رواية ما وراء الغيوم الحلقة الأربعون 40 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة الأربعون 40 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة الأربعون 40 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوم كاملة بدون ردود - الأرشيف - للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا

 رواية ما وراء الغيوم الحلقة الأربعون 40 مكتوبة - البارت الأربعين كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية

40))ما وراء الغيوم..،


.
أحتفظ بمخزون كافي من الصبر يمكّنني من تحمل الكثير من الآلآم والصدمات،،‏ سأكتم الألم الذي يتنفس داخلي و يقتات على قلبي..سأمنع دموع الاستغاثة المكتومة تحت كلماتي التي تستمعين إليها و لا تأبهين بها..!

ابتسم بخبث وهو يرسل عينيه لتعبر جسدها/....

فهمت ماتعنيه تلك النظرات..لتبتسم بخبث/إنسى تلمسني مره ثانيه ، فكر بأي شيء غير هالشيء


بنفس تلك الابتسامه/ومن قالك اني أفكر بلمسك هاللحين؟!


صُدمت من رده الذي ركنها في زاوية الحرج والخجل ولكنها لا تستسلم/انا انبهك بس علشان ماتتعب نفسك بالتفكير

اختفت ابتسامته تدريجياً/انا مافكرت فيه لأن هالشيء حقي و مالك حق تمنعيني منه..

وقفت بإعتراض/تحلم يا عزام، كل اللي بيننا علاقه شكليه خارج هالجناح، لكن داخل هالجناح انا وانت منفصلين .

بنفس هدوءه وثقته/عموماً لاحقين على هالكلام بعدين..ارتاحي خلنا نكمل حديثنا بنضج مثلما طلبتي

جلست وهي متوتره/انا وضحّت لك من البدايه انفصال واقعي وزواج ورقي شكلي فقط..

بنظرات ثقه وجديّه/انا مابي منك شيء ..يكفيني انك تحترمين وجودي كزوج قدام اهلك و ما تدخلين بحياتي، دام قررتي تتركين تحمّلي

استغربت/اتحمّل؟!

أردف/يعني رجال مثلي اكيد ما راح يصبر بدون زوجه، بالوقت اللي اقرر فيه الزواج مابي اسمع منك اعتراض أو شوشره مفهوم؟!

رفعت حاجبها بإستنكار/تتزوج علي؟! لا والله يا عزام


استغرب ردها/مو تقولين انفصل عنك..،طيب انا ماعترضت لكن بالمقابل خليني اعيش حياتي،

لم تستوعب/تعيش حياتك على حساب حياتي؟!

بنفس جديته/انتي طلبتي زواج شكلي وما اعترضت، ليه تعترضين يوم بغيت امارس حقي بالزواج من ثانيه اعوض فيها نقص علاقتنا؟!

توترت، لتقف/زواج لااا ماسمح لك ماااسمح تفهم؟

سمعوا صوت بكاءه لتدخل الشموس ويلحق بها بشوق لفلذة كبده الذي لم يراه لأيام..
اخذته من سريره وراحت تجلس على سريرها وهي تحضنه بين يديها/بس حبيب عمري، جيتك

اقترب ليجلس بجانبها ملاصقاً وهو يبتسم لطفله/ركون بابا هات يدك

تكاد تختنق من شدة اقترابه، تخاف ان تفضحها دقات قلبها، خصوصاً وان راكان هدأ و فتح عينيه لهما..

ابتسم لطفله و قلبه يطير سعاده بمجرد رؤية وجهه فكيف وهو بجانبها، تعمد ان يكون ملاصقاً ليشدها انحنى ليقبّل انامل طفله ثم قبّل كتفها هي وهو يهمس بما أنه ملاصقاً/حياة وسعادة راكان بتعتمد بعد الله على علاقتي فيك، مابي اي شيء يشوه ذكريات طفولته..لأن الطفوله هي الأساس بحياة كل شخص و أي ألم يعيشه شخص بالطفوله تستمر مرارته طول حياته و انا ابخص،

و كأن جسدها يشتعل من إلتصاقه تمنت لو يسعفها بعناق...ظلت صامته تسمعه وعينيها على راكان..

أردف برجاء/علشان خاطر راكان يالشموس انسي العتب واللوم ، أنا ما اطلبك تسامحيني لكن راكان لا يحس بشيء، وانا اوعدك انفذ اللي تبينه..اهم شيء عندي راكان و ما دونه هيّن...وش قلتي يام راكان؟!


خطف انفاسها باقترابه وحديثه فكيف سترد الآن..كيف؟!...،


فهم إنطفاءها و ابتعد قليلاً وهو مازال يلتفت إليها/ها وش قلتي؟

إبتلعت إرتباكها لتجيبه/مثلما قلت أنت، راكان أهم.

ابتسم لصدودها وتلاهيها عنه بطفلها،إحتار أيهما اجمل/حلو بينا شيء متفقين عليه..راكان لازم يكون اهم من اختلافاتنا كلها.. اهم من اي شيء.


هدأ قلبها و أسْتكن معه، لا تعرف لماذا ولكن على الأقل بينهما خوف مشترك و هذا أمرٌ يدعو للطمأنينه..

لاحظ علبة أقراصها على الأرض امامه ليلتقطها، ويقرأ ماعليها/مهدئات؟!!

اجابته بسرعه و ارتباك/اخذتها بعد الولاده كنت ماقدر ارتاح من الألم والمغص.

بخوف/للآن معك ألم؟

نفت وهي خائفه ان تنكشف/لا ،حتى ما عدت استخدمها.


شعر بالذنب أكانت مُريضه كل ذلك الوقت وهو لم ينتبه، اقترب منها ليطبع قبلته على جبينها ثم وضع علبة الأقراص المهمله في سلة المهملات/زين انك تركتيها،كثرتها مضره وتسبب ادمان.

لم ترد،لا يعرف أنها تقتات عليها لتقمع ثورات مشاعرها ،ولولاها لإنفجرت الآن في وجهه..!


لم يتمنى مغادرة الغرفه ولكن عليه ان يبتعد، وان يُقصي رغباته مؤقتاً،.. فورة المشكلات تحتاج فتره لتهدأ، و الجروح تحتاج وقتاً للإلتئام...
فقط علينا ان نتوقف عن الصراخ لنعرف كيف نحل مشكلاتنا بهدوء..

رآته يخرج قبل ان تطلب منه ذلك، و يغلق الباب خلفه ، لم تتوقع ان تمر هذه الليله بسلام ولكن من الجيد ان خالفتها التوقعات هذه المرّه..فليرتاح قلبها الآن ..تعرف أنها هدنه ليس اكثر! تعبت كثيراً في الفتره الماضيه..
" حاولت أن يرتدع قلبي عن عتابه، و إني احاول جهدي على ان افرض سيطرتي على اعصابي و لكن في القلب حُرقة فشل تُشعل فتيل أعصابي كلما هدأت!"

تذكرت حديثه قبل قليل و نظراته لها وهي تخبره عن الألم...لطفه المبالغ فيه يثير فضولها ويشعلها في الوقت نفسه، لم تستطيع سؤاله عن هوازن، ومن هي هذه الجديده على ساحته، تباً لقلبه الذي يحوي الكثير..!
،
.
،
.


.




ألمانيا...هامبورغ.
لم يستطيع النوم هذه الليله..غداً عمليته التي ستحدد كيف سيكون وضعه مستقبلاً..تقلب كثيراً في سريره وهو يتذكر حديث الطبيب له كان حديثاً مرعباً ، إتخذ أسبوعاً كاملاً للتفكير في الرد عليه...ربما سيكون احد نتائج العمليه سيكون له كوارثياً وربما لن يستطيع الإنجاب مستقبلاً..كان مرعوباً بدايةً من فكرة ان لا ينجب ولكن ذلك الرعب خفت تدريجياً فهو سيمشي على الأقل و سيرتاح من نظرات الشفقه..أما الإنجاب فهو في علم الغيب، ولن يطلع عليه أحد..يهمه امر رجولته كثيراً ولكن تهلكه فكرة أنه لو لم يجري العمليه سيظل حبيس الكرسي المتحرك طوال حياته..لذلك سيغامر و سيخضع لإجراء العمليه..

وصلته عدة رسائل نصيّه وهو يتصفح حسابه على "تويتر" ..ليغلقه و يذهب لقراءة الرسائل..التي لمح فيها رقمها الذي لم يحب ان يسجله عنده...[الله يشفيك و يحقق لك كل امانيك و يخليك لي يا ‏هدوء قلبي و أمانه]
[بشّرني عنك بكرا العمليه ان شاء الله مستعد لها؟]
[إقرأ سورة البقره لين ساعة العمليه واستغفر، قلبي و روحي معك, ارجع لي بخير]
رفع حاجبه وهو يشعر ان دعواتها وكلماتها ماهي إلا شماته!!

إتصل بها وانتظر ردها..,

على الطرف الآخر بصوت يقطر عذوبه وانوثه/هلا نايف.

حاول ان يتجاوز نعومة صوتها العجيبه/السلام عليكم شهد

على الطرف الآخر بخجل/وعليكم السلام،شلونك؟

رد باسلوب جاف/بخير..لو توقفين رسايلك عني


صمتت على الطرف الآخر من الخط، ...

تحدث هو ينهي هذه المكالمه/كلامي كان واضح،عقدت عليك و ريحتك من سلطة ابوك،خليك بحالك و دراستك وخليني بحالي.انتهى ، فاهمه؟...ردي علي؟

بصوت تشوبه بحة بكاء واضحه/فاهمه.

بضيق/خلصتي اختباراتك؟!

على الطرف الآخر،تحدثت بطريقه اخرى/مو شغلك..

رفع حاجبه مستنكراً/نعم؟!! ما سمعت شقلتي؟

بصمود موقف/توك تقول لي كل واحد بحاله وماله دخل بالثاني، و إلا هالنظام بس يمشي علي أنا؟!

زم شفتيه بغضب/ماحب ارفع صوتي على بنت لكن..

قاطعته باكيه/لكن وش؟! علمني وش فيك علي؟ليه جافيني؟


ببرود/ماني مضطر أفسر لك تصرفاتي ، واعيد كلام قلته لك فالرياض..لذلك انا بنهي هالاتصال..و طلب اخير لا تعتبرين نفسك زوجه ملزومه بواجبات تجاهي...أنسي.

تحدثت بإختناق، بأسلوبه/يعني بزعمك انك متفضل علي؟! والله ان نار ابوي و هشام اهون علي من جنتك يا نايف!

زم شفتيه بغضب ولكن ليس مستغرباً تصريحها له لم ينسى بعد ما سمعه منها حين خطبها/اذا مشتاقه لنار ابوك ابشري بها.

اغلق هاتفه بدون أن يسمع ردها...ليست هيّنه وقد ظهرت على حقيقتها!! هي تستهين به ولكن سيريها ان الله هو الحق..

.
.
.

.
.
،


لم تصدق أنه قطع الاتصال بينهما..استوعبت ما تفوهت به من جنون و جرأه، كيف دعتها جروحها لتحديه وإهانته، كان يستحق منها كل تقدير لا إهانه و تحدي،...
دخلت الغرفه وهي تندب غبائها بتمتمات شتائم..
حاولت ان تتجه لسريرها وهي تبكيو كادت تتعثر في الظلام..حتى تعثرت فعلاً وجلست تتألم من إصبع قدمها الصغير الذي اصطدم بحافة السرير ..

وقفت وهي تضيء المصباح الصغير الذي بجانب سريرها ثم جلست بإنهيار،كانت تريد ان تطمئن عليه فقط ولكنه إستفزها بأسلوبه وجفوله الغير مبرر منها..

ظلت تراقب هاتفها و تتوقع في أي لحظها يرسل خبر طلاقها..لا تصدق أنها تمردت ..لا تصدق انها ستتحدث بهكذا جرأه ذات يوم...هي ذاتها مصدومه مما قامت به..!

لم تستطيع البقاء وحدها مع قلقها،خرجت الى غرفة هند،هند قادره على جعل الامور تبدو اسهل وان كانت ليست كذلك..

طرقة الباب و دخلت مباشره لتراها قابعه خلف مكتبها الصغير و تبدو منهمكه في الكتابه في الكمبيوتر/مانمتي!

عينيها على شاشة الكمبيوتر امامها باهتمام/دام دخلتي بدون سلام،علميني وش مقلقك تالي الليل؟!

جلست وهي تعبث في اناملها وتحاول جحد دموعها/مادري

ابتسمت وهي تزيح نظارتها عن عينيها/دام ماتدرين فالدعوه كبيره،وش فيك قوولي،،اذا قلقانه للحين على نايف عادي اتصلي فيه مافيها شيء،صدقيني بيفرح

نزلت دمعتها وتشير برأسها بالنفي/ياليتني مارديت على اتصاله!!

استغربت/يا سااتر!!! ليه وش صاير له؟!

تحدثت وهي تلتقط ورقة منديل و تستخدمه لأنفها وانهار باكيه/مايبيني يا هند مايبيني....محسسني اني هم على قلبه، مايبي لي شوفه ولا اتصال ولا حتى رساله...ارسلت له بس ..واتصل يهزأني ويطلب معاد اراسله بعد!!

رحمت تلك الدموع والعيون الذابله،هذه الرقيقه لا يجب ان تحزن،حزنها كارثي،و السكر اكبر دليل، إتجهت إليها وهي تجلس في المقابل لها وتقرّب الكرسي منها لتمسك بيدها/ولا تزعلين..انتي قمتي بواجبك و سويتي اللي عليك برساله...ليه يتصل و يسوي سالفه؟...واضح انه يبي يحتك وبس


بنفس انهيارها/اخاف يطلقني يا هند، مادري وش بيصير فيني لو طلقني نايف هاللحين

رفعت حاجبها باستنكار/و إذا طلقك يعني؟! بتموتين؟ اللي ما يبيك وش تبين فيه؟!


وقفت وهي تحاول ان تتنفس/اااه يا هند النار ماتحرق إلا رجل واطيها..

حزنت على انهيارها و رعبها الذي تعيشه الآن/حاسه فيك، بس ليه تفترضين انه بيطلقك؟يعني ماشوف فيه سبب مقنع للطلاق.

تذكرت ما قالته له و ما رد هو عليها به، الله وحده يعلم انها تريد ان تعيش بسلام وبشكل طبيعي و نفور نايف كان يخيفها منذ البدايه، لماذا السعاده تجافيها..هذا ما سألت به نفسها..
تركت غرفة هند لتعود ادراجها لغرفتها...تجاهلت نداءات هند لها واغلقت الباب على نفسها..الضياع كل الضياع لو تركها الآن...
أدركت الآن ان هنالك اشياء اهم من بحثها عن الاهتمام والحب.. الأمان النفسي الذي تفتقده الآن..الدفء والشعور بالهدوء ..الإحساس بقيمة الراحه التي بعثها ارتباط نايف بها..كان كل ذلك يكفيها لتحبه..

إرتمت في حضن سريرها الوثير و هي تدثر نفسها بغطاءها وتشد عليه حولها لتنهار باكيه مجدداً. مرددةً داخلها "نعم أحتاجك و آهٍ ما أقبح الحاجه"



.
.








،
.
،
.

استيقظت باكراً للذهاب لأخيها ستجري العمليه اليوم وعليها ان تكون بجانبه قبل البنج ..
استعدت باستعجال واخذت هاتفها من الشاحن..فتحته لترى عدة رسائل ومن ضمن هذه الرسائل رسائله..!!
غضبت من احداها
[انتبهي على نفسك]

خرجت من الشقه وهي تغلقها و تركب سيارتها لتحدث السائقه بالألمانيه/هاست مارغرينا<< أسرعي مارغريتا

التفتت إليها بعلبة هدايا مغلفه/داست است فودش<< هذه لكِ

استغربت وهي تأخذها/فو ميش؟!!

فتحتها بعد انطلاق السياره لتجدها "ساعه فخمه لا يقل سعرها عن 20ألف ريال و علبة أخرى فتحتها في ذهول لتجد خلخالاً ذو فصوص ألماسيه!! و علبه أخرى اكبر منهم جميعاً لم تفتحها يكفيها ما رأت كانت غاضبه لمحة الكارت مثبت في غطاء الصندوق إلتقطته وهي تقرأه بصدمه(سامحيني يا قلبي..اقسم بالله احبك رغم اللي صار)

زمت شفتيها بغضب/هذا اكيد انجن، تارك كل شيء مهم بحياته و يطارد بهالطريقه السخيفه.

بالكاد وصلت المشفى لتتجه نحو غرفة أخيها، لم تجده وفراشه مرتب، صُعقت لتقرر الخروج ولكنها تفاجأت بدخول وليد/جيتي؟

بلهفه/وين نايف؟

اخوك دخل العمليه من ربع ساعه

استغربت/كان يقول الساعهظ،ظ،

ابتسم/ماحب يشوف دموعك قبل لا يدخل غرفة العمليات.

إبتسامته لم تزدها إلا غضباً وهي تتذكر ما فعله/انت ماتستحي؟!!

صُدم بوصفها المفاجىء/افا ليه الغلط هاللحين؟!

أشارت الى الصندوق بغضب/مادري عنك!! وش مرسل لي؟!!


اتجه للصندوق بفضول ليفتحه..ويتفقد الهدايا وهو غاضب اشد الغضب..من يرسل لها هدايا بهذه القيمه ليس سهلاً!!

أردفت بغضب/شوف يا وليد حركات الهدايا و اسلوب المراهقين و التلميح البايخ ماطيقه "عندك شيء قوله"

تحدث بعد طلبها الأخير، يجب ان يحذرها/إذا قلتلك ان فيه واحد يبيك بتصدقيني؟!

تفاجأت من هذه الكلمه هي تطلب الصراحه ولكن كانت واثقه انه لن ينطق بهكذا اعتراف ،طلبها كان مجرد ثرثرة غاضبه ولكنه لم يصدق خبراً ليقولها، اتجهت للباب مستعجله لن تكمل الحديث بعد الذي اعترف به، ولكنه واقف معترضاً طريقها، لتتشبث بحقيبتها و تتحدث بغضب و بارتباك واضح،هي تظن انه يتحدث عن نفسه/لا تستهبل خذ هداياك و اطلع ، احترم مهنتك و

قاطعها وهو يسد الطريق أمامها/قلتي قول اللي عندك وقلته، ابي اعرف شدخل مهنتي فالموضوع؟!

حاولت المرور من اليمين ولكنه تحرك ليسد المكان ويتحدث/لازم تسمعيني هالصندوق ماهو لي على فكره..وللمره الثالثه اقولك انتبهي لنفسك ياليال،ترى حياتك غاليه علي.


رفعت يدها لصفعه بشكل مفاجىء وكأنها تحاول أن تخرسه و لكنه امسك بمعصمها بقوه و منعها من ذلك/لا يا ليال الأمور ماتنوخذ بهالطريقه، ترى إذا ماسيطرتي على غرورك بيورطك،انا احذرك.

ليبتعد ثم خرجت مسرعه بدون ان ترد عليه..بالتأكيد هي تحلم، كيف يصرح بأنه يريدها بهذا الشكل الغبي؟! ثم انه متزوج احمق!


رأها تخرج والصدمه تعتريها،لم يندم على ما تفوه به ولا على جديّته في تحذيرها ..عليها ان تشعر به و تصدقه فهو لم يسبق و كذب عليها و هي تعرف ذلك جيداً ولكنها لئيمه!!، مؤلم جداً أن تراقب الحياه من بعيد وتتمنى منها ولو نظره.

انتبه لشيء آخر في اسفل الصندوق تحت الهدايا ليرفعه إذا به كيس شفاف فتحه ليجده قميص نوم حريري ابيض!!!
هذا ليس مجرد معجب هذا وقح بل تعدى مرحلة الوقاحه، الآن بات هذا الشخص خصمه هو وعليه ان يجده..!!
تذكر حديث ليال عن باقات الورد التي تصلها لشقتها و رنين الجرس آخر الليل!! ذلك المتربص نيته ليست سليمه أبداً..
هز رأسه وهو يجد الحل...اخذ الصندوق وهو يخرج مسرعاً لن يعود للقاءها إلا بعدما يجد ذلك المتربص!

،
.
.
.
.

وصلت عند غرفة العمليات لتجلس في الانتظار امام القسم بعدما سألت الإستقبال عن مدة عملية اخيها المقرره من الطبيب..الوضع بات لا يُطاق ابداً انتبهت ليدها التي أمسك بها كان معصمها محمراً و كأنه ينبض من شدة الألم!، رفعتها لتقبل معصمها بلا تردد وهي تتكتم على مشاعرها و بكاءها..
في الحقيقه لم تتخيل ولو للحظه ان يتعامل قلبها مع مشاعرها بهذا الحجم الهائل من الجديّه..!
ليعلم الله ان الحب في البُعد أرحم بكثير من رؤية الحب كل يومٍ دون الحصول عليه!
رن هاتفها لتحاول ان تتنفس الهواء لا أن تتنهده، لترد فالمتصل عزام ليطمئن...

في الرياض..،
اغلق هاتفه من ليال بعدما أنهى المكالمه، اتفق الجميع ان لا يخبر احداً الشموس بموعد العمليه..قرر النهوض لتغيير ملابسه ليخرج لن يظل هنا ثم يضطر ليحتك بها و يتناقشان كالعاده،
لحظات ليُفتح الباب و تدخل تدفع عربة صغيره!، لم يصدق ما تفعله!!منذ متى لم تأتي بهذه العربه و تقدم له الفطور كما كانت تفعل قبل يحدث ما حدث..!!
ابتسم وهو يراها ترتب الفطور ليقف معها ويرتبه على الطاوله/عنك ترى للحين تحتاجين راحه

اكتفت بابتسامه صغيره/ما صحى راكاني؟

سمعوا صوته لتتسع عيني عزام بابتسامه/ينتظرك جيتك اللي مايستحي!!،طيب خلها تفطر يا نتفه

عقدة حاجبها بابتسامه وهي تقف تريد ان تذهب وتأتي به/ابوي ما يقال عنه نتفه لا تغلط.

راقبها وهي تُحضره/والله عمي على عيني وراسي لكن هاللي بين يديك هذا يخسي ماهو ولد ابوي ولاهو عمي.

ضحكت اخيراً من رده الذي يناغش به إبنه،

تاه في ضحكتها التي افتقدها كثيراً، يا إله الحب كيف يتسع الكون بإبتسامتها بعدما قد ضاق بعبوسها حتى كاد ان يصير كخرم إبره!!


لاحظت صمته ونظراته المبتسمه لها،لتشير للقهوه/لا تبرد قهوتك

تنهد وهو يلتقط فنجانه يرتشفه و من ثم يبدأ إفطاره بصمت..

استمر هذا الصمت دقيقتين وهي تفكر والغيرة الحمقاء تكاد تقتلها، تريد ان تعرف من هوازن تلك، ولكن لن تعود لسؤاله عن اي شيء يخصه/كيف العمل؟

بهدوءه/ماشي تمام

صمتت قليلاً لتتذكر اتصال نوره/انا حوّلت المهندس و مقاول مشروع الوقف عليك ،إلتقيت فيه؟!

وضع فنجانه ليتحدث بجديه/إيه و رحت للموقع بنفسي بعد ،الأمور تمشي مثلما خططتي لها،اتوقع بيتم التسليم بعد ثلاث شهور

استغربت/بس المفروض التسليم بعد شهرين!

تذكر ملاحظاته/شفت بعض الملاحظات و تلافيها يبي ياخذ وقت

استغربت/وش كانت ملاحظاتك اللي بتأخره شهر!

رفع حاجبه/فيه قصور في تنفيذ خدمات ذوي الإحتياجات الخاصه و مافيه مواقف خاصه لهم!! اقترحت يكون لهم مكان خاص بعيد عن الباقين علشان نقطع دابر التطفل على حقوقهم.

ابتسمت لإقتراحه/حلو ..

بإيجاب/نعجبك فالشغل طال عمرك

اختفت ابتسامتها و عاد الصمت يخيّم عليهما من جديد...لم يعد هنالك اشياء تدور بينهم، لم تعد العلاقه كالسابق، كل شيء تغير،النظرات افتقدت الكثير من بريقها، اللهفه و شغف اللقاء جميعها تلاشت..!
وقفت وهي تستعيذ من فاجعة موت هذه العلاقه/بروح أرضع راكان عند سريره ، كمل فطورك.

عبس ممازحاً/سويتها يالحسود ماخليت أمك تفطر؟!

عادت لتبتسم وهي تقرب خدّه لشفتيها و تقبله/شوفته تشبعني و تغنيني.

تسربل صمته البائس وهو يراها تذهب بطفله وتتركه وحيداً، عجباً كيف تتهمه و تبرىء نفسها و هي قد سرقت قلبه؟!..كيف تتصالح مع ذاتها و قد حرمته لذة الحياة ؟!!
تنفس متنهداً و اكمل فنجان قهوته وهو يحاول ان يتقبل هذا الوضع الجديد،طلاقاً عاطفياً يعني ان تعيش كل يوم وانت تنازع روحك..إحتضار دائم بلا موت ينهي كل هذا الألم..!
.
،

.
،
.
،
.

.:
مضت الساعات تلو الأخرى.. تأخروا كثيراً في غرفة العمليات..إزدادت تعباً نفسياً من ضغط انتظارها وحيده، بكت بصمت وهي تنتظر مرور الوقت لتطمئن عل شقيقها..
رن هاتفها وهي تمسح دمعاتها و ترد/هلا رشا

على الطرف الآخر/اهلين حبيبتي للوش،اي طمنيني كيفو لأخوكِ؟!

تنهدت/للآن في العمليه يا رشا..قلبي خايف ماني متطمنه

على الطرف الآخر/اااه ياليتني جيتك اليوم،بس والله ماكان بيدي..عموماً بشوفك المساء ان شاء الله ويكون هو بخير

بهدوء مليء بضجيج هواجسها المخيفه/ان شاءالله يا رب يا رشا.

.
.
.


اغلقت هاتفها من ليال وهي تفكر بما حدث معها... جلست وهي تضع يدها على بطنها بقلق،ما يجعل الحزن يطرق قلبها رغم تفاؤلها التي تُعرف به إلا ان قلبها الغبي جعلها تضع نفسها بين ناب الهوى و ضرس الغربه..!
الغربه التي عاشتها قبل قليل لم تعشها طوال حياتها!
تذكرت ما حدث...تريد فهم شيئاً ولكن دون جدوى..

لامست بطنها لتداعب ذلك الكائن الصغير الذي يتحرك داخله وهي تحاول ان تكون مقتنعه بما تفعله كما كانت ولكن كلما تذكرت حديث والدها تزداد إيماناً بصحته.. تمنت ان لا يجعلها زوجها تتحسر على إتباع قلبها ذات يوم..تمنت ان يضحي بأعراف عائلته وعرقه لأجلها كما تخلت عن أعراف عائلتها لأجله...هما متشابهان رغم اختلافهما، بلا وطن و جمعتهما بلاد المهجر..!
رن الجرس لتقف وهي تمسح دموعها و تتأكد من تجفيف نبع محاجرها،حتى وصلت الباب لتسأل/مين؟!

بصوته الجاد/وليد العمرو..بتفتحين هاللحين وإلا لا بعد؟!

ابتسمت رغم حزنها ولكن تحتاجه الآن و لا تستطيع ان تستغني عنه مهما كان فتحت الباب وهي تراه يدخل لتعانقه بصمت تخللته تنهيدات..،

استغرب تصرفها وهو يحاول ان يفهم اندفاعها الحزين ليحاول ان يلطف الجو/رشا!شفيك كل هذا ندم لأنك طردتيني؟! عادي مسامحك ترى

شدت على عناقه وهي تتنهد/ليه قلوبنا هشه ما ترضى بالرحيل؟! ليه تعلّق ليه تحب ليه تشتاق، ليه ياكل أرواحنا الحنين؟!

لم يسمع منها حديث كهذا من قبل،لطالما كانت إيجابيه ومرحه،اخذها حتى أجلسها في اريكة غرفة المعيشه وهو يجلس بجانبها/علميني وش فيها الحلوه حزينه اليوم؟!


مسحت دموعها وهي تتذكر ماحدث/كل يوم كنت اتجاهل داخلي و كنت اقول انا طير مهاجر كل الاوطان لي ..ولكن اليوم حسيت بغربتي يا وليد، عرفت ان مافيه عوض عن الوطن ولو ارضه شمس حارقه..ومالي هويه غير هويتي اللي انتمي لها حتى لو عمري ماحملت اوراق اجنبيه!

ابتسم/من بعثرك و أظهر أصولك من منابعها اليوم؟!!

بحزن/عمري ماكنت احس بفرق المكان لكن اليوم حتى حملي حسيت تجاهه باغتراب..ليه حملته؟! هاد الولد بيكون له هويه غير عن هويتي رغم أني أمه..! شو هالعالم يا وليد؟!ليه


استغرب حديثها المليء بالأسئله/مهما هاجرتي ماراح تتغير هويتك، راح تحنين لوطن كنتي فيه سيدة ذاتك رغم ظروفه الصعبه، لون بشرتك ولون عيونك، لهجتك ،ملامحك اللي تحمل جيناتك الاصليه، اشياء ماتغيرها لك بلاد المهجر لو عشتي عمرك الباقي كله فيها..

وضعت يدها على بطنها بقليل من الندم/قد مافرحت به قد ما خفت وتمنيت اني ماحملت،حاسه حالي بدوامه، مابعرف أنا ..مدري كيف بس فجأه حسيت اني تسرعت. يعني شو فيها لو اني اجهضت اول شهر...؟؟

رفع حاجبه مستنكراً/استغفري ربك..و اتركي عنك هالهواجيس.تعوذي من ابليس لا تفتحين له مجال عليك.

بابتسامه رماديه/اسفه زعلتك معي!

ابعد يدها عن يده وهو يتذكر مافعلته/اعتذري من طردك لي بالأول، اي كنتي مستغنيه شو عليه رشا خانوم

ضحكت وهي تعود لتمسك بيده/ما بستغني عنك لو شو ما صار، كانت فركة اذن بس.

هنا عرف أنها تعيش احدى حالات حزنها،فهي لا تتحدث بلهجة والدتها إلا عندما تكون حزينه وتريد الفضفضه فقط..

تذكرت امراً مهماً يجب ان تتحدث معه عنه/شو صار على هذيك الشقراء مئصوفة الرقبه!

تذمر وهي تتذكر القصه/يا بنت الحلال ما صار شيء، موقف عفوي

صغّرت عينيها/يجوز انت تشوفه عفوي، بس هي وااضح انها تبي تستغلك يا ذكي، وليد حبيبي انتبه البنت ماهي بهينه ومبين انها ودها فيك.


ابتسم/يا زين اللي تغار


بجديّه/وليد انت عارف انا وانت اجانب بهالبلد و محد بيوقف معك لو هي اتهمتك.. شفت بعينك الاوضاع


بابتسامة ثقه/ماعليك ..انا حريص، هذاك اليوم كنت مرهق وماني مركّز غير على عملي وبس

بابتسامه جانبيه/معليش قصدك غبي،انا اعرف البنات ..المهم انتبه منها و من غيرها..ماني حابه اشوفك مره ثانيه بهذاك الشكل.

ضحك وهو يراها تتحدث بغيره واضحه/دام حنا بجلسة مصارحه كذا قولي لي لو الله أراد و حبيت لي بنت وش اسوي؟!

بضيق/طلع قلبك من مكانه و ادعس عليه.

ضحك/مجنونه والله.
.
،
.
،
.
،
.

بعد مرور الساعات رأت خروج الطبيب من غرفة العمليات وهو مجهد تماماً، لتتجه إليه بلهفه/دكتور ماذا حدث؟! كيف أخي؟

ابتسم وهو ينزع نظارته الطبيه/بخير ..اطمئني الأمور سارت على ما يرام.

اتسعت ابتسامتها/الحمدلله الحمدلله..شكراً دكتور يوهان شكراً جزيلاً

فرح بردة فعلها/هذا عملي...تهانينا لك سأذهب و سيخرجونه بعد إفاقته من المخدر..عن إذنك.

اتصلت مباشرةً بـ عزام ولكنه تأخر في الرد..!!
.
،
.
.
.
.

دخلت الغرفه على صوت رنين هاتفه وهو ليس هنا!! لابد وأنه نسيه!
اقتربت من الجهاز لتراه يدخل مستعجلاً/كنت بنساه وراي!!

استغربت لهفته وهو يلتقطه و يرد بعد رؤية اسم المتصل/هلا ..بَشّري؟!..ممتااز ..

رأته يخرج بدون ان يلتفت إليها، حتى لم يتردد وهو يتحدث مع اخرى امامها على الهاتف؟!!، و كأنه سعيد جداً بتحرره من علاقتي به!!
.
.

ركب سيارته وهو مازال يتحدث مع ليال/اسمعي وانا اخوك مثلما اتفقنا لا تتصلين بالشموس هاللحين انتظري لين يصحى نايف وخليه بنفسه يتصل فيها،اختك معاد تتحمل اي ضغط وخصوصاً شيء يخص نايف.

على الطرف الآخر/اكيد عزام..يلا سلام

اغلق هاتفه بسعاده،، انتهت عملية نايف بنجاح اخيراً.. تمنى ان يعود الى هنا واقفاً على قدميه....

رن هاتفه ليرفعه مجدداً وهو يتلقى اتصالاً من هوازن استغرب وقد زارت والدها البارحه و اطمئنت عليه/ألو ..هوازن وش فيك تبكين؟! .. اوكي مسافة الطريق و جايك

اغلق هاتفه ليتصل بعمته هند يجب ان تحضر حالاً مع تركي او صالح..المهم ان تحضر..!
،
.'
.
.
.
.
.
.


ساعات من البكاء المرير و الرعب .. عاشتها بعدما صادفتها احدى زوجات اخوة طليقها..الكل بات يتهمها بالهروب ...هكذا اخبرهم طليقها حينما طلقها و ابعد أرضها و ساومها على حياة طفلها لتختفي من حياته!!
أين العدل؟! ظنت أنه طلقها و اغلق سيرتها بعد ان حرمها من طفلها...ولكنه طلقها وشوه سمعتها من جهة اخرى.. الآن عرفت لماذا طالبها ان تبتعد وتختفي بوالدها.. لعن الله خذلان الرجال ...تسائلت بحرقه و خيبه كيف كانت متزوجه بقليل مروءه كـ مشاري!!

قد قبلت بشروطه تركت طفلها وابتعدت بأبيها ولكنه لم يكتفي ..شوّه سمعتها واتهما بالهرب!!!
مازال صوت صدى عامر اخو زوجها في أذنها قبل قليل حين اتهمها بالعهر فهاهي في فندق غالٍ و جناح خاص "عقول مريضه..أفقهم أضيق من ان يتفهم حزنها و فقدها وهوانها على الناس"..

تنهدت بحزن وهي ترى اتصال هند ابتسمت بحزن هؤلاء الغرباء ألطف بكثير ممن عرفتهم وعاشت معهم سنين!!
ردت بخوف/هلا هند

على الطرف الآخر/افتحي الباب انا عند الباب ومعي عزام وصالح

ارتاحت بمجرد معرفتها بوجود هند وعزام.. لو كان للرحمة ان تتشكل في هيئة إنسان فستكون بروح عزام...

فنحت الباب بعجله لتعانق هند ببكاء صامت..هي وحيده تماماً و بشكل محزن ..

استغربت هند انهيارها، لتأخذها للغرفه/اذكري الله و خلينا ندخل الغرفه عزام وصالح بيدخلون الصاله وبنتكلم بكل شيء و بنلقى حل أكيد.

دخلوا بعدما دعتهم هند ليتحدث عزام بون ان يجلس/هوازن انا قدمت شكوى ضد الفندق شلون يتهجمون ناس على ضيفه بدون علمهم وحقك ما راح يضيع.. حسابهم عسير اللي تجرأوا على وحده محتميه بي

دفعها الخوف للحديث/لا يا عزام اتركهم ترى لي معهم ولد، اخاف يوجعوني فيه.

تحدثت هند بغضب/هم آذوك بلا سبب واضح

بكت بحرقه/بزعمهم اني كذابه وابوي كذاب...ومالنا أصل

هند بحرقة اعصاب/يعني هم اصلهم آدم وحواء وانتي من سلالة القرده؟! خلاص اذا شاكين بأصلك يعطونك الولد و انتهينا

عجزت عن الحديث فقط إكتفت بدموعها ..يالضعف حيلتها..!

تحدث عزام/تكلمي يا هوازن وش تبين امريني ان بغيتي انسفهم نسفتهم لك بس عطيني اسمهم تكفين

تحدث صالح وهو ينصحه/يا رجال عندك امور واجد تشغلك، منت ناقص مواجه

رد بغضب/ولا ني ناقص رجوله علشان ينداس على طرفي واسكت اتفرج...هوازن عطيني اسم زوجك

ببكاء/عزام انت مثل اخوي ومعروفك ما انساه..منت قليل علشان ادخلك بمواجه ناس ماتخاف الله، ادري انك كفو لا انت بحاجه شهادة وحده مثلي..بس اسمح لي ماني قايله اسمه لو بموت .

تفهمتها هند وهي تؤيد قرارها، أي عاقله لن تفعل إلا ماتفعله هوازن/ياطيب اصلك يهالبنت!


اخذ المزهريه التي أمامه ليقذفها أرضاً من شدة غضبه و إلا أنه سينفجر/اسمعيني زين هاللحين تطلعين معي انا وعمتي وبتسكنين مع اهلي ولا أبي اي نقاش..!

تفاجأت هند بقراره وفكرت بالشموس ولم تفكر بنفسها/انا اقول تجي معي بيتي احسن.. صح يا صالح؟

عزام بإصرار/تجي معي بيتي أنا

تحدث صالح بعد تفكير بسيط/هوازن تعرف هند وماتعرف اهلك.. خلها تروح مع هند احسن

إلتفتت الى هوازن بابتسامه/شرايك انتي؟ ترى عزام قرر هالمره ومالك مجال ترفضين!

بتنهيده/الراي رايكم..انتم اللي اهتميتوا لأمري من البدايه وعيب علي افرض عليكم رأيي بعدما احتويتوني.


تنهد عزام وهو يحاول ان يريح رأسه من تيارات الغضب العارم، في السابق كان يبعدها خوفاً على مشاعر الشموس ، أما الآن و قد انتهى كل شيء بينه وبينها لن يعير مشاعرها اهتماماً فهي على حد قولها لم تعد تريده ولن تهتم/بتجين بيتي وانتهى الموضوع..اساساً ابوك بيطلع هالسبوع و برتب الأمور كلها و كل شيء بيسعدك يا هوازن، والله لعوضك..


لم ترتاح لنبرة عزام ابداً، يتحدث عن إنهاء معاناتها وكأنه سيتزوجها!

انتظرت ان يفيق مجدداً وهي تراه يرمش بعينيه وينادي بتمته/ليال..ليـ..ال

اتجهتالى سريره مسرعه وهي تمسح دموعها وتبتسم/روح ليال يا نايف، صحيت يا قلبي؟

ابتلع ريقه بصعوبه/ابي ماء

قدمت له كوب الماء وهي تنطق البسمله/سم بالرحمن

انتهى من شرب الماء وهو يتأن/كم الساعه؟!

نظرت لساعة معصمها/عشر

صمت وهو يحاول ان يريح نفسه/احس و كأني كنت اركض

ابسمت بعيون لامعه/الحمدلله على سلامتك يالغالي..هاللحين نتصل بالشموس ونقول لها..اخرجت هاتفها من حقيبتها وهي تتصل/هاللحين عندهم الساعه11 تقريباً اكيد مابعد نامت.

.
،
.
،
.
،
.
،
.



اغلقت هاتفها بسعاده وهي تنادي/أم روااااد نيفووو تعالوا

خرجت نيفادا من جهة المطبخ بصحبة وسام وكل منهما يحمل تفاحه يأكلها/خير الشموس وش صاير؟

بابتسامه تتسع/نايف اليوم سوا العمليه والحمدلله نجحت..سواها ماعلمنا بالموعد، بس الحمدلله كنت شايله الهم لين اتصل وسمعت صوته

عانقتها بسعاده/اللهم لك الحمد..كلمتيه هاللحين؟ يعني اقدر اتصل فيه؟!

بدموع فرحه/لا خليه يرتاح بعد قلبي بكرا بنكلمه كلنا فيديو يكون ارتاح لو شوي

وصلت أم رواد وهي تتسائل بعد رؤية دموعهن/وش العلم يا بنات ؟

نيفادا بحماس/اخوي نايف سوا العمليه اليوم والحمدلله نجحت.

اكملت الشموس/وتوه مكلمني بعدما أفاق من البنج.

ارتاحت اخيراً/يالله لك الحمد..الله يقومه لنا بالسلامه ويرجع لنا بكامل صحته

برجاءها/يا رب

نظرت لذلك الصغير الجالس/وسام للحين ما ناام!! افاا

نيفادا بابتسامه/رافض ينام..مدري شعنده الليله؟ اهم شيء صرت انا وياه اصحاب

ام رواد/لا لو درت ليال انك مانمت بدري بتزعل عليك، تبي ليال تزعل يا وسام؟!

تحدث بنفي/لاا

ابتسمت الشموس/يتكلم يا عمرري! اخيراً

ام رواد/هو يتكلم بس لرواد ولليال و اميره كان يرتاح لهم بس هاللحين الحمدلله يرتاح للبيت كله..والفضل لليال اللي خلته و سافرت اشوف انه تحرر من ارتباطه فيها شوي وبدأ يعتمد على نفسه ويحتوي حتى خوفه ورهبته

نزلت اليه الشموس وهي تمسح على ر أسه وتداعب خده/يازينووو يا ناس..يلا وسام حبيبي روح مع نيفادا علشان توديك غرفتك وتنام طيب؟

عانقها لثواني ثم انصرف مع نيفادا...!!!

تجمدت مكانها، لم يكن يعانق او يلامس سوى ليال فقط وهاهو يعانق شخصاً آخر..مافهمته من ليال ان مريض التوحد لا يحب العناق ولكن حين يعبر للشخص عن حبه يعانقه ولو للحظه بسيطه!!


ابتسمت ام رواد/يا حليله والله تغير وسام..!


بسعاده/يجنن ويا غمازاته ، شفتيها يوم ابتسم؟!

ام رواد/شايفتها..


رن جرس المنزل و ذهبت الخادمه لتفتح ،استغربت/من بيكون؟!

جلست وهي تنتظر/علمي علمك..يمكن نيفو طالبه شيء من المطعم

جلست ام رواد عند سرير راكان وهي تداعبه/اليوم انشغلت عنك وانا جدتك ما خميتك ولا لعبتك ..

ابتسمت لها/انتي الله يعينك البيت كله عليك و عندك اثنين عن عشره..خاصه رواد كثرت حركته، وربي لولاك بهالبيت يام رواد كان ماله والي..

بنفس ابتسامتها/بيتي اكيد بهتم فيه. لا تكبرينها..المهم خلصتي الابريق اللي سويته لك قبل شوي؟!

عبست/يووه ماحبيت الشمر

رفعت حاحبها مستنكره/مو تقولين فيك مغص، اسمعي كلامي و بتسنعين، والله ان نفذتي كلامي ان تشكريني بعدين

اكتفت بابتسامتها وهي تراها تغمز لها، تفهم مقصدها/ما افكر بهالنقطه اللي حات في بالك.

صغّرت عينيها/إي هيّن..اقوول بلا دلع و سوي اللي اقولك عليه حرفياً..بسم الله على نيفادا طلعت احسن منك بواجد.. هي اللي كنت شايله همها بعد الزواج طلعت ما شاء الله..

استرخت في جلستها تداعب ظفيرتها وهي تتبسم وتستمع لأحاديث ام رواد ونصائحها ..
.
،
.
،
.
.
.

توقفت جانباً وهي تحدث عزام بعدما نزلوا جميعاً في ساحة المنزل/يا عزام ما كأنك تسرعت شوي خلني اخذها معي احسن

بإصرار/هوازن تحت حمايتي انا .. وبتكون ببيتي انا

بتردد/عزام لين متى بتقعد هنا..

تنهد وهو يأمرها/ادخلي بهوازن هاللحين و بعدين نتكلم، انا وصالح بالمجلس ارسلوا لنا القهوه.

.
،

تشد عبائتها حولها و حقيبتها بيدها، تقاذفتها امواج الحياه على كل جال...وهاهي ترسوا بها هنا في هذا القصر الذي لم تتخيل ولو لمره ان تسكن مثله، لحظة رعب حقيقيه، هذا ليس عالمها..و للتفكير بما هو داخل هذا القصر يرعبها، لا تستطيع التنبوء بما سيحدث و لكن هذا كثير عليها..!!
دخلت بصحبة هند كم صالة استقبال امامها ماهذه الأسقف العاليه جداً ..البريق والفخامه التي لم ترى لها مثيل في حياتها، ما زالت تتجول مع هند..لم ترى احد من ساكني القصر حتى الآن!! لماذا كل هذه المساحه إذن ان كانوا ليسوا بكثير؟!

اخير توجهوا لباب زجاجي كبير ذو نقوش وحواف بيضاء فريده دخلوا من خلاله لترى الصاله الكبرى.،، عباره عن صاله تتخللها اعمده و اقسام واطلالات فاتنه وإضاءات موزعه زادت اناقة المكان...مازالت تحت تأثير الصدمه، ميف ستتعامل مع أناس يسكنون مكان كهذا؟! ذلك كثير عليها..

إلتفتت عليها هند لتستعجلها/تعالي يا هوازن


انتبهت للإسم و هي تعتدل جالسه للقادمه، و كأنها تلقت صفعه مالذي جعل عزام يُحضرها لبيتي؟!

هند بابتسامه مرتبكه/السلام عليكم

ابتسمت ام رواد وهي مستغربه وقت الزياره/وعليكم السلام يا هلا بـ هند وضيفتها

هند بارتباك وخوف من ردة فعل الشموس/هلابك اكثر بام رواد، معليش جايين بهالوقت، انا بس جايه بطلب من عزام و هذي هوازن اللي جابني عزام علشانها..

ما زالت الشموس جالسه وهي تتفحص هوازن بالنظرات من اخمص قدميها حتى قمة رأسها، خبيث يطلب اليوم السلام لحياته بإسم راكان ليتسنى له جلب هذه لمنزلي و أمام عيني، ذوقه هذه المره يفوق ذوقه في مها و يفوق حظه بها تعترف أن هذه الواقفه أمامها بملامحها الموجعه اجمل منها او هكذا أكبرتها الغيره بعينيها!، لتبتسم/اهلا وسهلاً... ياما جاب لنا عزام ..و ياما بيجيب.

فهمت نبرتها لتتحدث/صدقيني مابغيته يجيبني هنا، ادري ماهو مكاني ولا

بهدوءها المميت وابتسامتها البارده/لا تعذرين يا هوازن ، جابك عزام ويا مرحبا بك... ضيوف زوجي هم ضيوفي.

لم تتفاجىء هوازن بردة فعلها، رجل بحجم ومكانة عزام يجب ان تكون زوجته مثل هذه تماماً...، ذلك لا يخفي خوفها فنظرات وحدة عينيها ترهب الناظر إليها..!!


تنفست هند الصعداء كانت تحمل هم قبول الشموس ولكن هاهي ثابته..،

بابتسامتها/تفضلوا جالسين .. انا رايحه اجيب القهوه..

جلست على حذر و ما زالت عيني الشموس تنظر إليها بنفس الحده، رباه.
،
.
.
،

.
،


عادت متأخره لشقتها كانت سعيده اليوم أيما سعاده..لولا ان الطبيب طلب عدم جلوسها والا لكانت جلست برفقة أخيها..
تأكدت من عدم وجود احد عند المصعد لتبتسم لسائقتها الاربعينيه الاوكرانيه/اشكرك كثيراً..تستطيعين الذهاب الآن

ابتسمت لها/متأكده؟!

بإصرار/انا امام المصعد الآن لا اظن ان هنالك احد والمبنى آمن شكراً لك..

ذهبت بعدما ودعتها...لتدخل المصعد و هي تفكر بالغد ستأتي رشا لزيارتها هنا سترسل لها لتلغي هذا الموعد ..
خرجت من المصعد لتشعر بتحركات احدهم.. لم توضح توترها انشغلت فقط بفتح باب شقتها، شعرت بإرتباكها يؤخرها ..فتحت الباب تريد الدخول واغلاقه ولكن تفاجأت بيد أحدهم تمنعها من اغلاقه..!
حاولت كثيراً اغلاقه و مجاهدة دفع الباب ولكن دون جدوى!!

لم تصدق انه يفعل بها ذلك/انت ؟!! ماني مصدقه!!!


ابتسم لها بخبث وهو يغلق الباب/فضحتيني قدام الرجال وتبيني أعديها لك يا ليال؟!! أنا تبين تعلميني المرجله يا بنت راكان؟!

لم تستطيع التحدث وهو يغلق الباب، أي شيء ستقوله هباء، قررت الفرار لغرفتها لعلها تنجو بنفسها..امسك بها وهو يثبتها بقوه و ينزع حجابها/هاللحين انتي لي انا وبس بتترجيني اتزوجك و بماطلك مثلما كنتي تسوين بي. و على فكره صورك مع الدكتور الحبيب موجوده، يعني سمعتك بتكون اسود من شعرك..


لتبصق في وجهه/يمين بالله يا طراد ان المرجله في صوب وانت في صوب...سواءاً اعتديت علي والا ماقدرت، انت ماتسوى حتى ملء بطنك يالجبان.


تنهد وهو يقربها له/سنين يا ليال انتظر ليل يجمعني بك، سنين و جاء هالليل اخيراً ..و الحلو فيه انه برا الديره .. وغصب عنك..شيء حلو و انتقام يرد الروح ..


إنهارت بين يديه،مهما كانت قوتها، هي ضعيفه، تذكرت حديث وليد اليوم، وهو يخبرها ويحذرها أن احدهم يريدها، لم ترد عليه وحاولت صفعه! ، تمنت لو انها استمتعت لما يقول.. الليله ستأخذ من اسمها سواد الليال حقاً...و ستختفي في ظلام العار للأبد..!

.
،
.
،
.
.
.
،
.

يتبع..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-