رواية ما وراء الغيوم الحلقة التاسعة عشر 19 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة التاسعة عشر 19 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة التاسعة عشر 19 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوم كاملة بدون ردود (الأرشيف) للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا

 رواية ما وراء الغيوم الحلقة التاسعة عشر 19 مكتوبة البارت التاسع عشر كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية

19))ما وراء الغيوم..


مثلما تطرد الغيوم الغيوما...
الغرام الجديد يمحو القديما
قُضي الأمر والتقيت بأخرى...
والسماء استعدتُها والنجوما
لاتموت الخيول بردا وجوعا...
إن للعاشقين ربا رحيما
إنتهت أزمتي وفُكت قيودي...
بعدما كنت قاصرا ويتيما
وكسرت احتكار عينيك بالعنــف.
وأنقذتُ جيشيَ المهزوما..
.
،


..:
كانت تجري ناحية المجلس تعرف انه يجلس هنالك، لكنها فوجئت به يقف خارج المجلس و يتحدى تركي!! ..
ستجن منه، إلتفتت لتركي يبدو جاداًجداً...!
لم يسمح لها الوقت للحديث معه فهي بالكاد وصلته لترمي نفسها عليه لتبعده عن مرمى مسدس تركي الذي كان يصوب بيدين مرتجفتين..

وكأنها لم تنجو سقط وسقطت بعيده قليلاً بعدما اصابتها الرصاصه في طرف عضدها...كان اثر الدم مريعاً وهو ينتشر..

صرخ بعدما سُجّي بدمها،ليبعدها ويرفعها قليلاً وهو يحاول معرفة ما إذا كانت مازالت على قيد الحياه،كانت تبتسم بذبول/قلت لك بدفنك بس الظاهر بتدفني يا عزام!

ابتلع غصته وهو يلتفت لتركي بصوت عالٍ و الدم يحتقن في وجهه من الغضب/والله يا تركي ما اخليك..والله

تركي بدوره قذف المسدس من يديه وهو يرى الدماء من بعيد..ليصعد سيارته و يخرج مسرعاً..

تركت نيفادا الجلوس بقرب المسبح بعدما سمعت الاصوات ترتفع، كانت تتوق لرؤيته ميتاً ..وقفت تطل من بعيد لترى عزام يحمل الشموس مبتله بدماءها ويتجه بها لسيارته..
ارعبها المنظر وهي ترى اختها تبدو كخيوط ذابله بين يديه، لتتجه إليها مسرعه وهي تنسى كل شيء كانت ترى الشموس فقط، لن تسامح نفسها ماحيت/الشموووس!!

اوقفته وهي تمسك برأس الشموس و تحاول معرفة اذا ما كانت بخير/شموووس تكفين لا ..والله احبك والله شموووس!! ردي علي!!

حاول عزام ابعادها ولكن دون جدوى حتى حملها بسرعه للسياره ليبعد نيفادا بصعوبه بعدما اتت ليال بعبائتها لكن سبقها و لم تستطيع الركوب معه..

استيقظت نوعاً ما وهي تحاول استيعاب ما حدث، نادته بصوت مملوء ألم/عزام وقف ماني رايحه مكان

فرح بصوتها اوقف السياره عند البوابه الكبرى ليلتفت إليها، لا يعرف مدى الاصابه/انتي واعيه تسمعيني؟ بوديك المستشفى

حاولت الجلوس وهي تمسك بعضدها الأيسر/لا المستشفى ماله لزوم.. بنزل.


في مكان اصابة الشموس وفي المكان الملطخ بالدم..
جلست تندب حظها و غباءها و حقدها وكل ماتعاني منه، تباً لها و لكل ماتفعله من حماقات تُغضب الشموس ، لقد ذهبت ضحيتها..هي السبب لن ترتاح..هي باتت الآن قاتله... "قاتله"

في الداخل.. ،
منذ دقائق وهن يحاولن بها ان تستفيق لنفسها، تحدثت هند الصغرى وهي تطلب من مدى/عطيني عطر البصل مافاد

ام قاسي وهي تجلس بجوارها/المره صاحيه يا بنات خلوها ترتاح شوي

قدمت ساره بوعاء ماء لتغسل وجهها و هي تقرأ البسمله/سمي بالرحمن يام رواد اذكري الله وتعوذي من ابليس

استعادة وعيها وهي تشهق اخيراً،وتضع يدها على جبينها ودموعها تخضب وجهها/يارب احفظها، يارب تخليها لخوانها..يا رب

اقتربت منها اميره و رمت نفسها بحضنها باكيه..،

استغربت ام قاسي ردة فعل ام رواد، بنظرها تلك مبالغه،فكيف لها ان تحزن على ابنة زوجها؟!!

كان الكل يجلس حول ام رواد ماعداها تجلس بعيده، وتحتضن طفلها وهي ترتاح بعد بكاءها ..
تمنت ولو للحظه ان تلقى تلك حتفها وتنزاح عن طريقها لعزام كان سيكون ذلك اروع خبر تتلقاه...لم تستطيع تصّنع الحزن معهم حاولت قليلاً ولكن داخلها تتراقص فرحاً...لم تكن تعلم ان دعواتها ستستجاب بهكذا طريقه، تمنت ان تُبشّر بمقتلها قبل وصولهم الى المشفى...!
لم تكن يوماً قاسية القلب ولكن حينما يتعلق الأمر بحبيبها فهي تكون أنانيه حد الجنون..!

.
،
.
،
.
،

.
.
،
.

منذ دقائق دخلت الجناح المُعد لهما..
وقفت خائفه من القادم..لم تستطيع نزع عبائتها او حتى الجلوس..
تكاد تُسمع نبضات قلبها من سرعة خفقانها،شعرت وان اطرافها تتجمد..هي مع رجل مجدداً!! انتابها ذلك الهلع مجدداً..كانت بخير في الخارج ولكن ما ان دخلا الغرفه حتى عاد توترها من جديد..!


انتهى من محاسبة حامل الحقائب بعدما اوصاه بحجوزاته الباقيه ..دخل ليتفاجئ بأنها مازالت واقفه مكانها و تضع نقابها!! استغرب تصرفها ولكن تبدو خائفه وهي تشبك اناملها بحقيبة يدها،اقترب منها وهو يتأمل وقوفها أمامه، ليأخذ منها الحقيبه بهدوء ووضعها جانباً على الطاوله القريبه، ليتفاجئ بأنها امسكت بعبائتها بتصرف لا ارادي و مضحك،حتى انه ابتسم وهو يقترب مجدداً وهو يحاول طمأنتها/خليك مرتاحه..اهدا من كذا

ابتلعت ريق الخوف وهي تراه يقترب ويزيح نقابها و من ثم عبائتها،لم تستطيع رفع بصرها وهي تتكشف هكذا امامه لتكسر رقبتها وهي تنظر للأرض وقد احمرت خوفاً وخجلاً..!

هرم حتى هذه اللحظه، الليله تحقق له ذروة سنام الحُلم ، وهاهي الحبيبه باتت زوجته..امسك بأناملها البارده وهو يقرّبها إليه و يطبع قبلاته الهادئه بعددها،
لمح لمعان الدمع المنسكب من عينيها ليمسحه بأنامله بابتسامه وهو يرفع رأسها ليرى عينيها عن قرب/افا ليه الدموع هاللحين؟!

ابتلعت ريق الخوف وهو يلتصق فيها، حاولت التملص منه،ذلك يذكرها بما تكرهه، جميعهم ساديون يبحثون عن جسد المرأه فقط،تحدثت بضعف/ابعد عني الله يخليك

افلتها بسرعه وهو يرى انهيارها فجأه وصوت رجاءها/سمي بالله يا هند.. والله ما أأذيك

ارتاحت بعدما افلتها لتبتعد وهي مستغربه خوفه عليها و تركه لها،جلست شبه منهاره...و كأنها لم تنجو منه..!!

استغرب تصرفاتها وكأنها مراهقه لم تتزوج بعد، لماذا هي مذعوره لهذا الحد..؟! وهو لم يفعل شيء اصلاً !!
اقترب منها وجلس على ركبتيه عند كرسيها وهو يضع يديه على يديها/هند حبيبتي..ناظري فيني

رفعت عينيها استجابه لنداءه الرقيق!!

ابتسم بعذوبه وهو يمسح دمعاتها/شوفي يا قلب صالح و اغلى أمانيه..انا ما جلست هالعمر كله انتظرك علشان اشوف دمعاتك!! امسحيها يا عمري..مابي هالدموع وان صار و بكيتي بسببي انا اعطيك الحق تضربيني...احدن عنده هالقمر و يبكيه؟!

طبع قبلته على يديها و هو يتحدث بهدوء رجل ويطمئنها ، قد استشف أمراً واضحاً من تصرفاتها/ماني مطالبك بحاجه غصب عنك...يكفيني قربك ، تكفيني انفاسك بنفس الغرفه، انتي قريبه مني وهالشيء كفيل بأنه يبهج قلبي دهر.. .. يلا اهدي و غيري ملابسك اذا تبين ونامي شكلك مرهقه، انا بعد مُرهق و بنام..


تركها وابتعد عنها ليذهب يغتسل ويبدل ملابسه ويلبس ثياب النوم..ثم اتجه للسرير و دثر نفسه..!
كان ذلك مثالياً جداً حد انها لم تصدق!!

هل كان مُحقاً في انه لن يلمسها دون رضاها، ذلك يصعب عليها تصديقه، كان زوجها السابق "سيء الذِكر" يتلذذ بتعذيبها مما جعلها تكره معاشرته..!

تنهدت وهي تتحرك بعدما تأكدت من نوم صالح، اخذت حقيبتها التي جهزتها ليال للفندق..فتحتها لتأخذ قميص او بيجامه للنوم فصُعقت مما وجدته..كلها قصيره وفاضحه..ندمت انها أوكلتها بشراء حاجياتها..

اخذت قميصاً لؤلؤياً كان اطولهم ويصل للركبه واخذت ذلك الروب من فوقه..لتذهب و تتشطف و تلبسه، استسبغت من عطرها قبل الذهاب للسرير وهي تتمتم بأذكار تطمئن قلبها..

ترددت كثيراً في النوم وهي تقف عند جهتها من السرير.. الخوف من ذلك الرجل يحيط بها..ما زالت تجهله..
اغمضت عينيها و صعدت للسرير متجاهله خوفها..استلقت وهي تنظر للسقف و تترقب انقضاض ذلك الذي يدير ظهره إليها..
،

ابتسم بخبث وهو يشعر بقربها، ليلتفت إليها و يراها نائمه بسلام، اقترب منها ليفاجئها بقبلاته التي جعلتها تستيقظ و تراه فوقها..كادت تختنق وهو يعانقها بقوه ويشد شعرها ليقبلها رغماً عنها..
انه حسين ليس غيره..صرخت وهي تحاول التملص بفشل/حسييين ابعد حسين الله يخليك.

استغرب صراخها وهو خارج من دورة المياه وتنادي حسين، اتجه إليها وهو يحاول إيقاظها/هند؟..هند!!

استيقظت وهي تحاول ان تبتعد عنه/حسين؟!!

تباً ماذا فعل بها ذلك الحسين حتى ترتعب وتصرخ وهي نائمه/هند تعوذي من الشيطان، حسين انتهى خلاص، قلتلك انا غير

مازال قلبها يخفق بشده وهي تحضن وسادتها بدموع وتحمد الله انه كابوساً وانتهى..سحقاً متى ستتخلص من حسين وترسباته التي دمرتها نفسياً..، صالح كما ظنته لا يستحقها هي انثى مُدمره لم تعيش علاقه طبيعيه..كان الرعب يطغى على حياتها مع ذلك المريض..

ازداد بكاءها الصامت وهي تراه يرتدي ملابس الخروج ليخرج و يتركها وحيده..تعلم انه يريد إراحتها منه فقط..

.
،
.
،






لحظات لتخرج لولوه و ليال ملتثمه من غرفة اختهاوهي تخبرهم بخروج عزام/يا جماعه ابشركم اختي بخير الحمدلله ورفضت تروح المستشفى ..

ابتسمت ام رواد وهي تكاد تطير فرحاً/اللهم لك الحمد،

تباً لتلك التي باتت كالغصه لا تبرح الحلق لتتنفس..
اخذت شالها وهي تضعه وتلتثم بطرفه.. كما فعل الجميع..



كانت تراقبه بحقد دفين وهي تراه برفقة ابنة عمه.. الويل له كم هو ذو حظ عظيم/سلامات يا عزان ما تشوفون شر.

بوجه يخلو من التعابير/الله يسلمك..

ام رواد وهي تتجه الى ليال بالتحقيق/حبيبتي ليال شفيها اختك خوفتني عليها؟

ابتسمت لولوه وهي تطمئنها/ام رواد والله انها بخير ..لا تخافين

عاد عزام ليؤكد/عاد يام رواد ..ترى الشموس رفضت تروح المستشفى وتقول هنا اريح، الله الله بالاهتمام بالحبيبه.

ام رواد/اكيد.. لا توصي حريص…بعد عمري هي

اردفت ام رواد/روح ارتاح بالغرفه..

تحدثت ساره من بعيد/الحمدلله على سلامة الغاليه يا عزام ولو اني عتبانه عليك.. شلون تتحدى مراهق؟

ابتسم وهو يرى عيني عمته لولوه المعاتبه/الله يسلمك يام اسيل

قاطعته لولوه/شايفه يا ساره تهور ولد عمتك وش سوا بزوجته؟ رمت روحها!!

لم يسبق ان باح بمكنونه ولكن هذه الليله اثبتت له اشياء كثيره/هي ترمي روحها وانا افديها يا عمتي لولوه..

ليال وهي تتذكر مدى و مافعلته/لو منت كفو ما رمت روحها لجلك.. انتبه لها يا عزام.

عزام بابتسامه/اكيد يا ليال.. يلا انا مضطر اروح المستشفى.. بجيب ممرضه تنظف جرحها ..تأخروا علي.
.

تيقنت ساره الآن ان الشموس تحبه..اي مشاعر تلك التي تدفع المرء ليفدي بروحه احدهم إن كان لا يُحبه؟
بل هي تحبه لدرجه موجعه ومؤذيه لنفسها..
هذا ما يستحقه عزام.. بعد كل تلك الآلآم..
حان وقت سعادتك أيها الطفل الحزين!

..
،
.
،
.



في الصاله الجانبيه هناك لم تستطيع ان تتحمد لها بالسلامه وهي ترى الجميع حولها حتى دخلت بصحبته واغلقا الغرفه عليهما.. وخرج بعد ذلك ...
ستُصاب بتشنج في عقلها لا محاله..
خرجت بطفلها في هذه الاثناء لتلتحق بها ساره بعد ذلك ..طريقة خروجها بصمت هكذا مثيره للريبه..

توقفت مدى و هي تحاول ان تتنفس.. استضاقت من لحاق ساره بها.. هي ارتكبت حماقه.. تعرف ذلك.. لكن رغماً عنها.. كان ذلك حبيباً لها قبل الكل..

التفتت اليها ساره مستنكره وهي تشمئز منها/قبل شوي كنتي منكسره وحالتك حاله وتبين المستشفى وبعد لحظات رحتي تراكضين تنادين عزام قدام بنات عمه و عمته و الله اعلم اذا بعد سمعت زوجته..!!!

توترت وهي تمثل اللامبالاه/صحيح ولد عمتي و اكيد بخاف عليه مافيها شيء، بس انا ناديت ولدي مو ولد عمتي..

تفهم جيداً نواياها و نوايا والدتها، تحدثت لها هامسه/اسمعي يا بنت ابوي "عزام تنسينه"..لا تلعبين علي انا عارفتك انتي وامي.. وقت ما كان خاطبك و شاري قربك طردتيه انتي وأمك..وهاللحين امك تبيه و ماتبيك تفكرين بطليقك وابو عيالك.
اسمعي كلامي و طلعي عزام من راسك احسن لك.. اللي سويتيه لا تظنين انهم بيمشونه بدون ردة فعل.. شفت نظرات ليال وعمتها لك..

احمرت عينيها وهي تحبس الدموع بصمت لتتحدث من بين اسنانها/قلتلك انا كنت انادي ولدي ما...

قاطعتها/هالكلام لا تقولينه لي...قوليه للي انفضحتي قدامهم...انتي وحده غبيه يومنك تبينه ليه ما قاومتي لين تتزوجينه

تحدثت تلك بضعف و دمعه/واعصي أمي؟!!

ساره بواقعيه/وهذي هي امك تغيرت الاوضاع و صارت ماتبي زوجك و هذا هي تمنع اي صلح بينك وبين منيف و تحاول تزرع عزام داخلك من جديد...انتي اللي بتعيشين حياتك مو امك..اختاري وكوني قد اختيارك من هاللحين

مدى بخوف وتوتر/امي مالها دخل..

ردت بغضب مكبوت/لها دخل ونص يالإمعه..بعدما شجعتك على الرجعه لعزام صرتي تقومين تسوين هالحركات..نفسي لو مره تسوين شي انتي خاطرك فيه مو توجيه من أمي...تشجعي واتصلي بأبو عيالك..حاولي تزيلين سوء الفهم بينكم، منيف يبيك ويبي عياله لكن انتي ماتدرين وش تبين!!
عزام ماراح يترك الشموس علشانك ،حطيها حلقه بأذنك.

تركتها وذهبت غاضبه، قد كانت تصمت طوال السنوات..هي من شهدت عذاب عزام من والدتها و من مدى التي سبق وان اعلنت رفضها له بشكل قاسٍ امام الجميع وادعت انها لا تريده..لترضي والدتها التي لم تريده في حينه ..الآن وقد اصبح عزام ذو المكانه العاليه والثروه الطائله بات مطمعا. فقط...الى متى سيتعذب ذلك الطفل
نعم فهي مازالت ترى عزام ذلك الطفل الحزين حتى وان ابتسم!،
.
،

،
.

.
،

خرجت تتصل بأبنها قاسي ليأتي.. قد انتهى كل شي وهو تأخر عليهم…!!
بات الجو كئيباً بعد اصابة الشموس.. وخروج عزام لاستدعاء ممرضه..

لمحت رجلاً غريباً يقف عند سيارته، انهى اتصاله ثم دخل للملحق..يبدو يعرف المكان جيداً..

لحظات لترى ليال تخرج من الاستراحه!!
ابتسمت بخبث وهي تراقب الوضع..
،


اغلقت الهاتف من عزام الذي اخبرها بقدوم الممرضه.و تواجدها امام الملحق!!
اشارت إليها لتنزل ولكنها لم تراها.. لعلها دخلت الملحق
تقدمت ليال بعدما تأكدت من وجودها وحيده تجلس على ذلك الكرسي الخشبي الجانبي وحدها..غريب من أوصلها ان كان عزام لم يصل بعد؟!

تقدمت وهي ترى الممرضه تتفقد ادواتها قبل دخولها.. تبدو كانت تتحدث الى احدهم/نيرس !!

ابتسمت وهي،تراها باناقتها رغم لملمتها الفوضويه لشعرها للاعلى!! ولكن فستانها الاسود الضيق ذو الفتحه الطويله يجعلها اكثر فتنه..

استغربت نظرات تلك الممرضه وهي تلتفت بنظراتها للخلف، إلتفتت إلى اتجاه نظرها فوجدته يسند طوله على سيارته و يلتهي بهاتفه المحمول وكأنه لم يراها..!!
رفعت شالها من رقبتها لفوق رأسها ودخلت مسرعه.. بدون اي كلمه..

رفع وليد رأسه وهو يشير للممرضه باللحاق بها.. فلحقت بها مسرعه..
وضع يده على صدره وهو يتنفس براحه بعد حضورها الذي يخطف الانفاس!! سقطت يا وليد دون مُنقذ
سقطت في المحظور.. فمن انت حتى يخالجك شعور كهذا تجاه واحده بمكانتها.. حتى و إن كانت ابنة عم اعز الرفاق ذلك لن يشفع له.. هو طبيب وان كان طبيباً هو بدون هويه.. لم يقبلن به بنات خالاته لهذا السبب فكيف ستقبل به تلك من تمتلك الجاه و المال و الكثير من طالبي ودها..؟!!
اطلق تنهيدة القهر من الضيق الذي يُحكم القبضه على صدره ...سيهاجر و يكوي قلبه بانقطاع مفاجئ عن كل ما يُحبه الوطن والحبيبه، لعلّه يطيب.. أليس آخر العلاج هو الكي؟!
تلك حياتها بين يديه، بعد الله.. لن يخذلها وسيبذل جهده لينقذ تلك الروح الغاليه..

.
،

وقفت تراقب الممرضه وهي تطهر جرح اختها بعدما خدرتها كان جُرحاً ملتهباً رغم انه صغيراً..
أتجهت للنافذه لترى ذلك الطبيب.. لماذا تشعر بأن ما يأتي به أمامها ليست صدفاً ابداً …
يآه رآها بهكذا هيئه.. كيف ستقابله في موعدها معه غداً؟!
نظرت لأناملها المزينه بالحناء(الله يسامحك يا عمتي لولوه)..

استغرب ماسمعه من امه واخواته اللاتي اخبرنه بماحدث، صاحبه يفتقده ،لكن لماذا يُبعده عنه؟!
لماذا يُصر ان يُبقيه بعيداًعن حياته..
ضل صامتاً في صالة المنزل وامام التلفزيون..ماذا عساه ان يفعل وعزام لا يريده؟!!


نزلت ساره فجراً تبحث عنه لتجده مكانه منذ وصلوا بعد منتصف الليل..استغربت ذلك لتذهب وتجلس بجانبه/قاسي؟! شفيك و انا اختك

حاول ان يكون طبيعياً/ابد وانا اخوك ابي اروح اصلي الفجر

خافت ان يكون ما تشك به حقيقياً/انت اصلا مانمت يالغالي..قاسي اصدقني الكلام،صاير بينك وبين عزام شيء؟! انا ماشوفه يجي يزورك من جيتكم ولا انت تروح معنا لهم،علامكم؟! تراكم اخوان

ابتسم وهو يحاول ان يبين عكس مابداخله/بالعكس مابينا شيء ولا تخافين بس الظروف يعني احيان ما تكون في صالحنا

تنهدت /الله يعين عزام على حمل هالمسؤليه،

رد بهدوء/امين

اكملت /بس اللي استغربتها منه انه بيترك بنت الاسبانيه تروح مع امها!!..البنت صغييره و الام مسيحيه، و الثقافه مختلفه

هنا إلتفت إليها باهتمام/وشو؟!!

استغربت ردة فعله/هذا اللي سمعته منهم..بتسافر بعد ملكة عمتها و بتروح تجلس عند أمها باسبانيا

وقف غاضباً وهو يلتقط شماغه و هاتفه النقال ومفتاح سيارته ويخرج مستعجلاً/انا رايح اصلي.. سلام

وقفت متعجبه من تغيره المفاجئ/بسم الله وش فيه ذا؟!!


.
،
.
،
.


بعد لحظات استيقظت وهي تشعر بتنمل يدها...
لا تريد النهوض هي مرهقه جداً و تشعر بضعف عام ، بدأت بالكحه وهي تشعر بجفاف في حلقها لتراه يقف ويتجه إليها/بسم الله عليك وش بغيتي؟

استغربت وجوده بجانبها/ابي ماء عطشانه

سكب لها ماء وقدمه لها/سمّي

اخذته وهي تشرب لتعيده بعد ذلك ..لتعتدل جالسه وهي تلاحظ نظراته لها، تأملته بحب ، كانت ستفقده وتظل بحسرتها وحيده من جديد ، ماذا يريد من تعريض نفسه للخطر؟!! أيريد ان تموت حسره.. ؟!

تحدث بإبتسامه/شفيك تناظريني كذا؟..شكلك بتضربيني!!

عبست وهي تعاتبه/زين كذا؟!! بغيت تيتمني مره ثانيه؟!!

اعجبته صيغة عتابها الجميله ليرد بمثله/زين كذا؟! بغيتي تحرميني منك؟!

شعرت بحرارة الدمع بعينيها، قبل البارحه كانت محبطه جداً حد انها اكتئبت و تناقشت بحده معه ، واليوم ....آه ما اجمل اليوم وهي تراه بكامل صحته !

حاولت ان تنزل من السرير ولكن تقدم لها وهو يمسك بيدها و يحاول مساعدتها/وين رايحه؟! ارتاحي

احبت اقترابه منها و امساكه بيدها،احبته في هذه اللحظه اكثر من اي وقتٍ مضى،رفعت عينيها له وهي تبتسم/ابي اتوضأ ..ماصليت الفجر ..توني صحيت

غرق في سواد عينيها المتلألئه بدموعها، كيف لا تريد منه طفلا وهي خاطرت بنفسها لتنقذه؟/ليه تتهورين البارح؟ كنت بفقدك

بنفس ابتسامتها الذابله/ساعتها بكون هم وانزاح عن قلبك..

آه لم تنسى ما قاله يوم ملكتهما، وهي تتذكر ما قاله في لحظة استفزاز/و ان مافقدتك انا بيفقدونك خواتك.. مافكرتي فيهم؟

ذكي في انتقاء ردوده يستخدم طرق ملتويه، لينأى بنفسه يالغروره ،اجابته برضى فخبر نجاته ينشر الرضا حولها/يفقدوني خواتي احسن ما تفقدك هالعايله بكبرها.

داعب خدها بأنامله/هذا خضوع بطعم الحب

ألتفتت إليه وهي تتحدث بتعقل/ماهو خضوع بقدر ماهو ايمان بأهمية دورك ووجودك، بعيد عن كل شي صار او ضايقني منك..تبقى رجلي يا عزام .. ابيك تتذكر دايم قبل تتهور ان حياتك مهمه للعايله..ولي.

استغرب رغم اعتدادها بنفسها الا انها اعترفت باهميته/باعتقادي انك مهمه اكثر مني لخواتك..انتي ذكيه و ماتحتاجيني.. سبق وقلتي ما..

قاطعته وهي تضع اناملها على ثغره بابتسامتها الساحره/انا اللي احدد احتياجي مو انت…

ابتسم لها وهو يقبّل اناملها التي على ثغره..قبل ان تسحبها منه بخجل و تتراجع ، ليتركها تذهب، اليوم من اجمل ايامه..بل هو الافضل والاسعد حينما اعلنت بشكل واضح انه مهم بالنسبة لها ..

اخرج هاتفه الذي يرن ليرد باهتمام/هلا مهند.. خلصت؟...طيب اطلعت على الاجراءات وتأكدت؟… .مشكووور يا مهند الله يعطيك العافيه..

سمع صوت طرقات باب الغرفه ليخرج..وهو ينادي/ايوه ؟!!

تحدثت من خلف الباب وهي ترد عليه/عزام انا نيفا

فتح الباب وهو ينظر للأرض/خير يا نيفا

بدموع/ابي اشوف اختي بليز.. شلونها اللحين؟

خرج اليها وهو يداعب سُبحته/اختك بخير لا تخافين وتروعينها بالبكاء

مسحت دموعها وهي تثبت غطاء شعرها/ان شاء الله..

اردف بتأكيد/اسمعي يا نيفا..تجهزي وجهزي امورك وراك سفر بكره

صُدمت ام رواد القادمه بفطور للشموس و هي تسمع/من جدك يا عزام؟!

عزام/ايه يام رواد..امها بتسافر بكرا و هي طيارتها بعد بكرا ...مالقينا لك حجز معها..ماظن فيه فرق يوم.. يلا سلام.

كانت تظن انها ستفرح ولكن ذلك لم يعد يسعدها،ولم تُركز في تباعد الحجوزات، اختها كادت تموت البارحه بسببها فكيف ستذهب براحة بال هكذا؟!!

ام رواد التفتت الى نيفادا بخوف/صدق خلاص تبين تروحين وتتركينا؟!

شعرت بالغصه والتيه في آن معاً، داخلها تيارات تعصف بها، لا تعرف تماماً مالذي تريده ، بداخلها فوضى ..
دخلت الى اختها .
.
.
عادت ام رواد بتردد واتجهت الى ليال بغرفتها/ليال شلون تخلون اختك تروح كذا اقنعي عزام ما يسمح لها تروح..والله ان راحت معاد نشوفها مره ثانيه

تركت ترتيب ثياب وسام و ابتسمت وهي تجيبها بثقه/خلي عزام يتصرف وبس.

ام رواد بخوف/يارب تستر

عادت لترتيب ثياب وسام وهي مرتاحه من ناحية نيفادا وتصرف عزام، ما دام انه لن يرسلها مع والدتها في نفس الرحله فهو لن يرسلها معها ابداً..فهظ،و يستطيع استئجار طائره خاصه وليس عاجزاً عن مقعد في رحله...إذن لن يرسلها خارج البلاد اصلاً..

،
.
،
انتظرتها واقفه حتى خرجت من دورة المياه..
مسحت دموعها التي لم تتوقف وهي ترى اختها تقف على قدميها وتبدو بخير.. اتجهت إليها وعانقتها ببكاء صامت..

استغربت تصرفها..وهي تراها تبكي منذ البارحه/نيفو حبيبتي.. بس عااد ترى مافيني شي

شعورها بالذنب يكاد ينحرها.. هي ذاتها تشمئز من نفسها.. كادت تقتل اختها بسبب حقدها.. ماذا لو قُتلت؟!!

هزتها مجدداً وهي تستنطق صمتها الباكي/يا بنتي ناظريني و تكلمي وش فيك؟

رفعت عينيها من الارض لتنظر في عينيها بانكسار/كيف بروح مع أمي وانتي تعبانه كذا؟

استغربت إذن عزام مُصر على ذهابها/بتروحين مع أمك؟

هزت رأسها بالإيجاب/عزام وافق يخليني اروح وطيارتي بعد بكرا.

تركتها و راحت تجلس على طرف سريرها بصمت.. ماذا يريد فعله عزام بها؟!! رفعت هاتفها وهي تطلب السائق/جهزوا السيارات بنرجع البيت..

،

.
،
.

،
.
،


للمرّة الاولى يقرر زيارة عزام في مقر عمله..،
اتجه الى السؤال عن مكتبه حتى وصله.. تجاهل شعور الفروقات التي انشأتها سبل الحياه بينهما..
هاهو ضابط في الحرس الوطني
وعزام محامي و دكتوراه في ادارة الاعمال و الآن من كبار رجال الاعمال..
ماحدث بعد إلزامه له بإتمام الزواج في حضرة المحكمه وامام كاتب العدل الذي يعرف صالح محامي الشركه..كان ضغطاً كبيراً اجبر عزام ان يصمت ويتم الزواج حتى لا تهتز صورة ابنة عمه الصغيره كونه يتزوجها بالإكراه..!

لم يجد عزام فأصر ان ينتظره في مكتبه حتى يعود..
انتظره لنصف ساعه..

لحظات ليدخل عزام وقد اخبروه بتواجده/السلام عليكم

تحدث قاسي بغضب/وعليكم السلام.. لوين وصلت بيننا يا عزام؟ لين اخذ موعد علشان اشوفك؟!!! وش صار؟!

قرر عزام ان ينهي الأمر وان يقصّر المسافه عليهما/اسمع ياولد خالي...انا داري ليه انت جاي وداري بعد وش تبي تقول..لكن اسمع وافهم اللي بقوله لأنه مثل السيف لو خالفت كلامي لك هالسيف بيضرب على رقبتك ولاني متحسف

استغرب يبدو ان الأمر جدياً/خير ان شاء الله

بجديه و باسلوب صارم/انا عاهدت نفسي ما ازوج نيفادا قبل سن العشرين..فإن خالفت عهدي يا قاسي وقرّبت منها ، ترى ذنبي بيكون برقبتك انت.

هو يعقد المسائل وليس يحلها/انت وش تقول يا رجال..انا جاي اخذ زوجتي و

قاطعه غاضباً/زوجتك عمرها ظ،ظ¦سنه وكلامي واضح ان لمستها كزوجه قبل العشرين بتندم ..وش قلت؟! موافق او اخليها عندي؟! او اسفرها

فهم ما يعنيه ليس له بد من ان يوفق، يجب ان تكون تحت عينيه سيكون خير وصي/اصلاً مايحق لك تسفّر زوجتي بمزاجك، انا موافق اخذها بشروطك

بنظرته الجاده والمتفحصه/ممتاز..اجل جهّز نفسك لتجي تاخذها اول ما اتصل بك..


هز رأسه بالموافقه ثم خرج بدون سلام ، لم يعد رفيقه كالسابق ظروف زواجه من نيفادا شيدت بينهما سوراً ..لكنه مازال محتفظاً بحب عزام و اخوّته..لن يؤثر تعامله السيء على محبته ومكانته.. .. هو فقط يريد تلك الصغيره لم يعد حباً ولكن من اجل عزام..!


.'
.
.
،



صداعها يزداد يوماً بعد يوم لم تعد تستغني ابدا ًعن تلك الحبوب، اخذت حبة لتردفها بكأس ماء لتذهب بعدها وترتمي على سريرها،
قد اخرجت حقائبها ولكنها لم تستطيع اكمال ترتيب ملابسها...لتنام بعد صراع مع الصداع..

دخلت والدتها وهي تراها لم تنتهي من عملها ليس هنالك المزيد من الوقت ..لتكمل وضع بقية ملابسها وادواتها الشخصيه في الحقائب..قبل ذهابها هي..

اتجهت لملابس ابنتها لتجد ان اغلبيتها لا تلبسها..هي فقط تلبس كل ماهو فضفاض فقط..ولا تهتم باناقتها كبقية الفتيات، ذلك شيء لم يعجبها، اخرجت كل لباسها الفضفاض والذي يشابه الشباب، لتضع فساتينها التي لا ترتديها وبناطيلها القصيره التي تعشقها بالكاد لديها اثنان طويلان .. اخذتهما وهي تتوعد ابنتها بأن تكون اكثر صرامه في اسلوب لباسها و قصات شعرها..
ماجعلها غاضبه انها لا تمتلك ماكياج كل ما لديها علب اصباغ الاظافر و انواع احمر الشفاه و ماسكار للرموش فقط!!
تكاد تفقد صوابها، هي تشتري القمصان الرياضيه اكثر من اي شيء اخر!!

انتبهت لقفص هنالك ولكنه فارغ لابد وانه قفص ذلك الفأر الكريه "الهامستر".. تركته بعدما رن هاتفها.. لترد باهتمام/آولآ دييغو..

ظلت تتحدث معه بامور عده.. وبدت المكالمه مهمه..و بدت تتحدث عن ابنتها كصفقه رابحه..!!
،
.
،
.
،
.
،
.

انتهت من تنظيف جرحها لتغلقه بعد ذلك بلاصق،..
رن جرس هاتفها ليعلن عن وصول رساله لتذهب وتلتقطه وهي تجلس وتقرأها تبدو من عبير [لا يكون تظنين انك نفاس؟!..اطلعي لنا انا وامي والبقيه في الحديقه الخلفيه مو اللي عندك]

ابتسمت وهي تهم بالوقوف لتخرج..

..:
خرجت للمكتب المجاور لغرفتهما تريد الذهاب منه للحديقه الخلفيه للمنزل حيث عمتها لولوه والبقيه ولكنه دخل في هذه الاثناء و ابتسامته ترتسم على محياه/نوّر بك البيت يا راعيته

بحاجب مرفوع يعلن عن غضبها/راعية البيت هاه؟!

اقترب منها وهو يحاول النظر لجرحها ولكنه تفاجئ بيدها الأخرى تمنعه من الاقتراب/افاا..وش العلم

بعينين حادة النظرات/تذكر وش انت مسوي اجلس هناك و عدد ذنوبك

لابد وانها تمازحه!، فهو لا يذكر ان كان قد اغضبها، ابتسم وهو يقترب رغماً عنها ويثبت يدها التي تمنعه خلفها،ثم قيدها بعناقه العنيف وهو يجيبها بهمس/تدرين وش اكبر ذنوبي؟ اني حمّلت نفسي فوق طاقتها بزواجي من وحده مثلك

لمعت عينيها من حديثه وهي تحاول تحرير نفسها منه/وش قصدك هااه؟!

عاد ليبتسم بهيام واضح وهو مازال يثبتها ويغرق في عينيها/انتي اذكى و انتي اجمل وانتي اشرس واخطر وحده قد عرفتها! انا فعلاً معك واقع بمشكله، خطواتي تجاهك مدروسه مع ذلك ما اكسب رضاك!!

لم يصرّح او يذكر الحب بين تلك الصفات، لم يعجبها وان أرضى غرورها قليلاً، ما قاله يؤكد ان هنالك اخريات غيرها/انت مراوغ و بالأصح منت واضح وهذا بلاي معك

اقترب لخدها و اغرقها بالقُبل لينزل لعنقها وهو يلاحظ انسجامها معه، ليهمس في اذنها/وش كنتي تقولين؟!

أيظن ان قبلاته ستُطفئ نارها؟!ردت بنفس همسه/اكرهك

اطلق ضحكته وهو يحررها من يديه، وكأنها حينما تقول تلك الكلمه تعني "احبك" !!

امسكت جرحها بعدما أفلتها لتتوجه إليه بالسؤال/انت وش سويت بنيفادا؟! و ليه كذا؟!

لم يفهم ماتقوله فهو لم يعلن خبر زواج نيفادا من قاسي/و انا وش سويت بها يعني؟!!

زمت شفتيها بغضب فهو يُصر على استغبائها/شلون تزوج اختي بهالعمر ..لواحد كبرك؟!!

إلتزم صمته ، كيف عرفت، هل يُعقل ان ينشر قاسي الخبر "استحاله"..قاسي لا يفعلها ولو قتلوه...إذن من الذي نشر الخبر؟!/من قالك؟

ستجن من بروده/مو مهم من قال لي، انت شلون تتخذ قرار مثل هذا وما حتى تعطيني خبر ؟! عزام انا ما اخبي عنك شيء ولا مره استغفلتك ليه تحب تخبي عني و تستغبيني؟!! مو معقوله اللي تسويه بي يا عزام..ليه كذا؟!

لم يجد رداً مناسباً، كيف سيفهمها ان ما حدث كان بعكس إرادته وان الامور جرت بشكل ضده، إلتزم صمته

صمته هكذا يثير جنونها/معندك رد. يعني انت عارف انك غلطان..

قاطعها/ماني غلطان.. واختها لازمها رجل يربيها،لا انتي ولا احد قادر يوقفها عند حدها

فركت جبينها بأناملها وهي تستنكر رده/و بنظرك الزواج هو اللي بيصلح حالها، اكيد انجنيت

تحدث غاضباً هو الآخر/يمكن الزواج حل غير مثالي بس انا واثق بقاسي لا تخافين عليها معه..هو كان مُصر عليها و ألح بطلبها رغم رفضي ...و تطمني شرطت عليه ما يدخل عليهاالا بعد العشرين.

جلست في محاوله لإراحت نفسها،شعرت بالصداع وهي تسمع ما يزعجها..

رن هاتفه ليرد بعدما رأى اسم مهند/هلا مهند..من جدك انت؟!! كذا مشكله..ايوه تصرف واتصل بأبوه وقول له الكلام اللي اتفقنا عليه.. مابي بكرا يتعبنا معه....يعطيك العافيه

عرفت ما يتحدث عنه لتسأل بلهفه/اخبار عن تركي؟!

اجابها وهو يجلس باسترخاء/الغبي سافر للبحرين ومدري وين ناوي..او متى بيرجع

تحدثت بخوف/ياليتك بلغت عن اللي صار كان هاللحين ماسكينه عند المنفذ

اعتدل جالساً/مستحيل ابلغ عنه واقهر عمتي هند..

قاطعته بقلق/بس هذا غبي ممكن يقتلك وما يرف له جفن..وجوده طليق خطر ، حتى عمتي لو درت بسواياه بتأيدني

برجاء/طلبتك يالشموس ..عمتي لا تدري خليها تعيش حياتها، ترى فكرة ان الولد يتأذى توجع والدينه..كفايه عليها نكد ابوه..

استغربت إجابته التي زادت فضولها و أشعلت شكوكها من تحت الرماد/وكأنك تعرف الأبوه؟!!

ابتسم لتدقيقها اراد إشعالها فقط/لأني جربتها..

اتسعت حدقة عينيها بصدمه، تخفيها/بنت والا ولد؟

اعجبته فكرة ان يحرقها قليلاً، فهي تمثل الهدوء وعدم الاكتراث/ولد..و كان اسمه عبدالله، مات بعد بفتره بسيطه...و بعد فتره طلقت امه.

ابتلعت ريق الغيره وهي تراه يتحدث عن ماضيه ببرود وببساطه/وليه توك تتكلم؟!

يرى بريق عينيها الذي يريده،وقف وهو يقترب منها ببطئ/يعني انتي عارفه ظروف زواجي منك وكذا ما جات الفرصه وكذا

ابتعدت خطوتين للخلف وهي تشعر بفوح صدرها/ابعد عني مابيك، صدق كلامي انت مراوغ وكذاب،

لم يستطيع اكمال حديثه وهو يحاول تثبيتها/امزح عليك والله امزح..ماعندي ولد ولا بنت وما عمري تزوجت قبلك ارتحتي

مازالت تحاول تبعده وهي تُكذّب حديثه/ابعد عني يا كذاب لا تلمسني

ثبتها أخيراً بعدما شعرت بوجع يدها/واقسم بالله ماعندي عيال وماعمري عانقت زوجه غيرك..ارتحتي؟!

ارتاحت وهي توقف المقاومه، شعرت وكأن جبلاً كان جاثماً على صدرها او لهيباً يتقد داخله، شعور مخيف بالغيره،سمحت له بأن يعانقها براحه..لتشده هي بكلتا يديها بتملك..

ابتسم وهو يراها تبادله العناق هذا يعني انها تصدقه، همس لها/نروح الغرفه؟!

توقفت عن عناقه بعد طلبه ثم ابعدته عنها وهي تتركه وتتراجع عنه خطوات الى الخلف، تباً لخبثه كيف حوّل الاحاديث من نيفادا الى شجار بينهما فـ حرقة اعصاب لها ثم عناق تلاه بطلب بمغازله ، كم هو رجل مُرهق..!!

حاولت لملمت نفسها وهي تُلح عليه/ليه تحاول تغير المواضيع؟!..كنت اكلمك عن نيفادا، حط كلامي ببالك وافهمه اختي ماراح تطلع من هالبيت لا لسفر مع أمها ولا للزواج..و خلال هالفتره ابي ولد خالك يرسل ورقتها،ماحنا محتاجين فزعاته

تبدل مزاجه للغضب وهي تلقي أوامرها باسلوب مستفز/انا ماني مغير كلامي لمجرد انك ابديتي رايك

قاطعته/انا ما أبديت رأيي ..انا اقولك ما راح اسمح لك ترمي اختي الصغيره هالرميه...واذا كانت حلولك بهالشكل، فأنساها رجاءاً .

زم شفتيه بغضب/انتي تكسرين كلامي؟!

بجديه/كلامك ماهو وحي منزل من السماء، ما اظن حرام لو تراجعت عن فعل سيء ومؤذي ...قلتلك اختي خلها خااارج اهتمامك اذا عاجز عنها.

حاول السيطره على نفسه وان لا يمد يده وهي تصفه بالعجز و سوء التدبير، تبقى لها امورها الإيجابيه، رفع يده وهو يعيد ترتيب شماغه ليرد بهدوء محاولاً انهاء الحوار/بعتبر نفسي ماسمعت هالكلام كله..انتهى نقاشنا واللي قررته انا هو اللي بيصير.

تقدمت بتوتر وهي تأخذ المزهريه الصغيره وترميها امام قدميه باعتراض/مانتهينا قبل ما يتفركش زواج نيفو..مانتهينا

نظر إليها بحده بعدما أمسك يدها ليتحدث بتهديد/لا ترفعين صوتك علي فاهمه، واللي ابيه انا بيصير

تحدثت بغضب/اجل لعاد اشوفك بغرفتي ثاني مره، انسى

نفض يدها بنفس نظرته الحاده/نشووف من بيمنع الثاني...

ليخرج غاضباً ، حاولت ان تلملم نفسها بعده..مالذي حدث ؟ كيف بدأ النقاش وانتهى هكذا؟!
يوترها بتصرفاته التي يخفيها عنها ثم تكتشفها هي بنفسها لاحقاً..

رن هاتفها لترى اسم عبير..اغلقته وهي تخرج من جناحها الى الحديقه متناسيه ما دار بينها وبينه..، سترى ما اذا كان سينفذ ما قالته أم انه فعلاً مُصر على رأيه..

انتهت من زينتها امام مرآتها وهي تلمح في المرآه إنعكاس نظراته الدافئه وهو يحمل بيده صحيفته ليبتسم بعدما وقعت عينيها عليه.. كم كان رقيقاً ومتفهماً لها طيلة اليومين، اقترابه هادئ و نبرة حديثه مريحه..تماماً كتلك الشخصيات التي تخيلتها في كتاباتها..!
يشبه الخيال..ولكن هل سيدوم على هذه الوتيره؟!..لماذا تحرم نفسها عيش اللحظه و تهلك نفسها بما سيحدث في الغد؟!!
اعادت رش عطرها ثم اخذت سلسالها تريد ان ترتديه، تعمدت ان تناديه ليلبسها إياه، قد احترم صدودها باليومين الماضيين، لن تجعله ينتظر اكثر،
تشجعت وإلتفتت إليه بطلبها/ماقدرت أسكر السلسله تجي تساعدني؟!

ترك صحيفته بثقل مصطنع وهو يقف ويتجه إليها/انتي تامرين يالغاليه ما تطلبين..

ابتسمت بخجل/تسلم صالح

كانت هذه المره الاولى التي يعشق فيها إسمه،اقترب و مد يده ليأخذ السلسه وتعمد ان يلامس أناملها ويطيل ذلك..
مرر يد لشعرها البندقي وهو يجمعه ويسمح لانامله ان تعانق تلك الخصلات ..ابتلع ريق الرغبه وهو يحاول ان لا ينجرف ، مازالت متحفظه..
أدارها لتقف مواجهه له و ألبسها السلسله ببطىء يريد ان يستغل كل ثانيه بقربها..

تعرف انه انتهى من ربط السلسله ولكنه مازال يقف أمامها يده خلف عنقها و يكاد يلتصق بها، هو اطول بكثير مما تخيلته، رائحة العود المعتق التي تفوح منه تزيده هيبه و فخامه، صدره العريض امامها، يناديها بدون كلمات ولا صوت..

يريد إطالت الاحاديث معها ولكن بقلبه رغبه وشوق جارف بداخله غصة حنين يمنعه حتى من ترتيب الجُمل و سرد العبارات، ابعد يديه تحدث وهو يحاول يزيح تلك الغصه/الليله بنكون ببيتنا..و بنكون لآخر العمر قولي يا رب

احبت همساته/يارب

داعب خدها بطرف انامله/تقولين ؛وش تبي بي وانت حلم الصبايا؟ وانتي حلم عمري اللي راح، و احلى امانيه

لم تصدق ما يتحدث به،هل هو طبيعي؟!

أردف وهو يلاحظ خجلها و توترها/ظ¢ظ¦سنه انتظار شبه يائس، تزوجت صح لكن حسيت اني ظلمتها معي،طلقتها بعد كم شهر فقط جالي بنت وفرحت لأني سميتها باسمك ابي اسمك حولي دايم، على قولتهم "العوض ولا الحريمه"

تركها وابتعد قليلاً، شعر بالحرج وهو يبوح لها بكل شيء.. لم يعرف كيف انفلت لسانه امامها هكذا، حدد حاجبه الايسر بانامله بحركه لا إراديه من خجله/انا اسف اذا ازعجتك بثرثرتي و

لمعت عينيها غير مصدقه ما تراه "رجل يخجل ومن أمر لا يُخجل!!" ، هو كثير عليها للحد الذي تحسد نفسها عليه..تمنت لو أنها تستطيع المبادره لعانقته و أراحته ولكنها عاجزه جدا عن تلبية أي نداء للحب!!
آه كم ندمت على محاولتها قبل قليل!! ..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
هاهو اليوم الموعود..بعدما ارسل والدتها بالأمس هاهو يرسل نيفادا اليوم..
كره هذا الحدث الذي مزع علاقته بزوجته..لكنه لا يستطيع التراجع.. و عليها التفهّم،..

اتجه لقاسي الذي ينتظر خارجاً..وهو يرمقه بحده..اراد الحديث معه..كوصيه اخيره اشبه بالتهديد، تحدث وهو كاره لما سيقول/انت عارف وش عقابك اذا رجعت لي حامل..

اجابه بغضب مكبوت،فمازال عزام يتشرط و يماطله/اتصلت بي لاجل اخذ زوجتي...وينها؟!

اشار بعينيه للسياره/اركب سيارتك، البنت هاللحين جايه، حط ببالك انها ماتبيك، وتذكر فارق السن بينك وبينها مفهوم

آه لو انه آخر غير عزام لكن اعدمه في مكانه، و لكنه الغالي و إن قسى/انا للحين معتبرك اخوي

رد بغضب/ان خالفت الشروط و هالأوامر انسى الأخوه، تذكر انها مثل السيف.

تحدث وهو كاره لما سيقول ولكن هو مُضطر/انا رايح برا الرياض..الله الله بأهلي

استغرب ان يذهب ويترك والدته وحدها/بتخلي امك؟!

رفع نظارته لشعره وهو يجيبه/عندها مدى وولدها الصغير ، ساره رجعت لبيتها

استغرب ايضاً ان تكون عند اخيها كل تلك المده/ليه ماتخليها تتصل بزوجها يجيهم

اجابه وهو يهم بالذهاب/مدى مطلقه من شهور

سكت هنا وهو يرى قاسي ييذهب لسيارته، باتت حُره اخيراً..!
لماذا لم يعرف حتى الآن وهي مطلقه منذ مُده..
تذكر نداءها الممزوج ببكاءها تلك الليله في الاستراحه..لم يراها جيداً ولكنها كانت تبدو ناضجه ليست تلك الطفله التي احبها و احرق سنين عمره من اجلها..
اخفى سعادته بهذا الخبر...


وضع السائق كل حقائبها في السياره ليأمره عزام/رح ادخل غرفتك ولا تطلع لين اقولك

لحظات لتأتي برفقة رواد واميره اللذيّن ودعاها بالدموع، لم تستطيع النظر اليه..،هي كارهه له حد اللا نهايه..مافعله بحقها لا يُغتفر..إلا انه سمح لها بالسفر..
توقفت وهي تشعر بغثيان ولكنها تجاوزت ذلك بركوب السياره ..،

اراد الحديث معها و إخبارها ولكن هي لم تجعل له مجال لأن يتعاطف معها كانت، تستحق ما سيحدث لها مستقبلاً
و ان كان قاسي ليس كإسمه إلا انها ستجعله كإسمه هو متأكد من أنها ستجعله يندم على الإقدام على الزواج بها..
هي طفله ولكنها لعوب ماكره...فليكن الله في عونك يا قاسي!
،
.
،
.
،
.
،

بعبائتها تحدثت لأختها الغاضبه/يابنتي خلي عندك ثقه بزوجك واهدي

الشموس بغضب/اقولك زووجها ياليال وانتي تطالبيني بالهدوء!! يا شيخه لو لي غيره تركته لكن..

قاطعتها ليال بجديه/لا تقولين شي منتي قده..والله ماتتركينه..انتي كنتي بتموتين علشانه والكل شاهد، يلا استهدي بالله و لا تخلين لحظة غضب تدمر علاقتك بزوجك

ردت بانفلات اعصاب/انا لو داريه ان هذي سواته كان خليته يموت وماعليه حسوفه بعد

تركتها و اتجهت لغرفتها..

تنهدت ليال وهي تتحمد ان عمتها لولوه وابنتها سافرتا هذا الصباح...
نادت الخادمه على عجل/جووري..جووري

اقبلت الخادمه مستعجله/ايوا مس ليال

ليال باهتمام/جوري انا رايحه مشوار و وسام نايم بغرفته انتبهي له زين ..اوكي؟!

هزت تلك رأسها/اوكي مدام

اخذت حقيبتها وهي تخرج، اليوم هنالك اشعه لاختبار حجم الورم..سيتحدد بعد هذه الأشعه موعد العمليه..
هي الآن مُصره على العمليه اكثر من اي وقتٍ مضى ..

استغرب صمتها و هدوءها حتى انه تعدى زحمة السير و اتجه خارج الرياض ولم تعترض، غريب فمن عادتها الاعتراض والتمرد..لكن هاهي تغطي وجهها حتى الآن وهي تظنه السائق، آه يالحرقة قلبه كيف لطفله مثلها ان تخرج بمفردها مع سائق ؟!!

توقف بعيداً عن الطريق الصحراوي الذي يسلكه..سيؤدي صلاة العصر ومن ثم سيتابع سيره لوجهته..
نزل و التفت إليها ليكشف عن وجهها، يريد ان يتأكد ما اذا كانت بخير فقط..

ليجدها غارقه في نومها..كطفله تحتضن حقيبتها..
مد يده بجرأه ولامس خدها الاسيل بأنامله ..
كاد ان يبحر بمخيلته لما هو ابعد، ولكنه استعاذ من وساوسه ثم تركها مستعجلاً وهو يغلق الباب ويكبر يأخذ قارورة ماء ليتوضأ و يكبر للصلاة...،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
سيقوم هو بكل شيء يخصها هي مريضته الأهم و لن يدع لأحد اخر يد عليها..
دخل غرفةفني الاشعه وهو يتحدث اليه/مرحبا احمد

وقف احمد بابتسامه عريضه/اهلييين دكتور وليد كيفك اليوم؟!

وليد وهو يدير ناظريه بغرفة الاشعه/بخير..ماقلت متى تداوم وفاء؟!

احمد/وفاء اخذه هالاسبوع اجازه ليش بغيت شيء دكتور؟!

وليد بابتسامه/بغيت غرفة الاشعه عندك مانع اقوم بشغلك على مريضه وحده

ابتسم بخبث/وبس؟!..ياشيخ خذ دوامي كله

ضحك وليد وهو يربت على كتفه/لا يا شيخ! ..كله مريضه وحده، يلا توكل واخذ لك بريك

ضحك وهو ينزع معطفه/اجل دام كذا خلني اطير من هاللحين، سلام

رفع هاتفه للممرضه/اذا وصلت ليال المناع ارسليها للاشعه فوراً..طيب؟

ترك الباب مفتوحاً و جلس يجهز الغرفه للأشعه يجب ان تكون اشعه دقيقه..هو مقبل على عمليه دقيقه جداً ولا تقبل الخطأ..يجب ان يكون بقدر التحدي الذي وضعته به،

ماهي إلا لحظات لتدخل بصحبة الممرضه بعدما طرقت الباب/السلام عليكم

إلتفت إليها بابتسامه صغيره/وعليكم السلام.. حلو ..جيتي بالموعد،

استغربت/انت اللي بتسوي الاشعه؟

أجاب بثقه/بسوي لك العمليه فمن الافضل اني اشرف على الاشعه بنفسي

تعرف انه ليس من الضروري ان يقوم هو بالاشعه، ولكن تركت له الحريه، ان كانت تريد نتائج العمليه فعليها ان توافق خطوات العلاج كما يطرحها..

اشار لها/كل المعادن نزليها هنا يعني استور خواتم وجوال

لا ترتدي سوا خاتم ذهبي ناعم،نزعته و تركته في حقيبتها التي وضعتها له على المكتب الصغير..

اشارت الممرضه إليها ان تخلع ماعلى رأسها ..ولكنها وفضت ان تخلع شي امامه/بنزلها بالغرفه

وليد/خذي راحتك

دخلت للغرفه المغلقه والتي يطلع عليها وليد من نافذه، كان يراقبها وهي تنزع نقابها و من ثم حجابها، لتفك ذلك المشبك الذي يجمع شتات شعرها ..

وقفت امام السرير بخوف ككل مره تأتي هنا ..ولكنها تشجعت وقطعت تفكيرها السلبي لتتمدد بعدها على ذلك السرير الذي سيدخل في تلك الفجوه المخيفه..ولتربطها الممرضه جيداً..رددت اذكارها كثيرا واستودعت نفسها لله..
لتسمع صوت وليد قادم إليها/لحظه لحظه..!

استغربت قدومه وهي تجهل ما يريده/خير دكتور؟

اقترب من رأسها وهو يأمرها ارفعيه شوي خليه كذا.. ابي اوصل لنقطه معينه بالصور

فعلت ما أمرها.. ولكنه اشار بالنفي واقترب ليمد يديه ويعدل رأسها… لم يصدق أنه يلامس شعرها المنثور..

لم تنتبه له كانت منشغله كلياً باللحظه التي ستخل بها تلك الفجوه..

تركها عائداً لجهازه.. شعر بحراره وهو يجلس بكرسيه كان من الافضل لو ترك ذلك للممرضه، لم يكن عليه لمسها هكذا.. شعر بالعار من نفسه وهو يتذكر مافعله في غفله منها..!!
اكمل بقية عمله بصمت… ،

..
،
.
،
.

،
.
،
.

عادت ليلاً للمنزل..بعدما ذهبت لأماني هي هكذا حينما تضيق..، زواج نيفادا المفاجئه.. و تصرفات اختها و احوال صحتها.. و اقدامها على مجازفة العمر..
حسناً كان زواج نيفادا صدمه وبكن بالمقابل زوجها قريب من عزام.. عزام ليس صغيرا ويعرف ما يفعله.. هي تثق به و بحسن تصرفه..
الشموس فقط غاضبه لأنها اعتادت ان تمسك بزمام كل الامور وذلك الشي حرمها منه عزام.. عصبيتها اليوم كانت جنونيه.. هي اخطر الناس على نفسها حين تغضب فهي مستعده ان تؤذي نفسها بالتخلي عمن تحب ان أوجعها!!

لم تجد احداً في المنزل التوأم بالتأكيد نائمين لكن اين البقيه نادت/ام روااد...الشموس؟

خرجت من المطبخ وهي تأكل تفاحه وبيدها صحن مليء به/ام رواد راحت تنوم عيالها وتقول انها بعد بتنام..وين كنتي فيه للحين؟!

اتجهت للمصعد وهي ترد عليها/اظن قلت لك بالجوال اني عند اماني..صايره محقق من جد

لحقت بها لتصعدان معاً/وش موديك فوق انتي..؟! غرفتك تحت

بابتسامه بارده وهي تقضم تفاحتها/اشتقت لغرفتي القديمه..والا خلاص اهجرها وما انام فيها بعد؟!!!

استغربت اسلوبها،تبدو متوتره/شفيك انتي؟! ماقلنا اهجريها بس ترى وراك رجل اشوفه بسيارته برا شكل توه واصل..مايصير تتركينه وراك و تنامين بمكان ثاني

فُتح المصعد لتخرج لا مباليه/بروح لغرفتي انام لا أحد يقلقني...حتى لو احترق البيت..خلوني

استغربت لأول مره تأخذ اكل لغرفتها بالعاده فقط مشروباتها المفضله في ثلاجتها الصغيره/هييي الشموس.. ماخلصت كلام ابي اقولك عن..

اشارت بيدها لتقاطعها بلا مبالاه وهي تدخل غرفتها وتُغلقها على نفسها..
جلست على سريرها بصحنها بعدما خفضت درجة حرارة التكييف..
اخذت سماعات الرأس لتضعها بأذنيها و تستمع بانسجام وهي تسترخي براحه، لن تستطيع البقاء بصحبته في غرفه واحده بعدما حدث...تفضل دائماً الهرب من مواجهته.. هي ضعيفه ومكشوفه بحضرته وذلك لا يعجبها..يجب ان تكون اقوى..

رن هاتفها بأسمه ولكنها ضغطت الزر الأحمر..واكملت ما تفعله..، فليجلس وحيداً الليله ليعرف مدى خطأه..يجب ان يفكر جيداً..قد تجرأ و صرخ بوجهها ..لن تمرر له ذلك.

لاحظت توافد رسائله لتقرأها وهي تبتسم لكنها تفاجأت بالأخيره [ان ما جيتي الغرفه..بتندمين]
ضحكت بسخريه وهي ترسل له الرد..
.
،
.
،
.
،


مازال في الغرفه ينتظرها ليتفاجئ بالرد الذي أرسلته عقد حاجبيه وهو يعيد قراءته بداخله[ابشرك ندمت..وهذا انا تبت منك و رجعت لغرفتي, روح لرفيقاتك ماظن بتعوق معك]

ليرسل لها الرد قبل ان يخرج ..سيعاملها كما يجب .. هو لم يُخطىء وعليها تقبّل ذلك، عليها ان تحترم هذه العلاقه وان تُقدر ما يفعله لا ان تعاتبه!!
رن هاتفه برقم غير مسجل عنده ولكنه رد كعادته/نعم؟!

كانت تبكي/عزام اسفه اني دقيت عليك هالوقت بس والله مضطره

وقف وهو يسمعها بإهتمام ..إلتقط شماغه وخرج..

،
.
،
.

تفاجأت بالرد الذي زلزلها ، لتنزل من سريرها بعجله وتذهب للشُرفه المُطله على جزء من الحديقة و مرآب السيارات.. وتراه يخرج مستعجلاً ويضع شماغه على كتفه و هو يتحدث في الهاتف باهتمام..
عادت لتقرأ الرساله بغبن [لا ماتعوق معي وانا عزام، و رايح لها هاللحين وانتي اعتصمي بغرفتك فوق]

حاولت السيطره على اعصابها ولكن بات كل شيء مستفز بالنسبه لها..قذفت بهاتفها ليتحول الى قطع صغيره، دفعت الطاول الصغيره وكل ما تحمل من تُحف صغيره و كتب..شعرت بألم يدها لتترك العبث في اثاثها وتجلس..
ازدادت حُرقة معدتها وكأن لهيباً سيخرج من جوفها..
تحتاج لشيء يطفئ نارها المتقده..
.
،
.
،
.
،



استيقظت على اصوات عواء ذئاب و اطلاق نار...شهقت وهي تجد نفسها في خيمه بعامودين ...!!
مالذي جاء بها هنا و مالذي يحدث لها؟!.. وكأنها في دوامه،يبدو ان صداعها بدأ يجعلها تتخيل اشياء غير حقيقه!!!

وقفت وهي تشعر كأنها في حُلم مزعج..هي كانت بطريقها للمطار..مالذي أتى بها هنا وحدها؟!!
سمعت حوافز خيل و اصوات تحركات خارج الخيمه..ضلت تبكي، لم تستطيع حتى الخروج لرؤية ما يحدث..
لحظات خوف لم تمر بها في حياتها!!

لاحظت اقتراب الحركه من باب الخيمه لتصرخ ..
ذلك لم يمنع دخول الرجل الملثم بغتره رماديه ، لا يبدو واضحاً تماماً في الضوء الخافت يرفع اكمامه و يحمل بندقية ناريه في يده..
لم تحتمل مزيداً من المفاجأت المرعبه لتفقد وعيها مجدداً و تسقط ..

فك لثامه وهو يراها تسقط من اثر الصدمه..امسك بها قبل ان تصل الأرض كانت كالخيوط الذابله بين يديه، كشف عن نبضها تبدو مغماً عليها فقط ،ابتسم بخبث/افااا من اولها طحتي؟!! ههههه اجل وين رجولتك يا بنت أمها؟!
والا تظنين الرجوله بس باللبس وقصّة الشعر؟!

.
،
.
،
.
،
عادت الى منزلها فجراًمن المستشفى بصحبتها وهو يحمل طفلها الصغير..هل كانت معه وحيده؟ لم تصدق ذلك..
هاهو يحمل طفلها..و كأنه له..تمنت لو انه منه..وانها لم تعرف رجلاً غيره ..
تتحدث اختها عن المبادئ والقيم، ذلك لأن قلبها لم يعشق ذات يوم .
لربما لم يكن هنالك نصيبٌ في الماضي.. او ليس وقتهما بالاحرى..
لكن هذا وقتها مع حبيب العمر.. ولن تترك فرصه للتقرب!!
قد اتى إليها بلمح البصر بعد اتصالها..كان يراقب حرارة طفلها طوال الليل معها..مان مهتماً كما عهدته..


توقف امام الباب الداخلي وهو يلتفت إليها/هذا حنا وصلنا..الف لا باس على ولدك..تعالي خذيه بسابع نومه

ابتسمت تحت نقابها وهي تتقدم إليه تريد ان تتلقفه..تعمدت ان تلامس انامله ثم تحدثت إليه/اجلس افطر هنا بيأذن الفجر وانا اسهرتك طول الليل اكيد جعت

ابتسم وهو يصد عن عينيها/ماتقصرين يا مدى ..ما لي نفس اكل والله.

قاطعته بنبره دافئه وكأنها تُذكره/و لا حتى خبز وجبن؟!

عادت ذاكرته للوراء وهي تأتيه خلسه في جوف الليل بقطعة خبز وجبنه..كانت هذه وجبتها التي لا تعرف غيرها انذاك، حاول تجاوز اللحظه...وهو يرفع ناظريه من الارض/مشكوره انا ماشي..يلا اي شي تحتاجونه اتصلوا بي..لا تترددين..

خرج مسرعاً واختفى عن ناظريها واغلق باب الشارع خلفه..تنفست براحه بعد جمال حضوره المربك..،





،

يتبع..،
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-