رواية ما وراء الغيوم الحلقة السادسة والعشرون 26 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة السادسة والعشرون 26 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة السادسة والعشرون 26 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوم كاملة بدون ردود - الأرشيف - للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا

 رواية ما وراء الغيوم الحلقة السادسة والعشرون 26 مكتوبة البارت السادس والعشرون كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية

26))ما وراء الغيوم..،


.

حياتك تخيفني
لطفك المبالغ فيه يرعبني!
ألفاظك المنمقه و إصرارك على تفخيم "علاقتنا"
عينيك النواعس وماتخفيه من اسرار و صور ..!
صمتك المجلجل!!
حضورك الطاغي، و جاذبيتك
إلتفاف النساء ..و برودك!!
و نيران الغيره التي تحرقني بصمت!
اشياء تدفعني للصراخ بجنون..
لولا أنني إمرأة عربيةً شَموس..تسمو عما يهينها!!

.
،
.

اغلقت الخط وهي غاضبه، فهذا ثالث اتصالٍ في خلال دقائق/قلّة ذوق!!

تسائلت/من متصل بك ووش قال؟!

عاود الاتصال مجدداً فتجاهلته/ماعرف الرقم..الظاهر متصل يتسمع صوتي وبس وهذا هو اتصل مره ثانيه بعد !

ليال/احظري الرقم بسرعه شتنتظرين؟!

ابتسمت وهي تجد الحل/وانتي قلتيها شلون راح عن بالي.. وهذا انا حظرته يلا خلينا نستعجل بالزفه حيل تأخرنا،

،.


،.



في مكان آخر من الصاله..همست لأختها وهي تراها لا تُحدث أي ردة فعل او ابتسامه لزواج اخيها/يختي افردي وجهك


بالكاد تتنفس واختها تطالبها بإبداء الفرح!،.ابتلعت الحزن سكاكين غير مسنونه، لا تستطيع الكف عن التفكير ، تُرى كيف يتعاملون من صغيرها الذي انتزعوه ؟! سيبكي ليلاً يبحث عنها، سينام جائعاً سينسونه بلا حليب.. خُيّل لها انها تسمع صوت بكاءه فوضعت يدها على صدرها وهي تشعر بالاختناق، لتقف وتذهب لذلك الباب الذي يؤدي لخارج الصالة..
وجدت مكتباً كلاسيكياً ضخماً أمامها و الكثير من الكتب و هنالك عدة ابواب اثنان منها تُطل على الحديقه احدهما مفتوح وتهب منه نسمات بارده وعليله و آخر لا تعرف الى أين يؤدي!!

جلست مسترخيه على الكرسي وهي تحاول إلتقاط انفاسها بعد ذلك الاختناق في الداخل..!
و فستانها الضيّق يزيد بإحساسها بالضيق..
هنا أبرد من داخل المنزل..ولكن أريح بكثير و اكثر حميميه..
وقفت بعد قليل لتتجه للباب المؤدي للحديقه الخلفيه ..الإضاءات موزعه بشكل متناسق تحت الاشجار و بجانب تلك الجلسات..تسلبها الرؤيه هنا..ولكن لفحها البرد لتدخل لفتتها تلك الصوره على سطح المكتب لشاب لا تعرفه..اقتربت لترى الصوره عن كثب، من يا ترى؟!
.
،
.




عند اختها في الأعلى ...
الاستعداد الآن للزفه وهم خارجين من الغرفه لتتلقى اتصالاً منه/هلا عزام..

على الطرف الآخر/قلبي العوده بتخلص ابي زياده

لا تستطيع النزول الآن/عزام انا هاللحين عند اختي فوق ادخل المكتب مافيه احد ومكانه صاد عن الناس، بتلقى العوده بصندوق خشبي في اول درج بالمكتب..

.
،
.
،
.
،



ترك المجلس محرجاً بعدما اعتذر لثواني ليدخل من باب الحديقه كدأبه..دخل بهدوءه من الباب المفتوح ليتجه ناحية المكتب في هذه الإضاءه الخافته قليلاً ليلفت نظره وقوفها هنا بالفستان الاسود تدير ظهرها والشعر الاسود يغطيه نصفه، عبس وهو يراه اقصر ، متى قصّرته؟!!
تقول انها في الاعلى عند اختها لتفاجأه و يرى لبسها، باسلوب تقليدي ، ابتسم وهو يقترب ينوي عناقها بقوه و يدس وجهه في شعرها كعادته ولكن هذا العطر ليس عطرها/مو قلتي انك فوق؟!


لابد وانها في خيالها بالتأكيد، لا يجب ان يكون هذا حقيقياً، يا إلهي انا لا أفكر به الآن فلماذا يُخيّل لي انني أسمع صوته؟ و اشعر بعناقه ، سأُجن ذات خيال ..لا محاله!!

استشك من صمتها/الشموس!!

هو حقيقه!..سرت القشعريره في جسدها حتى جزمت انه شعر بارتجافها من بعيد..خرس مؤقت و شلل يقيّد قدميها عن اطلاق ساقيها للريح..

استغرب ردة فعلها البارده و تصّنمها، انتبه لانعكاس المرآه الدائريه للمكتب، إنها الطامة الكبرى..ليست الشموس!! ابتعد خطوتين و كأن ناراً لسعته/ظنيتك الشموس!!

قالها و خرج مسرعاً بلا أي كلمة اخرى..



شعرت ان رائحة عطره الرجالي الفواح يغزو ذرات الهواء حولها و يقتحم انفها ومشاعرها لتقف وهي تراه يهرب بدون اي كلمة !
أيريد ان يخفف احراجها أم انه خاف من حضور الشموس، خرجت وهي تشعر بأن ركبتيها ليستا على ما يرام، البرد يلسعها في صميم عظامها و يكاد يلتهمها!!

"لم يكن شخصاً عابراً... بل مازال يُحيي بداخلي الشعور في كل لقاء و لا يميته!!
مازال حضوره يُحدث زلزالاً في مشاعري ..
كيف لي ان اقتل شعوري اللعين؟!
كيف لي ان اتجاوز عقبته لأمضي للحياة!!"

،

لمحتها الشموس من بعيد وهي تخرج من جناح المكتب المؤدي لغرفتها والحديقه!!! خفق قلبها بشده..ماذا كانت تفعل هناك؟ وهل إلتقت به؟!!..رآتها تذهب وتجلس مكانها بشكل مريب ..!!


،

هاهو يقف خلف ذلك الباب ... الموقف لا يتعدى دقيقة ونصف ولكنه ابحر به للحنين، ""يالله أهذه "مدى" الذكريات والطفوله و الشغب و قصص الدلال و السهر..!!...
باتت تلك الصغيره انثى ناضجه حد الوجع..تباً لذلك الأحمق الذي زرع الحزن في قلبك و رسم الدمعه على خدك ..""

كنتِ القريبة ذات حب..او لـ نقول ذات بُرهةٍ سقطت من الزمن و مُحيت من كل كتب تاريخي..!!
صرتي أي شيء آخر عدا ان تكوني الحبيبه!!

الآن أيقن قلبي أنه خُلق لأخرى لا تشبهك..لأنثى قويه لم ترسم في احلامها صورة رجل و لم تتحرك مشاعرها لمجرد رجل ولم تتخلى عن ذاتها لرجل، ولم تتنازل عن حقها في رجل..!
قلبي بات لأنثى قائمة بذاتها تؤمن أنها سيدة النساء ، و لا تظن نفسها نِصفاً يبحث عن نصفه الآخر!!

رن هاتفه ليرفعه ويبتسم لها/الو

على الطرف الآخر/قلبي اخذت العود؟!

تنهد/لا انشغلت بالسلام على جماعه تو واصلين و هاللحين بدخل


ارتاح صوتها/اوكي بجيك انا نزلت..

اغلق هاتفه وهو يرتاح..سمع صوت الباب يفتح ليطل عليها و يراها تدخل فيبتسم/اشوفك جيتي!!

ابتسمت وهي تتجه للمكتب و تفتح له الدرج و تُخرج له علبة العود/شكلي ادوّر عذر..علشان اشوف

لمح شعرها الذي يطول عن اول مرة رآها فيها، و فستانها الانيق ذو الاكمام الطويله، يُجسد اروع تفاصيلها/طالعه الليله احلى من كل ليله

رفعت حاجبها بابتسامه جانبيه/اخذ العود و ارجع للرجال..لا تتأخر عليهم

احكم قبضته على اناملها التي تقدم له الصندوق و جذبها إليه لتلتصق وهو يتأمل ليل عينيها الذي يسحره..

اقتربت و طبعت قبلتها على خده ثم همست/قلبي لا تخلي ضيوفك لحالهم ، برسل لك رواد..وامسكه جنبك اذا بغيت شيء اطلبه منه، لا تخلي المجلس ابداً..

تنهد وهو يراها تغلبه في هذه ، تريده دائماً الاول والافضل، كأمه تماماً..كعربية أصيلة تحب ان ترى زوجها سيد رجال قومه..


تركها و خرج... لتتنهد هي بعد خروجه مُحاولةً تنظيم تنفسها، ياللشتات التي تعيشه بين غيرتها و شكها و بين الحفاظ على مكانتها التي لا يجب ان تهزها مشاعرها مهما كان..!!
اهواء القلب شيء و واجبات الحياة الاجتماعيه شيء آخر .. لا يجب ان يؤثر احدهما على الآخر..!!
.
،
.
.
،
.
،


بـ جو من الابتسامات الصادقه و الاغاني جلست في مكانها الذي رتبوا فيه كوشه جميله مصممه بطابع بسيط وانيق..

لتتجه بعد ذلك النساء للسلام عليها بمن فيهن اخوات قاسي..
ساره بابتسامه صادقه وتضع بجانبها كيس هدايا فخم وباقة ورد/ما شاء الله..الف مبروك و ربي يحفظك من العين.. انا ساره حماتك الكبيره

تقدمت مدى وهي تسلم عليها و تقدم لها طقماً كهديه/الف مبروك يا عروس..هذي مني انا حماتك مدى..


ابتسمت و هي ترى لطافتهم معها/شكراً الله يبارك فيكم..

لتتقدم ام قاسي بابتسامه وهي ترى الجمال الغريب، لا تصدق انها من أم اجنبيه، تبدو عربيه خالصه، لولا ان ذلك الشعر القصير يستفزها/مبروك يا بنتي..

تحدثت مدى بابتسامه/هذي ام زوجك يا نيفادا

ابتسمت وهي تسلم عليها سلام الخد الواحد/الله يبارك فيك يا خاله

لم يعجبها سلامها هذا، في نظرها يقلل من احترامها/هلا هلا..

ذهبت وتركتها لتسلم على البقيه وتتلقى الهدايا و تلتقط الصور التذكاريه مع اخواتها..
لم يفوتها همس عمتها هند/شرايك بفكرة حفلة الزواج بعد الدخله ازين صح؟! هذا انتي مريحه اعصابك و امورك تمام ههه

استغربت..مالفرق بين الدخله و حفلة الزواج؟! أليس كلاهما يحملان نفس المعنى؟!! ردت بإبتسامه خافته وصامته..وهي تفكر بلقاءها الجديد مع قاسي..ستكون هذه المرة مختلفه عن المرة السابقه..ستكون انثى اقوى تفرض احترامها عليه..

مرت قرابة النصف ساعه واكثر ليتصل عزام بالشموس ويطلبها ان تُخرج نيفادا للباب هنالك سيستقبلها قاسي و يصطحبها لمنزله ..

تمت زفتها بوداع دموع ام رواد فلم يرافق طفولتها وشقاوتها اكثر من ام رواد، كانت توصيها حتى خرجت ..

وقفت ام قاسي/هو من بيودينا

ابتسمت الشموس/توونا السهره مطوله ، ولا تخافون السايق موجود متى ما بغيتوا يوصلكم

ساره بسعاده/حلو مانبي نزاحم المعاريس خلهم ياخذون راحتهم..

ليال/اجل تفضلوا حياكم داخل..
.
،
.
،
.
،




منذ دقيقتين في السياره يلتزم صمته في حضور عطرها السافر، ترتدي عبائه لكن لا يعرف ما تُخفي هذه العبائه..
حتى ان اسلوبها في العبائه اختلف عن السابق!!
تبدو هادئه ووادعه ..لفتته يدها المزينه بخاتم فخم وهي تفتح حقيبتها الانيقه و تُخرج هاتفها المحمول و كأنها تريد معرفة الووووقت..
ما هذا الهدوء؟!
مالذي تنوي فعله يا تُرى؟!!
فتح زرّي ثوبه من اعلى وهو يشعر بالحر في هذه الليله البارده!!


وصلا للمنزل ..لينزل و يذهب يُخرج حقيبتها من السياره ليتفاجئ أنها لم تنزل ..استغرب تصرفها ليتجه لبابها وهو يستفهم بنظراته، لتشير للباب ففتحه لها ونزلت ببرود..

خرجت من السياره لتلتفت إليه بطرف عينها/شكراً..

اتجهت للباب الذي فتحه و دخلت معه وهي ترى المنزل بنظرات تعجب ..يبدو صغيراً جداً ومتواضع بالنسبة لمنزل اهلها..ولكنه يعجبها..

رأته يخرج ليجلب الحقيبه الكبيره لتستغل الوقت وتنزع عبائتها وترتب نفسها و تجلس تنتظره ..ليوصلها غرفتها..

دخل بالحقيبة الكبيره وهو يبحث عنها ليراها تجلس هنالك بهيئه لم يتمنى رؤيتها الليله كلوحة سيراليه فخمه...
تباً..سبق وان طلب ان لا يراها هكذا..!!!
لا يعرف مالذي أصابه كيف سيتصرف مع هذه المصيبه، اي والله ان فتنتها مصيبه لا يستطيع معها النفاذ للعقل.!!

اتجه إليها صامتاً وهو يجلس في الكرسي المنفرد، يشعر بحرارته ..

وضعت ساقاً على الآخر وهي تتعمد ان تريه ما معنى الانوثه التي يتهمها بأنها تفتقد إليها..
"تُرى مالذي أخرسه ولماذا يتهرب من النظر إلي؟!!هل لم اعجبه، ام أنها حالة من الصدمة أخرسته؟! ام انه مجرد احمق يفتقد للذوق في التعامل!!"

لفتته لمعة سلسلة خلخالها الرقيق على بشرتها المخمليه..و انامل قدميها البالغه في الترف ..أي نعومه تمتلك؟!
تباً اخفض رأسه ليهرب من فتنة الوجه والجسد ليقع في فخ خلخالها!!
حتى انه لا يستطيع عتابها او نطق أي كلمه.. قد ألجمته هذه الليله!!

ابتسمت لتبادر هي بالحديث/ماعندكم شيء ينشرب؟! عطشت!

إلتفت إليها لتغمره ابتسامتها الساحره، تنوي على قتله بالتأكيد ، رباه أين المفر؟!..تباً لك يا عزام وعلى موافقتي لذلك العهد...قرر الذهاب وهو يقف لن يحتمل جلوسه معها بهذه الهيئه/فوق بيتك وفيه كل شيء خلينا نطلع

وقفت لتمشي، مثلت التعثر لتمد يدها إليه ليساعدها بالثبات، حتى احتضن اناملها، لتبتسم وهو يثبتها بامساكه اناملها/قراسياس اوفيسيال!

للمرة الأولى يسمعها تتحدث الاسبانيه، لم يسألها يريد ان ينقذ نفسه منها الليله، تركها تمشي و ذهب لحمل الحقيبه..واللحاق بها..

تمشي أمامه بفستانها القصير و بخطوات مدروسه وكأن نغمات كعبها الدقيق على السيراميك تنسكب في أذنيه كأنغام موسيقى موتزارت او بيتهوفن !!

دخلت الشقه وهي ترى الاناقه في التفاصيل. و كأن من أثثها مصمم عصري دقيق.. هي ليست بنمط المنزل في الطابق السفلي، إلتفتت حولها في المكان بابتسامة رضى ..تجولت في المنزل بينما ذهب بالحقيبه للغرفه..
وضع هنا غرفة مؤثثه وهنالك شمّاعه عليها ثوب و شماغ!!
وعلى التسريحه عطر رجالي واحد و كبك واحد و عود سواك!!
والسرير مرتب بغطاء كحلي كئيب..!!

قاطع اندماجها صوته لتلتفت..ما باله لا ينظر إلي، لماذا هو وقح لهذه الدرجه/ناديتني؟!

تحدث وهو ينظر إلى أي شيء عداها/اللي عندك غرفتي.. انتي غرفتك هذيك اللي حطيت فيها شنطتك..وهذاك المطبخ مثلما انتي شايفه مفتوح على الصاله ومجهز بكل شيء..وهذيك غرفة حطيت فيها اثاث مكتبي..يعني لدراستك و كذا..


استغربت/يعني كل واحد فينا بينام بغرفه لحاله؟!


اشار برأسه بالإيجاب/ايه

تحدثت تمثل البراءه/ظنيت المتزوجين ينامون بغرفه وحده؟!

حاول ان يخرج بأي وسيله/انا نسيت جوالي بالسياره..عن اذنك..روحي غرفتك علبال ما اجي

نزل مسرعاً كالهارب من شيء...اتجه لسيارته وجلس فيها يحاول تجاوز ما يمر به..هل نسي الشتاء برده هذه الليله؟!
ما بالها اخذت من حرارة الصيف و احتفظت بطول ليلة الشتاء؟!!

.
،
.
،
.
،
.
،
.

عادت المنزل بصحبته وهي تراه صامت طوال الوقت، لا يتحدث الا حينما يطلب شيئاً او تسأله عن شيء
وهذا ليس من عادته !، لطالما احب ان يلاطفها و ان يجاذبها اطراف الحديث...
نزعت عبائتها وهي تراه يجلس امام شاشة التلفزيون/صالح؟

إلتفت إليها وهو يرى اناقتها الليله ثم عاد بعينيه للتلفزيون/نعم

الآن عرفت انه غاضب او لعله عاتب على الآقل، اقتربت منه وفاجأته بقُبله على خده ختمتها بابتسامه/لحظه وجايتك هنا..

تفاجأ بحركتها بعدما تركته و اتجهت للمطبخ ..ابتسم وهو يعود لجهاز التحكم و يبحث عن أي شيء مسلي..


بشكل سريع حضّرت كوبيّ قهوه من آلة القهوه..
لتخرج إليه وقد نزع شماغه ومسترخياً و كاد ان ينعس، لتجلس بجانبه ملاصقه بعدما وضعت القهوه على الطاوله الصغيره أمامها..

ابتسم وهو يراها تطوقه بذراعيها و تُريح رأسها على صدره/ليه جايبه قهوه؟!

ردت بدلال واضح وهي ترفع رأسها و تعانق عينيه بعينيها/ابي اسهر مع حبيبي للصبح، فيها شيء؟!

ابتسم وهو يتأمل ملامحها واناقتها/تحبين السهر و ما يفوتك الصباح..شلون توازنين بينهم؟!

ابتسمت وهي تبتعد عن حضنه و تقدم له قهوته/بطبعي اصلاً قليلة نوم، يعني كم ساعه تشبّعني.

صمت قليلاً وهو يرى ابتساماتها له واحاديثها وهي ترتشف قهوتها/اسف عالايام اللي راحت، شكلي ثقّلت عليك بتصرفاتي

مسكت انامله بين اناملها وهي تصغط عليها بنعومه/انا اللي زودتها و ثقّلت عليك ، شيء طبيعي انك بتتضايق من تصرفاتي وبتنزعج مني.


لم يقصد ذلك ابداً،لم يحبذ ان يصلها هكذا احساس، وضع يده الأخرى على يديها التي تحتضن انامله وهو يتأملها ويبادر بالرد/انتظرتك سنين يا هند وماشتكيت !!

تنهد وهو يتأمل عينيها بحب/انا مشكلتي اغار من الدمع لا عانق اهدابك.


لم تستطيع ازاحة عينيها عن مجال عينيه،..
هنالك بريق يعكس لها معنى الحياة التي كانت ترسمها في احلامها، الاحترام المتبادل والتكامل الذي حلمت به و التقارب في درجات الإحساس ..الرجل الذي يلامس الكمال أو يحاول جاهداً ان يقاربه..
مليء بالحس و الرجوله...


قاطع سرحانها في عينيه بحديثه/انا ادري انك تفكرين بشيء يهمك ومشغلك ..تكلمي معي عن داخلك، والا ماني حبيبك؟!

يفهمها وتقسم على ذلك،هو مليء بالإحساس كما عهدته/حبيبي؟..انا ماحبيت غيرك اصلاً. ....

استنطقها/طيب وش فيك فضفضي ..بسمعك

شدت على يديه/ماكذب عليك، قلب الأم مربوط بالشقى مهما سلت ، ولي فتره مادري شفيني صايره افكر بعيالي، ماني مرتاحه ناحية وضعهم، تركي من زمان مقاطعني و شهد بعد عيني بين طيش اخوها و حكرة ابوها.. صوتها وهي تكلمني ماهو مريح قلبي مع انها ما تشتكي


ابتسم وهو يجد الحل سهل جداً/نروح للشرقيه؟!نشوفهم وطمني قلبي عليك.

تركت كوبها وهي متفاجأه من اقتراحه/من جدك صالح؟! ترى قلبي ما يتحمل، انت أب وتعرف غلات الولد

ترك هو الآخر كوبه على الطاوله و اعتدل جالساً/مايطاوعني قلبي اشوفك كذا ملتاعه على شوفتهم وانا قادر اخليك تشوفينهم بسهوله

ازدادت لهفتها/بسهوله!! كيف؟! لا تقول تزورينهم ببيتهم، مستحيييل يا صالح


ابتسم بخبث/ماني خبل اخليك تروحين لهناك، خلي ترتيب اللقاء علي يالغاليه...لا يضيق صدر هند و انا جنبها.

جميل اي و رب الهوى و رب الاحلام القديمه والنفس المرهقه و رب الجسد الذي احياه بعد الله، لو لم يكن في الأيام سوى انها جمعتني بصالح لكفاها عن نعيم الدنيا ،..

ابتسم لعينيها التي تغزو عينيه بصمت و بلا صدود/قولي بعد وش بخاطرك؟!

سقطت دمعتها لتمسحها وهي تبتسم بهدوء وتنطق بغزل/تدري لو كان للحب مُرادف ثاني غير كلمات العشق والهيام ، اكيد بيكون "أسمك"

اتسعت ابتسامته وهو يصد ليأخذ فنجانه ويحاول ان يستوعب هذا الكم من السعاده، و هي تتغزل به هكذا؟!!
قد كان يحلم بالقرب منها وهاهو يسكن قلبها كما كانت وستظل تسكن قلبه.،،


في كل مرّة يُثبت لها انه يستحق حبها ومدحها و غزلها وكل مشاعرها، حين يسمو بردود افعاله ويصد وكأنه لا يسمع مديحاً..
.
.
.
.
.
.
.
.

.

.:
انتظرته حتى قرابة الفجر.. لم يعود!
اضطرت لتبديل فستانها و لبس بيجامتها الحريريه ذات اللون اللؤلؤي.. ومسح ما كان ثقيلاً من مكياجها..
رتبت نفسها ثم خرجت متجهه للمطبخ اخذت كوباً غسلته ثم سكبت لها ماءاً وخرجت للصالة وجلست في منتصف الأريكه و انتظرت قدومه لن تنام وهو لم يعود بعد..فكرت ان تتصل به و لكنه لا يرد..!
في كل مره يثبت لها وقاحته وقلّة ذوقه!
قال انه يريد رؤية انثى وامتثلت لطلبه ..
لم يكن صعباً طلبه، ولكن يبدو أنه صعب الإرضاء
ماذا يريد اكثر مما فعلته الليله؟!

إن كان يختبر صبرها وجديتها
فليس لديها أي مانع،، ستجاريه حتى يخضع!
بداخلها تحدي طفله مازالت تجهل تكاليف العلاقه الزوجيه وماهيتها..وتبعاتها.

غلبها النعاس ..حاولت ان تقاومه ولكنها فشلت..لتنام مكانها..

..
،
.
،
.
،



بالكاد اغلقت هاتفها من عمتها لولوه التي اخبرتها بعذر عدم حضورها، استرخت في جلوسها وهي تحاول ان تريح ظهرها الذي ظل ممدوداً طوال الليل،
لتدخل ليال وهي تراها مازالت جالسه مكانها هنا بالرغم من ذهاب جميع الضيوف/انتي للحين مارحتي تنامين؟!

حاولت ان لا تعبس/حرقان المعده متعبني شوي،، انتي شمنزلك من فوق هالوقت؟!

ابتسمت وهي تتجه إليها وتجلس/انا فاضيه ما وراي احد، وماوراي دوام، كيفي اسهر و اقوم اي حزّه!

رفعت حاجبها وهي تحاول ان تدفعها للحديث/السهر دايم له اسباب وش اسبابك، اعترفي

ضحكت قليلاً وهي تجيبها/والله ماله اسباب، احيان اكون شبعانه نوم، لا اكثر ولا اقل ، لا تفلسفين على راسي، ترى الحامل تتخيل حاجات ماهي موجوده

قررت مجاراتها بتهكم/يعني لا حبيب و لا صاحب ياخذ راحتك ويسرق نومك؟!

ابتسمت وهي تكتشف محاولاتها/والله صدقتي..اعترف لك فيه من سرق نومي الليله و خلاني انزل علشان اشوفك

استرخت اكثر وهي تتكيء على يدها/ايوه وشهو،

تحدثت بدراميه وهي تكتم ضحكتها/الحال بغرفتي ما يسرك...ثلاجتي فاضيه لا ماء ولا عصير..حابه احط فيها شيء لولدي اكل اذا احتاج شيء من قريب


عقدت حاجبها وهي تزم شفتيها تمثل الغضب/دامك فاضيه لهالدرجه، اظن معاد فيه عذر ترفضين طراد..عمتي منيره كلمتني مرّه ثانيه وهالمره حابه تنهي الموضوع ...


إلتزمت صمتها وهي تفكر جيداً..

لتردف الشموس/خالتي منيره تقول طراد معاد يتحمل رفض جديد!


لم يعد يحتمل؟!
هو لم يجرّب لذة اقترابها بعد فكيف يحكم؟!
مازالت تتذكر ماضيه البعيد والقريب،
كان كثير التقرب وكثير التلميح غير انه لم يصرح
واحتاج عمراً ليعرف حقيقة مشاعره تجاهها!!
و ظل خاطباً لإبنة عمه دهراً ليعتقها منه في سن الثلاثين!، مالذي قد يجعلها ترتبط بشخص التردد هو عنوان حياته؟!، بينما هنالك من أصرّ على التواصل معها لغرض علاجها بكل الحيل و بكل الفرص السانحه والغير سانحه,حتى انه كان قريباً جداً منها وكان سيخبرها بشيء لولا وجود طراد الذي جعل الرؤيه مشوشه بينمها..
لربما خسرت وليد ولكن لن تؤلمه حتى وان كان بعيداً..


قاطعت سلسلة افكارها بطرح سؤالها/سويتي العمليه ونجحت و لله الحمد..كفلتي وسام و ارتحتي..وش يردك بعد؟!..طلبتك ما تخبين عني شي مره ثانيه


سكتت الشموس قليلاً ثم أردفت/بصراحه خالتي منيره تتكلم عن الدكتور وليد بشكل شككني، هي تظن انك.... كيف اقولها؟!! استغفر الله


من زرع الشكوك واثار الأمر هو طراد..يريد إلزامها بالأمر الواقع/ما فيه أي ظن أو شك بيني و بين وليد..

استغربت من برودها وهي تنفي و من نطقها لأسم وليد بدون رسميه، من عادة ليال نفي هكذا أمر بشكل قاطع او بشكل هزلي، هذه المره هي هادئه جداً/متأكده؟!!

ليال بغضب مكبوت/المفروض يالشموس ما تتكلمين بمثل هالموضوع السخيف بشكل جدّي!!

خجلت وهي ترى ردة فعلها/ماكنت بتكلم لولا ان الموضوع فيه طرف ثالث وهو خالتك..انتي عارفه ان طراد يبيك وما زال يبيك. مو مقتنع انك رافضه الزواج للزواج فقط..يمكن يشك بأي شيء رفضك لازم يكون مقنع

لا يحق لأحد ان يناقشها بموضوع يخص خياراتها الشخصيه وحياتها...بات الموضوع تحدي...ترددت فيما ستقوله ولكن تلك افضل طريقه لتتخلص من إلحاح طراد/انا قررت اوافق على طراد

تفاجأت حقاً/كيف؟!

اطلقت تنهيدتها وهي تقف/بوافق عليه..لكن مو هاللحين الزواج..فيه اشياء مهمه لازم تصير يعني الزواج بيكون بعدين مو هاللحين، محتاجه سنه سنتين...يمكن ثلاث

وقفت معها مستغربه/وليه كل هالانتظار اذا موافقه


ابتسمت بثقه/اذا يحب ينتظر..واذا مايبي ينتظرني يمشي..البنات واجد وانا اختك ماراح يموت اذا ماتزوجني


لم يعجبها ذلك الحديث البارد/ليه ماتفكرين انه يحبك، دامه يلح في طلبك ليه انتي لئيمه معه؟!!

ضحكت وهي تمسك خدها بشقاوه لتغني/حب إيييه اللي جاي تئوول عليييه

ابعدت يدها عن خدها بعبوس اطفال/انتي الحكي معك ضايع..لي ساعه اتكلم من جد و اخر شيء تغنين لي!! اروح ارتاح بغرفتي احسن

ابتسمت وهي تمسك بيدها، لتوقفها وتسألها بجديه/دامك تكلمتي عن الحب...اسألك بالله حبيتيه يالشموس؟!


يالله ما اسهله من سؤال و ما اعظمه من جواب!!
هل اعترف للكون اني احبه؟!..لا لا جمال الحب ان يكون بين خلجات الروح و حول القلب و بين الأورده..
خير اعتراف بالحب هو عناق مفاجئ و لهفة نظرات وترقب لقاء.. جماله ان يعيش بين نيران التوقعات و التخمينات..
والتوق الدائم للحظة الاعتراف الخطيره التي "لا تأتي اصلاً"..!

ابتسمت وهي ترى سرحانها وابتسامتها الخفيفه/اللي خذا عقلك يتهنى به

وضعت يدها على بطنها بكبرياء/محد غيره ماخذ عقل أمه.

صغّرت عينيها وهي تهم بالذهاب/الغرور يجري بدمك مجرى الدم!! عن اذنك بروح قبل ترفعين ضغطي


ضحكت وهي تترك المكان وتتجه لجناحها مُثقله ومرهقه، اتجهت للمكتب و هي تنوي اخذ كتاب هند ولكنها تكاسلت لتتركه،..وتدخل غرفتها تبحث عن النوم والراحه، ..

سمعت نغمات رسائل على هاتفه لتتجه إليها وتلتقطه تريد تُصمّته .. لا إرادياً قرأت المكتوب في الرسائل النصيه التي تظهر على الشاشه وهي مُقفله!!
شعرت بشد اسفل بطنها .. أعادت القراءه لعلها كانت مُخطئه ولكن ما تقرأه حقيقه
[اتصلت اكثر من مره بس شكلك نايم،
حبيت اقولك اني رجعت من السفر يا قلبي ومشتاقه..
بكرا نلتقي لا تنسى انتظرك]

ستختنق ستموت غيضاً من هذه الحقيره..حاولت فتح الهاتف بشكل لا إرادي ، ولكن الهاتف مُغلق..وقد سجّل رقمها برموز..هذا يعني انها ليست مُخطئة في الرقم..
مالذي يحدث حولها يا تُرى؟!كلما أرادت دفن الشك يخرج من براثنه من جديد..!!
كيف ترتاح ؟! متى ستهنأ؟!

اشعلت إضاءت المصابيح الخافته الصغيره المتناثره في ارجاء الغرفه وهي تذهب تأخذ ادويتها و تجلس على طرف اريكتها الموجوده هنالك في آخر الغرفه..
الأمر واضح، إما إن احداهن تحوم حوله ام انه يخونها وذلك يميتها ببطىء..!
حاولت جاهدة تنظيم تنفسها، لا تريد ان يؤثر أي شيء على جنينها الحلم..
لم تشعر بنفسها حتى لسعتها حرارة دموعها وهي تنسكب على خديّها..لتمسحها بسرعه..
ليس هنالك شعور أبشع من الغيره..
يالله من هي تلك الحقيره؟!!
ولماذا تكون حقيره..لربما هو من يلاحقها!!
.
،

استيقظ منزعجاً من الإضاءه فتح عينيه ليراها هنالك تجلس وتبدو ليست مرتاحه اعتدل جالساً وهو يتثائب/وينك؟ وش مسهرك لهالوقت؟!

حاولت ان لا يتضح ما تمر به ولكن بحلقها غصّه، منعتها من الرد..لتقف وتذهب لدورة المياه،لن تبكي امامه

استغرب من طريقة ذهابها ليقفز من السرير ويلحق بها/الشموس ! شفيك؟! يا بنت!!

اغلقت الباب و ظلت واقفه تستند خلفه،..في محاولة يائسه للملمة نفسها المتبعثره، قبل الحديث معه..
تنهدت وهي تنزع فستانها و تفتح شعرها و تزيل منه كل ما يثبت تسريحتها..
لتتجه ناحية حوض الاستحمام فتحت الشاور ووقفت تحته لتلتقط الشامبو وتضع منه بفوضويه حاولت اشغال نفسها عن بكاءها الصامت ليزداد مع محاولاتها في اخماد ثورت غيرتها...،
.
،

يأس من ان تخرج أو ترد عليه بعدما سمع صوت الماء..
يا ترى مالذي جعلها تتصرف بغرابه الآن وقد كانت الامور تجري بشكل طبيعي طوال اليوم..!!

عاد لهاتفه المحمول لم يجده في مكانه..بحث عنه ليجده هنالك على الطاوله بالقرب من الأريكه التي كانت تجلس عليها الشموس قبل قليل.. و رسالة تلك السافله على الشاشه..
فتح القفل وهو مصاب بصدمه هل رأت الرسالة؟!!
هل كانت ردت فعلها هذه بسببها؟!
يكاد يُجن، لن يحتمل ان ينهار ما بينه وبين الشموس الآن .. ولا يعرف ردة فعلها كيف ستكون..ستثور و تحطم كل شيء فوق رأسه و فوق هذا المنزل...ستهدم كل شيء بالتأكيد..

وقف وهو يمشي جيئةً و ذهاباً في الغرفه لا يدري ماذا عليه ان يفعل..عليه في البدايه ان يرى ماذا ستفعل ، يجب ان يتحدث معها..


لحظات لتخرج ملتفه بروب الاستحمام و شعرها المبلل منثور على كتفيها و ظهرها، تفاجأ بها ترسم ابتسامه صغيره بعد رؤيتها له، ليسألها بلهفه وهو يقترب منها ويكاد يلتصق/الشموس فيك شيء يا قلبي؟! تعبانه؟!؟!ناديتك قبل شوي و سفهتيني!! ليه؟! زعلانه مني؟!

اتسعت ابتسامتها قليلاً وهي تمد يدها لخده و تداعب ذقنه بنعومتها/لا يا قلبي ماني زعلانه منك، أنا بس كنت حاسه بحرقان معده و مكدرني شوي،

ارتاح بعد معرفة السبب ليعانقها بشده ، وهوصامت ليهمس ببحه/أأذي روحي ولا أأذيك يالشموس،

همست له/لعيون ساره؟!

شد على عناقها/لعيونك انتي ،مافيه شيء بدنياي يغنيني عنك، انتي قلبي قد سمعتي بأحد يؤذي قلبه؟!

نزفت دمعتها وهي تتذكر تلك الرساله و الرسائل التي تتجاهلها و شكوكها اللعينه، ابتلعت الغيره وهي ترد/عزام حابه اسافر انا وياك بكرا


ابتسم وهو يرى عينيها/انا بعد حاب ، اختاري الوجهه اللي تبين..

فكرت ان تختار مكاناً و تفاجأه به في المطار، لا تريد ان تعلم احداهن بمكان سفره/دام انا بختار ،.اتركه لي لين نوصل الطياره..اوكي؟!

ارتاح اضعافاً وهو يراها تزداد اقتراباً وان لم تخبره بحقيقة مشاعرها تجاهه إلا انه يزداد كل يوم عشقاً وولعاً.وهذا يكفيه منها وان طمع بالمزيد..!


كم تمنت ان يتحدث الآن اكثر من اي وقت مضى..
كم تمنت ان تكون الحبيبه الاولى والأقرب لقلبه كما يستوطن حنايا القلب و يُزهر داخل الروح..
ولكنه كعادته يفضل دائماً السكوت في الأوقات التي تتمنى منه ان يتحدث فيها..!!
.
،
.
،
،
.

.
،


.
يجر خطواته للأعلى..بتثاقل!
يكاد يسقط من ارهاقه لم ينم وهاهو يستعد للذهاب للعمل اليوم
ممزق كأشلاء تتشبث بشجرة في صحراء قاحله
يبللها المطر حيناً ولكنه لا يُحييها!!
مهزومٌ كفارس مات حصانه في أرض المعركه وتركه جيشه يلاقي مصيره!!

يعرف انه ليس نداً وان حاول ذلك..!
هي انثى تجعل من الصبي رجلاً فكيف برجل يعرف ماهية النساء؟!!

دخل الشقه..تمنى ان تكون نائمه يريد اخذ لباسه الرسمي والخروج باكراً للعمل وان كان ليس موعده..!
عليه ان يتعذر بعمله و ينغمس فيه..فهو مطمئن عليها في منزله..
لم يراها امامه، بالتأكيد هي نائمه ،
استحم على عجل و خرج ليلبس بدلته ..ليخرج وهو يُغلق ازرار بدلته العسكريه..
ليتفاجئ بصوتها ينسكب في أذنه"صباح الخير"

توقف وألتفت ليراها هنالك تقف عند طاولة الطعام الصغيره بجانب المطبخ قد وضعت فطوراً و ابريق شاي!!

منذ البارحه يُحيرها بصمته ونظرات الدهشه والصدود، اتجهت إليه لتحرك ذلك الجماد الي تحنط وهو واقف مكانه،طبعت قبلتها على خده بأسلوب كيد مغلف بالبراءه /قلت صباح الخير يا قلبي وين نمت البارح؟!!

الآن تأكد انها حقيقه/صباح النور ..انا بطلع دوامي

امسكت بيده/والله ماتروح قبل ما تفطر

استغرب اصرارها، خجل منها فهذه ليست التي يعرفها/بس أنا...

قاطعته وهي تأخذه بيده/انا حلفت..! يلا بس

جلس بعدما سحبت له كرسي ثم سكبت له كاسة شاي..و قرّبت منه صحن التوست..وجلست، كانت تُطبق ما كانت تفعله أم رواد حرفياً، حرصت طوال الايام الماضيه ان تتعلم شيئاً سينفعها معه/خفت البارح لحالي، بالله عليك يا قاسي وين رحت ها؟!


ارتشف من كاسة الشاي قليلاً ليجاوب وهو مازال في طور الصدمه الإيجابيه/اتصل بي واحد من خوياي يبي شغله ضروري

ابتسمت وهي تأكل قطعة صغيره من التوست/هذا اكيد قليل ذوق، اللي حرمني منك بليلتنا

كاد ان يختنق برشفة الشاي ولكنه استطاع ان يتماسك اخيراً..

ابتسمت وهي تقدم له الماء/بسم الله عليك تفضل

اخذ كأس الماء وشرب منه ثم ترك الكوب على الطاوله..ما بالها هل نسيت الأيام الماضيه؟!!
هل تظن انه سيقبل بها زوجه في هكذا سن؟!!!/نيف

ابتسمت بتصنع/اجمل دلع سمعته لأسمي بحياتي

حاول الهدوء ليوضح اسباب و حدود هذا الزواج/اسمعي يا نيفادا،، انا تزوجتك برغبتي و غصب عن عزام، بوقت اصابتك لو تذكرين، ما كان يبي يزوجك بهالسن يقول انك توك صغيره و غيره من هالكلام..يعني طايشه ما تهتمين و طفله

قاطعته بدلع طفله/وانت كيف تشوفني هاللحين؟!

يعترف انها انثى من قبل ومن بعد وانها البارحه واليوم هزمته ، لربما انها كانت فقط تحتاجه حقاً ليوعيها كما يحتاجها تحيي أيامه، ابتسم اخيراً/من اول مره شفتك كنتي حلوه بنوته ولو انك شيطونه حبتين

فرحت بفضفضته بعد ذلك الصمت العريض/ماني شيطونه ، كنت ارفع ضغطك مثلما ترفع ضغطي

مازال محتفظاً بابتسامته الصغيره وهو يحاول ان يرسم لها حدود علاقتهما معاً/صحيح كنتي ترفعين ضغطي بطيشك بس تعجبيني و إلا ما حاربت عزام وهجرني شهور علشان يرضى يتمم زواجي منك

تفاجأت بحديثه/لهالدرجه عزام كان رافض؟!!

هز رأسه/كان يخاف يظلمك، و لآخر لحظه كان رافض بس انا ألحيت عليه اخر مره بعدما وصلتني صور عرفت بعدين انها من ولد عمتك هند وفهمت كيف اخذها بطريقتي.


لم تعرف أنها محل اهتمام عزام وانها كانت تظلمه،، وأنهامُحاطه برجل يخاف عليها كـ قاسي، كم كانت غبيه/كل هذا و ما حسيت بشيء؟! شقد حقدت على عزام بعدما زوجني بك

قرر المضي قدماً في اخبارها بشكل حياتهما/اسمعي يا نيفادا..انا وانتي متزوجين صورياً فقط، يعني شركاء سكن فقط ..المدرسه بعد شهر و راح تدرسين و تنجحين وراح اكون معك خطوه بخطوه..ابيك تكونين احسن وحده، مابيك تخيبين أملي، انا مؤمن انك ذكيه وتعرفين مصلحتك و راح تحققين ذاتك يوم من الأيام

صمتت قليلاً وهي تتأمله ، مازالت تشعر بغموض في بعض المسائل المتعلقه بالزواج..!!

اكمل بابتسامه وهو يشعر انه ألقى عن ظهره حملاً/ابيك تعتبريني اخوك ..انسي اني زوجك مفهوم نيف؟!


تسائلت ببراءه/يعني اذا كبرت الناس بيجون يخطبوني منك؟!

ابتسم وهو يجيبها/ساعتها الراي رايك،


تنهدت وهي تبتلع الغصه،
قد احترقت منه غضباً منذ عرفته عدة مرات،،
احترقت حتى لم يعد لجرحها مكانٍ واحد بل توزع على روحها المهترئه و اعياها!!
احرقها و ذر رمادها مع رياح اللامبالاه !
تركها في جحيم حديثه و غادر لعمله!!
كل ما فعلته عبث و هباء!
يتفنن في إقصاءها وتصغيرها؟!
يجرها للجنون وهو يتعامل معها ببرود ويضع الحدود لهذا الزواج!!
بأي شرع يتزوجها عنوة ومن ثم يقيّدها بشروطه؟!
لم تُبحر في العشرين بعد و لكنه يجبرها ان تغرق في سن اليأس المبكر!


.
،
.
،
.
،
.
،

دخلت في هذه اللحظات نزعت عبائتها وهي تنادي/جماااعه انا جيييت

أتاها صوته من جهة طاولة الطعام/يا مرحبا يا هند

اتسعت ابتسامتها وهي تلتفت وتتجه إليه وتعانقه بلهفه/حبيب قلب هند و روحها

تحدثت وهي ترى المشهد امامها/و انا اشهد


ابتسم وهو يعطيها تلك النظره و يجلس، بعدما سلمت على هند وجلسوا جميعهم يتناولون افطارهم..

مازالت تبتسم و هي ترى والدها بحال افضل/ما شاء الله يبه وش هالزين لو اني دااريه زوجتك من زمااان لكنك ماتبي غير هند المناع

رد وهو يرمقها بحب/ما كل زول يعوض بزول،،،ولا كل الازوال مملوحه..


خجلت و هو ينظر إليها هكذا امام ابنته/تبين قهوه يا هند

هزت رأسها بالموافقه...لتشهق وهي تتذكر/يووه نسييت، يبه اطلع لأخوي راجح يبيك برا


ترك فنجانه ليتحدث باهتمام/وتوك تتكلمين الله يصلحك؟!..شعنده؟!

إلتقطت فنجان قهوتها من هند وهي ترد/وانت مسافر تهجم علينا حرامي بالبيت كانت معي اختي ايمان وكنا جايين ننظف البيت وراجح طلع مشوار.. انا ضربت الحرامي على راسه بغفله منه ثم طاح واتصلت براجح جاء واخذه


وقف غاضب فهي لم تخبره/الله يصلحك، ولا قلتي لي! الرجال صار له شيء..


بلا مبالاه/اي رجاال يبه بزر ماتخرج من الثانوي..

خرج مسرعاً لراجح ليفهم ماحدث..!!

التفتت الى هند الصغيره مستفسره/عسى ما صارلكم شيء؟!

ابتسمت/لا لا ما امداه فقشت راسه ، و اللي ضحكني انه يسمع اختي هند تناديني ويقولها هند أمي ماراح تسويلي شيء.

وقعت في قلبها تلك الجمله/كيف شكل الولد نحيف؟! اسمر؟! والا ابيض

حاولت التذكر/مو اسمر ..لكن بعد مو ابيض مرره نحيف


خافت/حاجبه الايسر مقطوع؟!

استغربت لهفتها/ايه

وضعت يدها على صدرها بخوف لتقف وتنوي الخروج/تركي!!


،
.
،
.
،





تلقى اتصالاً وهو يهم بالخروج، ليتذكر موعداً مهما كما اخبره السكرتير، ليلتفت إليها عائداً و محتاراً كيف سيعتذر منها/الشموس


رفعت رأسها من كتابها/سم؟

اشغل نفسه بإعادت ترتيب شماغه/قلبي اليوم ماقدر اسافر خلينا نأجلها نهاية الاسبوع شرايك؟!

بدأت تغلي من غيرتها، بالتأكيد صاحبة الرساله تلك/ليه وش جد بالموضوع؟

انتهى من شماغه ليُخرج سُبحته ويداعبها/اليوم عندي موعد مهم وعشاء عمل..نسيت اقولك عنها

ابتسمت بسخريه وصدت عنه/يبدو مالنا نصيب مع بعض،


خاف/الشموس قلت لك نهاية الاسبوع ابشري


عادت لترمقه بابتسامات التهكم تلك/ماقلت لي وين الموعد؟!

استغرب اسلوب سؤالها وتلك الابتسامات، حاول اختصار الحوار ليذهب قد تأخر/انا مستعجل ..اذا رجعت قلتلك شصار

رأته يدير ظهره و يخرج ببرود هكذا لتتعمد ان تُسقط كوب قهوتها تريد ان تنفس عن غضبها..!!


إلتفت إليها مستغرباً ابتساماتها العالقه وشظايا الكوب الكوب متناثره/الشموس فيك شيء؟!


مازالت تبتسم بتهكم/عادي..لا تشيل هم ..كوب وانكسر..مثل كثير اشياء في الحياة..روح موعدك لا تتأخر..

رآها تقف و تخرج .. ماذا كانت تقصد؟!
لماذا هي دائماً تحاول ان تجعل من نفسها صعبه؟!
هي كحال البحر تماماً..مهما تعمق فيها و عرفها..
إلا أنه مازال يجهلها

.


.


يضطر اليوم لزيارة هذا المستشفى لتعديل بياناته بعد حصوله على الجنسيه..
كم يكره ان يقابل نفس المدير الذي لطالما هدده بالترحيل جهاراً ومراراً..
لطالما حقّر ابداعه و جهوده..لطالما ضغط عليه..و اتهمه بالنقص!!

طرق الباب ليأذن له بالدخول..ويقف له ويمد يده ليصافحه!!/اهلاً دكتورنا العظيم..وين هالغيبه و..


مد ورقته بدلاً من ان يصافحه/جيت اعدل هالبيانات وامشي..خلصها بسرعه


استغرب/افااا طيب سلّم.


ابتسم بتهكم/و اذا ماسلمت بترحلني؟!


ضحك وهو يحاول ان يلّطف الجو/يا رجل حنا عيال اليوم. واللي فات مات

متسلق بغيض، يعرف انه بات نافذا وهو يخاف عل. منصبه/سبحان الله اللي ياخذ شيء ويدري ان ماهو حقه يظل عايش بخوف وقلق.. لكن راع الحق عايش براحه ولو حوله الاعداء ملتفه..!


خاف/وصلت و بترد الصاع يا وليد

ضحك بتهكم/انا وظيفتي اساعد الناس ترجهع تعيش و تؤمن بالحياة...ماقطع ارزاق احد.. لكن تطمن مكانك ماراح يدوم..الشر ما يدوم.. مثل الخير .. وكل زمن له دوله ورجال

ابتسم بتهكم هو الآخر/اخذت الجنسيه بأمر ملكي وتتفلسف علي!!

ابتسم وتحدث بفخر/اي نعم اخذتها بجداره..ما اخذتها وراثه ..والرجل ماهو اللي يقول كان أبوي..الرجل هو اللي يقول هذا أنا..وهذي افعالي و مكاسبي..لذلك لا تصغّر نفسك اكثر من اللازم وخلص اوراقي لا تخليني استأثم بعيالك.


صمت مطأطأً رأسه و ينهي اوراقه على عجاله...
اخذها وهو يخرج..مستريحاً بعد كل ما تخلص منه من ترسبات الماضي في هذا المستشفى و هذه المدينه التي عشقها و شهدت معاناته..

اعترض امامه اثنان لم يعرفهما...كان ملتثمين/خير يا جماعه؟!..

بادره احدهما بلكمه ولكنه صدها..ليس صيدةً سهله قدكان بطل ملاكمه.../وش عندكم انتم...؟! وش تبون؟!

تغافله احدهما بعدما إلتقط حديده من على الأرض...



.

يتبع..،
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-