رواية دمية بين براثن الوحش - زينب سمير

رواية دمية بين براثن الوحش - زينب سمير 

رواية دمية بين براثن الوحش هي رواية للكاتبة الروائية المصرية زينب سمير 
تُنشر على عدة صفحات على موقع الفيس بوك 
بالإضافة إلى نشرها على صفحة الكاتبة على موقع الواتباد 
وتحظى الرواية بشعبية كبيرة مُكتسبه من شعبية الكاتبة نفسها 
التي دائمًا ما تكون محط انظار جميع القراء عندما تنشر روايات جديدة 
أو حتى عِند الغعلان عن قُرب نشر رواية جديدة 
تُعتبر زينب سمير من أشهر الروائيات المصريات .. ولهذا كان من المنطقي جدًا
أن تكون رواية دمية بين براثن الوحش واحدة من أكثر الروايات التي يتم البحث هنا 
باللغة العربية في مُحرك البحث جوجل خلال الأيام الماضية. 
رواية دمية بين براثن الوحش - زينب سمير 


عن رواية دمية بين براثن الوحش 

رواية دمية بين براثن الوحش هي رواية من تلك الروايات التي تُكتب بالصيغة الأنثوية 
المرهفة الضعيفه التي تتمتع بنرجسية كبيرة! 
حسنًا حنسًا لا تنزعجين يا صديقتي فهذا مُجرد تحليل سخيف سطحي من كاتب المقال
ولكن بالنسبة لي هذا شيء رائع! 
على كُل حال الرواية إلكترونية أي إنها رواية تُنشر على فصول وأجزاء 
وهذا قد يكون مُمل بالنسبة للبعض ولهذا جلبنا لكم الرواية كاملة للقراءة أو للتحميل 
لتحميل رواية دمية بين براثن الوحش كاملة pdf : اضغط هنا 

رواية دمية بين براثن الوحش كاملة للقراءة مباشرة

مقـــدمــة

"دمية بين براثن الوحش"
أن توقفت أمام تلك العبارة لتعربها كجملة نحوية
فلن يجول بخاطرك أن تعرب كلمة "دمية" مبتدأ
بل كل ما سيجول بخاطرك أن "الوحش" هو ذلك الفاعل الذي وقعت في يده "الدمية" والتي لم تكون سوي المفعول به
هو وحش بالفعل
وحوش الغابة انتهت من حياتنا لتظهر وحوش علي هيئة بشر
وهو كان من تلك الوحوش التي يكون صمتها قاتل..
وبرودها حارق.. وحديثها يجلد
هو تتجمع داخله تلك الوحوش التي تكن مخالبها عبارة عن الالات حادة تذبح النفس دون اهتمام
بداخله تجتمع الوحوش .. بداخله هو فقط .... يوسف الراوي

هاااي .. فاكريني😃 أنا زينب صاحبة رواية العشق بطريقة الشيطان لو فاكرينها
رجعت لكم برواية جديدة ورحلة جديدة مين منتظر ؟
دي المقدمة عايزة تفاعل كبير عليها وانتظروا اول بارت يوم الاثنين بأذن الله
المواعيد الجمعة والاثنين والاربعاء الساعة التاسعة مساءا بتوقيت مصر
دمتم بود❤️⁩
الفصــــــ(1)ـــــــل
بعنـــــوان " عـودة لـ البدايـة "

نظر لتلك الجموع التي ملأت المكان بسعادة غير طبيعية فتلك الجموع منذ زمن بعيد لم تتجمع بهذا الشكل في ذلك الصرح الكبير لكن بعودتها هي عاد معها كل شئ لأصله
نعم افتقدها كل تلك السنوات الفائتة ولكنها الآن عادت وسيحاول قدر استطاعته الا يجعلها تذهب مرة أخري رغم علمه جيدا بأن ذلك مستحيل بل من سابع المستحيلات
جال ببصره المكان بأكمله ليجد الاضواء تخرج بانسجام وقد بدأت تلك الجموع تجلس في مقاعدها وبعضهم ينظر لساعته منتظر لحظة البداية
ليدرك جيدا بأنه عليه الإسراع
فقط بقي القليل علي ذلك العرض المنتظر
ليلتفت بخطواته للخلف لكي يعود من حيث اتي وهو يعطي أوامره للفتيات التي ظهرت أمامه وكأنها فعلا تنبئه بأن الوقت قد حان قائلا بنبرة حماسية جادة:-
_يلا يابنات بسرعة علي المسرح .. مش عايز توتر خالص
ظلت الفتيات تمر من جواره واحدة تلو الأخري ليوقف واحدة منهم قائلا مرة أخري بتساءل:-
_لي لي جهزت ولا لا
لترد الفتاة بنبرة متعجلة:-
_دقايق بس وتكون جاهزة
ثم تركته وذهبت من أمامه دون أن تقول شيئا أخري
ليذهب هو لغرفة توجد بآخر الممر ليطرق علي بابها ويدخل دون أن ينتظر ردا حتي..
لتظهر فتاة في منتصف العشرينات فاتنة بمعني الكلمة بجمال يسحر القلب والعين الا أن تلك العيون تحادثك بكم العذاب الذي يسيطر علي قلبها
قال بنبرة مرحة:-
_انتي مش متخيلة الناس اللي برة كتير قد أية يالين
قالت بنبرة سعيدة:-
_انا فرحانة اني رجعت لمكاني دا تاني
قال بنبرة هادئة دافئة:-
_انتي مكانك هنا وبس .. انتي بنت المسرح
نظرت لصورتها بالمرأة دون حديث اخذت فقط تتطلع لانعكاسها بعيون بدت وكأنها متعجبة لذلك الفستان الابيض والحذاء الرقيق بلونه الابيض أيضا وخصلاتها الفحمية التي رفعتها بتسريحة بسيطة
خمس سنوات فقط استطاعوا أن يجعلوها تنسي ما كانت عليه بالماضي
خمس سنوات غيروها داخليا وخارجيا فأصبحت لين غير التي كانت تعرفها
هتف بنبرة هادئة مبطنة ببعض القلق:-
_يوسف مسافر صح ؟
ردت بنبرة لامبالية بعض الشئ:-
_ايوة مسافر ومش هيرجع قبل اسبوعين
قال بتساءل قلق:-
_متأكدة
ردت ببسمة سخرية:-
_حمزة.. يوسف لو كان هنا انا مكنتش هبقي قدامك دلوقتي
تساءل مرة أخري:-
_يعني مستحيل يرجع دلوقتي ؟
ردت بضيق:-
_اوف .. قولت اها
تنهد بحرارة للحظات ثم نظر لها نظرة شاملة متأملا في هيئتها الساحرة المتكاملة بفخر فجسدها مازال مثالي وكأنها تتمرن كل يوم رغم تركها لذلك المسرح لسنوات عديدة
فاق من تأمله علي صوتها الذي خرج بسأم:-
_حمزة انت روحت فين
_معاكي اهو
ثم نظر لساعته واكمل:-
_يلا دقيقتين بالظبط والعرض هيبدأ .. خليكي واثقة في نفسك وانك انتي أميرة البالية اللي الكل متأكد من براعتك وتنسي أي توتر .. اوك ؟
ردت ببسمة حاولت فيها اخفاء توترها:-
_اوك
نعم هي تشعر بالتوتر هي التي لم تتوتر قط وهي تصعد علي مسرحها بالماضي أصبحت الآن تتوتر هل هذا لأنها ابتعدت عن ذلك الوسط لمدة ام لأنه هو دخل حياتها في تلك المدة وغيرها كليا
_____★_____★______★_____★
تنهدت وهي تتوسط تلك الفتيات وتقف وقفتها المعتادة واضعة قدم خلف الاخري ورافعة يديها الاثنتين للأعلي وتنظر للامام ببسمة ثقة جذابة لتمر لحظات قبل أن ينفتح الستار ويظهر أمامها جمهورها العزيز
ليبدأ التصفيق بحماس لها والتشجيع وهي بمكانها لم تتحرك ثواني أخري وبدأت الموسيقي
لتبدأت الفتيات من حولها تتراقص بانسجام وهي واقفة فقط في مكانها لا تتحرك ليظهر فجأة أحد الرجال من العدم ويبدأ يراقصها ويمر هو وهي بين تلك الفتيات بكل بساطة ورقة ممزوجة بسرعة
حركات لطيفة سريعة تسحر الجميع وهي تتحرك معه كفراشة بين نسمات الهواء المنعشة بدأت تشعر وكأنها حرة
للحظات نست اين هي وجعلته هو من يحركها وكأنها دمية بيده وذهب عقلها لعالم أخري بعيد كل البعد عن ذلك المكان
تتخيل انها تتمتع بصفات زمان تتمتع بهدوئها وصفو حياتها تتمتع بتلك الثقة بالنفس تحاول أن تجعل داخلها كل ما تفتقده في الحقيقة
تحاول أن تكون واثقة بذاتها وهي بالحقيقة مشوهة داخليا وتفكيرها مبعثر بحيث أن كيانها قابل للتهشيم
تحاول أن تكون صاحبة كبرياء رغم أن كبريائها انكسر بصمتها الذي طال في سنواتها الأخيرة
حياتها تدمرت وشخصيتها تهشمت وهي لم تدري بذلك ... لم تدري بذلك سوي الان عندما فتحت عيونها فجأة ووجدت انها كانت ستدخل في حالة الضياع
فحاولت أن تنتشل ذاتها منه ... لكن هل ستستطيع ؟
فـ الدخول في شباك الوحوش يعني لا أمل للرجوع منها ابدا
علو صوت الموسيقي آفاقها لتفتح عيونها تجد وأنها رغم شرودها الا انها ترقص بطريقة بارعة لتبتسم داخليا ببعض الثقة فهي بالفعل أميرة البالية التي لا يمكن أن تنسي ذاتها ابدا
شددت من ضغط يدها علي كتف ذلك الماثل أمامها وبدأت تشاركه الرقص بحماس اعلي
لتمر دقائق قليلة حتي انتهي العرض ليقف الجميع ويصفق بصوت عالي معلنين بذلك انها قد نجحت مرة أخري في أن تسحرهم برقصها كما كان يحدث بالماضي
ابتسمت وهي تميل بطريقة مسرحية علامة الشكر ثم ينغلق الستار عليها
لتسرع نحو غرفتها بخطوات شبة راكضة
____★____★____★____★____★
فتحت ندي الغرفة ودخلت وهي تقول بنبرة مرحة:-
_كنتي هايلة يالي لي بجد
تطلعت لها لين من خلال مرأتها بنظرات ضائعة جعلت الاخري تضيق حاجبيها بقلق وهي تتساءل بخوف:-
_في أية يالين
قالت بنبرة تدل علي انها ستبكي قريبا:-
_دلوقتي فقت
_نعم .. مش فاهمة قصدك أية
هتف ندي بتعجب بتلك الجملة
لترد لين بنبرة خائفة:-
_فقت من حالة الثقة اللي كانت ركباني ياندي فقت ورجعت لعقلي .. افتكرت انا مين كويس وإني مكنش ينفع أظهر علي المسرح دا تاني
قالت الاخري بغضب:-
_مينفعش لية يعني يالين
قالت بنبرة صارخة ببكاء:-
_علشان انا لين ياندي ... انا لين مرات يوسف الرواي
قالت ندي بحدة:-
_طليقته مش مراته يالين ، فوقي بقي هو دلوقتي ملهوش دعوة بيكي ومش من حقه يدخل في حياتك اصلا
ارتعشت شفتيها وهي تقول ببكاء:-
_اللي ملكه يوسف الراوي مستحيل يبقي حر تاني ياندي ... بالنسبالك انا خلاص بقيت طليقته وملهوش دخل في حياتي بس بالنسباله انا لسة ممنوع اللمس وانا لسة من ممتلكاته
ندي بحدة وانفعال:-
_هو الراجل دا ملهوش كبير بقي ولا اية قال ممتلكاته قال .. مش كفاية اللي حصلك بسببه خليه يسيبك بقي تعيشي بسلام
جائت لترد عليها لتسمع صوت طرقات علي الباب ودخول حمزة الذي ظهر علي وجهه أنه استمع لحديثهم من خلال تعبيرات وجهه الممتعضة
تنهدت بتعب فهي غير مستعدة أن تدخل معهم في حوار طويل مرة أخري كالذي يحدث يوميا تقريبا منذ أن عادت تقابلهم مرة أخري كما كان بالماضي
وينتهي بصمتها كالعادة فهي لا تستطيع أن توصل لتفكيرهم العنيد حتي الآن شخصية يوسف رغم أنهم يسمعون عنها كما الجميع .. يظنون أنه حديث مفخم عنه فقط لكن لا يعلمون أن حتي الإعلام يظلموه بوصفهم له هذا وحديثهم البسيط عن غضبه وبروده
هي من جربت بروده الثلجي ... هي من جربت غضبه الحارق هي فقط من تستطيع أن تقول وبصوت عالي أيضا أن يوسف الراوي ليس بوحش فقط بل هو أكثر من ذلك هو أكثر من ذلك لدرجة أنها حتي لا تستطيع أن تأتي بلقب يناسبه

هتف حمزة بهدوء:-
_في أية مالكم ؟
قالت ندي بضيق منه هو الآخر:-
_علي اساس انك مسمعتش
نظر لها ثم لـ لين وقال بعد تنهيدة عميقة:-
_لا سمعت .. بس مش وقته دلوقتي الكلام دا .. لين لازم تكون فرحانة بنجاحها دا ولا اية
هتفت بمرح حاولت من خلاله بالفعل أن تغير محور ذلك الحديث:-
_اها انا فعلا عايزة احتفل .. أية رأيكم نخرج
قالت ندي بقلة حيلة منهم:-
_تمام هسيبك تغيري هدومك وهروح اساعد حمزة
ابتسمت لها دون حديث ليخرج حمزة ومعه ندي
لتتنهد هي وتجلس علي المقعد بتعب وإرهاق
____★____★____★____★____★
في الغرفة المجاورة لغرفة لين
دخلت ندي خلف حمزة وجلست علي الأريكة الموجودة بمكتبه بضيق وهي تقول بنبرة غضب:-
_الزفت يوسف دا هيفضل كتير يسيطر علي تفكيرها ياحمزة كدا ولا اية
هتف بنبرة هادئة:-
_ندي .. لين قعدت معاه خمس سنين انتي متخيلة يعني أية خمس سنين
ردت بانفعال:-
_ايوة عارفة يعني أية خمس سنين .. خمس سنين دمروها حرفيا وضيعوها .. خلوها واحدة تانية خالص غير لين القوية اللي كلها ثقة وغرور
قاطعها بضيق:-
_انتي عارفة زي ما انا عارف كويس مين هو يوسف ياندي .. انتي اها بتبيني لـ لين أنه مش مهم ومش وحش للدرجة لكن انتي عارفة أنه اوحش مما نتخيل احنا بمليون مرة .. وان كويس اوي أن لين اصلا بالحالة دي بعد الخمس سنين دول
ردت بنبرة حزينة:-
_بس انا زعلانة عليها ياحمزة .. دي مدمرة بجد دي بتخاف منه بطريقة بشعة
وضع يده علي وجهه وحركها عليه بضيق ثم قال بهدوء:-
_محدش فينا عاش أو جرب اللي هي عاشته معاه يبقي احنا لازم نعذر خوفها دا لـ حد ما نفهم علي الاقل هي كانت عايشة معاه ازاي
اؤمات برأسها عده مرات وهي تقول بتأييد:-
_انت صح .. احنا فعلا لازم نعرف حياتها معاه كانت ازاي
ابتسم بفخر وهو يقول:-
_بس ابدعت علي المسرح انهاردة
ردت ببسمة أيضا:-
_وكأنها مسبتش المسرح يوم مش بس خمس سنين
____★____★____★____★____★
ابتسمت وهي تنظر لصورتها في المرأة بأمل كأنها تطمن ذاتها بأن كل شئ سيكون بخير وأنها ستعود يوما ما الي ما كانت عليه إلا أنها وضعت يدها فجأة علي قلبها بقلق شديد وهلع وأخذت تتنفس بعنف من ذلك الشعور الذي تملكها خلال لحظة واغمضت عيونها بخوف محاولة أن تبعد ذلك الشعور عن خيالها تدعو أن تكون تتخيل ما يجري ذلك
فـ هو ليس هنا لتشعر بذلك الشعور البشع
هو ليس هنا وهي متأكدة من ذلك
ربطت علي قلبها بخفة مرتين وكأنها تطمنه أن كل شئ سيكون علي ما يرام ثم فتحت عيونها لتجد صورته في المرأة أمامها ... صورته وهو يقف خلفها وينظر لها بنظرات دبت داخل أوصالها شعور لا يمكن وصفه ... دبت داخل أوصالها أبشع أنواع الرعب
ظلت تنظر للخلفية بزهول تام للحظات بينما هو نظرته لم تتحرك من علي صورتها الظاهرة في المرأة نظرته الباردة تلك التي لا تعرف ما المعني منها

طال الوقت وهو لم يتحدث وهي لم تتجرأ علي أن تتنفس بصوت عالي حتي كل ما فعلته انها صمتت حتي وجدته يهبط برأسه باتجاه اذنها لترتفع دقات قلبها برعب وخوف ووجه يقترب من اذنها حتي شعرت بانفاسه بالقرب منها .. أنفاسه الحارة الدافئة عكس بروده .. أنفاسه التي رغم انها دافئة الا أنها مهيبة تقترب ، تقترب حتي شعرت بشفتيه ربما للحظة لمست اذنها ثم ابتعدت لـ سم للخلف ليزداد التوتر الداخلي لديها بينما هو ظل يتنفس للحظات دون حديث
مما زاد توترها أكثر فأكثر قبل أن تستمع اخيرا لصوت الرجولي الحاد رغم أنه لم يكون منفعل هاتفا:-
_رقصك كان حلو يالي لي
ابتلعت ريقها بخوف ولم تتحدث ليكمل بهمس ببطء اشـد:-
_حلــو لــدرجــة مـتتوصفـــش
همست برعب:-
_يـوســـف...

يتبع....
الفصــــــ(2)ـــــــل
بعنوان"يوسـف الرواي ... الوحش"

نطقت حروف اسمه بخوف جلي ظهر واضحا في نبرة صوته بينما هو لم تتغير تعبيرات وجهه الجامدة ولا حتي رمشت عينيه فقط همس بكلماته تلك وعاد لصمته المرعب مرة أخري
ظلت لثواني تتنفس بأضطراب قبل أن تقول بنبرة مرتجفة خائفة:-
_انــا اسفــة
رد فورا بانفاسه اللاهبة:-
_بتتأسفي بعد أية
كادت تبكي من ذلك التوتر الذي يسيطر علي أعصابها ولكن بدلا من ذلك وقفت من جلستها والتفتت تنظر له بعيون متوترة خائفة وجائت لتتحدث ولكن شعرت وكأنه لسانها فقد حاسة النطق الان..
بينما مـد هو يده اليسرى ووضعها علي كف يدها ثم حركها ببطء صعودا لكتفها ومن بعدها استخدم يده اليمني ووضعها علي خصرها مما جعلها تنتفض فجأة برعشة خفيفة بينما همس هو بنبرة باردة سببت لها هلاكا داخليا:-
_اسفة علي أن في حد لمسك .. حد اتجرأ وحرك أيده عليكي
مع آخر كلمة له حرك يده علي خصرها ببطء شديد لتتجمع الدموع بعيونها هاتفة:-
_انا .. انا
صرخ فجأة:-
_انتي أية
نظرت للاسفل ولم تتحدث ليقول هو بصوت جامد:-
_هتطلعي من المكان دا ومفيش رجوع ليه تاني ، انتي فاهمة
اؤمات بنعم سريعا
وقبل أن تمر دقيقة وجدت أنها عادت وحيدة في الغرفة مرة أخري .. بتلك السرعة غادر لدرجة أنها أصبحت تشك أن الذي حدث كان حقيقيا ام كان من وحي خيالها..
______★______★______★______★
تصادف خروجه من غرفتها مع خروج ندي وحمزة من غرفة الاخر لتنظر له ندي بنظرات مصدومة كارهة بينما حمزة توتر داخليا بعض الشئ ولكن لم يظهر ذلك وهو يتقدم نحوه ببسمة حاول أن يظهرها جيدا حتي وقف أمامه وقبل أن يمد يده له بترحيب وجده يقول بنبرة تهديد:-
_لو عايز المسرح دا يفضل في مكانه يبقي تبعد عن لين
ثم تركه وغادر مرة أخري
لينظر لاثره بصمت لثواني قبل أن يفيق علي صوت الباب الذي فتح بعنف ودخول ندي بخطوات شبة راكضة لتلك المسكينة

دخلت ندي لغرفتها لتجدها مازالت تقف كما هي تتطلع لـ الباب الذي فتح منذ لحظات بصمت غريب لتتقدم نحوها وهي تقول بخوف شديد عليها:-
_لين انتي كويسة
ظلت كما هي للحظات قبل أن تنظر لها بنظرات ضائعة وهي تهمس:-
_هو كان هنا صح
صمتت لثواني قبل أن تتابع بانهيار:-
_هو كان هنا وانا مكنتش بتخيل صح .. هو مش هيسيبني في حالي ياندي مش هيسيبني .. مش هيسيبني
ظلت ترددها بخوف قبل أن تتقدم ندي نحوها وتحتضنها بحنان هامسة بجوار اذنها برقة محاولة أن تهديها:-
_اششش اهدي يالين هو مشي خلاص مبقاش هنا
قالت بنبرة وكأنها في عالم اخر:-
_انا عايزة اموت انا عايزة ابعد عنه مفيش طريقة أبعد بيها عنه غير الموت
قالت ندي بلهفة:-
_بعد الشر عليكي ياحبيبتي موت أية بس اللي بتقولي عليه اهدي يالين وكل حاجة هتبقي كويسة اهدي بس دلوقتي
_خدي شربيها المية دي
قالها حمزة وهو يمد لها كوبا من الماء البارد لتاخذه منه وتقربه من شفتي الاخري لتشرب منه بعض القطرات وهي ترتجف بينما حمزة يراقبها بشفقة وحزن وهو يشعر بأنه ليس لديه ما يفعله من اجل تلك الفتاة ... من اجل صديقته

قالت ندي بعض دقائق كانت خلالهم لين حالتها افضل من زي قبل:-
_تحبي نلغي الخروجة وتروحي ترتاحي
اؤمات بنعم دون حديث
ليقول حمزة سريعا:-
_طيب انا هطلع اسخن العربية عقبال ما تجهزي
وغادر سريعا
بينما قالت ندي:-
_انا هبات معاكي انهاردة .. تمام
اؤمات بنعم مرة أخري لتتنهد ندي بحزن علي حالها ذلك حزن ممزوج بضيق كفيل أن يجعلها تهرول لذلك الوحش وتقتله دون أن يرمش لها جفن حتي
______★______★______★______★
كان يجلس في سيارته بينما يقود به السائق حيث وجهته ليمسك هاتفه ويضغط علي أحد الأرقام وثم يضعه علي أذنه لحظات وجاء له الرد من الطرف الآخر ليقول بهدوءه المعتاد:-
_رجالتي هيبعتولك هدية كمان شوية ... عايزك تخلصلي عليها
جاء الرد من الطرف الآخر:-
_يعني اقتله ياباشا
رد بحدة:-
_من أمتي يوسف الرواي بيقتل
صمت للحظة ثم تابع ببسمة شر:-
_مش عايزة يموت لكن عايزة يتمني الموت .. عايزة ميكونش نافع لاي حاجة
ثم اغلق الخط ونظر أمامه بنظرات باردة
متذكرا حينما جائه ذلك الاتصال من حراسه مخبرا إياه عن وجهتها التي قادتها منذ ساعات متذكرا عودته السريعة الي مصر فقط ليبعث داخلها الرعب ثم ... ليعود كل شئ لما كان عليه
اجنت تلك الفتاة لتظن أنها أصبحت حره من قيوده وأنها الان اصبحت ذات كيان
مخطئة عزيزتي فأنتي كنتي ومازلت دمية ،، دمية بين يدي انا فقط ،، اي انتي دميتي انا
______★______★______★______★
اختفي ضوء الشمس ليظهر القمر بنوره البهي لطالما كانت تفضل القمر عن الشمس وحرارتها التي تبثها بالدفئ علي الرغم أن الصباح عند الجميع افضل من المساء ووحدته الا أنها تعشق ذلك المساء بعتمته ووحدته نظرت للقمر من خلال نافذتها بشرود ذلك القمر الوحيد وكأنه يقول بكل غرور كل شئ له اثنان الا انا وحيدا بتلك الحياة
وهي مثله ... هي الوحيدة التي ملكها الوحش ولن يتركها
اين ذهب عقلها وهي تفكر انها نالت حريتها منه
هي من عاشرته سنواتا طوال وهي الوحيدة التي نالت لقب زوجته وهي الوحيدة التي تتصرف بغباء وكأنها لا تعلمه .. للأسف
حركت بصرها من علي القمر نحو النجوم المتلألأة حوله فهي رغم قربها الشديد منه إلا أنها تصر علي أن يظل هناك مسافة بينها وبين القمر
وكذلك البشر حولها
الجميع كان قريب والان يصر علي أن يحد بينها وبينهم مسافة كي لايصيبهم الاذي
بالطبع هي لو كانت مكانهم لفعلت ذلك
لذلك هي بالفعل تعذرهم
لكن السؤال هنا...
هل ستظل دوما لعبة بين يديه ،، دمية يحركها حيثما شاء ،، هل رغم بعدها عنه ستظل محاصره بخيوطه ؟
لن تسمح .. لكن لحظة كيف لن تسمح وهي ليس لديها القوي لمواجهته حتي
ظهر ذلك السؤال أمام وجهها
لتنظر للأرض بعيون لامعة بالبكاء
لتجد من يضع يده علي كتفها لتبتسم وهي تنظر لها بهدوء قائلة بحب:-
_تعرفي انك انتي الوحيدة اللي لسة قريبة مني وكأني مبعدتش عنك يوم مش بس خمس سنين
ابتسمت ندي وهي تقول بحب صادق:-
_انتي اختي يالين ومفيش حتي يقدر يبعد عن اخواته
نظرت للسماء وتنفست بعمق قبل أن تقول ببسمة وهي تشير لأحد النجوم:-
_انتي النجمة دي ... النجمة الوحيدة القريبة من القمر .. صح بعيدة شوية لكن برضوا أقرب ليه من كل النجوم
هتفت ندي بكلمات صادقة:-
_القمر لو أعطاها الأمر أنها تقرب اكتر صدقيني هتقرب
نظرت لها بعيون شاردة هاتفة:-
_تقصدي اني انا اللي ببعد الناس عني
هتفت بنفي:-
_مش انتي اللي بتبعديهم .. لين الجديدة اللي بتبعدهم ،، لين القديمة كانت بتحب تقرب لكن الجديدة بتحب ...
اكملت هي بجمود:-
_تبعد
نفت مرة أخري براسها وهي تتابع:-
_تهرب مش تبعد وفي فرق كبير اوي ما بين الاتنين
نظرت لها ولم تجيب علي حديثها اللاذع بعض الشئ هذا
بينما اكملت ندي دون شفقة:-
_لين الجديدة دي ضعيفة أقنعت نفسها انها لعبة بين ايد الوحش هو يقدر يعمل فيها اللي عايزة رغم أنه مبقاش يملكها بين أيديه زي زمان .. لين الجديدة فقدت ثقتها بنفسها وفقدت لمعانها فأقنعت الوحش أنه فاز وان خيوطه عرفت تحركها كويس اوي لدرجة أنها مش هتعرف تتنفس حتي الا بإذنه .. أما القديمة كانت قوية كان عندها كبرياء يخليها تقدر توقع الوحش وتخليه هو لعبة في أيدها
كان عندها ثقة بقدراتها تخليها تحوله من وحش لامير يحققلها أمانيها كان عندها قوة إرادة تخلي الخيوط اللي حوليها دي تبقي تحت امرها هي مش تخليها تربطها وتضعفها
قالت بحدة:-
_انا متغيرتش انا هي لين القديمة .. انتي لية محسساني اني اتقسمت اتنين
قالت ندي:-
_لانك بجد مقسومة اتنين .. واحدة ضعيفة وواحدة قوية والاتنين دايما في صراع بس دايما الضعيفة اللي بتفوز فيه
قالت بنبرة جامدة وهي تقف:-
_انا عايزة انام
وتركتها سريعا قبل أن تقول شيئا أخري
لتتنهد ندي وتنظر للقمر وتهمس بضيق:-
_دايما انت ضعيف ومبتقدرش تعمل حاجة .. حتي مهتك الوحيدة بتعملها بمساعدة غيرك ،، بتنورلنا بنور الشمس ورغم كدا بتحاول تظهر انك قوي وانك بتعمل مهتمك بنفسك .. حتي انت الشمس اللي بتحركك .. كأنك فعلا هي
______★______★______★______★
كان يجلس علي أحد الارائك في منزله الصغير العصري وبيده كوبا من القهوة الساخنة ويشاهد أحد الأفلام المصرية القديمة بأهتمام شديد ممزوج بضحكاته العالية قبل أن يجد هاتفه يعلن عن اتصالا من أحدهم
ليترك الكوب ويمد يده ويمسك الهاتف ويضغط علي زر الإجابة ويضعه علي أذنه هاتفا بهدوء:-
_خير ياعبده بترن لية ؟!
أجاب ذلك المدعو عبده من الطرف الآخر:-
_فين ناس عايزة تكلمك ياحمزة بية
ضيق ما بين حاجبيه متسائلا بتعجب:-
_ناس مين
لم يجد رد من عبده بل أتاه صوتا انثويا هاتفا بنبرة بكاء:-
_السلام عليكم ياابني .. انا والدة باسم .. باسم من وقت العرض لدلوقتي مرجعش البيت وانا خايفة عليه اوي .. متعرفش والنبي يكون فين لدلوقتي

صمت للحظات بصدمة .. هذا خبرا غريبا بل فاجعة صادمة
لكن بدلا من تلك الصدمة هتف بتريث:-
_الحقيقة معرفش .. ربع ساعة بالظبط وهكون عند حضرتك ،، وان شاء الله خير
لم يقل شيئا آخر بعد تلك الكلمات بل اغلق الهاتف وتركه علي المنضدة ونهض سريعا وتوجه لغرفة نومه ولكن بنصف الطريق وقف فجأة وهو يفكر هل يوسف الراوي له دخل في ذلك الحدث...

يتبع..
.......
.. مواعيد الرواية الجمعة والاثنين والاربعاء
الفصـــ(٤)ــــــل
بعنوان "صدمة"

وصلت بسيارتها لتلك البناية لتهبط منها بخطوات متعثرة صاعدة للاعلي قاصدة شقتها بتفكير مشتت بعض الشئ حتي أنها لم تلاحظ ندي التي تراقبها من الاعلي بنظرات حزن عميقة ممزوجة بغيظ تريد أن تفرغه في ذلك البارد المدعو بـ يوسف

فتحت باب المنزل ودخلت لتجد ندي قد دخلت من الشرفة هي الاخري لتقول ببسمة وهي تتقدم ناحية غرفتها:-
_مساء الخير ياندوش
وقفت ندي بطريقها وهي ترد علي حديثها:-
_مساء النور .. ها بقي قوليلي حصل أية بالظبط في المكتب
لين:-
_ولا حاجة
نظرت لها نظرة ثاقبة لتتنهد لين وهي تبدأ حديثها معها قبل أن يجول بخاطرها مشهد يوسف مع تلك السكرتيرة لتمر عليها لحظات حزن عميقة ، بتلك السرعة هو نسي ذكراها والان يقضي لياليه مع غيرها
لكن يوسف ليس هكذا ابدا ، هو يكره النساء وليس اي انثي تنال علي إعجابه ليقترب منها ويحدثها حتي
ويمكن أن تكون تلك الفتاة زوجته المرتقبة ، أو ان هناك سوء تفاهم في ما رأته منذ قليل
فاقت علي صوت ندي التي هتفت بضيق:-
_يابنتي روحتي فين
_معاكي اهو .. اسمعي ياستي........

ما أن انتهت من حديثها حتي هتفت ندي بغضب وصراخ:-
_دا اتجنن بجد ، يعني مش كفاية اللي بيعمله معاكي لا كمان بيهينك وبيستحقرك بجد دا مش انسان ، دا معندهوش دم
هتفت بأخر جملة بصراخ عالي لدرجة أن الأخري انفزعت في مكانها
بينما ندي لم تصمت بل أكملت بحنق:-
_هتفضلي تسكتيله كدا علطول ، مش فاكرة لما رفض يخليكي تزوري مامتك وهي كانت بتطلع في الروح ، مش فاكرة لما خلاكي متشوفيش اخوكي قبل ما يسافر حتي ، مش فاكرة ابن عمك القريب الوحيد ليكي اللي دمرله مستقبله علشان بس كان متقدملك قبليه ، مش فاكره تهديده ليكي ولحمزة بدمار المسرح ، مش فاكرة حبسه ليكي في القصر لمدة خمس سنين ، خمس سنين مش بتخرجي ولا بتدخلي فيهم من السجن بتاعه دا غير بأذنه ، خروجات متتعدش علي الصوابع ، يوم موت مامتك .. والباقي في المستشفي لما كنتي بتموتي من الوحدة والاكتئاب ، فاكرة دا كله ولا لا ، تحكمه في لبسك ..في شكلك ، في كل حاجة تخصك دا مش وحش دا مريض يالين مريض نفسي ولازم يتعالج

انتهت من حديثها لتصمت بينما الأخري رفعت عيونها المائة بالدموع وقالت بصوت مبحوح:-
_انتي عرفتي منين دا كله
ردت لين بنبرة حاولت جعلها هادئة:-
_اسفة .. بس انا قريت المذكرات بتاعتك
تنهدت لين بألم بالغ يسكن صدرها وهي تقول:-
_ولا كأنك قريتي حاجة
هتفت ندي بصراخ:-
_ازاي يعني
هتفت لين بصراخ اعلي:-
_زي الناس ياندي ، أنا مش عايزة افتكر دا كله مش عايزة افتكر اللحظات دي ، مش عايزة افتكر لما كنت بترجاه علشان ازور ماما ولا علشان اشوف اخويا مش عايزة افتكر لحظة وانا بتحليل عليه علشان يسيب ابن عمي في حاله مش عايزه افتكر نظرة عينه ورد فعله ، نظره عينه اللي مفهاش رحمة اللي مليانة لامبالاة .. رده فعله الغريبة ، كان دايما يسيبني كدا من غير رد ولا كأني كنت بتكلم مش عايزة افتكر نفسي ياندي ، مش عايزة افتكر لا سكوتي ولا صراخي ولا اي حاجة أنا عايزة اتغير لا أكون لين القديمة ولا الجديدة ولا اي حاجة أنا عايزة ابعد عنه وبس ، ابعد عن جحيم الوحش

نظرت ندي لها بعيون دامعة لتبادلها تلك النظرة ثم تتركها وتتجه نحو غرفتها لتقطع الطريق ندي مرة أخري وهي تقول بنبرة حادة محاولة منها أن تجعلها تصرخ أكثر فأكثر لعلها ترتاح:-
_كنتي ممكن تواجهي وتصرخي ، تهربي منه وتزوري مامتك ، تعملي اللي عايزاه .. تخرجي وتتفسحي يالين كنتي ممكن ترمي كلامه دا في الحيط
ضحكت بصوت عالي بسخرية وهي تقول بأستهزاء:-
_اهرب واواجه ! دي اول حاجة الواحد بيعملها ياندي
ثم أكملت بسخرية:-
_خصوصا لو كانت واحدة بشخصيتي القديمة زي ما بتقولي
ثم تحولت ضحكتها الساخرة لملامح جامدة وهي تقول بثبوت:-
_بس تعرفي رد فعله كانت أية ؟ اوضة ضلمة في قصره ، اسبوع هناك لوحدي محدش حتي بيعبرني اكل بيترمي ليا كل يوم والتاني كأني كلب ، حد ملهوش أهمية .. مش مراته ياندي مش مراته اللي كانت ممكن تبقي في يوم من الايام ام لأبنه أو ابنته

هبطت دمعة من عيونها وهي تقول بصوت مخنوق:-
_انا بكره ياندي ، بكره اكتر ما بكره نفسي ، هو دمرني وغيرني ، خلاني مجرد حطام ملهوش فايدة
_____★_____★_____★_____★_____★____
وقفت أحدي السيارات السوداء أمام أحد المنازل المتهالكة لينفتح باب السيارة ثم يسقط جسد علي الارض وتغادر السارة مرة أخري مصدره صوت عالي خرج علي أثره أهل البيت
لتتعالي صرخات الام وهي تري ولدها بوجهه المشوة هذا لتقترب منه وتجلس بجواره وتضع وجهه علي قدميها وهي تقول ببكاء:-
_باسم حبيبي انت سامعني ، باااسم رد عليها يابني متوجعش قلبي عليك اكتر من كدا
ثم تعالت صرخاتها وهي تقول:-
_اتصلي بالاسعاف يابسمة ، اتصرفي يابنتي اخوكي بيضيع مننا
هتفت بسمة بتوتر:-
_اتصلت ياماما اتصلت وزمانهم جايين
لتقول الام بدموع وهي تنظر لملامحه:-
_دايما الوجع مصاحبك يابني ، مين بس اللي عمل فيك كدا دا انت دايما ماشي جنب الحيطة ولا ليك في المشاكل ولا بتحبها اصلا

قطع نحيبها ووعيلها وصول سيارة الإسعاف ليهبط اثنين من الممرضين ويحملون جسده علي ذلك السرير الحديدي ثم يصعدن به للسيارة مرة أخري ومعه والدته بينما بسمة اتجهت للداخل لتقوم بأخذ كل المال الذي يملكوه ثم توجهت للمستشفي خلفهم داعيه ربها أن ينجو اخوها من الموت المحتوم ومتسائلة بداخلها من ياتري فعل ذلك به

عندما وصلت إلي المستشفي اتجهت للداخل سريعا لتسأل عن مكان غرفته ثم تصعد للأعلي سريعا وهي تدعو ربها بداخلها أن يحفظه لتجد والدتها أمام الغرفة أيضا لتوجه نحوها وتحتضنها ببكاء لتقول الام بهدوء محاولة تهدئتها:-
_متخفيش ياحبيبتي بأذن الله هيكون كويس
لتقول بسمة بدموع وتمني:-
_يارب ياماما ، يارب
مر بعض الوقت قبل أن يخرج الطبيب ليتقدم نحهم هاتفا بهدوء:-
_انتوا أهل المريض
اؤمات بسمة والام بنعم ليكمل هو حديثه:-
_هو كويس ، بس في كسور في دراعه اليمين ورجله اليمين وشكله اضرب جامد في أماكن متفرقة في جسمه وانا شاكك من حاجة كدا بس لسة هتأكد منها
هتفت الام بقلق:-
_شاكك في أية يادكتور
رد بنبرة مختصرة:-
_ان الضرب دا يكون مسببله نزيف داخلي ولا حاجة
لتشهق بسمة بعنف من حديثه هذا بينما تعالت شهقات والدته الباكية عاليا
تنهد الطبيب وأكمل بهدوء:-
_انا لازم ابلغ الشرطة ، علشان دا شكله موضوع كبير
_____★_____★_____★_____★_____★____
استمعت لطرق علي باب المنزل لتتجه للباب لتفتحه متوقعة من هو الطارق
وبالفعل وجدت حمزة أمامها الذي هتف ما أن رأها:-
_فين لين ؟
لترد عليه وهي توسع له الطريق ليدخل:-
_في اوضتها ، مش عارفة نابمة ولا بتمثل النوم ولا اية بالظبط
اتجه لغرفة الصالون وجلس علي أحد المقاعد بأرهاق وهو يقول:-
_الوقت أتأخر أنا عارف لكن قولت لازم اطمن عليها واطمنك علي باسم
هتفت باهتمام:-
_اية اللي حصل صح
تنهد وهو يجيب:-
_مدمر ، رجالة يوسف مش سايبين فيه حتة سليمة
ظهر الضيق علي ملامحها وهتفت بسأم:-
_مش بيتقوي غير علي الضعيف
رد عليها بهدوء:-
_بيتقوي علي الكل ياندي والله ، يوسف مش سايب حد يعرفه في حاله
قالت بعصبية:-
_علي فكرة دا مريض نفسي ، مريض بالهوس والجنون ، عايز يبقي ليه الكلمة الأولي والأخيرة في كل حاجة
_متوقعش كدا
هتف بتلك الكلمات ردا علي حديثها لتكمل هي:-
_انا بقي اتوقع ، بس مش عارفة أية اللي ممكن يكسره دا .. بجد مش عارفة

لم يكاد يتحدث مرة أخري حتي استمعوا لصوت من داخل غرفة لين ، يشبه بسقوط شيئا ما مصدرا صوتا عاليا لتنظر ندي لحمزة برعب قبل أن تتجه للداخل سريعا بخطوات سهلة راكضة وهو خلفها
فتحت الباب لتجدها ملقاه بجوار الفراش ويبدو أنها فقدت الوعي

بعد قليل ..
في احد المستشفيات .. اخذت ندي الطريق ذهابا وايابا بأنتظار خروج الطبيبة من غرفة الكشف والرعب قد تملك أعصابها ، تفكيرها يكاد يشل تري ماذا حدث لها لتسقط هكذا فجأة
هتف حمزة محاولا تهدئتها:-
_اهدي يالين أن شاء الله تكون كويسة
ردت بصوت خافت:-
_يارب ، يارب حرام اللي بيحصل ليها دا والله ، مبتلحقش تقوم تروح واقعة من تاني
لم يرد عليها وظل يدعي بداخله سرا بأن يحفظها لحظات وخرجت الطبيبة لتسرع نحوها وخلفها حمزة حتي وقفت أمامها لتقول الطبيبة ببسمة علي شفتيها:-
_مبروك المدام لين حامل
لتضع ندي يدها علي فمها من هول الصدمة ، ألن يتركها بحالها ابدا ، هو مصرا علي أن يربطها بخيوطه وان يجعلها ملكه ، لكن ذلك الرباط لا يمكن أن يتخلصوا منه ابدا ، انه رباط متين

يتبع...
حد يتبرع منكم كدا ويعلم ريفيو حلو عليها 💔
الفصــ(٥)ــــــــل
بعنوان "وريث ؟!"

والان هل اصابك الارتياح .. عزيزي اجبني بصراحة هل الان اصابتك الراحة بعد ما فعلته بقلبي ؟ أنا في نيران الجحيم من الحزن .. اعيش لحظات الخوف من المجهول .. مجهول مرتبط بوجودك
تلك النطفة التي تربطني بك الان هي التي تقربني من نار جحيم الذي حاولت الابتعاد عنه
هل اتخلص من تلك النطفة ام اتخلص من حياتي ؟

كانت نظراتها شاردة في الـلا شئ تتذكر كلمات تلك الطبيبة جيدا تتذكر وهي تخبرها أنها حامل بالشهر والنصف اي قبل أن تتركه بأسبوع .. وليدها بأحشائها منذ شهر ونصف وهي لم تشعر بذلك
عقلها إصابة الشلل وهي حقا لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ولا تستطيع أن تفكر بجدية
ما يجول بخاطرها رد فعل يوسف عند علمه بهذا الخبر
هل سيفرح .. سيحزن .. سيربطها به .. ام ماذا
اخر ما تفكر به أن يجبرها علي اجهاض الطفل فهو لا يفعل ذلك ابدا..

هبطت دمعة من عيونها من ذلك التعب النفسي لتجد من تمسد علي خصلات شعرها بحنو والتي لم تكن سوي ندي التي هتفت بصوتها الرقيق:-
_متفكريش كتير يالين .. صدقيني كل حاجة هتبقي كويسة
ردت بتمني:-
_ياارب ياندي ، يارب
ندي:-
_تحبي نسافر
وضعت لين يدها علي بطنها حيث موضع جنينها وقالت بقلق:-
_مش دا ممكن يضر البيبي
إجابتها ببساطة:-
_انتي الحمل بتاعك شكله سهل .. فالسفر بالعربية مش هيأثر اووي
بتلك اللحظة فُتح الباب ودخل حمزة لتعتدل لين في جلستها وهي تسأله بأهتمام:-
_اخبار باسم أية ؟
رد بأختصار:-
_بقي احسن بكتير دلوقتي
هزت راسها بحسنا وصمتت بشرود لينظر حمزة لندي التي بدورها قالت بهمس له بضيق:-
_خايفة من رد فعله
تنفس بصوت عالي بضيق هو الآخر ولم يتحدث
بينما قالت لين وهي تنظر لهم:-
_تتوقعوا هيحصل أية ؟ هرجع معاه القصر ؟! هرجع للوحدة تاني .. هرجع لتحكماته وأسلوبه البارد تاني ؟ أنا خايفة ، خايفة ارجع تاني للقصر ، دا قصر الموت بالنسبالي ، أنا فيه بموت بالبطئ ، روحي بتتسحب فيه والله بتتسحب ، مفيش هناك كلام مفيش صوت بيخرج غير بأذنه ، هو مش عايزني هناك .. هو مبيحبنيش بس لو مش عايزني بيتمسك بيا ليه ؟
نظرت بتوهان لكلاهما الذي حل عليهم الصمت واكملت بدموع:-
_هو في واحد في العالم دا ممكن يملك كل الصفات اللي فيه دي .. واحد أبرد من كل الناس ، واحد عصبي لدرجة متتفهمش ، متعرفش تفهمه ، تحس انك قاعد مع واحد عنده انفصام فجأة بيتعصب وفجأة بيهدأ هو غريب وخلاني زيه غريبة

تنهدت ندي وهي تقول:-
_اهدي يالين .. هو مش قال إنه مبيرجعش لحد سابه
التفتت لين تنظر لها بحزن لتتابع ندي بأسف:-
_مقصدش والله ، أنا بحاول اطمنك أنه ممكن يوافق يخلي البيبي معاكي
هتف حمزة بعد صمت طويل:-
_انتي عايزة تنزلي البيبي
هزت راسها بلا وهي تقول:-
_هو مش هيسمح بأني أنزله ، تعرف لو كان القرار بأيدي وكان دا آخر رباط بيربطني بيوسف كنت ممكن أنزله ، رغم اني بقيت حاسه بيه دلوقتي وقلبي بيتعلق بيه
ثم ماذا .. هي تشعر بالحيرة
اتتركه ام تفقده ..اتحبه ام تكره .. تحافظ عليه ام تتخلي عنه
بين نارين هي .. نار الأمومة ونار الحرية
______★______★______★______★_______
كانت الساعات تمر وهو كما هو علي ذلك الفراش من ملامحه المتشوهة تلك تكاد تقسم أنه يتنفس أنفاسه الأخيرة لكن قلب الام كان له رأي آخر..
فتحت السيدة سعاد باب غرفة المستشفي ودخلت بخطواتها الحزينة حيث فراش ابنها باسم .. ذلك الاب الصغير لأسرتهم الصغيرة
هو من تحمل منذ صغره مسئوليتهم بعدما توفي والده .. رافضا أن تعمل هي أو حتي شقيقته التؤام بسمة
أنه تحمل كثيرا في حياته تلك ، الايام دوما ضده والظروف أيضا ضده
حتي هوايته الوحيدة وهي رقص البالية تعملها لانه منها يمكن أن يجني الكثير من المال لكن الان يبدو أن تلك الهواية ستؤدي بحياته للجحيم
تنهدت بحزن وهي تجلس علي أحد المقاعد بجوار الفراش ثم مدت يدها لتمسك يده بيدها وهي تقول بحنو:-
_مش هتصحي ياقلب امك وتطمني عليك ، عمرك ما حبيت تشوف دموعي وانا دلوقتي بعيط مش هتصحي تمسحها ليا ، مش هتصحي تطمني عليك ياباسم
وضعت بسمة يدها علي كتف والدتها وقالت بنبرة متماسكة أو هي جاهدت لتكون كذلك:-
_متقلقيش ياماما .. هو دلوقتي كويس ، الدكتور طمنا علي حالته
قالت وهي مازالت تنظر له:-
_مين عمل فيك كدا يابني بس ووجع قلبي عليك
نظرت لها بسمة ثم لباسم واغمضت عيونها متذكرة حديثها مع حمزة...

فلاش باك..
منذ قليل..
كانت والده باسم في المسجد الصغير الموجود بالمستشفي وكانت تجلس هي علي أحد المقاعد الموجودة أمام غرفة باسم لتجد من يتقدم نحوها ويظهر عليه أنه من الأغنياء .. أنه حمزة رأته ذات مرة عندما كانت تذهب للمسرح لباسم
وقفت وتقدمت نحوه بغضب بالغ هاتفه بنبرة نارية:-
_اخويا بيموت بسببك وبسبب شغلك .. كنا عايشين في حالنا لما اشتغل معاك بس ومن اول يوم رجعلنا جثة .. أية اللي حصل انتوا عملتوله أية
صمت ونظر لها بدون رد .. مترددا ايقول الحقيقة ام ينفي
تابعت هي بصراخ:-
_رد عليا أية اللي حصلت ومين عمل فيه كدا ، عيونك بتقول انك عارف كل حاجة
اغمض عيونه للحظة ثم فتحها واجابها بهدوء:-
_انتي تعرفي هو شارك مين في رقصته ؟
اؤمات بنعم وهتفت:-
_لين .. اميرة البالية زي ما الناس بتسميها
صحح حديثها بقوله:-
_لين الرواي .. طليقة يوسف الرواي
ظهر الفزع علي ملامحها .. هي تعلمه ، تسمع عنه في جامعتها أنه الوحش الذي لا يرحم ، الجميع يعلم أنه ليس لديه قلب وان ممتلكاته لا يجب أن يمسها أحدا ما بسوء
لكن رغم ذلك هتفت بضيق محاولة أن تداري فزعها:-
_برضوا أية العلاقة بينهم وبين باسم
هتف بجمود:-
_يوسف هو اللي عمل كدا في اخوكي .. هو قرب من حد مينفعش يتقرب منه
هتفت بغضب:-
_هو بيمارس شغله .. الغلط عليها ، لما هي عارفة أنه هيعمل كدا رقصت ليه
ظهرت بسمة ألم علي شفتيه علي صديقته وهو يقول:-
_مكنتش تعرف ، كانت مفكرة أنها خلاص خلصت من تحكماته ، لكن طلع اللي بيدخل عرين الوحش مبيطلعش منه
جائت لتتحدث ليتابع هو حديثه دون أن يدع لها الفرصة:-
_هي السبب أنه يرجع ، لو هي مقابلتش يوسف الرواي كان اخوكي زمانه في خبر كان .. هي حاولت تصحح غلطها ودا اللي طلع في أيدها

باك

حقا أنه غريب ، أسهل له أن يفعل ذلك ، أن يقتل أحدهم أو ينهي حياته كليا لأنه اقترب من أحد يخصه ، بكت كثيرا علي أخيها .. تؤأمها العزيز
لكن هي بداخل أنفاسها وروحها تريد مثل ذلك اليوسف .. تريد أن يحبها أحدهم مثل حبه ، بل هي تريده هو بحد ذاته
______★______★______★______★_______

كانت تشعر بأرهاق بالغ لذلك عندما تركتها ندي غفت سريعا في نوم عميق لكن نومها لم يستمر إذا فجأة شعرت بالقلق وفتحت عيونها بخوف ليس له سبب لتتنهد وهي تمسد علي قلبها برقة وثم أغلقت عيونها مرة أخري وهي تلتف للناحية الأخري لتمر لحظة قبل أن تفتحها مرة أخري برعب

وهي تجد يوسف يجلس أمامها علي المقعد المجاور للفراش .. واضعا كلا قدميه علي الطاولة أمامه واحدة منهم علي الأخري كما وضع يديه الاثنتين علي ذراع المقعد وفقط بقيت نظراته متجه نحوها
اعتدلت في جلستها بخوف منه وقلق وغلفت عيونها بنظرات الرعب التي تمكن منها نحوه
ليبتسم بهدوء ... بسمة دون معني زادت من رعبها وهي يقول:-
_متخفيش
اؤمات عدة مرات بنعم وهي تنظر له بقلق بينما هو اعتدل في جلسته ثم سرعان ما ترك المقعد وتقدم نحوها وهي فقط تنظر له دون رد فعل

وقف بجوار الفراش ووضع أحد يديه علي وجنتيها تحركها عليها بنعومة للحظات ثم قال ببسمة تبدو غريبة عليها .. كأنها بسمة سعادة !! :-
_مبروك
خرج صوتها متقطعا وهي تجيبة:-
_اللــه يبــارك فيـــك
ثم أكملت بتوتر وهي تضع يدها علي يده الموضوعة علي وجنتيها:-
_انا والله لسة عارفة انهاردة ، لو انت مش عايزه أنا ممكن أنزله أو حتي أخده واسافر بيه برة ومحدش يعرف بيه خالص .. أنا اسفة ، أنا عارفة انك مش عايز اي رباط يربطني بيك
وضع يده الأخري علي شفتيها وقال بنبرة هادئة:-
_اشش ، اهدي يالين
اومأت بنعم وهي تتنفس بصوت عالي قليلا
بينما اكمل هو:-
_عارف انك لسة عارفة انهاردة بوجوده ، البيبي مش هينزل واياكي تفكري تعملي كدا علشان رد فعلي مش هيعجبك ، دا وريث عيلة الراوي من بعدي ، دا ابني يالين وانا ابني ميتجهضش
ثم اقترب من اذنها وهتف بنبرة ساحرة:-
_اما بقي حكاية الرابط دا فأنا مش عايز بس رابط واحد يربطني بيكي ، أنا عايز كل حاجة تربطني بيكي
ثم تركها وابتعد قليلا .. تركها بحالة غير الحالة تشعر بالغباء الان .. هي لا تفهم معظم حديثه ببساطة

يتبع..

" قريب بأذن الله هحاول انزلها يوميا "الفصــ(٦)ــــــــل
بعنوان "عودة لـعصمته !!"

لو سقطت سمائي علي ارضي وارتفعت مرة أخري لصدقت ذلك لكن أن تحن انت هذا ما لا يمكنني أن أصدقه .. عزيزي انت ليس بإنسان كالبقيه
انت وحش حتي لو لم تدري انت ذلك ... أتدري شيئا أنا أخشي تلك اللحظات التي أكون فيها بقربك ، أنا أخشي الاستماع لصوتك حتي .. انت تبعد عن الطيبة بمسافات لا يمكنني أن احسبها بالسنة الضوئية حتي !!

لقد سيطر علي عقلها الغباء الان وهي تنظر له كـ بلهاء بعد كلماته تلك .. أجن ام هي التي اجنت رمشت عدة مرات لتستوعب الأمر لعلها نائمة وهذا حلم لكن بالحقيقة هي في أرض الواقع ومن أمامها يوسف ... زوجها سابقا
بينما هو كان يناظرها بهدوء وهو يضع يديه بجيب بنطاله لولا أنه يعلم ما عانته علي يده وأنها لها الحق بالخوف والتعجب لـ كان تعجب من رد فعلها ذلك
لكن الوقت يجري ووقته هو كنز يجب إلا يستغرقه في الـلا شئ
لذلك هتف بجدية مبطنة بتهديد لا يلاحظ:-
_مفيش سفر علشان صحة البيبي
فتحت عيونها بصدمة .. أيقرأ أفكارهم هي وندي ؟!
اكمل هو:-
_في طقم طبي هيكون معاكي في البيت طول فترة الحمل
لا داعي لذلك .. هذا ما جال بخاطرها وقبل أن تهتف بذلك رفع هو إصبعه علامه علي السكوت وكأنه فهم ما ستتفوه به وأكمل بنبرة ربما تشوبها بعض الحدة:-
_دا أبن يوسف الراوي يعني لازم دايما يبقي بخير

أجن ؟ هو بالفعل جن .. عزيزي هذا عبارة عن قطعة من الدماء الان .. لا داعي لكل هذا !!

خرج صوتها بتوتر:-
_طيــب بـعــد الــولادة
قاطعها هاتفا:-
_هيعيش معايا .. في قصر الراوي
كأنه يفهمها .. يحفظها .. يدري ما ستقوله قبل أن تتفوه به حتي !
بعد رده تجمعت الدموع بعيونها وقالت ببكاء:-
_يعني هتحرمني منه يايـوسـف
رد بأختصار:-
_لا .. ابني هيعيش في بيته من اول ما يتولد ، بيت ابوه .. لكن في أي وقت عايزه تزوريه البيت مفتوح ياليــن
اومأت بالنفي وهي تهتف بدموع:-
_هو هيكون محتاجني يايوسف .. لازم يعيش معايا علي الاقل سنتين
والان ماذا .. اتري شرارات الغضب بعيونه ام تتخيل ذلك .. سيتحول الان ، سيتملكه الغضب الان ، يمكنه أن يتهور إذن في أي لحظة
لكن هو جمع كل غضبه في تلك الجملة التي أخرجها ببرود:-
_عايزاني اردك لعصمتي ؟
انفزعت من حديثه .. كلا ليس هذا ما تريده ابدا
ابتسم بسخرية من رد فعلها وملامحها تلك التي شحب لونها وهتف منهيا الحديث:-
_فترة الحمل لسة طويلة وهتقضيها في بيتك .. طول الفترة دي فكري انتي عايزة أية .. ولو مش عايزاه خالص بعد الولادة ميهمنيش ، أنا هقدر اخليه ينساكي ولا يهتم بوجودك حتي
القسوة تغلف حديثه حتي لو اعترض ذلك الحديث أوامر القلب
بعد تلك الكلمات القاسية التي هتفها تحولت ملامحه لآخره باردة ورجع الي طبيعته الغريبة ورمقها بنظراته التي لا تفهما ثم غادر دون حدث اخر
لتتنهد وهي تستلقي علي الفراش بأرهاق ، حديثه الاخير هذا أصابها بالرعب ، تعود إليه مرة أخري ! تعود إلي جحيمه .. تعود إلي ما كانت تحارب للابتعاد عنه منذ سنوات وسنوات .. أجنت هي لكي تعود لعصمته مرة أخري !!
يوسف .. عزيزي انت لا تعلم انك اشبه بوحش مفترس من يعاشره يخشي الاقتراب منه بعد الابتعاد عنه .. انت كـ جهنم وعند البعد عنك يشعر الإنسان أنه دخل الجنة حتي لو كان يسير علي اشواك قارسة في بعدك
عودة الي عصمته هو آخر حل ستفكر به في حياتها كلها..
______★______★______★______★_______
كم أن الليل قاسي عندما يكون الإنسان وحيدا .. كم يكون التفكير في الماضي مؤلما ومرعب .. قاسيا لحد قاتل ، يكاد التفكير يذهب بعقلك الي الجنون تكاد تصاب خلايا العقل بنكسة ..
نظرت للاعلي بدموع تتأمل نجوم السماء بحزن ، جلوسها مع لين كان يخفف عنها .. يبعد التفكير الدائم عن عقلها كانت تتناسي مشاكلها وهي مع لين
لكن لين اليوم بالمستشفي وحيدة مع أحزانها .. وهي هنا وحيدة مع أحزانها
تكرهه هي .. تكره حبها له وتعلقها به .. تكره الصدفة التي جمعتها به .. تكرهه حتي باتت تكره كل ما جمع بينهم .. كانت متمسكة به لـم تكن لتتركه ولو مرت السنوات لكنه هو من تخلي .. هو من ابعتد عنها هو من حطمها ، أنه قاسي .. قاسي معها وفقط
لما حظها هو وصديقتها يقع دوما مع القاسيين
نعم هو ليس قاسي كـ يوسف
لكنه ايضا يحمل من القسوة الكثير ..
تنهدت وهي تقف وتتجه للداخل تاركه تلك السماء بنجومها قاصدة غرفة النوم لعلها تنام قليلا وترتاح من مرض التفكير
نعم التفكير مرض .. من يصاب به لا يشفي منه ابدا .. ويظل ابد الدهر لا يفعل شيئا سوي التفكير فيما يحزنه ويتعبه..
______★______★______★______★_______
فتح باسم عينيه بأرهاق من ساعة تقريبا وكان لهذا الحدث مفعولا سحريا علي والدته التي كادت الفرحة تصيبها بصدمة .. كان صامتا منذ أن فتحت عينيه يتذكر كل ماحدث بعدما تركه الطبيب المعالج بعدما اطمئن عليه
يتذكر وهو عائد الي منزله وتلك السيارة التي وقفت أمامه وأخذته ، حاول أن يقاوم لكنه فشل ، تذكر كل ما حدث له ، والضرب الذي تعرض له أيضا ، عظامه كادت أن تكسر أو ربما بالفعل انكسرت ، حاول المقاومة وحاول المكافحة لكنه لم يستطيع ، كان من كلامهم له يفسر لما هو هنا
علم من حديثهم أن رقصته تلك مع اميرة البالية هي السبب
بالحقيقة لم يكن ليندم فهي رقصة حلم بها طويلا ، لطالما تنمي أن يراقص أحدا مشهورا وهي كانت تلك التي تمناها ، لم يكن ليتوقع أن يفعل به طليقها هذا ، نعم هو لم يندم لانه سيربح بعد هذة الرقصة العديد من الفرص لكن هناك إهانة تعرض لها في داخله ، هناك من أثبت أنه اقوي منه ، من هو ليتساوي بيوسف ، من هو ليتساوي بأحدا من أغنياء البلد ، حتي لو لم يكن من الأغنياء
هل قوته الجسدية كـ قوة يوسف
يوسف الذي يرفض أن يمشي بحراسة رغم التهديدات التي تلاحق حياته في كل لحظة والموت القريب منه دوما بسبب مكانته ، هو يجعل حراسة علي كل شئ يملكه ولكن لا توجد حراسة لحراسته
هذا ما أثار بنفسه الحزن ، لم يكن يوما من الأشخاص التي تحارب لأن تكون غنية لكنه يحارب وسيحارب وحارب من أجل أن يحيا في كرامة
والان تهشمت كرامته من وجه نظره
كانت الأم تنظر لولدها وتري تلك التفاعلات التي تصابه بحزن ، تشعر بالحيرة التي داخله لكن ليس باليد حيلة .. وضعت يدها علي كتفه محاولة التخفيف عنه ولم تستطيع حتي أن تتحدث بالكلمات
امـا هي .. شقيقته ، كانت تنظر للفراغ بأحلام بعيدة وبسمة بلهاء علي شفتيها ، تتخيل انها معه أو أنه يلقن أحدهم درسا لأنه اقترب منها ، كما فعل بالضبط مع باسم لاقترابه من لين
بالطبع من سيلقنه تلك المرة درسا لن يكون أخيها بل أحدا اخر .. من هو لا تعرف ، لكن ربما تعرفه ذات يوم ، الان المهم فقط أن تحصل علي يوسف
أجنت هي .. أينظر هو لطفلة ، أحلامها أوسع من الخيال ، أيقترب من فتاة أصابها ربما ماس كهربائي وهي صغيرة جعلها تفكر بتلك الطريقة العجيبة ؟!
______★______★______★______★_______
دخلت ندي للغرفة والبسمة علي وجهها لتجد لين مازالت نائمة رغم أن الساعة وصلت العاشرة صباحا ضيقت ما بين حاجبيها بتعجب فـ لين دوما ما تستيقظ مبكرا..
توجهت للشرفة التي توجد بالمستشفي وابعدت الستائر عنها ليدخل ضوء الصباح ماليا المكان بدفء تحتاج إليه الكثير من القلوب ، لتفتح لين عيونها بضيق من تلك الأشعة لتتجه نحوها ندي بمرح وهي تقول:-
_لسة نايمة ياكسولة الساعة بقيت عشرة الصبح
اعتدلت في جلستها وهي تقول بصوت ناعس:-
_واللـه !! غريبة محسيتش بنفسي خالص رغم اني نايمة بدري
قالت ندي بتسأل:-
_عملتي أية بعد ماسبتك
تذكرت ما حدث ليلا وحديثها مع يوسف لترد بهدوء ولامبالاة:-
_كنت قاعدة مع يوسف
صرخت بصدمة:-
_نعم ؟! يوسف ، هو لـحق يعرف
تبسمت بسخرية وهي تقول:-
_شكلك لسة معرفتيش مين هو يوسف ياندي
هتفت بخوف:-
_طيب وحصل أية ، قالك أية ؟ عملك حاجة ؟
ردت بهدوء محاولة أن تجعلها تطمئن:-
_معملش حاجة .. اتكلمنا عادي
_يعني حصل أية بالظبط
تنهدت وهي تقص عليها كل ما حدث بينما ندي كانت عيونها تتسع تدريجيا يبدو أنه لا ينوي علي خير ، سيأخذ هذا الطفل سببا لكي يتحكم في حياتها أكثر فأكثر ، هي هنا .. ولين هنا .. ويوسف هناك ، وستدركون جميعا أنها علي حق قريبا..

يتبع..
الفصل (7)
بعنوان "لا داعي"

لا داعي .. حقا لا داعي .. لا داعي ان تحدثني بقسوة او حتي بحدة .. انا اخشاك دون حديث ودون كلام .. انا اخشي صمتك .. فهل لن اخشي حديثك !؟ انت غريب .. انت عجيب ... انت ببساطة مخيف ياعزيزي

اسبوع مر وهي هنا .. بين جدران منزلها لا تخرج ولا تتحرك اشخاص اغراب يتحركون في منزلها دون اذن او كسوف رغبة منهم لتحقيق مطالبها يتحركون بخنوع تنفيذا لأوامره ايضا .. حمل غريب هذا !! دوما ما تسمع ان المشي هام للحوامل خاصة لو كان غير متعب لكن هي لا تتحرك الا للضرورة القصوي .. قليلا وستجدهم يحملونها بأنفسهم لينقلوها من مكان لاخري !
تنهدت بملل وهي تقول لندي التي كانت تراقبها بضحكة مكتومة:-
_انا مليت .. عايزة اخرج شوية ياندي بجد هتجنن كدا
ردت ندي بكلمة واحدة:-
_ممنوع
ثم ضحكت بصوت عالي ليزداد ضيق لين اضعافا وسأمها كذلك لكنها رغم ضيقها تابعت:-
_طيب خليهم يعملولي اكل
اؤمات بنعم وهي تستعد لتقف بينما اكملت لين:-
_متخليهمش يعملوا الاكل بتاعهم دا ياندي
ردت ندي بقلة حيلة:-
_هما مش هيوكلوكي غير اكل صحي
قالت بضيق طفولي وهي تضيق شغتيها كطفلة تشعر بالعبوس:-
_ياندي اكلهم مش طايب .. بيبقي كدا غريب وطعمه كمان وحش كأنهم مستخسرين يحطوا ملح
هدئتها قائلة:-
_معلش فترة وهتعدي .. يوسف هو اللي مانعهم يحطولك شطة او ملح زيادة علشان مش كويسة عليكي اصلا
تأففت بسأم بالغ بينما تركتها ندي وخرجت
لتغمض الاخري عيونها محاولة ابعاد تفكيرها عنه .. يراودها في احلامها ويقظتها .. في هدوئها وشغفها .. يراودها في كل مكان وحديث وكأنه لا يريد ان يبتعد ؟!

لم تمر دقائق ودخلت ندي وبيدها الطعام لتعتدل وتمد يدها وتأخذه منها وهي تشعر بالعجز ، حقا هذا يعضبها الجميع وهم في خدمتها يعطونوها شعر بالعجز وعدم القدرة .. لكن هل عدم القدرة علي الحركة وتحقيق ما تريد ام عدم القدرة علي مواجهته !
غريب انت .. كأنك ملكا في عصور تاريخة تعشق اعطاء الاوامر وتهوي الاسبداد والاستعباد ياعزيزي ..

هتفت ندي وهي تراها شاردة وهي تتناول طعامها:-
_انا هنزل اتمشي شوية ، عايزة مني حاجة ؟
اؤمات بالنفي ثم قالت ببكاء مصطنع:-
_عايزة اتمشي معاكي .. ينفع ؟
ردا ندي ضاحكة:-
_لا مينفعش .. لازم البية يسمح بكدا
تغيرت ملامحها للجمود عندما ذكرت اسمه .. تشعر بالضيق كلما حدثوها عنه وكأنه لا يراودها يوما !؟
______☆______☆______☆_______
الآلم الداخلي موجع ومؤلم لا يشبه ذلك الخارجي الذي يصب احد اعضاءك .. هو آلمه من ذلك النوع الداخلي
جلس بشرود علي فراشه فمازالت اعضاءه توجعه وكأنه كان يهاجم اسد ونفد منه بأعجوبة .. يفكر في المسقبل يفكر في الغد عندما يعود الي ما كان عليه .. ماذا عليه ان يغعل ؟
هل سيكمل عمله في المسرح .. المسرح الذي لم يرقص عليه سوي مرة واحدة .. مرة واحدة وحيدة
جعلته يعاني منها حتي الان
تنهد بتعب وهو ينادي بصوت عالي:-
_بسمة .. يابسمة
لحظات وكانت امامه وهي تقول بقلق:-
_في اية ياباسم .. عايز حاجة ؟ انت كويس طيب ؟ في حاجة وجعاك ؟
رد عليها محاولا ان يجعلها تطمئن:-
_اهدي يابسمة انا بس عايزك تناولني كوباية المية .. معاد الدوا جه وانا مش قادر اطولها
توجهت نحو الطاولة البعيدة عنه بمسافة صغيرة واخذت كوب الماء وقدمته له ليأخذه ويتناول ما به مع حبه الدواء الذي كان يمسكها من قبل
لتجلس هي بجواره علي الفراش وتصمت للحظات ليقول هو بتساءل:-
_مالك ؟اول مرة اشوف ساكتة كدا
ردت بأختصار:-
_مغيش
تابع هو:-
_انا عارفك يابسمة .. هدوئك دا وراء مصيبة .. شكلك بتفكري في مصايب سودة صح ؟

نعم صحيح .. هي تفكر في مصائب .. لا داعي ان كانت تفكر فيها وتريد تحقيقها مع شخص اخر .. لكنها للاسف ياعزيزي تربد ان تتورط مع الوحش
الذي انت بسببه رقيد علي الفراش الان

كانت ندي تتمشي علي كورنيش ذلك النيل وهي تنظر يمينا ويسارا .. قلبها يوجعها بشدة ولا تدرك السبب .. قديما كان يوجعها وهو قريب منها لكن اليوم ما سبب ذلك الوجع ؟!
اهو قريب وهي لا تعلم !!
عند ذلك التفكير وقفت في خطواتها متيبسة وتطلعت حولها بخوف وقلق .. أهو قريب ؟ أهو هنا ؟ أمعذب الفؤاد بالقرب من الفؤاد ولا تدري ؟
كانت نظراتها مشتتة وهي تبحث في الوجوه عن ثراب .. حتي لمحته .. لمحت طيفه من بعيد
لمحت عيونه التي كانت تنظر لها بتركيز وكأنه يراقبها منذ زمن
نظرت له برعب عندما تقابلت عيونهم ثم غادرت سريعا .. عادت من حيث جاءت ... خافت هي ان تقابله وتنهار امامه
خشت ان تسفط باكية علي الارض وهي تطلب منه العفو وتطلب منه ان يقترب .. تطلب منه ان يعود لها والا يبتعد

تنهد وهي يراها تغادر .. يبدو ان طريقه معها طويل وملئ بأشواك .. اشوالك الخوف والرهبة واشوالك البعد الذي بعده عنها والذي سيحصد نتائجه الان

______☆______☆______☆_______
مرت السيارة بتلك البوابة المذهبة ليظهر لقائدها وراكبها الوحيد ممر طويل شديد الوسع والنظافة وعلي جانبية اشجار خضراء تنصفها ورود بالوانها المبهجة في تناسق رائع وفي احد الجوانب مسبح واسع جدا كما ان هناك نفوره ينتصفها تمثال رائع وكأنه صمم لأحد الشخصيات التاريخية القديمة بقوته وبسالته لم يكن ذلك التمثال سوي لوجهه .. وله هو يوسف الراوي
كما توجد ايضا تلك الارجوحة التي تشعر وكأنها مصنوعة من الورود .. حديقة مبهرة هي في قصره فكيف سيكون المنزل من الداخل ؟!
الحقيقة عائلة الراوي لم تكن عائلة عادية ابدا ولم تكبر فجأة حتي بل هي منذ ان عرفت وهي تعرف بثرائها .. كانت قديما من العائلات الملوك .. ايام الزمن القديم والتاريخ والان هي من العائلات التي تصنف من اغني عائلات الوطن العربي والغربي ايضا .. ويوسف الان هو مالكها وحاكمها
.. لين حتي تلك اللحظة لم تستوعب مكانته ومكانة عائلته .. لم تستوعب ما يفعله هو ليحافظ علي تلك العائلة .. لم تستوعب لين حتي الان ان عائلة الراوي تحاكي وتحدث عنها التاريخ علي مر الزمن...
وقفت السيارة امام القصر ليهبط يوسف بعدما فتح له الباب ويدخل للداخل واول ما ان عبر المنزل تطلع له بهدوء وهو يخلع نظارته .. تنهد واكمل طريقه .. يقف هو تلك الوقفة كل مرة وكأنه ينتظر ان يشم عبيرها كما السابق ولكن هذا لا يحدث لانها لم تعد هنا
الحقيقة لا اعرف هل هذا حقيقي ام خيال لكن هذا ما يظنه الخدم في القصر .. اؤلئك الذين يظنون انه تأثر بغيابها .. فهو كان يفعل في وجودها تلك الحركة لكن بشكل اخري .. هو كان يستنشق نفسا عميقا ام الان فقو يتنهد ويزفر بعمق وهناك اختلاف وشتات ما بين هذا وذاك..
هتف احد الاشخاص من خلفه والذي لم بكن سوي "سليم" ذراعه الايمن ومن يثق به بشدة:-
_يوسف بيه .. جلنار هانم وبناتها هيوصلوا مصر انهاردة
نظر له بملامح جامدة من الغضب ربما او من الصدمة .. عادت ، عادت بعد كل ما فعلته معه وبه .. كيف لها تلك السيدة ان تعود الان .. اتريد ان تموت علي يده
ليكون اول من قتل والدته في عائلته ...

يتبع...
اسفة علي قصر البارت من بكرة هتنزل يوميا..
الفصل (8)
بعنوان " تائه !! "

انفاسه اخذت تتصاعد وتتزايد وهو يتحرك علي تلك الالة الخاصة برياضة المشي .. تصاعدت وكأنها السنة لهب وليست بأنفاس عادية كما برزت عروق يده من كثرة ضغطه عليها يكاد ينفجر من الضغط الذي يضغطه علي نفسه .. كلما تذكر انها الان بنفس بلدته وتتنفس نفس هوائه يزود من سرعة تلك الالة انه الغضب .. انه الغيظ .. انه الكرة الذي يسيطر عليه .. ياله من شعر بغيض عندما تكره من يجب ان تكون اقرب الاناس لك
هل رأيت يوما رجلا يكره والدته ؟!
يتمني بعدها .. ويتمني قتلها ؟! ينادي كتاب الله ببرها وهو يكرهها لحد الجحيم !
ماذا فعلت هي لكل ذلك .. اقتلت طفولته .. اأزهقت مراهقته .. ادمرت برائته .. اجعلته رجلا قبل ان يحين معاد نضجه
ماذا فعلت هي معه ؟ حتي تكون في باله بهذا الحد الكبير .. يوسف الذي لم يهتم بشخص يوما تلك السيدة لا تفارق خياله .. كرها او بغضا او حبا لا يهم لكنها لا تغادر ..

ابتسمت وهي تنظر للنيل من خلال شرفتها وجريان المياه فيه ذلك المنظر الرائع الذي تحبه هي منذ صغرها .. كانت تراقبه ببسمة ممزوجة بحزن .. حزن بات لا يفارقها منذ قديم الازل .. تنهدت وهي تتخيله امامها .. صورته الاخيرة التي تحتفظ بها له في مخيلتها وهو برئ ويبتسم
_ماما .. مش هتروحيله
نظرت خلفها حيث ذلك الصوت الذي خرج من اكبر بناتها لتتنهد وهي تجد ابنتها تراقبها بشفقة وترد بصوت يملئه الاسئ:-
_وتفتكري هيرضي يقابلني ياكارمن
ردت بأختصار وكأنها لا تعلمه:-
_ممكن ياماما قلبه يحن عليكي وتقابليه
ردت السيدة جلنار بقهر:-
_يبقي لسة متعرفيش اخوكي ياكارمن .. يوسف جواه جبال قسوة وجبروت انتي متتخيلهاش وانا للاسف السبب في الجبال دي
ظهر صوت اخر وكأنه خرج من العدم هاتفا بنبرة عادية لا تميل للشفقة او للحزن :-
_انا اسفة ياماما علي اللي هقوله بس هو معاه حق .. انتي سيبتيه ومشيتي ومفكرتيش تبصي حتي وراكي
ردت بسرعة وكأنها تدافع عن نفسها امامهم:-
_مكنش في قرار في ايدي غيره .. صدقوني كنت مجبرة مش مخيرة
ردت الفتاة بصوت كأنه قاسي:-
_هو عمره ما هيفهم كدا .. عارفة لية ؟! لان الابناء دايما شايفين وحاسين ان الام ممكن تضحي بحياتها علشانهم ومش بيسمعوا غير بكدة عارفين انها بتضحي علشان تبقي قريبة من ضناها وتحميه وتربية بنفسها لكن انتي لا حاربتي ولا ضحيتي

لمعت عيون جلنار بالدموع ورغم ذلك لم تحن تلك الفتاة مما دفع كارمن للحديث موجههاه لشقيقتها:-
_اتكلمي كويس مع ماما ياروان .. واعدلي كلامك شوية وخلي بالك منه
تقدمت من والدتها واحتضنتها من الخلف وهي تهمس بصوت مسموع:-
_انا اسفة ياماما بس انا متعودة اقول الحق
ربتت علي كتفها وهي تهمس بصوت مبحوح:-
_ولا يهمك ياروان انا مش زعلانة
______☆______☆______☆______☆______
كانت تجلس علي فراشها وبيدها طبقا من الفشار تتناول منه بينما تشاهد التلفاز الذي كان يعرض احدي المسرحيات الكوميدية وحيدة بعدما عادت ندي من الخارج ووجها قد اصفر بسبب شيئا لا تعلمه وتعللها بالتعب ورغبة في النوم
فتركتها لتفعل ما تريد وقد قررت بداخلها انها عند الاستيقاظ ستحادثها حتي تعرف ماذا حدث لها بالاسفل..
تعالت ضحكاتها اكثر وتزامن مع ذلك علو صوت الجرس الذي ما ان سمعت صوته حتي وضعت يدها علي دقات قلبها تضرب عليه برفق وكأنها علمت من هو قبل دخوله حتي
لذلك اعتدلت في جلستها سريعا وظلت تبتلع ريقها عدة مرات وتتنفس زفيرا فشهيقا لعلها تهدأ وبين هذا وذاك كانت تضرب علي دقات قلبها برفق محاولة ان تهدئ من خفقاته
لحظات ووجدت الباب يفتح ويدخل هو .. عادته تلك يدخل دون استئذان وكأن البيت بيته ؟! ومن بداخل البيت ممتلكاته !!
هتف وهو يطالعها من رأسها لقدمها:-
_عاملة اي دلوقتي
ابتلعت ريقها وردت بهدوء:-
_كويسة الحمدلله
تقدم ناحيتها اكثر ليجلش علي احدي المقاعد الموجودة بالقرب من الفراش واضعا قدما علي الاخري .. لتتوتر هي من حركته تلك
ظل لحظات هادئا قبل ان يتحدث فجأة:-
_حاسس اني تايه يالين ومش عارف اعمل اية .. اول مرة من زمان كتير ابقي مش عارف اخد قرار .. واقف مكاني لا عارف ارجع ولا عارف اتقدم .. عايز اقتل وعايز اصرخ وعايز اعيط .. تصدقي اني انا عايز اعيط يالين ؟! يوسف عايز يعيط .. شعور الكره والتوهان دا وحش اووي لا انا عارف اسامح وانسي ولا انا عارف اجرح واقسي .. مش عايز اجرح علشان مش عايز اقرب ومش عايز اقابل .. مش عايز اقابلها يالين .. ولا المحها حتي عايز اأذيها بس مش عايز اشوفها وانا باأذيها .. تعرفي ليه...

كانت تستمع ليه بزهول من حالته ومن كلامه ذلك ممزوج بخوف .. خوف عليه !! حالته تلك غريبة ومادام هو في تلك الحالة فممكن ان يتعصب ومن ستدفع الثمن ؟ هي بالطبع
عندما وجه السؤال لها ما كان بيدها سوي ان تنفي بلا .. بعلامة من رأسها
تنهد وهو يكمل بصوت قاسي وكأته يقص حكاية عن احد غيره:-
_علشان هفتكر نفسي زمان .. يوم ما بكيت ومحدش قرب يسكتني يوما اترجيت ومحدش حن .. يوم ما طلبت ومحدش نفذ .. يوم ما كنت ضغيف وعايز اقوي بيهم يالين .. بس هما بعدوا وسابوني ومحدش اهتم لا بطلبي ولا بدموعي ولا بضعفي

ابتلعت ريقها وهي تساءل:-
_انت كويس
يحكي لها عنه للمرة الاولي في حياته وهي تسأله سؤال كهذا .. اهو الغباء ام انه الرهبة من الموقف .. ام انه بالفعل انسب سؤال !!
خرج زفيرا حارا من بين خلجات صدره وهو يرد:-
_عمري ما كنت كويس
تحركت قليلا من علي فراشها متقدمة منه كانت حركاتها متوترة لكن رغم ذلك هناك شيئا يدفعها لتتقدم ربما خوفا عليه .. فهو والد طفلها الذي تحمله في احشائها بالاخير التف هو برأسه لها وهي تقترب بجسدها منه لتتقابل عيونها بعيونه .. عيون يختفي فيها جبروته وقوته يختفي ثباته وغضبه ويظهر فقط توهانه .. هناك حمم غضب في عيونه غضب من نفسه لانه يقف مكتف الايدي الان .. لا يعرف ماذا عليه ان يفعل
خرج صوته جامدا وهو يبعد وجه عنها:-
_مش خايفة مني
ابتلعت ريقها بخوف وهي تجيب بتوتر:-
_لا .. انت مش هتقدر تأذي ابنك
ابتسم بسمة ساخرة وهو يلتف برأسه لها وهتف قائلا بأستهزاء:-
_يعني عارفة لو مكنتيش حامل كنت ممكن اأذيكي ؟
توترت منه ومن سؤاله ذلك .. كأنه لا يعلم نفسه كأنه ملاك !يحدثها وكأنه لم يؤذيها يوما !
ردت بصوت مرتعش:-
_مش مهم دلوقتي انا .. خلينا فيك
تحدث بصوت شارد وكأنه لا يسمعها:-
_معرفش ليه جيتلك انتي .. رغم انك زي ما بتقولي عمرنا ما كنا قريبين من بعض كأي اتنين متجوزين عمري ما حضنتك وبكيت ولا انتي جيتي وشكيتي عمرنا ما عشنا مع بعض حياة زوجية يالين

لا تعلم من اين جاءتها الشجاعة .. حقا لا تعلم لكن بالنهاية وجدت نفسها ترد بصوت قوي:-
_علشان انت مكنتش مستوعب اني مراتك يايوسف كنت شايفني حاجة من ممتلكاتك حاجة ملهاش رأي ولا ليها قرار ولا حقوق ولا حتي لازم تقوم بواجبات
لم تتغير ملامحه كالعادة ولم يغضب لتكمل هي بحزن دفين وكأنها تعيش الماضي من جديد:-
_خمس سنين انا مكنتش فاهمة فيهم بيحصل معايا اية ومفروض اعمل اية .. كأني حد بيتفرج علي مسلسل ومتفاعل مع المشاهد ومتعصب وعايز يشارك بس مش قادر علشان في حاجز بيمنعه .. الحاجز كان خوفي او كان انت وتحكماتك انا لدلوقتي مبعرفش انام احيانا من التفكير .. لما افتكر حاجة معينة حصلت واقعد اقول انا لية سكت انا لية متكلمتش بس برجع اجاوب نفسي انا لو كنت جاوبت كان في حاجة هتتغير

رد وهي ينظر لعيونها وقد عاد ثباته له وجبروته وقوته:-
_مكنش في حاجة هتتغير يالين .. لان انا اللي كنت ماسك اللعبة وخطوطها ورد فعلك انتي مبيغيرش فيها حاجة
التمعت دموعها الساخرة بعيونها وهي تجيب:-
_خمس سنين من عمري كانوا بالنسبالك لعبة يايوسف ؟! انت غريب واناني
صمتت ثم اكملت:-
_انت ولا غريب ولا اناني .. انت تايه فعلا زي ما بتقول
نهض من جلسته واعدل من ملابسه ونظر لها وكان القرب هذة المرة منه حيث تقدم قليلا ناحيتها مما جعلها تجفل وهبط كذلك بمستواها حتي تقابلت اعيونهم ببعضهم فقط تفصل بينهم سنتيمترات لا تعد اخذت انفاسه تلفح بشرتها وهو يهمس ببطء شديد:-
_حياتك من اول ما شفتك يالين بقيت هنا
واشار لاحد كفيه .. ثم اكمل:-
_بين ايديا .. احركها براحتي واغيرها براحتي
صرخت ببكاء ودموع لا تعلم متي جمعتها:-
_بس انا مش لعبتك يايوسف .. انا مش لعبتك
ابتسم وكأنه لا يسمعها وهتف ببرود:-
_انتي عارفة انك لعبتي يالين فمتحاوليش تثبتي عكس اللي عرفاه وحساه
هتفت بقهر:-
_انا بكرهك
لم تتغير ملامح البرود علي وجهه وكأنه لا يسمعها وتركها وخطي عدة خطوات للخارج قبل ان يعود مرة اخري لتتوتر هي وهي تراه يعود مرة اخري وما زاد توترها تقربه الشديد منها وتحريك يده نحوها مما دفعها بحركة عشوائية لان تضع يدها علي وجهها خوفا منه لكن شعرت بيده تتحرك بخفة علي بطنها .. حيث جنينها الذي لم يكتمل للان .. حركته كانت حانية وعطوفة كأن من يلمسها احدا غيره ويدا ليست يده
ظل لدقائق ربما يمسدد برفق عليها قبل ان يتركها ويغادر دون حديث .. تشفق عليه هي .. فبداخله مبعثر وتائه ولا يجد برا للنجاة
______☆______☆______☆______☆______
كانت علي فراشها تجلس باكية منذ عودتها من الخارج .. تشعر وكأن خياله يحاوطها خيال ممزوج بالذكريات كانت ومازالت تحبه جب ممزوج بحنق فوقفت هي في المنتصف بحيرة لا تعلم اتعفو ام تقسي ! كانت لياليها الاولي معه جنة كانت تشعر بالنعيم وكأن لا احد سعيد في حياته مثلها
وطنها كان حنانه وعطفه .. كان امانها هو حديثه الهادئ لها
ابسط ما كان يقدمه لها الحديث واعظم ما كانت هي تريده منه ايضا هو ذلك الحديث .. تشتاق لحنانه ولامانه لكن تكره القرب
تركها حينما طلبت قربه وعاد عندما اعتادت بعده !
تشعر بالغضب منه وبالحنق تريد ان تتعالي صرخاتها الباكية في وجهه وتسأله بحنق .. لماذا ابتعدت ولماذا عدت لماذا تركت ولماذا الان تحاول ان تمسك بي من جديد
سقطت دموعها من جديد دون شعور منها لتمسحها بعنف مرددة بصوت يكاد يسمع:-
_وعد لاندمك علي كل دمعة نزلت من عيني بسببك وبسبب بعدك عني وعد لاندمك علي ضعفي في بعدك وعد مني ليك اني اكسرك زي ما كسرتني

وياله من وعد خرج من لسان امرأة .. زاقت كل معاني الضعف في البعد وكرهت حبها لاحدهم .. فماذا سينال ذلك الرجل منها ياتري !!
ما كادت تنهض من جلوسها بعد ذلك الوعد الذي قطعته حتي وجدت لين تفتح الباب وتدخل عليها شاحبة الوجه لتنهض مسرعة من مكانها وتتقدم نحوها وهي تهتف بخوف:-
_مالك يالين وشك مخطوف كدا لية .. انتي تعبانة ؟
اؤمات بالنفي وهي تهمس بصوت منخفض:-
_لا انا كويسة .. انتي منمتيش ولا اية
_حاولت انام بس مقدرتش
نظرت لها وتسألت بقلق:-
_مالك ياندي ؟ حالك مش عاجبني خالص
اختصرت حالتها بكلمتين فقط:-
_قصي رجع

شهقة خرجت من لين لتضع يدها سريعا علي شفتيها كرد فعل طبيعي ثم سرعان ما هتفت محاولة ان تواسي ندي:-
_ولا كأنك شفتيه وحاولي تبعدي عنه ياندي ولو قرب واجهيه انتي قوية مش ضعيفة زيي .. قابليه وواجهيه ووريه ان بعده ولا فرق معاكي
هتفت ندي ببكاء:-
_بس بعده كسرني يالين
_هو اللي اختار يبعد واتحجج بمبررات تافهة
صمتت للحظة قبل ان تتابع بضيق:-
_هو عارفك وانتي راقصة بالية ياندي فليه بعد عنك لما رفضتي تسيبيه
عكست ندي السؤال لها في الحال قائلة:-
_مضايقة علي حالي رغم ان حالي هو حالك
اؤمات بالنفي وهي تجيب بهمس:-
_هو وافق من الاول يكمل معاكي وحبك وانتي بترقصي لكن انا من البداية سبت الرقص ودا غير دا ياندي

بالفعل هناك فرق بين امرا غصبت علي فعله وبين امرا طلب منك ان تمتنع عنه بعد ان وفق عليه من البداية
______☆______☆______☆______☆______
لفحات الهواء الباردة كانت تتغدغ خصلاتها وهي جالسة في تلك الشرفة وبيدها فنجانا من القهوة تشربه وهي تغمض عيونها بأستمتاع بمزاقها وبذلك الهواء النقي لتشعر بدخول احدهم عليها ولكن رغم ذلك لم تفتح عيونها..
جلست كارمن بجوارها وقالت بضيق:-
_مش شايفة ان طريقة كلامك مع ماما بقيت غلسة شوية
فتحت عيونها واعتدلت في جلستها وهي تجيب بهدوء:-
_انا شايفة انها عادية
هتفت كارمن بحدة:-
_لا غلسة ووقحة كمان
ردت عليها روان بغضب:-
_دي احسن معاملة عندي خاصة بعد اللي عرفته منها
_روان .. هي كانت مجبرة
ردت روان بعصبية طفيفة:-
_كانت مجبرة تسيبه هو بس !! لية مسبتناش كلنا ياكارمن لية اختارت تجازف بحياتها علشانا ومجازفتش بحياتها علشانه لية
ردت كارمن عليها بشفقة علي وضع والدتها قديما:-
_بابا مكنش هيسكت لو اخدت يوسف علشان كدا سابته علشان تضمن اتنين مننا يعيشوا في امان واللي هما انا وانتي
ردت بقسوة:-
_بابا فضل يدور علينا كتير ياكارمن بس معرفش يوصلنا
ردت كارمن ببساطة غاضبة:-
_كان بيدور علينا علشان يقتلنا
_لانه عارف اننا مش عياله
صرخت بعضب:-
_انتي لية واقفة في صفهم قوي كدا
_علشان ماما اللي غلطت في حقهم مش هما اللي غلطوا علشان بعدت عن اخ كنت اتمني دايما اني ابقي جانبه .. شخص كنت مبهورة بقوته وحيااهه الغريبة وعايزه اكتشفها وفجأة اكتشف انه اخويا شخص اكتشف ان حالته دي كلها وغموضه وقوته دي كلها بسبب امه واللي هي نفسها امي ياكارمن

توترت نظرات كارمن وهي تنظر خلف روان لتنظر لها روان بتعجب ثم تلف رأيها ببطء للخلف لتجد شقيقها يقف خلفها يراقبهم بنظرات غامقة ليست مفهومة ابدا نظرات ممزوجة بقهر لم تشعر به سوي روان .. بينما خلفه كانت تقف السيدة جلنار وملامح الرعب ارتسمت عليها جيدا..

يتبع..
فصل كبير اهو ومشبع بأحداث وغموض جديد .
الفصل (9)
بعنوان " لعلها !! "

لعلها بداية النهاية .. لعلها نهاية البداية .. لعلها فرصة للغرق او فرصة للنجاة .. لعل الحب قادم او ان الكره سينتصر .. لعل القلب سيحن او سينتقم .. لعل السند جاء او الهدم .. لعل كل شيئا وعكسه قادما ونحن لا نعلم ،،

ابتلعت ريقها للمرة التي لا تعرفها وهي تنظر له في تلك الدقيقة فقط .. تراه جامدا مبعثرا وكأنها رأته من داخله يبدو انه كان يريدها منذ زمن يريد من تفهمه دون حديث .. كان يريد شقيقته وابعدته عنها الظروف .. لم تعرف هي او اي منهم ماذا عليه ان يفعل .. من سيبدأ الحديث ومن سيبدأ الصراخ .. من سيعاتب ومن سيبكي !
لكن تغلب شعور الامومة علي السيدة جلنار وهي تقطع الخطوات التي تفصلها عن ابنها وتمد يدها لتضعها علي كتفه ولكن ما ان لمست يدها كتفه حتي انتفض مبتعدا عنها وكأن ماسا كهربيا لمسه .. يا لوجع القلب من هذا احساس ومن هذا موقف ومن هذة رده فعل
التف لها فجأة وكأنه مفزوع لتجفل هي بينما توحشت نظراته للسواد الغامق وتغيرت نبرته للقسوة هاتفا فيها:-
_اياكي تلمسيني تاني .. ايدك دي متلمسنيش تاني ، سامعة
امتلئت عيونها بالدموع وهي تقول بصوت باكي مهموس ولكنه رغم ذلك مسموع:-
_يوسف
اغمض عيونه بنفاذ صبر وكأنه لا يتحمل ان يسمع صوتها حتي لكنها لم تصمت بل اكملت بدموع اغزر:-
_انا اسفة يابني
ضحك بسخرية عاليا .. ضحكات اشعرتهم بالفجع لا يضحك هو بل كأنه يخرج كبت ووجع سنوات !! اقلقتهم ضحكاته العالية تلك
توقف فجاة عن الضحك واغمقت عيونه اكثر وكانه تحول فعلا لوحش وهو يصرخ بوجهها قائلا:-
_اسفة !! اسفة علي اية ولا اية ؟ علي سنين ضاعت من عمري وانا مستنيكي ترجعي تاخديني .. مستنيكي تحني وتفتكريني .. اسفة علي دموعي اللي جفت ، اسفة علي النار اللي مطفتش من زمان اووي .. نار بتحرق فيا ، بتهلكني من جوايا
صمت للحظة وكأنه يأخذ نفسه ثم صرخ مرة اخري:-
_فاكرة زمان لما مشيتي .. لما مسكت فيكي وسبتيني فاكرة دموعي اللي نزلت ولا مش فكراها ، سيبتيني علشانهم

التف بنظره لأشقائه واكمل:-
_علشان دول .. علشان تحميهم ، تعرفي انا بكرهك وبكرههم ولا بطيقك ولا بطيقهم
التمعت الدموع بعيون الجميع .. شقيقاته اللاتان لا ذنب لهم !

اقتربت روان منه وهتفت بدموع:-
_يوسف بس احنا اخواتك .. احنا ملناش ذنب
طالعها بقسوة لمدة دقيقة بصمت وكأنه يري شيئا غريبا وثم هتف بجفاء:-
_انا مليش اخوات
وثم ماذا ؟؟ تركهم وغادر ، دون حديث اخر !

تعالت شهقات السيدة جلنار وهي تتركهم وتسرع لغرفتها لتنظر روان لكارمن بألم وهي تري الدموع بعين الاخري وكأنها تقول لها .. ارأيتي .. ارأيتي من الذي تألم ومن الذي شكي ومن يستحق الشفقة ومن يستحق الحزن والالم .. تخبرها ان البعد يولد الجفاء خاصة لو كان بين ام ومولودها
______☆______☆______☆______☆______
اخيرا وقف علي قدمه بعذ عذاب طويل مع آلامه كان يشعر وكانه لن يقف مرة اخري عليها لكن بعون الله هو الان يعود لما كان عليه قديما .. باسم الشاب الرائع ذو الاخلاق الحميدة والحسنة ، اقتربت الام وبيدها اثرية صغيرة مجوفة من الداخل وبها قطع ذو روائح طيبة وما هي الا بخور ظلت تحرك تلك الاثرية بالقرب منه وهي تتمتم بجمل بسيطة ليبتسم هو متحدثا:-
_يعني ياامي هتحسد من اية انا بس
ردت وهي تكمل ما تفعله بتركيز وكأنها تقوم بمهمة قومية:-
_ياحبيبي انت في زيك .. طول بعرض بحلاوة وبرضوا الواحد لازم يخاف من العين
اتسعت ابتسامته من حديث تلك العجوز ذات القلب الطيب وتركها تفعل ما تريد
لتخرج بتلك اللحظة نسمة من غرفتها لتجده يقف منتصبا في منتصف الصالة .. اخيها وتوأمها يقف علي قدمه وقد عادت قوته مرة اخري ياله من شعور رائع .. تشعر بالامان قد عاد اخيرا .. ففي وقت تعبه كانت تشعر وكأنها معرضة للخطر في كل وقت
تقدمت نحوه بخطوات مسرعة وهي تبتسم وبلحظة واحدة كانت تلقي بنفسها في احضانه لتتعالي ضجحكاته عليها بينما هتفت الام محذرة اياها:-
_براحة يابنتي هو مش قد هبلك دا دلوقتي
قبل شقيقته من وجنتيها وهي يقول بحب:-
_خليها ياامي والله وحشتني اوي ووحشتني نطتها دي
اخرجت لسانها بضحك لوالدتها لتبتسم الام عليها بينما وجهت بسمة نظراتها له وهي تقول بعيون ضيقة متسائلة:-
_لابس ومتشيك يعني
رد عليها بهدوء:-
_رايح ازور الاستاذ حمزة علشان الشغل
هتفت والدته بقلق:-
_ما تسيبك يابني من الشغل دا .. وكغي شرك خيرك
رد عليها ببسمة مطمئنة:-
_متقلقيش دا كان موقف ومش هيتكرر تاني بأذن الله
قالت بضيق:-
_طيب مترقصش مع لين دي تاني
ضحك عليها وهو يقول بحزن علي تلك اللين:-
_هي خلاص مش هترقص تاني .. عرفت انها اعطت وعد لجوزها اقصد طليقها بانها مش هترقص مقابل انه يسيبني
تنهدت السيدة سعاد وهي تهتف:-
_فيها الخير والبركة بس دي ياحبة عيني اية اللي وقعها في واحد زي دا
رد باختصار:-
_النصيب ياامي بقي

وسط ذلك الحديث لم يري احدا نظرات بسمة التي التمعت بحماس ولهفة للسماع عن اخباره وسعادة عندما علمت بما فعله بلين .. فهذا دليل علي غيرته اذن بالطبع سيفعل معها ذلك .. لكن وعد سيدة لين انه وقت ان يقع بحبي لن يلتف لكي حتي ولو بنظرة ... يالكي من وقحة يافتاة

فاقت من شرودها علي صوت باسم الذي كان يقول:-
_وبردوا مش هتقدر ترقص تاني علشان عرفت انها حامل .. الاستاذ حمزة بلغني بكدا

احلامها تتساقط علي الارض الان و حياتها التي رسمتها باللون الوردي ستتغير للاسود .. لكن لا ، هو سيكون لها وهذا الطفل ما هو الا طفلا لن يصل بينهم او يفرق بينها وبينه
______☆______☆______☆______☆______
ماذا لو كان بامكاننا العودة للماضي .. نستطيع ان نغير موقفا او نحذفه .. نستطيع ان نمحو الاخطاء !! لكن ، لا مجال للعودة ولا مجال للعفو .. لو اراد الله ذلك لفعل لكن ماذا كنا سنفعل ؟! .. كنا سنخطي دون خوف .. نبكي من نحبهم دون ارق .. سنوجع احابنا دون اهتمام .. لعل الله فعل ذلك حتي نندم وحتي نفكر قبل ان نخطئ .. لعلها فرصة لندرك ان لامجال للعودة وان لا يوجد سوي التقدم
كادت دموعها ان تجف ورغم ذلك هي تشهق ببكاء حارق اوجعها حديثه وكانها لم تتوقع ذلك ؟! اخطأت هي وتعترف بذلك لكنها تريد الرحمة والمغفرة .. طامعة بالعفو منه
ولكن ياعزيزتي هذا لا يطمع احدا بعفوه بل اطمعي بعنفه وقسوته وقوته .. اطمعي بجبروته وحدته ووقتها ستجدي انه يمنحكي بوفرة بالغة
لم تشعر بدخول بناتها وهي شاردة بدموعها تلك وتقدمهم منها حتي جلوسهم بجوارها .. ويد كارمن التي مدتها لتضعها علي كتفها وقتها هي ايضا انتفضت لكن هي انتفضت خوفا من المفاجأة اما هو فأنتفض كأنه يبتعد عن شيئا ملوثا !
ابنتها كارمن تلك الطيبة الحنونة والتي تثبت وبشدة ان الشقيقة الكبري هم الام الثانية .. نعم لم تكن اكبر ابنائها لكنها اكبر فتياتها
قالت كارمن بقلق من حالة والدتها:-
_مالك ياماما
جففت دموعها بيدها وهي ترد بصوت متحجرش:-
_عمره ما هيسامحني ياكارمن
ردت روان بدلا من كارمن تلك المرة بهدوء وتأكيد تحسد عليه:-
_انا شايفه انه هيسامح ياماما .. زيارته بتقول كدا هو هياخد وقت كبير بس هيسامح
نظرت لها السيدة جلنار باهتمام ووجهت كارمن سؤالها لها باهتمام كذلك:-
_تتوقعي هو جه يزور ماما ليه

نعم هي الفتاة الصغري ونعم هي مجنونة بتصرفاتها احيانا وهي تلك المدللة لهم لكن هي اكثرهم حكمة وفطنة في كثير من الوقت..
اجابتهم بجدية:-
_جاي علشان تايه .. جاي علشان مليان غضب من ماما جاي علشان يسأل علي اسئلة مش لاقي ليها اجوبه من سنين ملقاش انهاردة اجابة بس اكيد في يوم هيجي علشان ياخد الاجابة .. جاي علشان مستحملش تبقي معاه في نفس المدينة ومش عارف يقابلك ويبلغك بكره وبتوهانه ياماما اللي مفهمتهوش

كأنها فهمته من نظرات عيونه !!

قالت السيدة جلنار باصرار:-
_انا هروحله بكرة واقوله الحقيقة .. صح انا غلطانة علشان سبته بس كان عندي اسباب .. هو ميعرفش كل الحقيقة لدلوقتي وانا متأكدة من كدا
اؤمات روان بالنفي وتابعت:-
_لا متروحيش دلوقتي ياماما .. معتقدش انه ممكن يوافق يقابلك
هتفت كارمن بحيرة:-
_اومال هنعمل اية .. هنسكت كدا ونستناه يزورنا تاني
ابتسمت روان هاتفه:-
_لا مش هنسكت
صمتت للحظة قبل ان تتسع بسمتها وتكمل:-
_انا عارفة انا هعمل اية كويس

نظرت لها والدتها بقلق وتساءل لتطمنها بنظراتها لكن دون حديث اما كارمن نظرت لها بثقة وكانها تعلم ان شقيقتها لن تصمت حتي تجمع المولود بوالدته مهما كلفها ذلك من عناء

______☆______☆______☆______☆______
لعلها نسمة باردة هي من ايقظتها وليس ذلك الاحساس الخطر لعلها دمعة حزن فجائية لكن ليس ما ادركته .. لعلها دقة قلب توقفت ولكن ليس هو من يوجد امامها .. زيارتين منه لها خلال يوم واحد !! يالها من صدمة ويالها من فجعة لكن لماذا هو هنا
لماذا يزورها مرة اخري يوسف الان .. تتذكر ان في اوقات زواجها كانت بالاسابيع لا تراه .. ولكن بعد طلاقها باتت تراها كثيرا
كثيرا جدا وكانه لا يريد ان يفارقها .. فتحت عيونها لتجده .. حالته اسوء من حالته التي جاء بها من قبل .. عيونه ناعسة حزينة كأنه لا يريد الان سوي ان ينام ويرتاح من العناء الذي يحمله علي اعتاقه وفي قلبه
ابتلعت ريقها ولم تعلم ماذا عليها ان تفعل .. لم تفعل شيئا سوي انها اعتدلت في جلستها ناظره له منتظرة ان يتحدث هو .. خوفا منه اذا تحدثت هي واغضبته
لكن .. الوقت يمر وهو صامت يقف فقط علي قدمه ينظر لها لدرجة انها شعرت بأنه شارد وانه لا يراها هي بل يري ما يفكر به ،،،
خرج سؤالها بارتعاش:-
_في حاجة يايوسف خلتك ترجع تاني
لم تجد ردا .. لتكمل مرة اخري بصوت اكثر ارتعاشا:-
_انت كويس

يتبع...

الرواية هتتوقف لمدة 4 ايام لاني هكون مسافرة اول ما هرجع باذن الله هنزلهم .. ولو عرفت افتح نت وقت سفري هنزل
الفصل (10)
بعنوان "رديتك ليا !!"

اتقربني من الجحيم بعد ان حاربت لاقلع عنه .. اتذهب بي للنار بعد ان وصلت للماء .. اقاسي انت ام انك ابليس !!

لم يرد علي سؤالها ولكنه اقترب منها بخطوات متثاقلة حتي جلس علي الفراش انتفضت هي من ذلك لكنه لم يبدي اي رد فعل .. فقط قال بتعب:-
_عايز انام في حضنك يالين
لم تستوعب حديثه للحظة .. يريد ان يحتضنها .. يطلب منها ذلك .. هو الذي لم يقترب منها يوما بحنية هو الذي لم يمسك يوما يدها بحنان !!
لم يكن في فمها كلمات سوي تلك الي نطقتها:-
_انا مش مراتك يايوسف
اقترب يحتضنها بقوة وكأنه يعترصها وهو يهمس في اذنها:-
_رديتك ليا

ظلت لدقيقة صامتة وهو يزيد من احتضانه لها حتي استوعبت ما جري اخيرا لتحاول ان تبعده عنها وهي تكاد تجن من اخر كلمات نطقها لكنه لم يبدي اي رد فعل .. حاولت مرارا وتكرارا حتي وجدت انه قد نام اخيرا

فتح عيونه علي اشعة الصباح لينظر حوله لاحظات بتعجب حتي استوعب اين هو لينظر بجانبه يجدها تنام وهي بين احضانه للحظة نظر لها بعد فهم حتي تذكر ما حدث لتعلو البسمة وجهه لمدة ثانية لا اكثر ثم تختفي مرة اخري وكأنه بالفعل غريب ومريض نفسي كما تقول ندي !!

اما هي فنائمة نوم الهروب من الواقع او من الصدمة لقد عادت زوجته مرة اخري .. سنوات تحارب لتهرب وعندما تهرب يرجعها هو بكلمه واحدة .. يرجعها بحروف لا تعد .. يرجعها ب " رديتك ليا "

نهض من جلسته واتجه للخارج وقد عادت هيبته له يري احدي الممرضات تجلس بالقرب من غرفتها ليقول بنبرته الحادة:-
_جهزيلها الفطار وبعدين ادخلي صحيها
اؤمات بنعم
كاد يغادر لكنه عاد مرة اخري واكمل:-
_جهزيلها شنط هدومها علشان هترجع للقصر تاني
اؤمات مرة اخري بنعم وغادر هو .. كأنها تعلم حياتهم وهو يفسر لها السبب الوحيد لتجهيز ملابسها .. كم تحسدها هي من ذلك رجلا يفعل الافاعيل ليريحها .. ليوفر لها كل سبل وطرق الراحة .. يهتم بأدق التفاصيل التي تخصها .. لا تريده هو لكن تريد شخصا مثله يريحها فقط من عذاب وتعب العمل لا اكثر

من منا لم يحسد احدا يراه مرتاحا .. ينقم عليه ولا يدري ما يعانيه في الخبئ .. لين من يعرف حياتها الخارجية يحسدها وكأنها تعيش في جنه .. لكن ماذا اذا دخلوا لعالمها ورأوا ما عانته بسبب من ... بسبب من يخيل لهم انه يعيشها في نعيم الحياة ونعيم الحب .. ونعيم الراحة
______☆______☆______☆______☆______
كانت الساعة تشير للعاشرة وهو يغلق باب شقته علي عجل حتي يهبط لعمله تزامن مع ذلك فتح باب الشقة المقابلة له نظر ليجدها احدي الغتيات التي سكنت جديدا بمقابل منزله ابتسم وهو يتقدم نحوها وهتف بنبرة رزينة لا تليق سوي به:-
_صباح الخير .. نورتوا العمارة ياانسة...
وترك حديثه فارغا لتنظر للارض بخجل وهي ترد:-
_كارمن الراوي
ابتسم من رد فعلها الخجول ذلك ثم اكمل:-
_وانا قصي .. قصي البكري
اؤمات بنعم وهي تلعب بيدها ليلغت نظره تلك الدائرة المعدنية التي تلتف حول اصبعها ابتسم بداخله داعيا ان تتهني بحياة سعيدة مع شريكها دون حتي ان يعلمه .. فلا يريد ان يعيش احدهم حياة حزينة مثله وبحب قاسي مثله ايضا
ردت هي بنبرة اسف واستعجال:-
_معلش لازم امشي دلوقتي
وتركته وغادرت ليظل هو للحظات مكانه شاردا في اللاشئ .. الحب ... هو اسوء الاسلحة التي تضعف المرء علي الاطلاق .. صديقي اياك والحب .. الحب معركة لا يفوز بها سوي المحارب الشجاع الذي ببساطة يعرف كل دواخلها وخوارجها ويعرف كيف يديرها لصالحه لكي ينتصر !
وهو ببساطة لم يكن محاربا شجاعا .. بل هو ابعد ما يكون عن المحاربة وعن الشجاعة

تعالت الاصوات المعدنية نتيجة لتخبط الاواني ببعضها البعض بقوة نتيجة لعصبية روان التي كادت ان تنفجر غيظا منهم .. هي بحياتها لم تدخل مطبخا كانت تعيش في رفاهية شديدة وحتي الان هي تستطيع ان تفعل ذلك لكن لحتي الان لم تستطيع والدتها ان تتوصل لسيدة جيدة تستطيع ان تخدمهم
زفرت بحنق بالغ وهي تقول بصوت مرتفع:-
_ياماما البيض اتحرق والبطاطس مش لاقيها
دخلت السيدة جلنار علي اخري حديثها لتقول بتعجب وهي تضيق حاجبيها:-
_مش لاقياها ازاي يعني
ضيقت حاجبيها وهي تخرج احد الاواني من الخوض وتريها اياها وهي تهتف بانزعاج بالغ:-
_حطيتها تتحمر ومشيت رجعت ملقيتش اثر لاي حاجة صفرة خالص
نظرت والدتها لتلك " الحلة " بصدمة ثم نظرت لها وقالت:-
_حرقتيها ياروان .. مش شايفه البواقي السودة دي
نظرت لوالدتها ثم الي تلك الانية التي تمسكها بيدها وحركت يدها بداخلها لتجد تلك الاشياء السوادء تخرج بعضها في يدها لتتعالي صراختها وتبكي بصوت عالي وهي تقول:-
_انا فاااشلة ياماما انا مبعرفش اطبخ
نظرت لها والدتها بتعجب من حالها ذلك وهي تهتف بتعجب:-
_واية الغريب ياروان ما انتي طول عمرك فاشلة
نظرت لها للحظة من حديثها الصادم هذا قبل ان تتعالي صرخاتها مرة اخري .. نظرت لها امها بضيق من حالها وتركتها وذهبت فتلك الفتاة رغم انها تصدمها احيانا بثباتها ورجاحة تفكيرها الا انها تملك عقلا مختلا طائشا .. لم ينضج بعد
______☆______☆______☆______☆______
كانت تسير علي الكورنيش وهي مبتسمة بحالمية وتنظر لمياة النيل بعيون صافية قبل ان يرتفع رنين الهاتف الخاص بها نظرت للمتصل لتتسع بسمتها وهي تجيب:-
_كنت بفكر فيك
اجابها الطرف الاخر بمرح:-
_كدابة ياكارمن
_والله كنت بفكر فيك ياحازم
ابتسم واجابها بحب:-
_وحشتيني
وضعت يدها علي قلبها تهدء من خفقاته التي سببتها تلك الكلمة التي قالها وهي تجيبه بخجل ووجنتيها قد توردت من حديثه:-
_انا لسة سيباك من يومين بس !
هتف بنبرة حب خالصة لا يمكن الشك فيها ابدا:-
_انتي بتوحشيني حتي وانتي معايا ياكارمن .. المهم قابلتوا يوسف
التمع الدمع بعيونها وهي تندفع بالحديث تقص عليه كل ما يحدث وهو يستمع لها باذان صاغية كما اعتادت منه وعندما انتهت هتف لها بتمني:-
_بكرة هيصفي وهيرجعلكم ياحبيبتي انتي بس خليكي هادية ومتزعليش نفسك
اؤمات بنعم وكأنه يراها ليعتذر هو منها ويغلق الخط
لتكمل السير بشرود بعدما جاءت سيرة شقيقها .. هي تحبه وبشدة وتريده كما تريده روان .. تتمني ان يسندها ويعونها ولكن هو الذي يبعد هو من لا يريد ان يعفو او يسامح
المرء يخطئ ووالدتها اخطأت بالفعل لكن الله يسامح فلما لا يسامح البشر ايضا ؟!

اغلق الهاتف وظهر الضيق والسأم علي وجهه يتمني العودة الي مصر الان .. اليوم قبل الغد يريد ان ينهي ما بيده لكي يذهب وينهي ما لديه هناك .. فقط يريد ان يسارع الزمن ويذهب الي حيث وجهته .. حيث كارمن وعائلتها الكريمة

______☆______☆______☆______☆______
فتحت عيونها اخيرا اثر تلك الاضاءة الشديدة .. لم تستطيع ان تستيقظ منذ مدة عندما حاولت الخادمة ان تفعل فسهر الليل جعلها تخمل وبشدة .. نظرت للفراش الفارغ جوارها لتجده فارغا وللحظة تخيل لها انه لم ياتي وانها لم تسهر وانها مازالت حرة .. لكن ذهبت تخيالتها للجحيم وهي تري تلك الحقائب المعدة والموضوعة في احدي الجوانب بالغرفة .. يبدو ان وقت العودة قد اتي بسرعة لم تتخيلها !!
فتح الباب ودخلت ندي بخطوات هادئة قبل ان تجدها مستيقظة لتتجه نحوها هاتفة ببسمة:-
_فكرتك لسة نايمة
ردت بنظرات عابسة:-
_لا صحيت
ضيفت ما بين حاجبيها وهي تردف بتعجب:-
_مالك مضايقة كدا
نظرت للحقائب بهدوء لتنظر ندي الي حيث تنظر هي ثم تنظر لها مرة اخري وهي تقول بعدم فهم:-
_مش فاهمة .. اية الشنط دي
_يوسف ردني ليه تاني
انفعلت قسمات وجه ندي الهادئة من حديثها ذلك .. ألعبة هي في يده ليلعب بها كما يشاء
_ردك ازاي يعني .. وامتي اصلا ردك ؟
اغمضت عيونها بالم قبل ان تفتحها وتبدا بسرد احداث الامس عليها وبداخلها عواصف وبراكين تريد ان تخمد حياتها تريد ان تطفئ نارها .. لا تحب ان تكون تائهة .. لكنها باتت معه تحيا في متاهات لا تنتهي .. لعنة الله عليك يايوسف .. لعنة الله عليك ياعزيزي

دخلت احدي الممرضات ووقفت امامها وهي تقول بتوتر:-
_يوسف بية بيقول لحضرتك تجهزي علشان السواق كمان ساعة هيجي ياخدك القصر
اؤمان بنعم .. لنقول ندي:-
_هروح اجهز شنطي علشان ارجع بيتي بقي
وقبل ان تجيبها لين اكملت الممرضة:-
_وانتي كمان ياهانم اجهزي علشان تروحي معاها
غضبت نظراتها منه ومن افعاله تلك .. هو حتي لا يستأذنها !!
هتفت الممرضة بتوتر وهي تري الغضب بعيون ندي:-
_دي اوامر يوسف بية
وانصرفت بخطوات مسرعة قبل ان تخرج ندي كبتها فيها

بينما لين اتسعت بسمتها فعلي الاقل السجن تلك المرة سيكون مختلف .. سيكون هناك من يؤنسها ويؤنس وحدتها المتوحشة والتي تكاد ان تصل بها لحد الجنون
ايهتم بمشاعرها الان .. ام انها تتخيل ذلك
لكن وحتي ان اهتم فقط سيهتم لانها تحمل ابنه ووريثه .. وصلبه .... لا اكثر من ذلك ولا اقل
______☆______☆______☆______☆______
ياعزيزي .. لا تشفع للبشر ولا تحن .. لا تمنح بل خذ .. تصرف بقوة وعنف وانانية لكن كي تفوز بما هو لك وليس بما هو لا يخصك
حارب لتصل لمن مكتوب لك وقدرك لكن لا تنظر الي حيث من لا يريدك .. لا تنظر بمن ليس بقدرك وانت ليس بقدره .. لا تحارب القدر والمكتوب حتي لا تذهب للهلاك

بتفكيرها الطفولي المراهق فكرت ان تبدا بأسخهل الطرق التي يمكن ات تصل له من خلالها ومن ثم ان لم تجدي نفعا ستتجه للبقية الاخرون التي تخطط لهم .. بحثت علي موقع الفيس بوك حتي وصلت لصفحته الشخصية .. ظلت تنظر للصور القليلة التي ينشرها علي حسابه بهيام .. كم هو وسيم .. وكم هو جذاب .. لديه جسد رياضي مثير ،، سيكون لها مهما كلفها الامر
لقد اعجبها بشخصيته ومازال يعجبها بكل ما فيه
اسرعت بارسال طلب صداقة له وهي تعلم ان نسبة ان يوافق عليه لا تتعدي الواحد في المئة
لكن من يريد يفعل .. ومن يتمني ويرغب لا يري الحقيقة
•••••••••••••••
الليل طل وهو مازال في شركته لم يعود بعد .. كانت تجلس هي بتوتر في الشرفة تنتظر ان ياتي ولا تعلم كيف سيكون استقباله لها وكيف سيحدثها وكيف سيعاملها
هو لا يتغير تعلم .. لكن تتمني ان لا تعيش بنفس البرود الذي عاشته قديما .. تتمني ذلك من الله حتي لا تتأثر نفسيتها اكثر

لا تحبه
لكن مادامت حياتها دوما ما سترتبط به اذن فلتحاول ان تعتاد الامر وان تحيا بهدوء نفسي
يبدو انها استسلمت ويبدو انها تفكر في ما لا نفكر نحن به
فتح الباب وسط شرودها ولم تشعر هي به لحظات ودخل للشرفة حيث موضع جلوسها وشرودها انتفضت وهي تشعر بصوت انفاس اخري معها لتجده يطالعها بهدوء وبنظرات باتت تعرفها ولا تعلمها ولا تفهمها
ابتسم بسمة لا تعرفها ولا تعرف معنها ولكنها دوما ما كانت تخيفها وهي يقول:-
_اهلا برجوعك يامدام الراوي
قشعر جسدها من نبرته ومن حديثه .. كأنه يبصم بالعشرة علي عودتها لعيرينه من جديد .. عودتها لبراثن الوحش

اكمل بهدوء:-
وحشتيني

انفاسها تهرب منها الان .. تشعر بروحها تغادرها من الصدمة .. ستجن بالتأكيد او هو من جن .. ياالهي ماذا يحدث وماذا يفعل .. بالطبع لا يشعر بما يتفوه به الان
ارادت ان تفيقه من حديثه وتذكره بحديثه:-
_انت مش قولت انك مبترجعش لحاجة سيبتها يايوسف

نعم سمت نفسها بشئ .. لكن لا يهم .. المهم ان لا يحدثها بحديث يوترها وهي لا تفهم لما يتحدثه ويتفوه به

يتبع...

اسفة علي التأخير .. كان عندي حالتين وفاة + كنت مسافرة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-