أصول كتابة السيناريو وخطواته وأنواعه ج1

أصول كتابة السيناريو

في البداية أود أن أتحدث عن كلمة "سيناريو" عن أصل الكلمة ومن أين جاءت..
تعد كلمة "سيناريو" من أصل إيطالي، اشتقاق من كلمة "سينا-scena" أي المنظر، والتي شاع استخدامها في اللغات الأوروبية في القرن التاسع عشر، لتعني النص المسرحي بما فيه من مواصفات فنية.
وأيا كان فإن كلمة "سيناريو" يجب أن يغطي معناها كل الجوانب والمعاني الدالة على كل الفصائل السينمائية الرئيسية، من روائية أو تسجيلية أو جمالية وليست الروائية فقط كما شاع مؤخراً وغلب على الطابع العام لكلمة "سيناريو".
وبسبب هذا العموم فقد جاءت الضرورة بإنشاء مصطلح "screen play" لتعني "السيناريو الروائي"، ثم إنشاء مصطلح "script" ومعناها "النص الكتابي" لتعطي الدلالة على أي صورة أو فصيلة من الفصائل السينمائية.


أصول كتابة السيناريو

ماهو السيناريو؟

لمعرفة أصول كتابة السيناريو وخطواته وأنواعه يجدر بنا التفصيل لكل ما يستدعي وفهم كل المعاني التي سنستخدمها في مقالنا هذا..

السيناريو:

السيناريو هو الفكرة المُتَرْجَمة لقصة ما أو فكرة أو قضية اجتماعية على شكل مكتوب لهذا المحتوى، تم تأليفها من قبل كاتبها أو مستوحاة من قصة مكتوبة أو مأخوذة من رواية ما بالاتفاق والتعاقد مع مؤلفها وأصحاب الحقوق، سواء أشخاص أو جهات.
أما المعنى اللغوي والحرفي لكلمة سيناريو فهو:
النص السينمائي أو المسرحي المتضمن لتعليمات المخرج ولحركات الممثلين، وأجواء أداء أدوارهم من حيث المناظر والإضاءة.
أو:
كتابة مفصلة للمشاهد التي يتألف منها الفيلم أو التمثيلية أو المسلسل أو المسرحية، وتتضمن الحوار والتوضيحات الخاصة بالتقاط المشاهد.
ويمكن اعتبار السيناريو والحوار وجهان لعملة واحدة، والهدف الأساسي من السيناريو هو كتابة المسار الذي ستجري عليه المادة المصورة (فيلم، مسرحية، مسلسل أو تمثيلية).

الحوار:

أما الحوار فهو ما يدور من أحداث كلاميّة مختلفة بين شخصيات المادة المصورة أو حتى بين الشخصية ونفسها، وبالنسبة لعملية كتابة السيناريو والحوار فهي عمليّة تحتاج إلى تركيز كبير، وعصف ذهنيّ لإخراجه بأفضل صورة ممكنة، ليكون بعد ذلك جاهزاً لتطبيقه وإنجازه صوتاً وصورةً.

أصول كتابة السيناريو وخطواته وأنواعه


كيفيّة كتابة السيناريو والحوار:

قبل البدء بعملية الكتابة للسيناريو والحوار هنالك العديد من النقاط المهمّة التي يعتمدها العديد من الكتاب الكبار في عمليّة الكتابة، وهذا من شأنه أن يسهل عليهم عمليّة كتابة السيناريو والحوار وتشمل الآتي:
  • الفرضيات:
يفضل دائماً اختصار الفرضيات في فرضيتين رئيسيتين؛ الأولى: تحتوي على وجهة نظر الكاتب بما هو صحيح تجاه قضيّة أو موضوع أو فكرة المادة، والأخرى: تحتوي على الرأي السائد بين أغلبيّة فئات المجتمع والذي يعتقده الكاتب بأنّه غير صائب أو ينقصه العديد من الأدلة التي تدعمه.
  • التساؤلات: تحتوي كل مادة مصورة على مجموعة من التساؤلات، وتعتبر هذه التساؤلات من أهم محاور الفيلم الذي سوف تدور حوله.
  • الموضوع: يقوم الكاتب بشرح موضوع القضيّة، والمشاكل المختلفة حوله بما لا يزيد عن خمسة عشر سطراً.
  • تسلسل المادة المصورة: يقوم الكاتب بوضع تسلسل مبدئي للمادة المصورة؛ بحيث يقوم بوضع أفكار كيف سوف تكون بداية المادة إلى أن تتعقّد في الوسط، وحتى يحين وقت الذروة والحل في النهاية، وهذا من شأنه أن يزيد عدد الأفكار المطروحة لديه، ليختار الأفضل منها.
  • الصراع أو العقدة أو الحبكة: هي المواطن أو الفترات التي يحدث فيها تأزم وتصاعد في تسلسل المادة؛ بحيث يمكن من خلالها استدراج عواطف المشاهد حول هذه المشاهد، وتكون على شكل اضطرابات ومشاكل تواجه البطل الرئيسيّ في هذه المادة.
  • الجمهور المستهدف: ينقسم الجمهور المستهدف إلى جمهور عام أي يشمل جميع شرائح المجتمع، وجمهور خاص يقتصر على عيّنة في مجتمع أو مجتمع كامل؛ ويكون ذلك حسب أهميّة القضيّة المطروحة في المادة المصورة.
  • الأهداف: وتنقسم الأهداف إلى قسمين:
الأول: أهداف عامّة؛ وهي الأهداف المراد تحقيقها من المادة المصورة بالتأثير على المشاهد، وغرس الأفكار المختلفة التي يريدها الكاتب ومخرج المادة المصورة.
والثاني: أهداف خاصّة وتقتصر على فائدتها على المخرج، وكادر العمل.
  • التناغم: كي تكون المادة المصورة قوية يجب أن تكون هناك العديد من الأشياء التي تدعمها وتقويها؛ كوجود المقابلات إن كانت المادة المصورة في قالب وثائقيّ، والمونتاج ويكون من خلال تحديد اسم البرنامج المراد العمل عليه، ومدة اللقطات، والمؤثرات الصوتيّة، والصوريّة على المادة المصورة، وتحديد الإيقاع الذي سوف تسلكه المادة المصورة.
  • المعيقات: من الجدير ذكر كل المعيقات التي يمكن أن تؤدّي إلى تعطيل عمليّة التصوير، ومن ثم ذكر حلول وبدائل لها.
طريقة كتابة السيناريو

طريقة كتابة السيناريو ورقياً:

يكتب السيناريو والحوار على ورق، وكل ورقة يكتب عليها في أعلى اليمين رقم المشهد، والزمان ويكون نهاري أو ليليّ، والمكان يكون داخليّ أو خارجيّ، ثم يتم وضع تسعة صفوف في كل ورقة وتشمل على: الصورة؛ وتعني وصفاً دقيقاً لكل شيء سوف يظهر في شاشة العرض، والصوت وهو الحوار الذي سوف يدور بين شخصيات العمل، وفي حالة لم يكن هناك صوت في اللقطة يترك فارغاً، ورقم اللقطة؛ حيث يتم تفصيل المشهد لعدة لقطات بحيث يسهل على المخرج تصويره، وحجم اللقطة، وزاوية الكاميرا، وحركة الكاميرا، والمؤثرات الصوتيّة، وكتابة الملاحظات إن وجدت.
وبالنسبة لكاتب السيناريو فهو الذي يعمل على النص، وأحياناً يكون هو نفسه مؤلفه، فعمل كاتب السيناريو هو وضع الكلمات على الورق ورسم الشخصية وتطورها بوضوح وكذلك تحديد البناء القصصي.
وقد يطلب المنتج من كاتب السيناريو عمل مسودة أو ما يسمى بالنص الاستكشافي لعرضه على المنتجين أو مساعدو العمل.
إن السيناريو يعتبر عملاً أدبياً فنياً مستقلاً، فهو مثل الرسم المعماري يستخدم فقط كمرحلة وسيطة لابد أن يمر العمل المصور من خلالها في طريقه إلى شكله الكامل النهائي.
ومع ذلك يجب على كاتب السيناريو الذي يكتب للسينما أن يتعامل قبل كل شيئ بالحركة، بل ويجب أن يتحرك حواره باضطراد وأن يحتوي في داخله على جوهر ديناميكية الحركة نفسها، ويجب أن تتحرك شخصياته بحيث يكون هناك حدث ظاهري كافٍ داخل إطار العمل ليبرر وجود هذه الشخصيات في المادة المصورة.
كما أنه يجب أن يكون قادراً على تطوير الحركة داخل كل لقطة على حدة داخل المشهد الواحد والتي تكون بالتالي الفصول، والتي في النهاية تكون المادة المصورة التي يتدخل فيها بشكل أكبر المخرج والمونتير، ومع ذلك فإن كاتب السيناريو هو واضع أساسها.
وأثناء كتابة السيناريو غالباً ما يقتصر دور كاتب السيناريو على كتابة المشاهد الرئيسية دون أن يشير إلى أحجام اللقطات أو زوايا الكاميرا، وقد يضمنه فقط مجموعة من التوجيهات للمخرج والممثلين والمصور.
ومع ذلك فإن كاتب السيناريو النموذجي هو من يكون على معرفة وثيقة بالعناصر الفنية للغة السينمائية أي أنه على دراية بإمكانيات وحدود الكاميرا السينمائية، و باستخدام أنواع اللقطات المختلفة أي أبعاد الكاميرا وزواياها، وكذا وسائل الانتقال، بالرغم من أنه غالباً كما ذكرت لا يشار إليها أثناء الكتابة.
بمجرد اختيار الموضوع يستطيع كاتب السيناريو أن يبدأ في وضع الخطوط الأساسية للبناء، فيقوم بوضع تصور عام للشخصيات وتطور القصة وتصاعدها الدرامي، ثم يبدأ في معالجة تفاصيل كل جزئية من القصة واضعاً التصور العام السابق ذكره أمام عينيه، ويكون عليه في هذه المرحلة أن يتأكد من سلامة منطق الأفكار الأساسية المطروحة وكذلك من مدى قدرة هذه الأفكار على اجتذاب الجمهور وإثارته.
لو أن كاتب السيناريو يعمل الآن على مسودة فأهم ما عليه فعله هو جعل محتواه ذو روح حقيقية وليس مجرد كلمات على ورق، وله أن يستخدم اللهجة العامية أو اللغات المختلفة وحتى طريقة الكلام لكل شخصية.
كأن يعمل على تحديد مواصفات كل شخصية وطريقة تعاملها مع الشخصيات الأخرى وطريقة كلامها كما سبق وذكرت، وأيضاً كيفية تطور حالة الشخصية في علاقاتها مع الشخصيات وإظهار نقاط الضعف ونقاط القوة فيها.

ثم يختار عناصر القصة التي سوف تتصدر المادة المصورة، وبمجرد اكتمالها يمكن وضع خريطة القصة جانباً ويبدأ في كتابة النص.

هذا الفيديو يجمع مشاهد عامة عن كريقة كتابة السيناريو، أنصحك بمشاهدته عزيزي الباحث/ة:



سنتحدث في موضوعنا المقبل عن كيفية وخطوات كتابة السيناريو بالتفصيل.. تابعنا..
وكالعادة عزيزي القارئ/ة إن كانت لديك أي اقتراحات للتعديل أو تعليق فمدونتنا ترحب بمساهمتك التي بالتأكيد ستضيف لنا الكثير.


المراجع:

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-