رواية قبل النهاية الحلقة الأولى - أحمد سمير حسن

رواية قبل النهاية الحلقة الأولى - أحمد سمير حسن 

رواية قبل النهاية الحلقة الأولى - أحمد سمير حسن 

في هذا المقال ستجد  الحلقة الأولى من رواية قبل النهاية  وهي الرواية الجديدة للكاتب أحمد سمير حسن

رواية قبل النهاية الحلقة الأولى مكتوبة - أحمد سمير حسن 

رواية قبل النهاية الحلقة الأولى (مُقدمة) - أحمد سمير حسن 
-
لن أكذب عليك لأنني أحكِ موقفًا انا بطله وأقول إنني كُنت شجاعًا
على العكس تمامًا، كُنت أشعر بالخوف .. وأسمع صوت دقات قلبي، هل أنا مُتهمًا بشيء؟ لا أعلم
ولكن معنى وجودي هنا، ووقوفي لمدة ساعتان أمام مكتب الضابط يعني أن هُناك مُصيبه
جاء الضابط رافعًا رأسه وجميع عساكر قسم الشرطة يحيونه في خوف ورهبة
نظر لي لثانيتان ثم دخل مكتبه ونادى العسكري الواقف بجانبي أمام المكتب فغاب للحظات
ثم عاد مره أخرى، وسحبني من يدي إليه وقال:
- الكاتب أحمد سمير حسن يا فندم
نظر الضابط إليَّ ثمُ إلى العسكري وقال:
- تمام .. اقعد يا أحمد
تقدمت إليه ومددت يدي إليه لأصافحه وأنا أقول:
- احمد سمير حسن يا فندم كاتب روائي ومُصمم مواقع وبتاع ديجيتال ماركـ
= مسألتكش .. اقعد
حاولت أن أُلملم كرامتي وجلست وأنا أنظر إلى الأرض ولازال الخوف يتغلغل في قلبي
نظر الضابط لي بوجه عابث وقال:
- أنت أكيد عرفت أن عمرو رمزي اتقتل، مظبوط؟
إزردت ريقي وقُلت:
- آآآآه .. أنا عرفت آه كاتب زميل وبما إني كاتب عرفت
= كُنت تعرفه من قريب؟
- لأ أنا بس كُنت بسمع عنه
عاد بظهره إلى الخلف عِندما سمع جُملتي الأخيرة واخرج سيجارة من علبته واشعلها ثم اخرج هاتفه وقام بتشغيل فيديو ما ثم وجه شاشة هاتفه أمام وجهي وقال:
- ده تفريغ لكاميرات لبيتك، وقدام بيتك .. إللي واقف هناك ده أنت وإللي واقف جنبك ده عمرو رمزي
قبل أن اتحدث قام بتمرير الفيديو قال:
- الفيديو ده بقى لـ (جيفارا) وهو طالع بيتك! ومش محتاج اقولك إن جيفارا كان مقتول برضه في نفس الأوضة إللي مقتول فيها عمرو رمزي! .. تمام! أنا دلوقتي هعتبر نفسي هبدأ معاك حوار من دلوقتي حالًا .. وهنسى كدبك عليا قبل كده، وهرجع اقولك لو حسيت إن في كلمة واحده بس كذبت فيها عليا، مش هتشوف الشارع تاني، تمام؟
قالها وهو يبتسم ابتسامة استفزاز فقُلت له:
- تمام يا فندم
= تعرف عمرو رمزي؟
- ده حبيبي! .. ده أخويا إللي مولدتوش أمي يا باشا!
ابتسم وقال:
- أنت كنت عارف إنك هتكون هنا النهارده؟
= توقعت
- إزاي؟
= يعني كتبت أكتر من مره في قصصي إني بكتب قصص عملها عمرو رمزي بـ نفسه! ولكن طبعًا باسم مُستعار .. فا طبعًا لما تحصل مُصيبه زي دي أكيد كُنت متوقع إني هاجي في الرجلين
- جميل .. بس ايه الثقة دي؟ واحد نصاب وبيعمل نصايب فا أنت تنشر قصصه! بالتفصيل؟ هو مش خايف .. لأ وبتقول أن هو إللي بيطلب منك تنشرها
= لأن كل إللي كان بينصب عليهم أو بيأذيهم عمرو .. كانوا برضه ناس فاسده ونصابين .. فا كان من المُستحيل أن حد منهم يبلغ عن عمرو في شيء .. محدش هيبلغ عن سرقة مبلغ هو أصلًا سارقه يا فندم
- بتدافع عنه؟
= لأ، انا برد على سؤال حضرتك
- عمرو مات ازاي؟
= إللي اعرفه أن كان مشاكل مع جيفارا، أو بمعنى أدق .. جيفارا كان عامل فيها بطل خارق وعايز يوقع عمرو رمزي
- احكي بالتفصيل!
= مـ أنا بحكي يا فندم
- بالتفصييييل!
عصبيته وصوته المُرتفع أعاد الرُعب إلى قلبي مره أخرى فـ قُلت:
- يوم ما شُفت جيفارا أول مره كُنت مُكتئب .. كُنت لسه مفركش مع الحمقاء صاحبة الضحكة البلهاء الفاتنه وكُنت بتسائل .. هو الشخص إللي بيسيب هو الشخص إللي بيقرر يمشي ولا الشخص إللي بيهمل .. وبيبعد بالتدريج وبيتغير، هل من المُمكن ابقى انا إللي سايب لمُجرد إني قولت مش عايز اكمل ولا الشخص التاني إللي بيكون اتغير بالفعل هو إللي كان سايب مش غير ما يعلن!
= خخخخخخخخخخخخ أنت بتستهبل بـ روح أمك ... فاااااايز!
عِندما رأيت عصبيته هذه تسائلت كيف يُمكن أن يتغير لون رجل من الأبيض إلى الأحمر في لحظات .. هذا ما رأيته
ظللت ألعن المُحامي الذي نصحني بعدم الحديث في أي شيء إلا في حضوره ولهذا حاولت أن اسحب أطراف الحديث بعيدًا حتى يحضر هذا اللعين
وقبل أن يدخل فايز كان المُحامي قد جاء وظل يعتذر كثيرًا لـ حضرة الضابط وعُدنا لنجلس مرة أخرى وهذه المرة بدأت في حكي الأحداث كما حدثت معي بالتفصيل.
***
قبل أيام .. في منزلي
كُنت مُكتئبًا، أدخن بشراهة، مُنذ متى وأنا أدخن؟ لا اعلم ولكن منذ أسابيع وأنا لا أرى نفسي وإلا السيجارة في يدي
شعرت بشخصًا ما يضع شيئًا خلف رأسي، هذا مُسدس!
أنا اعرف هذا الملمس جيدًا!
أدرت رأسي فوجد شخصًا لم أراه من قبل ولكن من اللحظة الأولى يُمكنك إدراك أنه ليس لص
مُنذ متى يضع اللصوص وشومًا ويهتمون بصحتهم إلى هذا الحد
لم يتحدث
وكأنه ينتظر أن تكون الكلمة الأولى مني، فـ قُلت:
- أنت مين؟
= جيفارا
ظللت لحظات لا اعرف ماذا أفعل، يا لسخافة إيجابته
قُلت له:
- عايز ايه؟
= عمرو رمزي، صاحبك النصاب .. عايز اوقعه وأدي كل واحد نصب عليه حقه
يتحدث بهدوء غريب وكأنه يطلب مني توقيعًا!
ابعد المُسدس عن رأسي وهو يتحدث
عمرو رمزي لا يهمني أمره إلى هذا الحد .. فَكل ما بيننا هي بضعة قصص انشرها له باسمي فقط كي أحصد الكثير من الإعجابات والـ (الواو) من الفتيات الفاتنات
فقُلت له متسائلًا:
- ليه؟ أنت مين يعني عشان تهتم بـ إللي بتقوله ده؟ متفهمنيش أنك هتعمل ده لوجه الله!
= أنا شايف إني مُهمتي في الحياة إني اخلص العالم من إللي زي صاحبك وزيك
ازردت ريقي عِندما قال كلمته الأخيرة (زيك)
فـ قُلت له:
- وأنا ايه يخليني أوصلك لـ عمرو رمزي؟ واخون صداقتي بيه؟ أنا مُستحيل اعمل كده
ما أن قُلت هذه الجُملة حتى أعاد المُسدس، لم أمهله فرصة لكي يتحدث وقُلت له:
- اسمه عمرو نادر! ساكن في 13 شارع ممممم النزهة الجديدة .. وعيادة والده الدكتور نادر في نفس العمارة .. بيشتغل كاتب وهو حاليًا ممكن تلاقية في الجيم .. الجيم بتاعة في شارع حسين عبد الدايم مواعيد عمله من 8 صباحًا لـ 6 صباحًا .. أنما أقسم بالله أنا ما اعرف الجيم ميكس ولا ولاد بس!
ابتسم جيفارا من فرط سخافتي وقال:
- أنا مش عايز اوصله هو، انا عارف هوصله ازاي، كل إللي عايزه مِنك إنك تبعت رسالة من مدونتك (مدونة يوتوبيا) لـ دينا مراته وتقول أن في مُحرر من موقعك ده عايز يعمل حوار معاها .. عن إزاي الست بتعيش مع كاتب في بيت واحد، تمام؟
= تمام!
ظللت أفكر للحظات، امسكت هاتفه كي أعطيه صلاحيات إرسال رسائل بـ بواسطة (دومين مدونة يوتوبيا) فعلت هذا وشعرت بإنتصار
بإنني استطعت أن أقوم بعمل مشاركة (موقع) هاتفه إلى هاتفي
شكرني الرجل ونصحني بعدم التلاعب معه ثم رحل
من الجميل أن تتعامل دائمًا مع أشخاص ليس لديهم خبرة كبيرة في التيكنولوجيا
ارسلت رسالة بكل ما حدث إلى عمرو رمزي بالإضافة إلى (اللوكيشن) الخاص بـ هاتف هذا الـ جيفارا لكي يتتبع مكانه ولكن هاتف عمرو مُغلق
شعرت بإنني فعلت ما بوسعي ..
وإنني لن ألام على أي شيء سيحدث بعد ذلك ..
***
أرسل جيفارا رسالة إلى (دينا)
زوجة عمرو رمزي يدعوها للحضور إلى مقر مدونة يوتوبيا الجديد ليُجري معها حوارًا
لم تتردد دينا لحظة واحدة في الذهاب إلى هذا الحوار .. خاصة أنها تعلم أن البريد المُرسل منه الرسالة هو البريد الرسمي لمدونة يوتوبيا التي يملكها (أحمد سمير حسن)
صديق زوجها عمرو
بعد ساعات وصلت دينا إلى المقر فوجدت (جيفارا) الوسيم ذو الوجه البشوش يستقبلها بنفسه على الرغم من وجود أكتر من (سيكرتيرة)
أدركت من اللحظات الأولى أن جيفارا هو المُحرر نفسه الذي سيقوم معها بالحوار
جلس جيفارا على المكتب وجلست (دينا) في الكُرسي الذي أمامه وقالت:
- هو أحمد مش موجود؟
= لا للأسف مستر أحمد مُنعزل الفترة دي .. تقريبًا بيكتب رواية جديدة
- أهاا تمام
= أنا كُنت حابب اعمل معاكي الحوار ده بنفسي .. وبشكل ودي
- ودي! بمعنى؟
= أقصد إن العُنف سهل .. لكن الأذى صعب!
- مش فاهمه برضه!!
بدأت دينا تشعر بأن هُناك شيئًا غريبًا يحدث ونهضت ولكن قبل أن تتحرك
وجدت الفتيات اللواتي رأتهن في الخارج يدخلان إلى المكتب
وفي إيديهم اسلحة ناريه
نظرت إلى جيفارا وهي تبتسم
فقال:
- أنا كنت عارف إنك ممكن تكوني بتلعبي أي رياضة قتاليه .. فـ قولت اعمل احتياطاتي ومقابلكيش لوحدي، احب اعرفك .. بـ حبيبة وهنا .. التيم بتاعي .. زي ما أنتي عندك برضه تيم .. لكن تيم حرامية ونصابين
قالت دينا بعضب:
- عايز مني ايه؟
= أنا مش عايز منك .. انا بس هنتقم منك
قالها واخرج سلاحة هو الآخر وجهة إلى وجه دينا.
***
فتح عمرو رمزي عيناه بصعوبة بسبب آلام في رأسه
نظر بجانبه فلم يجد دينا
فقط زجاجات الخمرالفارغة التي سببت (الصُداع) الذي لا يزول إلا بالمزيد من الخمر
فتح هاتفه ليتصل بـ دينا ليطمئن عليها ويسألها عن مكانها
ولكن ما أن فتح هاتفه وجد عشرات الاتصالات والرسائل من (أحمد سمير حسن)
ثم قرأ الرسالة الأخيرة
الذي يُخبره فيها (أحمد) بما حدث مع جيفارا
فتح (عمرو (اللوكيشن) الذي يتواجد فيه جيفارا في هذا الوقت كما أرسله له أحمد
ثم بحث عن (دينا) التي شاركت موقعها هي الأخرى قبل خروجها
فوجد أن الأثنان يتواجدان في مكانٍ واحد!
وهذا يعني .. الخطر!
الصراع مع شخصًا جديدًا لا يعرفه .. ولكنه يُهدد بقتل زوجته ..
يتبع ..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-