رواية احببناها مريمية كاملة للتحميل pdf - دنيا ال شملول

رواية احببناها مريمية كاملة للتحميل pdf - دنيا ال شملول

رواية احببناها مريمية هي واحدة من الروايات الرائعة التي اتحفتنا بها السوشيال ميديا
في الفترة الأخيرة رواية احببناها مريمية هي رواية للكاتبة دنيا ال شملول 
التي تعرفت عليها من خلال هذه الرواية 
ولم اعرفها قبل ذلك للأسف
و لكن على ما يبدو إنني سأكون من مُتابعيها في الفترة القادمة 
خاصة بعد الحلقات الرائعة التي تُصدرها الكاتبة من رواية احببناها مريمية
رواية احببناها مريمية كاملة للتحميل pdf - دنيا ال شملول


عن رواية احببناها مريمية للكاتبة دنيا ال شملول

رواية احببناها مريمية للكاتبة دنيا آل شملول هي رواية تصدر على صفحة 
روايات الكاتبة الشيماء محمد (شيمو نوفيلز)
وبالطبع جميعنا نعرف صاحبة الصفحة الكاتبة صاحبة الشهرة الكبيرة جدًا
الشيماء محمد 
التي قدمت لنا روايات عديدة رائعة 
وعرفتنا أيضًا على مجموعة كبيرة من الكُتاب والكاتبات من خلال صفحتها
أما عن رواية احببناها مريمية فيمكنك قراءتها وتحميلها من خلال مدونة الكاتب 
لقراءة وتحميل رواية احببناها مريمية : اضغط هنا

تقيم رواية احببناها مريمية  

رواية احببناها مريمية هي واحدة من ابرز الروايات التي يُمكنك قراءتها
في الحقيقة الرواية مكتوبة بإحترافية يصعب على أي شخص يكتب روايات إلكترونية أن يصل إليها
ولهذا وصلت الرواية إلى هذه الشهرة 
ولهذا نتحدث عنها ونُرشحها 
تقيمنها للرواية في مدونة الكاتب هو 9 من 10 درجات.


رواية احببناها مريمية الحلقة الأولى 

أحببناها مريمـيـه { ١ }

بقلمي : دنـيا آلـ شملول
كان صباحٌ باردٌ بعض الشئ ، معبَّءٌ بالغيومِ والضباب .. كانت تستلقي تحت الغطاء الدافئ الذي يحميها من تلك البروده .. أجبرها صوت رنين الهاتف المزعج الذي إعتادته كل صباح علي إخراج يديها من أسفل الغطاء لتُجيب بصوت ناعِس : ساعه بس يا مريم .. سيبيني أنام ساعه واحده بس كمان .
مريم بصوت بدا الإنزعاج به : ياحبيبتي في حاجه اسمها السلام عليكم .. يلا أنا هقفل واتصل تاني وسمعيني كده هتقولي ايه .
أنهت حديثها مع إغلاقها للخط وهي تبتسم بمكر .. ثم عاودت الإتصال مجددًا ليأتيها صوت صديقتها من الجانب الآخر : السلام عليكم يا مريم .. ممكن تسيبيني ساعه واحده بس ؟
مريم بابتسامه ظهرت في صوتها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياختي .. و لأ مش ممكن عشان عندنا محاضره الساعه تسعه ضريبيه .. ياريت بس متكونيش ناسيه إن الدكتور بيدخل تسعه بالظبط وبيقفل وراه باب المدرج .
أروي : خلاص يا مريم خلاص .. انتي طيرتي النوم من عيني أساسًا .. يلا هجهز وأعدي عليكي .
مريم بتذكير : إن شاء الله ها .
أروي بتأكيد : إن شاء الله .
أغلقت أروي مع مريم وهي تتثائب بكسل .. لكنها إستعاذت من الشيطان لتستعد بنشاط من أجل يوم جديد ملئ بالمحاضرات الجامعيه ..
بينما خرجت مريم من غرفتها بعدما أغلقت المصحف ووضعته في مكانه بجانب مقعد غرفتها الإسفنجي والذي صنعه لها أخيها خصيصًا .. خرجت من غرفتها بهدوء وقامت بإعداد كوبًا من الحليب الدافئ .. ثم ذهبت واغتسلت قبل أن ترتدي ثياب الجامعه والتي تتكون من دريس أسود اللون متسع من الخصر الي الأسفل .. وفي أسفله بنطال أسود .. يحمي قدميها من الظهور إن حدث وصعدت احدي الحافلات الخاصه بالمواصلات .. ويعلوه حجاب رقيق هادئ من اللون البيج والذي يتناسب مع لون حزام الفستان الذي يأتي علي الخصر .. قامت بترتيب حقيبتها بما يلزمها من أجل اليوم الدراسي .. وفي هذه اللحظه طُرق باب غُرفتها ليطل عليها أخيها الأصغر ذو السنوات الخمس بعدما أذنت له بالدلوف .
مريم وهي تفتح زراعيها له : حبيب قلبي صحي .
ألقي سفيان بنفسه بين أحضانها وهو يتحدث بصوت ناعس : متنسيش تجبيلي معاكي حاجه حلوه .
مريم وهي تلعب بخصلاته : ان شاء الله مش هنسي يا غالي علي قلبي .. بس انت اتوضيت وصليت الصبح ؟
سُفيان ببراءه : لأ أنا لسا صحيت دلوقتي وهصلي حاضر .. بس متنسيش ماشي ؟
مريم وهي تقبل جبينه : مش هنسي ان شاء الله .. ها هتصلي كام ركعه ؟
ضم بين سبابته والوسطي وهو يتمتم : هصلي دول .
مريم : ودول كام ؟
سفيان ببراءه : تنتين .
مريم بضحكه : يخليلي العسل يارب .
ثم قبَّلت وجنته وأخبرته بأنه يذهب ..
ابتسم بهدوء قبل أن يخرج من غرفتها متجها لدورة المياه كي يتوضأ ويصلي فرضه .
خرجت مريم من غرفتها لتجد والدتها قد استيقظت للتو .. قبلت يدها بحب وهي تتمتم : صباح الخير ياماما .
الأم بحب : صباح النور ياحبيبتي .. ايه اروي جت ولا اي؟
مريم : لا لسا .. زمانها علي وصول .. بابا لسا مصحيش؟
الأم : لأ لسا .. شويه كده وهيصحي .. شوفي إسلام صحي كده ولا لسا عشان عنده معاد مقابله النهارده .
أتاهم صوته المرح من الخلف : لا أنا صاحي اهو يا ست الكل .. صباح الخير يا ماما .. صباح الخير يا مريومه .
انهي كلماته مع قبلتين طُبِعت علي جبين كل منهما .
الأم بإبتسامه : صباح الجمال ياحبيبي .. ربنا ييسرلكم طريقكم ويفرحكم ويفرحني بيكم يارب .
إسلام بإبتسامه : آمين يارب .. ادعيلي كتير النهارده .
الأم : انا بدعيلك ديمًا يا حبيبي .
إسلام : ربنا يتقبل يارب .. جاهزه يامريوم ولا أي ؟
مريم : انا جاهزه أه بس أروي لسا مجتش .. زمانها علي وصول .
ابتسم إسلام لا إراديًا من ذكر إسمها الذي يجعل قلبه ينبض بحبها المدفون به .. إنها حب السنوات السبع .. منذ أن تعرفت عليها مريم وهي في الصف الثالث الإعدادي وقد كان هو في الصف الثاني الثانوي آنذاك .. لكنه لم يجرؤ يومًا علي إخبارها بالأمر أو حتي التلميح او النظر اليها .. أبقي علي حبها بقلبه حتي تحين له فرصة طلب يدها .
قاطع أفكاره صوت طرقات علي باب منزلهم ..
تحركت مريم تجاه الباب بمرح وهي تقول : دي أكيد أروي .
ما إن فُتح الباب حتي ألقت أروي بنفسها بين أحضان صديقتها وهي تقول : وح وح .. الجو تلج .. دفيني دفيني .
امتلأ المكان بضحكاتهم علي مرحها ولكن صوت واحد فقط جعل الحمره تتسرب فورًا إلي خديها .. ابتعدت عن مريم سريعًا وهي تنظر للأرض بخجل بينما تحدثت مريم بهدوء : ادخلي ياختي ادخلي .
دلفت أروي وصافحت والدة مريم ثم أشارت برأسها كتحية لإسلام ولاتزال تنظر للأرض بارتباك .. فهي دائمًا ما تفتعل الحماقات أمامه .
إسلام بهدوء : يلا ؟
مريم : يلا يا لوما .
خرجوا جميعًا متجهين الي سيارة إسلام التي أحضرها له والده بعد تخرجه من كلية التجاره بتقدير إمتياز كهدية له .. دلفت مريم الي جانب أخيها كالعاده في حين جلست أروي في الخلف .. واخذت تنظر الي الطريق في محاوله يائسه لإلهاء نفسها عن سماع صوت قلبها الذي يضرب بعنف بسبب حضوره الطاغي عليها .. انها مرحه وجريئه دائمًا .. لكنها لا تعلم ما يُصيبها في حضوره ..
إسلام مقاطعًا الصمت السائد في السياره : ها .. عاملين إيه في الكليه ؟
مريم : كلية النيله .. دول لو قاصدين يعقدونا مش هيدونا المواد دي .
اسلام بضحكه خفيفه أودت بقلب تلك المسكينه في الخلف : مفيش حاجه بتيجي بالساهل .. لازم تبذلي مجهود كفايه عشان تنولي ثمرة تعبك .
مريم بتأكيد : فعلًا يارب نخلص علي خير .. باقيلنا سنه واحده كمان ويبقي فل يا عم اسماعيل .
اسلام : عمك اسماعيل مين ؟
مريم : مليش دعوه ياعم .. دي أروي اللي ديمًا تقول كده .
أروي من الخلف بتلقائيه : انا اقول انتي متقوليش .
مريم : ليه ياختي علي دماغك ريشه !
اروي : آه علي دماغي ريشه .. عندك مانع ؟
مريم وهي ترفع يديها باستسلام : لا ياستي معنديش طبعًا .. وأنا أقدر .
ضحك إسلام وهو يتمتم : ناس تخاف متختشيش .
وصلوا أخيرًا الي بوابة الجامعه فترجلت الفتاتان بعدما قبَّلت مريم وجنة أخيها ودعت له بالتوفيق في مقابلته اليوم .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يسير علي عجلة من أمره باتجاه إحدي المدرجات .. وهو يتمني من كل قلبه ألا يكون الدكتور الخاص بالماده دلف قبله .. وصل أخيرًا حيث وجهته لكنه تنهد باستسلام حينما وجد أن باب المدرج قد أغلق بالفعل .. سلم أمره لله ونزل حيث الكافتريا ليجلب بعض الشاي والبسكويت الساده .. أحضر ما يريد ثم ذهب الي احدي المقاعد ووضع أغراضه بجانبه وبدأ يأكل البسكويت مع ارتشافه للشاي بهدوء وهو منحني الي الأمام ينظر باتجاه الأرض ليمنع ناظريه من رؤية إحدي الفتيات اللاتي تمررن من أمامه ..
انتهي أخيرًا من طعامه فرفع ناظريه للسماء مستنشقًا بعض الهواء البارد وهو يمسد ذراعيه بيديه .. وبينما يمد يده كي يمسك بإحدي الكتب خانته عيناه فنظر لتلك الجميله التي تسير مسرعة باتجاه احدي المدرجات وتلحق بها صديقتها التي تحدثت بضيق عند مرورهما من أمامه : اهدي شويه يابنتي لسا الساعه مجتش تسعه .
لم يستمع في واقع الأمر لرد تلك الجميله علي صديقتها لكنه عنف نفسه وأخذ يستغفر كثيرًا وهو يؤنب نفسه علي تلك النظره .. فتح كتابه بهدوء وبدأ في قراءة إحدي الدروس .. ولكن عبثًا صورتها بوجهها القمحي الذي يميل الي البياض وكأن هالة بيضاء تحيط به وكذلك فستانها الواسع ومشيتها المعتدله رغم سرعتها الا أنها معتدله .. حجابها الذي لم يُزدها سوي وقارًا .. كيف لفتاة بأن تستحوذ علي تفكير أحدهم من مجرد لحظة مرور !!!.. استفاق من أفكاره علي يد وضعت علي كتفه .. رفع رأسه ليري صديق فرقته بجانبه ..
مروان بابتسامه : أهلا .. ازيك يا عمر عامل ايه ؟
عمر بابتسامه : انا تمام الحمد لله .. ايه يابني عاش من شافك .. بقالك يومين مختفي .
مروان : فيك الخير ياصحبي .. كنت تعبان شويه بس .
عمر : لا ألف سلامه عليك .. مالك ؟
مروان : أبدًا... لطشة برد شديده شويتين .. بس الحمد لله بقيت أحسن .. انت عامل ايه وأحوالك ؟
عمر : ماشيه الدنيا الحمد لله .. يعني اديها بتزُق فينا وبنزُق فيها .
مروان بابتسامه : يارب ييسر أمرك .
عمر : آمين يارب العالمين .. محضرتش ليه المحاضره ؟
مروان : ملحقتش .. جيت لقيت الدكتور قافل الباب .
عمر : تتعوض ان شاء الله .. طب انا هقوم اجيب شاي .. تحب تشرب معايا ولا حابب حاجه تانيه ؟
مروان : لا لا تسلم انا لسا شارب شاي حالا قبل ما تيجي .
عمر : تمام هجيب شاي واجيلك علي طول .
تحرك عمر تجاه الكافتريا .. بينما بقي مروان يفكر في تلك التي استحوذت تفكيره .. لكنه يعود ويؤنب نفسه مجددًا فهو لا يحق له حتي التفكير بها .. كيف يفعل ذلك !!

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

انتهت محاضرتهما بسلام لتقف أروي سريعًا وهي تتمتم بضجر : الدكتور اللي بعد كده حاجه استغفر الله العظيم .. فـ أنا هنزل أجيب حاجه سخنه أشربها عشان تروق دمي اللي هيتعكر بعد شويه .
مريم بضحكه خفيفه : اهدي اهدي هيطقلك عرق يابت .. قومي يلا ننزل سوا .. أنا عن نفسي هشتري شاي وبسكوت .
اروي : اهو ده اللي انتي فالحه فيه .. شاي وبسكوت .. يلا ياختي يلا .
خرجتا من المدرج باتجاه الكافتريا .. وجلبت كل منهما ما تريد .. وبينما هما ذاهبتان للأعلي فإذا بأروي تصطدم بإحدي الفتيات .. والتي شهقت بصوت مسموع وهي تري الينسون الذي بالكاد أصاب أكمام التيشيرت الأسود الذي ترتديه تلك الفتاه .. تعلقت الأنظار بهم في الحال بمجرد شهقة الفتاه ..
أروي بأسف حقيقي : آسفه آسفه أوي بجد مقصدش و ..
قاطعتها تلك الفتاه بصوت حاد وعالي : أعمل بيه إيه أسفك ده ها ؟.. ينسون يامقرفه ؟.. ينسون ؟! .. انتي ماشيه تطبشي في الناس يا عاميه انتي !
صُدم كل من مريم وأروي بسبب هجوم الفتاة المبالغ فيه .. دمعت عينا أروي في الحال وأحمر وجهها حرجًا .. لينفر عرق الغضب بجبين مريم التي ما إن رأت عينا صديقتها الملتهبه والتي تهدد بسقوط دموعها .. جذبت أروي من يدها وأوقفتها خلفها وتواجهت مع الفتاه وهي تضغط أسنانها بغضب قبل أن تُجيب : قالتلك مكنتش تقصد تخبط فيكي وإعتذرت .. فمن الأدب والإحترام إنك علي الأقل لو مش هتقبلي أسفها صوتك ميعلاش عليها .. ثم إني يؤسفني إني أقولك إن الإعتذار ده واجب عليكي إنتي عشان انتي اللي جايه في اتجاه غلط وملبوخه بالتليفون اللي في إيدك .. ولو مركزه في طريقك مكنتيش خبطتي فيها .
رفعت الفتاه رأسها للأعلي بغرور واضح واقتربت خطوتين من مريم حتي وقفت أمامها مباشرة وهي تتحدث بحاجب مرفوع : إنتي مين إنتي عشان تتكلمي معايا بالطريقه دي ؟
مريم بثقه : أنا بنت تسعه زيك بالظبط .. ومن أم وأب زيك بالظبط .. وبتنفس وآكل وأشرب وأتكلم زيك بالظبط .. يعني من الآخر كده .. إحنا واحد .. ومنها واليها نعود .. ياريت بعد كده تركزي في طريقك وتخلي بالك من البني آدمين اللي حواليكي عشان متخبطيش في حد ويتقلب عليكي ينسون مقرف زي ما بتقولي .
انهت جملتها وهي تمسك بيد الفتاه ووضعت كوب الشاي بها وهي تقول : اتفضلي اشربي شوية شاي يروق دمك .
انهت كلماتها وهي تحتضن أروي تحت ذراعها وسارا معًا باتجاه المدرج من جديد .. وبمجرد تحركها علا صوت تصفيرات الشباب وضحكاتهم الساخره علي مظهر الفتاه التي تقف ذاهله جاحظة العينين ممسكة بيدها كوب الشاي الذي تركته مريم للتو وتنظر في أثرها بذهول .
استفاقت سالي من صدمتها علي الأصوات من حولها لتكز علي أسنانها بغضب ثم ألقت بكوب الشاي في سلة القمامه وتحركت سريعًا من المكان وهي تلعن تحت أنفاسها وتتمتم في داخلها بوعيد قاسٍ لأجل تلك الحمقاء كما أسمتها .

بينما كان هناك من يقف عند باب الكافتريا ناظرًا تجاه مريم بإعجاب تام وابتسامه فخوره إرتسمت علي محياه .. تنهد بابتسامه قبل أن يكمل طريقه مع عمر للقاعه التي سيبدآن فيها المحاضره التاليه ..
عمر : اوووف شوفت عملت فيها ايه ؟.. دي خلتها هي والحيطه واحد يا جدع وبأبسط الكلمات .. انا كنت مستني شتيمه معتبره ولا لفظ خارج زي باقي بنات اليومين دول .
مروان بابتسامه : واضح انها محترمه اوي وبتحب صحبتها جدا .
عمر : اكيد .. انت شوفت وشها احمر ازاي ولا عروقها نفضت ازاي لما سمعت الكلام اللي قالته البت لصحبتها .. ياااه بجد .. في اصحاب كده !.. دي كانت هتاكلها .
مروان ولا يزال مبتسمًا : الأخلاق أهم حاجه في البنت .. ربنا يحميها لأهلها .
عمر وهو يلاحظ تلك الإبتسامه الشارده : اااه .. صح .. ربنا يحميها لأهلها .. ولحبايبها .
مروان بعدم انتباه : يااارب .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كانت تهدئ من بكاء أروي وهي تتمتم : بت انتي بتعيطي ليه !.. مسمعكيش تعيطي ابدًا سامعه .
أروي : اسفه يامريم عشان حطيتك في الموقف ده .
مريم وهي تضربها بخفه علي كتفها : موقف ايه يا عبيطه انتي .. وبعدين يعني عايزه تفهميني ان انا لو مكانك مش هتعملي كده عشاني ؟
أروي بسرعه : لا طبعا كنت هعمل كده .
مريم : امال ايه بقي .. عايزه تبقي أحسن مني مثلاً ؟
اروي : اسكتي يا مريم اسكتي .. انا اصلا مش هاخد منك لا حق ولا باطل .
مريم بضحكه : الدكتور اللي استغفر الله العظيم جه أهو .
ضحكت أروي بخفه وهي تستنشق ما بأنفها ثم جففت وجهها بالمنديل وهي تستعد للإنتباه ..

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يجلس في مكتب السكرتاريه منتظرًا دوره في الدلوف للمقابله الشخصيه لمدير الشركه .. أخيرًا وبعد إنتظار دام لساعه ونصف اتته السكرتيره وأخبرته بأن حان دوره للدلوف ..
دلف بهدوء وهو يردد بعض الأذكار ليهدئ من توتره .. استحسن المظهر العام للمكان .. فهو لا يبدو عليه البزخ كما حال العديد من الشركات .. بل إنه مكتب متواضع ..
نظر تجاه المكتب لكنه لم يجد أحدًا جالسًا اليه .. عقد حاجبيه باستغراب ولكنه لم يدُم .. حيث خرج شاب في مقتبل الثلاثينات من العمر تقريبًا ببنطاله الجينز الأزرق والذي يعلوه تيشرت أبيض برقبه طويله ويلتف حول عنقه كوفيه صوف ناعم زرقاء بلون البنطال .. بعيون بنيه ناعسه بعض الشئ وشعر أشقر مصفف للأعلي .. يبدو أنيقًا جدًا مع قدر معقول من التواضع ..
أتاه صوته ببحه خفيفه تُظهر زُكامه : أهلا وسهلًا يا أستاذ إسلام .. نورت المكتب .. وبعتذر لو اتأخرت عليك بس البرد مخلص عليا حقيقي ولازم كل شويه اغسل وشي عشان أفوَّق .
إسلام بابتسامه ودوده وقلب مطمئن بعض الشئ : ولا يهم حضرتك خالص .. ألف سلامه .. شفاك الله وعافاك شفاءًا لا يغادر سقمًا وألبسك ثوب الصحة والعافيه .
ابتسامه هادئه محببه اعتلت ثغر جود الذي أعجب كثيرًا بإسلام ولباقته وهيئته .. فقد كان يرتدي بنطال جينز أسود يعلوه قميص أسود ويضع كوفيه بيج حول عنقه تتناسب مع لون ساعته البيج التي يرتديها في يسراه مع لون بشرته القمحي ولحيته الخفيفه المنمقه وعيناه التي تميل للإخضرار نوعًا ما ..
جود بابتسامه : اللهم آمين .. اتفضل يا إسلام .
جلس إسلام بهدوء مقابل جود الذي عرّف عن نفسه بهدوء : أنا جود السيوفي .. خريج تكنولوجيا ومعلومات .. يسعدني إني أتشرف بيك .
إسلام وقد زال أي أثر للقلق داخل قلبه : يشرفني يا فندم طبعًا .. أنا إسلام أحمد الشوادفي خريج تجاره السنه اللي فاتت وكانت هتبقي قبلها بسنه لكن لظروف خاصه في تالته ثانوي دخلت الجامعه متأخر سنه .. و إن شاء الله متخرج بتقدير إمتياز .
جود بإعجاب : ما شاء الله .. كويس جدًا .. ممكن الـ CV لو سمحت ؟
اماء إسلام بابتسامه وهو يقدم الملف الخاص به الي جود الذي قام بفتحه بهدوء ليري شهاداته الممتازه وكذلك حصوله علي كورس ICDL معتمد من جامعة كامبردج ومن وزارة الخارجيه وكذلك الإنجلش لديه شهاده إمتياز بها ومعتمده كذلك .. كما العديد من الشهادات المميزه ..
أثني جود عليه قبل ان يسأله بهدوء عن أحلامه وطموحاته المستقبليه .. ولم يكذب إسلام في شئ حيث أخبره بكونه يود البدء من نقطة الصفر بحيث يعمل في شركه كمحاسب بسيط وبكفاءته يرتفع شيئًا فشيئًا حتي تحين له فرصة أن يبدأ في مشروع مستقل له .
انتهت المقابله علي خير وأخبره جود بأنه سيهاتفه عما قريب ليعرف نتيجة المقابله .
تصافحا بود وخرج إسلام متمتمًا بكلمات الذكر كما اعتاد منذ صغره .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

انتهت المحاضره بسلام أيضًا واستعدت الفتاتان للمغادره ..
أروي بهدوء : ااا .. إسلام هييجي ياخدنا ؟
مريم : هتصل بيه أهو أشوفه خلص المقابله ولا لسا .
هاتفت مريم أخيها الذي أجابها علي الفور : السلام عليكم يا مريومه .
مريم بابتسامه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. صوتك كده مرتاح .. قولي عملت ايه ؟
إسلام بتنهيده : لسا هنتظر تليفون من الشركه يبلغوني بالقبول او بالحظ الأوفر في المره القادمه .
مريم بضحكه خفيفه : ان شاء الله يبقي قبول يا عم .. طب إيه هتيجي تاخدنا ولا نروح مواصلات ؟
اسلام : انتوا خلصتوا خلاص ؟
مريم بتأكيد : ايون .. يدوب أهو لسا خارجين من المدرج .
إسلام : خلاص ياحبيبتي أنا ربع ساعه بأمر الله وهكون عند باب الجامعه .
مريم : تمام يا حبيبي في انتظارك .. لا إله إلا الله .
إسلام : محمد رسول الله .
أنهت مريم مع أخيها وهي تدعو له بالقبول ..
ثم ذهبتا وانتظرتاه حتي أتي .. قاما بتوصيل أروي أولًا والتي نظرت تجاه إسلام قبل الذهاب وتمتمت بهدوء : إن شاء الله موفق يا بشمحاسب .
إسلام بابتسامه : آمين يارب .. شكرًا جدًا .
ابتسمت أروي بهدوء ثم غادرت السياره بعدما اتفقت مع مريم علي أن يتواصلا من خلال الإنترنت ليلاً .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

بعد مرور يومان بروتين عادي جدًا علي الجميع ..
اتجهت مريم تجاه غرفة أخيها وطرقتها بهدوء حتي أتي إذنه لها بالدلوف ..
مريم بابتسامه : هعطلك ؟
إسلام بابتسامه : لا تعالي تعالي .. بصي الجروب ده حلو أوي .. عاوزك تتابعيه بس في صمت ها .
جلست مريم الي جواره ونظرت الي شاشة حاسوبه لتري عن أي جروب يتحدث ..
قرأت قليلًا مما ظهر أمامها ثم تحدثت بابتسامه : ماشاء الله جميل اوي وبوستاته جميله جدًا .
إسلام : فعلًا .. عملتلك آد فيه .. وزي ما قلتلك استفيدي في صمت .
مريم : طب وده أسميه إيه بقا .. أستفيد بصمت ! طب ومينعش أفيد ؟
إسلام : مريم ده جروب مشترك .
مريم بهدوء : اوك مقلتش حاجه .. بس أكيد فيه حدود .. وبعدين يا إسلام أنا لو عندي معلومه تفيد غيري ليه مشاركهاش .. ولو حد تعدي حدوده الأدمنز يتصرفوا معاه .. بصراحه ده اللي أعرفه .. لكن فكرة أستفيد في صمت دي مش عارفه بصراحه .
إسلام بضيق : مريم .. أنا مش هستني لما حد يضايقك وبعدين نبقي نخلي الأدمنز يتصرفوا .. أنا بقولك كده عشان تبعدي عن أي شوشره ومحدش يتعرضلك بأي كلمه .
مريم ولا تزال ابتسامتها تزين محياها : يا حبيبي انت معايا ومش هتسمح لحد يتعدي حدوده أبدًا .
قاطعهما صوت رنين هاتف إسلام الذي وجد رقمًا غير مسجلًا .. فتحدث بهدوء : السلام عليكم .
أتاه صوت أنثوي من الجانب الآخر : وعليكم السلام .. أستاذ إسلام الشوادفي ؟
إسلام بهدوء : إن شاء الله .. اتفضلي حضرتك .
المتصله : أنا سكرتيرة مكتب البشمهندس جود السيوفي .
إسلام : أهلا وسهلا يا فندم .
المتصله بروتينيه : أهلًا بحضرتك .. حضرتك عندك معاد مقابله تانيه يوم السبت القادم الساعه تسعه عشان تستلم وظيفتك في الشركه .
إسلام بابتسامه : شكرًا جدًا لحضرتك يا فندم .. وإن شاء الله هحضر في الميعاد .
المتصله : لا شكر علي واجب .. مع السلامه .
انتهي الإتصال ليحتضن إسلام أخته بسعاده وهو يتمتم : الحمد لله قبلت يامريومه قبلت .
مريم بسعاده من أجل أخيها : الف الف مبروك ياحبيبي .. ربنا يفرحك كمان وكمان .
قبَّل جبينها بحب قبل ان يقفز من مكانه وهو يتحدث بخفه : هروح أفرَّح ماما بقا كمان .. دي هتتبسط اوووي .
أوقفه طرقات هادئه علي باب المنزل علم علي الفور صاحبتها .. فاقترب سريعًا وفتح الباب لتظهر مليكته بطلتها الجذابه رغم إرتدائها لعباءة سوداء بنقوش فضيه من الأكمام مع حجاب فضي يغطي خصلاتها ووجهها الأبيض بطبيعته مع عينيها التي لا يمكنه تحديد كونها رماديه أو مائله للزرقه لأنه لا يطيل النظر اليها .. ولا يجرؤ علي سؤال مريم بسؤال كهذا .. لكنه سيعرف يومًا ما .. وهذا اليوم قريب .. قريب جدًا .. فأولي خطوات بناء مستقبله قد تمت منذ دقائق ..
أفاقه من شروده حمحتها المتوتره ..
إسلام سريعًا : ااا .. أهلا أهلا يا أروي .. ااا قصدي يا آنسه أروي .. اتفضلي مريم جوه .
دلفت أروي بابتسامه مضطربه .. فوجوده يربكها بحق : شكرًا لحضرتك .
إسلام : الشكر لله .. يا مريييم .. مريم اروي صحبتك جت .
خرجت مريم وهي تقفز علي قدم وأخري مبتسمه : هلا وغلا يا غاليتي .. تعالي يلا ندخل أوضتي .. جهزت كل حاجه هنذاكرها .
دلفت اروي بهدوء وتقدمت مريم لتسبقها الي غرفتها بينما نظرت مريم تجاه إسلام بمكر : ايه يا حبيبي هتفضل عندك كتير ولا ايه ؟.. مش كنت رايح تفرح ماما !
إسلام بارتباك : اا .. اه .. اه انا رايح أهو .
تركها ودلف للمطبخ حيث والدتهما في حين دلفت مريم لصديقتها وابتسامه مشرقه تعلُ وجهها وأمل كبير في قلبها بأن يتحقق ما تتمناه دومًا ذات يوم .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يقف في شُرفته يرتشف كوب الشاي بهدوء وهو ينظر أمامه بابتسامه شارده يتذكر هيئتها التي حُفرت في ذاكرته من نظرتين فقط .. تنهد بهدوء وهو يتمتم بصوت غير مفهوم : فرقه تالته .. باقي أعرف إسمها .
قاطع شروده صوت أخيه من الخلف : اتجننت خلاص ؟.. بقيت تكلم نفسك ؟
التفت مروان سريعًا وهو يبتسم في وجه أخيه : لا يا سيدي لسا بعقلي أهو .. ايه ياعم بتغيب كتير في الفتره الأخيره ليه ؟
جود بنبره متعبه : كان في مقابلات عشان تعيين محاسبين ومهندسين جدد .. والموضوع مش سهل انت عارف .
مروان : ربنا يقويك يا حب أخوك .. بس انت لسا مكشفتش يا جود ؟.. البرد ده هيخلص عليك كده .. انت وشك أحمر وعنيك كمان وصوتك بايظ خالص .
جود : هشوف كده يمكن أروح آخر النهار .. المهم عامل ايه في كليتك ؟
مروان بابتسامه : يعني .. ماشي الحال الحمد لله .
جود : محتاج حاجه ؟
مروان بنفي : لا ياحبيبي تسلم .
جود : مروان لو احتجت حاجه مش لازم أقولك تعالي قولي .. من فضلك متترددش إنك تقولي .
مروان بتأكيد : يا عم وانا ليا مين غيرك بس .. متقلقش والله انا فل ومستوره الحمد لله .
جود بابتسامه : ربنا يوفقك ياسيدي .. طيب هروح مشوار سريع كده وأرجع .
مروان : طريقك مُيسر يارب .
ابتسم له جود بهدوء قبل أن يغادر الغرفه ثم المنزل بأكمله .
بينما عاد مروان لأفكاره من جديد ..

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

أتي اليوم المنتظر بالنسبه لإسلام .. فاليوم سيستلم وظيفته وأخيرًا .. بدأت والدته تودعه بالدعاء له بالتيسير وصُلح الحال وكذلك والده الذي ينظر لابنه بابتسامه رضا : ربنا ييسرلك طريقك يابني .
إسلام بابتسامه : ربنا يخليكوا ليا يارب .. يلا السلام عليكم .
غادر المنزل متجهًا حيث الشركه وقد وصل الي مكتب السكرتاريه في التاسعه تمامًا ..
ديما السكرتيره : حضرتك إسلام الشوادفي مش كده ؟
إسلام بهدوء وهو ينظر الي الأرض : اه ان شاء الله .
ديما : دقيقه يا بشمحاسب هدي البشمهندس خبر .
وبالفعل دلفت لثوانٍ فقط ثم خرجت مفسحه له الطريق كي يدلف بهدوء : السلام عليكم .
جود بابتسامه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ما شاء الله في معادك تمام .
إسلام بابتسامه : أكيد حضرتك لازم الإنضباط والوفاء بالمواعيد .
جود بهدوء : اتفضل يا إسلام عشان نتناقش في بعض الأمور .
جلس إسلام بهدوء ليتحرك جود من خلف مكتبه وجلس مواجهًا لإسلام ثم تحدث بهدوء : شوف يا إسلام .. أنا مش بس إخترتك لشهاداتك وخبراتك العلميه .. أنا اخترتك بناءًا علي إرتياح قلبي ليك وإحساسي بقربك من ربنا .. فهقدر أسلمك مكتب الحسابات وانا متطمن إنه في إيد أمينه .
إسلام : ربنا يجعلني تحت حسن ظن حضرتك يا فندم .
جود بهدوء : مفيش داعي للألقاب .. أنا مش كبير أوي كده يا عم .. دا انا كلها ٢٧ سنه بس .
اسلام بابتسامه : ولو يا فندم المقامات محفوظه .
جود : مقامات ايه بس يابني .. الموضوع مش مقامات خالص .. انا مبهتمش بالشكليات دي .. بس علي العموم زي ما تحب .. تقدر تستلم شغلك من دلوقتي .. ولو لسا مش مستعد يبقي هنتظرك بكره .
إسلام : لا خالص .. هستلمه دلوقتي ان شاء الله .
جود بإماءه : تمام جدًا .. ودلوقتي هتخرج معاك الأستاذه ديما وهتوصلك لمكتبك .. وهناك هتلاقي محاسب إسمه علاء .. هيقعد معاك ويقولك علي كل المطلوب .. وإن شاء الله تسعد في الشغل معانا .
إسلام وهو يقف مصافحًا إياه : إن شاء الله أكون تحت حسن ظنك .. بعد إذنك .
خرج إسلام وقد دلته ديما علي مكتبه وجلس لبعض الوقت مع علاء زميل عمله الذي بدأ بشرح كل المطلوب منه .. وقد استوعبه إسلام سريعًا .. وبدأ بإسم الله متمنيًا أن يؤدي أمانته علي أكمل وجه .

قُضي يومه الأول بالشركه وعاد لمنزله بحالة من الإرتياح والهدوء .. أحضر لكل من بالمنزل هدايا بسيطه بمناسبة عمله .. ولم ينسي مليكته بالتأكيد .. وصل لمنزله وترجل من سيارته بهدوء .. صعد للمنزل ليجد أن أروي تهم بالذهاب ..
إسلام بهدوء : السلام عليكم .
أروي ومريم معًا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ثم أكملت مريم وهي تقفز الي أخيها محتضنه إياه : عملت ايييه .. طمني .
إسلام بضحكه خفيفه : ابعدي بس عني عشان اعرف اقولك .
ابتعدت مريم بهدوء فنظر اسلام لأروي نظره سريعه وهو يتمتم : مروحه ولا اي ؟
أروي بخجل وناظريها لم يرتفعا عن الأرض : اه ان شاء الله .
إسلام : طب البسي يامريم هنوصلها .
اروي بسرعه : لا لا مفيش داعي .. حضرتك لسا جاي من الشغل وأكيد تعبان ومحتاج ترتاح .
اسلام بابتسامه : ياستي انا مشتكتش .. يلا اتفضلي عما مريم تلبس .. وانا هسلم علي ماما .
دلفت مجددا وجلست في غرفة الجلوس حتي دلف اسلام الي والدته وقد سمعت ضحكتهما معًا وكذلك فرحتها بشئ ما ودعائها المستمر له ... ثم سمعت خطواته التي تقترب منها فارتبكت قليلًا .. لكنها تنفست الصعداء حينما طرق علي غرفة مريم ودلفها بهدوء .. أعطاها شئ ما جعلها تقفز مجددًا بين أحضانه وهي تدعو له .. تُري هل ستحظي يومًا ما بحضنه وضحكته الصافية تلك ؟.. زجرت نفسها وتفكيرها وهي تفرك يديها معًا ..
أتاها سفيان الصغير راكضًا وهو يتمتم : اروي يا اروي شفتي جابلي ايه اسلام ؟
نظرت لما بيده فوجدته طقم من الصوف الناعم عباره عن غطاء للرأس وكوفيه وجوارب وجوانتي ..
أروي بابتسامه : حلوين أوي يا حبيبي .. تلبسهم بالهنا يارب .
اقتربت مريم منها ومدت يدها بحقيبه صغيره وهي تتمتم : إسلام اتقبل في الوظيفه والنهارده كان أول يوم ليه .. فجابلنا كلنا هدايا .
أمسكت أروي بالحقيبه لتشاهد ما بها علي إعتقاد أن هذه هدية إسلام لمريم ومريم أحضرتها لها لتراها .
كانت الحقيبه تحتوي علي ماسكة للشعر علي شكل فراشه وطوق شعر كذلك به فراشه من إحدي جوانبه وطوق عنق يشبه الشباك أسود اللون .. بالإضافه لبروش يخص الحجاب من اللون العسلي .
ابتسمت أروي بحب وهي تتمتم : حلوين أوي وزوقه حلو جدًا .. تلبسيهم بالهنا يارب .
مريم بابتسامه : انتي اللي تلبسيهم بالهنا يا سكر .. دول بتوعك إنتي .. وانا جابلي اخواتهم بالظبط .
أروي وهي ترمش عدة مرات بعدم فهم : اا .. يعني .. يعني ايه ؟
مريم بضحكه : يعني دول بتوعك ياعبيطه .
قاطعهما صوته متمتمًا : يلا ؟
وقفت أروي سريعًا والارتباك واضح عليها وتمتمت بحلق جاف : اا .. شـ شكرًا .
اسلام بهدوء : شكرا علي ايه .. انتي زي مريم .. يلا هسبقكم علي بره .
نزل درجات السلم وهو يتمتم في نفسه : مش زي مريم أوي يعني .
بينما وقفت اروي حائره : هل هي أخت له لا أكثر .. هل سيتعلق قلبه بفتاة اخري ؟.. هل سيتدمر قلبها بعدما تستفيق علي حب إسلام لأخري ؟
قاطع أفكارها وتخبطها يد مريم التي شعرت بها وبما يدور في خلدها : يلا ياحبيبتي .. ومتفكريش كتير .
نزلت أروي معها ولم تفكر في مقصد مريم من كلماتها تلك .

رواية احببناها مريمية الحلقة الثانية 

وصل إسلام حيث منزل أروي ونزلت من السياره بهدوء دون ان تتحدث .. فترجلت مريم هي الأخري وركضت تجاهها : أروي !.. أروي استني .

وقفت أروي ونظرت تجاهها لتبتسم لها مريم بحب وهي تتمتم بصوت خفيض : إسلام يقصد إنك زيي في الهديه .. لإنه جايبلي نفس الهديه .. لكن مش زيي في المكانه .. عشان انا اخته .
أنهت جملتها بغمزه ثم قبلت وجنة صديقتها وذهبت تجاه السياره وهي تقول لها : أشوفك بكره إن شاء الله ياحبيبتي .
أنهت جملتها وركبت مع أخيها وغادرا المكان بهدوء تاركين تلك التي تُعيد كلمات مريم في عقلها مرارًا وتكرارًا محاوله فهم ما ترمي اليه كلماتها .. ابتسمت في النهايه وصعدت الي منزلها بهدوء .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

أنهي بعض الشيتات المطلوبه منه وتحرك باتجاه المطبخ ليقوم بعمل بعض القهوه .. توقف في منتصف الطريق وهو يستمع لباب المنزل يُفتح ..
مروان بابتسامه : حمد الله ع السلامه .. ايه جاي بدري مش عوايدك يعني !
جود بحاجب مرفوع : مش خير !
مروان بضحكه خفيفه : لا يا عم خير .. ابن حلال والله .. حاولت اعملي أكل وآكل بس مكنش ليا نفس لوحدي .. هجهز لقمه علي السريع ونتعشي سوا بقا .
جود : مبلاش انت يا مارو تقف في المطبخ .. انا هطلب جاهز أرحم .
مروان رافعًا إحدي حاجبيه : طب ايه رأيك بقا منتاش متعشي غير من عمايل ايدي .
جود بمشاكسه : طب اول ما اتخلص ورحمة أبوك اتصل بالإسعاف .. يعني الإحتياط واجب برضو .
ألقي مروان المنشفه المعلقه بجانبه علي جود وهو يتمتم : هو انا زيك يا قعِّيد المكاتب انت .
جود بضحكه : قعِّيد ؟!!.. يابااااي من ألفاظك .. انت بتتعلم ايه بالظبط في الكليه ؟
مروان : عمايل المسقعه ياخفيف .
انهي جملته وهو يدلف للمطبخ في حين ابتسم جود بهدوء وهو يستنشق بعض الهواء المعبء برائحة والديه المتوفيين .. فهما غادرا الحياة منذ سنوات لكن لا تزال رائحتهما تملأ أرجاء المنزل ..
دلف جود الي غرفته وقام بتبديل ثيابه لثياب مريحه ثم خرج وتوضأ وأتم صلاة العشاء ثم وقف الي شرفته ينظر الي الطريق أمامه .. حتي أتاه صوت مروان مناديًا إياه ..
دلف جود حيث وضع مروان العشاء .. وصفَّر بإعجاب علي المائده الصغيره التي رتبها مروان جيدًا بشكل لطيف .. كان قد أعد بعض البيض الأومليت مع طبق من الجبن الأبيض وكذلك هناك أربعة من البيض المسلوق بالإضافه لطبق من البطاطس المقلية بعنايه وبجانبه طبق من الباذنجان والفلفل المقليان كذلك واعتصر فوقهما ليمون .. ولم ينس مخلل الليمون الذي يحبه جود كثيرًا .. وكذلك طبق منظم من الطماطم المقطعه لشرائح دائريه منمقه وبجانبها قطع الخيار المقطعه شرائح دائريه كذلك ..
ابتسم حينما وجد الفلفل الأسمر بجانب البيض المسلوق .. حقًا لم ينسَ مروان شيئًا .
جود بتفكير : اممم .. الأكل ده عايز شوية طعميه مع شوية فول وبصل أخضر وطبلية وشوية شاي أحمر كده سخن موحوح .. وعيش يامعلم .
مروان متابعًا : متنساش ان الدنيا دي كلها تبقي في أرض خضره .
ضحك جود بخفه وهو يجلس الي الطاوله الموجوده بمنتصف المطبخ .. وبدآ في تناول طعامهما بهدوء وصمت قطعه مروان في تردد : جـ جود .
جود : هممم .
مروان بحذر : انا عارف انك ضيعت كتير من عمرك عشان تربيني وتعلمني وتكبرني .. بس أنا فعلا كبرت كده ويُعتمد عليا صدقني .
جود بابتسامه : خلص بس رابعه علي خير وهتيجي تمسك معايا الشركه .
مروان : جود انا مبتكلمش عن الشركه .. وبعدين كمان انا عايز اشتغل في الشركه مش أشغلها .
جود بعدم فهم : يعني ايه ؟
مروان : يعني هاجي اشتغل فيها كموظف عادي علي حسب خبرتي .
جود باندهاش : انت بتتكلم ازاي يا بني .. دي شركتك .
مروان : بس انت طول عمرك بتعلمني الاعتماد ع النفس .. وانا عايز اترقي في شغلي بخبرتي ومجهودي .
جود بابتسامه : لك ما تريد ياعم .
مروان : طيب انا كنت أقصد حاجه تانيه بخصوص انك تعتمد عليا .
جود : اي هي ؟
مروان : تشوف نفسك بقا شويه .
جود : اشوف نفسي في ايه مش فاهم ؟
مروان بتوضيح صريح : تتجوز وتكون أسره يا جود .
جود : بس انت كل أسرتي يامروان .. انا مش محتاج حاجه تانيه .
مروان : وانا هفضل طول عمري أسرتك وجنبك وايدينا واحده .. لكن لازم تبني أسره ليك مستقره .. تتجوز وتخلف .. ده حقك يا جود .. انا كبرت دلوقتي وانت العمر بيجري بيك .. مش هينفع تعيش عمرك كله عشاني وبس .. انا مرضهاش أبدًا .
جود بتنهيده : سيب كل شئ لأوانه يامارو .. أنا عليا أعمل الشاي بقا .
انهي جملته وهو يتحرك .. في حين تنهد مروان بحزن .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

تحركت بخفه عن فراشها الدافئ وتوضأت من أجل تأدية صلاة الفجر كعادتها .. لا تعلم سبب تلك الإبتسامه والبهجه الزائده قليلًا لهذا اليوم .. لكنها استبشرت خيرًا ..
انهت طقوس صباحها كالمعتاد من شرب حليب دافئ وقراءة وردها اليومي وارتدائها ملابسها الجامعيه واتصالها علي أروي حتي لا يغلبها النوم ..
خرجت من غرفتها بابتسامه وهي تقفز علي قدم وأخري .. قبَّلت يد والدتها تزامنًا مع طرقات الباب التي أنبأت بوصول أروي .. وقد ذهبت مريم وفتحت لها لتدلف وتصافح والدة مريم بحب ..
خرج إسلام هو الآخر من غرفته وكان يرتدي جينز ازرق مع تيشرت أبيض برقبه يعلوه جاكت جينز أزرق من نفس درجة البنطال ويأتي غالبية شعره البني الي الجانب الأيسر والبقيه الي الجانب الأيمن مع رفعه لغرته للأعلي مرتديًا حذاءه الرياضي الأبيض .. لقد كان رغم بساطته يتمتع بأناقه لامعه حقًا .. مريم بتصفير وإعجاب : ايوه ياعم .. ماشيه معاك .
إسلام بابتسامه : عجبك ؟
مريم بغمزه : اي اللي عجبني .. ده انت آخر چنتله ياجدع .
اقتربت والدتها منه وهي تضع يدها اليمني علي صدره واليسري خلف ظهره وتربت علي صدره بخفه وهي تقبل كتفه بحب : ربنا يحميهولي ابن بطني وحتة من قلبي وييسر طريقه ويكفيه شر ولاد الحرام .
إسلام وهو يقبل رأسها : أهو انا من غير دعواتك دي ولا حاجه .. ربنا يخليكي لقلبي ياست الكل .. يلا يا بنات ؟
مريم : يلا يا خويا يلا .. ومش تدعيلي ياماما مش تدعيلي .. ما انا اصلي مش بنتك ياختي تقوليش مخلفتيش غير اسلام .
سفيان من خلفهم : انا بحبك وهدعيلك يامريم .
اقتربت منه وأخذت تقبله بحب وهي تتمتم بين كل قبله واخري : وانا بحبك يا كل حياة مريم وبموت فيك .
الأم بضحكه : انا مش عارفه مين اللي خلفتك يا سفيان بصراحه انا ولا مريم .
سفيان وهو يقبل وجنة مريم : جيبيلي حاجه حلوه معاكي .
اسلام : اهو لو مش الحاجه الحلوه دي ولا هيعبرك .
مريم : انا راضيه .. اطلع انت منها بس .
اسلام : طب يلا ياختي هنتأخر .. ما تقولي حاجه لصحبتك يا آنسه أروي .
أروي وقد استفاقت من شرودها بابتسامته وصوته وأناقته : هاه .. اه .. اه يلا يامريم هنتأخر .
خرجوا جميعًا وأوصلهم إسلام حيث بوابة الجامعه ثم غادر حيث عمله ..

انتهت المحاضره الأولي وكان لدي الفتاتان استراحه لمده ساعه كامله .. ذهبتا للكافتريا وأحضرت مريم بسكويت مع الشاي بينما أحضرت أروي بسكويت مع شويبس وذهبتا حيث الحديقه وجلستا تحت ظل إحدي الشجرات الضخمه وقامت مريم بتشغيل هاتفها علي أنشودة بصوت أحمد بو خاطر والذي تحب سماعها كثيرًا وبدأت تُنشد معه بعذوبه غير مدركه لذاك الذي يجلس خلف الشجره من الجانب الآخر يستمع اليها في ابتسامه وقلب ينبض تنغما مع صوتها ..

ليه يا دنيا الناس بتقسى .. كل يوم على بعضها
ليه يا دنيا الناس بتنسى .. يوم رجوعها لربها
ليه يضيع منا الأمان .. والأمين نفتكره خان
ليه بنخدع .. ليه بنجرح
كلنا راميين شبكنا فى بحرها
ليه ياناس على بعض هُونَّا .. والمحبة بقت رخيصة
والاخوة الى ما بينا .. جوا سجن بقت حبيسه
دنيا لون الغدر فيها .. والظلام والخوف ماليها
النعيم لو فيها زايل .. بالخداع مدت ايديها
الحقيقة زيفتها .. والسعادة مررتها
جاية تجرى يا ناس علينا .. وهى فتحلنا درعتها
واترمينا فى حضنها ..
الى فيكى يا دنيا عايش .. بالايمان وبقلب نادى
مش بيطمع غير فى انه .. ربنا يكون عنه راضى
تجرحيه ويعيش حزين .. تقتلى فيه الحنين
قال نبينا يا دنيا انك .. انت سجن المؤمنين
الايمان هو الصديق .. في الصعاب بيكون رفيق
بالايمان ع الدنيا نصبر .. مهما بينا راح تضيق
ربنا هيحلها ..
ليه يادنيا الناس بتقسي .. كل يوم علي بعضها

لينك الأنشوده علي الساوند 👇


انتهت الأنشوده لتتحدث اروي : مريم ليه متنشديش بصوتك وتنزلي الاناشيد دي علي الساوند أو تعملي ليكي بيدج خاص .. بجد الحاجات دي حلوه اوي ومبهجه .
مريم : اممم .. مفكرتش في الموضوع قبل كده بالطريقه دي !!
أروي : إسألي إسلام لو مفهاش حاجه يعني هتبقي حاجه لطيفه اوي .. انتي صوتك نغمه أصلا سواء في القرآن او الإنشاد .. ربنا يحفظك .
مريم بابتسامه : هقوله اوك .. بقولك ايه صح .. من كام يوم كده إسلام وراني جروب حلو أوي علي الفيس بوك .. كان إسمه " أترك أثر " .. انا شوفت كام بوست كده عجبوني أوي أوي .. بس كنا هنشد قصاد بعض انا واسلام بسببه .
اروي : ليه بس ؟
مريم : قالي هيضيفني فيه وعايزني أتابع في صمت .
اروي : يعني ايه تتابعي في صمت ؟!
مريم : يعني أقرأ ومعلقش ومنزلش عليه حاجه ولا أجاوب علي أسئله ولا أُبدي رأيي في حاجه .
اروي : طب ليه كده ؟
مريم : سألته قالي عشان مشترك ومش هستني لما حد يضايقك ومعرفش ايه .. حاولت أقنعه بس مفيش فايده .
أروي : هو أعلم بالصح ليكي علي كل حال .. واتكلمي معاه تاني ممكن يغير فكرته وطالما جروب كويس فتكسبي ثواب الإفاده فيه .
مريم : ما هو انا بتكلم في كده بقا .. ربنا يهديهولي يارب .
اروي بتنهيده : يارب .
مريم : طب يلا بقا .. يدوب نطلع المحاضره ونروح .. وإسلام مبقاش هيروحنا .
اروي : عشان شغله ؟
مريم بتأكيد : اه .. بيبدأ من تسعه ويخلص أربعه .
أروي : ربنا يقويه ويوفقه يارب .
مريم : ياااارب آمين .
ذهبت الفتاتان للمحاضره دون أن ينتبها لذاك الذي يجلس خلف الشجره من الجانب الآخر وقد استمع لكل شئ .. أخذ يفكر أولًا في طريقه كي يُثني مريم عن فكرة الإنشاد بصوتها .. وأخذ يفكر أيضًا فيمن يكون إسلام هذا بالنسبة لها .. هل هو خطيبها ؟.. أم زوجها ؟.. أم أخيها ؟.. يتمني من كل قلبه أن يكون الأخير .. الآن يشغله شئ آخر وهو تأنيب الضمير .. إنه بهذه الطريقه يتجسس .. لقد جلس هنا فقط آملًا بأن يعرف إسمها لا أكثر .. لكنه جلس واستمع لصوت إنشادها ولحوارها مع صديقتها كذلك .. الآن يقترف ذنبًا .. ويخشي ألا يجمعه الله بها بسبب ذنبه هذا .. لكن قلبه تحدث بجديه ملهمًا إياه بأنه لا طريقه أخري كي يعرف عنها كل شئ كي يتقدم خطوه لطرق باب منزلها .. ثم يعود عقله مُعنفًا إياه بقوه قائلًا بأن أفضل التعارف وأصدقه هو طرقه لبابها .. أغمض عينيه بقوه وهو يتمتم متألِّمًا لتخبطه : ماذا فعلتي بقلبي وعقلي يا مريميه ؟!

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

انتهت المحاضره ولكن لفت انتباه مريم صعود أحد الشباب أمام البروجكتور ثم أمسك بالمايك وتحدث بهدوء : السلام عليكم جميعًا .. مش هاخد من وقتكم أكتر من دقيقتين بس .. إن شاء الله إسمي مروان وأنا طالب فرقه رابعه كلية تجاره هنا .. وليا صديق خريج أزهر شريعه إسلاميه وأصول دين .. إسمه عماد الديدموني .. صديق فاضل .. وبأمر الله هيعمل زي ندوه عنوانها " حياء المريميه " .. هيتكلم فيها عن سلوك كل فتاة فاضله وكيفية المحافظه علي النفس وكيفية تجنب الشبهات وبعض النقاط الواقعه بين الحلال والحرام وكيفية التعامل معاها .. إن شاء الله معادها هيكون السبت القادم في نادي ( ..... ) اللي بجانب الجامعه مباشرة .. قاعة رقم ٣ .. من الساعه ١٠ الصبح لحد ١ بإذن الله .. اللي حابب سواء شاب او بنت يحضر يتفضل يسجل إسمه هنا عشان الاماكن محدوده لظروف المكان .. وشكرًا لحسن الإستماع .

انهي مروان حديثه وأخذ يبحث عنها بعينيه حتي رآها تتحدث الي صديقتها وكأنهما يتشاوران في الأمر .. أخذ يدعو الله من كل قلبه أن تسجل إسمها وتحضرها .. فهو تحدث الي عماد وطلب منه تلك الندوه خصيصًا كي يُجنبها الشبهات ..


أخذ يؤنب نفسه علي جلوسه واستماعه لحوارها مع صديقتها لكنه اهتدي في نهاية الأمر الي أن يساعدها في تجنب الشبهات ..
أخرج هاتفه وبحث عن رقم صديق أخيه الذي تخرج من الأزهر منذ ثلاثة أعوام وبقي خلالهم في عمل الندوات والخطب من أجل التوعيه ..
وللأسف لم يجده .. فهاتف جود وطلبن منه .. سجل الرقم وضغط زر الإتصال حتي أتاه صوت الطرف الآخر : السلام عليكم .
مروان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ازيك يا غالي ؟
عماد : يا مراحب بالغالي .. انا فضل ونعمه من عند الله الحمد لله .. انت عامل ايه يا مروان .. عاش من سمع صوتك .
مروان : ربنا يخليك يارب .. حضرتك عارف بقا الجامعه والظروف .. حقك عليا من تقصيري معاك .
عماد : اعانك الله يا حبيبي متقولش كده .. ربنا يوفقك يارب الي ما هو خير لك .
مروان : آمين يارب وإياك .. اا .. كنت محتاج حضرتك في خدمه .
عماد : لو بمقدرتي مش هتأخر بأمر الله .
مروان : انا محتاج من حضرتك تنظم ندوه توعية وصرف الشبهات وتكون قريبه من الجامعه هنا .. في بعض الزملاء ليا عندهم حيره وتخبط في الشبهات وكده .. ايه رأيك ؟
عماد بابتسامه : بارك الله في أمثالك .. وده شئ يسعدني جدًا .. انا كان عندي معاد يوم السبت الجاي في ندوه خاصه برضو بالقرب من الجامعه .. بس اتأجلت .. لو يناسبك المعاد يبقي أأكد تاني علي الحجز في النادي .
مروان : تمام جدًا .. في أي نادي ؟
عماد : نادي ( .... ) اللي ورا الجامعه مباشرة من الساعه ١٠ الصبح لحد ١ بأمر الله .. مناسب ؟
مروان : طبعا طبعا ياغالي .. شكرًا جدًا .. وأنا هبعت لحضرتك العناوين اللي محتاجها من حضرتك الليله دي علي الواتس آب إن شاء الله .. وشكرًا جدًا لمساعدتك دي وعمري ما هنساها ابدًا .
عماد بابتسامه : عيب كلامك ده يا مروان .. ربنا يجعلنا دائمًا فعالين للخير .
مروان : آمين يارب العالمين .. أشوفك قريب إن شاء الله .. في أمان الله .

أنهي مروان المكالمه وتنهد بابتسامه ارتياح وهو يحمد الله علي تلك الفرصه الذهبيه .


كانت مريم وأروي تتناقشان في أمر تلك الندوه .. حتي اهتدت مريم اخيرًا لإخبار إسلام بالأمر وإن كان بمقدوره مرافقتهما يوم السبت .. فهو يحب مثل تلك الندوات .. وبالفعل قامت بالإتصال به .. اتاها صوته المرح : السلام عليكم أولا .. انسي بقا التوصيل وايام الدلع دي .. انا راجل شغال وعندي شغلي المستقل بعيدًا عن توصيلك أينما اردتي وده ثانيًا .
مريم بضحكه : وعليكم السلام اولا .. وأنا غلطانه اني عايزه مصلحتك ثانيًا .
إسلام بسرعه : لا طبعًا يا حبيبتي انتي تتصلي في أي وقت وتطلبي التوصيل في أي وقت ولـ أي مكان كمان .. ده اسمه كلام ده !
مريم بضحكه : ناس متجيش غير بالدق علي الودان .
إسلام بضحكه : طب انجزي يا اخت عندي شغل انا .
مريم : في ندوه يوم السبت من الساعه ١٠ للساعه ١ ظهرًا .. اسمها " حياء المريميه " .. ينفع أسجلك معانا لو مش هيعطلك عن شغلك يعني .
إسلام بتفكير : اممم .. مش عارف بصراحه يا مريم .. طب قوليلي مين المعلن عن الندوه ؟
مريم : مش عارفه ده شاب هنا اسمه مروان هو فرقه رابعه اصلا .. وبيقول اللي هيلقي الندوه اسمه .. اسمه .. اسمه ايه يا اروي معلش نسيت ..
أخبرتها اروي باسمه لتتابع مريم : ايوه اسمه عماد الديدموني خريج أزهر شريعه اسلاميه من تلت سنين .
إسلام : تقريبًا سمعت عنه .. طيب بصي سجلي اسمك انتي وأروي ولو فيه رقم لمروان ده هاتيهولي عشان أكلمه بليل أأكد عليه إذا هسجل وآجي معاكي أو تروحوا انتوا .. بس عشان أبلغ بشمهندس جود وكده .
مريم : خلاص ياحبيبي اوك فهمتك .. يلا أسيبك تكمل شغلك .. لا اله الا الله .
اسلام : محمد رسول الله .

اغلقت مريم الهاتف وتوجهت تجاه البروجكتور مع أروي وقاما بتسجيل إسميهما .. ثم تقدمت مريم حيث يقف مروان وخلفها أروي ..
مريم بصوت منخفض وهي تنظر للأرض : السلام عليكم .
مروان وهو يحاول التحكم في ارتباكه : و وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. اا ... اتفضلي .
مريم بهدوء : لو سمحت انا أخويا محتاج رقم حضرتك عشان يأكد حضوره للندوه او عدمه .. لو أمكن .
مروان وهو يكتب الرقم علي ورقة ما : أكيد حضرتك مفيش اي مشكله .. اتفضلي .
القي آخر كلماته وهو يعطيها رقم هاتفه .
مريم : شكرًا جدا و بارك الله في حضرتك .
مروان : لا شكر علي واجب .. وبتمني لحضراتكم الإفاده .
اماءت مريم بابتسامه قائله : يارب .. بعد اذنك .
غادرت مريم ومعها أروي تاركه خلفها قلب يكاد صوته يُسمع من قوة ضرباته .. أخذ يتنفس ببطء في محاوله جادة لضبط أنفاسه وهو يدعو الله في نفسه : يارب متعلقنيش بيها بالطريقه دي لو مش هتكون نصيبي .. يارب ان كانت خيرًا لي فقربني منها وقربها مني وإن كانت غير ذلك فاشدد علي قلبي .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يعمل علي حاسوبه بعد ان أنهي مكالمته مع مريم .. حينما أتته ديما وطلبت منه الذهاب لمكتب جود بعد انتهاء يوم عمله .. فكر قليلًا في سبب طلبه له .. لكنه سلم الأمر لله وأتم عمله حتي انتهي وذهب حيث مكتب جود الذي سمح له بالدلوف فور وصوله ..
إسلام بابتسامه : السلام عليكم .
جود رافعًا رأسه عن الأوراق التي أمامه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ازيك يا إسلام عامل ايه ؟
إسلام : الحمد لله يا فندم بخير .
جود : اتفضل يا إسلام عايزك شويه .
جلس إسلام مقابله ليقف جود ويدور حول مكتبه جالسًا مقابل إسلام واخذ شهيقًا طويلًا أخرجه ببطء مع كلماته : قولي يا إسلام اي أخبار الشغل معاك ؟.. يعني مرتاح معانا وكده؟
اسلام بتأكيد : اه جدًا الحمد لله .
جود هازًا رأسه بابتسامه : طب الحمد لله .. شوف يا إسلام .. انا مبحبش أتعامل علي إني مالك شركه وعندي موظفين .. أنا كل موظفيني هنا أصدقائي واخواتي وبيتعاملوا معايا علي المبدأ ده .. فياريت تكون انت كمان معايا كده .
إسلام : وأنا يسعدني جدًا يافندم طبعًا ويشرفني .
جود بجديه : يبقي بلاش فندم والجو ده .. انا بيني وبينك سنتين حرام عليك تكبرني كل ده .
ابتسم اسلام بود ليتابع جود : خلينا اصحاب .. وقولي .. لازمك مرتبك مقدم ؟
اسلام بعدم فهم : ليه مقدم ؟
جود : يعني مرتبك موجود لو حبيت تاخده مقدم او في نص الشهر او آخر الشهر .. امته ما تحب تقدر تاخده .
اسلام بتفهم : فهمت حضرتك .. بس انا هاخده في آخر الشهر لما أكون عملت بيه وأستحقه .
جود بابتسامه : انا لسا بقول احنا اصحاب يا اسلام .
اسلام بجديه : وانا يشرفني فعلا لكن الشغل شغل برضو .
جود بابتسامه : خلاص ياعم زي ما تحب وانا هحترم رغبتك .. وفي اي وقت تحتاجني فيه مش لازم اقولك اني موجود عشان بأمر الله هتلاقيني ديمًا موجود .. فـ متترددش .
إسلام بابتسامه : جزاك الله خيرًا .
جود : وجزاك .
اسلام بتوتر : اا .. كنت عايز استأذنك في حاجه بس .
جود : اكيد طبعا اتفضل .
اسلام : في ندوه يوم السبت في نادي بجانب الجامعه .. واختي حابه تحضرها .. وطلبت وجودي معاها .. فيعني لو ينفع .. استأذن يوم السبت من ١٠ ل ١ واعوضهم في اي يوم تاني .
جود : ايه اللي بتقوله ده بس يابني .. طبعا تقدر تروح مفيش اي مشكله .. اممم .. ولو ينفع خدني معاك .
اسلام بابتسامه : بتتكلم جد ؟.. حابب تحضر ؟
جود بتأكيد : ايوه بجد .. لو ينفع احضر محضرش ليه .
اسلام : خلاص انا هأكد علي حضرتك بليل المعاد تاني .
جود : وانا هكون في انتظار تليفونك بكل تأكيد .
اسلام : طب استأذن انا ؟
جود : اتفضل .. في رعاية الله .
غادر اسلام المكتب براحة كبيره وحبه واحترامه لجود يزداد يوم بعد يوم ..

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

طرق علي باب المنزل بخفه لتفتح مريم الباب بابتسامه : حمد الله علي سلامتك يا حلوو .
اسلام بضحكه : السلام عليكم يا لميضه .. ايه سر الفرحه دي ؟
مريم : مش عارفه بصراحه بس من الصبح وانا فرحانه كده بلا سبب .
اسلام : ربنا يفرح قلبك ديما يارب .. ماما فين ؟
مريم : في مكانها المفضل .
دلف اسلام الي المطبخ وقبل جبين والدته بحب : انتي مبتطلعيش من هنا خالص ؟.. اجي بدري الاقيكي هنا .. اجي متاخر الاقيكي برضو هنا ؟!
الام : مكاني المفضل علي رأي مريم .
اسلام بابتسامه : طيب ياست الكل المهم انتي كويسه؟
الأم : الحمد لله ياحبيبي .. يلا غير هدومك وظبط حالك هيكون بابا جه ونتعشي مع بعض .
اسلام : حاضر يا قمر .
خرج اسلام وانهي طقوسه المعتاده ثم طرق بخفه علي غرفة مريم التي أذنت له بالدلوف : بتعملي ايه يا مشاكسه ؟
مريم : تعالي يا حبيب المشاكسه .. اتفضل ده رقم مروان .
اسلام وهو ينظر للرقم : عاوز اسأله عن كذا حاجه لإن بشمهندس جود هييجي معايا .
مريم : واو .. طب شوف كده وكلمه عشان هو كان قال الاماكن محدوده .
اماء إسلام قبل أن يهاتفه ..
مروان : السلام عليكم .. اا .. حضرتك استاذ مروان منظم الندوه ؟
مروان بتأكيد : اه ان شاء الله .. اتفضل حضرتك .
إسلام بابتسامه : كنت عايز أطلب من حضرتك لو في أماكن شاغره لشخصين زياده .
مروان بابتسامه : ان شاء الله موجود .. اتشرف بحضرتك ؟
اسلام بهدوء : اسلام أحمد الشوادفي .
مروان : تمام ان شاء الله تشرفنا يوم السبت .
اسلام : شكرًا جدًا .. وجزاك الله خيرًا .
مروان : وجزاك .. في إمان الله .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

انهي مروان المكالمه ثم نظر الي الطريق أمامه من شرفته وابتسامه سعيده تزين ثغره .. إسلام أحمد الشوادفي ومريم أحمد الشوادفي .. إنهما أخوين ..
تنهد بارتياح قبل أن يصل لمسامعه صوت إغلاق باب المنزل .. خرج من غرفته ليقابل أخيه الذي عاد للتو .. لكنه مشغول مع مكالمه هاتفيه .
جود بتأكيد : خلاص ان شاء الله السبت معادنا .. هشوفك هناك .. في حفظ الله .
مروان بابتسامه : حمد الله علي سلامتك .
جود : الله يسلمك .. مروان معلش ممكن تعملي فنجان قهوه مانو عما اغير واصلي العشا ؟.. معايا ورق مهم لازم أراجعه قبل ما أنام .
مروان بتأكيد : أكيد .. بس مش عايز تاكل حاجه الأول ؟
جود : لا لا .. أكلت في المكتب من شويه .
مروان : بالهنا .. عما تخلص هكون خلصتلك القهوه .
وبالفعل أحضر مروان القهوه من أجل أخيه الذي جلس الي أحد المقاعد بغرفة الجلوس بجانب المدفأه وهو يراجع بعض الأوراق ..
مروان : أعانك الله .
جود بابتسامه : تسلملي .. ها ايه اخبار جامعتك .
كان مروان بحاجه ماسه الي إخبار أخيه بأمر مريم .. فبالتأكيد سينصحه للطريق الصواب ولكن ..

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
يتبع .....

سؤال الحلقه ..
تفتكروا مروان هيقول لجود ؟.. ولو لأ ؟ فـ ليه؟
تفتكروا اي ممكن يحصل في الندوه دي ؟

رواية احببناها مريمية الحلقة الثالثة 

كان مروان بحاجه ماسه الي إخبار أخيه بأمر مريم .. فبالتأكيد سينصحه للطريق الصواب ولكن كيف يفعل ذلك ؟.. كيف يخبره بأن قلبه نبض لأجل إحدي فتيات حواء وأخيه الي الآن يسعي من أجل مستقبله ولم يفكر بنفسه حتي .. هل سيخبره أنه أحبها من مجرد نظرتين .. ويا إلهِ لقد كانت نظرتين ليستا من حقه .. بل إنه تجسس عليها ليعرف اسمها .. هل هناك ما هو أسوء ؟!!.. كيف يخبره بكل هذا ؟.. هل بعد كل تلك السنوات التي قضاها جود وحيدًا من أجله يأتيه بكل بساطه ويخبره بأنه أحب فتاة .. حسنًا ماذا بعد ذلك ؟.. هل سيتقدم من أجل خطبتها ؟!.. وماذا عن أخيه إذًا ؟ ..

أتاه صوت جود لينتشله من أفكاره : ايه يابني سرحان في ايه كده ؟
مروان بانتباه : هاه .. لا ولا حاجه .
جود وهو يضع الملف الذي بيده الي الطاوله : مالك يا مارو ؟.. ومتقلش ولا حاجه .. انا اللي مربيك وعارفك .. ها في ايه ؟.. ايه شاغلك كده ؟
مروان بضحكه مازحه : ايه ياعم ده .. بجد مفيش حاجه انا بس ذاكرت كتير ودماغي صدعت .
جود : طب قوم ارتاح شويه يلا عشان كمان بتصحي بدري لجامعتك .
مروان : وانت ؟
جود : انا خلاص نص ساعه بس والحقك .
مروان بابتسامه : تمام .. أعانك الله .
جود : تسلم ياغالي .
غادر مروان الي غرفته ليعتزل مع أفكاره المتخبطه .. كيف له أن يحل تلك المعضله ؟

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

أصبحت الأيام تسير بروتينها المعتاد الخاص بأيام الدراسه .. صباحًا الفتاتان بالجامعه يحضران محاضراتهما ويعودان كلٌ لمنزلها ..

أتي يوم السبت وكانت مريم ترتدي ثيابها التي ستذهب بها الي تلك الندوه وكانت عباره عن فستان بنفسجي واسع يعلوه خمارها اللَّف السيموني ..
سمعت طرقات الباب فعلمت بحضور أروي .. فخرجت سريعًا وفتحت لها الباب ..
اروي بابتسامه : متعرفيش قد اي متشوقه للندوه دي .. عمري ما حضرت ندوات قبل كده ومتشوقه ليها أوي .
مريم : هتحبيها اكيد .. تعالي ادخلي عما اشوف اسلام كده .
دلفت أروي وجلست بالصاله الصغيره الخاصه بالضيوف .. في حين دلفت مريم الي إسلام بعد أن سمح لها بالدلوف : ها خلصت ؟
اسلام : انا مخلص من بدري .. بس بقالي يومين مقرأتش قرآن فكنت بقرأ شويه .. صحبتك جت ؟
مريم : ايوه بره .. هنستناك .
اسلام : وراكي علي طول ان شاء الله .
خرجت مريم وذهبت تجاه المطبخ وقبلت وجنة والدتها ولحق بها اسلام وفعل بالمثل ثم خرج ليري أروي بطلتها البهيه بفستانها البيج الذي تتداخل به رسومات كحليه .. وحجابها الناعم الكحلي .. كم يتمني أن يكون خمارًا .
اسلام بابتسامه : السلام عليكم .. ازيك يا آنسه أروي ؟
اروي بابتسامه هادئه : الحمد لله .. وحضرتك ؟
اسلام بهدوء : بخير الحمد لله .
ثم وجه حديثه لمريم : يلا .
ذهب ثلاثتهم حيث النادي ثم دلفوا الي القاعه بهدوء ..
جلست اروي ومريم بجهة جلوس الفتيات .. بينما جلس إسلام الي أحد المقاعد بجهة الشباب .. ألقي نظرة متفحصه سريعه علي المكان ثم أخرج هاتفه ليتصل بجود ويري لما تأخر ..
جود من خلفه : السلام عليكم .
اسلام وهو يقف سريعًا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. لسا حالًا كنت هتصل بيك .
جلس جود الي جانبه : القلوب عند بعضها .
نظر للمكان نظره سريعه قبل ان ينتبه لدلوف صديقه عماد الي المكان المخصص لجلوسه ثم دلوف مروان بعده مباشرة وجلوسه الي أحد المقاعد .
جود بنبره هادئه : تصدق بالله .. انا مروان اخويا اتصل بيا من يومين وأخد رقم عماد مني .. ازاي مفكرتش انها ممكن تكون نفس الندوه ؟!
اسلام بعدم فهم : هو الداعيه ده صديقك ؟
جود : اها .. صديق طفوله كمان .. لكن مشاغل الأيام بقا .
اسلام بابتسامه : هو مين مروان ده ؟
جود : مروان أخويا في فرقه رابعه كلية تجارة لسا .
اسلام بتفكير : اممم .. تقريبًا هو نفسه اللي كلمته امبارح عشان أأكد عليه حجز مكانين ليا وليك .
جود بابتسامه : واهو طلع اخويا .. بس اللي مستغربه انه مقاليش .. وكمان انه هو اللي كلم عماد .
اسلام : ربنا يجعله في ميزان حسناته يارب .
أمَّن جود علي دعائه ثم انتبها لعماد الذي بدأ للتو : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الجميع : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .
عماد بابتسامه وعيناه لم تحيد عن مقاعد الرجال : أسعدني جدًا تشريفكم النهارده من رجال ومن فتيات .. وكل الشكر والتقدير لمروان السيوفي لإنه سبب من عند ربنا عشان نتجمع النهارده في المكان ده ونستفيد مع بعض .. وده أقصي امانيَّ حاليًا .. اننا بالفعل نخرج من هنا بقدر كبير من الإفاده المتبادله .
نبدأ ندوتنا بالصلاة علي رسول الأمة وأشرف الخلق أجمعين محمدًا صلي الله عليه وسلم ..
الجميع : عليه الصلاة والسلام .
طبعًا الجميع بيسأل نفس السؤال حاليًا واللي هو : سبب تسمية الندوه بإسم " حياء المريميه " .
المريميه هنا تعتبر صفه للفتاة الملتزمه .. مش بييجي يقولك فتاة فاطميه ورجل محمدي ؟
احنا كعرب بقا بنستنتج الصفات من الأسماء بحيث تُشير الي السلوك .. سواء كان السلوك حسن أو غير ذلك .
طيب دلوقتي ازاي تكون الفتاة فتاة مريميه ؟.. بإعتبارك كأب ليها أو كأخ أو كزوج .. إزاي ترشد حواء خاصتك أو الشيماء خاصتك أو فاطمتك لأن تكون فتاة مريميه تتمتع بصفات البتول مريم عليها السلام .

الأول ايه هي كانت صفات مريم ؟..

مريم كانت فتاة مؤمنة بالله عز وجل ، كانت تقية وقانتة لله ساجدة له ، كانت بتول وعذراء لم تقرب الفاحشة ، كانت صابره ؛ حيث صبرت علي الإبتلاء من افتراءات قومها ، كانت صدِّيقة ؛ إذ صدّقت الله تبارك وتعالي ، كانت فرقان ؛ فقد فرقت بين الحق والباطل .
دعوني الآن أسألكم سؤالًا .. هل تتصف ابنتك أو زوجتك أو أختك بصفات مريم ؟ ..
إن لم تكن .. فنصيحتي لك أخي المسلم أن ترشدها لطريق الصواب .. فوالله إنها لمسئوليتك قبل أن تكون مسئولية نفسها .

صمت لدقيقة ارتشف فيها بعض المياه ثم تحمحم وعاد مجددًا ليتحدث بهدوء : بعد أن عرفنا معني عنوان الندوه وكذلك صفات البتول .. دعوني أحدثكم عن الشبهات التي تقع فيها الكثير من الفتيات في زمننا هذا ..
لنتحدث أولًا عن الحجاب ..

يقول عز وجل .. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
[سورة الأحزاب .. الآيه ٥٩ ]

تُسمي هذه الآيه بآية " الحجاب " .. ففيها فرض الله عز وجل علي كل مسلمة أن ترتدي حجابًا يستر رأسها وفتحة ثيابها من عند الصدر وكذلك كتفيها وظهرها حتي لا يطمع فيها أحدًا ..
دعوني أخبركم بأن الأقاويل تعددت في هذه النقطه ..
ولكن ما هو أصحُّها في الإسلام ؟..

لقد بدأ الله عز وجل في آيته الكريمه بزوجات رسول الله صلي الله عليه وسلم لأنهن القدوه لكل مسلمه ..

وقد قال الشيخ الألباني يرحمه الله تعالي بأن شروط الحجاب هي :

١ - استيعاب جميع البدن الا ما استثني .

ففي الآية يوجد تصريح بوجوب ستر الزينة جميعها وعدم إظهار أيًا منها أمام الأجانب .. الا ما ظهر منها بغير قصد فلا تؤخذ عليه إن أسرعت لإخفائه .

٢ - أن يكون صفيقًا لا يشف .

وذلك لأن الستر لا يتحقق إلا بما لا يصف ولا يشف .. وأما ما شفَّ من الثياب فهو يزيد المرأة فتنة وزينه ..
وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : "سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا " .
رواه مسلم من رواية أبي هريرة .

٣ - ألا يكون زينة في نفسه .

لقوله تعالي " ولا يُبدين زينتهن " .

وهنا يشير الي الثياب المزينه والمبهرجة والتي تلفت الأنظار اليها .. ويشهد قوله تعالي ..
{وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}
[سورة الأحزاب : الآيه ٣٣ ]

وقوله صلى الله عليه وسلم :
" ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا ، وأمة أو عبد أبق فمات ، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم " .

٤ - ان يكون فضفاض غير ضيق فيصف شيئًا من جسدها .

وذلك لأن المُراد من الثياب هو منع الفتنه ولن يحدث ذلك الا بالفضفاض .. أما الضيق وإن ستر لون البشره فإنه يصف شكل الجسد أو بعضه .

٥ - ألا يكون مطيبًا مبخرًا .

والآن ماذا يعني قوله عز وجل " يدنين عليهن من جلابيبهن " ؟...

وهو ما يكون فوق الثياب من ملحفة أو خمار أو رداء أو ما إلي ذلك مما يستر الرأس والصدر والكتفين والظهر ..
ثم ذكر بعد ذلك حُكمه في قوله تعالي
{ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} .

ألْحق العليم الأذية بالتبرج .. أي أنها ان لم تستر نفسها فسوف تتعرض للأذي ممن في قلبه مرض .. وربما يُستهان بها .. وهنا الإحتجاب منعٌ لمطامع الطامعين فيهن .

ثم يأتي بعد ذلك ربنا عز وجل فيقول
{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
أي غفر لهن ما سلف من ذنوبهن ورحمهن بأن بيَّن لهن الأحكام وأوضح الحلال والحرام .

فتطوقوا اخوتي في الله بتلك الايه في زمن المغريات وربوا انفسكم وازجروا الهوي .

صمت تام عم في المكان .. فجميع من يستمع اليه قد اقشعرت أبدانهم وينتظرون المزيد والمزيد .

بعد دقيقتين من الصمت تحمحم مجددًا ليتابع : ما هي الفتنه ؟

الفتنة إخوتي في الله مفهوم عميق واسع متشعب ..
دعوني أحدثكم عن قول رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما تحدث عن فتنة النساء : " ما تركت بعدي فتنة أضر علي الرجال من النساء " .
كيف تأتي الفتنة من النساء ؟
تمام نتكلم عامية بقا وبشكل واضح أكتر ..
انا لسا من دقايق قلت الحجاب .. الحجاب لا يليق سوي مع الرداء الواسع الفضفاض لتجنب الفتن .
آدي أول نقطه .
اي تاني ؟
الكعب العالي .. اي ده يا عماد ! الكعب العالي ؟
أجل أخي وأختي في الله .. الكعب العالي من الفتن .
اي تاني ؟
لين الحديث والنبرة .
يعني اي لين الحديث والنبره ؟
تأتي الفتنة بالمرأه من صوتها الناعم مع الرجال ..
زي مثلا لما تكون بتطلب حاجه من أجنبي .. وأجنبي هنا المقصود بيها شخص غريب عنها .. المهم تتحدث بنبره رقيقه ناعمه .. تلك النبره تعتبر من الفتن .. حيث يُفتتن بها الرجل ..
أيُفتتن الرجل من نبرة المرأه ؟؟
أجل من مجرد نبرة المرأه .
طيب في نقطه كمان منتشره في الوقت الحالي ألا وهي الإنشاد .. مش هقول الاغاني بقا .. لا الإنشاد بصوت الفتاة ..

في الأصل إخوتي في الله أن صوت المرأه ليس بعورة وليس من المحرم سماعه ما لم يصاحبه ترقيق او تليين في النبره وذلك أمنٌ من الفتنه حيث قال جل وعلي : {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}
[ سورة الأحزاب : الآيه ٣٢ ]

ولا شك أن الإنشاد بصوت رقيق متنغم مثير للفتنه وإيقاظ الغرائز .

قال أبو أحمد الغزالي في ( الإحياء ) : وصوت المرأة في غير الغناء ليس بعورة ، فلم تزل النساء في زمن الصحابة رضي الله عنهم يكلمن الرجال في السلام والاستفتاء والسؤال والمشاورة وغير ذلك ، ولكن للغناء مزيد أثر في تحريك الشهوة .

وفي هذا يمكننا القول بأنه لا يجوز للمرأه ان تنشد أمام أجنبي ..
وبقي يتحدث عن امثله معاصره وعن الاسباب المانعه لإنشاد الفتاه بصوتها أمام الأجانب لبعض الوقت ..

كانت تجلس كل من اروي ومريم في إنصات شديد وتركيز حتي أنهي حديثه .. فتحدثت أروي بأسف : آسفه يامريم انا مكنتش أعرف بجد .
مريم بابتسامه : اي يا بنتي اسفه علي ايه .. انا كمان مكنتش أعرف .. تحسي الشيخ ده ربنا بعته زي رساله لينا .
اروي : فعلا ربنا يباركله بجد .. بس انا كده حجابي مش مناسب صح ؟
مريم بابتسامه : حبيبتي انتي حجابك مش سئ .. لكن ممكن كمان يطول شوية لتجنب أي شبهه .. لكنه حقيقة مش سئ .
أروي بابتسامه : ربنا يهديني وألبس الخمار .
مريم بابتسامه : يارب ياحبيبة قلبي وان شاء الله أول خمار هيكون هدية مني ليكي .
ابتسمت لها أروي في هدوء ثم عادتا للإنصات .. حيث وقف أحد الشباب ليسأل الشيخ عن شئ ما .

تحدث عماد بعد بعض الوقت في هدوء :

دعونا نختتم ندوتنا بالحديث عن الحب في الإسلام ..
هل هو محرم ان يقع الرجل او المرأه في الحب ؟
الإجابه هنا لا يجوز الإجزام بـ حرام أو حلال .. الا بمعرفة العلاقه .. بمعني ..
احنا بشر .. مبنتحكمش في قلوبنا .. الحب بيدخل القلوب بأسباب وأحيانا بلا أسباب .. ولا حرمة في ميل الرجل لامرأة واختيارها كزوجة له أو في ميل امرآة لرجل واختياره كزوج لها .. وطبعًا الحب في الوقت ده لازم يدفعنا لرباط شرعي إذا تيسرت الأمور .. وان كانت المحبه بسبب قرابه او سابق معرفه او بسبب مثلا سماع شخص لأخبار شخص آخر ولم يستطع دفعها .. فلا حرج عليه .. مع الإلتزام بحدود الله .. أما إذا كانت نتيجة هذا الحب هو الاختلاط والإرتباط برباط غير شرعي وكذلك اللقاءات والنظرات والكلمات العاطفيه فهنا يدخل الحب من باب الحرمه ..
فقد قال الشيخ ابن عثيمين بأن تواصل المتحابين دون وجه شرعي بلاء ، ولا يجوز في هذه الحاله أن يتواصل الرجل والمرأه .

وهناك معلومه صغيره سألني فيها أحد الإخوه الكرام حينما قال : هل رؤية فتاة ما فجأة والوقوع في حبها يُعتبر إثمًا ؟
حسنا .. الاجابة أخي الفاضل أنه لا إثم في ذلك لأن هذا أمر لا يتسبب به الإنسان ولا يُلام عليه .. ولكن بشرط .. ألا يكون منه عمل محرم .. كتكرار النظر او المصافحه والخلوه والكلام العاطفي وغيرها .. أما الحب الذي ينشأ عنه افعال محرمه فيؤثم عليه صاحبه .

ودلوقتي أقدر أقولك بكل بساطه ان حب البنت والولد نوعين ..
اما حب تقي او حب غير معفف ..
الحب التقي هو الحب الذي قذف في القلب ولكن اتقي المحب الله فيمن احب حتي يجد اليه سبيلًا ألا وهو الزواج
اما الحب الغير معفف فهو ما قذف في القلب ولم يستطع المرء الإعفاف عنه .

إلي هنا إخوتي في الله نصل الي ختام تلك الندوه وأتمني من الله عز وجل أن أكون قد أوصلت اليكم ما يُرتضي به النفس .. وأسأل الله العظيم لي ولكم تجنب الشبهات والثبات علي الحق والبعد عن الباطل ..

انتهت الندوه بسلام وخرجت مريم وأروي من القاعه واتجهتا الي سيارة إسلام ينتظرانه ..
في حين وقف جود وذهب معه إسلام تجاه عماد ومروان ..
عماد بابتسامه : جود باشا .. عاش من شافك يا حبيب قلبي .
جود وهو يحتضنه بود : واحشني يا صاحبي والله .. عامل ايه ؟
عماد : تمام الحمد لله .. انت ايه اخبارك ؟
جود : تمام والله نحمد الله .. ترفع الراس والله ياغالي .. بارك الله فيك وجزاك خيرًا علي ما قدمت .
عماد وهو يربت علي ذراعه بحب : وجزاك ياحبيبي .
جود : اقدملك صديق محبب لقلبي اسلام .
عماد وهو يصافح اسلام : اهلا وسهلا بيك .. اسعدني رؤياك .
اسلام بابتسامه : بارك الله فيك .. واسعدك في الدارين يارب .. شكرًا حقيقي علي الجمال اللي قدمته النهارده .. معندكش فكره ساعدتني قد ايه النهارده .
عماد باحترام وتواضع : ربنا يحميك من كل ما يؤذيك ويثبتك ان شاء الله .
مروان : السلام عليكم جميعًا .. ايه ده جود !!
جود : ايوه ياخويا جود .. احضرنا بقا ياعم عماد .. دلوقتي البيه من كام يوم طلب مني رقمك وادتهوله .. ينفع بقا يبقي منظم معاك ندوه بالجمال ده وميقوليش ولا يجيبلي سيره ؟
مروان بسرعه : صدقني نسيت بجد .. حقيقي نسيت خالص .. حقك عليا .
عماد : خلاص ياعم المسامح كريم والحمد لله ربنا محرمنيش من رؤياك النهارده .
مروان بابتسامه : مش هتعرفني ياجود ولا اي؟
جود بابتسامه : ده يا سيدي إسلام .. محاسب معانا وتقدر تقول الثقه بتاعتي في الشركه .
اسلام : ربنا يخليك .
مروان بابتسامه : اه اسلام الشوادفي مش كده ؟
اسلام : ايوه .. وانت مروان السيوفي مش كده ؟
مروان وهو يصافحه : كده يا عم .. علي كده المكانين اللي حجزتهم امبارح كان انت وجود .
اسلام بابتسامه : فعلا .
مروان : تشرفت بمعرفتك ويسعدني جدًا نكون صحبه صالحه .
اسلام : الشرف ليا بكل تأكيد .. طب انا هستأذنكم أوصل اختي وصديقتها لإنهم في انتظاري .. وان شاء الله اشوف حضرتك في الشركه يا بشمهندس .. وفرصه سعيده يامروان واتمني تتكرر .. وخالص الشكر لحضرتك يا شيخنا وربنا يزيدك يارب من علمه ونوره .
صافح الجميع وغادر حيث اخته ومليكته .. وفي قلبه فرحة عارمه لكونه أحبها حبًا تقيًا .. فلم يُخالف ربه في حبها .. بل انه ربط علي قلبه وتجنب النظر والحديث بقدر المستطاع حتي يستطيع ان يربطها بقلبه رباطًا شرعيًا .. وقد اقتربت تلك الخطوه كثيرًا .. فيا معين أعِن قلبي واشدد عليه حتي يحين الوقت المناسب .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

دلف مروان الي منزله وألقي بجسده الي أقرب مقعد .. انه يشعر بشعورين متضادين الآن .. الأول هو الراحه لكون رسالة الإنشاد وحرمته للفتاة قد وصلت الي مريم .. والآخر حيرته في أمر قلبه .. عليه تجنب النظر اليها حتي لا يكون آثمًا .. الي الآن حبه لها ما هو الا حب عفيف .. عليه ان يربط ويشدد علي قلبه حتي يستطيع أن يربط قلبها بقلبه برباط شرعي ..
اتخذ قرارًا لا رجعة فيه .. لا مريم في حياته حتي يُنهي هذه السنه من دراسته ويري أمر جيشه ثم بمجرد بدءه في العمل سيتقدم لخطبتها ..
اخذ يدعو الله من كل قلبه أن يحفظها له إن كانت خيرًا لقلبه .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

توالت الأيام والليالي ومروان ينصب علي كتبه يذاكر باجتهاد فـ امتحانات نهاية العام لم يتبقي عليها سوي أسبوع فقط ..
وكذلك مريم وأروي تحاولان جاهدتان أن تنهيا دروسهما بجد واجتهاد ..
أما عن إسلام فهو يعمل بكل طاقته .. وقد استطاع في تلك المدة البسيطه ان يجد منزلًا صغيرًا بالقرب من منزل والديه وقد قام بشرائه ودفع أولي أقساطه ودخل في جمعية ليستطيع أن يسدد ثمنه وكذلك ليجدده من أجل عروسه التي اتخذ قرارًا بأن يتحدث الي والديه عن رغبته في الزواج من أروي بعد انتهاء إمتحاناتها هي ومريم وسيتقدم لخطبتها .. ليكون له الحق في النظر اليها او التحدث معها علي الأقل .
بينما لا يزال جود منغمسًا في أعماله لكنه لن ينكر احتياجه لفتاة ما كي تشاركه حياته وانه بدأ فعليًا في التفكير في الأمر .. لكنه لم يتعدي التفكير إطلاقًا ..

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

استيقظت في صباح يوم الخميس بنشاط .. أنهت طقوسها الصباحيه ثم خرجت لتطرق علي غرفة إسلام الذي أذن لها بالدخول ..
مريم بابتسامه : عاوزه أختارلك بنفسي اللبس اللي هنروح بيه بكره بيت أروي .
إسلام بابتسامه : طبعًا إنتي اللي هتختاريه .. وكمان تفضلي قاعده جنبي متقوميش أبدًا ها .
مريم بضحكه : اجمد كده ياعم .. معقول جامد كل السنين دي وهتيجي يوم ما تتقدملها متعرفش تقعد علي بعضك ؟!
اسلام : احم .. انتي .. انتي ازاي اا ..
مريم : ازاي عرفت انك بتحبها بقالك سنين ؟.. اقولك ياسيدي .. قلبي اللي بيحب صحبتي هو نفسه القلب اللي بيعشقك .. وانا اعرفك أكتر من اي حد في الدنيا .. ما عدا ماما يعني عشان صراحه هي اللي نبهتني لحاجه زي كده .
اسلام وهو يرمش عدة مرات : ماما !!
مريم : ايون ايون .. ماما اللي قالتلي ايون .
اسلام وهو يجلس الي جانبها : مريم .. اروي متعرفش حاجه صح ؟
مريم بابتسامه : تؤ تؤ متعرفش ياحبيبي متقلقش .
اسلام زافرًا بارتياح : ربنا يعدي بكره علي خير .
مريم وهي تحتضنه بحب : هيعدي ان شاء الله وكل حاجه هتبقي كويسه .. انا فرحانه اوي عشان اخترت اروي تكون شريكة حياتك .. بجد ونعم .. اوعي يا اسلام تزعلها .. اروي بنوته كويسه اوي وطيبه وعلي نياتها وقلبها ابيض اوي .. ومتستاهلش غير كل خير .
اسلام بابتسامه : عندك شك اني ممكن اعاملها غير بالحسني ؟
مريم : لا ياحبيبي طبعًا انا واثقه فيك ومنك .. ربنا يكملكم علي خير يارب ويفرحكم ويسعدكم .
قبل جبينها بحب قبل أن يفعل المثل لوالدته ويغادر الي عمله ..
بينما جلست هي الي الحاسوب الخاص بها وبأخيها وقامت بتصفح بعض المواقع ..
لا تعلم السبب لتذكرها في تلك اللحظه لذاك الجروب الذي اخبرها عنه اسلام من قبل .. هي لم تدخل الي حسابها منذ فترة طويله .. لذلك دلفت اليه وبدأت في قراءة بعض البوستات التي نُشرت عليه ..
لفت إنتباهها إحدي البوستات الدينيه وكان نصه كالتالي ..
( صادفت مره وسألت نفسك : ايه السبب اللي بيخلي الحاجه الوحشه اللي بخاف انها تحصلي هي نفسها اللي بتحصلي ؟
يعني مثلا واحد بيخاف من الحسد فتلاقيه ديمًا محسود .. أو واحده بتخاف لخطيبها او جوزها يبعد عنها فتعمل كل حاجه تقدر عليها او متقدرش حتي عليها وفي الآخر برضو بيسيبها .. ده حتي نبي الله يعقوب لما خاف من فقده ليوسف فقده بالفعل ..
يعني زي ما بنقول بالبلدي كده " اللي بيخاف من عفريت بيطلعله " .
أقولك انا السبب ؟! .. السبب في قوله عز وجل " أنا عند ظن عبدي بي " .
ربنا سبحانه قال انا عند ظن عبدي بي مقالش أنا عند حسن ظن عبدي بي .. ودي دعوه من رب العباد لنا بالتفاؤل الدائم .. " وعلي نياتكم ترزقون " .. فاجعل دائمًا نواياك حسنه وقلبك مفعم بالتفاؤل والثقه بالله عز وجل . )

ومن دون شعور قامت مريم بفتح صفحته الشخصيه وبدأت في البحث بها وكلما تعمقت بصفحته الشخصيه كلما ازدادت ابتسامتها اتساعًا وقلبها يخفق لا إراديًا منها ..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-