رواية ما وراء الغيوم الحلقة العاشرة 10 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة العاشرة 10 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الحلقة العاشرة 10 كاملة مكتوبة بدون ردود - رشا الخيالية

لقراءة باقي حلقات رواية ما وراء الغيوب كاملة بدون ردود (الأرشيف) للكاتبة رشا الخيالية : اضغط هنا

 رواية ما وراء الغيوم الحلقة العاشرة 10 مكتوبة البارت العاشر كامل بدون ردود للكاتبة رشا الخيالية

انا الجفى.. ليه أخاف الناس تجفاني؟!
وانا الحبيب الذي من يعشق عيوبه

خبرت نصفٍ تعب من نصفه الثاني؟!!
بعضي رماد.. وبعضي نار مشبوبه
.

،
.
،
.

لم تعجبه نظرات ذلك الرجل لصاحبه..
اتجه اليه وليد مستغرباً، وهو يراه واقفاً بعد ذهاب ذلك الرجل/عزام من هذا؟ ووش يبي ليه طلع بسرعه

حاول تخطي ما يمر به الآن..اعتذر من وليد للحظه وخرج وهو يُخرج هاتفه و يتصل بالسائق بسرعه/سنجاي.. ألحق الرجال اللي بيطلع لك هاللحين ..ايوه.. لابس نظاره اطارها ابيض.. بسرعه.. شوف وين رايح.. لا يغيب عن عينك

سنجاي سائق العائله منذ سنوات/اوكي سير

اغلق الهاتف وهو يزم شفتيه بغضب، استنشق هواءاً عميقاً ونفث غضبه زفيراً، يجب ان يكون سعيدا امام الحضور…
هكذا تصرف ليس طبيعياً لماذا انتظر ذلك الذي يزعم انها حبيبته حتى موعد الاستقبال ليأتي يهدده!!
لو كان حقاً لماذا ظهر الآن ..اين كان..
اللعنه كان يُمني نفسه ان يكون كتابها الازرق مجرد خربشات عابثه..
.
،
.
،
.
،
اغلبية الحضور هن من نساء الاقارب، الجميع يتهامسن وفي حيره، البعض سعيدات لزواجها والاخريات مثل شريفة زوجة خال البنات و خالة فياض واختها لم يكونوا كذلك، دفعها فضولها للحضور تريد رؤية ذلك العزام.. مازالت تتذكر احاديث فياض وغضبه كونها رفضته مراراً ..وهاهي اليوم تتزوج بشخص غريب ظهر فجأه ..!

مرت ام رواد وهي ترحب بالضيفه القادمه وتجلّسها في مكانها وتشير للخادمه بأن تقدم القهوه والضيافه/هلابكم جميع..حياكم الله.

تحدثت شريفه وهي تتجه اليها و بعيد عن النساء بابتسامة خبث/مبروك زواجكم ، زين اللي عشنا للحظه اللي تزوجت فيها الشموس مابغت!! ..

ام رواد بهدوءها المعتاد/الله يبارك فيك ،كلن ياخذ نصيبه بوقته، وعقبال اولادك يا رب

شريفه بسخريه/يلا عقبال ينفك النحس عن خواتها الباقيات.. ليال ماظنتي بتلحق ان كان على شايب!

لم تعد تحتمل ام رواد احاديثها الملغومه، لترد ولأول مره تغضب/الرجل ماعمره زاد من قيمة البنت ولا نقصها يا شريفه!

شريفه باحتقار/تظل البنت تحتاج ستر مالك حق بهالكلام

فاض صبر ام رواد/بناتنا ماهن عوره علشان نسترهن.. لو كل من طق بابنا زوجناه يا شريفه،كان مزوجينهم من عمر16،

شريفه وهي تشعر بالاهانه/عاد مب ترفضون الرجال اللي تسوى، شدو شوي على البنات ..

ملت من حوارها البيزنطي أرادت اخراسها/ما رفضنا إلا اشباه الرجال،.. ويوم جانا الرجل اللي يسوى ما رفضنا ..هذا عزام شيخ الشباب اللي بيحميها بعد الله عن مواذي خلقه،

شعرت بالاهانه مره اخرى/شقصدك ان فياض ماهو رجال والا مواذي الخلق!!

ام رواد بملل/يا شريفه اللي فات مات من جاب سيرة فياض هاللحين؟..ترى الكلام فالماضي نقصان عقل، تعوذي من الشيطان، اظنك تعرفين ان الليله زواج الشموس بعزام .. ان كنتي جايه تنبشين بالماضي مثل عوايدك فتكفين فكينا من شرك.

شريفه وهي ترفع حاجبها باعتراض/مثل الطرده يام رواد

شعرت ام رواد بأن هذه السيده الحمقاء ستخرجها من طورها،فعلاً شريفه تستحق كل ما تقوله لها ليال/لا حشى ما طرد ضيوفي يا شريفه، استعيذي من ابليس و اجلسي و انسي اللي صار، مابي ضيقة صدر ونكد بليلة الشموس..

ذهبت شريفه وهي غاضبه، ستكمل هذه الليله، هنالك فضول يدفعها كما يدفع الكل لرؤية من قبلت به الشموس، هل سيكون بحجم الانتطار .. الكل يظن انها اقتسمت من اسمها نصيب، فباتت مطلب عصي للرجال، ومصدر خوف لنساء الاقارب، لم يخطر ببال أحد أنها ستتزوج اخيراً..

لمحت شريفه "اماني" طليقة فياض قادمه ومتجهه ناحية الشموس بابتسامه عريضه.. اللعنه ماذا تريد تلك المشعوذه!! لماذا حضرت الليله؟!
.
،
.


لاحظت التي تقف أمامها.. تبدو اقصر منها قليلاً و ذات ملامح هادئه ومبتسمه،مدت يدها لتصافحها كالبقيه،

بابتسامة انتصار معبره/الف الف مبروك يالشموس، ماتتخيلين ان خبر زواجك من الدكتور عزام اثلج صدري، وكأنك اختي والله

استغربت غريبة الاطوار هذه لكن ستجامل وترد المباركه/مشكوره.. الله يبارك فيك

بنفس الابتسامه/بتستغربين يمكن ماتذكريني بعد..انا سماهر طليقة فياض الاولى

حاولت تذكرها ولكنها حضرت الكثير من المناسبات فلا تتذكر كثيراً/اسفه ماعرفتك والله..

بابتسامه/انا جيت مع أمي.. دعتها ام رواد وعرفت بالصدفه.. حاليا انا متزوجه شخص ثاني والحمدلله اموري تمام بس شي كنت اتمناه ان ربي ما ينوله مراده فيك انا اعرفك بس من بعيد لبعيد.. وللامانه يمكن تستغربين كلامي وماتصدقينه كنت خايفه عليك منه بس دامك بتاخذين الدكتور عزام.. فماعليك خوف

لم تستوعب حتى الآن هي تتحدث عن عزام وكأنها تعرفه، ولكن لماذا تنطق اسمه برسميه هكذا/وكأنك تعرفين عزام؟!

بابتسامه/كان دكتوري بالجامعه اخر سنه، الله يذكره بالخير.. معروف بتعامله الراقي رغم صرامته شوي زياده، عموما الف مبروك، ماني مصدقه اني حاضره ملكته.

لم يعجبها حديثها بإسهاب عن زوجها، الآن عرفة ان كان له صله بالبنات وان كان من خلال تدريس بالجامعه، أرادت إنهاء الحوار الذي يشعل غيرتها بدون ادراك/حياك الله يا سماهر.

ذهبت تلك بعد رؤية احداهن قادمه لتحدث الشموس..
وقفت هدى بابتسامتها وهي تراها تسرح بعيداً/وش سرحانه فيه هالوقت يا بنت ههه

التفتت اليها الشموس وهي تغلي بلا شعور/هذيك طلعت من طالبات الدكتور عزام..

ضحكت هدى لتجلب الانظار اليها بدون قصد لتخجل وهي تهمس لها/من هاللحين غيره، طيب اصبري للدخله يختي!

ابتسمت الشموس وهي تخفي الضيق عن نظرات الحضور وترد على هدى/اسمه زوجي.. سواءاً دخلنا والا ما دخلنا.. شي طبيعي ماحب احد يشاركني فيه، حبيته والا ماحبيته.

هدى بتأييد/بهذي صدقتي الله يبعد عنا الشرايك، المهم اذكري الله وتعوذي من ابليس، وعيشي، وانتبهي من شوفت النفس على زوجك،الطبع اللي فيك ذا حاولي تنسينه قدامه ترى هالايام احلى ايام العمر، اسأليني. بكرا تصير ذكرى حلوه لكم.

إلتزمت صمتها وهي تعبث بخاتمها المفضل و الذي لا يفارق إصبعها مهما كان هو هدية أبيها وله مكانه خاصه، تمسُّكها به يشعرها بالراحه نوعاً ما، وكأنها تعاهد والدها ان تكون كما رباها عليه.. وكما سماها وتمناها..

لاحظت هدى تعكر مزاج رفيقتها من صمتها المريب ،فأرادت ممازحتها/ هاللحين حسبي على عدوك العريس عمره 36 سنه و المسيكين عمره ما تزوج، تقومين تلبسين له احمر وقصييير مفصخ من اول مره، تبين تجننينه انتي..عاد عمرك مالبستي احمر ههه

ابتسمت من حديثها وهي تلتفت اليها/المعذره يا هدى المره الجايه باخذ رايك بلبسي.. اقول اسكتي بس ادوختيني ترا

رفعت يديها بإستسلام وابتسامة خبث قبل ان تذهب/بكيييفك تحملي اللي بيجيك منه،. انا رايحه اشوف الخدامه ماسكه ولدي.

لا يخفى ان جملة هدى الاخيره أربكتها..تُرى ماقد يفعله بها؟!!

اتجهت اليها عمتها هند لتجلس بجانبها وهي تبتسم/الله يحفظك من العين، احسك تهورتي بالفستان حيل قصير والله

لم ترد ضلت صامته وهي تجلس بهيبتها ..بدت تفكر بمنحنى آخر مالذي جعل عزام بلا زواج حتى هذا السن؟! ما يقلقها كونه كان دكتوراً في الجامعه ويدرس بنات..هل كان.. لا لا يستحيل ذلك ، تباً لتفكيرها السمج به..

رن هاتف هند لترد/لبيه يا عزام..


إلتفتت الى عمتها التي تجلس بجانبها بعد سماع اسمه!! ماذا يريد؟ ..باتت تخشى لقاءه بعد آخر مره، وبعد حديث هدى ..

استغربت وهي تغلق الهاتف/مدري وش مستعجل عليه تونا بدري

ارتبكت اكثر/خير وش عنده

هند/يبي يدخل ويلبسك الشبكه،

لم تحسب حساب دخوله ابداً امام الحضور، هل جن ليطلب ذلك/هاللحين، ماهو لازم تكفين، خليه لين يروحون المعازيم ازين.


مازالت هند مستغربه هي من اشارت عليه بالشبكه فهو لم يكن يعرف بهكذا امور،كان متردداً فمالذي غير رأيه واستعجل بالدخول/لا يا بنت راكان لازم الشبكه تليق فيك،وقدام الناس بعد حالك حال البنات.يعني اذا ماراح نسوي زواج، لازم يدخل ويلبسك الشبكه.

ارتبكت واتضح عليها/انا متنازله عن الشبكه بس لا يدخل، لا يدخل بليييز


اتت من خلفها ليال وهي تتبسم بسعاده، فأخيراً ستتزرج اختها/يا عمررري على الخاايفه اللي يسمعها ما يقول انها امس مفطره معه وقبله كانت سهرانه لعيونه، صدق دلع بنات ماسخ يلا يا عمه بس دخلي عزام خليه يعيش ليلته والله ماتقعد بخاطره وانا اخت نايف.

ضحكت هند/يازين عقلك يهالبنت عقبال نفرح بك ونزفك مع زوجك فالكوشه

ليال بجديه ممزوجه بهزليه/قولي الله يجيب اللي يخطبك من نفسك احسن

ذهبت هند ولم تسمعها سوى الشموس، التي صغّرت عينيها/قولي انك ماتبين الزواج بصراحه وبس، ليه اللف والدوران والتشرط البايخ،اجل من جدك تنتظرين احد يخطبك من نفسك يالكونتيسه

ضحكت وهي اعلم بحالها/انكت يا قلبي، لاني عاارفه انه مستحيل احد يخطبني مني، محد يتزوج عندنا الا بذوق أمه يا قلب اختك ،يلا بس فكينا من هبالي و خلينا فيك يا قمر الليله

رمقتها وهي تصغر عينيها/يمه منك، لعووب، شلون تفكرين بالامور انتي

ليال/حبيبتي منتي اقل مني والا ليش للحين محد جاب راسك الا عزام ، انسي الماضي وعيشي ليلتك بس

غضبت من حديثها/محد يجيب راسي فاهمه، انا تزوجت انفذ وصية ابوي فقط، بعدين حالي حال الناس، ماظنتي ان كل هالعالم تزوجت برغبتها، او ان كل وحده او واحد تزوج اللي يحبه

ليال بحكمته وواقعيه/الزواج يالشموس هو نصيبك ربطك بـ عزام ، اما الاستمرار معه بهالزواج والارتباط فهو قرارك انتي يا عمري، لا تعقدين الامور واخذيها بمنظور ارحب..ان ما جاز لك هذاك الوقت تكلمي وعزام يستحق انك تعطينه فرصه.

صمتت الشموس تفكر بحديث اختها الذي لامس شيء داخلها ، ثم رن هاتف ليال لتجده هند التي تطلب منها افساح المجال واخبار الجميع بأنه سيدخل....

،



ممثل كبير هو الآن..
كيف يستطيع ان يتحكم بغضبه؟
كيف احتفظ بتوازنه حتى الآن؟
لله در السنين التي منحته قوة الصبر على ما يؤلمه!!

لغات العالم قد لا تصف مدى غيرة الرجل الشرقي حين يأتي احدهم بسيرة زوجته..او محارمه..
هي طبيعه في ذلك الشرقي ، جحيم غيرته قد يدمر كل جميل بداخله، وقد يجعله يرى الورد شوكاً والبحر جحيماً تتقاذف حممه..!
لم يستطيع رسم الابتسامه، رغماً عنه يعجز عنها، دخل بصحبة عمته هند لا يلتفت ينظر الى خطواته حتى اخبرته بأن يرفع بصره فعروسه تقف أمامه..
سمع ارتفاع نبرة همس النساء لا تخفاه تلك الاصوات قد كان دكتوراً في الجامعه..
.
،
.
في جانب آخر تقف هند الصغرى ملتثمه بجانب ليال وتخبرها بحماس/ماااني مصددقه، الدكتوور عزااام!!

استغربت ليال/تعرفينه؟

هند/ايه هذا كان دكتور عندنا بالجامعه

التفتت اليها ليال/صدق؟!

هند بحماس/اقولك يموتوون عليه البنات مايفوتون له محاضره، دايم قاعته فل..بعيني شفت بنات يحطون هدايا بسيارته وياما كان يحمل البنات مادته وعلى قلوبهم زي العسل!!

ابتسمت ليال/بنات هالجيل الله المستعان، هند انتي تخرجتي والا باقي

هند/باقي هالترم وافتك من هالجامعه..
،
،



وصل اليها وهو مبهور بهذه الاطلاله التي لم يراها عليها منذ عرفها للمره الاولى تضع كحلاً و تسدل شعرها، اي اناقه و ذوق تمتلكه،
اجتمعت الاضداد بياض بشرتها وحمرة فستانها و جمرتي شفتيها..سلبت لُبه،ذلك يؤجج الغيره بداخله، هل رأى هذا الجمال احداً غيره؟!
لم ينتبه لنفسه وهو يقترب منها ويقف بجانبها بعدما قبلها بين عينيها ليعانق بذلك عطرها السافر الذي يدعيه لها بإلحاح..

كيمياء قبوله تسري بعروق جسدها رغماً عنها، معادلات عجزت عن تفسيرها، رآت عمتها تقدم له العقد الذي جلبه لها فيقترب ويلبسها وتشعر بانفاسه وهو يقترب من خدها وتشعر بلهيب انفاسه ، لم تستوعب اقترابه!

اخذ خاتمه ليلبسها الخاتم الذي اراده ليجدها تضع ذلك الخاتم الذي لا تخلعه منذ عرفها مكان الدبله!
نزعه بملكيه ووضعه في جيبه، تحت مراقبة نظراتها التي تتبع خاتمها..
يجب ان تؤمن انها هي الآن له اي شيء سوا ذلك هراء..

انتهت من تلبيسه الدبله، وقلبها يضيق بنزعه خاتمها واخذه بجيبه بدون وجه حق، هل يظن انها اصبحت من ممتلكاته هي الاخرى؟!!

ليصفق الجميع..بعد ذلك

لم يحبذ ان يطيل الوقوف هنا، فبالاساس أراد الاختلاء بها فقط، همس في اذن عمته بالاستئذان ليمسك بأنامل الشموس القلقه ويهمس في اذنها "تعالي معي شوي"



عاد الجميع لمقاعده بعد ذهاب العرسان..
لتتجه ليال الى عمتها/وش السالفه اشوف ولد اخوك مستعجل الليله

ضحكت هند فهي الاخرى سعيده بهذا التوافق المستغرب/يابنت الحلال خلينا نخلص من همهم، والله شااايله هم هالثنين. ابيهم يفهمون ان الركاده ززينه.

ابتسمت ليال بمشاكسه/شتتوقعين يبيها فيه هالوقت؟!!

هند بابتسامه/ليااال اتركي المعاريس بحالهم و خلينا نلتفت للضيوف مع ام رواد

ليال/يلا على قولتك شعلينا فيهم..
،
.
،
.


اغلق الباب بيساره وهو يمسك بيدها بيمينه و يدفعها لداخل الغرفه بهدوء، ثم يتجه اليها ببطئ وهو يغرق في تفاصيلها، تأسره بل تصم أذنيه عن كل صوت وتعمي عينيه عن كل شيء حولها الا هي، وهذا ما يرهقه حقاً..!!

حاولت الثبات في وقوفها وهي تتمنى ان يمر كل شيء بسلام الليله، ولكنه اطال السكوت/جبتني هنا وعندك سالفه.. بس اشوفك انخرست فجأه!!

لعن جاذبيتها وفتنتها الآسره وهو يقترب اكثر ،مد انامله ليداعب خدها للحظات حتى امسكها من عضديها بقبضة يديه وعينيه تغزو عينيها لحظه وتتأمل شفتيها لحظات. ،
ملامحها فاجره، تدعوه بصمت للانحراف كلما تعمق فيها!! ،لينطق بحقد/احد قد قالك انك فتنه؟تسلبين الروح من جسدها!!

يسألها بأسلوب مبطن خبيث،لعنت مشاعرها لترد بثقه تتضح بنبرتها/مرفوع شاني عن كل مايذل الراس ويطمه.

ابتلع ريق الرغبه وهو يقترب من شفتيها بتساؤل يكاد يقضي عليه، فهي تتحدث عن الشرف، وذلك الرجل يدّعي انها حبيبته/بسألك ولا تلوميني اذا سألت..

استغربت اسلوبه لتجيبه/اسأل

استجمع قواه ليسألها عما يؤرقه ويحرقه، يعرف انها كانت مستقله بذاتها حتى بسفرياتها هو اطلع على كل شيء/اسألك بالله احد قد ذاق خمرك قبل زواجي منك؟!

صمتت مصدومه من جديّته بالسؤال و الدمع يحشد جموعه على اهدابها بعد سماع السؤال الذي يهين كبريائها وشرفها…!!


سيجن من صمتها، سيحترق لو اجابته بنعم سيقتلها ويلحق بها هنا، ظل يستنطقها وهو يحدق بها برجاء ان لا تصدمه/جاوبيني ليه تسكتين

لمحت في عينيه الرجاء والخوف، الجحيم و النعيم في آن معاً/ سألتني بالله و من سُئل بالله لازم يقول الصدق..لو على رقبته

زاد احكام قبضته عليها بكل قوته وكأنها سيفتك بها.. بانتظار اجابتها..


وقوفها بين يديه يجعلها تتأرجح مابين الخوف والأمان،حاولت الافلات من قبضة يديه القاسيه دون جدوى، لتجيبه بحقد/ما ذاقه رجل غيرك.

افلتها بعدما أراحه الرد وكأن ناراً خفت لهيبها "قليلاً" بداخله!!

اردفت بحقد/هذا اذا اعتبرنا انك رجل.

اخرسها بصفعه، هاهي تهينه وتقلل من شأنه مجدداً..اللعنه على لسانها وجمالها ولجاذبيتها في آن معاً/قص لسانك.

ابتسمت بتهكم بعد صفعته وهي ترمم روحها بنفسها وتحدثت بقهر/ قبل نتزوج..اعتديت علي يا مدعي الفزعه والرجوله وتركت علامتك هنا، لو نسيت
*اشارت الى منتصف عنقها*.. وربك ياعزام لموت مانسيتها لك.


رآها تتراجع و تدير ظهرها وتتحدث بثورة غضب مكبوت/دست على طرفي يا عزام فلا تظن اني بنساها ، تذكر بموت ما نسيتها لك.

ظل واقفاً كالتمثال يراها تذهب وتقف هناك، و هو يحلم ان يُغرق وجهه في امواج شعرها التي تذهب جيئه وذهاباً مع كل تحركاتها ، معها كل الحق في عدم النسيان، تلك القُبله لا تُنسى ابداً..


خافت من صمته المفاجئ، لتلتفت اليه وتنصدم بنظراته التي تكاد تخترق جسدها/اشوفك رجعت تنخرس!!


ثقتها بنفسها تُريح قلبه مهما حاول الشك..
حاول الصمود امام ثورة غضبه الذي اصطدم بجنون رغبته بإعادة ترتيب شماغه ثم اخرج سُبحته من جيبه ليشتت توتره وهو مازال يغزوها بعينيه، لابد ان يهدأ وان يستعيد نفسه لن يرتاح وهو لم يعرف "حقيقة" ذلك الذي يدعي انها حبيبته/سويلي طريق ابي اطلع.

هذا اعتراف بهزيمته..وجرحها له..للحظه ندمت لجرحه..
استغربت سكونه فجأه ولكنها تركته على عجل واتجهت للباب هاربه من عينيه ومن جنون هذا اللقاء..مازال يحيّرها هدوءه وسكونه!!
.
،
.

.
،
رحل معظم الضيوف لم يتبقى سوى هند التي تحاول فتح احاديث والتعرف على هند العمه.. ولكن لم تحين الفرصه المناسبه بعد..قررت الذهاب فوالدها يتصل بها.. وقفت وهي تتجه للشموس بابتسامتها/يلا يالشموس صار لازم امشي.. الف الف مبروك و عقبال العزابيه

بادلتها الابتسامه/الله يبارك فيك وعقبالك انتي بعد

ردت بابتسامتها/انا مخطوبه بس ماراح اتزوج لين يتزوج ابوي واتطمن عليه..

ضحكت ام رواد/والله هذي البنت الصالحه، وين يلقون مثلك الاباء

ضحكت هند هي الاخرى، فهي لا تعرف من تكون/وان كان الشايب رافض يتزوج وش بتسوين.

احبت اجابتها/لا عااد ماسمح احد يقول لابو هند شايب.. تووه شباب وماعنده غيري بعد، الله يحفظه

ليال بابتسامه فهي تعرف نوايا هند الصغرى/خوش تسويق يا هند، ترى كلنا نعرف منهو ابوك بس عمتي هياء ماتدري انه المحامي صالح العبدالهادي


حاولت هند تذكر شكله، لا يستهويها النظر في وجوه الرجال، هي خجوله وبالكاد حضرت قراءة الوصيه ذلك اليوم بحضوره، لا تعرفه حق المعرفه ولكن لا يبدو عليه كبر السن ، تتذكر والده فقط كان صديق والدهاً/اجل الله يوفقك بالبحث وتلقين العروس اللي تستاهله.

هند بابتسامة خبث/الله كريم. يلا يا جماعه عن اذنكم

ودعها الكل ولحقت بها ليال وهي تلبس عبائتها/يالخبله بغيتي تجيبين العيد قبل شوي

هند بابتسامه/اهم شي، لا تنسين اللي اتفقنا عليه

ليال بجديه/يختي ابوك ذا مدري شأقول عنه بس

هند برجاء/حققي لي هالامنيه يا ليال، ابوي بيتقدم لها هالسبوع ان شاء الله ،عاد انتي حاولي بعمتك قد ماتقدرين، اظن كفايه سنين العمر اللي راحت عليهم.

شعرت بالغثيان و الدوار وهي تخفي ذلك بابتسامتها/اكيد اكيد يا هند..


.
،
.
،
.
،
خرج بعد خروج آخر الضيوف.. وكان وليد الذي ودعه على عجاله.. يجب ان ينام باكراً ليصحو لعمله باكرا..
ركب سيارة عمه.. فسيارته اصبحت من عداد الحديد البالي،،.. الساعه متأخره..
اغلق هاتفه حتى لا يضطر للرد عليه..سيختلي بنفسه لبرهه من الزمن وهو ينتظر اتصال من سائقه "سنجاي"

..تسكع طويلاً بالسياره.. بداخله حرائق ان لم يطفئها خارج المنزل وبعيداً عنها ستحرقها وتحرق كل من فالمنزل..الشكوك تتلاعب به.هل يعقل ان تكون الشموس بتلك الحقاره.. يستحيل ذلك.. يجب ان يؤمن بحديثها الواثق، كانت تتحدث بدون ان تتلعثم، كانت جاده وغاضبه،لولا لسانها السليط.. الذي دعاه لصفعها وهو يكره ذاك.

ضل يسير بسيارته طوال ليله، وكأنه يبحث عن عزام.. الذي اضاعه في الفتره الماضيه!
عزام ليس طائشاً ولا سريع غضب.. عزام صبور جداً ولم يسبق و ان قد ظلم احداً..

لكن من ذلك الرجل الذي ادعى انها حبيبته؟ هكذا أمامه بكل وضاعه!!!
يجب ان يفكر كيف يواجه هذه المشكله التي تخص عرضه، سيصل لذلك الرجل وسيشفي غليله منه،
لن يفرح بفعلته..ولن يستطيع العوده للمنزل وهو مازال يشك بها..
إما ان يثبت براءتها الليله ويعانقها بفرح رغم انفلات لسانها، وإما انه سيقتلها.. احداهما ستحدث الليله..ولن يندم!!

تباً كلما فكر بقتلها تبادرت صورتها الليله امام عينيه بفستانها الاحمر كـ وردةٍ حمراء عانقة بزوغ اول خيوط الشمس المتمثل في لون بشرتها الناصع..

ذلك اللعين نجح في تشكيكه، كيف له ان يقتحم مجلسه في وسط الرجال، لماذا لم يأتي منفرداً..لكان عرف كيف يرد له مباركته حقاً ..ولكان اكرم ضيافته كما يستحق،
اللعنه ان كان قد رآها كما رآها هو الليله،..

وصله اتصال من السائق ليرد عليه بلهفه/الو سنجاي ....حلووو.. طيب وين؟ ..ايووه اعرفه.. خلك مكانك لحظه وجايك..
،
.
،
.
،
.
،
ذهب الجميع لغرفهم..
كانت هي آخر من دخلت غرفتها..،
استغربت طلبه لرؤيتها الليله ، والان يخرج اخر الليل بلا مبرر تُرى اين ذهب؟!
كان البارحه صارماً بشأن علاقتهما و ابكاها..!
لكنه الليله رجلٌ آخر، وان صفعها لا تلومه..!
تُرى هل اغرته اطالالتها، هل حركته الغريزه فقط، ام للمشاعر يد اخرى..؟
لماذا يسألها عن ماضي علاقاتها؟! ليس له حق فيما مضى قبل ارتباطها به..

نظرت لوجهها في المرآه بإبتسامة ثقه، أيٍ كان ذلك العزام يجب ان تكون مبتسمه دائماً،
لن تدعه يسلب الشموس من داخلها..يجب ان تكون كما هي..لن تؤثر بها اسئلته عما اذا كانت لها سوابق،.. هي تسمو عن حتى الحديث بهكذا امور.. مالذي دعاه للسؤال الآن. و لم يسألها من قبل ولم يبدي حتى شكاً حتى اليوم..

اخذت قميصها الحريري الابيض ذو الحمالات الرفيعه و يصل لنصف ساقها ،..تركت الروب معلقاً واخذت القميص..

لتغير فستانها ثم تعود للمرآه وهي تمد اناملها لعلبة المناديل المبلله تريد ان تزيل الكحل من عينيها ولكن رن جرس هاتفها في هذه اللحظه ..!

استغربت رنينه في هذا الوقت، تركت المنديل واخذت الهاتف لترى من المتصل،شعرت بخفقان مفاجئ بمجرد رؤية اسمه، ترددت هل ترد عليه ام تتجاهله؟!
خافت كثيراً لماذا يتصل في هذا الوقت، مالذي استجد، لا تريد تعكير مزاجها الذي صفى قليلاً برؤية الرفيقات..
ردت في المره الثانيه/الوه

على الطرف الآخر بصوت رجولي فخم/ساعه علشان تردين؟!

ترددت/وقت نوم،احمد ربك اني رديت بعد

بهدوء عزام الحقيقي/انا جاي المكتب تحت، جهزي لي قهوه وهاتيها.

ابتلعت ريق الخوف بارتباك، يبدو صوته هادئ جداً و رائقاً/هاه، اوكي برسل لك الشغاله توصل لك القهوه

بنفس هدوءه/اظن اني متزوجك انتي ما تزوجت الشغاله، جيبي لي انتي القهوه، لا تتأخرين

اغلقت الهاتف وهي مرتبكه من نبرته وهدوءه وصوته،
بتصرف لا إرادي اتجهت للمرآه مره آخرى وهي تنظر لنفسها بشكل ادق عن أول الليل..اخذت عطرها واسبغت على نفسها منه..و اعادت على احمر الشفاه ..
حاولت ترتيب تنفسها باعادة الشهيق والزفير ..هكذا افضل..ثم خرجت..تذكرت الروب لتعود وتلبسه فوق قميصها لتغطي ذراعيها العاريتين، كان بنفس طوله..
.
،
.
،
.
،
ظل ينتظرها في المكتب، ما حدث وما عرفه الليله جعله يرتب حساباته من جديد، الامر ليس بتلك السهوله،..يجب ان ينسى ماحدث من امر ذلك العاشق وان يتفرغ لنفسه فقط كفاه جلداً لذاته، كفاه جفافاً ..رن هاتفه ليخرج ويرد عليه..تبدو مكالمه مهمه.

دخلت بقهوتها ،لم ترى له اثراً لتضع القهوه على النضد الموجود في ناحية الاريكه.. الاضاءه كانت خافته جداً وهنالك اضاءة الحديقه تتسلل من الشرفات الكبيره… أضاءت الأبجوره الصغيره،بحثت عن خاتمها لعله وضعه هنا ولكنها لم تجده لا بأس ستأخذه منه بعد قليل،
لتتجه لرف كتبها، لم تراه منذ فتره.. ستأخذ ماتريده وستخرج قبل عودته، لن تجلس معه بعد صفعته لها..


دخل بدون ان تشعر به.. ليقف قليلاً يتأمل وقوفها هنالك بهذا القميص الناعم ،ينسكب خلفها شعرها الذي سلب عقله، و تحمل بين يديها كتاباً، وعطرها يغزو المكان ويحتل ذرات الهواء..!!
"رباه اي كارثه تحل بقلبه"
..لم يحتمل وقوفه بعيداً ليتجه إليها بدون ان تشعر به، كانت مشغوله بالكتاب الذي بين يديها.

شعرت بالخدر والقشعريره يتسللان اليها وهو يفاجئها بعناق من الخلف،فسقط الكتاب من بين يديها، لم تستوعب بعد إلتصاقه بها كم يؤثر عليها اقترابه الصامت،وانفاسه بعطره الرجالي الذي يخطف انفاسها.
بعد "لحظة الصدمه" حاولت الافلات منه،بالامساك بيده العابثه في جسدها ، يبدو جامحاً و لن يكتفي بعناق/عزام!! خلاص يكفي

حقق امنيته بأن جعل وجهه يغوص في شعرها وهو يطوقها بيديه بقوّه و يهمس بحقد/مايكفيني فيك حضن..

اضطرب تنفسها من شدة خوفها، لم ولن تستطيع اعتاق نفسها منه الليله وهي تراه يديرها نحوه و يزرع قبلاته الملتهبه على نحرها وعنقها بلا توقف حتى ازدادت دموعها وهي تراه لا يصغي لها/عزااام

تنهد وهو يعتقها من يديه، رتب شعرها ومسح دموعها بطرف أنامله،وهو يبحر في عينيها و شفتيها المرتجفه/جايتني هالوقت بهاللبس وتبيني اشرب القهوه واخليك انتي؟!!

لم تستطيع الإجابه،فاجئها بما حدث، لم تتوقعه ابداً، كم تشعر بضعفها أمامه.. حاولت التملص من يديه،لم تستطيع،

ابتسم ببرود وهو يراها تحاول كل جهدها افتكاك يدها/هذي هي كل قوتك؟ وتقولين انك ند للرجال!!..

تحركت شفتيها بخوف،لم تكن تريد إيضاح خوفها ولكنه يفعل اشياء لم تعتادها بل تتعرض لها للمره الأولى/اترك يدي

قرّبها منه وهو يستمتع بتعذيبها،وصوت رجائها،مع كل لمسه من لمساته اللاذعه، تبدو اكثر انوثه وجاذبيه وهو يرى توترها من اقترابه،هذا يؤكد له ما يريد الوصول اليه/بكرا يا حلوه فيه لك مفاجأه بس بعدما نرجع من الدوام هذا اذا قدرت اصبر لنهاية الدوام.. يلا روحي ارتاحي و نامي ززين ورانا شغل بكرا..

لم تصدق أنها تحررت من يديه اخيراً ونظراته التي تلهبها، خرجت مسرعه..

تنفس بعمق وهو يحررها بالرغم من رغبته بها، أرادا ان يكون لقاءهما الأول يليق بكبريائها و بانتظار سنواته..
ياللشعور الذي ينتابه و هو يجلس باسترخاء بعد لذة عناقها ومداعبتها وتشبع جسده ويديه برائحة عطرها..

الآن سيطيب له تذوق القهوه التي جلبتها له بنفسها، بدأ بارتشاف قهوتها باستمتاع .. وهو يتذكر ماحدث..
وصلت غرفتها وهي تتنفس بصعوبه ، سلب انفاسها وأربكها، مازال معصمها يؤلمها من قبضته القويه، تفاجأت بإحمراره، يالقوته المفرطه..لم تتوقع ان تتعرض لهكذا ضغط،
تُرى ماذا يحاول الوصول اليه بما يفعله بها؟!!
لم تستطيع حتى رؤية وجهها في المرآه بعدما عبث بها، خجلت من نفسها.. وهي تغسل وجهها مراراً ثم تجففه بمنشفتها و تهرب الى سريرها وتلوذ به كعادتها حينما تتوتر، اغلقت الاضاءه كامله، مازالت تتخيل لمساته الجريئه لاجزاء جسدها وقبلاته، حاولت جاهده النوم وهي تدس وجهها في وسادتها.
.
،
.
،
.
،

في جناحها..
خرجت من دورة المياه وهي تجفف وجهها وتشعر بتحسن بعد استفراغها ، لتجلس على سريرها بإحباط العالم.. اخذت هاتفها وهي ترى تلك المكالمات..لا تريد الاحتكاك بأحد.. لا تريد من احد اقتحام عزلتها..
هنا تمارس طقوس حزنها ويأسها بعيداً عن الجميع..
هنا تكون على حقيقتها.. فتاه يائسه.. بعكس قناع التفاؤل الذي تلبسه حين خروجها كل يوم..

فكرت كثيراً في الهرب لا تريد توريط اخواتها بذنبها ..
كل منهن امامها اعمال تقوم بها وحياتها الخاصه،
لا تريد ان تكون عبئاً على احد من اخواتها وبالأخص رمز التضحيه الشموس..آه فقط لو انها تصغي لقلبها مره اخرى وتترك ماتفكر به لكان افضل لها من تعنتها الفارغ، عزام يستحق من تسعده..
الماضي مات.. يجب ان لا تدفن نفسها حيه..
شعرت بغثيان آخر وهي تحاول الوقوف لإخماد الإضاءه.. لكنها عادت لدورة المياه مجدداً..
،
.
،
.
،
.

الصباح الباكر..
اعدت الفطور لأبنها بسعاده فهو لم ينم هنا منذ تزوج، وهاهو منذ ايام ينام في المنزل ،..
بداخلها تعترف ان ريم قد سلبته منها وابعدته عنها، ولكن لا تظهر تذمراً من اخيها وابنته..
تعرف ان منيف زوج مدى لا يحب لقائها وكثيرا ما يأتي ولا يسلم عليها ولكنها تصمت، الاهم ان لا تنهار علاقة ابنتها ثم تتلقى الشامتين!!

دخلت غرفته القديمه وهي تراه يحتضن وسادته و هو غارق في نومه لتهمس له/قااسي يمه.. قاسي.. صحصح يا حبيبي

فتح عينيه بخمول و جلس بكسل/كم الساعه يمه؟

اجابته بابتسامه/الساعه 7..قوم افطر معي وتقهوى مليت لحالي

اشار لها برأسه/بدرري، طيب خلاص روحي يمه انا شوي ولاحقك

خرجت بابتسامتها و هي تجلس في الصاله تنتظره على طرف السفره.. سكبت له الحليب و ماهي الا لحظات ليخرج لها ويجلس/صبحتي بالخير يمه..

بسعاده تفتقدها/صبحت بمثله.. يلا افطر وتقهوى معي شوي ..قبل ترجع تنام.

عبس وهو يرى كوب الحليب/يمه ماحب انام بعد الاكل.. بعدين ليه حاطه لي حليب.. صبي لي قهوه الظاهر تحسبيني للحين بزر.

سكبت له فنجان قهوه ثم قدمته له/ابشرر كم عندي ولد انا..

سكتت وهي تفكر كيف تفتح معه موضوع استعادة ريم،مازال ذلك الموضوع يؤرقها/يمه قاسي، شبغيت اقول

شعر انها ستقول مايضايقه/قولي يمه اي شي الا اي موضوع يخص ريم واهلها

برجاء/يا وليدي خوالك قاطعوني لهالسبب… ليه ما تستردها وتصلح امورك معها .

تركها حتى انتهت من حديثها، كم يستغرب اهتمامها بمشاعر الاخرين وتركه هو/وانا يمه ليه ماتفكرين بي، ليه تبين تنهين قطاعتهم على حساب ولدك، ع العموم يمه هم الغلطانين.. لو يحبونك ما ساوموا قربك برجوعي لبنتهم، طول عمر الناس تنفصل ماتوصل معهم للي وصلوا له اخوانك..

تنهدت/بس كذا بيهجروني اخواني

قاسي بصرامه/اللي يبي فرقاك فارقيه.. تعالي معي للرياض انا ودي اخذك معي، ناوي اخذ لي بيت واستقر هناك ان شاء الله

لم تعجبها الفكره/واترك جيراني و حارتي؟!!ماقدر يا ولدي

قاسي بتذمر/اي جيران وحااره، لي عندك اسبوعين ماشفت احذ دق بابك بالغلط.. تعوذي من الشيطان وتعالي معي للرياض،انا من زمان موصي مكتب xxxx يدور لي بيت، نويت اشتري فيها بيت خلاص، والحمدلله لقيت مطلبي هاه شقلتي

صمتت وهي تشعر بتقلص رقعة معارفها واصحابها،هي فعلاً لم تعد كما السابق/خلني اضب عفشي واضبط البيت هالسبوع وبعدين يصير خير.. ولا تنسى ترى الشغاله تبي ترسل رواتبها هالشهر..

تنهد وهو يكمل قهوته/ابشري يمه



،
.
.


خرجت من غرفتها متأخره تحمل بيدها حقيبتها وعبائتها، لم تود الذهاب الى العمل لولا إلحاح نوره على حضورها ..وجدت ليال تقف امام المصعد وتتحدث بالهاتف ثم تنظر للفراغ ربتت على كتفها مستغربه إغماضها لعينيها/ليال فيك شيء؟!

تنهدت وهي تحاول ان ترى امامها/لا مافيني شيء..بس احس مكسله شوي وبي خمول.

ابتسمت /مو لازم تداومين يختي ريحي نفسك، ملاحظه انك تجهدين نفسك

شعرت بوضوح الرؤيا اخيرا لتلتفت اليها/بالعكس الروحه للعمل تريحني، بعدين بروح بعد ساعه مو اللحين

فتحت الشموس المصعد وهي تدخله بصحبتها/خاطري ازور الدار حقتك هذي واشوف وسام ، افكر اسحب على المؤسسه اليوم شرايك؟!

ترددت وخافت ان تصاحبها/اقول بس لا تسحبين على دوامك روحي لا يجي عزام يدورك ويحطها عذر، واصلاً ما راح اداوم اليوم، خير شر مالي نفس

ضحكت/والله!! اجل زين بسمع كلامك..واجازه هاديه لك

فتح المصعد وهما يخرجان،لتذهب الشموس وتبقى هي جلست وهي تحاول ان تخفف من نوبة الغثيان التي بدأت تنتابها منذ البارحه..
رن جرس الرسائل في هاتفها بإسم كانت تنتظره"طلال"
فتحتها ببرود وهي تقرأها[ ليه ما تردين علي؟.. حبيت اقولك اني سويت اللي تبينه كله.. ]

اغلقت الهاتف وهي تشعر برغبه في الاستفراغ..تركته على الاريكه وذهبت مسرعه لدورة المياه..
انتهت من استفراغها وهي تبكي،..ضلت تبكي لدقائق وهي تغلق ثغرها خشية ان يسمعها احد..!!
الألم أناني…ينهك جسمك و يسلبك ابسط حقوق الراحه النفسيه!!
،
.
،
.
،
.


حضر المجموعه متأخرا بعدما سوا أمر البارحه..جلس على مكتبه ورفع الهاتف على عجاله/يا حمزه اتصل بأبو هند يحضر عندي حالاً..

السكرتير/اسف يا دكتور بس هو في كتابة العدل وشوي وراجع

تذكر ما أرسله به/طيب يا حمزه سويت اللي قلت لك عليه اليوم الصبح

السكرتير/ايوه سويت لك الحجز و كل شي تمام

بابتسامه/يعطيك العافيه..وش عندي بجدولي اليوم

السكرتير/طال عمرك عندك بعد نص ساعه غداءعمل مع ابناء رئيس شركة المجد بخصوص العمل على صفقة شراء اسهمهم اللي انت تقدمت بها، و زيارة من الوفد الانجليزي بخصوص فنادق المجموعه اللي استحوذت عليها مجموعتنا مؤخراً هناك، فيه عقود وتسويات

انتهى من سماعه/اسمع يا حمزه كنسل كل جدولي اليوم، انا طالع بدري عندي موعد اهم ، وحط مواعيد قريبه، والوفد الانجليزي اتصل لمدير العلاقات العامه يسوون لهم برنامج زياره بالرياض ليومين..انا بكون مشغول اوكي

السكرتير/ان شاء الله

اغلق هاتفه وهو يحاول ان يتذكر ما يريد فعله،يجب ان ينهي اعماله اليوم و غداً ليتفرغ لنفسه، كفاه عملاً طوال سنوات عمره.. آن لقلبه ان يسعد..وان يشعر بألوان الحياه..

اخرج الخاتم الذي نزعه من يد الشموس البارحه وهو يتذكر غضبها من نزعه.. ضل يتأمل هذا الخاتم مالذي يفرق بينه وبين غيره، لماذا ترتديه دائماً؟ وغضبت من اخذه له!!

لاحظ وجود كتابات مزخرفه بدقه عليه، لا يلاحظها احد سوى من سيدقق فيه عن كثب..!!
(وأكره ان أسمعُ في اللهو ريبةً ... كما كرهت صوت اللجام الشوامسُ )

ابتسم وهو يعيد قرآءة بيت الشعر الذي اقتبسته واسقطته على نفسها..، رباه كيف سيتعامل مع هكذا معتده ومعتزه بنفسها؟!!!

اغلق ادراج مكتبه بالمفاتيح ثم وقف يريد الخروج، ليتفاجئ بدخول المحامي/صالح!!

بابتسامه/ااسف يابو عبدالله. درعمت

ابتسم ليريحه/يا رجال ادخل انت راعي محل، ما ادري لولاك بعد الله وش كنت بسوي بهالمجموعه

جلس/انت فيك الخير والبركه،ثقة السوق بالمجموعه ارتفعت بتوليك لرئاستها،

بفضول/خلنا من المجموعه وبشرني سجلت العقود

بتردد،فهو يريد موضوعاً آخر/اكيد سجلتها ما يبي لها كلام، وهذي هي كلها بالملفات هذي حطيت كل ملف لحاله، بس ماهو هذا اللي جيتك اللحين علشانه

استغرب/اجل وش عندك يابوهند

قرر ان يقول ماعنده وينتهي مما يؤرقه/انا جاي اخطب عمتك هند لي،

لم يرمش من المفاجئه، ظل يحدق فيه للحظات،..!!

اكمل صالح بثقه/انا ادري انك بتتفاجئ، انا رجال مطلق من سنين، وعندي بنت بتتخرج من الجامعه وبتتزوج قريب، ظروفي مناسبه وادري ان عمتك تعبت في زواجها السابق، قالي عمك ووكلني بعدة قضايا ضد زوجها السابق.

ليس لديه مانع من ناحية صالح فهو رجل كفؤ ولكن كيف يخبر عمته ذات الاربعين عاماً!!، هي ليست صغيره ذلك امر مربك/يا بوهند ماعندي مانع انت ونعم فيك بس، انت عارف كم عمر عمتي؟ ما أقلل من عمتي ولا منك بس ابي اشوف عندك خلفيه عن الموضوع هذا زواج وكل منكم منفصل من علاقه سابقه ولازم الكل يكون على بينه


ابتسم وهو يتذكر الماضي،سبق وان رآها في المرحله الثانويه حينما ارسله والده باوراق مهمه لابو راكان وراكان الذي كان يجلس بجانبه ..،دخلت ولم تكن تعلم بوجوده كانت تحمل بيدها صحن يحمل ابرة السكر لوالدها..،
لم تنتبه لوجوده قبل ان ينبهوها،
رآها بوضوح وهي تنظر للابره، لاحظ اسفل شعرها يتمرد تحت الرداء الرمادي الذي تضعه على رأسها ،مازال يذكر لون ذلك الرداء وعينيها العسليتين وصوتها وهي تستغرب وتهرب كانت المره الاولى التي يراها فيها بعدما احتجبت، تلك الطفله/مايهم عمرها،،يعني من صغري انا ، ترى عمريظ¥ظ¤سنه

ابتسم عزام وهو ينظر اليه بتفكر/لك طولت العمر يا بو هند .. ابشر بشوف عمتي واقولك بس امهلني وقت هالسبوع ماني فاضي

استغرب صالح/وش عندنا هالسبوع؟!!

رفع يديه ليعيد ترتيد شماغه/تخبر عريس جديد ومثلك عارف، بصراحه حجزت لي بالرتز كارلتون اسبوع ، نبي وقت وكذا

ضحك صالح/الله يوفقك ومنك المال ومنها العيال.، حط الشموس بعينك يا عزام تراها بنت الغالي

عزام وهو يفكر بها بشغف/مايحتااج يا بوهند، بس ما قلت لي!! هاللحين البنت هند والعروس هند، فيه إنَّ بالموضوع والا كيف؟!!

ضحك صالح وهو يقف ويهم بالخروج ويشير بيده ملوحاً/خلك في نفسك يا عريس

وقف عزام ضاحكاً وهو يأخذ هاتفه من على مكتبه ويرسل لها رساله قبل خروجه ..
،
.
.
،
.

دخلت اليها نائبتها نوره وهي تستعجلها/الشموس يلا الناس اتصلوا بي ثلاث مرات وينتظرون حضورك لحفلهم ناسيه انه تكريم لك

كانت تقف وهي ترتدي عبائتها تريد الخروج في دعوه مقدمه من احدى الجمعيات الخيريه تكريماً لها/يابنت الناس اوكي، ماكان له داعي التكريم والله، ثاني مره لا تقبلين دعوات تكريم من دون ترجعين لي

ضحكت نوره/حبيبتي انتي اسم لامع منتي حي الله، الناس ودها تكرمك بس على دعمك الدايم، مدري وش بتخسرين

وصلتها الرساله وهي تفتحها بعدما ارتدت عبائتها لتتفاجئ بما مكتوب فيها[انزلي تحت حالاً انتظرك باخذك مشوار ،.... ايوه انا بالرولز رايس حقت اخوك]

غضبت لابد وانه جُن لترسل له؛ [شكراً عندي سايق..ومابعد انتهى الدوام اصلاً، عندي دعوه لحضور حفل لي ]

ليأتيها الرد سريعاً؛ [انزلي بهدوء يا قلبي, .. ماله داعي ادخل بنفسي اطلعك]

اغلقت هاتفها بغضب مكبوت وهي تلتفت الى نوره/نوره انا اسفه ماقدر اروح معك، روحي انتي بدالي

خافت نوره وارتبكت/بس أنا أكدت حضورك يا الشموس مايصير كذا

حاولت اغلاق الموضوع وهي تخرج غاضبه/صرفي نفسك يا نوره تذكرت ان عندي مشوار مهم.

استغربت نوره وهي تجلس محتاره ومحبطه،كيف سيكون موقفها الآن ممن دعوهم،
،
.

.
،

ابتسم لانعكاس صورته في مرآة السياره وهو يعيد ترتيب شماغه بثقه و يرتدي نظارته السوداء و قد حدد عارضيه بالاسلوب الخليجي..
انتظرها تأتي ولكنها تأخرت كثيراً شاهد احداهن تنزل شبه عليها ولكن لا هي ذهبت في سيارة سائق المؤسسه..

ظل ينتظرها وبعد دقائق قرر ان يتصل بها.. انتظرها ترد.. ولكنها تماطل هو يعرف ذلك..
لم يعد يستوعب.. قد هددت مزاجه وبدأ يتوتر لترد عليه بعد رابع اتصال بصوت بارد/نعم

تحدث بغضب/وينك للحين مانزلتي مصختيها!!

ردت ببرودها/اعذرني يابو الفزعات ماني متفرغه لك.. جدولي مزحوم..

ازداد احتقانه وهي تتهكم/ان مانزلتي لي هاللحين يمين بالله ان يكون لي تصرف ثاني مايعجبك يالشموس

تحدثت بتحدي/عموماً انا طلعت من المؤسسه ماني فيها.. تعوذ من ابليس وارجع مكتبك وانسى.


وكأن بركاناً ثار داخله،
هو يعرف انها استغبته وخرجت وهو مازال واقفاً بسيارته ينتظرها،تحرك بالسياره وتحدث اليها وهو يتذكر تلك التي ركبت بسيارة المؤسسه/خربتي كل شي يالشموس، تحملي النتايج بنفسك ..

ردت بغضب/وش اللي خربته هااه.. اساساً مافيه شي معتدل علشان اخربه.. اجل تتصل وانا بنص عملي تبي تأخذني كذا وكأني بملاهي ، ناسي اني مسؤله و عندي اشغال، لا وعندي دعوه كنسلتها بس علشان ارد عليك، من انت هاااه من انت؟!!

ابتسم بتهكم غاضب وغمازتيه تتضح/من أنا؟!!! هههه يا عمري انتي بتعرفين من أنا بس نتقابل

غضبت من ضحكاته الساخره/حركاتك بالمكتب البارح راح اتناساها و بنسى تعدياتك علي.. وكل منا بحاله..بس لا عاد تحتك فيني مره ثااانيه،، و يلا انتهئ وقتي معك سلام!..

سمعها تغلق الهاتف بوجهه، ليضرب بيده على مقود سيارته. بكل قوته، فكر ان يعود ادراجه الى المؤسسه..ولكن ذلك سيأخذ من وقته..
.
،
.
،
.
في صالة المعيشه وملتقى العائله..
جلست لوحدها مسترخيه في الصوفا بيدها فنجان قهوتها كالعاده وباليد الأخرى كتاب مغلق، تريد ان تنشغل عما يدور في رأسها وعما تمر به.. أدارت ناظريها في المكان.. هنا كانت اجمل لحظات حياتها مع من احبتهم..
هناك على تلك الاريكه الكبيره كان يجلس والدها بدفء ابتسامته و هنا كانت تتصارع نيفادا ونايف كان كل منهما لا يترك الآخر وشأنه.. تقوم حروب وتنتهي بسبب لعبة بلايستيشن ..ثم ياخذها ويصطحبها على سيارته، تعلم انه لطالما عبثا بتلك السياره وكان يصورها وهي تقودها ليغيض بها الشموس التي كانت تغضب من تهورهما..
هنا مازالت تتذكر ذلك اليوم الذي تخرجت من الجامعه وعادت من ألمانيا لتجد حفله من اعداد زوجة ابيها والشموس..
لن تنسى ابداً احاديث ام رواد وحكمتها تعترف أنها لم تتقبلها في البدايه ولكنها احبتها بعد فتره بسيطه.. هي انسانه تفرض احترامها.. وتأثرت كثيراً بها..

آه من صداع ذكريات يستحيل ان تعود..
حاولت ان تعود وتفتح كتابها الأهم ان لا تفكر بشيء..ولكنها لم تعد حتى تحتمل قراءة ماتحب..
أي شعور قاتل يسيطر عليها منذ البارحه..
شعرت بحرقة لنضع يدها على بطنها بحركه لا اراديه نتاج ماتشعر به وهي تتنهد بداخلها( يا رب غفرانك)


لاحظتها وهي قادمه من بعيد ،ظنت انها ليست بخير او مرهقه..
جلست هند وهي تراها منذ البارحه لا تخرج لعملها، لطالما كانت نظاميه لأبعد حد .. وقتها موزع مابين عملها و راحتها و ماتحب مزاولته.. هي تعطي نفسها مساحه اكبر ، يعجبها تدبرها للامور/السلام عليكم

التفتت اليها وهي تعدل جلستها/وعليكم السلام..

هند بابتسامه/من امس وانتي بالبيت لا طلعه ولا شي.. اخاف فيك شي او مريضه

خافت ان يتضح عليها، لتحاول زرع ابتسامتها، رغم شعورها بالغثيان/لا بالعكس انا بخير.. بس تقدرين تسمينها استراحة محارب.. حاسه اني اجهدت نفسي بالفتره اللي راحت.. قلت لازم ادللها.

ترددت هند بسؤالها/وجهك اصفر.. ماهو عاجبني..!

حاولت تغيير الموضوع لآخر/اتركك من وجهي هاللحين وقولي لي شلون شفتي هند بنت صالح، طيبه وحبوبه صح

ضحكت هند من تغييرها لمحور الحديث/اي صح الله يخليها لعين ترجيها.

قررت ان تتحدث ولكن وردها اتصال من زميلتها المشرفة ، خافت فأماني لا تتصل دائماً، لابد وان خلف اتصالها شي مهم/عن اذنك عمتي برد…. هلا اماني..

وقفت مرعوبه/كيييف؟..احلفي.. اماني لا تعورين قلبي وش صار لوسام بالضبط؟..خلاص انا جاايه هاللحين..

تفاجأت من ردة فعلها وهي تقف معها/وش العلم يا ليال؟

ليال بدموع وتشتت/وسام ولد عندنا بالدار.. طاح على راسه وصار ينزف وفقد وعيه،، انا لازم اروح له. عن اذنك

رحمت تأثرها.. لماذا كل تلك المشاعر لطفل ليس لها؟!! لماذا اصبحت دموع ليال سهله و اي شي يأتي بها؟!!
تلك البنت الغامضه تخفي سراً..


.
،
.
،
.
،
.


نزعت اتزانها وتعقلها بتمرد وتحدي سافر!!
هكذا من دون اي تفكير بالعواقب..
"هربت"
بنظرها هو يتحداها.. يريد كسرها فقط
وكأنه يقول انتي "انثى" ضعيفه
لا يمكنك المضي بدوني..!

أيظن ان لا غنى لها عنه؟!!
أيظن الجميع انها ستموت بدون الرجل!!
خابت ظنونه وظنونهم..

وصلت استراحة العائله الكبيره.. وطلبت من سائقها الرحيل..
نزلت وهي تتجه للداخل وتتجاوز المعشبات وظلال النخيل بهدوء ..
المكان يدعو للاسترخاء، هي محتاجه لبعض السكينه.. لهدنه مع النفس بعدما تعرضت له في الفتره القليله الماضيه..
نزعت نقابها وعبائتها وهي تسترخي في الصاله الداخليه للاستراحه الكبيره..




دخل وهو يحمل بيده مكنسته وممسحته.. كان يؤدي عمله اليومي فقط.. ليرى شبح انثى يجلس مسترخياً هناك..!!
ظن انه يحلم او ما شابه.. من هذه.. لم يراها مسبقاً..كانت اخر انثى رآها في بلده.. تعثر وهو يمشي بدون وعي..


فتحت عينيها وهي مرعوبه من الصوت وتصرخ/من هنااا.

وقف وهو ينظر اليها لا يعرف لغتها.. هذه المرة الاولى التي يعمل بها في بلد عربي.. تلعثم/..

إلتقطت شالها وهي تتحجب به وتلتثم و تأمره، يبدو جديداً لطالما رفضت توظيف شباباً صغاراً في استراحتهم/انت شلون تدخل هنا.. هاااه.. برااا وناد لي براتاب بسرعه ..

خاف وهي تذكر اسم براتاب.. لا يريد دمارا لوظيفته.. ماحصل كان خارج ارادته..لم يحلم باكثر من النظر فهل تحسده من لذة النظر.. خرج مسرعاً..

لتلحق به وتغلق الباب خلفه، اللعنه هل كان ينقصها رعب ليظهر هذا امامها..
دخلت وهي تتجه لجناحها هنا.. ففيه تضع مناشفها و بعض حاجياتها.. لطالما كانت تحب المجيء هنا اسبوعياً مع العائله..ولكن ماحدث لنايف تسبب لهم بالأسى ..وانعدم خروجهم الا لاعمالهم فقط..
وصلت سريرها وهي تجلس باسترخاء ، قررت فصل وتغيير كل من بهذه الاستراحه بعدما حدث.. ولم تفكر بهم..!

رن هاتفها وهي تتذكر انها لم تغلقه.. لترد بعد رؤية اسم اختها/خير يا نيفا.. وش عندك

على الطرف الاخر/يوووه شكل المود خربان ..كيف بطلبك هاللحين

بتملل/نيفاا وش تبين انتي اخلصي؟

نيفادا/حبيبي شوشو.. بغيت اقولك اني حاابه اسوي حفله باستراحتنا هالسبوع يعني حابه اشوف صديقاتي

باعتراض غير مبرر/لااا الاستراحه هالسبوع مافيييه.. بعدين وشو له حفلات بنات بعيد عن اهاليكم، سوي حفلتك بالبيت وامنعيني من الاستهبال.

برجاءها/شوووشوو تكفين.

بضيق واضح/بالعربي هالسبوع مافيه استراحه.. يلا سكري الخط ولا عاد احد يتصل بي ولا تقلقون لاني بطفي جهازي

ببرائه/ادري انك رايحه مع عزام للرتز هالسبوع، عزام قايل لعمتي هند بياخذ هناك بعد الدوام

شعرت بالغضب وعزام وعمتها يخططان من خلفها بدون علمها!! كم يستصغرها ذلك الدخيل المعتد برجولته/ايه يصير خير.. سلام

اغلقت الخط وهي تشعر بالحنقه والغضب اكثر من اي وقت مضى… هذه كانت مفاجئته لي، يأخذني ليختلي بي بعيداً ليمارس علي رجولته!!
ستطال الوهم ولن تطالني..

.
،
.
،
.



تركته على قارعة الشك و التفكير..
اشغلته بها
كيف لها ان تتلاعب به.. وتهرب مره اخرى!
كيف تضعه على كف الحيره من تصرفاتها!

تذكر حديث عمته هند وهي تحذره بعدم تحديها (الشموس مهره ماحدن يعسفها..)

زم شفتيه بغضب، كيف سيتصرف.. كيف يعود للمنزل بدونها؟ وقد اخبر عمته هند بأنه سيأخذها للفندق لبضعة أيام.. حتى يتم ترتيب غرفتهما الجديده..

آه لماذا تحاول ان تصعب نفسها، وتصعب على قلبه الذي جعلته بتصرفاتها يتعلق اكثر.. تباً لها كيف تجرأت؟!
تسائل بداخله، كم يحتاج من السنوات ليستقر وينعم بحياه هادئه، طبيعيه؟

شعر بصداع ..لم يشعر به منذ فتره..هو انخفاض الضغط.. ستمرضه بلا شك.. ايفكر بعمله ام بالمنزل ام بتمردها؟!
هي تشغله وتشعله وتوتره في آن واحد..

،
.
،



حضرت مسرعه للمستشفى التي اخبرتها بها زميلتها المشرفه..كان قريباً من الدار..
اخبرتها ان وسام قد أذى نفسه، هي السبب نعم، فهي تغيب منذ يومين ولم يراها، بالتأكيد سيعلن عن رفضه ويلفت الانتباه بطريقه موجعه لانتبه له،..تُرى ماذا سيحل به لو توفيت؟!

بداخلها احزان متراكمه، تفكر بالغير اكثر مما تفكر بنفسها، قليلة بوح وهذا ما يرهق قلبها ..

اتجهت الى الطوارئ لتدخل الغرفه وهي تنادي/وساام يمه؟!

تلقفتها زميلتها اماني وهي توقفها/ليااال اسكتي، محد موجود غير وسام و توه الدكتور واصل له من شوي

مسحت دموعها وهي تسألها بلهفه/شصار على وسام يا اماني، كيف طلعتيه مع الاطفال للالعاب لحاله، ليه ما كنتي جنبه؟!

اماني/والله كنت عندهم بس انشغلت باحد الاطفال وهو راح فوق ورمى نفسه من فوق الزحليقه وطاح على الارضيه على راسه، نزف كثير والله وفقد وعيه

بكت وهي تتخيل قوة الصدمه وفي رأسه ايضاً!!


خلف الستار ، صرخ وليد بالممرضات/الفحص الاولي والاشعه توضح عنده نزيف داخلي بالراس ،انقلوه لغرفة العمليات بسررعه ، انا رايح افهم اهله بالحاله تكونون جهزتوه بالغرفه..

خرج وهو على عجله من امره..نظر في الممر ولم يجد سوا سيدتين ذوات بشره بيضاء من اليدين الظاهره ومن العينين،ليلتفت للممرضه/وين ام وسام عبدالله

سمعت سؤاله تقدمت ليال و بصوت باكي/انا أمه يا دكتور وش فيه وسام ليه كلكم حوله كذا

هو متفاجئ، اذن كيف وذلك الطفل اسمر، ما لذي يحدث له اليوم،قرر الرد وهي تلح عليه/بخير لا تخافين، ولدك فيه نزيف داخل الراس ، محتاجين نسوي له عمليه فوراً وان شاء الله ماقدامه الا العافيه

ارتاحت نوعاً ما فنبرة الثقه و وجهه يبشران بخير وطمأنها قبل العمليه/اكيد يا دكتور

وليد وهو يتلقى اتصال من الممرضين/اكيد بس دعواتك ، عن اذنكم،باذن الله ماتاخذ وقت كثير.

ذهب وهي تقف على جمر، وكأنها نسيت قليلاً مصيبتها،

ربتت اماني على كتفها/لا تخافين سمعت من الممرضات وطبيب الطوارئ انه طبيب جراحه مخ واعصاب ممتاز وحيل شاطر

تنهدت/الله كريم، تعالي ننتظر عند العمليات، وسام ماله اهل يا اماني، ماراح نخليه

استغربت نبرتها وتأثرها الشديد/شفييك لياال من قال اننا بنخليه، انا وانتي مسؤلين عنه،شوفي انا دوامي انتهى من ساعتين بس وجالسه هنا، ازعجني زوجي بالاتصالات، ياااله رضا اقعد ساعه زياده، بعدها تكفين انا ماقدر وراي عيال وزوج لكن انتي ظروفك احسن من ظروفي

هزت رأسها بالموافقه، الكل يظنها افضل منهم، وهي لا تجادل تسكت وتمضي ..
توقفت سيارتهما وهما ينزلان...بقلب كل منهما لهفة لقاء وشوق عظيم لتلك الحنونه..
إلتفتت الى اخيها تسأله قبل الدخول/تركي متأكد انك ما قلت لأمي عن زيارتنا

تركي وهو يحاول الدخول ولكن يتفاجئ بقفل الباب/لا والله ما قلت لها. " شهد" شفيك كل شوي تسألين هالسؤال

مدت يدها للجرس، وهي تشعر برجفة يدها/اصلاً لو هي داريه بجيتنا كان لقيتها تنتظرنا عند الباب..

لحظات لتفتح الباب وهي تبتسم وتضع اناملها على شفتيها دليل مفاجئه فهي لم تراهم منذ العام والنصف/ااااا شهووود وتررركي..

عانقتها بسعاده ومن ثم عانقت تركي/اهليييين والله ماني مصددقه انكم هناا

شهد بدموع لهفه وبدون مقدمات/وين أمي يا نيفا

نيفادا وهي تشير للاعلى/راحت لغرفتها تصلي المغرب. غرفتها قريبه من غرفتي ترى

ذهبت شهد للبحث عنها..اما تركي ظل واقفاً كالجماد بعد ذلك العناق السريع، ويتأمل لبسها وجسدها الذي بدأ يتغير عن السابق، قد كبرت عن اخر مره رآها فيها..توقع انها قد احتجبت ولكن هاهي تعانقه!!

لاحظته يقف كالأبله لتمسك بيده وتسحبه/تعااال يالمفهي، منت جاي تشوف امك؟!!!

ابتسم وهو يذهب معها ، يراها كالسابق تحاول بفشل ان تكون كأخيها/الا جاي اشوفها، بس منصدم توقعت انك كبرتي

ابتسمت بتهكم وهي تحرك شعرها بدلع/ومن قال اني ما كبرت، صرت باول ثانوي

اجابها بسخريه/بااقي بزر انا هالسنه بخلص ثالث ثانوي.

رفعت يدها بقبضتها/لا تستقل بي ترى اهزمك بالفيفا6-0 بدقيقتين لعب فقط

ضل يضحك بصحبتها وهما يستخدمان السُّلم ويتركان المصعد..وبين النظره والاخرى يسترق النظرات منها، تغيرت حقاً، تبدو انوثتها بارزه اكثر من ذي قبل..!
،
.
،
.
،


دخلت غرفة والدتها وهي تراها على سجادتها تدعو كعادتها بعد كل صلاه..غصت عينيها بالدموع وهي تقف بالقرب منها، قد بلغ الشوق لحضن تلك الحنونة مبلغه..

شعرت بأناهيد ونبره يستحيل ان تنساها، لتلتفت جوارحها قبل إلتفاتت رقبتها، قلبها يخفق بتسارع/شهوووده

ركضت لحضنها باكيه ..لتحتضنها تلك وتقبلها وتشم رائحتها بصمت فقط احضان،..اليوم تقر عينها ..ويستقر قلبها، ..
تحسستها وهي تشعر بالحزن/وين اخوك، ماشوفه

شهد وهي تمسح دموعها وتبتسم لابتسامة والدتها الحزينه/جاي وراي هو ونيفادا

لحظات ليدخل تركي بصحبة نيفادا، سلم على والدته التي عانقته بحراره وهي ترى كم طال في غيابها ونبت بعض شعر وجهه/ما شاء الله تبارك الله كبرتوا يا بعد عمري

تركي وهو يحك رأسه بخجل/طلت بغيابك يمه؟

ابتسمت فهو في في مرحلة بلوغ وطوله يتسارع فيها/ايه طلت يا قلبي، الله يحفظكم لي..كيف سمح لكم ابوكم تجون؟!!

شهد/ابوي مرض الله يشفيه وسافر يتعالج من زمان من اول ما رحتي،و انا وتركي كنا عند جدتي وهي اللي كانت رافضه نزورك ، بس قررت تروح تزوره هالسبوع وسمحت لنا نجي اخيراً

ترددت في السؤال، ظنت طوال الفتره انهم مع والدهم حتى انها لم تفكر بان جدتهم قد تستضيفهم/اخذ زوجته معه؟!

اجاب تركي/لا ماتزوج من يقول؟!

استغربت الاجابه وفضلت السكوت الآن..لتنتبه لتلك الشقيه التي تقف بهكذا لباس، ستموت وهي لم ترى نيفادا تنفذ ما تؤمر به...!!!كم هي عنيده وترفض ان تكبر..!!!

شهد بتساؤل/وين بنات خالي الباقيات

هند وهي تتأملها/الشموس طالعه مع عزام وماراح تجي الليله.. اما ليال اتصلت بها قبل شوي وتقول انها حيل مشغوله.. تركي يمه اطلع بالملحق، زوجة خالك في الحداد وتغطى منك الله يصلحك.. يلا روح وبنجيك كلنا

هز رأسه وهو ينظر لنيفادا/طيب لا تتأخرون هاا

رقصت حاجبيها بمعنى الموافقه....لتخرج من الغرفه قبل خروجه..

خرجا والتفتت شهد الى والدتها/كبرت نيفا عن قبل بس باقي نفس اللقافه والطبايع.

تنهدت هند/الله يصلحها عنيده..

،
.
،
.
،
،
خرج من احد المساجد بعد اداءه لصلاة المغرب.. فكر كثيرا كيف سيجدها.. وكيف ستمضي هذه الليله..
صعد سيارته مجدداً..وهو يعود لدوامة تفكيره.. كيف سيجدها.. ؟!
اغمض عينيه وهو يسند رأسه للخلف.. ليتوارد لذهنه مشهد تلك التي ركبت سيارة المؤسسه اليوم وذهبت مع سائقها..
حاول استنتاج اي شيء يقوده اليها..


.
،
.
،


.
،

مازالت واقفه امام سريره ، تريد ان تطمئن عليه قبل ذهابها للمنزل.. شاهدت دخول الطبيب عليه ولكن اتضح غضبه من رؤيتها ..ليس من المعتاد دخول الاشخاص لغرف العمليات والنقاهه/انتي من سمحلك تدخلين هنا ..وش هالتسيب هذا يا نييرس

التفتت اليه بعينين مرهقتين وبصوت متعب/دكتور بليز الممرضه مالها دخل..

رد بغضب/نعم.. مو قلنا هالليلة روحوا وبكرا بتشوفونه يام وسام

يلامس قلبها وهو يناديها بأم وسام.. كم تحلم بلقب أم.. ولكن حلم يائس ..تعرف ما سيقول ولكن يجب ان تخبره/دكتور وليد انا فاهمه وش تقصد.. بس انا اللي حابتك تعرفه ان وسام مو طفل طبيعي..وانا ماني أم وسام

استغرب كل تلك اللهفه والسهر لطفل لا تعرفه، هو شك في الوضع فارق البشره جداً صارخ، اشار لها بالخروج/خلينا نترك المريض ونطلع للممر وقولي وش عندك.. انا عندي مستشفى ثاني غير هذا بعد. ..

تبعته حتى خرجا وهي تحاول ان تصلب طولها.. وغثيانها، وقفت وهي تتكئ بيدها قليلاً ثم وقفت معتدله..

استغرب/فيك شي؟

حركت يديها بان لا شي وتحدثت/انا اخصائيه اجتماعيه بالدار وهذا طفل عندي بس هو الوحيد اللي عنده حالة توحد.. وحالته محد يعرف يتعامل معها غيري..الذنب ذنبي هو متعود علي غبت يومين بظروفي واعلن عن رفضه وحاول يلفت انتباهي بهالحركه..

ظل يسمعها باعجاب.. وهي تكمل..

اردفت/الطفل التوحدي ممكن يؤذي نفسه فقط علشان احد ينتبه له.. لذلك انا انتظرت جيتك هنا علشان اقولك .انتبهوا له.. يلا انا مضطره امشي.. عن اذنك

ذهبت وهو باق في مكانه، متعجب مما يسمعه، لا يصدق تفانيها في عملها يوصلها لهذه المرحله.. لم يخفى عليه ذبول عينيها و ترنحها وهي ذاهبه !!

عاد ليقرأ استمارة الطفل الموجوده على سريره.. ليرى مرافقه، هو فعلاً من اطفال الدار.. لكن ما جذبه اسم المشرفه "ليال راكان المناع"..هل تكون ابنة عم ذلك الرفيق؟
لم يصدق عينيه.. بنت بذلك العز والدلال تعمل في هكذا وظيفه..!!
.
،
.
،
بحثت عنها في كل ارجاء المنزل ..علّها عادت وهي لم تنتبه، تُرى اين ذهبت ليال..
نظرت الى ساعتها وهي تخرج من المصعد وتتجه الى اصوات ضحكات شهد و نيفادا/بنات ما رجعت ليال؟

التفتت اليها نيفادا/لا للحين يا عمه ..

جلست بقلق/يا ربي، وين راحت هالبنت ليه جوالها مغلق، وش هالاستهتار بس، طلعت وهي متوتره ولا قالت خلني اتصل واطمن عمتي

شهد باستغراب/الساعه10وين بتكون فيه للحين!!

نيفادا/بالنسبه ليه مافيه غرابه.. اظنهم كبار وكل موحده مسئوله عن تصرفاتها..

هند بغضب/الا والله مالقوا رجال يسألهم وين رايحات ووين جايات، الله يرحمك يا راكان مكبر روسهم ،

استنكرت حديثها عن والدها/عمتي ، وش قصدك؟

هند/ اوولهم انتي يهالولده..

لاول مره ترى والدتها غاضبه لطالما كانت تكبت/يمه مو كذا يالغاليه

هند/لا كذا و ازود بعد.. عزام لازم يحط حد لهالمهزله..


غضبت وهي تقف وتخرج من المكان،..لتتلقى اتصال اخرجت هاتفها وهي تقف امام المصعد لترد/هلا تركي.. رجعت؟..لا مابعد نمت.. لا ماني معصبه.. خلاص شوي وجايتك

،
عادت في هذه اللحظات وهي تدخل وتتجه الى المصعد بعدما ألقت التحيه وهي تتجاوزهم الى المصعد..

استقبلتها ام رواد وهي قادمه من المطبخ وهند من الجهه الاخرى/لياال وين كنتي للحين؟

لم تود الوقوف والحديث معهم وهي تشعر بالغثيان.. والارهاق/عمتي هند وربي ماني راايقه.. بكرا اشوفكم سلام

دخلت المصعد دون ان تسمع ما يقولون..

هند بغضب/والله الموضوع يبي له عزام..

لمحت تعبها في وجهها/ليال ماهي طبيعيه.. ماعمرها تأخرت برا.. ووجهها ماهو عاجبني

هند باعتراض/الا والله الدلع.. انتي يام رواد مرخيه لهم وااجد

ام رواد بابتسامه/يام شهد هم كباار.. و عاقلات..

لم يعجبها هذا الرد.. الوضع في هذا المنزل يحتاج تغيير..
،
.
،



.

.


السكينه والهدوء يلفان المكان..
لا تسمع سوا اصوات حشرات الليل القادمه من المزرعه.. هدوء المكان يجعل الاصوات تسير ليلاً..
كم كانت محتاجه لهكذا سكينه..
اعدت لها توست بالجبن وكوب حليب لتضع فيه فلفل ابيض تريد تسكين مغص الدوره فهذه اول ايامها..
وتصاحبها المزاجيه وحدة الطباع....!

تركت بقية التوست.. لتذهب غرفتها تريد النوم باكراً..
لا تريد التفكير بشيء، تعلم ان عزام لن يرحمها وانه قد يرمي يمين الطلاق الليله لو وجدها!
لا مشكله.. هي مستعده اليوم ان تخسر كل شي.. وان تفوز هي بالخساره!!

سمعت اصوات حفيف اشجار النخيل خلف الشُرفه.. لابد وانها تهب بنسائمها النجديه.. ذلك يجعل لليل والسهر موسيقى خاصه..
اتجهت الى ستائر غرفتها لن تفوّت على نفسها هذه اللحظلت..
وقفت تشاهد تمايل سعف النخيل والاشجار ..هذا هو الاسترخاء الذي تبحث عنه مع نشوة انتصار الليله..!!

اتجهت مشغل الاقراص القابع بزاوية الغرفه وهي تشغل قرصها المفضّل..وتسترخي بأريكتها مقابل الشرفه بروب الاستحمام الثقيل، وتجمع شعرها للاعلى باهمال وتتمرد الكثير من خصلها التي تعانق رقبتها.. وكوب الحليب الساخن بيدها.. وتبحر مع اجمل مواويلها..

" ذاد الكرى عن مقلتيك حمام
لباه شوقٌ ساهرٌ… وغرامُ

حيران… مشبوب المضاجع!!
ليله حربٌ ، وليل النائمين سلامُ

يا أيها الطير الكثير سميره
هل ريشة لجناحه… فيُقام

عانقت اغصاناً وعانقت الجوى
وشكوت والشكوى علي حرامُ!! "

هنا تبسمت وهي تتخيل ردة فعله وهي تعبث به.. لا تستطيع ان تتوقف عن الابتسام..
فكرت في السفر.. لكن لا تستطيع.. اللعنه يجب موافقة ولي الامر.. و عزام الآن هو ولي امرها.. تباً لهكذا بيروقراطيه بغيضه.. كانت تسافر بمزاجها في حياة والدها.. لم يكن يوماً حجر عثره امامها..
نزلت دموعها لذكراه،
،

..


.
.
.
عاد من الخرج متأخراً
.. دخل الشقه التي جمعته بصاحبيه ..ولكن الآن وليد انتقل اهله للرياض ولم يعد ينام هنا.. وعزام بات يملك قصراً واعمالاً تشغله عن حياته السابقه..

بات هو الآن وحيداً ..قرر ان يجلب والدته للرياض بعد ان ينتهي من تأثيث منزله..
توجه للاريكه يريد ان يرتاح.. فقط الراحه ..ومن ثم سيذهب فيما بعد للغرفه..

لحظات ليدخل من ظنه لن يعود ابداً لهذه الشقه.. ليستغرب/عزاام!!

وقف مكانه لم يحبذ ان يلتقي بأحد وهو لم يجد بعد تلك المتمرده، اراد ان يرتاح قبل صلاة الفجر ليذهب للموسسه/السلام عليكم.. هلا قاسي

وقف يسلم عليه ثم جلس بعدما رآه يجلس ويضع يده على عينيه ، عرف ما به/عزاام ضغطك منخفض

اجابه وهو يسند رأسه للخلف/الظاهر كذا

وقف مسرعاً ليذهب للمطبخ القريب، ويفتح ذلك الدرج الذي يحتوي بسكويتاً مملحاً مخصص لعزام فقط، اخذ منه ثم عاد ادراجه اليه/وش بلاك يا ولد.. من مزعلك، البارح زواجك و وليد يقول لي ان امورك طيبه

ابتسم بفتور بعدما اخذ قطعتين من البسكويت/اموري طيبه، مافي الا العافيه لا تخاف.. انت شخبارك وش علومك.. شريت البيت اللي تقول عنه؟

يعرف انه بخير، مادا داهمه بالاسئله/ايه شريته وببدأ أاثث من بكرا ان شاء الله ..والله يعييني على التسوق

بابتسامته/لو ان زوجتك معك كان ضبطت امورك وما احتست هالحوسه

ابتسم له بسخريه/يابن الحلال هذا انت عريس جديد وجاي للشقه، معليش يعني،انا مانحشت من ثاني ليله ههه

لا يدري هل يضحك ام ماذا تكون ردة فعله بالضبط، سيقتلها اي والله.. حين يجدها سيقتلها..

استنطقه قاسي/شبلاك سكتت عند طاريها.. اخاف طلعت اسم على اسمها..

التزم صمته وهو يجمع اصابعه في قبضة يده يكبت غضبه وهو يتذكر جملة عمته في حقها( الشموس ماتنعسف يا عزام)..
و ذلك البيت الشعري الذي كُتب على خاتمها (وأكره ان أسمعُ في اللهو ريبةً ... كما كرهت صوت اللجام الشوامسُ )
..هي حقاً إسمٌ على مُسمى..!







.

يتبع.. ،
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-