاني يا ماما والله..
-اخرسي و بلاش كلام ماسخ.. انا عندي كنت اشوفك ميته و غرقانة في دمك احسن ما اعرف انك اتجوزتي ابن البنهاوي.. و قبضت على شعرها بقوه و قالت اقتلك و اخلص منك و لا اعمل معاكي ايه؟
تأوهت رنا بألم و قالت هطلق منه والله و هرجع حق بابا.. دفعتها فاطمه بعيد عنها و قالت الخبر دا ميطلعش لحد وأصال اخوكي لو عرف هتبقى مصيبه و كارثة سوا هو و لا مصطفى و قسما بالله يا رنا لو ما اطلقتي منه ما حد هيقتلك غيري فاهمه..

كانت رنا تبكي بشده و تشنج جسدها و قالت حاضر مش هقول حاجه..
-دخل عليكي طبعا...، هزت رأسها بهستريه و قالت اهاا...، لطمت خديها بقوه و قالت اتصرفي في البلوة دي؟.. قامت فاطمه و لكنها شعرت بالانقباض قلبها و ثقل جسدها و سقطت على الأرض فالصدمة لم تكن هينة.. صرخت رنا و قامت مسرعة.. ماما...الحقني يا مازن.. ماما...ظلت تصرخ و تنادي إلى مازن و عندما استمع لها هروب إليهم مسرعا و خلفه مصطفى.. و قبل دخول مازن و مصطفى كان ارتديت جاكتها الذي سحبته من على الفراش...

مازن بقلق ماما مالها؟، صمتت رنا و توفقت عن البكاء...، حمل مازن والدته بمساعدة مصطفى و قال اطلب الدكتور يا مصطفى.. خرج و طلب الدكتور، و كانت رنا مازالت على حالتها جالسه على الأرض صامته...، وصل الطبيب و دلف و معه مصطفى، اتجه إليها و اخدها و خرج..
-ممكن اعرف ايه اللي حصل و انتي عامله كدا ليه؟.. نظرت له بعينان شاردة.. و وجهت نظرها الناحية الآخرى.

خرج الطبيب و سأله مصطفى.. و اجابه الطبيب قائلا كانت داخله على الجلطة.. و ياريت تبعد عن ايه زعل أو ضغط أعصاب لأنها مش هتستحمل.. نظر مصطفى إلى رنا فبالتأكيد هي التي تعرف ما حدث.. شعرت رنا بنظرات الاتهام و تركته و استغلت حجه توصيل الطبيب إلى أسفل لكي تغادر..
دخل مصطفى إلى مازن و قال فاقت و لا لسه؟

-رنا راحت فين؟
-نزلت مع الدكتور..
-سألتها عن اللي حصل؟
-قالت متعرفش حاجه بس انا مش مصدق...، تنهد مازن بحيرة و لا انا؟! بس هعرف..

ذهبت رنا إلى شقة ندى، و ظلت تبكي بشده..
-كفايه يا رنا و الحمد الله الدكتور طمنك عليها..
-امي كانت هتموت بسببي يا ندى.. و أكملت ببكاء المرير اقسم بالله مش هسيبه غير ما اموته بأيدي..
رتبت ندى عليها و قالت تفتكري هنقدر يا رنا؟

-هنقدر انا عملت كل دا عشان اخلص منه.. هو و اخوه مش هسيبهم بس لازم تكون حادثة و متخطط لها كويس عشان تبان الموتة طبيعية، و حتى مش طبيعية محدش فيهم هيقدر يعملنا حاجه
-طب نور هتعمل ايه؟
-انا خايفه من نور جبانه و حاسها بتحب سليم و هتودينا في داهيه...!

-و العمل؟، فكرت رنا لتبحث عن خطه ما و قالت نور لازم نفكرها باللي حصل عشان تبقى معنا و عايزة اروح لخالو سامح طنط نيرة بتقول انه بيفوق و بيرجع يروح في الغيبوبة تاني..
-و دا هيفدنا بايه؟
-هخلي يكلم نور.. عايزة ايه حاجه تخليها تنفذ، لازم نخلص من الاتنين و في وقت واحد..
تنهدت ندى و قالت رنا لو حد تاني عرف هتبقى مصيبه..
-عارفه.. تعالي بس نروح المستشفى و انتي هتصوري الفيديو..

قامت نور و تركته نائما.. ارتديت ملابسها و خرجت من الغرفة بهدوء لكي لا توقظه، بحثت عن وادد و لكن لم تجدها فعلمت انها نامت و ان البيت أصبح فارغ الان...جلست على الاريكه التي تتوسط غرفة الجلوس، فكانت لا تستطيع النوم، ظلت تفكر بما حدث و لكنها لم تشعر بسعادة قط ف مازالت فاقدة حياتها و أهلها..
تعجبت من رنين هاتفها في ذلك الوقت و كانت رنا؟
-رنا في حاجه و لا إيه؟

-لا يا نور مفيش بس انا روحت عند خالو و فاق و كلمني..
ابتسمت نور و انشرح قلبها و قالت بجد يا رنا بابا بقا كويس..
-رجع الغيبوبة تاني يا نور بس الدكتور طمني و انا سجلت لي فيديو عشان تشوفي و هبعته ليكي على الواتس..
-ماشي بس انا كنتي عنده امتى، الساعه واحده؟
-من بدري و انا دلوقتي في البيت...

-انتي كويسه طيب يا رنا؟.. تنهدت و قالت لا يا نور ماما عرفت اني متجوزه سيف و دلوقتي انا ممكن اموت في ايه وقت لو حد عرف، عشان كدا لازم اخلص منه...، شعرت نور بالحزن فهي لا تريد ذلك لو يكون بداخلها جزء يكره.. فالأكثر يحبه و لكن كيف لهذا الحب ان يصمد، قفلت معها و فتحت الواتساب و حملت الفيديو...، كان سامح يبدو عليه التعب الشديد و يتكلم بصعوبة بالغة.. بكت نور بشده على حالة والدها و الذي وصل لها بسببها هي...استمعت لفيديو وهي تبكي بشده...
-ازال سامح جهاز التنفس ببطء لكي يستطيع التحدث...، ساعدته رنا و قالت انا رنا يا خالو..

-نور فين؟، كان يخرج الكلمات بتقطع شديد.. اجابته رنا قائلة نور..
-عايز اشوفها يا بنتي قبل ما اموت..
ردت رنا ببكاء أن شاء الله هتقوم و هترجع لينا بسلامه يا خالو..
-طب هي فين؟
-اتجوزت سليم.. اتسعت عينها بدهشه و قال بصدمه اتجوزته.. سعل بشده و شعر بضيق تنفسه، وضعت رنا جهاز التنفس عليه و قالت مكنش عندها اختيار تاني يا خالو عشان ترجع حقها منه.

بكت نور بشده و تركت الهاتف من يدها.. و ظلت تشهق بألم..
تقلب سليم في الفراش و لم يجدها فقام ليبحث عنها و نزل إلى الأسفل و سمع صوت بكاءها، اتجه لها سليم و قال بقلق نور مالك في ايه؟
نظرت نور له و مازالت تبكي بشده و قالت انا بكرهك ابعد عني..
صمت سليم لتعجبه من حديثها و بكاءها بتلك الطريقة و جلس بجانبها، ضمها إليه.. كانت نور مازالت تبكي و قالت طلقني دلوقتي...حاوط وجهها الباكي و قال حاضر بس اطلعي فوق..

زمجرت نور بضيق و قالت لا مش هطلع.. طلقني.. انا مش عايزة اعيش معاك، انا بكرهك...، تنهد سليم فهو لم يعلم ما حدث و لما تتصرف نور بتلك الطريقة و قال حاضر يا نور بكرا، بس ممكن تقومي من هنا..
-لا مش قايمه هنام هنا...؟، زفر بغضب فهو يضغط على نفسه لكي يستحملها و لكنها تزيد عنادها و قال بزمجرة براحتك يا نور اعملي اللي انتي عايزها...و قام و لكنها قالت بسهولة كدا؟ اعملك ايه عشان تحبني يا سليم.. انت حتى مش باقي عليا خالص...و أكملت ببكاء بس احسن انا مش عايزك تحبني...

جلس سليم بجانبها مره أخرى و أخذها في حضنه و رتب عليها بهدوء، لكي يهدي من بكاءها.. صمتت نور و ابتعدت عنه و صعدت إلى الغرفة، تنهد سليم و شعر بالحيرة من أفعالها المتناقضة..

في اليوم التالي عندما استيقظت فاطمة، اسندتها نيرة و التي قضيت اللية بجانبها و قالت انتي كويسه؟
-اممم رنا فين؟
-نامت في اوضه نور هو ايه اللي حصل يا فاطمه؟، شردت فاطمه و قالت و لا حاجه..

طرق مازن باب الغرفه و دخل إليها، انتفضت رنا و قالت في حاجه يا مازن؟
-امبارح أيه اللي حصل بينك و بين امك يا رنا.. و روحت فين امبارح...؟
زفرت بحنق و قالت ملكش دعوه يا مازن انا حره و بعدين محصلش حاجه.. غضب مازن و قال اقسم بالله يا رنا لأعرف انتي مخبيه ايه؟
-اعرف اللي تعرفه بقا..
-ماشي هعرف بس اقسم بالله ما هيحصلك كويس...، دخل مصطفى لهم عندما سمع صوتهم العالي و قال كفايه خناق يدل ما عمتي تسمعكم...، عقدت رنا ساعديها و قالت تمام انا خارجه..

-مفيش خروج يا رنا غير بحساب فاهمه..
-ملكش دعوه يا مازن، رفع يده لكي يصفعها و لكن اوقفه مصطفى و قال لوسمحت اقعد يا رنا و اخذ مازن و خرج.. تنهدت رنا فهي تخشي أن يعلم مازن أو مصطفى بانها زوجه سليم، فحتما سوف تكون الكارثة التي سوف تقضي عليها..

مر اسبوع و كان خلاله علاقه نور توترت مع سليم مره أخرى فكانت تبتعد عنه و تتجنب الحديث معه.. و كان يتركها معظم الوقت.. و رنا كانت تتلقي الاهانة من والدتها في كل مره تراها بها..
شعرت نور بألم في معدتها و بالغثيان.. نزلت إلى أسفل.. و قالت لها وداد يا بنتي انتي تعبانة امبارح؟
-عادي يا دادة انا عندي التهاب في المعدة و بيحصلي كدا على طول.. تنهدت وداد و قالت ممكن تكوني حامل برضو؟ انا هدخل اعملك حاجه دافيه...، جلست نور على الاريكه و أتى سليم قائلا صاحية انهاردة يعني؟

-انت اللي جيت بدري..
لاحظ سليم انها تبدو متعبه و قال بقلق انتي تعبانة و لا إيه؟
-عادي مش تعبانة...خرجت وادد و اعطتها المشروب الدافئ و قالت ما تكشفي احسن يا بنتي، غلط الدوخة اللي عندك دي و مكلتيش حاجه من الصبح..
-انا كويسه والله يا دادة متخافيش...، تنهدت وداد و دخلت إلى المطبخ..
سال سليم بقلق فهو ظن انها حامل و قال عندك ايه؟

-دا على أساس انك خايف عليا.. يعني و انا اهمك.. و لا خايف اكون حامل..
زفر سليم بحنق و قال انتي مبتعرفش تتكلمي كويس..
-لا مبعرفش يا سليم و بعدين انت كل يوم تخرج و مترجعش غير بليل و أكني مراتك..
-عشان اريحك يا نور، المهم اتصل بالدكتور...
-لا مش عايزة شكرا...،تنهد سليم و قال ماشي يا نور انتي حره انا طالع انام...، زفرت بضيق.. و صعدت خلفه..

كان سليم يتحدث بالهاتف مع سيف قائلا انت ناوي على رنا...؟ سيف احنا مش ناقصين مشاكل فحاول تنجز في الحوار..
-هتصرف.. بس انا مش عارف اوصلها تليفونها مقفول...، و نور عامله ايه؟
-مش عارف و خايف تكون حامل..
سيف بصدمه حامل؟؟؟...و انت هتعمل ايه لو حامل..
-مش عارف والله بس هبقي اتصرف...

فتحت نور الباب و دخلت، قفل سليم مع سيف.. نظرت له نور و قالت انا مش حامل يا سليم متقلقش..
نظر لها و قال نور انا.. قطعته نور قائله متكلمش يا سليم عادي...امسك يدها و حاوط خصرها بذراعه و قال هتفضلي كدا؟..
-ايه عايز.. وضع انامله على شفتيها و قال بس يا نور؟ و انتي عارفه كويس انك مش بالنسبالي كدا وبس..
-اومال انا بالنسبالك ايه؟...نظر لها و طال صمته لوهله و قال انتي اللي كنت مستعد اموت عشانها..
نظرت له و تجمعت الدموع بمقلتيها فهي حتى الآن لم تستطيع تحديد مشاعره من ناحيتها و قالت ماشي يا سليم..
-تعبانة؟

-كنت بتروح فين؟، تنهد و قال والله كنت بروح الشغل في المصنع بدل سيف.. و عشان كدا كنت بمشي بدري و برجع متأخر عشان الطريق..
-ماشي...، و انت جايبني هنا عشان تروح الشغل...؟
-قولتي مش طايقه العيشة معايا خليتك على راحتك، و طلاق و هطلقك عايزة ايه تاني..
-طب كويس هطلقني امتى؟
-لو عايزة دلوقتي براحتك...، نظرت له و قالت مستعجل اوي..
انحني عليها و قبل شفتيها، محاوط وجهها بين كفيه و همس قائلا بطلي جنان بقا..

رايحه فين؟، توقفت رنا و أدارت وجهها و قالت هرجع على طول يا ماما..
-ياريت عشان مش عايزة اخوكي يدور واركي مش ناقصه بلاوي. تنهدت رنا بضيق و خرجت من المنزل فهي بقالها اسبوع تسمع حديث والدتها المهين و نظرات مازن لها بالاتهام، قررت أن تذهب لسيف فهي لم تحدثه و لم تراه منذ أسبوع و تعلم أنه مختل و ممكن أن يفعل شي غير متوقع، ذهبت إلى القصر و انتظرته هناك..
دلف سيف و تفاجأ بوجودها و قال افتكرتي انك متجوزه...؟!

زفرت بحنق و قالت اهااا لسه فاكره...
عقد حاجبه و قال بغضب تمام اطلعي على فوق بدل تضيع الوقت دا..
صعدت رنا إلى فوق و تابعها سيف.. و تفاجأ عندما دخل و وجدها تبكي، تنهد و قال خير بتعيطي ليه؟
-و لا حاجه.. عيني بتوجعني...اقترب منها و حاوط خصرها بيده و قال كنتي فين طول الاسبوع دا؟
-في البيت مازن كان متخانق معايا و حابسني في البيت..

-امممم ماشي يا رنا بس بعد كدا طمنيني عليكي...، نظرت له و ابتلعت ريقها و قالت طب انا مش قدامي كتير و هروح.. انحني على شفتيها و قبلها.. و بعد ذلك ابتعد عنها و قال تعالى ننزل نتغدا مع بعض
-بس.. قطعها بوضع سبابته على شفتيها و قال مش لازم..

في اليوم التالي كانت تسير في حديقة العزبة لتستنشق الهواء النقي وسط الأشجار و الزهور رآها سليم و ذهب إليها قائلا نزلتي ليه؟ ابتسمت نور و قالت عادي عجبني المكان و قولت اسيبك نايم.. ، و جلست على الأرض وسط الخضرة و بعد ذلك استقلت على ظهرها، استقل هو جانبها و نظر لها و قال نور
-امممم.

-ما تخلينا متجوزين بس من ورا أهلنا نظرت له بتعجب مش فاهمه، تنهد قائلا يعني هنقول اننا أطلقنا و انا هخليكي تسافري البلد اللي تختارها و تكملي تعليمك فيها و تعملي كل اللي انتي عايزها بعيد عن القرف اللي هنا دا
نظرت له و قالت و انت؟

-انا هتجوز رغدة هنا و ابقى اجيلك.. رمقته بضيق و قامت من مكانها و قالت بانفعال لا طلقني ارحم و غادرت و تركته و صعدت إلى الغرفه و بعد ذلك دلفت إلى المرحاض و سمحت لي دموعها بالهبوط، بحث هو عنها و بعد ذلك فتح المرحاض و دخل و قال انتي بتعيطي ليه؟ نظرت له بضيق و قالت اتفضل اخرج عشان عايزة اخد شاور...

اقترب منها محاوطها ذراعه و قال خلاص يا نور اعتبرني مقولتش حاجه بس ممكن تفكري
-افكر في ايه؟ سليم انا بحبك، يعني عايزك انت مش عايزة اسافر و لا عايزة فلوسك انا عايز أفضل جنبك لكن اللي انت اللي قولته انا مش هوافق عليه يا تكون ليا لوحدي يا تكون لغيري و مش عايزك نظر لها و قام بتقبيل شفتيها و بعد ذلك فتح سحابة فستانها الخلفية.. قالت بخجل هتعمل ايه؟ لم يرد عليها و اكمل خلع ملابسها برفق و تقبيلها و بعد ذلك اتجه ليفتح مياه الدش و خلع ملابسه هو الآخر وقفوا اسفلها هما الاثنين و كان يحاوطها بذراعه بقوه جعلتها تلتصق بجسده و ظل يتبادلان القبل الساخنة أسفل المياه و همس أثناء ذلك بحبك..

وقفت تلك الكلمة على مسمعها بدهشه و نظرت له بصدمه فهي لا تصدق انه نطق بها اخيرا و لكنها خشت أن يكون الاوان قد فات و قالت قولت ايه؟.. قبل شفتيها و قال بحبك، نظرت له بعدم تصديق و ابتعدت عنه و أخذت المنشفة وضعتها حول جسدها و خرجت من المرحاض، لم يفهم لما فعلت ذلك و قام بتجفيف جسده و ارتدى سرواله و خرج ليجدها جالسه على الفراش و تبكي، جث على ركبتيه ليبقى في مقابلتها و رفع ذقنها قائلا مالك يا نور؟

-بتكدب عليا صح.. مسح دموعها و قال يعني هكدب عليكي ليه و بعدين مش باين عليا اني بحبك؟
نظرت له بحيره لا مش باين انت مش شايف كنت بتعاملني ازاي مستحيل تكون بتحبني...
-عارف اني كنت قاسي معاك و بهدلتك بس غصبن عني فكره اني متجوز بنت الراجل اللي قتل اخويا دي صعبه اوي يا نور، و انتي لسانك طويل و مكنتيش بتسكتي، يعني يبقى كل الناس بتخاف مني و تيجي عيلة زيك و تقعد تتطول لسانها، و عارف في بينا فرق سن عشان كدا قولت بلاش أي حاجه تحصل بينا و انتي برضو اللي صممتي، نظرت له قائلة ونبي يعني انت مكنتش عايز؟؟

نظر لها متعجبا من جراءتها و قال انا كنت عايزك ما ساعه أول مرة.. شعرت بالخجل و تذكرت اول مره عندما أخذها و قام بتصويرها، اردف قائلا و لما كنا في أمريكا و انا كنت عندك وقتها انا كنت عايزك بس كنت عارف انه مينفعش لأنه مش حقير لدرجه اني اغتصب واحده نايمه ممكن اكون بوستك بس، اتسعت حديقتها بشده و وضعت يدها علي فمها بصدمه انت قليل الادب ازاي تعمل كدا؟

-مش عارف ازاي عملت كدا فعلا، بس لما فضلتي ماسكه في أيدي حتى بعد ما هي اديتك منوم و دموعك اللي كنت مغرقة وشك خليني اخليها تمشي و اقولها متجيش جنبك، و لما دخلت ليكي و كنت نايمه استغلت الموقف و عملت اللي عملته، على فكره انا بوستك كتير اوووي و انتي نايمه و انتي صاحية ، نظرت له بخجل و قالت انت قليل الادب..

ابتسم سليم و قال عايزين نبدأ مع بعض من جديد انسى اهلك و كل حاجه حصلت و انا هحققلك كل اللي انتي عايزها، نظرت نور له لتملح الصدق بعينه و قالت تفتكر اقدر انسى اهلي؟، نظر لها و قال بندم عارف اني السبب بس انا بحبك.. و اكمل قومي البسي و انزلي الاكل زمانه جهز و انا هنزل استناكي تحت..، خرج سليم من الغرفه و سرعان ما تحولت نظرتها إلى الكرة و الحزن.. و اوصدت عينها فعقلها يرفض هذا الحب و بشده و لكن قلبها له رأي آخر و لكن من سيفوز في تلك المعاركة و أمسكت هاتفها و اتصلت برنا و قالت ببكاء تعبت يا رنا مش قادرة.

-استحملي يا نور انا خلاص قربنا نحقق كل حاجه احنا عايزنها، مش هينفع نرجع كل واحده فينا خسرت كتير و لازم نأخد حقنا، زفرت بحزن و قالت مش قادرة والله يا رنا انا نفذت كل حاجه في اتفقنا و خلاص انا فعلا بقيت مراته و هو قال إنه بيحبني، بس انا مبكرهش حد في حياتي قده و نفسي اشمت فيه و اخد حقي منه، نفسي بابا يرجع و يبقى كويس.

كانت رنا تشعر بقهرتها فهي الآخر بداخلها نيران تحرقها و قالت هانت يا نور و هنخلص من سليم و سيف و هنعمل كل حاجه احنا عايزنها، هيموت و نرتاح بس تعالي على نفسك يا نور شوية و يا ريت لو كنتي عرفتي تخلفي منه هتبقى ضمنتي حقك و هتورثي كل حاجه لي بس للأسف.. تنهدت نور و قالت و انتي اخبارك ايه؟
-مش طايق نفسي و لا طايقه حياتي امي كل ما تشوفيني تديني كلمتين و بكره وجودي مع سيف بس خلاص هانت متخافيش...و كل حاجه هترجع لي مكانها انتي بس حطيله المنوم زي ما اتفقنا و هنخلص منه..

اوصدت نور المكالمة و ارتديت ملابسها و نزلت الأسفل و كان سليم ينظرها على مائدة الطعام جلست نور على المقعد و قالت سوري اتاخرت عليك.. نظر لها بضيق و قال حاولي تبطلي اللبس دا لأنه مش هينفع تخرجي بي برا في رجاله شاغلين في العزبة و انتي بتخرجي برا نظرت له و قالت انا مخرجتش برا يا سليم و لما بخرج بغير و لا عايز تتخانق معايا و خلاص.. تنهد سليم و قال طيب يا نور، بدأت نور في تناول الطعام و كذلك سليم و كانت تشعر بكثيرا من الأشياء ، فهي تريد أن تأخذ بحقها منه و لكنها لما تشعر بذلك و لكنها أحببته رغم ذلك تحدثت قائلة سليم هو انت بجد بتحبني...؟ نظر لها و قال طب بذمتك حد يبقى قدامه القمر دا و ميحبوش.. ابتسمت نور و أكملت تناول الطعام و بعد ذلك قامت لتحضر القهوة و أصرت هي أن تصنع بدلا من وداد التي تعمل في المنزل...، وضعت تلك الحبوب المنومة في الفنجان و تذكرت اتفاقها مع رنا.. كانت تجلس هي و رنا بعد أن تحطم الاثنين و هدمت أحلامهم.

-بصي يا نور انتي خلاص اتجوزتي سليم و ابوك في المستشفى بين الحياة و الموت و اهلك مش هيرحموكي، و سليم و اخوه هما اللي دمروا حياتنا و انتي لازم تاخدي حقك بس اهم حاجه توقعي سليم خلي يحبك عشان يبقى تحت أيدينا و بعدها هنقتله نظرت لها بصدمه نقتله؟.. نظرت لها رنا و قالت اهاا هو و سيف لازم يموت و بصفتك مراته هتورثي فيه كتير و خصوصا لو عرفتي تخلفي منه بس هو طبعا مش هيكون عايز دا لأنه مبيحبكيش و لو معرفتش يبقى مش مهم..

انتهزت رنا فرصه العزبة خصوصا أنها تبعد عن البلد و تستطيع قتله في حادث سير أخبرت نور بوضع حبوب له و بعد ذلك تطلب منه أن يذهب خارج العزبة و ستقوم هي. بإرسال احد بتلك المهمة و هي قيادة السيارة و حدوث لها حادث مروع.. فاقت نور من شرودها و اخدت القهوة و خرجت له في الحديقة.. وضعتها على الطاولة المقابلة و جلست على المقعد المجاور له.. كان سليم صافن في شيئا ما، تحدثت و قالت سرحان في ايه.. نظر لها و قال و لا حاجه بس حاسس اني زهقت من المشاكل.. نظرت له فهي قد سئمت منها هي الأخرى و قالت المشاكل مش بتخلص اصلا..

و أكملت سليم هو مثلا لو انا بقيت حامل انت هتعمل ايه؟، نظر له كان لا يجد إجابة ذلك السؤال فإن أنجبت منه فسوف تزداد الحرب بينهم أكثر و سوف يقف أمام أهله بذلك فمن المستحيل أن يتعرفوا بذلك الطفل و قال بعد صمت دام لثواني هخليكي تسافري برا بعيد عن هنا...تعجبت من رده و قالت يعني هتبقى موافق؟ اومأ برأسه و قال اهاا بس وقتها هبقي خايف عليكم انتم الاتنين فالازم ابعدكم عن هنا خالص.. كانت تبحث عن مبرر يمنعها عن فعل ايه شي معه فهي تحبه و كل ما قالته كان صحيح و قالت سليم هو أنا لو اذيتك هتعمل معايا ايه؟ نظر له و قال و لا حاجه، امسك سليم الفنجان لكي يرتشف منه و لكنه تفاجأ بي...
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول البارت التاسع عشر بقلم أسماء صلاح



لكنه تفاجا عندما وجدها تقوم من على مقعدها و تجلس علي فخذه ترك الفنجان و حاوط خصرها بيده..
-بحبك...، ابتسم سليم و قال بس مهما تحبني فأنا بحبك اكتر؟.. نظرت لها نظرة اطالتها و تمعنت بها فهي عشقته رغما عن ذلك ما العشق الا حربا يخسرها العقل و قالت بجد يعني انت بتحبني طب ليه مكنتش بتقولي؟...


 
-مش عارف بس قلبي اتقفل لما اتخدعت في يسرا و مياده...، نظرت له بضيق و قالت على فكره انا مش زيهم..
-عارفه انك مختلفة عنهم و دا سبب حبي ليكي..
-سليم انا كنت عايزة اقولك على حاجه؟ بما ان انت بتحبني و انا بحبك.. بس اوعدني انك متزعلش...،


 
تنهد سليم و احس بأن هناك شي ما، يمكن أن لا يحبذا معرفته و قال قولي يا نور...، عقدت ذراعها حول عنقه و قالت بتردد انا كنت حاطه في القهوة دي منوم عشان بيني و بين رنا اتفاق اننا هنخلص منك و من سيف، عشان كدا كنت بكون عايزك طلقني لاني مكنتش عايزة اعمل حاجه زي كدا؟ و تنهدت لتكمل والله رنا مش وحشه بس هي اتبهدلت برضو و اخوك اغتصبها و عمتي عرفت انها متجوزها..
-كنتوا متفقين على ايه؟ ابتلعت نور ريقها و قصت له جميع اتفاقاتها مع رنا...

-و ليه قولتي دلوقتي؟
-انا بحبك بجد يمكن كان نفسي انتقم منك عشان اللي عملته معايا.. بس مقدرش.. و انا بكرهك اوي عشان انت خليتني احبك مع كل حاجه وحشه عملتها كنت بتعمل حاجه كويسه..
-مخبيه حاجه تاني و لا؟
-ندى هي اللي قتلت معتز و راحت لرنا و قاعده في شقة في القاهرة...و مفيش اي حاجه تاني بس ندى أظلمت و انت عارف كدا كويس، برضو انتم اللي كنتوا السبب..
تنهد سليم فهو بداخله لم يكن يريد أن يصل لذلك و لكن الظروف أجبرته عليه وقال متقوليش لرنا انك قولتي حاجه ماشي.!
قالت بقلق و خوف انت هتعمل ايه؟


 
حاوط وجهها بيده و قال نور انتي مش واثقه فيا، هزت رأسها فاكمل هو تمام انا و لا هديكي و لا انتي و لا رنا و ندى.. انتم التلاته هتكونوا في حميتي، بس ندى لازم تسافر برا مصر و انا هخلص الإجراءات و اطلعها برا لأنها ممكن توقع و يتقبض عليها يا هتتقتل.. و رنا سيف لو اكتشف حاجه هوريها ايام سودة فحاولي تخليها تهدي اللعب شويه.. نظرت نور له بتعجب و قالت و انت هتعمل كل دا ليه؟

-غلطت كتير و لازم أصلح.. انتم التلاته ملكوش ذنب في حاجه...، دفنت وجهها في صدره و بكت قائلة بس اكيد هنسيب بعض يا سليم...، تنهد فهو يعلم أن ذلك وارد و قال وقتها هيكون اختيارك يا نور..
-طب ممكن اطلب منك طلب...؟
-اطلبي..
-عايزة رنا تيجي تقعد معايا هنا يومين كدا..
-هي هتعرف تيجي و لا
-هقولها و ابقى اقولك...، وجدت نور هاتفها يرن و كانت المتصل رنا، نظرت له و قالت هقول ايه؟


 
-قولي اني شوفتك و انتي بتحطي المنوم و ضربتك و عملت كل حاجه وحشه، ابتسمت نور و قالت بس انت معملتش حاجه..
-لا ما انا هعمل بس بطريقة تانيه...، ابتسمت بخجل و أجابت على الهاتف و اجادت تمثيل ذلك الحوار على رنا و قالت ببكاء كان هيموتني يا رنا.. انا مش عارفه اعمل ايه...؟ قولتله دا الدوا بتاعي فضل يضرب فيا..

قلقت رنا عليها بشده و قالت متخافيش يا نور انا هتصرف و أقول للحيوان اللي اسمه سيف دا وديني عندك.. حقك عليا يا نور.. تنهدت ببكاء و قالت ماشي.. انا هقفل قبل ما يدخل عليا.. ابقى كلميني تاني و اطمني عليا يا رنا..
-هايل يا فنانة...؟
-رنا لما تعرف هتزعل مني اوي...، انحني على شفتيها و قلبها بخفة قائلا ما دا لمصلحة رنا..
-بس لو جيت و لاقيتني كويسه هقولها ايه..؟

-أولا قدامها كتير عقبال ما تيجي ثانيا ما هو مش لازم الموت يكون ضرب في حاجات تانيه...، اسندت جبنها على جبنه و قالت اممم حاجات زي ايه؟، التقط شفتيها في قلبه عميقه.. تبادلها الاثنين معا..
-الجو هنا حر تعالى نطلع..
-لا ياعم انت قليل الادب...، قام سليم و حملها قائلا مش ابقى قليل الادب معاكي احسن و لا اخونك...، ضربته بقبضة يدها و قالت بغضب نزلني بقا عشان انا اضايقت...


 
صعد إلى فوق و اجلسها على الفراش، زمت شفتيها بضيق...، ابتسم قائلا كنت بهزر..
-اقسم بالله لو عملتها تاني يا سليم يا هقتلك و اقطعك ميت الف حته و أرميك في الشارع..
-ايه كمية الشر دي؟
-هو كدا بقا انا بحبك يبقى انا بس اللي بحبك.. وانت تحبني انا بس.. ابتسم ٠و انحني عليها يقلبها و قال بحبك.. شعرت بنبضات قلبها المتسارعة.. فهي تمنت كثيرا أن تسمع منه ذلك الكلمة و قالت انا مش مصدق انك بتحبني؟
-بحبك...

كانت رنا تتجول في المكتب و القلق ينهش قلبها فقد فسدت خطتها و معنى ذلك أنها سوف تظل مع سيف وقت أكثر و الأسوأ لو تم تحديد موعد زواجها من مصطفى أو مازن علم بزواجها من سيف، و نور التي وقعت في براثنه و تفكر فيما فعله بها، أخذت أغراضها و خرجت من السيارة و اتجهت إلى المنزل...، فتحت لها الخدامة
-سيف هنا؟


 
ردت عليها بتوتر ايوه يا مدام بس هو معها ضيوف...، زفرت رنا بحنق و قالت و هو و لا الضيوف في أوضه النوم..
اخفض الخدامة رأسها و صعدت رنا الي فوق و فتحت الباب وجدته يجلس مع واحده و قريب منها أو بالكاد جالسه على قدمه و من الواضح إنها قطعت لحظة قبلتهم..، تفاجأ سيف من ذلك الدخول المفاجئ و الذي قطع لحظته مع الفتاة التي معه، نظرت لها الفتاة بتعجب فكيف تجرأت و دخلت بتلك الطريقة..
-عايزك؟

نظر سيف إلى الفتاة و قامت لتغادر و لكنها رمقت رنا بحده..
نظرت له بضيق و قالت ما شاء الله انت بتخوني؟
-والله انا و لا قولت اني بحبك و لا قولت اني كنت أمام جامع و ببيع سبح..
-عندك حق انا مليش دعوه.. المهم انا عايزة اروح لنور هتوديني و لا؟
-ليه؟
-مزاجي كدا هتوديني و لا؟

-بكرا او بعده لسه ما اقولهم في البيت
-تمام...، و همت رنا بالمغادرة و لكنه أوقفها قائلا انتي رايحه فين؟
-ماشية...قام من مكانه و سحبها من يدها و قال عايزك...نظرت له و ازدرت ريقها بصعوبة فكل لحظة تقضيها معه تخنقها.. و قالت هو مش انت َكان معاك واحده؟
-اهاا بس انتي اللي بتعجبني...، لوت فمها بتكهم و قالت طيب.

-نفسي تكوني معايا بمزاجك...شعرت رنا بشي يروج قلبها من الداخل و لكن لم تعلم ما هو و نظرت له بحده و قالت مستحيل يا سيف.. انا مبكرهش في حياتي غيرك...انحني يقبلها بشراهة، و كالعادة كانت لا تبادله اي شي..

كان يعتليها و هي أسفله كان الاثنان عاريان تماما ، و يقبل شفتيها بحب و ابتعد ليهمس امامهم بحبك.. حاوطت عنقه بذراعه و انا كمان بحبك و عايزك معايا.. قبل شفتيها مره أخرى مرورا بعنقها التي التهمه بين شفتها و همس أسفل أذنها انا مش قادر ابعد عنك اصلا.. اخذ يقبلها بشوق عارم و رغبه جامحه و كانت تبادله تلك القبلات الساخنة و تذوق جميع أنحاء جسدها التي أشتهيها.. و بعد ان انتهى، نام بجانبها و قال واضح ان الكابوس اتحقق..

ابتسمت نور بخجل و وضعت رأسها على صدره العاري و حاوطت خصره بذراعه و قالت اممم و انت قولتي انك بتحبني...، ابتسم سليم و قال والله احلى كابوس شوفته في حياتي...، اشتعلت وجنتها و قالت بخفوت امممم..

دلفت عبله إلى غرفة شقيقها و قالت انا عندي ليك خبر زين قوي؟
رد عليها باقتضاب : خير؟
-في دكتور كويس بس في ألمانيا و ياسر اتفق معها و قاله أن نسبه نجاح العملية كبير و انك هترجع تمشي على رجلك تأني، تنهد حسن بدون اهتمام و قال ماشي ربنا يسهل..
-انت مش مبسوط ليه عاد؟

-هتبسط على الخيبة أن ابني متجوز بنت سامح و اللي أهلها كانوا السبب في عجزي..
-قدر و مكتوب يا حسن و بعدين هنفضل أكده لحد ميته مش كفاية فادي و معتز اللي راحو..
-مش فارقه.. يا عليه و انا لما ارجع أقف على رجلي هرجع كل حاجه لأصلها من تأني..

دلفت رنا إلى غرفه والدتها و قالت ممكن اتكلم معاكي؟
-مفيش بنا كلام و انا لو كنت ساكته فأنا ساكته عشان اخوكي اللي ممكن يقتلك فيها.. تنهدت رنا بحزن و قالت يا ماما حرام عليكي انتي ليه عايزه تصعبيها عليا عارفه اني غلطانة..
-قولي عايزة ايه؟ و اخرجي...، تنهدت رنا بحزن و قالت مش عايزة بس انا ممكن اروح لنور..
خرجت من الغرفة و ذهبت الي مازن ، طرقت الباب و دخلت "مازن فاضي و لا إيه"
-تعالى يا رنا..

دلفت و قالت انا عايزة اروح لنور بقالي كتير مشفتهاش.
خفق قلبه عندما سمع اسمها و قال وحشتني اوي.. هي فين؟
-في البلد و انا قولت هروح اقَعد معها يومين أهون عليها الهم اللي هي في..
-ماشي بس خليها تكلمني يا رنا.. و قوليلها اني بحبها و لو عملت حاجه وحشه فعشان بحبها.. لم تفهم رنا ما يقصد و لكنها لم تهتم، فالاهم انه وافق على ذهابها إلى نور فهي قلقة عليها كثيرا..

أخبرت رنا سيف بذلك، و أخبرها بأنهم سوف يذهبوا في الغدا..

في اليوم التالي كانت نور و سليم ينظران قدوم رنا و سيف.. وصلوا.. و قامت نور و احتضنتها باشتياق و كذلك رنا.. و كانت تريد سؤالها و لكن وجود سليم و سيف مانعها من ذلك..
-مش يلا نطلع فوق يا رنا.. نظرت له باقتضاب لا انا هقعد مع نور..
و بالتأكيد رنا كانت تنظر لسليم بغضب و كأنها تريد قتله.. و طلبت من نور أن ينفردوا معا لكي تستطيع التحدث معها...، قامت نور و اخذتها معها و دلفوا إلى المطبخ.

-الحيوان اللي برا دا عمل فيكي ايه يا نور؟
-انا كويسه يا رنا و الحمد الله انك جيتي..
-والله انا بقا ناويه اموتهم اللي الاتنين بأيدي.. و نخلص...، عقدت نور حاجبيها و قالت ايوه لازم نخلص طبعا.. المهم ايه اخبار عمتي؟
-كل ما تشوف وشي تفضل تديني في كلام يسد النفس و مصطفى مقاطعني و مبقاش يتكلم معايا.. اصلي انا هروح اقوله، تنهدت نور و رتبت على كتفيها و قالت هو انتي هتحكي لمصطفى ازاي؟
-مش عارفه والله انا زهقت..

دلف وداد إلى المطبخ و ألقت التحية عليهم و عرفتها نور على رنا و لكنها تعجبت عندما علمت انها زوجه بسيف فهي لديها خبر بأنه متجوز من ابنه عمه و سألتها نور قائلة مالك لا داده؟
-و لا حاجه يا بنتي؟.. بس انا اعرف ان سيف متجوز بنت عمه، اتسعت مقلتيها بشده و قالت اهااا يا حيوان..
-هو انتي متعرفش؟ و لا إيه!.. خرجت رنا من المطبخ و الشرار يتطاير من عينها و تابعتها نور.. ، اتجهت ناحيه سيف الجالس بجانب سليم يتحدث و صاحت به انت بتتضحك عليا كمان؟

استغرب سيف من ذلك الهجوم و كذلك سليم و قال في ايه؟
-في انك حيوان، يعني كمان ابقى زوجه تانيه و معرفش..
-هو انتي سالتي و انا خبيت عنك؟
اردفت بحده أكثر و صوت عالي : يعني هو انا بنجم عشان اعرف انك متجوز..

نظر سليم لنور.. و قال تجنا أن تنشب خناقة بين الاثنان و قال ممكن تقعدوا اكيد مش هتضربوا بعض..
رنا بانفعال انا بيضحك عليا؟ و انت تقولي اقعدي..
نظر لها سيف بغضب و قد برزت عروقه و قال بزمجرة اتلمي بدل اقسم بالله.. قطعته و هي تلوح له بيدها قائلة هتعمل ايه يا اخويا؟.. طلبت نور منها أن تجلس..
بدأ سليم الحديث قائلا : ايه المشكله يا رنا؟
-انت مش شايفها؟!

سليم بالفعل لم يجد مشكله في ذلك فهي حتى لا تعرف شي عن حياة سيف.. و قال لا مش شايفها اولا انتم مفيش بينكم قصة حب يعني؟! و لا إيه حاجه؟ و انتي مسالتيش؟؟!
-بس المفروض كان يقول.. علي الاقل ابقى عارفة...؟ بص حلو كدا انا عايزة أطلق مده العقد خلصت..
زمجر سيف و قال بانفعال و غضب اسكتي يا بت..
-بنت ما تبتك...

-نور خدي رنا و اطلعي برا...، نظرت رنا لسليم بتحدي و قالت موجه كلامها إلى سيف و هي عارفه انك متجوز عليها يا كداب، تتأفف سيف بضيق من لسانها السليط وقال ما تلمي لسانك بقا..
-رنا لوسمحتي مش هينفع كده و بعدين اكيد هي متعرفش برضو...؟ و اكمل سليم قائلا و اظن ان الموضوع مش هيفرق معاكي في حاجه...، تنهدت رنا و قالت اهاا عندك حق.

زفرت نور بضيق و قالت خلاص يا رنا.. تعالي نقوم نساعد داده وداد.. قامت رنا و لكنها كانت تنظر لسيف بغضب...و تريد الفتاك به.. أو تقطعه اربا و التخلص منه..
شعر وداد بالذنب و لكنها لم تقصد شي و قامت بإعداد الطعام و ساعدتها نور و رنا و أخرجوا الأطباق إلى الخارج...، و أخذت رنا معها برطمانا من الشطة.. دلفت نور مره أخرى لأخذ باقي الأطباق و لكنها تفاجأت بسليم خلفها
-انت بتعمل ايه هنا؟...، وضع قبله على شفتيها و قال وحشتني اعمل ايه؟..

ابتسمت نور و قالت ما انا كنت قاعدة معاك لحقت..
-بتوحشيني و انتي معايا، عقدت ذراعها حول عنقه و قالت اممم بحبك؟
تحدث سليم بلهجته الصعيدية قائلا و انا هموت فيكي يا روح جلبي...ابتسمت نور و قالت والله بتتكلم صعيدي حلو..
انحني عليها ليقبل شفتيها و لكن افزعهم دخول رنا.. ابتعدت نور عن سليم بتوتر و قالت ابعد عني بقا.. رمقته رنا بنظره حارقه و قالت الأكل هيبرد.. و خرجت رنا..
نظر لها سليم و قام تقليد حديثها قائلا ابعد عني بقا..

-ما هو رنا متعرفش حاجه.. و بعدين هو انا بعمل كدا؟
-اهااا و بعدين انتي اللي بتبوسيني هبعد انا ازاي...؟ زفرت نور بضيق و قالت انت قليل الادب والله و بعدين انت اللي داخل ورايا..
-نطلع بقا لحسن نلاقي رنا قتلت سيف برا..
خرجوا و انضموا إلى مائدة الطعام.. كانت رنا تأكل بغل و تفرغ برطمان الشطة على طبقها...، كان سيف يرمقها بشده و كذلك سليم...
-كفايه شطة!، رفعت نظرها و قالت ملكش دعوه..
زفر سيف بضيق و قال انتي حره..
-كفايه يا رنا عشان متتعبيش.. نظرت لها رنا و قالت حاضر يا نور..

صعد سيف إلى الغرفه إلى ينام...، و جلست نور و رنا في الحديقة.. نظرت لها رنا و قالت نور انتي بتتضحكي عليا صح؟، ابتلعت نور ريقها و قالت بتوتر ازاي مش فاهمه..
-انتي بتحبي سليم يا نور.. و عارفه دا كويس، كانت فرصتك لما مازن طلب منك انك تقتلي بس انتي رفضتي و أكيد انتي برضو اللي رفضتي تديله القهوه مش هو اللي شافك.

تنهدت نور و قالت ايوه يا رنا.. انا بحبه.. يمكن يكون دا مش من حقي و عارفه ان علاقتنا ممكن تنهي في أي وقت، بس انا بحبه رغم كل دا.. يمكن مش شبه بعض و بينا عيلتنا مشاكل بس برضو بحبه مقدرتش أذى حاولت يا رنا بس معرفتش.. كنت مستني منه كلمه واحده بس.. كنت عايزة أنفذ الخطة فعلا بس فشلت..
-نور المشاكل مش هتخلص..
-عادي.. مش هتخلص بس مش هدوم.. مفيش حاجه بتدوم للأبد.. كل حاجه ليها نهاية..

-ما هي ممكن تكون نهاية لحبك.. أو لو هو بيحبك هتبقى نهاية لحبكم.. ادمعت عينها و قال إن تتحدث رأيت سليم.. و الذي قال.. كلامك صح يا رنا بس الحب ملهوش نهاية، و يمكن فعلا المشاكل مش هتخلص بس اللي متأكد منه اني حبي لنور هيدوم حتى لو مفضلناش مع بعض...
ابتسمت نور، و نظرت له رنا و قالت بس انت عارف كويس ان أهلنا مش هيسكتوا و نور ابوها عايش..
-نور محدش هيقدر يذيها طول ما انا موجود...حتى لو كان مين...؟

تنهدت رنا و صمتت و همت بالقيام و لكن أوقفها سليم قائلا انا عارف موضوع ندى...، جحظت عينها بصدمة و نظرت لي نور بضيق و قبل أن تتحدث قطعها سليم قائلا ندى لازم تسافر برا قبل ما حد يوصل لطريقها و انا هساعدكم في دا؟
-بجد و انت بقا بقيت طيب فجأة.. بص يا سليم نور ممكن تكون واثقه فيك عشان بتحبك.. لكن انا مش هعرف أثق فيك.. تنهد و قال و انا مطلبتش منك تثقي فيا بس انا لو عايز اعمل حاجه هعملها.. و اظن أنك عارفه دا كويس، و كمان لو جربتي مش هتخسري حاجه..

-هتساعد ندى اللي قتلت ابن عمك
-ابن عمي اتصرف غلط.. و انا هساعدها لان اللي حصلها دا مكنش ليها ذنب فيه..
-مش مصدق يا سليم و لا مش هصدق.. بص مفيش داعي للتمثيل..
-انا هخلص ورق السفر و المكان و كل حاجه و هتسافر بالطيارة الخاصة و انتي هتابعي كل حاجه معايا خطوة بخطوة...
نظرت رنا إلى نور و قالت موافقه يا سليم..

و تركتهم و صعدت إلى الغرفه.. كان سيف يخرج من المرحاض، تجاهلت رنا وجوده و أخرجت ثيابها و دلفت لتبدلها..، غسلت وجهها بالماء لتزيل تلك الألم التي تحرقها من الداخل.. و خرجت بعد أن ارتديت بجامتها القطنية...و اتجهت ناحيه الفراش.. تحدث سيف قائلا على فكره لو لسانك طول تاني هزعلك
تنهدت و قالت سيف ممكن تسيبني انام.. تعبانة والله و مش قادرة اتكلم..
صمت سيف و قال طيب...، اوصدت رنا عينها.. كانت تبحث عن السلام بداخلها بعيدا عن تلك الحروب التي تنشب بالخارج، أردت أن تلجأ إلى عالمها المنفصل.. الذي لا يوجد به سواها..

-مالك؟
-تعبت يا سليم نفسي كل حاجه تخلص انا فعلا خايفه تحصل حاجه.. َ
تنهد و قال متخافيش يا نور..
-انا عايزة اعرف باقي حكايتك مع يسرا و ميادة َ.. المرة اللي فاتت انت مكملتش...، تذكر سليم عندما كانوا في الفندق و قال امممم لازم؟، هزت نور راسها و تمددت على الاريكه و وضعت رأسها على قدمه.

-عادي ميادة كانت صاحبه تقي و بتيجي البيت كتير و انا فكرت فيها هي عشان اعند مع يسرا، و الحظ وقف معايا لما جدي قال عليها.. لأنه كان عارف موضوع يسرا و خايف...، كل حاجه تمت بسرعه الخطوبة و كتب الكتاب.. أهلها وافقوا على طول انا مكنتش اعرف حاجه عن حياتها و مكنش فارق معايا حاجه، بس ساعات كنت بحس انها مبتحبنيش، مهتمتش لدا حتى لأني وقتها كنت عارف ان أهلها موافقين عشان اسم عيلتي و نفوذهم، وقتها كنت لسه طالب في كليه هندسة...، كنا متفقين اننا هنعمل الفرح آخر الشهر من كتب الكتاب.. مياده مكنتش بحبها و لا كنت بكرها كان عادي زي رغدة كدا.. و طبعا اليوم المشؤوم دا جي..

فجأة لقينا أهل النجع كلهم اتلموا و بيقول جريمة قتل.. اللي راح سيف لقى محمد و فادي مقتولين.. في بيت محمد.. و الأغرب أن مياده كانت مرمية من الشباك و حتى من الطب الشرعي اتاكدنا انها كانت مع علاقه مع واحد، سيف لعب في التحقيقات و اللي خذ على مزاجه و قال إن محمد اغتصبها لكن الحقيقة عكس كدا.. ميادة كانت على علاقه به اصلا معرفش ازاي و امتي؟.. و حتى معرفش ايه اللي ودي فادي هناك.. وقتها لأن فادي مكنش لي علاقه بحد و مش طبعه أن يدخل بيوت الناس و ابوكي كان معها.. ليه برضو معرفش.. ميادة انتحرت و لا اترميت معرفش.. بس اللي اعرفه ان اخويا اتقتل ظلم..

-طب انت تفتكر محمد قتل فادي ازاي و لا إيه اللي حصل؟
-مش عارف...كلهم ماتوا و ابوكي متكلمش.. و عيله الدمنهوري سكتوا على موت بنتهم عشان الفضيحة، محدش حد يعرف مياده كانت ضحيه و لا...؟
تنهدت نور و قالت طب ما تيجي ندور ورا اللغز دا؟
ابتسمت سليم و قال و لا هنعرف بقالنا عشر سنين..
-هو انتم قتلوا اونكل شرف ليه؟

-اللي كان مقصود ابوكي يا نور...، عبس وجهها و قالت مفيش امل ان الحرب دي تخلص..
-واضح ان مفيش بس يمكن..
-و انت هتفضل تحبني و لا؟
-هفضل احبك...، ابتسمت نور و قالت حتى لو حصل ايه؟
-امممم مهما نبعد أو نفترق عن بعض هفضل احبك...
-و انا مش هحب غيرك انت...لحد اخر يوم في عمري..

استيقظت رنا في الصباح و لكنها كانت تشعر بألم في جسدها.. فتحت عينها لتجد سيف بجانبها..
-اكيد عملت ذنب في حياتي عشان اصحى الاقيك جنبي.. و تأففت بضيق، اقترابت منه و قالت و ايه الهدوء دا كله حاطط أعصابك في تلاجه..
-هتبوسيني ولا ايه؟، جحظت عينها بصدمه و ابتعدت عنه و قالت ما تقول انك صاحي مش تخضيني كدا..
فتح سيف عينه و قال حاضر.. كنتي بتقولي ايه بقا؟
-ولا حاجه...،سحبها و حاوطها بذراعه و قال ما تخدي اجازة من لسانك الطويل دا؟

-من عينا انت تؤمر.. عقد حاجبه و نظر لها ماشي يا ام لسانين..
ابتسمت باقتضاب.. قام سيف ذاهبا إلى المرحاض و لكنها قفزت و سبقته قائلة انا اللي هدخل الأول على فكره..
تنهد بضيق و قال امممم ندخل مع بعض لو عايزة...؟
تأففت رنا من بروده و قالت ادخل ياكش تولع جواه..
-ماشي حبيبتي ربنا يخليكي..

مر اسبوع على أقامه رنا و سيف معه...، تخليت رنا عن عنادها في تلك الفترة و قضيت معهم تلك الأيام ، لم تنكر انها شعرت ببعض من السعادة.. في ذلك المنزل..
كانت نور تجلس على الاريكة و قالت بقلق رنا انتي لسه تعبانة..؟، فقدت مرضت رنا لمده يومين و كانت تجاهد مع نفسها لكي تبدو جيده
-هموت من امبارح والله..
-طب اقول لوداد تشوف دكتور..
-ممكن يكون برد...، نظرت نور بشك و قالت انا خايفه لتكوني حامل يا رنا..

فركت رنا عينها بدهشه و قالت تبقى مصيبة سوده.. انا هقوم اعمل حاجه اشربها، عندما قامت رنا شعرت بالدوخة و سقطت على الأرض...هرولت نور مسرعه و نادت علي وداد و طلبت منها أن تخبر سليم أو سيف..
و خلال دقائق كان وصل سيف و حملها وصعد إلى الغرفه و أتى سليم بالطبيب.. كانت نور تشعر بالقلق البالغ على رنا و كانت معها في الغرفه.. تفحصها الطبيب و حقن ذراعها و قال مفيش داعي للقلق الحمل في أوله بيكون صعب و المهم انها متتحركيش...،

الصدمة الجمت لسانها.. و اكتفيت بالإيماء.. خرج الطبيب و أخبرهم بذلك و بالطبع اصدم سيف و سليم...، استعدت رنا وعيها و سألت نور قائلة اللي حصل يا نور؟
ابتلعت نور ريقها و قالت بتوتر انتي حامل يا رنا..
شعرت رنا بهروب الدماء من وجهها و ازداد شحوب وجهها و قالت بصدمة جلية نعم؟!!!.
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول المشهد العشرون بقلم أسماء صلاح



دلف و الذي كان يشعر بالحيرة هو الآخر فهو لم يضع ذلك في حسابه...، نظرت له رنا و عينها تملؤها الدموع و قالت بصوت مبحوح ارتاحت كدا.؟ اديني في مصيبه.. رتبت نور عليها و قالت بحزن كل حاجه ليها حل...، خرجت نور لكي تتركهم معنا و نزلت إلى الأسفل الذي كان يجلس على الاريكه..
-سليم؟!، رفع نظره لها و تنهد قائلا بجد مصيبه ملهاش حل...!
-فعلا انا خايفه اوي على رنا


 
-دلوقتي ارتحت قولي على الحل بقا؟.. انا دلوقتي هعمل ايه...؟
-رنا ممكن تهدي عشان نعرف نفكر...، نظرت له و قالت نفكر في ايه هي ملهاش غير حل واحد و هو الإجهاض و انا مش باخد رايك أنا هنفذ كلامي...، تنهد سيف فهو يدرك صعوبة الموقف خصوصا عليها و قال انا هعملك اللي انتي عايزها يا رنا
-بجد دلوقتي هتعملي اللي انا عايزها بعد ما دمرت حياتي، انا مستحيل اكون ام لطفل منك انت.. لو سمحت عايزة أروح لأي دكتور عشان نتصرف في المصيبة دي ...، تنهد سيف و قال حاضر يا رنا..


 
ظلت تبكي على تلك المصيبة التي وقعت بها و أخذها سيف و ذهب إلى إحدى المستشفيات و معها نور، قالت رنا انا هدخل لو سمحت متجيش معايا.. دلفت هي و نور إلى عيادة الطبيبة و بعد الفحص.. قالت رنا انا عايزة اعمل إجهاض
نظرت لها الطبيبة بتعجب و قالت مش هينفع...!.. نظرت نور و رنا إلى بعضهم و تحدثت رنا بانفعال يعني ايه مش هينفع؟

-فرصه الإنجاب هتبقى معدومة عندك لو عملتي إجهاض، لأن لو حصل نزيف في حالتك هنشيل الرحم و كمان انتي عندك خدوش و دا غير أن حصلك نزيف قبل كدا
شعرت رنا بالذهول و قالت انا هكتب اقرار اني لو حصلي حاجه بس لازم اعمل إجهاض..
بالطبع رفضت الطبيبة، حتى نور تراجعت عن الفكرة فهي ممكن أن تحرم من الإنجاب طلية حياتها، ذهبوا إلى المنزل و كل منهم يفكر في حل إلى ذلك الكارثة و بالطبع رفض سيف فكرة الإجهاض تماما..


 
نظرت رنا إليهم و قال بجد كلم رافضين دلوقتي.. انا مستعدة لكدا، و اتجهت ناحيه سليم و قالت ببكاء شديد سليم لوسمحت ساعديني، كانت نور تبكي على حالتها هي الآخرى..
-صعب يا رنا انتي عارفه ايه يعني ازاله رحم.. هزت رأسها و قالت عارفه بس دا أهون عندي.. انا هكتب إقرار على نفسي، حتي لو موت ارموا جثتي في ايه مكان.. مش انتم بتتصرفوا...، نظرت إلى سيف و قالت حرام عليك بجد..

جلست رنا على الاريكه لشعورها بالتعب و دفنت وجهها بين يدها، ظلت تشهق و تبكي بحرقه...، جث سيف أمامها على إحدى ركبتيه و قال رنا انا مش هخليكي تعملي كدا حتى لو بالعافية و انتي شايفه اهو أن مفيش حل تاني..
-يعني ايه؟ هقول لابني ايه ان ابوك اتجوزني عشان يقضي وقته معايا و يعرفني أني مسواش حاجه و لا اقوله اني كنت عايزة اقتل ابوك و لا اقوله أن عيله ابوك قتلوا جدك.. تفتكروا لو جي لدنيا دي هيعمل ايه؟ هيعيش ازاي...؟...، و يبقى نصيبي في الاخر أن ابني يكون منك انت.. يعني حياتي اتدمرت للأبد..


 
امسك سيف يدها و قال انا هتصرف في كل حاجه يا رنا و حتى لو عايزة تسيبي خالص براحتك انا مش هقولك حاجه...، تحدث سليم قائلا كدا لازم تسافري لحد ما تولدي و بعدين ترجعي تاني لأن من المستحيل اهلك يعرفوا حاجه زي كدا.. و بعدها مهمه الطفل هتكون لسيف...، نظرت لهم بسخريه و قالت بجد...؟ الموضوع بسيط اووي كدا..

-يا رنا بلاش تصعبي عليكي و عليا.. دا حل مؤقت...، وجدت نور أن حلهم قد يكون مناسب ليهم و لكن ان لم تحدث ايه مفاجآت.. و قالت و هنقول اننا هنسافر عشان الدراسة..
-و بعد كدا.. هيبقى ايه مصير الطفل...، نظر سيف لها و قال هطلقك بعدها و الطفل هاخده و انتي هتقدري تشوفي في ايه وقت، حتى لو مش عايزها يتكتب على اسمك انا موافق..
تنهدت رنا و صمتت فالحل لم يكن منطقي كثيرا و لكن لم يجد غيره.. و قالت طيب يا سيف.. انا هروح بكرا.

مر ذلك عليهم ساعات ذلك اليوم و جاء موضوع النوم، كانت رنا صعدت إلى الغرفة من بدري فهي أردت أن تستريح...، دخل سيف إلى الغرفه و وجدها ممدد على الفراش تبكي بصمت...، جلس على طرف الفراش و قال بهدوء لم تعاهده منه من قبل كفايه عياط يا رنا
-لو سمحت سيبني في حالي.. انا مش قادرة اتكلم و لا أقول حاجه...، تنهد سيف و تمدد بجانبها و تركها..

خرجت نور من المرحاض و اتجهت لتنام على الفراش، وضعت رأسها على صدره و قالت تفتكر موضوع رنا هيخلص على خير؟
-مش عارف والله يا نور بس اكيد لازم تعلن إنها اتجوزت..
-سليم خليك معايا، و اردفت قائلة انا مش عايزة خلفة، انا عايزة أفضل معاك انت و بس...، حاوطها سليم بذراعه و قال اقولك على حاجه؟ الخلفة دي هي الحاجه اللي ممكن تربطنا ببعض للأبد يا نور.

نظرت له بتعجب و قالت ازاي يا سليم انت مش شايف اللي بيحصل مع رنا و سيف و فعلا الطفل دا هيتبهدل اوي و يا هيتحرم من أمه أو ابوه و ممكن الاتنين، رنا بتكره سيف اوي مستحيل هتحب ابنها و أكيد لو حد عرف هتبقى مصيبة فرنا هتتخلي عنه و في الاخر هتتجوز و تعيش حياتها و سيف نفس الكلام.. و الطفل هو اللي هيدفع تمن انفصال أهله..، و حتى مش هيبقى لي أهل لأن مستحيل اهلك هيتقبلوا ابن رنا، انا مستحيل اعمل حاجه زي كدا و مستحيل اجيب طفل يتسمى علي عيله البنهاوي.. لم تنتبه لنور لحديثها و قالت بأسف اسفه يا سليم..
-عادي يا نور انا مش هخليكي تعملي حاجه مش عايزها.. ابتسمت نور فهي لا تريد الإنجاب نهائي و قالت يعني انت موافق؟ و مش عايز أطفال؟
-نامي يا نور...، احتضتنه نور اكثر و قالت بحبك..

مع بزوغ فجر اليوم التالي، كانت مستيقظة ووضعت وشاحها عليها و خرجت من المنزل بهدوء شديد لكي لا يشعر بها أحد، ابتعدت عن منزلها و دلفت إلى تلك السيارة التي تنتظرها بالخارج و قالت اتاخرت عليك؟ ، امسك يدها و قبلها و قال لا يا روح جبلي (قلبي).. بس اتوحشتك قوي...، ابتسمت بخجل و قالت كنت رايد ايه بجا؟

-والله انا مش رايد غيرك يا تقي..
-زين انا خايفه لحد يعرف ما اخواتي..
-عادي يا تقي ما اخوكي اتجوز بنت عمي من غير رضا حد و اختك هربت عشان تتجوز اللي بتحبه..
-لا انا مستحيل اعمل أكده واصال...
نظر لها بتكهم و لكنه انتبه لنظرته و قال يعني انتي مش بتحبني؟
-بحبك بس مش هجدر (هقدر) اخون ثقه اهلي فيا، كفايه اللي حصل، بس انا كنت رايده أسألك على حاجه؟
-اسألي؟

-هي ميادة فعلا كانت بتخون سليم مع محمد اخوك ازاي؟، نظر لها و قال و ليه مقولتيش أن ميادة كانت بتحب محمد و اخوكي هو اللي خدها منه...، لم تفهم تقي شي من ذلك و قالت بتساؤل ازاي مياده عمرها ما حكيت حاجه زي كدا ليا..
-عشان كان بينهم علاقه و اكيد خافت تحكي.

-طب ليه وافقت على جواز سليم طالما كدا انا مش فاهمه و فادي اخويا ايه علاقته بدأ كله؟ و بعدين فادي ليه هيقتل محمد حتى لو شاف حاجه زي كدا..
زمجر زين و قال بغضب تقي انا معنديش دماغ للحوار دا.. انزلي قبل ما حد من البيت يصحى...، ادمعت عينها و نظرت إليه بحزن و قالت حاضر، ترجلت تقي من السيارة و ركضت باكيه إلى أن دخلت المنزل..

استيقظ سيف و كانت رنا مازالت نائمه، قام و أستند على ذراعه لكي ينظر لها و قال بندم اسف بس مكنتش متخيل أن دا كله هيحصل...، تقلبت رنا في الفراش و فتحت عينها و قالت هي الساعه كام؟
-لسه ٨...، قامت رنا و قالت ماشي...، ترك سيف الغرفة و هبط إلى أسفل، وجد سليم جالس، اتجه إليه و قال انت صاحي بدري ليه؟
-منمتش اصلا...و بعدين تفتكر الحل دا هيمشي...

-مش عارف بس هو حل مؤقت بس، مخاطرة الإجهاض أصعب...، تنهد سليم و قال فعلا احنا السبب في كل دا؟
-امممم، نظر له سليم و قال و هتعمل ايه مع ابوك و هاجر مراتك..
-مش عارف افكر في حاجه اصلا، و بفكر اسيب كل حاجه تمشي زي ما هي..

طرقت نور غرفه رنا و عندما سمحت لها بالدخول، فتحت الباب و قالت رنا..
تنهدت رنا و هي تجفف وجهها بالمنشفة نعم يا نور، جلست بجانبها على الفراش و قالت ناوية تعملي إيه؟
نظرت لها رنا و قالت هكون ناويه على ايه بجد انا حاسه ان كل حاجه باظت
-الحل المؤقت حلو؟!

-تفتكري أن ممكن ميحصلش حاجه تمنعنا من السفر، تفتكر في الوقت دا محدش ممكن يكتشف المصيبة دي.. ، تنهدت نور فالأمر صعب جدا بالنسبة لرنا و قالت إن شاء الله خير بس انتي هتقضي هنا اربع شهور و الباقي برا..
نظرت لها رنا و قالت خايفه معرفش اسافر يا نور.. خايفه ثانيه واحده الاقي كل حاجه ظهرت.. تفتكري لو حددوا ميعاد جوازي من مصطفى.. ماما لو عرفت كدا هتموت فيها..

-لازم ندور على حل يا رنا.. لازم الحرب بين العيلتين توقف دا الحل الوحيد...، ردت رنا بتهكم نور الموضوع صعب اووي انتي شوفتي عشان روحنا بلغنا البوليس الأول ايه اللي حصل.. و دلوقتي كله كل حاجه بقيت أسوأ ابوكي في المستشفي و لسه مش عارفين هيعمل ايه لما يفوق و عمتك صفية دي اكيد مش هتسيب حق بنتها و ابويا اللي مات..
تنهدت نور بحزن بالغ و قالت اكيد لكل حاجه حل..

-المهم انا عايزكي تكلمي مازن...، رفضت نور و لكنها رنا أصرت على ذلك لكي لا يشك بها أحد و يتأكدوا انها عند نور.. كانت لا تريد الحديث معه بسبب ما حدث و عندما أخذت منها الهاتف و استمعت إلى صوته.. وحشتني اوي يا نور.. عارف انك زعلانه مني.. بس انا بحبك والله كنت عايزه يسيبك مهما كان التمن..
تنهدت نور وقالت لو سمحت يا مازن الموضوع خلص و انا كويسه..

-عايز اشوفك طيب
-لما اجي القاهرة.. رنا معاك اهي ، استغربت رنا من طريقه نور مع مازن فهي لا تراه تحدث بتلك الطريقة من قبل و أنهت معه المكالمة و قالت نور انتي متخانقه مع مازن و لا إيه...؟
-نظرت لها نور و قالت لا بس انا متجوزه و سليم مبحبش اني اكلم حد و مازن في الأول و الآخر راجل غريب عني. رفعت حاجبها بعدم اقتناع و قالت لا اكيد انتي مخبيه حاجه..
-يلا عشان ننزل نفطر بس..

كانت تقي تحضر الفطار في المطبخ فهي بالتأكيد كانت أول واحده مستيقظة في المنزل، دلفت إليها رغدة و قالت الوكل هيتحرج (هيتحرق) عاد.. و اطفت شعله البوتاجاز و اردفت سرحانه في ايه يا نضري..
افاقتها كلمات رغدة من شرودها و قالت مش سرحانة في حاجه عاد.. و طلعي الوكل يلا، تعجبت رغدة من تصرفات تفي و خرجت، بعد وضع الطعام على المائدة اجتمع الجميع لتناول الطعام..

-انا قررت أن هسافر بعد جواز سليم و سيف من رغدة و هاجر.. لم يكن الخبر سي بالنسبة للجميع و لكنه كان مدمر بالنسبة ليسرا التي شعرت بتوقف الطعام في حلقها فهي لا تستطيع الحصول عليه رغما ما فعلته..
تحدثت منيرة بتهكم قائلا و انا مش موافقة على الجوازه دي عاد و عايز بنت عمه يتجوزها بس لما يطلق بنت السويفي...، زمجر سالم و قال بعصبيه متتدخليش في كلام الرجالة يا وليه و كلام حسن اخويا هيمشي.. لم يروق هذا الحديث إلى عبله و قالت طب و ايه رأس سليم في دا؟

-دا كلامي الأخير يا عبله و ياريت متتدخلش فيه..
لم تحدث رغدة فهي سوف تكون زوجه تانيه بسبب بنت السويفي التي حرمت من شقيقها بسبب عيلتها و لكنها قررت بداخلها انها سوف تسترد سليم إليها مهما كلفها الأمر و تذهب نور بعيدا عنها..

بعد ذلك دلف سالم إلى غرفته و دخلت زوجته خلفه و قالت انت عاجبك بنتك تتدخل على درة يا سالم.. تنهد سالم و قال افهمي يا ام مخ تخين انت دلوك مش عندك غير رغدة و هاجر و حقهم هيتاكل وسط سليم و سيف.. و ابنك الوحيد و مات و اديكي شوفتي محدش جاب حقه لحد دلوك (دلوقتي) و انا مش هسكت غير لما اعرف بس عايز اطمن على البنات و اضمن حقهم فهمتي..
-و ازاي؟ رسيني على الحوار؟

-يعني انا لو مت انتم مش هتاخدوا حاجه منهم هيحصل كيف ما حصل مع بنت عمي..
-يعني انت ناوي على ايه؟
-ناوي أمن مستقبلك انتي و البنات و اخذ بنار ابني.. حسن هيسافر و البيت هيفضي.. و في الوقت دا هكون ظبطت كل حاجه و بعدين فهمي بنتك انها تحطه تحت جناحها
زفرت منيرة و قالت و اختك اللي عامله في اللقمة في الزور دي هنعمل معها ايه؟

-عبله ليها تخطيط تاني عاد بس اهم حاجه سليم يتجوز رغدة و نعمل فرحهم و بكدا خلاص بناتك هيبجوا (هيبقوا) الكل في الكل.. و خصوصا بعد ما كل واحده فيهم تخلف ليها عيل و اتنين..
تريثت منيرة و قد اقتنعت بكلام زوجها و قالت زين يا حج.. بس نفسي اعرف مين اللي جتل ابني عشان اعرف من دمه.
-والله هعرفه و هجطعه (هقطعه) بسناني..

-طب انا هروح لبنات و انت خلي اخوك ينجز في حوار الجواز دا...، خرجت منيرة و ذهبت إلى عرفتهم.. و عندما فتحتها كانت رغدة بتبكي نظرت لها و قالت في ايه يا بت منك ليها؟
-مفيش ياما، و نظرت هاجر إلى والدتها و قالت والله انا مش عاجبني حاجه واصال
-بس يا بت انتي و هي ركزوا معايا أكده.. دلوقتي خلاص كل واحده فيكم هتتجوزوا
-هتجوزه و هو متجوز بنت السويفي ازاي؟

-هو مستحيل يخلف من بنت السويفي و لكن انتي عادي و اكيد هو هيفضل ام ولاده و نفس الكلام ليكي يا هاجر لازم تتضمني سيف احنا دلوك خلاص ملناش الا ابوكم و معتز اخوكم اتقتل غدر و ظلم و انتم لازم تتضموا حقكم.. مش هيبقى موت و خراب ديار..

كانت تقي جالسه تفكر في كلام زين و طريقه حديثها معها و عزمت انها لم تحدثه مره أخرى لكي لا تفتعل مشاكل

وصلوا إلى المنزل في العاشر مساءا..
-خلي هنا انهاردة و ابقى امشي الصبح؟، نظرت رنا له و قالت طيب.. صعدت إلى الغرفه
تنهدت نور و صعدت إلى الغرفة بصحبه سليم.. فهما جاءوا إلى القاهرة لكي ينهي سليم موضوع ندى..
-سليم انا خايفه يحصل حاجه لندي...، حاوط وجهها و قال متخافيش يا نور انا هتصرف في كل حاجه..
ابتسمت نور وقالت بحبك...، انحني ليقبلها و قال و انا بموت فيكي..

-هتنام و لا وراك حاجه؟..
-اممم لا مش ورايا..
-انت فهمتني غلط علي فكرة...، ابتسم سليم و عقد حاجبه قائلا لا انتي اللي دماغك.. قطعته و قالت مالي بقا..
-زي القمر...، احتضتنه نور عاقدة ذراعها حول عنقه، دفن وجهه في عنقها ليقبلها و قال طب ايه انا عايز انام؟
ابتعدت عنه و قالت روح نام انا مالي؟
-ما هو مش هنام أوي يعني...؟

-اومال عايز ايه؟، حاوط خصرها بيده وقال مش عايز غيرك...، انحني على شفتيها و قبلها بعمق و اشتياق...، و بعدين ذلك حملها بين ذراعه.. و وضعها على الفراش...
-طب استنى هقوم اغير و.. ، قطع حديثها في قبله جامحه.. و أبتعد عنهم قليلا و همس بحبك..

استقلت رنا على إحدى جانبيها و تظاهرت بالنوم فهي لا تريد التحدث معه...، استقلي سيف بجانبها و تفاجأت به يحاوط خصرها من الخلف و قال بخفوت حقك عليا...حاولت رنا الابتعاد و قالت ابعد عني..
-لا مش هبعد...، شعرت بارتجاف جسدها و تنهدت بضيق..
في الصباح غادرت رنا قبل استيقاظ ايه احد منهم و ذهبت إلى الشركة فقد انقطعت عن العمل منذ فترة..
و تحدثت مع رنا عبر الهاتف قائله انا هخلص شغل و اجي ليكي اشطا
-ماشي هستناكي..

قفلت معها و عندما وجدت رساله من سيف أخبرته بأنها مازالت لديها عمل و سوف تذهب إلى المنزل سيكون الوقت متأخرا و بعد ما أنهت المكالمة، أخذت أغراضها لكي تغادر و استقلت سيارتها لم تنتبه الس سيارة سيف الواقفة و التي تابعتها عندما مشيت فهو بالتأكيد بشك بها..
صفت رنا السيارة و ترجلت منها لكي تصعد إلى ندى و كان سيف خلفها..
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الحلقة الحادية والعشرون بقلم أسماء صلاح



دلفت رنا إلى المصعد و انتظر سيف بعيدا لكي لا تراها...، أجابت على هاتفها قائلة أيوه يا ندى انا طالعه اهو افتحي الباب بقا...، و قفلت معها لتجيب على هاتف سليم قائلة الو
-سيف طالع وراكي يا رنا.. تسمرت رنا مكانها و قالت ازاي و انت فين...؟ انا هعمل ايه؟
-هتقولي أن دي شقتك عادي...، خرجت رنا من المصعد و كان تشعر بتسيب أطرافها و أسرعت لكي تتدخل الشقة قبل صعوده فندي كانت قد فتحت الباب و لكنها لم تكن موجوده..


 
-تفاجأت ندى بأحد يسحبها في اتجاه السلم و نظرت له و قالت انت مين؟، كان يقف أمامها محاصرها اياها و قال ممكن تسكتي.. و هتعرفي كل حاجه...، و ظل يراقب خطوات سيف المتقدمة ناحية الشقة..
و نظر لها قائلا انا سليم البنهاوي...، اتسعت عينها بدهشه و قبل أن تصدر صوت كان سليم بوضع يده عليها فمها و قال بس..


 
كان الشك يفتك قلبه و دق الباب بعنف شديد...، فتحت له رنا و مثلت انها تفاجأت بظهوره و قالت سيف انت عرفت مكاني ازاي؟
-انتي هنا بتعملي ايه و دي شقة مين؟، عقدت ساعديها شقتي يا سيف انت بتراقبني ولا ايه؟
-لا بس لما اكلمك و تقولي ان عندك شغل و بعدين الاقيكي خارجه يبقى لازم أشك فيك..
-ادخل فتش الشقه بس انا مش زبالة زيك عشان اروح اعمل علاقة مع واحد و انا متجوزه و بعدين انت ناسي اني حامل في الشهور الأولى و لا إيه...؟، يعني شك مش منطقي نهائي..


 
ازدار سيف ريقه و قال طيب يا رنا.. بس ياريت تتعدلي الحكاية مش ناقصة و انا همشي دلوقتي بس لو عرفت انك بتكدبي عليا في حاجه مش هيحصلك كويس تمام...، و غادر سيف متجها إلى المصعد، تنفست رنا بارتياح و حمدت ربها أن لم يدخل إلى الشقة.. و رأيت سليم و ندى قادمان عليها..
تعجبت و قالت سليم انت جيت امتى و أزاي؟، كانت ندى تراقب الحوار بدهشة، دلفوا إلى الشقه و اوصدت رنا الباب..
-انا عايزة افهم في ايه؟


 
-سيف كان مراقبني و الحمد الله ان سليم اتصرف...، ذلك زاد دهشتها أكثر و قالت و سليم اتصرف ليه؟
-رنا هتفهمك كل حاجه...، نظرت له رنا و قالت انت عرفت ازاي؟
-كنت بكلم سيف و فجأة لقيته اتعصب و بيقولي اقفل رنا خارجه و كدا و انا كنت متفق معاكي اننا هنتقابل هنا...، اتصلت بنور و عرفت المكان و طبعا طلعت قبلك و خدت ندى عشان سيف ميشوفهاش، تنهدت رنا و قد بدأت أن تعطي له بعض الأمان.. و قالت بصي يا ندى انتي لازم تسافري من هنا اكيد زي ما سيف وصل، اي حد تاني ممكن يوصل..

-هسافر فين و ازاي..؟
-فين ازاي بتاعتي انا.. و ايه بلد انتي تختارها...، نظرت ندى إلى سليم بتعجب و قالت و دا من أمتي بقا؟ أنت شايفني عبيطة و لا إيه؟
-يا ستي محدش قال انك عبيطة بس فعلا سيف لما كان شافك كانت هتبقى مصيبة و خلال أسبوع هيبقى ورق السفر بتاعك جهز.. و القرار في الأول و الآخر ليكي.. و بعد ذلك استأذن سليم ليغادر، نظرت لها ندى و قالت انت مصدقة كلامه؟
-اهاا اللي اعرفه ان سليم بيحب نور.. و احنا معندناش حاجه نخسرها يا ندى و تسافري احسن قبل ما حد يوصلك.


 
فتحت فاطمة الباب لكي تذهب إلى نيرة و لكنها تفاجأت بوجود صالح و عبد الحليم أمامها، شعرت بثقل جسدها و قالت برجفه انتم جيتوا ليه؟، استغربوا من مقابلتها و قال مالك يا خيتي احنا نطمن عليكم و على اخويا..
التقطت أنفاسها بارتياح و قالت طب اتفضلوا نيرة هناك في المستشفي..

دلفوا إلى الداخل و بعد مرور دقائق تحدث عبد الحليم قائلا انا بفكر اننا نكتب كتاب مصطفى و رنا دلوك خير البر عاجلا...، اتسعت عينها بدهشه و قالت دلوك ازاي يعني؟
-يعني لما رنا ترجع و مصطفى و نشوفهم و نجيب الماؤذن ملهوش لازمه التأخير عاد...، شعرت فاطمة بأنها ليست قادرة على الحديث فما ذلك الكارثة المفاجأة التي هبت عليها من حيث لا تتدري ماذا ستفعل...؟


 
و في منزل البنهاوي.. كان حسن أمر بتزين المنزل بالأنوار لتحضير مراسيم الزفاف...، لم تقتنع عيله بذلك فهو يجهز و لم يخبر احد من ابنه و ستكون ذلك مفاجأة ليهم و بالطبع لم تكن جيدة..
دخلت يسرا إلى غرفة رغدة و قالت بابتسامة زائفة ممكن اقعد معاكي يا عروسه...، رغدة عمرها ما حبت يسرا و لم ترتاح لها و لكنها قالت اتفضلي...، جلست يسرا على الفراش المجاور و قالت تعرفي اني زعلانه أن بنت زي القمر زيك تاخد واحد متجوز...!،

عقدت رغدة حاجبها و قالت عادي مسيره هيطلقها و بعدين انا بحبه..
-انا شايفه ان سليم بيحبها على فكرة...، ابتسمت رغدة و قالت و ماله المهم هو هيبجي (هيبقى) لمين في الاخر..
ابتسمت يسرا ابتسامتها الصفراء و قالت تبقى جدعة أوي لو خليتي يطلق يا رغدة..

ظل زين يتصل بتقي كثيرا و لكنه لم يجد رد، ظهرت أنيابه و قال يتوعد و رحمه اخويا لأعلمك الأدب يا بنت البنهاوي و اخليكي انتي اللي تتدوري عليا.. و تحفي ورايا..

دخلت هاجر إلى المطبخ و قالت محتاجه حاجه يا مرات عمي...، ابتسمت توحيده و قالت تسلمي يا عروسه.. مش عايزة منك غير انك تسعدي ابني و خلاص
ابتسمت هاجرة ابتسامة خجولة و قالت ربنا يجدرني (يقدرني) و اسعده...، و قالت بتساؤل هو هيجي امتى؟
-عمك هيبقى يكلموهم.. عشان هو عاملهم مفاجأة..

كانت نيرة جالسه في المستشفي بغرفة سامح كما اعتادت كل يوم.. و لكنها شعرت بتحريك يده و قالت بسعادة مختلطة بالدموع سامح...، فتح سامح عينه ببطء و أزل جهاز التنفس و امسك يدها قائلا نيرة..
تراقصت نغمات قلبها فقد استعاد زوجها وعيه و هرولت إلى خارج الغرفة مسرعه فهي تخشى أن يفقد وعيه مره أخرى كمل فعل من قبل...، دخلت و الطبيب خلفها و تفحصه قائلا استاذ سامح حضرتك حاسس بايه تعب؟

-لا بس جسمي كله وجعاني أوي، ابتسم الطبيب و قال الحمد الله حضرتك عديت مرحله الغيبوبة بس هتفضل تحت الملاحظة لفترة و بعد كدا هتقدر تخرج من المستشفى بإذن الله..
شكرت نيرة الطبيب و نظرت لسامح كنت خايفه تروح مني؟، ابتسم و قال الحمد الله.. ايه الاخبار؟
تنهدت و قالت خلاص يا سامح بنتنا راحت...، رد عليها بحزن قائلا هرجعها يا نيرة انا تخليت عنها و سيبتها للكلب اللي اسمه سليم.. انا اللي غلطت..

-بجد يعني انت سامحتها خلاص..
-لا.. لما ترجع لينا هسمحها.. نظرت له و قالت و انت ناوي على ايه؟
-لما اخرج من هنا الأول..

كانت فاطمة تشعر بالتوتر البالغ و لم تجد شي لتقوله في تلك الموقف، كانت جالسة تنظر قدوم رنا و مصطفى و مازن و تتمنى أن لا يفتح احد منهم ذلك الحديث مره أخرى..

ذهبت نور إلى الشقة فهي لم تحب القعدة في ذلك القصر و خصوصا عندما تكون بمفردها و أخبرت سليم بذلك، دلفت إلى المطبخ لتحضير العشاء و بعد ذلك دخلت إلى الغرفة و اختارت قميصا ستان قصيرا بلون الأسود.. و رفعت شعرها الطويل للأعلى ليعطيها شكلا جذاب و وضعت حمره الشفاه لتبرز جمال شفتيها..
و جلست لتنظر قدومه...، عندما فتح سليم باب الشقة اتجهت نور له و احتضنته، وضع قبله على شفتيها و قال ايه القمر دا.. ابتسمت و قالت وحشتني أوي...، انحني ليقبلها قائلا اممم والله انا مش واخد على كدا منك..

-ليه؟ هو انا كنت وحشة
-انتي على طول حلوة، ابتسمت و ازاد بريق عينها و قالت طب ادخل غير عشان ناكل..
-اممم لازم ناكل اكل يعني؟، نظرت له نور و قالت اومال عايز تأكل ايه؟، انحني عليها و همس خلف اذنيها قائلا عايز اكلك انتي...، أحمرت وجنتها بخجل و قالت مصطنع الحدة ادخل غير يا سليم..
-حاضر يا روحي..

دلف سليم إلى الغرفة، و أخذ شاور و ارتدى سروالا قطني و خرج، وجدها تجلس على السفرة تنظره..
-مكلمتيش جوليا ليه؟
-لا مش عايزها، انا مرتاحة كدا...، امسك يدها و قبلها و قال ماشي يا حبيبي براحتك..
بدأ في تناول الطعام و بعد أن انتهوا دلفت نور إلى المطبخ لكي تحضر القهوة، دلف سليم خلفها، حاوط خصرها من الخلف و قبل عنقها و قال احنا لسه هنشرب..
-اهاا و هنتفرج على فيلم مع بعض..

-امممم واضح ان قدامنا كتير، استدارت نور له و قال اممم و بعدين انت مستعجل على ايه؟ لسه بدري..
-تمام معاكي ساعتين..
-مش هتقعد معايا غير ساعتين...؟!
-ساعتين تكوني براحتك فيهم بس الباقي ليا انا..
-طيب يلا نطلع نتفرج بقا..

ذهبت رنا و مصطفى إلى كافية.. و طلب مصطفى قهوه له و عصير لها و قال رنا ممكن نتكلم؟
-خير يا مصطفى؟
-أولا انتي بقالك فترة متغيرة، سافرتي لنور و رجعتي اسوء، خروجك برا كتير اوي.. و بتغيبي عن الشركة كتير ممكن تحكيلي ايه اللي بيحصل معاكي و انا ممكن اساعدك في..
تنهدت رنا و قالت ممكن يا مصطفى متفتحش معايا حاجه من دي..

-ما انا لازم افهم يا رنا.. لأن مش عاجبني الحال دا و كل ما حد يجي يكلمك تنرفزي عليه...، زفرت رنا بضيق و قالت على فكرة انا هقوم امشي...، اخذت حقيبتها و غادرت.. ترك مصطفي الحساب و خرج خلفها بسرعه و قال استنى يا رنا، توقفت مكانها و استدارت له قائلة من فضلك يا مصطفى انا مش قادرة اتكلم والله..
اقترب منها و وضع يده على اكتافها و قال لو في مشكلة قوليلي و انا هساعدك..

ادمعت عينها و قالت ببكاء محدش هيعرف يساعدني في حاجه يا مصطفى...، لم يفهم ماذا تقصد و قال بهدوء ليه؟
احتضتنه رنا و قالت ببكاء لو سمحت يا مصطفى عايزة اروح...، تنهد و قال طب اركبي..

-حلو الفيلم؟
-انتي احلى...، ابتسمت و نظرت إلى الشاشة مره أخرى لتشاهد الفيلم، و لكن خجلت عندما جاء ذلك المشهد الرومانسي، و قامت فهي كانت تضع رأسها على فخذه كالعادة
-ايه قله الادب دي؟ هات الريموت لو سمحت..
-والله انتي اللي جايبه الفيلم، و بعدين هو انتي لسه بتتكسفي مني؟
-اممم شويه...، ابتسم و قال طيب ما تيجي ندخل بقا
-انت مستعجل ليه؟...
-بعوض اللي فاتني، نظرت له و قالت مش فاهمة؟
-لما ندخل جواه هقولك..

-شيلني طيب...، حملها بين ذراعه و قال اممم خدنا على كدا، ابتسمت قائلة اهاا عجبني الموضوع أوي...، دلف إلى الغرفه و وضعها على الفراش..
-كان قصدك ايه؟، جلس سليم بجانبها و قال هقولك اهو...، و بدأ بتقبيل شفتيها بشوق.. و عنقها بحب و نعومه، نزع عنها قميصها و قبلها جميع أنحاء جسدها بحب...و قال بحبك اوي...، عقدت ذراعها حول عنقه و قالت وانا بعشقك...،انحني على شفتيها يعتصرها بين خاصته، اوصدت عينها لتستمع بقبلاته الساخنة..

أجاب سيف علي هاتفه قائلا كيفك يا حج...؟
-كويس يا ولدي انت فين أكده...
-في الشغل هخلص و اروح...، تنهد حسن قائلا طيب ربنا وياك و سليم فين؟
-روح من بدري..
-عايزك تيجي انت و اخوك.. انا كلها اسبوع و أسافر...، فرك سيف عينه و قال هقول لسليم و هنيجي
-ماشي يا ولدي بس جولي (قولي) جبلها (قبلها)

صف مصطفى سيارته و قال انزلي؟
-متزعلش مني يا مصطفى بس والله غصبن عني.. تنهد مصطفى و أمسك يدها و قال انتي مش واثقه فيا يا رنا عشان كدا مش عايزة تحكيلي حاجه مع اني محدش هيخاف عليكي قدي.. تنهدت رنا و كانت شي بداخلها يريد اخباره و البوح له بكل شي و لكن لم تسمح لها الظروف بذلك فالان فهي ليست زوجه و بل و يجد طفلا في احشائها، و سوف تواجه طريق مقفول...،

ترجلت من السيارة و دلفت إلى المنزل و كان مصطفى خلفها، صعقت رنا عندما وجدت جدها و خالها بالداخل و شعرت بارتخاء اعصابها.. و سلمت عليهم بخوف و قلق، نظرت له فاطمة بتوجس و كأنها تخبرها انتم على وشك حدوث مصيبة، استأذنت رنا و صعدت إلى غرفتها..
تحدث عبد الحليم قائلا هي نيرة و مازن اتاخروا ليه؟
إجابته فاطمه بتلعثم و خوف عادي اصل سامح بقى كويس و ممكن نيرة تفضل معها...
-اممممم.. كيف اخبار الشركة يا مصطفى...؟

-تمام يا جدي...، ابتسم عبد الحليم و رتب على قدمه قائلا طب ايه رايك في اننا نكتب كتاب انت و بنت عمتك.. شعر مصطفى ببعض التردد فرنا فتلك الفترة تبدو غريبه الأطوار وقال اللي تشوفه يا حج..
-انا كنت عايز نكتب الكتاب دلوك..
-لما مازن يجي الأول...، تنهد صالح و قال مصطفى بيتكلم صح يا حج و بالمرة سامح يكون معانا.. كان فاطمة تراقبهم بصمت و تريد أن تجد حلا لتلك المصيبة..

ذهب مازن إلى نيرة في المستشفي و عندما دلف إلى الغرفة تفاجأ بجلوس سامح، فرح كثيرا و اتجهت إليه ليقبل يده و قال انا مش مصدق انك رجعت لينا بالسلامة يا خالو...، ابتسمت نيرة و مين َكان مصدق...!
-اقعد يا مازن عايز اتكلم معاك في موضوع؟، سحب مازن المقعد و جلس عليه خير يا خالي اتفضل
-انا عايزك تتجوز بنتي نور يا مازن، نظر له بدهشه و كذلك نيرة التي لم تفهم هدف زوجها..

-ازاي يا خالو و هي متجوزه سليم...، تنهد سامح بحزن اكيد كان غصبن عنها يا ابني و انا اللي سيبتها لي.. و لازم أطلقها منه و بعدها انت تتجوزها انا عارف ان نور طول عمرها بتحبك و بتتفق معاك..
تنهد مازن فهو يعلم أن نور الان تحب سليم و متأكد من ذلك و ان وجودها معه ليس رغما عنها و لكنه لم يستطيع قول تلك الكلمات فقد يصاب بسكته قلبية.. و قال انا تحت امرك بس سليم صعب يطلقها خصوصا انه عنيد اوي و مبيعملش غير اللي في دماغه..

-يتقتل.. نفسي اخلص منه زي ما دمر حياة بنتي الوحيدة و اعتدي عليها، نظرت له نيرة بتعجب و قالت بحزم قتل ايه يا سامح و بعدين هو في الأول و الاخر جوز بنتك...، اتعصب سامح و قال بحدة دا اللي خدها مننا.. و اعتدي عليها يا نيرة حتى معملش حساب انها لسه صغيره.. و خليني اشوفها معها في سريره عارفه يعني ايه...؟ انا لازم انتقم لشرفي.. كفايه خوف و جبن شرف مات و ندى بنت صفية اتبهدلت و اللي أعلم رموا جثتها فين.. و بنتي؟؟؟ الوحيدة اللي انا كنت عايز اقتلها...، زفرت الدموع من عينها و قالت انت عمرك ما قتل حد يا سامح طول عمرك عارف ربنا..

-دا هيبقى دافع عن شرفي اللي الكلب دا ضيعه يا نيرة...، نظر له مازن و قال حضرتك ناوي على ايه؟
-ناوي اخلص منه، بس عايز اشوف نور و اتكلم معها وحشتني اوي...، كان مازن يشعر بالحيرة فسامح لم يعلم ذلك الكارثة و هي حب ابنته لسليم و يستحيل أن يخبره بذلك الان...
-المفروض حضرتك هتخرج من هنا امتى؟
-بكرا بإذن الله...، نظرت نيرة إلى مازن و قالت انا هفضل هنا روح انت يا مازن و بإذن الله هاجي بكرا انا و سامح بلغهم في البيت، قام و قال حاضر محتاجين حاجه..
-سلامتك يا حبيبي..

استيقظت رنا على رنين هاتفها و كانت المتصل ذلك المعتوه أجابت بضيق و صوت ناعس قائلة نعم؟
-البسي و تعالى دلوقتي...، زفرت رنا بحنق و قالت انت مجنون صح..
-كلمة تاني و هتلاقيني قدام بيتك...، تأففت بضيق و قالت حاضر هقوم البس و اجي..

-ماشي متتاخريش، تنهدت بضيق و قالت حاضر...، تركت الهاتف و دلفت إلى المرحاض، غسلت وجهها و ارتديت ثيابها و خرجت و حمدت ربنا انها لم احد في طريقها..
وصلت رنا و أخبرتها الخدامة أن سيف ينتظرها بحديقة القصر، ذهبت له و وجدته يجلس و قالت خير؟
أشار سيف الطاولة و قال مش شايفه الفطار و لا إيه...؟ نظرت له بعدم تصديق و قالت انت جايبني هنا عشان افطر..، اومأ برأسه قائلا اممم انتي ناسيه انك حامل بابني و لا إيه؟، جلست بغضب و قالت انت مجنون صح؟..

-افطري.. تأففت رنا يضيق و كأنها طفله تجبرها والدتها على تناول الطعام...، بدات في تناوله ببرود و كانت ترمقه بضيق و بعد أن انتهيت أخذت حقيبتها لكي تغادر و لكنها تفاجأت بسيف يسحبها من ذراعها، و اختل توازنها و سقطت لتجلس على فخذه، حاوط خصرها بيده و قال انتي رايحه فين؟
شعرت بالتوتر و الخجل من جلوسها بتلك الشكل و قالت بحده رايحه الشغل و لو سمحت مينفعش كدا...، قرب وجه منها و انحني ليقبل شفتيها برغبه فهو قد اشتاق لها و ابتعد عنها قائلا مفيش شغل انهارده
-بجد و مين اللي قال كدا بقا؟

-انا.. و عشان نتكلم مع بعض بخصوص البيبي...، نظرت له بضيق و قامت تقف و قالت مش موضوعك اصلا..
-هو مش ابني؟
-اهاا بس القرار هيبقى ليا في الاخر و لا هترجع في كلامك.. قام من مكانه و وقف أمامها و قال رنا بصي مهما يحصل فأنا هبقي ابوه و انتي امه و دا مش هيتغير تمام، و القرار ليكي في الاخر من حيث انك هتشوفي عايزة تمشي حياتك معها ازاي؟، و انا مش هعترض على حاجه، و زي ما وعدتك يوم ما هتولدي ورقة طلاقك هتوصلك، و ابنك هيعيش بالطريقة اللي انتي عايزها و تقريبا انا مقدرش حاجه اكتر من كدا.

-انت السبب في كل دا؟...، احس بالذنب و الندم و قال عارف يا رنا و فعلا مفيش حاجه اعملها دلوقتي غير الحل دا...
-ماشي يا سيف.. و المفروض انا ناقصلي اربع شهور أو أقل كمان و هسافر..
-اهااا انا هرتب كل حاجه.. بس المهم بطلي شغل و نزول و طلوع على الفاضي و كولي كويس...، عقدت ساعديها و نظرت له بتعجب قائلة حاضر تحب اعمل حاجه تاني؟

-عشان متتعبيش كفايه أن ولادتك هتكون صعبه...، تنهدت و قالت حاضر انا عايزة امشي...،حملها سيف و قال ما قولتلك مفيش...، صعد إلى الغرفة و وضعها على الفراش برفق و قال عارف انك صحيتك بدري فممكن تكملي نوم عادي، نظرت له و ابتلعت ريقها قائلا لا مش عايزة..
-لا شكلك عايزة تنامي و بعدين انتي في بيتك...، تنهدت رنا و ازدادت دهشتها من تصرفاته و قالت طيب شكرا...

-مش هتغيري؟.. نظرت له باقتضاب و قالت لا مش هغير...، قام سيف و احضر قميصا حريري و قال البسي دا عشان تعرفي تنامي براحتك بدل لبسك دا...، نظرت له بضيق و قالت لا دي مش هدومي عشان البسها..
-كل الهدوم دي انا جيبتها عشانك و جديده محدش هيلبسها غيرك..
-ماشي شكرا لاهتمامك...، نظر لها و قال ما تغيري؟

-هغير و انت قاعدلي كدا...!، ابتسم سيف و قال بهدوء و على ايه هغيرلك انا...، نظرت له بصدمة و قالت لا...، لم ينتبه لحديثها و فتح سحابه فستانها و قال كل لبسك ضيق كدا؟.. ابتلعت ريقها و ظلت متخشبة مكانها..
سحب فستانها و وضع يده على بطنها لكي يتحسسها بأنامله، شعرت برجفة هزت كيانها و لكنها فضلت الصمت، وضع قبله رقيقة على بطنها و البسها ذلك القميص و قال لو احتاجتي حاجه ابقى كلميني..
-انت رايح فين؟
-رايح الشغل و هرجع بدري مش هتاخر..

في المساء كان سامح يجلس مع عائلته يتحدثون..
-الحمد الله انك بقيت زين يا اخوي.. لازم نسافر البلد...، ابتسم سامح و قال ان شاء الله هي رنا فين؟
-لسه مجتش...، تحدث عبد الحليم ايه رايك في جواز مصطفى و رنا...

-كويس و اكيد فاطمة موافقه؟!، نظرت له فاطمة بعيون زائغة و قالت بتقولوا ايه؟، نظر صالح إلى شقيقته بتعجب و قال انتي مش موافقه على مصطفى و لا إيه؟، اردف عبد الحليم و قال مصطفى راجل و تحلم به ايه ست...، تنهدت فاطمة فهي تريد أن تقول لهم أن هذه لم تكون المشكلة.. المشكلة في الكارثة الأخرى، و بعد مرور بعد الوقت من حديثهم في موضوع مختلفة، أتى مازن و مصطفى و سلموا علي سامح.. و انضموا إلى المجلس...، قال عبد الحليم..

ما تجيبوا المأذون دلوك و نكتب كتابهم...، رحب الجميع بفكرة ماعدا فاطمة بالتأكيد...، قام صالح و اخذ مازن معه لإحضار المأذون، كانت فاطمة و تشعر و كأنها في مشارف الموت فهي حتى لا تستطيع التحدث و لكن كيف ستواجه رنا تلك الكارثة الموعودة...، فهي أن رفضت سوف يشكون بها و بالتأكيد شكهم صحيح.. و كيف ستكون ردة فعل جدها و شقيقها، كاد ينفجر عقلها من تلك الكارثة و امسكت هاتفها تحاول الاتصال بها،. فهي ظنت ان الموضوع لم يحدث بتلك السرعة...، مصطفى كان ملاحظ تعبيرات وجهها الواجمة و التعرق الذي يتسبب من جبنها و لكنه لم يتحدث لكي لا يحدث خطابا ما...،

خرجت نيرة من المطبخ و وضعت العصير على الأرض و عندما علمت بأنهم ذهبوا لجلب المأذون قامت بإطلاق الزغاريد...، دلفت رنا و عندما رأيت سامح...هرولت إليه مسرعة و قالت بابتسامة بالتأكيد لم تعلم أنها سوف تتلاشى الان حمد الله على سلامتك يا خالو.. و عندما جلست لاحظ والدتها.. و قال عبد الحليم اخوكي و خالك بيجيبوا المأذون يا عروسة اطلعي حضري نفسك؟
شعرت رنا بذهاب روحها فتلك الكلمات موجهها إليه.. كيف ستتصرف في ذلك...لا يجد حل و لا تستطيع الرفض..
يتبع..


رواية نيران اشعلت الحب الجزء الأول الفصل الثاني والعشرون والأخير بقلم أسماء صلاح



تجمدت مكانها.. و الجمت الصدمه لسانها..نظر لها مصطفى و كان يلاحظ كل ذلك التغييرات التي ظهرت على وجهها و قال تعالي يا رنا نطلع نتكلم برا شويه..
خرجت معه و كانت تشعر بارتجاف جسدها بشده و قالت بصوت متقطع مص ط في انا.. قطعها و قال عايز افهم في ايه يا رنا.. انتي مش عايزني صح و لا في حاجه تانيه...بكت رنا بشدة و ظلت تجهش و تشق بشده و قالت مش بمزاجي يا مصطفى والله.. غصبن عني..


 
اتعصب قائلا : غصبن عنك ازاي يا رنا فهميني، كلها دقائق و المأذون هيوصل..
-انا متجوزه.. نظر لها بدهشه و قال نعم؟؟ متجوزه! ازاي؟
-سيف البنهاوي...، اوصد عينه و تشنجت عروق جسده و قال بعصبيه اتجوزتي ازاي يا رنا؟ و سيف ازاي؟
ابتلعت ريقها بخوف و قالت ببكاء عشان عازم ضحك عليا و مضني علي ورقة جواز عرفي و بعدها ملقيتش غير سيف قدامي...و جثت على ركبتيها و بكت بشده مزقت قلبها.. انحني ليجلس أمامها و قال ليه يا رنا متقوليش كل دا؟


 
احتضتنه رنا و بكت قائلة كنت خايفه تتورط أو يحصلك حاجه بسببي...، ارجوك يا مصطفى ساعدني انا خايفه اوي.. رتب عليها، كان هو الاخر يعرف باحتراق قلبه و قال انا هتصرف يا رنا...، ابتعدت عنه.. تركها مصطفى.. اوصد عينه ليستجمع نفسه التي شعر بأنه فقدها.. و دلف لهم و قال جدي أجل الموضوع دا عشان في مصيبة حصلت و لازم اروح الشركة حالا...، نظر له عبد الحليم متعجبا و قال مصيبة ايه دي عاد يا مصطفى..
-نسيت أمضى ورق مهم و لازم يتقدم خلال ساعه..


 
-و الماؤذن اللي جاي دا...؟
-اتصل بيهم و اجلوا احنا مش هنطير يعني...، و خرج مصطفى مسرعة...، شعرت فاطمة بالراحه...،تعجب سامح من موقف مصطفى و اتصل بصالح ليخبره بذلك...، لم يروق ذلك الحديث لعبد الحليم و لم يقتنع به و قال انا هقوم انام عشان هنسافر بكرا..

-يعني هتسافر و هتسيبني لوحدي يا سليم؟...، تنهد سليم و حاوط خصرها و قال والله عشان بابا هيسافر بس..
نظرت له و قالت و هترجع امتي طيب؟..
-يومين كدا و هرجع،.. نظرت له بضيق و قالت كتير اوووي و بعدين انت هتسافر بليل ليه ما تخليك للصبح...، قبل رأسها و قال عشان الحق اقضي معاهم اليوم بكرا و بعده..


 
-طيب لما توصل كلمني.. و ارجع بسرعه...، قبل شفتيها بحب و قال طيب يا روحي انا همشي بقا عشان سيف مستنيني...، ترقرت الدموع بعينها و قالت هتوحشيني..
ذهب سليم و قابل شقيقه و بالتأكيد لم يعلم تلك المصيبة التي تنتظره هناك...
وصلوا على الفجر و دلفوا إلى المنزل بهدوء شعر سليم بوجود شي غريب في المنزل و كذلك سيف
-هو في عيد ميلاد ولا ايه؟.. ضحك سليم و قال ربنا يستر يا سيف والله و يكون عيد ميلاد..
-والله حاسس ان في حاجه غريبه.. احنا نطلع نرتاح و هنعرف لما يصحوا


 
عندما عملت نور بخروج والدها و انه طلب مقابلتها، ارتديت ملابسها وذهبت إلى منزلهم بسعادة و فرحه.. و لكن تلك السعادة لم تتدوم، عندما دلفت إلى المنزل و تفاجأت بوجود عبد الحليم و صالح...، اتجهت لتسلم على والدها و عندما اقتربت منه، أوقفها بيده قائلا عايز اتكلم معاكي اقعدي...، شعرت نور بخيبة امل في جفاء معاملته لها و نظرت إلى رنا و والدتها.. و جلست قائلة اتفضل يا بابا..

-بنتي ميته.. و لو عايزة ترجعي لينا تاني ابقى أطلقي من الحيوان اللي انتي متجوزها.. . نظرت نور له بدهشه و قالت بس.. قطعها سامح بحده اختاري يا بيتك و اهلك يا سليم اللي دمر سمعتك و شرفك..، شعرت بتجمع الدموع في مقلتيها بحزن جارف.. تحطمت ثنايا قلبها لمره أخرى فقد كانت تريد أن يضمها إليه و تنعم بالدف مع والدها مره أخرى و لكن ذلك يتوقف على أنها تترك سليم و قالت مش هعرف..


 
قال عبد الحليم بتهكم و سخرية اصل بنتك هتحب (بتحب) أبن البنهاوي يا سامح...؟، نظر سامح لها و قال انا هاخد بتاري منه.. حق شرفي اللي هو ضايعه.. و شوفي انتي حابه تترملي و تتطلقي.. نظرت لهم نور بصدمة فذلك ما جلبوها من أجله، تحدثت والدتها قائلة ارجعي لينا يا نور يا حبيبتي و كل حاجه هتبدا من جديد و هتسافري أمريكا تكملي تعليمك..

قامت نور و قالت ببكاء انبعث من رجفة قلبها الحزين مش عايزة ارجع ليكم.. انا بكرهكم كلكم و حضرتك يا بابا اتخليت عني و رميتني في الشارع.. و انتي يا ماما كنتي فين و انا بنتحر و بنهار محدش فيكم كان جنبي.. لما جدي رماني في النيل انتم كنتوا فين؟، مش عايزة شكرا انا مليش أهل...،. تركتهم نور و خرجت
خرج خلفها مازن و امسك يدها قائلا انت مش عايزة تطلقي منه؟، تخلصت من قبضته بقوه و قالت لا مش عايزة انا بحبه و مش هحب غيره يا مازن..
-بتحبي على ايه؟

-ملكش دعوه و بعدين انا خلاص هعتبر أن اهلي ماتوا يا مازن.. بعد اذنك، غادرت نور و تركته..
دخل مازن إلى المنزل.. و كان يشتعل غضبا من حديثها.. تحدث سامح قائلا لازم اكرها فيه و أطلقها منه الحيوان ضحك عليها عشان يأخذها مننا..
تنهد عبد الحليم و قال بكيفها يا سامح.. بنتك عايزة أكده..

طلب حسن من اولاده أن يدخلوا إليه...، و عندما دخل سيف و سليم...قال تعالوا يا ولاد..
كان سليم يشعر بعدم الارتياح و قال خير يا حج في حاجه و لا ايه؟
-بليل فرحكم على بنات عمكم، اتسعت عينه بدهشه و قال جواز ايه و بعدين انا معرفش...، زمجر حسن قائلا عايز تكسر كلمة ابوك يا سليم.. عشان يعني عجزت خلاص مبقتش تخاف مني..

تنهد سليم وقال لا بس انا مش عايز اتجوز رغدة..
-كتب كتابك و دخلتك على رغدة الليلة يا سليم و لن عايز تكسر كلامي كسره و نظر إلى سلف قائلا و انت نفس الكلام.. و بعد ما اطمن عليكم هسافر
زفر سيف بحنق فالمصائب تأتي من حيث لا يدري...، و لم يروق لسليم ذلك الحديث و خرج بهدوء لكي لا يحدث مشكله بينه و بين والده...، خرج سليم وجد والدته و التي قالت الف مبروك يا حبيبي..

تأفف سليم يضيق و قال علي فكره انا مش هنفذ اللي انتم عاوزينه و انا لو هكتب الكتب عليها فدا عشان ابويا يسافر يتعالج.. نظرت له توحيده و قالت تبجي (تبقى) اتجننت يا ابني.. تركها سليم و صعد إلى غرفته.. كان يشعر بانفجار راسه...، كسر ما وجده أمامه في غرفته لكي يزيل تلك الغضب الذي بداخله...، صعد سيف إليه و فتح الغرفة و قال سليم انت اتجننت ولا ايه؟

-سيف اسكت عشان انا مش طايق نفسي و لا حد و بعدين انت موافق على كلامه دا؟
تنهد سيف و قال لا بس ابوك مش هيسكت فالازم نريحه و بعدين كل دا عشان نور
-اهاا عشان نور يا سيف...، زفر هو الآخر و قال طب انا بقى عندي بدل المصيبة اتنين و بعدين هي نور هتعرف منين؟
-انتي ناسي أن أهلها هنا.. اكيد هتعرف...

-اهدي كدا يا سليم و فكر بعقلك عشان الموضوع مش ناقص خسائر.. و عن نفسي انا عايز اخرج من البيت دا...؟ و عايزين يتبروا مني يتبروا كل مره بتاكد أن دينا كانت صح..
تنهد سليم و قال دينا كل حاجه كانت بتعملها صح يا سيف بس احنا بدل ما كنا نقف جنبها سيبنها و اتخلينا عنها
-المشكله ان الفرح بليل و مش ناقص غير ساعات..

علم زين بخبر الفرح و ابتسم بسخرية و امسك هاتفه و أخبر والده قائلا عيله البنهاوي عاملين فرح عند بيتهم و العريس يبقى سليم...، كست ملامح الذهول وجه و نظر إلى سامح قائلا سليم هيتجوز بنت عمه
-انت عرفت ازاي يا زين؟..
-البلد كلها عارفه و الخير منتشرة دي عيله البنهاوي يا حج.. قفل معه صالح و قال هتعمل ايه...؟

-هقولها و هنسافر حالا عشان تشوفه و هو بيتجوز...، نظر له عبد الحليم توكلنا على الله احنا أكده هنوصل على بليل.. نادي سامح على رنا.. نزلت ليهم و قالت في حاجه يا خالو
-اتصلي بنور خليها تيجي عشان هنسافر البلد.. البيه بيتجوز بنت عمه...، نظرت لهم بصدمة و قالت نعم؟

اتعصب عليها سامح قائلا اتصلي يلا.. اتصلت رنا بها و عندما ذكرت تلك الكلمات انهارت نورو كانت لا تصدق ما قولته، اخد سامح الهاتف و قال تعالى و احنا هنسافر مع جدك و عمك دلوقتي.. عشان تعرفي ان هو بيضحك عليكي.. ، اوصدت نور المكالمة و تركت منزلها لتذهب إليهم...، شعر سامح بالانتصار فهو بذلك سوف يسترد ابنته منه و بدون عناء...، كانت رنا تشعر بالحزن على نور و بالتأكيد عملت انه ليس سليم فقط بل و سيف أيضا.. جاءت نور.. و سافرت رنا معهم و كذلك نيرة و فاطمة و اخبر سامح مصطفى و مازن بذلك و بأنهم سافروا إلى البلد.. لم تكف نور عن البكاء طول الطريق فبذلك لم تكن صدمه واحدة عليها.. شعرت بها لعبه يلعب بها الجميع.. فوالدها الان قرر أنها ابنته رغم كل شي و لكن كان أين ذلك من قبل...، و لكن رؤية سليم الان سوف تكون الأسواء بالنسبة ليها

استعد الجميع إلى الفرح، عبله كانت معترضة علي الفكرة و ظلت بغرفتها فهي ترى أن ذلك ابتزازا.. و كانت توحيده و منيرة يستعدان على احر من الجمر و كذلك رغدة و هاجر و تقي كانت تشاركهم تلك الفرح فهي تعلم أن هاجر تعشق سيف منذ نعومة اظفارها و كانت السعادة تترسم على وجهها..
أتى المأذون وتم كتب كتاب سليم و رغدة.. و بدأ الاحتفال بالعروس كان بالخارج الرجال يتحلفون و بالداخل النساء..
وصل إلى تقي رساله على هاتفها، فتسحبت لتخرج من المنزل لكي لا تدع أحد رآها فالجميع كان منشغل بالفرح
فتحت السيارة و قالت بعصبية عايز ايه يا زين؟ جولتلك انسى ايه حاجه بينا..
-اكده يا تقي عايزة تسيبني..

-علاقتنا ملهاش لأزمة يا زين و انا مش عايز حد من اخواتي يزعل مني و كفايه اللي حصل لأبويا بسبب عيلتك.. و خلاص متتصلش بيا تاني عن اذنك...، و لسه تقى بتفتح الباب، قبض زين عليها يدها بقوة و قال انتي فاكرها الموضوع بمزاجك يا بنت البنهاوي و لا إيه؟، نظرت له بخوف و قالت سيبي ايدي يا زين مينفعش اكده عاد..
-مش عايزة تعرفي ايه اللي حصل لميادة انا هقولك...؟.. انطلق بالسيارة.. كانت تبكي بشدة و خشيت من أن يفعل بها شي سي و ظلت تترجي و تتوسل له..

وصلوا إلى المنزل.. و طلب سامح من نيرة و فاطمة أن يدخلوا إلى المنزل و هو هيذهب مع نور، صممت رنا أن تذهب معها و خلال دقائق توقفت سيارة سامح أمام المنزل و بالطبع اتضح وجود الفرح بالداخل. تنهدت نور و قالت بابا لو سمحت خد رنا و امشوا انا هنزل لوحدي..
-آزاي هسيبك معها يا بنتي...؟، قالت نور بعصبية و بكاء لو سمحتوا سيبوني و امشوا...ترجلت نور من السيارة و تركتها و غادروا كما أرادت ، وقفت نور أمام المنزل و اتصلت به لتخبره انها بالخارج.. اصدم و خرج لها.

نظرت له نور بصدمه و قالت انت اتجوزت رغدة يا سليم،. ضحكت عليا تاني...؟ انا كنت مستعدة اتخلى عن اهلي للمرة التانيه و انت روحت تتجوز بكل بساطة...، لم يجد سليم شي يبرر به موقفه و لكن والده أجبره على ذلك و قال والله يا نور مش بمزاجي انا بحبك انتي.. نظرت له باكيه و قالت مش بمزاجك...، انت كدا خونتني...طلقني يا سليم..

-اطلقك؟ صرخت به بقوة و قالت اهاا طلقني كفايه لحد كدا بقا.. فعلا احنا منفعش نكون مع بعض طلقني يا سليم انا مش عايزك كفايه اللي انت عملته معايا.. و دلوقتي بتتجوز عليا...، لم يستطيع تبرر موقفه و قال طب على الأقل اسمعني..
-اسمع ايه انا شوفت بعيني جوزي اللي قالي انه بيحبني.. سايبني و جي عشان يتجوز بنت عمه.. طلقني..

-والله يا نور انا مش بكدب عليكي و بحبك...، اتعصبت نور و وضعت يدها على اذنها لكي لا تسمع حديثه و قالت ببكاء حاد مش عايزة اسمع حاجه طلقني يا سليم..
نظر لها و قبل أن يضع يده عليها، ابتعدت خطوة للخلف و قالت بصراخ كفايه كدب بقا طلقني..
-انتي طالق يا نور...، نظرت له و قالت اقسم بالله لو ظهرت قدامي تاني يا سليم محدش هيقتلك غيري.. و أكملت ببكاء شديد ياريتني ما كنت شوفتك و لا عرفتك.. بكره كل دقيقه حبيبتك فيها.. بكرهك...،

ظل سليم يستمع لكلامها الذي اخترق قلبه فهو كان لا يريد أن يوصلها إلى تلك الحالة.. ذهبت نور من أمامه و اردفت قائله متجيش ورايا و تبعت ورايا حد فاهم...غادرت نور فهي بالكاد لم تعرف طريقها و لكنها تسير يمكن أن يطفئ ذلك الهواء النيران التي حرقت قلبها..
-دلف سليم إلى المنزل و أخذ جانبا يجلس في و يفكر فيما حدث فهو حتى لا يستطيع التراجع الان..

ظلت تدفعه عنها و قالت سيبني انا مش هنزل معاك...، سحبها بقوه من داخل السيارة و قال انزلي يا بت بدل ما ادفنك...، سحبها خلفه و هو يقبض على شعرها بقوة بعثرت حجابها البسيط و اسقطته أرضا.. دلف إلى المنزل و دفعها لتسقط على الأرض و قال أظن انك عارفة ان البيت دا اللي اتقتل في اخويا..
نظرت له بعينها الباكية فهو لا تفهم شي من حديثه و قالت حرام عليك يا زين انا معملتش معاك حاجه سيبني
-عايزة تعرفي مين قتل فادي اخوكي.. انا اللي قتلته...، نظرت له بعدم فهم و قالت ازاي انت؟

-انا و ميادة كنا بنحب بعض بس لما وافقت على المحروس اخوكي اغتصبها بس مش بالمعنى لأنها أجوبت معايا عادي.. . و بعد كدا كل حاجه كانت بتكون بمزاجها، نظرت له بصدمة و انهارت في البكاء..
كان زين ينظر ميادة أمام المدرسه كالعادة، و عندما خرجت ذهبت معه و كان يمشوا في الطريق الخالي لكي لا يراهم احد و قالت ابويا موافق على سليم اخو تقي و انا مش عارفه أرفض.. زمجر زين و قال بعصبية بجد ايه يعني مش عارفه...؟

-مش بمزاجي يا زين و بعدين انا هقول لأهلي ايه يعني...؟ ابتسم زين بشر و لمعت عينها قائلا لو مش هتكوني ليا فانتي مش هتكوني لحد خالص يا ميادة فاهمه، ابتلعت ميادة ريقها بخوف و ظنت انه يمزج و قالت والله هتصرف يا حبيبي.. فجأة تحولت نبرته صوته و قال ماشي يلا نمشي.. كانت تسير معه و هي تشعر بالرعب ينهش قلبها.. و عندما توقف أمام المنزل ، نظرت له و قالت انت جايبني هنا ليه؟
-انتي خايفه مني و لا إيه؟، تلعثمت قائلة لا مش خايفه..

-خلاص احنا هندخل نتكلم جواه...، دلفت ميادة معه و قد شعرت ببعض التوتر و قالت انا عايزة امشي...، تفاجأت به يحاوط خصرها و يقربها منه و قال لا خليكي شويه و انحني يقبل شفتيها، حاولت أن تتدفعه و لكن بعد ذلك استجابت له.

نظرت له تقي بصدمة و قالت و ليه ميادة وافقت على سليم.. انت مروحتش تتقدم ليها و تتجوزها...، ضحك زين بمكر و قال هتجوز واحده سلمت نفسها ليا و بمزاجها..
-انت اللي عملت كدا انت السبب ضحكت عليها...، نظر لها و قال كنت بحسبها عندها مبدأ و محترمة بس طلعت زبالة.. و بعد كدا كل حاجه كانت بتبقي بمزاجها و لما قالتي انها عايزة تعترف لسليم، طلبت منها تيجي على البيت اليوم دا كانت عندكم و معرفش مين اللي خلى فادي اخوكي يجي...

كان زين يجلس ينتظرها و اول ما وصلت قام و فتح لها.. دلفت ميادة و قالت انا مش عايزة نكمل في العلاقة دي يا زين و انا هحكي لسليم على كل حاجه...، تفاجأت بصفعته الدامية لها و قبض على شعرها بقوة و حياة ربنا لأقتلك...، و سحبها على الغرفة و دفعها على السرير.. و انقض عليها و مزق ملابسها..

في تلك اللحظة محمد دلف إلى المنزل فهي بطبيعة الحال معه مفتاح بيته، ترك الباب مواربا.. و لكنها تفاجأ بتلك الأصوات المنبعثة داخل الغرفة و فتح الباب و اصدم عندما وجدهم في تلك المشهد، اتفزع زين من رؤية شقيقه و قال بتلعثم محمد...، زمجر محمد و قال بحده قوم البس هدومك...، خرج محمد.. ارتدى زين ملابسه و خرج له...، صفعه محمد بقوه و قال مش هتبطل قرف بقا...، تركه محمد و دلف إلى الغرفه و قال انتي مش مكسوفة من نفسك؟
بكت ميادة بشده و قالت خليني امشي ونبي؟

دخل فادي إلى المنزل و كان يتطاير الشرار من عين و دلف إلى الغرفة وجد محمد و ميادة الجالسة على الفراش.. بصق عليها قائلا هتخوني سليم مع الكلب دا؟ لم ينفعل محمد فهو مقدر حالته فهي بالنهاية زوجه أخيه و قال انا هفهمك كل حاجه يا فادي...، اخرج فادي سلاحه و أطلق النار عليه، سقطت محمد علي الارض.. أتى زين عندما سمع ذلك و عندما راي فادي و شقيقه مقتول على الأرض، دفع فادي بقوة جعلت راسه تخبط في الحائط، لم يكن فادي متوقع وجود أحد بالمنزل و امسك راسه التي سالت منها الدماء.. أخذ فادي سلاح فادي الذي سقط على الأرض و فرغه...،

لفظ فادي أنفاسه الاخيرة الأخر، أصيبت ميادة بحاله انهيار من رأيته و عندما اقترب منها زين ظلت تصرخ...، كتم نفسها و قال بعصبية اخرسي...، لم تستطيع التنفس و فارقت الحياة.. رمها زين من الشرفة، و بعد ذلك خرج من المنزل.. وجد سامح يقترب من ناحيه المنزل...، ركض زين بعيدا لكي لا يراه سامح.. (المنزل كان يتكون من طبقين.. الاول كان يعود لسامح و الثاني لصالح)..

نظرت له تقي بدهشه و كانت تبكي بشدة و قالت حرام عليك خليني امشي ونبي...، قام زين و دفعها على الأرض بقوة و سحبها من شعرها متجها إلى الغرفة...، اصدم رأسها بالفراش.. و قالت ببكاء و توسل انت بتعمل كدا ليه؟، امسكها من شعرها و لتقف، دفعها على الفراش و مزق ملابسها.. اغتصبها بدون رحمه لم يشفق عليها و على انهيارها و بكاءها.. و بعد ان انتهى من فعلته، نظر لها بسخريه و قال انتي عارفه ان السرير دا هو اللي اغتصبت عليها ميادة و اللي اتقتلت عليه.. نظرت له بصدمة كانت في حاله يرث بها و قالت بانهيار انا مالي بكل دا ذنبي ايه؟
-اخته...، دفنت وجهها بين راحت يدها وبكت بهستيرية شديده..

عندما وصلت نور إلى المنزل صعدت إلى غرفتها و أوصدت عليها الباب.. من الداخل فهي لا تريد التحدث مع احد، ظلت تبكي بشده...، طرقت عليها رنا و قالت بحزن و بكاء ونبي يا نور متعمليش في نفسك كدا و افتحي الباب..
-سيبني لوحدي يا رنا انا هبقي كويسه متخافيش...، تنهدت رنا و تركتها..

انتهى الفرح و صعد سليم و رغدة إلى غرفتهم...، قفل سليم الباب...، جلست رغدة بخجل على الفراش.. زفر سليم بحنق و قال بصي يا رغدة انا بحب نور و مش هحب غيرها و انا اتجوزتك عشان أبويا و اول ما يسافر هطلقك..
نظرت له رغدة ببكاء و قالت كل دا عشان بنت السويفي.. يا سليم..
-اقسم بالله لو جيبتي سيرتها ما هيحصلك كويس يا رغدة.. شيلي نور من دماغك خالص فاهمه...، نظرت له بخيبة امل فهذه اول ليله لهم مع بعض و ذلك ما حدث...، جلس سليم على الأريكة و ظل يحاول الاتصال بنور و الذي وجد هاتفها مغلق..

لم يختلف موقف سيف كثيرا عن سليم و نظر إلى هاجر بسخرية و قال بصي و حيات ابوكي بلاش شغل النسوان دا عشان انا مش ناقص هم..
-انت بتتكلم معايا اكده ليه؟، تركها سيف و دلف إلى الشرفة...، بكت هاجر إلى أن ذهبت في النوم..

كانت تقي جالسه في غرفتها تبكي على ما حدث لها و تلك المصيبة التي وقعت بها حتى أنها لم تستطيع قول ما حدث، زين من قتل أخيها و سلب شرفها.. ظلت تبكي و تشهق بشده.. و تكتم صوتها لكي لا يسمعه احد

مر اسبوع على تلك الأحداث.. كانت تقي لم تغادر غرفتها الا في أوقات تناول الطعام و حتى أنها كانت لا تتناول شي...، و نور هي الأخرى كان مفطور قلبها بشده.. فهي فقد سليم للأبد.. كانت رنا تحاول أن تهون عليها و لكنها لم تستطيع..
استعد حسن للسفر و قررت عبله أن تذهب معه...، عندما غادر حسن...، اوصل سليم والده إلى المطار و رجع إلى المنزل و عندما دلف.. كانت رغدة جالسه مع والدتها و والدته..

كانت توحيده تبكي و قالت خلاص مشوا..
-أيوه و انا كمان همشي.. نظرت له توحيده بعدم فهم و قالت يعني ايه يا ولدي..
نظر سليم إلى رغدة و قال انتي طالق بالتالتة يا رغدة...، بكت رغدة بشدة و اندهشت منيرة و توحيده...،لم يسمح لهم سليم بالحديث و صعد إلى غرفته و جمع جميع أغراضه و هبط مره أخرى قائلا انا ماشي...

ركضت توحيده خلفه و أمسكته يده قائلة هتروح فين يا ابني؟، تخلص سليم من قبضتها انا مش قاعد معاكم في بيت تاني و انا موجود لو احتاجتوا حاجه..
خرج سليم و وضع حقيبته في السيارة و بعد ذلك ذهب إلى المصنع لسيف.. و عندما وصل دخل إلى المكتب وقال هو عمك فين؟
-راح القسم الظابط طلبوه هو و عبد الحليم السويفي عشان قضية معتز..
-انت مروحتش معها ليه؟

-عادي...، دخل احدي العاملين لهم و قال سيف بيه الحج سالم بيتعارك مع عيله البنهاوي..
قام سليم و سيف و ذهبوا إليه...، كان سالم يقف عبد الحليم و سامح و يقول والله لأخذ حق ولدي منكم..
زمجر سامح فهو أهان عمه وقال اللي عندك اعمله بس لازم الناس تعرف ان ابنك اعتدى على بنتنا و قتلها...، و على التيار فأنا عايز اقتلك دلوك...وصل سليم و سيف و حاوط رجالهم المكان..

نظر سامح لهم بسخرية هتقتلونا في الشارع و لا إيه عاد؟، قال سيف بعصبيه خد بعضك و امشي يا سامح و لو عايزها مجزرة انا معنديش مانع، في تلك اللحظة كان زين جمع رجالتهم ووصلوا و قال و ماله يا سيف نخليها مجزرة.. بالتأكيد لم يستطيع احد التدخل...، نظر عبد الحليم لسليم قائلا حقنا و هناخده بجي...؟، اخذ السلاح من إحدى الغفر و قال هقتلك يا عبد الحليم..، اخذ سامح السلاح و وقف أمام عبد الحليم ليبقي في مقابلة سليم...

صرخت فاطمه بعلو صوتها عندما علمت ما يحدث بالخارج و عندما أردت الخروج منعتها صفية قائلة اجعدي يا فاطمة.. انتي و نيرة.. سامح و زين رجالة ميتخافش عليهم وأصال...، ركضت نور على السلم و اتجهت ناحيه الباب و خرجت لم تستطيع صفية اللاحق بها.. وصلت نور لترى ذلك المشهد سليم و والدها يقفان امام بعضهم.. سارت وسطهم إلى أن وصلت، اتعصب سامح عندما رآها و قال انتي بتعملي ايه هنا يا نور؟

نظرت نور إلى والدها و الي سليم بصدمة.. و قالت عايز تقتل ابويا يا سليم...؟.. أشار سليم لهم بأن ينزلوا أسلحتهم و قال مش هقف قصدك يا نور...، زمجر سالم من ذلك المشهد، تراجع سامح هو الآخر فابنته هي من بالمنتصف...، أخذ سالم السلاح و صوبها في اتجاه.. و سقط أرضا.. صرخت نور بقوه
(لم تنهي النيران بعد و لكن من سوف ينتصر في النهاية الحب ام الحرب )

تابعونا في الجزء الثاني بإذن الله
فريق مدونة يوتوبيا يتمنى لكم قراءة ممتعة
لقراءة الجزء الثاني من رواية نيران أشعلت الحب : اضغط هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-