رواية ما وراء الغيوم الحلقة الخامسة والثلاثون 35 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة الخامسة والثلاثون 35 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة الخامسة والثلاثون 35 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوم كاملة بدون ردود - الأرشيف - للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا

 رواية ما وراء الغيوم الحلقة الخامسة والثلاثون 35 مكتوبة البارت الخامس والثلاثون كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية

35))ما وراء الغيوم...،


,

.
ما ذنبي ان كان الحظ ينفيني من موطنه لشتات النفس و موانىء الخيبات ؟!
ماذنبي ان كنت اخشى فقدانك وفقدتك رغم حرصي و رغم خوفي و كل إحتياطاتي!

قولي لي، ماذنبي إن كان حبك نقطة ضعفي؟!
وجعلني رجلاً خائفاً من ماضيه ان لا يتكشف امامك فتحرقيه بنارك وتذرين رماده لرياح الفناء؟!!

،
في عمله منذ تلك الليله..
تجاهل كل تصرفاتها الآن لن يتعرض لها حتى تهدأ وتتجاوز تلك الصدمه التي جعلتها تلد في غير وقتها،
لا يلومها في اي شيء تفعله، وإن كرهته لا يلومها ..كان مخطىء حين اخفى كل تلك الحقائق التي حدثت في الماضي، ..
لم يزورها منذ تلك الليله..يجب ان لا يريها وجهه الآن..
حتى طفله لم يحتضنه كما يجب لمحه عند الحضانه فقط..
لعن مها التي تسببت في دمار كل شيء و بالأخص لحظة قدوم أول طفل..

رن هاتفه ليشتت افكاره ويرد بعد رؤية إسم وليد يضيء الشاشه/هلا وليد...وعليكم السلام

على الطرف الآخر/مبروووك ما جااك يابو راكان

بدون اي ردة فعل/الله يبارك فيك، عقبالك وليد

بسعاده/امين يا رب..هاااه خلاص معاد تعطينا وجه من يومين ماترد على مكالماتي

ضحك اخيراً/ولا اعبركم بعد .احمد ربك اني رديت عليك هاللحين

وليد/اجل يفتح الله الموضوع اللي قلت لي عنه مااافي دور غيري


اعتدل جالساً بعد ذكر الموضوع/بالله عليك لقيت؟!

وليد/وانهيت الاتفاق بعد الاوراق كانت كافيه وراضحه وانا شرحت الباقي

براحه/بيّض الله وجهك يا وليد ماقصرت انت ازحت عن ظهري حمل كان بيقصه...بس ماقلت لي انت مالي يدك من موضوعه؟!

بتأكيد/ايه متأكد لا تخاف ما اتفقت الا دارس الموضوع كله، المهم متى ناوي يجي ولد عمك؟!

اخذ في التفكير كيف يقنعه/حالياً مافيه وقت حددنا ملكة بنت عمي ..اذا خلصنا بجلس انا وياه و نتفق،الرجال للآن متردد..

لم يتردد في السؤال/ليال؟!


استنكر سؤاله،في الحقيقه هو يعرفها وكان طبيبها ولكن ذلك أمر يزعجه/ظنيت ان الاطباء ينسون مرضاهم

ضحك من نبرته،فهم انزعاجه،رغم ذلك لم يغضب/من المهم ان الطبيب له ذاكره حديد..حياة الناس ماهي لعبه ياصاحبي


ابتسم اخيراً/بهذي صدقت...المهم وش اخبارك وليد وشهي علومك؟!

تغيرت نبرته بعد اقتناعه بزواج ليال/العلوم خلها على الله..قريب بيجي لنا بزر و بينسينا ان شاء الله.


استغرب نبرته/البزارين احيان يزيدون التعلق يا وليد ما ينسّون.

بتنهيده على الطرف الآخر/الله كريم.. المهم انا ضبطت الامور مع الدكتور عاد انت ضبط امورك مع ولد عمك و بلغني..تامر بشيء يالغالي؟!

بابتسامه/سلامتك ..

اغلق هاتفه وهو يحاول التنفس بإسترخاء، أمامه حياة صعبه يجب عليه ان يتحملها..
كم من الهم تخبىء له الأيام؟! لا يعلم ..
مذ كان في التاسعه من العمر وهو يسأل نفسه متى ستأتي النهايه لكل هذا؟!
.
،
.
،
،
.
.

.
.
في ذلك المقهى الألماني..هامبورغ
اغلق هاتفه وهو يسرح بعيداً في فنجان قهوته السوداء، لم تستطيع عينيه رفع نفسها من انكساره!
"لا سبيل لنسيانها مع مرور الوقت ها أنا اتسكع في شوارع الغربه و اقابل العديد من الوجوه ..فلا وجه سلبني كتلك السمراء النجديه!
و كأن ملامحها العربيه الصلفه تتجذر في داخلي وتتشربها عروقي الممتلئه بها منذ عرفتها، لا العلاقات تمحيها ولا المسافات تُبعدها ولا وجود الناس مهما كثروا حولي تُنسينيها ، ذكرياتها متشبثه بي و عينيها تعانقني في كل وقت كإلتفاف نجد لطويق تماماً..هما لا يفترقان و كذلك لا يمكن لهما ان يلتقيان ..بينهما عناق عينين منذ قديم الأزل !

رن هاتفه لينتشله من غرقه بها، ابتسم وهو يرى اسم رشا، هذا من لا مناص منها ابداً/هلا رشا

على الطرف الآخر بقلق/وليد وينك يا زلمه تعال رح موووت من اللعي لحالي،، اجلس معي شوي

ابتسم/ابشري، اسمعي جهزي نفسك بنطلع علشان تغيرين جو وتتحسن نفسيتك الغريبه هذي

على الطرف الآخر/مابدي..اساساً اخذت اجازه مشان ما اطلع من البيت تعال وليد والله مليت

وقف ليحاسب وخرج وهو مازال يتحدث إليها، اراد مناوشتها فقط/طيب طيب لا تنئي ، صاير بنزعج منك كتير هالأيام

بغضب/عم تتمسخر عليي وليد؟!! انا بفرجيك بس تجي البيت.

ضحك/خلصي بس ، كفايه مخربه علي يوم اجازتي،، انا جايك سلام

.
.
،
.
،
.
،

داعبت الطفل وهي تتأمل انامله الناعمه وترى الوشم الصغير الذي على ظهر كفه خلف الإبهام ..يبدو واضحاً .. تأملت ملامحه بابتسامه انف الشموس و شفتيها ولكن العين لا تشبهها ليست سوداء كعيني الشموس، رفعته لها لتريها/الله يالشموس راكان يشبهك بكل شيء ماعدا عدساته نفس عدساتي ودينوو حبيب خالته

قطعت اندماجها في اللابتوب الذي على فخذها لتلتفت اليها وتراها ترفعه/ليال نزليه تكفين...

رفعت حاجبها وهي تنتقد عملها وهي ولدت فقط منذ ثلاثة ايام/يعنني مسويه مهتمه بولدك وانتي قالبه غرفة المستشفى مكتب!! يختي هالولد ماجاء الا وانتي شفقانه على طفل شفيك باارده كذا؟!! شكلي بوديه الحضانه، عالاقل يلقى بزارين يسمعون صياحه ويردون عليه

اغلقت اللابتوب ووضعته جانباً لتحاول ان تنزل من سريرها/اقول بس عطيني ولدي و فكينا منك

اتجهت إليها وهي توصله لها/لا تنزلين خليك مكانك، نااس ماتجي الا بالعين الحمراء..اخذيه انا بروح اشوف دكتورتك تجي تشوفك نبي نطلع

باهتمام/اي مليييت من هنا..قالت بتطلعني امس ورفضت

ليال/رفضت علشان جرعات المضاد واكيد خلص..عموماً بروح اشوف جهزي نفسك..

حملته بين يديها وهي تتأمله بصمت بلا أي تعابير، حتى هذا الطفل تبدلت احلامها به بعد الذي حدث، هذا الطفل سيكون لها فقط..سيكون راكان ال مناع ذاته الذي انجب الشموس، نزلت دموعها لا إرادياً وهي تتذكر ذلك الفيديو اللعين الذي كان فيه يداعب اناملها و يتحدث عنها بطريقه مُهينه ومبتذله و يذكر اسباباً لزواجه منها!!
علقم عالق في حنجرتها كالغصه لا يقتلها ولا يدعها تنعم بالحياة!
انتبهت له نائماً..نام فجأه بين يديها ما اجمل البراءه..
ابتسمت له وهي تمسح دمعاتها و تأخذه لسريره بعدما أعادته في لفته ..

لحظات لتسمع صوت طرقات الباب، ثم فتحته بابتسامه/مداهمه !! السلام عليكم

اتسعت ابتسامتها لرؤيتها هي تمثل جمال الاخلاق والثقل بين كل من عرفتهن/يا هلا بـ جوزاء وعليكم السلام

سلمت عليها بعدما وضعت مابيدها على الطاوله/الف مبرووك يام راكان و الحمدلله على سلامتك


بهدوءها/الله يبارك فيك جوزاء..والله احرجتيني بجيتك و بهاللي جايبته..كلفتي على نفسك

باستنكار/اي كلافه؟! والله ما يوفي قيمتك..

بسعاده/صدقيني جيتك عندي تكفي، تفضلي استريحي

جلست وهي تضع صندوقاً متوسط الحجم وانيق في تغليفه/هذي هديتي انا وهذيد من فيصل لراكان سمي الغالي الله يرحمه..واسمحي لنا على القصور

استغربت/فيصل؟!!!

جوزاء/اي فيصل اخوي كنا رايحين نزور ابوي و اول ما قلت له يمررني لك علشان ازورك واقدم هديتك قبل نروح ابوي، قال ما اوديك للشموس ويدي فاضيه ..

ابتسمت للطافته وهي ترى كرت التهنئه مكتوب بخط جميل و موقع بإسمه اسفل التهنئه/مايقصر فيصل طول عمره راعي واجب وانتي بعد ما قصرتي

اخذت جوزاء بالحديث معها و رؤية الطفل..،
.
.
،
.
،

عادت من العياده لجناح الشموس الذي يأخذ مساحه و مزين من عند مدخله بكل ما يبهج من زينه و زهور و حروف راكان العربيه المفرقه ببالونات الهليوم الفضيه تزين المدخل.. لم تنتبه لذلك الذي يقف على اليمين و الباب في اليسار فتحت لثامها بعد دخولها القسم ظنت ان لا احد هنا...اخرجت هاتفها لتطالب السائق بالحضور حالاً، ثم دخلت..

ظل واقفاً كالتمثال وهو يراها بكل بساطه وبدون تكلف بسيطه جداً رغم حدة ملامحها..للمرة الأولى يشعر برغبه في إمرأه و ياللأسف هذه الرغبه سبق و ان تحركت للشموس و لكن صعب عليه خطبتها بعد رفضها لأخيه..
عادته الهدوء و الصمت..الحب يحتاج جرأه وشجاعه وهو لم يكن يمتلكها في ذلك الحين بعدما رفضت والدته فكرة ان يخطب من رفضت اخيه...
في الحقيقه لم يرى الشموس ولكن سمعتها وحديث طبقتهم عن قوة شخصيتها و قياديتها في العمل والاداره يؤجج رغبته بها..و ما زالت مميزه في نظره، ويقسم انها الحلم وان تزوجت..ولكن حلم ابيض ونقي ..هي لا تُقارن بمن تُعشق لتغنجها و دلعها..الشموس عُشقت لعنادها و صعوبتها على الرجال..وذلك بحد ذاته فتنه، ولكم غبط عزام ان ظفر بها..يعترف بقرارة نفسه انه يراه من امثر الرجال حظاً ..!!



اقبل بهدوءه المعروف عنه وهيبته التي اكتسبها من صمته و نظراته، يداعب خرزات سبحته الفضيه بين انامله و يفكر كيف سيتحدث معها الان..لعلها هدأت او برد الغضب قليلاً..
انتبه لوجود فيصل الذي قد تعلقت عينيه بباب الشموس، مالذي يريده في جناحها؟!/فيصل؟!!!

انتبه له من سرحانه وهو يتجه اليه/هلا بو راكان..

يود لو يقتلع عينيه الآن ولكن الصبر جميل/اهلين بو فهد

فيصل بابتسامه تتسع/لا تستغرب انا جايب الاهل حابين يسوون الواجب و يباركون لأم راكان و مبروك ما جاك ،الله يجعله من مواليد السعاده

اخيراً ارتاح/الله يبارك فيك عقبالك

ضحك فيصل/يا رجال قول عقبال الزواج بالاول ويصير خير وانا اخوك

بابتسامه باهته/اجل الله يوفقك ببنت الحلال..ماقلت لي شلون الوالد؟!

فيصل/والله الدكاتره ما طمنونا لكن الله يشفيه ويلطف بحاله

بتأثر/الله يشفيه


لحظات لتخرج جوزاء و يعتذر فيصل ليذهب..هدأ قليلاً وهو يتجه للباب..حاول الاتصال بها قبل القدوم ولكنها لا ترد..طرق الباب ثم نادا/يــا ولد!

ردت عليه ليال/تفضل عزام..

دخل بابتسامه لا تكاد تتضح/السلام عليكم

ردت ليال/وعليكم السلام. الشموس بدورة المياه انتظرها و انا باخذ راكان للدكتور يشوفه قبل نطلع

ابتسم بخفوت وهو يراه نائم بسلام/كتبوا لها خروج!

استغربت عدم اخبار الشموس له ولكن لفتتها نظراته الفاتنه للطفل/يمديك تسلم عليه قبل اخذه

اقترب من سرير طفله،لتتسع ابتسامته قليلاً وهو يلامس خده بطرف انامله...أراد ان يعيش هذه اللحظات الجميله معها ولكن جارت الظروف كعادتها تعترض طريقه، ليتحدث بهدوء/خلاص اخذيه.

استغربت ردة فعلها رغم ملاحظتها لنظراته التي كانت تسمّي على طفله من بعيد..كاد ان ينزل له ليحمله ولكنه تراجع في اللحظات الاخيره وابتعد عن سريره لتأتي و تأخذه معها..

اخيراً سيلقاها بإنفراد..كاد يجلس بعدما تأخرت في دورة المياه ولكن لمح تلك الهدايا المرصوده امامه فوق الطاوله!، لماذا يهديها فيصل..؟!ماذا يقصد؟!
..زم شفتيه بغضب من كل شيء،..ليس له حق في التحدث الآن..ليس له الحق في التنفس ليس له الحق في الحياه، كان يجب ان يموت في سن التاسعه..كان سحب ان يدفن نفسه فهذه الحياه تبتعد منه كلما اقترب منها..
ترك الغرفه فجأه و خرج هارباً مشوشاً..مليء بضجيج انهياره الداخلي...
"لا الصمت سيريح هذا الألم ولا الحديث سيقلل من شدة الوجع، الأمور باتت شبه منتهيه حولي و كأنني الخاسر الوحيد ... ميت على قيد الحياه..ومنزعجه مني هذه الحياه..تريد ان تتخلص مني ولكن قطعةً قطعه!"

.
،
،
.
.

عادت الى الجناح برفقة طبيبة النساء و تحمل راكان على يديها، لتتفاجىء بجلوسها وحدها/وين عزام؟!

استغربت سؤالها/عزام!!

وضعت الطفل في مكانه وراحت ترتب الاشياء للخروج/اي جاء قبل اخذ راكان وقت ما كنتي بالحمام..وتركته هنا ينتظرك


ردت بلا مبالاه/كلمتي السايق شفتيه وصل؟!

رفعت حاجبها باستغراب الأمر بات مريباً/انتي وش بينك وبين عزام ولا ادري عنه؟!! ملاحظه من هذاك اليوم و كأن هالولد مايهمكم. ليه بس تصرفينه؟! وهو ليه معاد يجي ويوم جاء راح بدون يشوفك!


تصنعت الابتسامه قبل ان تلتفت إليها/انتي تتوهمين مابيننا شيء

ارتاحت من اجابتها/متأكده؟!

بهدوءها المتذمر/اي و يلا خلينا نطلع ام رواد اتصلت من شوي وقلت لها اننا جايين..

حاولت تصديقها،ليس لها بد من ذلك....تمنت بداخلها ان يكون كل شيء على ما يرام...
.
.
.
.
،
.
،

في صدر مجلس والده العامر ..يستقبل الضيوف و من للتو عرفوا بتعافيه من الغيبوبه...من كان يظن انه سيعود لا احد!!! فناجيل و ضيافه و مباخر تعج بروائح العود المعتق..ابتسم وهو يستقبل اصدقاء ابيه، للحظه ظن انه سيراه الآن بينهم.., يالمرارة الفقد ... انتهى من استقبالاته مع الساعه الخامسه بعد العصر...

ازاح عن ظهره ثقل إعاقته و تجاهل مرارة النظرات،وكأنه يريد اثبات انه لا يحتاج لأحد فعلاً..انهى اتصالاته و قائمة المدعوين كامله..اتفق مع ام رواد على تجهيز استقبال يليق بأخته و طفلها..
اغلق هاتفه من اخر اتصال و إلتفت للابتوب الذي يباشر عمله فيه...هنا اسهل له من كثرة التحركات التي ترهقه...

سمع صوت سياره قادمه ابتسم وهو يرفع طرفي شماغه ويخرج بكرسيه المتحرك لإستقبال اخته الكبرى...
ولكنه تفاجأ بإبتسامة تركي و برفقته اخته يالمساوىء الصدف...حقاً لم يريد هذا اللقاء..تمنى لو انه ضل في مجلسه معززاً...بدلاً من رؤيتها التي تشعره بالإهانه..!



.

ستهوي خجلاً بعد رؤيته امامها هكذا بعد تلك الليله و بعد كتابة عقده عليها،
تمنت انها ضلت مع هند لتأتي معها لاحقاً..ولكن ماذا تفعل بتركي الذي ألح عليها بالقدوم معه..

ابتسم تركي بسعاده فنايف يمثل له الفخر/هذا زوجك سلمي عليه

ضغطت على يده وهي تهمس له/تركي! انهبلت؟!

تركي بجديه/مافيها شيء اذا قلتي السلام عليكم ماقلت اكشفي و تكي

ارتبكت وهي ترافقه صعوداً للمدخل الرئيسي، لينطق بابتسامته/السلام عليكم


بابتسامه صغيره لا تكاد تُرى/وعليكم السلام..هلا تركي

ضغط على يد اخته/هلابك

تحدثت بصوتها الخجول وهي تشتم تركي بداخلها/كيف حالك نايف؟!

رفع ناظريه لها وهو يتأملها بلا خجل/يسرّك الحال، شلونك شهد؟!

ابتلعت الخجل وهي ترد/بخير الحمدلله..

كانت ستذهب لولا انه أوقفها بنداءه لها/شهد!

توقفت وهي تنظر لتركي مستقهمه !!

إلتفت لتركي بطلبه/ممكن اتكلم معها شوي..؟!

تردد قليلاً ولكنه وافق اخيراً/حقك وزوجتك..

تركهم ليذهب للمجلس بعدما أمرها بنظراته المخيفه، هذا ليس نايف الطفوله..هذا آخر كبر فجأه و بدأت ملامحه تكتسي القسوه..

بعد ذهابه إلتفتت الى تركي بصوتها الناعم حد الاختناق/بكيفك هو بكيفك؟! شلون توافق عني


ابتسم لتوترها، ليسحب لثامها وتتكشف/ادري انك بتنحرجين ..بعدين الرجال يعرف الاصول واستأذني، يلا بس راس مالها كلمتين روحي اسمعيها..انا بنتظر هنا.


ازداد احمرار وجنتيها وهي تعيد لثامها/من جدك تبيني اكشف؟! مستحيل!

رفع حاجبه/طيب روحي مابي اطول واقف عند الباب!

اخذت نفساً عميقاً وهي تدخل..لتتفاجىء بطلبه/سكري الباب يا شهد

اغلقته بيد متجمده والتفتت إليه وهي مكانها، هو هنالك في صدر المجلس يجلس على كرسيه بذقنه المرتب و نظرته الغامضه كأمير سُلب عرشه،ملامح الحزن الغاضب تظهر واضحة الآن، اين ابتساماته الوادعه قبل قليل!!!

تنهد وهو يأمرها/تعالي اجلسي هنا يا شهد مايصير نتكلم وبينا كل هالمسافه..

اقتربت بتوتر وجلست حيث أمرها/سم

نظر لعينيها التي تتهرب من مواجهة عينيه بتأمل أي شيء عداه/اكشفي ما اكل انا

خافت لترد بغباء/لا كذا احسن

لينطق من بين اسنانه بغضب مكبوت/قلتلك اكشفي يا بنت...هذا أمر


إلتمعت عينيها بخوف وخجل فطري ،مدت يدها المرتجفه للثامها وهي تسحبه و تنظر للأرض وكأن رقبتها قد انكسرت ..لتسقط دمعتها الخائفه..!!

كره ردة فعلها المتردده و دمعتها التي تعزز ما قد سمعه منها/لا تبكين يا بنت الحلال ادري انك ماتبيني ،لا تشيلين هم انا ماراح اغصبك علي..


رفعت ناظريها له مستفهمه و مستنكره حديثه، لا يعرف كم هي ممنونه لارتباطه بها وانقاذها/من قالك بأني مغصوبه؟! لا حشى محد غصبني عليك

ابتسم وهو يرى فتنة هذه الملامح المكسوه بالوجع ،و يسمع ردها بصوتها الذي يلائم هذه الملامح الناعمه حد الخدر ...، بالتأكيد هي خائفه ان يتركها ثم تعود مجدداً لسلطة أبيها/تطمني ماني من الرجال اللي يستغلون حاجات البنات،

ارتاحت لحديثه ونظرته/مشكور يا نايف..جميل ماراح انساه لك.


استفزته بأريحيتها بعدما عرفت هدفه واستشفت نواياه، بالتأكيد ستفرح بتحررها منه/ماله داعي تشكريني ماسويت هالشيء علشانك ، عمتي كانت حزينه وانا حبيت أسعدها، يعني انا لو بغيتك قلت لعمتي تخليك عندي من وقت الملكه، بس انا ما يعجبوني البنات اللي مثلك.

تغيرت ملامحها فجأه وهو يتأملها و يستقل بها؟!!لماذا بدأ بالغلط معها هكذا/اللي مثلي؟! مافهمت شقصدك!


حاول الحفاظ على توتره حتى لا ينجرف وراء رغبات انتقامه التي تنخر في رأسه/ماعليك من هالكلام..خلينا فالمهم..راح تضلين عند امك وتكملين دراستك براحه..مابي منك اي شيء، سويت اللي علي وانقذتك من ابوك..اظن هاللحين تقدرين تعيشين حياتك بلا قلق...انسي وجودي وارتباطك بي...

ماذا يقول هذا الرجل؟! لماذا يتصرف بهذه الغرابه؟!! لماذا فكر بتحريرها منه هكذا منذ الآن، كانت تنتظر منه ان يُظهر بعض التودد وبعض الكلمات اللطيفه على الاقل، لكن لا بأس هي ممتنه لما فعله و بكبر يوماً بعد يوم في عينها...،انقذها بزواجه منها و لم يجبرها على الارتباط قبل انهاء الدراسه، لم تكن تحلم بهكذا حل يرضيها...


أردف مناديا وهو يجهر بصوته/يا تركي ادخل يا ولد


دخل تركي وهو يراها تجلس و تكشف وجهها مكانها وعينيها معلقه في نايف، اما نايف فهو يبتسم له وكأن كل شيء على ما يرام/وش العلم


تحدث نايف بابتسامه ساخره/اختك مدلعه تقول ماتبي هالزواج الا بعد التخرج ووافقت لها وبس


ازدادت غرابتها من نطقه الجمله، هو يخفي أمراً ما عنها، لماذا تشعر وأنه يخفي شيئاً عيناه مليئه بالكلمات التي لم تستطيع ترجمتها..!!
وقفت لتستأذن و خرجت فوراً...


اختفت ابتسامته تدريجياً بعد خروجها...لم يستطيع الصراخ في وجهها، كره عجزه هذه المره اكثر من أي مرةٍ اخرى..
رن هاتفه ولم يسمعه حتى نبهه تركي/ناايف جوالك يدق

اخرجه من جيبه وهو يرد بعد رؤية اسم عزام/هلا عزام..وينك ياخي؟!

على الطرف الآخر/انا طالع مشوار ومادري يمكن اتأخر الله اعلم لا تنتظروني على العشاء


استغرب/بس يا عزام نسيت الليله سفارة الشموس بتطلع من المستشفى.

بقلق/ان خلصت بدري ابشر بكون موجود..الموضوع ضروري يا نايف..

بمسايره/الله يحفظك..عموما بنتظر اتصالك.

نزلت من الاعلى وهي تبحث عنه...لم تجده داخل المنزل، اتجهت للمطبخ حيث مدى ../شتسوين انتي؟! لهالوقت بالمطبخ؟! منتي رايحه معنا لعشاء اهلي

مدى بابتسامتها/مسويه ثلاث اصناف حلى و دلة قشر و محلاه بالتمر للشموس بتفيدها مره..

استغربت/وش هالمحلاه هذي؟! اول مره اسمع بها

مدى/هذي تعلمتها من ام زوجي اكله حساويه تهبل، تصلح للنفاس وااجد..الحمدلله خلصت بروح اجهز نفسي عاد

مدت شفتيها بتملل وهي تلتقط علبة ماء بارده/ماشفتي قاسي؟! انهزم تشيلسي و قرر يعاقبني و مدري وين حط جوالي، انا شدخلني اذا فريقه خسر

ضحكت/انتم جد جد بزارين، الظاهر بقص سلك هالقنوات هذي علشان ماتتهاوشون عالكوره..

شربت من علبلتها قليلاً/ماعندي مشكله بس اهم شيء القى جوالي..وين قااسي؟!!

اشارت الى الخارج/طلع للحوش يسقي النخلات اللي جابها من الخرج اليوم و غرسها

رفعت حاجبيها واتسعت عينيها بخبث/عن اذنك

بابتسامتها/ياحليلك يهالبنيه، على نياتك و الله رازقك بطهر قلبك..

،

انشغل بتزيين مكان الغرسات جيداً حتى يستقر الماء فيها حين يسقيها...يجب ان تثمر و تزدهر هنا نخلات الخرج و ذكريات الخرج وأيامه...تبسم وهو يذكر تلك الأيام الخوالي.. والده كان مزارعاً فاشلاً رغم انه من عائله زراعيه، ترك الزراعه و اتجه للعمل في اي شيء غير الزراعه حتى مزرعته التي كانت ورثه وورث عمته ساره اهداها كاملةً لعزام الذي جعلها اليوم مزدهره و اشترى لاحقاً المزارع التي حولها و جلب لها الفلاحين..عزام كان ذكياً حينما احياها من جديد وهاهو يبني مصنعاً لتغليف التمور بجانبها..ليصدرها كما يفعل اهالي الخرج ..
لم يكن يوماً عاطلاً كافح كثيراً ليكون عزام الرجل الذي لا يُهزم و لا تكسره الظروف..


خرجت له وهي تراقبه يسقي النخله مبتسماً وكأنه ينظر لفتاه عشرينيه فاتنه، اقتربت منه لتكسر حدة سرحانه الذي يزعجها... اخذت طرف فانيلته بلطف بدون ان يشعر لتسكب الماء البارد على ظهره.. ليقفز من برودة الماء وتنفجر هي ضاحكه..


زم سفتيه بغضب و هو يمسكها و يسحبها بجانب النخله ويأخذ طرف خرطوم المياه و يغرقها بها/والله ان تندمين على استهبالك يا بنت الاسبانيه

ضحكت وهي تواجه الماء بسعاده كطفل يحب العبث فيه/عاااادي اصلاً انا احب الماء مو مثلك يالضب.

بغضب/لا والله صبيتي علي ماء باارد وماتبيني اعصب..اشربي يلا

انتظرته حتى بللها تماماً لتتجه إليه بمباغته وتعانقه رغماً عنه وهو يحاول التملص/يابنت الذين انقلعي

اخذت الخرطوم الذي وقع منه لتبدأ رشه بالماء كما فعل بها وهي تضحك وتقفز بحماس كطفله/وصدنا الضب

ضحك اخيراً وهو يراها تنتصر عليه و ترغمه على ان يتنازل عن هيبته امامها..

دخلت في هذه الاثناء عائده من عند الجيران، لتراهم بهذا المنظر الذي لا يفعله سوى الاطفال،هي منذ قدوم هذه البنت لهذا المنزل وهي تُصدم بتصرفات إبنها الضابط الكبير الذي فجأه اصبح خفيفاً لدرجه ان يعبث بالماء هنا معها في وسط ساحة المنزل/وش ذا ضحككم واصل اخر الحي!!! ، قاسي يمه عمر سته وثلاثين منت بزر علشان تنقز وراها كلما نقزت!! نعنبوك لو شافوك افراد كتيبتك نقدوا على انفسهم انهم ياخذون اوامرهم منك!!

كتمت ضحكتها وهي تمسك بذراعه مبللين تماماً مدت لسانها لتغيظها من بعيد وهي لتهمس له/خليت امك تهزأك

لمحتها تهمس له/وانتي يا هالنتيفه..صدق انكن ما تنحقرن، تسلبن العاقل عقله و تطيحون هيبته. يا ويلنا من عصرك بس

كتمت ضحكته وهو يهمس لها/شرشحتك بعد..

ضربت كفيها ببعضهما و تراه مازال يبتسم لها/خلف الله علي يا قاسي..ادخل ادخل و نشف نفسك عن البرد محد بنافعني اذا انت مرضت.

اقترب منها يمازحها/افا يمه يعني ماتبيني الا علشان المصلحه..وين الحب والحنان يالغاليه؟!

ابعدته عنها/ابعد عني بس لا تغرقني بالمويه، الحب راح مع هالبزر اللي تلعب معها هذي..أما انا لي الله

امسك بيدها ليقبلها بابتسامته/كلنا لنا الله يمه كلنا







،
.
،


اغلق الهاتف من نايف ليعود يستفسر مهند/خير مهند وش اللي صار!

مهند بقلق/والله مادري..هي اتصلت بي وقالت ابوها يستفرغ دم..خفت وجيت اركض اخذه وهي جات معي، اعتقد من قل الاكل ..سبق وقالت لي هوازن انه يعاني من عسر الهضم


رفع حاجبه/وانت تسولف معها؟!


خاف/لا لا هي تقول لي اخر مره يوم سألتها عن ابوها.


استشف من توتره مالم يعجبه/اسمع يا مهند انا كلفتك بالمهمه هذي لأني عارف انك وجال ثقه و راعي حق ومواجيب، طلبتك ماتخيب ظني فيك...إلا حاجات الناس ياخوك تكفى...


فتح زري ثوبه من اعلى و راح يجلس على كراسي الانتظار..كم من الوقت يجب ان ينتظر؟!


خرج الطبيب وهو مستغرب ويفكر بتلك الحاله..ليتفاجىء بعزام و مهند أمامه/انتم اولاد هالشايب؟!

بنفي/يعني تقدر تقول كذا..بشرنا عنه.

الطبيب/كبير سن طبيعي يعاني من امراض شيخوخه ومنها عسر هضم و تبعاته..بس الحمدلله الضغط عنده بنفس مستوى عمره والسكر ممتاز..

بفضول/طيب يستفرغ دم!!

الطبيب/لأنه ما ياكل و راح يتنوم هنا كم يوم لين نتأكد من حالته..انا اتابع حالة هالشايب من فتره و بحكم اني اكبر منكم ابي انصحكم و يا حبذا تتقبلون نصيحتي..ياليت تعتنون بأبوكم مايصير اختكم هي اللي دايم معه..خلوكم حوله.. هالبنت ضعيفه مهما كان لازم رجال يجلس معه ويعتني به، فاهميني يا شباب؟!

ابتسم مهند وهو ينظر لعزام الذي يداعب سُبحته بهدوءه/طيب مشكور يا دكتور..

إلتفت إليه مهند متسائل بعد ذهاب الطبيب/وش السوات يا عزام؟! الشايب وبنته معاد ينتركون لحالهم.

زاد فضوله مع هذه المشكله/لازم نعرف لها اهل..مايصير مقطوعين من شجره وهذا بعد طليقها ليه مختفي؟!

استصاب في قلبه،من تلك الكلمه/هوازن مطلقه؟!

استغرب نبرته/ايه وطليقها ماخذ الولد...هالناس ماتت قلوبها...

إلتزم صمته وهو يراه يذهب لغرفة ذلك الرجل وابنته ليلحق به..
ناداها وهو يسألها عند الباب/هوازن!

رفعت اللثام وهي تتجه للباب،بعيون اذبلتها الدموع/سم اخوي عزام..

رحم ضعفها الذي تبدو عليها وانكسار عينيها و ذبول صوتها/لا يضيق صدرك ترانا خوانك..انتي عارفه ان ابوك كبير سن و مريض لازمه تنويم ومايصلح تقعدين عنده بقسم الرجال

بخوف/بس يا ناس مالي غيره، الله يخليك قولهم يخلوني معه،

تحدث مهند وعبرتها تجرحه/لا تبكين قلنالك كلنا حولك والله مانخليك

ردت بغصه/انتم ماقصرتوا، يعلم الله انكم وقفتوا معي وقفة اجواد ما تنسي لكن طلبتكم مابي اثقل على احد بقعد جنب ابوي لين يطيب و ارجع انا وياه سوا


إلتفت اليها عزام/اسمعي يا هوازن، مايصير حتى لو رضوا ادارة المستشفى انك تقعدين انا ما راح ارضى انك تقعدين بقسم كله رجال مع مرافقينهم ،

بكت/اجل وين اروح يا عزام؟! قول، لا الزوج موجود ولا الولد و لي اهل اعتزي بهم!

بفضول يكاد يقتله، ربما هذا الوقت المناسب/هوازن انا لي فتره اعرفك كأسم واسم ابوك لكن ماعمرك قلتي اسم عايلتك ولا حتى الكنيه! محتاج اعرف هالمعلومات وانتي هاللحين محتاجه وقفه معك

صدت بضيق وهي تتذكر ما حدث وسبب طلاقها و هجرها من قبل الناس الذين كانوا اهلها/قصتي طويله مابي اضيق صدوركم بها

بإصرار/معليه انتي ملزومه تقولين لي كل شيء..اجلسي و تكلمي وبإذن الله نساعدك

حاولت استجماع الاكسجين لتفضفض لأول مره/بدت معاناتي بعد زواجي بفتره بسيطه..جاني زوجي معصب من بعد عزيمه عند احد اقاربي اقصد اللي المفروض يكونون اقاربي.. رجع يسألني و صدره ضايق باين عليه منزعج،قال ليه ماقلتي لي انك بنت واحد مضيع اصله؟!
تفاجأت من كلامه..وبعدها فهمت انه ابوي اصلاً لاقيه جدي ابو امي ضايع في النفود و فاقد ذاكرته و عنده صعوبه فالكلام..ظل فتره بالمستشفى ومحد سأل عنه راح لحايل و الحفر و كل الديار اللي حول النفود مالقى منهم جواب..حب يساعده بما انه صار شخص ملزوم به وهو فاقد الاهليه والذاكره قرر جدي يزوجه امي وامي عمياء اصلاً يعني محد بيتزوج عمياء اعلن ان اسمه هو عبدالله عبدالوهاب وانه ابن عمه قفى و..زوجهم عنده وخدمهم اثنينهم لين مات و امي ماتت بعده بفتره وضليت مع ابوي..و شرطت ما اتزوج على اي رجل لين يوافق اني اخذ ابوي معي و جاني ابن حلال ووافق على شرطي..
المشكله انه كان فيه وحده تساعد امي وتشتغل عندها زل لسانها عند بناتها و من بناتها انتشر الخبر لين وصل زوجي وقرر يطلقني..قلت له اني حامل و قال باخذه لكن انتي انسيه ..وهذا حالي لا زوج و لا اهل ولا عشيره.

حاول فهم ما قالته/يعني انتي حالياً مجهولة نسب!

حركت رأسها بنفي/ماني مجهوله ابوي معروف وامي معروفه و زواجهم شرعي الحمدلله. اللي يهمني هاللحين صحة ابوي وحياته فقط..

اعجبته ثقتها بنفسها..رغم لمعان الحزن و نبرة الوجع، هذه العينين لا يجب ان تحزن ابداً..


تحدث عزام بعد صمت/ولا يهمك يا هوازن انا مستعد اكون لك اخو واساعدك ومالك الا الحشيمه والكرامه.مكانك اللي بتجلسين فيه انا بدبره ماني مخليك تسكنين اخر الدنيا لحالك..


خافت/بس عزام!!

قاطعها/ولا بس ولاهم يحزنون،سبق ووثقتي بي .. وانا اوعدك يا هوازن احافظ عليك مثلما احافظ على اهلي ..وان ماكنت كفو يا هوازن لاغفت عيني .. خليك هنا شوي و بعدين بتصل فيك واعلمك بكل شيء، حالياً لازم ارجع البيت مرتبط باستقبال مهم..


تحدث مهند ليدركه/و انا بقعد هنا بالانتظار متى مابغيتي شيء مهم ناديني..


استشف من نبرته شيء لم يحبذه، ولكن أراد ان يصفي النيه، ماهذا الحماس الذي يبدو عليه../يلا عن اذنكم
،
،
،
،
،
،
،
،
،
،
،
مضى معظم الليل..وانتهى الاستقبال ولم يأتي كما سمعت من عمتها،
الويل له، بات يعلن خيانته للملأ و كأنه فرح بإنكشافه امامها!!
وقفت وهي تشعر بالغثيان من كمية المجاملات التي قامت بها الليله، تريد مكاناً خالياً من اي مخلوق تريد الصراخ تريد انهاء كل هذا..كل شيء يخدش غرورها و يؤجج نيراناً من الكراهيه لا تنطفىء..


لاحظت مدى عدم إتزان مشيتها و كأنها ستسقط لتذهب و تلحق بها/شكلك دايخه خليني اساعدك

سحبت يدها/معليش انا رايحه غرفتي وماحب يدخلها اي غريب..

شعرت بالحرج وهي تحاول ان تخفي ذلك بابتسامه/براحتك،

شعرت بالإحراج من تصرف الشموس الغريب/معليه يا مدى ، هي تعبانه شوي

إلتفتت ناحية ام رواد وهي ترفع حاجبها و كأنها تهددها، كيف تبرر لها تصرفها وهي موجوده!!! ام رواد لها مكانتها والا لكانت تصرفت تصرف اخر معها...


تحدثت مدى بإبتسامه/معليه يام رواد انا عارفه ان النفاس تكون نفسيتها صفر، وتقول اي كلام ماله معنى

ردت وهي تهمس لها بكتمان غضب/الشموس ماتقول كلام بلا معنى،

مدى بنفس همسها/سمعت من عمتك ان زوجك ماحضر استقبالك لذلك انتي متوتره شوي بصراحه الله يلوم اللي يلومك..تصرفه مستفز و ما يغتفر،هذا فيه تقليل قيمه.

انتظرتها حتى اكملت حديثها لترد بهدوءها الذي تتقنه امام مشاعرها، ظنت ان مدى مهما كانت لن تتحدث بهكذا مكر، ولكن النساء عند الحب يفقدن اتزانهن/مجاملتي لك ماتعني انك صرتي تمونين، لذلك ياليت تعرفين حجمك و ما تحتكين بالشموس، لمصلحتك يعني...ومشكوره على المحلاه...

اقتربت منها نيفادا التي ارسلتها ليال/تبين اروح معك شوشو؟!

استدارت لترد وهي ذاهبه/مابي احد..خلوني ارتاح بس.


.


عادت لتجلس بجانب والدتها، وهي تستعيذ من لهيب عيني الشموس،لا تعرف كيف أتتها تلك الجرأه لتتحدث معها عن عزام..لا تعرف ولكن شعرت بشيء من الرضا وهي تُظهر شماتتها بها وان كانت بطريقه غير مباشره!!
استغربت جرأتها غير المعتاده وكأنها كانت تنتظر هذه الفرصه منذ دهر!!
النفس انانيه حين تعشق و حين تخسر العشق، و تظهر حقارتها في اول فرصه مواتيه...حتى وان بالغت في إظهار المثاليه..لابد وأن تسقط يوماً ما في فخ الغيره!!

.
،
.
،
.
،
.


دخلت غرفتها و اتجهت لسريرها لتجلس على طرفه بتعب، وتلتقط هاتفها الذي وصلته رساله، قرأتها على عجل [فكرتك كانت حلوه والظاهر ظنك بمحله، بكرا بزورك و بقولك كل شيء صار]..
اغلقت هاتفها و رمته خلفها، و انهار باكيه.. اتجهت للمرآه لتواجه إنكسارها للمرة الأولى، للمرة الأولى تطلق العنان لعينيها لتنهمر بالدموع ..كان يجب ان تبكي لأنها للمرة الأولى تتبع قلبها و تتجاهل نداءات عقلها..وكانت هذه النتيجه..
نزعت خاتمه من إصبعها و فتحت صندوق مجوهراتها لتُخرج خاتم ابيها وتضعه مكان خاتم عزام..و كأنها تحاول نزعه منها...
"‏كان لابُد من الصفعه لأصحو من هذا الكذب و الوهم كان لابد ان اتجاوز تلك الافكار الحالمه التي صنعتها يوماً معه، ،لأمضي مُجدداً أرمم روحي و أُحرر الشموس التي روضها قلبها يوماً و جعلها مداساً لمشاعرها...
"ماذا لو لم أحُبه؟!...لما حدث هذا كله.""

وصل متأخراً وقد انتهى الاستقبال و لم يتبقى سوى ازواج عماته بصحبة نايف وتركي و غيث ابن عمته لولوه..و هنا قاسي مازال ينتظره ..
يالله مالذي سيعتذر به الآن ليحاول ترقيع ما حدث الليله!
دخل بدون اي تعابير غير الابتسامه الخفيفه/السلام عليكم يا رجال

وقفوا للسلام عليه ومباركته/وعليكم السلام..

ابو غيث وقد كان كبيرهم/عسى ماشر يابو راكان..اشغلتنا عليك توني اقول للعيال كلموا الرجال شوفوا وين غدا!

تحدث بابتتسامه لا تكاد ترى/المعذره يا جماعه والله اني مستحي منكم ..خويي صار عليه حادث و رحت له فزعه. وكنت عنده طول الليل فالمستشفى تطمنت عليه وجيت .. انا كلمت نايف وبلغته عن تأخري

نايف/صحيح ان حضر عزام والا انا كلنا نسد اللزوم، ماعليك يا ولد عمي معذور..اقلط تقهو بس

إلتفت الى تركي وهو يغمر له ليلحق به/هاللحين اجي، ابي تركي عن اذنكم..

لحق به تركي وهو يستغرب طلبه لم يتحدث معه منذ تصالحا و قد ظن انه لن يتحدث معه او يسامحه/سم يا عزام

لحق بهم قاسي مستفسراً/وش العلم يا عزام؟! فيه مشكله؟

عقد حاجبه وهو يلتفت اليه/ياخوي ماناديتك،

قاسي بقلق/وجهك جايب العيد، قل لي وش أخرك للحين؟!

تأفف/قاسي لو فيه شيء ماخشيت عنك،ابي تركي بشغله ارجع للرجال الله يرضى عليك

حاول ان يطن خيراً ويذهب لكنه يشعر ان شيء ما يشغل بال عزام ولا يريحه!!..


زاد فضول تركي/خير يا عزام وش بغيت؟!


تردد و لكن تركي هو الوحيد المناسب لهذه المهمه/اسمع يا تركي انت سبق و استسمحت مني وانا سامحتك لكن الليله بختبرك واطلب منك طلب ومهمه مايقوم بها الا الرجال الثقه يعني اللي ما ينباح لهم سد، هذا معروف لوجه الله يا تركي


تحمس فهو يريد ان يمحو صورته السيئة السمعه/حطني على يمناك انت بس آمرني..

اخرج مفتاح سيارته من جيبه وقدمه له/خذ سيارتي و سو اللي بقوله لك..لكن قبل كل شيء كلّم امك و خذها معك

ظل يخبره بماذا يجب ان يفعل...،،
.
.
.
.
.
.
.
.
عاد لشقتها مرهقاً..رن الجرس عدة مرات لتفتح له الخادمه/نعم سير؟! مدام مافي موجود

دفعها و دخل مستغرباً/حضرتها وين فيه لهالوقت؟!

لم تستغرب اقتحامه اعتادت حضوره لهذا المنزل..اغلقت الباب و دخلت بصمت..،

دخل وهو يخرج هاتفه ليتصل بها وجد علبة سجائرها على الطاوله اخذ واحده واشعلها بتوتر و هي تتأخر بالرد، الي اين ستذهب في هكذا توقيت؟!!
ردت بعد اربع رنات/هلا ماجد!

بغضب مكبوت/جيت بيتك ادورك مالقيتك! وينك لهالوقت هاه؟!

ارتبكت/بييتي!!..انا سهرانه عند وحده من صديقاتي..لكن هاللحين راجعه حبيبي، اطلب من الشغاله تسوي لك قهوه تروقك و تفرج على فيلم على بال ما اوصل..

اغلق الهاتف بغضب وهو يضعه بإهمال على الطاوله امامه..
وقف وهو يتجه لغرفتها..سيستحم منذ يومين يجلس مع والده في المستشفى..ويحتاج ان ينعش نفسه..

دخل الغرفه..وهو ينزع ثيابه ويستحم بشكل سريع قبل عودتها ..اخذ روب استحمام ابيض ولبسه ليخرج...
و يتجه ناحية الخزانه ليأخذ منشفه..اي منشفه بدلاً من هذا الروب..
...فتح خزانتين لم يجد سوى ملابس و صناديق اكسسوارات..اتجه للثالث ليتفاجىء بملابس رجاليه!! و صندوق فخم صغير يحوي على علب صغيره جداً من دهن العود المعتق بجانبهما علبه تحوي خشبات عود ايضاً..و سبحه سوداء فخمه تتخللها خرزات فضيه قد رأى مثلها ولكن لا يعرف أين!!
تفاجىء بوجود شماغين مرتبين فوق بعضهما..و بشت اسود!!!!

سيُجن مما يراه الآن..تقول انها لم تتزوج بعده..ماتفسير وجود هذه المقتنيات الرجاليه الغاليه هنا..!!
وجد قصديرة تحوي اقراص زرقاء!! جن جنونه..


دخلت في هذه اللحظات وهي ترفع حاجبها غاضبه من دخوله الى هنا بدون اذنها، ولكن سرعان ما تحولت نظراتها للخوف/مااجد شلون تدخل غرفتي بغيابي؟!

إلتفت إليها وهو يلوّح بالاقراص الزرقاء/اهلاً وسهلاً!

ابتلعت الذعر/من سمحلك تفتش باغراضي؟!!!

اقترب منها غاضباً ليشدها من ياقتها/قلتي لي انك ماتزوجتي بعدي ولكن ماصدقتي تكلمي زواج والا وش يابنت الكلب

بعيون تغص الدمع/هذا كان زوجي وشايب بعد ما اعتبره زواج لأنه كبير سن ومافيه حيل ووافقت عليه علشان القى من يصرف علي وعلى ولدي..يعني بذمتك مافكرت هالبيت كيف دبرته؟!

نفضها/اقسم بالله لو ادري انك كنتي تلعبين من وراي

قاطعته بابتسامه وسط دمعها/وش بتسوي؟! هااه؟!! انت حتى كنت زوجي مدري وش جابك بغرفتي؟! انت استبحت كل مافيني.. انت خطيئه بعمري ماتغتفر!

تركها بقوه/ابي اثق فيك. وبتزوجك لكن انتي ماتساعديني على نفسك

حاولت ترتيب نفسها/ماني محتاجه ثقتك يا ماجد ..مابي اتزوج واحد ماعنده غيره علي واهم ماعليه نفسه ومتعته.. انا تعبت بحياتي

زم شفتيه محدقاً فيها/ان ماتزوجتيني..عمرك ماراح تشوفين عبود بحياتك كلها..


ابتسمت بخيبه، فراق طفلها افضل شيء ستقدمه له...فعلت الكثير في حياتها لن تدمر مستقبل ذلك الطفل، وان اضطرت لقتل نفسها..إلتزمت صمتها والشوق لاحتضان طفلها يكاد يقتلها..اتجهت لدورة المياه وهي تشعر بالغثيان..ورغبه في الاستفراغ...،

خاف من رؤيتها على هذه الحال ليلحق بها/مهااا شفيك؟!!

اغلقت الحمام خلفها قبل دخوله لتستفرغ براحتها ..ولكنها شعرت بالذعر وهي ترى الدم !!
فجأه هكذا وهي لا تسعر بأي ألم او عارض مرضي!!!
،
.
،
.
،
:

.








الساعه الثانيه بعد منتصف الليل...،
ذهب الجميع...وجلس هو ينتظر اتصال تركي...لم يشأ ان يدخل الآن ، آه كم يحمل هم لقاءها الذي لن يكون كالعاده..لم يعد كل شيء كالسابق..
رفع رأسه للاعلى وهو يحاول ان يجدد انفاسه..،

رن هاتفه ليرد بعد رؤية اسم تركي/هلا تركي!..بشّر؟! بارك الله فيك ، خلاص بيّض الله وجهك..بكرا نتواجه سلام

اغلق هاتفه وهو يقرر النهوض والدخول لغرفته...نزع شماغه ووضعه على كتفه و قطع الحديقه مشياً وهو يفكر لعلها نائمه الآن...
كعادته دخل من باب المكتب الذي يفتح على الحديقه، ثم اغلقه بهدوءه و رمى بشماغه على الاريكه القريبه من الباب..ثم دخل للغرفه باحثاً عن رؤيتها..
لم يجدها ولكنه لمح حركةً في ذلك السرير الصغير..
اتجه ناحيته ووقف ينظر إليه بحب وهو يبتسم له، هذا الصغير جداً إبنه هو!
مد انامله ليداعب يده ليتفاجىء به يطبق انامله على إصبعه بشكل عفوي..حاول سحبه بلطف ولكنه متشبث، اتسعت ابتسامته ليهمس له/شكلك مليت من السدحه هنا!

انحنى له وحمله و خرج به للمكتب ليجلس على الاريكه الطويله ويضعه في حضنه ويتأمله بشعور عجز عن وصفه ولكنه لطيف و طاهر ، حد انه منحه راحه ازاحة منه غثاء الدنيا بأكملها في هذه اللحظه..
تمنى لو يستطيع ان يثبت الوقت وهذه اللحظه وان يعيش هذه الطمأنينه لبقية عمره..،

.

خرجت في هذه اللحظات ليراها وهو يدخل الغرفه تضع يدها على بطنها و من الواضح أنها تتألم/سلامتك

لمحته لتسدل يدها فوراً و تسند طولها وكأنها بخير، تجاهلته وهي تتجه لسرير طفلها ولكنها لم تجده، خافت لتتجه لهاتفها الذي تركته على الطاوله التي بجانب سريرها لتسجل رقم ليال ولكنها تفاجأت به يسحب الهاتف من اذنها/قدامك واحد واقف يتكلم ردي عليه

بغضب مكبوت وتحاول ان تخفيه ببرود وتجاهلها له/نعم؟!!

ازداد غضبه/انا قدامك عاتبي تكلمي استفسري اي ردة فعل بتقبلها منك الا سكوتك هذا مايعجبني.

رفعت حاجبها الايسر وهي تنظر لعينيه بفتور ظاهري فقط/ابعد عني خلني اسأل خواتي عن ولدي.

اعادها أمامه ليثبتها/قلتلك لا تتجاهليني، ولدك موجود بأريكة المكتب، كلميني انا اغضبي اصرخي عاتبي انا فاتح لك صدري


إلتمعت عينيها بغضب الخيانه، بكت كثيراً في الخفاء، و تكاد تختنق من كتمان صراخها، هي تموت في كل لحظه وتصعب عليها نفسها في كل لحظه، تريد أن تبكي الكلام لا أن تحكيه ولكن ذلك الانهيار الداخلي يميتها!، حركت رأسها بالنفي/ماعدت تسوى علشان اعاتبك، انت خطأ فادح و ماكل الاخطاء نقدر نتداركها، خلك على ماكنت و ابعد خذ حلمك و اللي تبيها ..واترك الشموس منت بمستواها!

بضيق/قلبي مايبي غيرك..عطيني فرصه اثبتلك صدقي

بنفس البرود الذي تتقنه/قلبك لو بغاني ما تحمل اهانتي واستغفالي ، لكن الخيانه تحرق حبال الوصل و تشوّه وجيه ..لا الوجيه تضل نفس الوجيه ولا الحبال تضل مربوطه ببعض!

إلتمعت عينيه/يعني بتصدقين سافله راس مالها تخريب بيوت الناس! وكأنك تبينها من الله!

ابتسمت بخيبه وهي تكره ما ستقوله/هالسافله كانت زوجتك و كنت تتركني هنا و تسهر عندها ليالي و تتشكى لها مني و تتكلم لها عن مبررات زواجك مني، يعنك انها طابت النفس يا عزام.


كل شيء ضده يعرف ذلك لكن كيف له الخلاص والتبرير؟!..اخرسته تلك العقده،مهما تحدث لن تصدقه،هو مُذنب دون شك، ..هو انتهى تماماً..

أردفت وهي ستنفجر من صمته المميت، تمنت ان ينفي بغضب، ان يتحدث بصراحه و يخبرها بكل شيءقبل ان تعرف و ان يريها مدى صدقه معها، ومدى اخلاصه ولكن كل ذلك لم يحدث هو من اجبرها هو من قتلها/خلاص يا عزام انت صرت في حل من هالزواج...اخوي و رجع لي ..انتهى دورك.

شد على عضديها بقوه/ماهو بكيفك!

نزعت يديه رغماً عنه..و لكنزشعرت بألم بطنها يزداد لتنحني تضم بطنها وهي تحاول التراجع والجلوس،عضّت اسفل شفتيىها بألم قوي،حاولت الرد ولكن الألم الجسدي كان يعادل الروحي فكيف لها الخلاص.، تريد الصراخ والاعترض تريد قتله في هذه اللحظه تريد محوه من تاريخها و من ذاكرة أيامها..تريد النجاة من هذا العذاب الذي يُفقدها لذّة الحياة ..!


حاول مساعدتها وهي تفقد توازنها ولكنها تبعد يديه عنها بإكتفاء، حتى جلست واستراحت/الشموس لازم تسمعيني، لا تسكرين كل الابواب بوجهي تكفين


هدأ الألم قليلاً ولكن مابداخلها يعج بالاعاصير الناريه ولكن "لابد لي من تحمل اوجاعي بنفسي لأتجاوزها بدون ان انحني..لم يربيني والدي ليكسرني رجل بخيانته"

حاول تهدأتها/ارتاحي واضح بالحيل انك تعبانه.

تنهدت وهي تستجمع نفسها..امواج من لهب ستحرقه لو عزمت عليه/ماني محتاجه اذنك علشان ارتاح..انا ابي فراقك.

ابتسم بسخريه والحزن يدك ضلوع صدره/اطلبي موتي بدل فراقي

بضيق/بالنسبه لي انت ميت...لكن حياتك خلها لراكان افضل..يعني لاتظن اني بحرق الدنيا لمجرد رجل خانني، انا اللي احتقره يخسر حتى عداوتي..

تركته وهي تذهب لتأخذ طفلها من اريكة المكتب و تدخل..
ظل واقفاً مكانه وهو يراها تعيد راكان لسريره.. و تذهب لسريرها..لاحظته مازال واقفاً لتشير للباب/ممكن تهويني؟!

استغرب/على اساس ما اهمك؟!!

بنظراتها الحاده و نبرتها الجديّه/انا لولا وجود هالناس بالبيت والا كان رحت لغرفتي فوق و ريحت راسي من شوفتك لكن مضطره اتحمل وجهك ايام لين تتزوج ليال و يروح نايف يتعالج، ..لهذاك الوقت ياليت تريحني من وجهك و تنام فالمكتب ..


لم يتفاجىء بقسوتها.. هي بالأساس لم له تلين بسهوله!
كانت صعبه جداً و هاهي الآن باتت أصعب من اي وقت مضى!
ترك لها الغرفه و خرج ، ليلقي بجسده على الأريكه في المكتب.. ليتفاجىء بإغلاقها للباب بينها وبينه..
.
،
.
،
.
.



.
في غرفتها آخر الليل...عجزت عن النوم وهي تفكر بالحديث الذي سمعته من نايف...تُرى ماذا كان يقصد، لماذا نظراته كانت بتلك الحده ؟!
لماذا كان ينأى بنفسه عنها و كأنها "أَمَه" اشتراها وحررها؟!!

استيقظت هند تريد الحمام لتراها جالسه تنظر للفراغ!/بسم الله وش مسهرك انتي؟

تنهدت/مادري!

اعتدلت جالسه/خبله انتي؟! دام ماتدرين ليه ماتعوذتي من ابليس وصليتي لك ركعتين ونمتي

تريد الحديث ولا تدري لذلك سبيلاً/هند كيف علاقتك مع عبدالرحمن، اشوف معاد تراقبين جوالك و تنتظرين مكالمته!

ابتسمت وهي تلملم شعرها في ربطه/الحمدلله تطمنت ان صحته زينه و هو بخير وارتحت، دامه ما تكلم معناته تعلم

استغربت/مافهمتك! تعلم من وش؟!

تبسمت وهي تتذكر تلك الليله/حاجه بعدين اعلمك فيها، المهم تعاالي انتي قلتي لي طلبك نايف بس ما قلتي لي وش قالك؟!

تنهدت/كلام كثير بس اللي فهمته منه انه يبينا نكمل دراستنا بعيدين عن بعض..و يبيني اعيش حياتي بدون ما افكر فيه..

فهمت ماقصده/واضحه مايبي تحسين انك انه الخيار الوحيد..عموماً قدامكم وقت للتخرج..وبين هالسنوات يصير اشياء و تستجد امور محد يتوقعها..


بضيق/انا اصلاً ما كان لي خيارات..لأن ماببالي احد و لا عمري فكرت اني برتبط بأحد كان فكري محدود بدراستي امي اخوي صديقاتي و بس، ابوي صدمني بأنه يبي يزوجني فجأه وهالشيء زلزل كياني


حاولت التخفيف عنها/اتركي عنك الدلع. عمرك واحد وعشرين، امي بعمرك قد جابتني وتطلقت بعد. وانا لولا اني وحيدة ابوي ما سمع كلامي و أجل الزواج لبعد التخرج ترى عايلتنا ماعندهم ملكه و خرابيط عندهم ملكه وزواج بنفس الوقت مافيه تأجيل..هذا عبدالرحمن شرطت عليه الزواج بعد التخرج و وافق..صحيح انه بغى يستغبيني بس على من ههه ماهو بنت صالح..

استشفت من حديثها أمراً/طلبك كذا بصراحه؟!

ضحكت/يا حليييلك جاني البيت بس ماعليه سنعته و ماطال مني الا الشقى..

ضحكت من اسلوبها في الحديث/يمه منك شسويتي للرجال؟! باين يحبك

تذكرت الموقف بابتسامة ثقه/ان حبني صبر وان ما صبر ما يستاهلني ..انا ماعندي استعداد اندم.. و المؤمنون على شروطهم ،ماتعودت اتنازل عن حقي

غبطتها على قوتها/هنوده ابي منك دورات تقوية ذات.. انا دموعي عجلهوش اسوي بها؟!

ابتسمت لها/دموعك عجله لكنك صبوره..لو منتي صبوره ما كان عندك مرض مثل السكر وساكته حتى امك ماقلتي لها!! انا ماعندي هالصفه..و اتمنى اني مثلك صبوره لأن الحياه محتاجه صبر مهما كان

بادلتها الابتسامه بصمت...جمال الحياه ان تجد شخصاً يفهمك اكثر من نفسك ويقدّر نقطة ضعفك ويجعلك تراها نقطة قوه!!
،
.
.
،
.
،
.
.
.

خرج من حمامه صباحاً متأزراً بمنشفته ليراها مازالت نائمه كملاك في منتصف السرير.. جلس يتأمل مكامن السحر الذي جعله يحسب أيام الفراق كمقبلٍ على الإعدام..
‏انعم من تلك الفراشه النائمه بدلالٍ على ظهر كتفها و أرق من الحرير الذي يلف جسدها الغض!،
تنام صباحاً بعد ان تشعل ليله بمصابيح السعاده...
داعب اناملها و باطن كفها برقّه ..
"استيقظي دعي الصباح يتنفس"

فتحت عينيها بخدرٍ شديد لتشق على ثغرها إبتسامتها/صباح الخير

أزاح خصلتها عن و جهها ليتضح/صباح نورك..اخيراً قمتي

اعتدلت جالسه وهي تسند ظهرها على رأس السرير/ليه قمت وماعندك دوام؟!

ثمة صوت اشبه بالضرب على اوتار عود، حينما تغني اقصد حينما تتحدث!
‏في لحظات شغفنا نفقد السيطرة على قلوبنا، نحاول بفشل ان نكبح جماح المشاعر حتى لا تؤلمنا بأنينها حين يحل الفراق ..!

ابتسمت وهي تراه يترك نظرات عينيه ترتاح على عينيها/وين سرحت نفسي اعرف، بالعاده تنام هالوقت اذا ماعندك عمل!

قرر ان يعيش هذا اليوم كآخر يوم في الحياه لذلك سيكون معها بكل تفاصيله ، تحدث بنفس ابتسامته/بكرا انا طالع الجبهه..و حبيت اقضي هاليوم كله بالبيت معك..اتركي النوم وخلينا نقوم نفطر

تغير مزاجها و ذبلت ابتسامتها وهي تعتدل جالسه/بتروح صدق؟!


حرك رأسه بالإيجاب/واجبي يا نيفو

لم تستوعب ما تفوه بعد أحياناً تتمنى أن تكون كالاطفال لا تفهم الوداع، لتطمئن انه لن يذهب و انه فقط يمازحها، حاولت ان تجتاز خبر فراقه ولكنها فشلت!

.
،


يتبع*
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-